المسابقة (2)
الفصل 171: المسابقة (2)
شعر غيلياد بالحاجة إلى طرح مثل هذا السؤال، لكنه في النهاية تمكن من التحمل وعدم قول أي شيء. بعد أن اختبر هذا النوع من الأشياء طوال طفولته، هو يعرف جيدا أن التأكيدات والصمت هما أكثر الوسائل فعالية للتواصل مع كارمن.
عندما اقترب يوجين من الباب المغلق لفتحه، شعر بخطى صامتة تتحرك بعيدا على الجانب الآخر. وقف يوجين وانتظر أمام الباب لبضع لحظات. بعد ذلك، عند رؤية كيف ظل الباب مغلقا، اقتربت أصوات شخص يتسلل ببطء مرة أخرى.
“ديزرا! هل أنت، مرافقة فقط، تجرؤين حقًا على مجادلتي، أنا الضابط الموجه خاصتك؟” قالت سيل وهي تنظر إلى ديزرا بتعبير صارم.
سحب يوجين الباب مفتوحًا على الفور.
كجزء من حملة التجنيد الضخمة التي سنها فرسان البلاك لايونز، اتبعت ديزرا حلمها وانضمت إلى الفرقة الثالثة لفرسان البلاك لايونز، بقيادة كارمن لايونهارت، التي أعجبت بها ديزرا.
على الجانب الآخر من الميدان، أعلام عشيرة لايونهارت ترفرف. كل من فرسان الوايت لايونز في زيهم الرمادي وفرسان البلاك لايونز في زيهم الأسود حاضرين في المسابقة. في الوسط وقف البطريرك غيلياد وهو يركب حصانًا أسودًا.
“كيااااا!”
شعر ألتشستر بالإهانة من عدم الإحترام الواضح لعشيرة لايونهارت. على الرغم من أنه أقسم الولاء المطلق للإمبراطور كزعيم لفرسان التنين الأبيض، كفارس بنفسه، لا يزال ألتشستر يحترم فيرموث العظيم وظل مفتونًا بأسطورته منذ صغره.
“إييييك!”
رن صوت صراخ شخصان.
بسبب هذه الكلمات، بدأت عيون ديزرا ترتجف بتردد.
نظر يوجين عبر المدخل المفتوح بوجه متجهم. على الجانب الآخر من الباب، رأى ديزرا، التي قفزت للخلف بضع خطوات وتم القبض عليها الآن في وضع مذنب، وسيل، التي تحافظ على تعبير وقح كما لو أنها رفضت الاعتراف بأنها أصدرت للتو مثل هذا الصوت المحرج.
“لهذا السبب نحن هنا.” ادعت سيل. “لقد جئنا لاصطحابك أنت والسيدة كارمن.”
بينما هو مشغول بالقلق بشأن هذا الأمر، ترجل إبولدت، الواقف بجانب ألتشستر، من حصانه. وضع يده على مقبض السيف عند خصره وسار بثقة إلى الأمام.
لقد جاءت الكياااا من سيل، بينما جاءت الـإيييك من ديزرا.
لهذا السبب أراد الإمبراطور الضغط على اللايونهارت. حتى لو انتهى بهم الأمر بخسارة المنافسة، فلن يخسر فرسان التنين الأبيض الكثير. كما أن هزيمتهم ستنجح كمثال على رعاية الإمبراطور. هذه الفكرة قد زرعت بالفعل في جميع أنحاء المتفرجين مقدما.
“ماذا تفعلان هنا؟” سأل يوجين.
“ماذا تظنني كنت أفعل مثلًا؟ أنا أمر بجانب هذا المدخل فقط.” كذبت سيل بشكل واضح وسرعان ما هدأت قلبها النابض بسرعة من الصدمة التي تلت ذلك. ألقت سيل نظرة جانبية على ديزرا، التي لا تزال تتراجع إلى الوراء، ووبختها، “ديزرا الغبية، لماذا أحدثت مثل هذا الضجيج القبيح؟”
توقف هازارد للحظة ونظر حوله.
“هاه؟” تلعثمت ديزرا.
“….هل هذا يوجين لايونهارت؟”
“لقد بدأتِ في إصدار أصوات مثل الحمقاء الآن.” اتهمتها سيل: “أنا أتحدث عن تلك الصرخات السخيفة — كياااا و إييييك. بغض النظر عن مدى دهشتك، أليس من المبالغة أن تصرخي مرتين على التوالي؟”
“كما لو أنه سيكون من السهل جدا فهم النوايا الحقيقية لجلالة الملك.” تمتم ألتشستر في نفسه.
“ماذا تقصدين بذلك؟” احتجت ديزرا. “لم أصرخ مرتين. أيضًا، بالمعنى الدقيق للكلمة، الصوت الذي صدر مني للتو هو أكثر كَـتفاجئ من صراخ—”
“…نعم، سيدة كارمن. ولماذا سيكون لدي أي ندم من الأساس؟ أنا أؤمن بالفرسان الذين أقسموا بولائهم لعشيرة لايونهارت. حتى لو لم يملكوا اسم لايونهارت ودم عائلة لايونهارت لا يتدفق عبر عروقهم، فهم لا يزالون فرسان عشيرة لايونهارت، الذين أقسموا الولاء لعائلة لايونهارت.” أعلن غيلياد بفخر.
“لا، لقد صرخت بالتأكيد مرتين. بفضل ذلك، تجمدتِ أيضا بسبب المفاجأة!” أصرت سيل، وليس لديها نية للاعتراف بأنها أطلقت أي صرخة. في نفس الوقت، هناك سؤال يختمر في زاوية قلبها، ‘كنت بالتأكيد أنتبه لأي علامات على وجوده، إذن كيف؟’
لاحظ يوجين أيضا أن سيل تحاول قراءة آثار وجوده. لذلك، لمضايقة سيل، أخفى كل علامات وجوده وانتظر عند الباب. بغض النظر عن مدى حرص حواس سيل، من المستحيل على سيل اكتشافه إذا صمم يوجين على إخفاء نفسه.
“…أيضًا…” تابع غيلياد وهو ينظر إلى الأمام بابتسامة ساخرة. “…بصراحة لا أستطيع أن أتخيل مشهد ذلك الطفل وهو يخسر.”
“صرخت مرة واحدة فقط!” جادلت ديزرا.
على الجانب الآخر من الميدان، أعلام عشيرة لايونهارت ترفرف. كل من فرسان الوايت لايونز في زيهم الرمادي وفرسان البلاك لايونز في زيهم الأسود حاضرين في المسابقة. في الوسط وقف البطريرك غيلياد وهو يركب حصانًا أسودًا.
“ديزرا! هل أنت، مرافقة فقط، تجرؤين حقًا على مجادلتي، أنا الضابط الموجه خاصتك؟” قالت سيل وهي تنظر إلى ديزرا بتعبير صارم.
نفت سيل: “لم أقل شيئا.”
“اسمح لي بالخروج أولًا.” عرض هازارد. “سيمنحك ذلك فرصة لمعرفة قوة الجانب الآخر وتحديد متى تريد القتال—”
تماما كما قالت سيل.
يطلق على فرسان التنين الأبيض أفضل الفرسان في الإمبراطورية. حتى غيلياد مدركٌ تماما لسمعتهم. ومع ذلك، لم يعتقد أن فرسان الوايت لايونز أدنى منهم بأي شكل من الأشكال.
لكن هذا ليس السبب الوحيد لعقد هذا المؤتمر. تحدث الإمبراطور أيضًا إلى ألتشستر بشكل خاص حول أهدافه في هذه المسابقة.
كجزء من حملة التجنيد الضخمة التي سنها فرسان البلاك لايونز، اتبعت ديزرا حلمها وانضمت إلى الفرقة الثالثة لفرسان البلاك لايونز، بقيادة كارمن لايونهارت، التي أعجبت بها ديزرا.
بفضل ذلك، تمكن ديزرا لحسن الحظ من ارتداء زي فرسان البلاك لايونز، ولكن لسوء الحظ، مهارات ديزرا تفتقر إلى حد كبير بالنسبة لِـعضو في البلاك لايونز. في النهاية، صارت ديزرا متدربةً ومساعدة لتلميذة كارمن، سيل.
“لا، لقد صرخت بالتأكيد مرتين. بفضل ذلك، تجمدتِ أيضا بسبب المفاجأة!” أصرت سيل، وليس لديها نية للاعتراف بأنها أطلقت أي صرخة. في نفس الوقت، هناك سؤال يختمر في زاوية قلبها، ‘كنت بالتأكيد أنتبه لأي علامات على وجوده، إذن كيف؟’
“…هذا….هذا فقط سخيف. حتى مع كونكِ الضابط الموجه، سيدة سيل، لا يمكنني تقبل اتهامي بفعل شيء لم أفعله.” جادلت ديزرا بعناد.
فتحت كارمن ولاعتها ووضعت سيجارًا في فمها قبل المتابعة، “على الرغم من أنه بنى ببطء المزيد والمزيد من القوة، إلا أنه لم يحصل على أي مكان لإطلاقها. ومع ذلك، هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب اتخاذها قبل بدء الحرب. ولكن عندما بدأ سلطان نهاما في تقطير لعابه هنا وهناك لأن بطنه مليئة بالجشع والغرور، فمن الأفضل أن تصدق أن إمبراطورنا المهيب يسيل لعابه بنفس القدر.”
“لا تنظر بازدراء إلى عشيرة لايونهارت.” قال ألتشستر: “إنهم العشيرة العسكرية التي سادت على قمة الإمبراطورية على مدى الثلاثمائة عام الماضية. من بين جميع الفرسان المفتونين بسمعتهم، يتم اختيار فقط أولئك الذين لديهم مهارات استثنائية بعناية للانضمام إليهم وتلقي مزيد من التدريب ليصيروا أعضاء في فرسان الوايت لايونز.”
قالت سيل وهي تنظر إلى ديزرا بعيون ضيقة: “إذا واصلت هذا الأمر، فلن أعتني بك في المرة القادمة التي نخرج فيها معا.”
“عُلِم.” وافق لامان.
بسبب هذه الكلمات، بدأت عيون ديزرا ترتجف بتردد.
‘عادة، ينتهي كل شيء قبل حدوث مواجهة شاملة.’
“…لو إنني أنظر إليهم بتعالي، لما شاركت حتى في هذه المسابقة.” أجاب الرجل في النهاية.
فقط من خلال الاستماع إلى محادثتهم، قد يشعر المرء أن سيل هي نموذج للحقارة لإصدار مثل هذا التهديد، لكن بشكل غير متوقع، إعتنت سيل بالفعل بديزرا بعدة طرق بعد أن انضمت مؤخرًا إلى البلاك لايونز كمساعد لها.
ومع ذلك، ماذا لو فازوا؟ عندها سيعرف العالم كله أن ثروات عشيرة لايونهارت قد تراجعت بالفعل وأن دماء البطل قد تراجعت الآن. وإذا وجد أي متراجعين عن الإنضمام إلى فرسان الوايت لايونز نتيجة لذلك، فمن المؤكد أن الإمبراطور سوف يحتضنهم بسخاء ويوفر لهم مكانًا بين فرسانه.
“أنتِ على حق.” اعترف ديزرا بتعبير محرج. “الحقيقة هي أنني صرخت مرتين.”
“هل سمعت ذلك؟” تفاخرت سيل بتعجرف وهي تنظر إلى يوجين.
“لقد بدأتِ في إصدار أصوات مثل الحمقاء الآن.” اتهمتها سيل: “أنا أتحدث عن تلك الصرخات السخيفة — كياااا و إييييك. بغض النظر عن مدى دهشتك، أليس من المبالغة أن تصرخي مرتين على التوالي؟”
“ماذا قلتِ للتو؟” سأل سيان.
“…وماذا تريدين مني؟” سأل يوجين.
“لماذا تستمر في التطفل على مكتب السيدة كارمن في الآونة الأخيرة؟” سألت سيل بينما اختفت الابتسامة التي تم لصقها للتو على وجهها. محدقة بوجه يوجين مع تعبير مشبوه، سألت سيل، “لا يمكن أنك تفكر في أن تصير تلميذ السيدة كارمن، أليس كذلك؟”
“…نعم، سيدة كارمن. ولماذا سيكون لدي أي ندم من الأساس؟ أنا أؤمن بالفرسان الذين أقسموا بولائهم لعشيرة لايونهارت. حتى لو لم يملكوا اسم لايونهارت ودم عائلة لايونهارت لا يتدفق عبر عروقهم، فهم لا يزالون فرسان عشيرة لايونهارت، الذين أقسموا الولاء لعائلة لايونهارت.” أعلن غيلياد بفخر.
“هل هناك شيء خاطئ في ذلك؟” سأل يوجين.
أوضحت كارمن: “أنا أتحدث عن اقتراح هذه المسابقة من الأساس.”
علقت سيل قائلة: “غيرتك قبيحة.”
“لا يمكنك.” رفضت سيل بشدة. “أنت تتلقى بالفعل إرشادات خاصة من السير جينوس. إذا قبلت تعليمات من السيدة كارمن فوق ذلك، سيكون ذلك جشعًا جدا وغير عادل.”
“لا تنظر بازدراء إلى عشيرة لايونهارت.” قال ألتشستر: “إنهم العشيرة العسكرية التي سادت على قمة الإمبراطورية على مدى الثلاثمائة عام الماضية. من بين جميع الفرسان المفتونين بسمعتهم، يتم اختيار فقط أولئك الذين لديهم مهارات استثنائية بعناية للانضمام إليهم وتلقي مزيد من التدريب ليصيروا أعضاء في فرسان الوايت لايونز.”
“هذا صحيح….سيدي يوجين. السيدة كارمن مشغولة للغاية بالفعل بتوجيه الفرقة الثالثة فقط.” دعمت ديزرا سيل بينما تتعثر في مخاطبة يوجين بِـسيدي.
ومع ذلك، نظرًا لأنها اضطرت الآن إلى استخدام التكريم كلما اضطرت إلى مخاطبة سيان وسيل، فسيكون من المحرج بالنسبة لها عدم استخدام سيدي عند مخاطبة يوجين أيضًا. والآن بعد أن صارت عضوا في الفرقة الثالثة، عليها فقط أن تبذل قصارى جهدها لتعتاد على مخاطبة أولئك من العائلة الرئيسية بإسم سيدي أو سيدتي.
هذا ليس فقط بالنسبة للصراعات بين الفرسان الإمبراطوريين والفرسان النبلاء أيضا. عادة لا تقاتل أسلحة الفرسان النبيلة فيما بينها أيضا، لأن الصراع المباشر بين أسلحة الفرسان يمكن أن يؤدي بسهولة إلى معركة على أراضي بعضهم البعض.
علق يوجين وهو ينظر إلى كارمن، الواضعة ساقيها على الطاولة: “يجب أن يكون من الجيد الاستمرار في تلقي مثل هذه المودة من كل مكان.”
هي تجلس أيضا على حصان أسود بجانب غيلياد. رفرفت أطراف معطفها وهي تراقب الحقل الواسع أمامهم.
في حين أن هذا قد يكون الأولوية الأصلية للمنظمين، إلا أن أيا من المتفرجين الذين تجمعوا لمشاهدة المسابقة لم يهتم بذلك.
بووف، بووف.
نفت سيل: “لم أقل شيئا.”
“قد يكون هذا هو الحال، ولكن….”
ظلت كارمن تفتح وتغلق ولاعتها بينما تحاول كبح الابتسامة التي توشك على الانتشار عبر شفتيها.
وقد انعكس هذا في الطريقة التي شجعته بها كارمن، “لذا أيها البطريرك، لا داعٍ للندم على اقتراح هذه المسابقة. هذا هو القرار الذي اتخذته بصفتك لورد الأسرة. دم البطل العظيم الذي يتدفق عبر عروقنا لم يضعف أبدًا، ولا تزال عشيرة لايونهارت لا تقهر على الرغم من العواصف القاسية التي تعرضت لها. هذا صحيح، نحن تماما مثل شجرة الصنوبر التي تتحمل أقسى العواصف….!”
“الوقت يقترب ببطء من التاريخ المقرر لبداية للمسابقة، لذا ماذا تفعلان يا رفاق هنا؟ حتى مع حقيقة أنكما لن تشاركا، ألم يتم إعطاء وقت راحة لجميع أعضاء الفرسان لكي يشاهدوا المسابقة؟” استفسر يوجين.
ومع ذلك، ماذا لو فازوا؟ عندها سيعرف العالم كله أن ثروات عشيرة لايونهارت قد تراجعت بالفعل وأن دماء البطل قد تراجعت الآن. وإذا وجد أي متراجعين عن الإنضمام إلى فرسان الوايت لايونز نتيجة لذلك، فمن المؤكد أن الإمبراطور سوف يحتضنهم بسخاء ويوفر لهم مكانًا بين فرسانه.
“لن أستخدم أي سحر أيضًا. ألم أخبرك للتو أن كل ما أحتاجه هو سيف واحد؟” كرر يوجين ما قاله.
“لهذا السبب نحن هنا.” ادعت سيل. “لقد جئنا لاصطحابك أنت والسيدة كارمن.”
قال يوجين معتذرًا: “اعتذاري، لكن لسوء الحظ، لن أتمكن من التسكع براحة معكم.”
ابتسم غيلياد بسخرية وهو يعترف، “بدا جلالة الملك صريحًا بعض الشيء.”
“لِمَ لا؟” اشتكت سيل.
“أي ندم؟” سألت كارمن.
أجاب يوجين دون أي أثر للتردد أو القلق: “لأنني قررت المشاركة في المسابقة.”
اتسعت عيون سيل وديزرا بِـدهشة.
قام يوجين بتثبيت السيف الطويل الذي أخرجه مسبقًا على خصره ونظر إلى فرسان الوايت لايونز الذين سيشاركون في المسابقة.
منذ ثلاثمائة عام مضت، اتخذت عشيرة لايونهارت الغابة المترامية الأطراف بأكملها على الحدود الغربية لسيريس كمجال لها، ولم توجد منازل نبيلة أخرى تقع على مشارف أراضيهم.
‘عادة، ينتهي كل شيء قبل حدوث مواجهة شاملة.’
بعبارات أخرى، المجال الذي ستجرى فيه المنافسة ليس جزءا من الملكية الخاصة لعشيرة لايونهارت. تنتمي هذه المنطقة إلى كيهل كجزء من الأراضي المملوكة مباشرة للإمبراطور.
“من الواضح أن ذلك سيؤدي فقط إلى إجراء مقارنات غير مواتية بينكما. لا تكن أنانيا وإبقَ هنا يا أخي.” وبخته سيل.
“….فرسان البلاك لايونز هم الذين عانوا من الحادث الأخير. فرسان الوايت لايونز الذين يخدمون السلالة المباشرة لم يتعرضوا لأي ضرر.” ذكَّر ألتشستر الرجل.
ونظرًا لأن هذه المواجهة برمتها قد نشأت عن بعض الخلافات التافهة، فلا داعي لإراقة دماء أكثر من اللازم. خلال هذه المسابقة، على المشاركين التأكد دائما من احترام شرف بعضهم البعض والالتزام بقواعد الفروسية.
حذرهم يوجين: “خصومنا هم أفضل سلاح فرسان في هذه الإمبراطورية.”
ونظرًا لأن هذه المواجهة برمتها قد نشأت عن بعض الخلافات التافهة، فلا داعي لإراقة دماء أكثر من اللازم. خلال هذه المسابقة، على المشاركين التأكد دائما من احترام شرف بعضهم البعض والالتزام بقواعد الفروسية.
في حين أن هذا قد يكون الأولوية الأصلية للمنظمين، إلا أن أيا من المتفرجين الذين تجمعوا لمشاهدة المسابقة لم يهتم بذلك.
فقط من خلال الاستماع إلى محادثتهم، قد يشعر المرء أن سيل هي نموذج للحقارة لإصدار مثل هذا التهديد، لكن بشكل غير متوقع، إعتنت سيل بالفعل بديزرا بعدة طرق بعد أن انضمت مؤخرًا إلى البلاك لايونز كمساعد لها.
لقد جاءت الكياااا من سيل، بينما جاءت الـإيييك من ديزرا.
هناك مئات العيون تراقب للتأكد من أن جميع المشاركين في هذه المسابقة يتصرفون بشرف مع بعضهم البعض، ويلتزمون بقواعد الفروسية، ويقيدون أنفسهم من أي إراقة دماء غير ضرورية. معظم هؤلاء المتفرجين هم أرستقراطيون يتمتعون على الأقل ببعض المكانة الفردية داخل كيهل، وحتى أولئك الذين ليس لديهم ألقابهم الخاصة فَـهم تجار منحتهم ثروتهم مكانة لا يمكن تجاهلها. بدلا من الأشياء الباهتة مثل الشرف أو الفروسية، عيونهم مليئة بالاهتمام حيث تخيلوا المعارك القادمة بين سلاحي الفرسان.
“لقد بدأتِ في إصدار أصوات مثل الحمقاء الآن.” اتهمتها سيل: “أنا أتحدث عن تلك الصرخات السخيفة — كياااا و إييييك. بغض النظر عن مدى دهشتك، أليس من المبالغة أن تصرخي مرتين على التوالي؟”
فرسان التنين الأبيض، الذين خدموا العائلة الإمبراطورية مباشرة، وفرسان لايونهارت، الذين بدأ سجلهم المرموق لأول مرة منذ ثلاثمائة عام، سيواجهون بعضهم البعض وجها لوجه. حتى الآن، لم تحدث مواجهة مباشرة بين الفرسان الإمبراطوريين وأسلحة الفرسان التي خدمت نبلاء كيهل.
بووف.
‘عادة، ينتهي كل شيء قبل حدوث مواجهة شاملة.’
“…لو إنني أنظر إليهم بتعالي، لما شاركت حتى في هذه المسابقة.” أجاب الرجل في النهاية.
هذا ليس فقط بالنسبة للصراعات بين الفرسان الإمبراطوريين والفرسان النبلاء أيضا. عادة لا تقاتل أسلحة الفرسان النبيلة فيما بينها أيضا، لأن الصراع المباشر بين أسلحة الفرسان يمكن أن يؤدي بسهولة إلى معركة على أراضي بعضهم البعض.
لذلك، فإن أي نزاع بين أسلحة الفرسان يلتزم دائما بهذه القواعد: يجب دائما تأسيس أي نزاع على أسباب عادلة، ويجب ترتيب المبارزات بدقة حتى لا تترك أي ندم، ومن المتوقع أن يظهر كلا الجانبين الاحترام لبعضهما البعض لمنع الخاسر من التعرض للإذلال المفرط. وهكذا، فإن أي صراعات تنشأ لن تتجاوز حجم مبارزة واحد مقابل واحد، وتم حظر تعبئة سلاح الفرسان بأكمله في الميدان صراحة دون إذن من رعاتهم النبلاء….
أجاب يوجين دون أي أثر للتردد أو القلق: “لأنني قررت المشاركة في المسابقة.”
“…أتوقع أن يتم تقليل حجم أراضيهم قليلًا لولا هذا.” وافقها غيلياد في النهاية.
“سبب هذا الصراع هو فرسان التنين الأبيض في المقام الأول، لذلك كان فرسان لايونهارت على حق منذ بداية كل هذا.”
“…نعم، سيدة كارمن. ولماذا سيكون لدي أي ندم من الأساس؟ أنا أؤمن بالفرسان الذين أقسموا بولائهم لعشيرة لايونهارت. حتى لو لم يملكوا اسم لايونهارت ودم عائلة لايونهارت لا يتدفق عبر عروقهم، فهم لا يزالون فرسان عشيرة لايونهارت، الذين أقسموا الولاء لعائلة لايونهارت.” أعلن غيلياد بفخر.
“ومع ذلك، فإن فرسان التنين الأبيض الذين يخدمون جلالته لا يمكن أن يكونوا أول من يحني رؤوسهم.”
“قد يكون هذا هو الحال، ولكن….”
“هل يجب أن أذهب إلى هناك أيضًا؟” إقترح سيان، متأملًا.
“هذه مجرد إشاعة تنتشر داخل القصر الإمبراطوري، لكن جلالة الإمبراطور قد يخطط لتصعيد هذا إلى حرب شاملة.”
“أي نوع من الهراء هو هذا….؟”
خفض صوته إلى أدنى مستوى ممكن، كما لو إنه يقول سرًا عظيمًا، وهمس الماركيز، “عشيرة لايونهارت هي عائلة أرستقراطية مرموقة يمكن حتى تسميتها أقوى دعامة لكيهل. سلفهم، فيرموث العظيم، بطلٌ عظيما سيترك اسمه إلى الأبد في تاريخ القارة…..وإذا حاولت هذه العشيرة البدء في انقلاب….فقط كم سيكون هذا صعبًا على صاحب الجلالة؟”
“كما تعلم، منذ وقت ليس ببعيد، حدث صراع داخلي بين أفراد الأسرة في سلسلة جبال أوكلاس، داخل نطاق عشيرة لايونهارت. لم تقع الكثير من الضحايا، لكن هيبة عشيرة لايونهارت، التي تفتخر بكونها أقوى عشيرة عسكرية في القارة بأكملها، سقطت إلى القاع. حتى أنهم بدأوا في إلغاء تقاليدهم القديمة لمحاولة تصحيح ذلك وإستعادة سلطة الأسرة.”
بينما هو مشغول بالقلق بشأن هذا الأمر، ترجل إبولدت، الواقف بجانب ألتشستر، من حصانه. وضع يده على مقبض السيف عند خصره وسار بثقة إلى الأمام.
الشخص الذي قاد هذه المحادثة هو ماركيز بليزيكو، وهو نبيل مشهور بالوصول الواسع لدوائره الاجتماعية، والتي امتدت حتى إلى الكنائس المختلفة.
بووف، بووف.
“ماذا تقصدين بذلك؟” احتجت ديزرا. “لم أصرخ مرتين. أيضًا، بالمعنى الدقيق للكلمة، الصوت الذي صدر مني للتو هو أكثر كَـتفاجئ من صراخ—”
خفض صوته إلى أدنى مستوى ممكن، كما لو إنه يقول سرًا عظيمًا، وهمس الماركيز، “عشيرة لايونهارت هي عائلة أرستقراطية مرموقة يمكن حتى تسميتها أقوى دعامة لكيهل. سلفهم، فيرموث العظيم، بطلٌ عظيما سيترك اسمه إلى الأبد في تاريخ القارة…..وإذا حاولت هذه العشيرة البدء في انقلاب….فقط كم سيكون هذا صعبًا على صاحب الجلالة؟”
شهق مستمعوه في الفهم، “آآآآه….!”
أوضح بليزيكو قائلا: “من خلال هذه المسابقة، يعتزم جلالته تأكيد هل عشيرة لايونهارت تمكنت أم لا من تحقيق أدنى تقدم في تصحيح سقوطها البطيء. هذا هو السبب في أنه سمح للجميع هنا بمراقبة المنافسة حتى يتمكنوا من تأكيدها بأنفسهم. حتى لو هزم فرسان الوايت لايونز فرسان التنين الأبيض في هذه المسابقة، فإن جلالة الملك سيظل سعيدا جدا بهذه النتيجة.”
“إبولدت؟” دعاه ألتشستر متسائلا.
تدفقت المحادثات المليئة بمثل هذا المحتوى في جميع أنحاء حشد المتفرجين بأكمله.
“…هذا….هذا فقط سخيف. حتى مع كونكِ الضابط الموجه، سيدة سيل، لا يمكنني تقبل اتهامي بفعل شيء لم أفعله.” جادلت ديزرا بعناد.
“كما لو أنه سيكون من السهل جدا فهم النوايا الحقيقية لجلالة الملك.” تمتم ألتشستر في نفسه.
بعبارات أخرى، المجال الذي ستجرى فيه المنافسة ليس جزءا من الملكية الخاصة لعشيرة لايونهارت. تنتمي هذه المنطقة إلى كيهل كجزء من الأراضي المملوكة مباشرة للإمبراطور.
فقط لكي يرد الرجل بجانبه: “ليس وكأننا حقا بحاجة إلى فهم إرادته السامية.”
غير الرجل المواضيع، “صحيح أن عشيرة لايونهارت تمر بالكثير من العواصف مؤخرا، أليس كذلك؟ قد تنبع هذه المنافسة من نزاع بين الفرسان، لكن ليس من السيء أن تكون هناك مواجهة شاملة مثل هذه من أجل تأكيد القوة الحقيقية لعشيرة لايونهارت.”
“لِمَ لا؟” اشتكت سيل.
“….فرسان البلاك لايونز هم الذين عانوا من الحادث الأخير. فرسان الوايت لايونز الذين يخدمون السلالة المباشرة لم يتعرضوا لأي ضرر.” ذكَّر ألتشستر الرجل.
“…لو إنني أنظر إليهم بتعالي، لما شاركت حتى في هذه المسابقة.” أجاب الرجل في النهاية.
“نعم، أنا على علم بذلك. ومع ذلك، هؤلاء الفرسان الذين أقسموا الولاء للعائلة التي بدأت تتهاوى من الداخل….هل ستكون حقا استثنائية مثل السمعة والتقاليد التي ورثوها….؟” تساءل الرجل بشكل مرتاب وهو ينظر نحو الجانب الآخر بابتسامة رقيقة.
على الجانب الآخر من الميدان، أعلام عشيرة لايونهارت ترفرف. كل من فرسان الوايت لايونز في زيهم الرمادي وفرسان البلاك لايونز في زيهم الأسود حاضرين في المسابقة. في الوسط وقف البطريرك غيلياد وهو يركب حصانًا أسودًا.
وقد انعكس هذا في الطريقة التي شجعته بها كارمن، “لذا أيها البطريرك، لا داعٍ للندم على اقتراح هذه المسابقة. هذا هو القرار الذي اتخذته بصفتك لورد الأسرة. دم البطل العظيم الذي يتدفق عبر عروقنا لم يضعف أبدًا، ولا تزال عشيرة لايونهارت لا تقهر على الرغم من العواصف القاسية التي تعرضت لها. هذا صحيح، نحن تماما مثل شجرة الصنوبر التي تتحمل أقسى العواصف….!”
“لا تنظر بازدراء إلى عشيرة لايونهارت.” قال ألتشستر: “إنهم العشيرة العسكرية التي سادت على قمة الإمبراطورية على مدى الثلاثمائة عام الماضية. من بين جميع الفرسان المفتونين بسمعتهم، يتم اختيار فقط أولئك الذين لديهم مهارات استثنائية بعناية للانضمام إليهم وتلقي مزيد من التدريب ليصيروا أعضاء في فرسان الوايت لايونز.”
شعر ألتشستر بالإهانة من عدم الإحترام الواضح لعشيرة لايونهارت. على الرغم من أنه أقسم الولاء المطلق للإمبراطور كزعيم لفرسان التنين الأبيض، كفارس بنفسه، لا يزال ألتشستر يحترم فيرموث العظيم وظل مفتونًا بأسطورته منذ صغره.
لكن هذا ليس السبب الوحيد لعقد هذا المؤتمر. تحدث الإمبراطور أيضًا إلى ألتشستر بشكل خاص حول أهدافه في هذه المسابقة.
“…لو إنني أنظر إليهم بتعالي، لما شاركت حتى في هذه المسابقة.” أجاب الرجل في النهاية.
نفت سيل: “لم أقل شيئا.”
ومع ذلك، نظرًا لأنها اضطرت الآن إلى استخدام التكريم كلما اضطرت إلى مخاطبة سيان وسيل، فسيكون من المحرج بالنسبة لها عدم استخدام سيدي عند مخاطبة يوجين أيضًا. والآن بعد أن صارت عضوا في الفرقة الثالثة، عليها فقط أن تبذل قصارى جهدها لتعتاد على مخاطبة أولئك من العائلة الرئيسية بإسم سيدي أو سيدتي.
هذا هو أحد قادة فرسان التنين الأبيض، إبولدت ماغيوس.
تابع إبولدت: “بغض النظر عن هل ستنتهي هذه المنافسة بانتصارنا أو هزيمتنا، فمن الضروري الحصول على فهم أكثر دقة لقوة عشيرة لايونهارت، حتى لو فقط من أجل مؤتمر الوحدة الذي سيعقد العام المقبل.”
لكن هذا ليس السبب الوحيد لعقد هذا المؤتمر. تحدث الإمبراطور أيضًا إلى ألتشستر بشكل خاص حول أهدافه في هذه المسابقة.
“أحتاج فقط إلى استخدام سيف واحد. هذا يعني أنني لست بحاجة إلى ارتداء عباءتي.” أوضح يوجين.
“لهذا السبب نحن هنا.” ادعت سيل. “لقد جئنا لاصطحابك أنت والسيدة كارمن.”
لا يهم كم نسبهم عظيم، عشيرة لايونهارت لا تزال مجرد عائلة نبيلة. أليس من المفرط لمثل هذه الأسرة أن تمتلك القوة الكافية لتقديم سلاحي فرسان كاملين، مع مائة وستين فارسًا في واحد وواحد وستين فارسًا في الآخر؟ هل من المناسب حقًا لبطل منذ ثلاثمائة عام وإرثه أن يحظى باحترام أكبر من الإمبراطور الحالي؟
بدأ لامان، “بدلا من أن يخرج السيد الشاب شخصيًا، يمكنني—”
لهذا السبب أراد الإمبراطور الضغط على اللايونهارت. حتى لو انتهى بهم الأمر بخسارة المنافسة، فلن يخسر فرسان التنين الأبيض الكثير. كما أن هزيمتهم ستنجح كمثال على رعاية الإمبراطور. هذه الفكرة قد زرعت بالفعل في جميع أنحاء المتفرجين مقدما.
عندما مد يوجين ببطء يده وفك مفاصل إحدى يديه، ظلت يده الأخرى مطوية داخل عباءته، تتفقد أسلحته.
ومع ذلك، ماذا لو فازوا؟ عندها سيعرف العالم كله أن ثروات عشيرة لايونهارت قد تراجعت بالفعل وأن دماء البطل قد تراجعت الآن. وإذا وجد أي متراجعين عن الإنضمام إلى فرسان الوايت لايونز نتيجة لذلك، فمن المؤكد أن الإمبراطور سوف يحتضنهم بسخاء ويوفر لهم مكانًا بين فرسانه.
“أي ندم؟” سألت كارمن.
“…هذا….هذا فقط سخيف. حتى مع كونكِ الضابط الموجه، سيدة سيل، لا يمكنني تقبل اتهامي بفعل شيء لم أفعله.” جادلت ديزرا بعناد.
هي تجلس أيضا على حصان أسود بجانب غيلياد. رفرفت أطراف معطفها وهي تراقب الحقل الواسع أمامهم.
“…نظرًا لأن لديه العديد من الغموض حوله، يجب أن يجعلهم ذلك يرغبون في تقديسه أكثر.” تمتمت سيل لنفسها.
“ماذا تقصدين؟” سأل غيلياد.
أوضحت كارمن: “أنا أتحدث عن اقتراح هذه المسابقة من الأساس.”
قام يوجين بتثبيت السيف الطويل الذي أخرجه مسبقًا على خصره ونظر إلى فرسان الوايت لايونز الذين سيشاركون في المسابقة.
ابتسم غيلياد بسخرية وهو يعترف، “بدا جلالة الملك صريحًا بعض الشيء.”
قام يوجين بتثبيت السيف الطويل الذي أخرجه مسبقًا على خصره ونظر إلى فرسان الوايت لايونز الذين سيشاركون في المسابقة.
تنهدت كارمن “لأن هذا السلام استمر لفترة طويلة.”
“لا، لقد صرخت بالتأكيد مرتين. بفضل ذلك، تجمدتِ أيضا بسبب المفاجأة!” أصرت سيل، وليس لديها نية للاعتراف بأنها أطلقت أي صرخة. في نفس الوقت، هناك سؤال يختمر في زاوية قلبها، ‘كنت بالتأكيد أنتبه لأي علامات على وجوده، إذن كيف؟’
بووف.
فتحت كارمن ولاعتها ووضعت سيجارًا في فمها قبل المتابعة، “على الرغم من أنه بنى ببطء المزيد والمزيد من القوة، إلا أنه لم يحصل على أي مكان لإطلاقها. ومع ذلك، هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب اتخاذها قبل بدء الحرب. ولكن عندما بدأ سلطان نهاما في تقطير لعابه هنا وهناك لأن بطنه مليئة بالجشع والغرور، فمن الأفضل أن تصدق أن إمبراطورنا المهيب يسيل لعابه بنفس القدر.”
“…هذا إدعاءٌ خطير جدًا لقوله.” رد غيلياد.
ومع ذلك، ماذا لو فازوا؟ عندها سيعرف العالم كله أن ثروات عشيرة لايونهارت قد تراجعت بالفعل وأن دماء البطل قد تراجعت الآن. وإذا وجد أي متراجعين عن الإنضمام إلى فرسان الوايت لايونز نتيجة لذلك، فمن المؤكد أن الإمبراطور سوف يحتضنهم بسخاء ويوفر لهم مكانًا بين فرسانه.
“هل هناك شيء خاطئ مع ما قلته للتو؟ حتى لو صرت إمبراطورًا لإمبراطورية، فلا يزال يتعين عليك معرفة كيف تكون راضيًا باعتدال….لولا أن سلفنا قد أرسى جذوره في إمبراطورية كيهل قبل ثلاثمائة عام، هل تعتقد حقا أن كيهل ستتمكن من الاحتفاظ بمكانتها كإمبراطورية خلال تلك الأوقات الفوضوية؟” لاحظت كارمن بسخرية.
“هل هناك شيء خاطئ مع ما قلته للتو؟ حتى لو صرت إمبراطورًا لإمبراطورية، فلا يزال يتعين عليك معرفة كيف تكون راضيًا باعتدال….لولا أن سلفنا قد أرسى جذوره في إمبراطورية كيهل قبل ثلاثمائة عام، هل تعتقد حقا أن كيهل ستتمكن من الاحتفاظ بمكانتها كإمبراطورية خلال تلك الأوقات الفوضوية؟” لاحظت كارمن بسخرية.
“نعم.” أجاب هازارد، قائد الفرقة الثانية لفرسان الوايت لايونز، بإيماءة. “إذا تعِبتَ أو أُصِبت، فلا بأس إذا لم تتحدى الخصم التالي وتغادر الحلبة. هذه ليست معركة حتى الموت بعد كل شيء….”
“…أتوقع أن يتم تقليل حجم أراضيهم قليلًا لولا هذا.” وافقها غيلياد في النهاية.
شخرت كارمن، “هذا صحيح. كيهل لديها الكثير من الأعداء. إذا لم تصد عشيرتنا على الفور البرابرة في الغابة الجنوبية، لإضطر الفرسان الإمبراطوريون، الذين يفخر جلالته بهم، بحاجة إلى تولي واجبنا. البطريرك، أنت تفهم ما أقوله، صحيح؟”
بدأ لامان، “بدلا من أن يخرج السيد الشاب شخصيًا، يمكنني—”
بقي غيلياد صامتا.
“عُلِم.” وافق لامان.
“ظلت عشيرة لايونهارت تحمي كيهل منذ ثلاثمائة عام. دون الحصول على أي ألقاب رسمية للقيام بذلك! ومع ذلك، فإن الإمبراطور، الذي تمتلئ بطنه بالجشع والغرور، لا يقدر عملنا الشاق ويسعى إلى استهدافنا في وقت ضعفنا، والدوس على اسم عائلتنا والتوق إلى قوتنا.” قالت كارمن هذه الكلمات بغضب بارد.
أجاب يوجين دون أي أثر للتردد أو القلق: “لأنني قررت المشاركة في المسابقة.”
لوح يوجين نحو لامان وهو يرسل نظرة خاطفة نحو جيرهارد. جالسًا على حصانه، جيرهارد ينظر إلى يوجين بعيون مليئة بالعاطفة. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها ابنه يبدو مثيرًا للإعجاب في ساحة المعركة، ويجذب انتباه الجميع كما لو إن الضوء يسلط عليه.
على الرغم من أنها احتفظت بمظهر امرأة في العشرينات من عمرها، إلا أن كارمن لا تزال عمة غيلياد.
“هاه؟” أجاب هازارد والفرسان الآخرون، غير قادرين على إخفاء تعبيراتهم المتفاجئة. “لا أعتقد أن هناك أي حاجة لذلك….؟”
بعبارات أخرى، المجال الذي ستجرى فيه المنافسة ليس جزءا من الملكية الخاصة لعشيرة لايونهارت. تنتمي هذه المنطقة إلى كيهل كجزء من الأراضي المملوكة مباشرة للإمبراطور.
وقد انعكس هذا في الطريقة التي شجعته بها كارمن، “لذا أيها البطريرك، لا داعٍ للندم على اقتراح هذه المسابقة. هذا هو القرار الذي اتخذته بصفتك لورد الأسرة. دم البطل العظيم الذي يتدفق عبر عروقنا لم يضعف أبدًا، ولا تزال عشيرة لايونهارت لا تقهر على الرغم من العواصف القاسية التي تعرضت لها. هذا صحيح، نحن تماما مثل شجرة الصنوبر التي تتحمل أقسى العواصف….!”
“هذا صحيح….سيدي يوجين. السيدة كارمن مشغولة للغاية بالفعل بتوجيه الفرقة الثالثة فقط.” دعمت ديزرا سيل بينما تتعثر في مخاطبة يوجين بِـسيدي.
ولكن ما علاقة شجرة الصنوبر مع أي من هذا؟
“إبولدت؟” دعاه ألتشستر متسائلا.
شعر غيلياد بالحاجة إلى طرح مثل هذا السؤال، لكنه في النهاية تمكن من التحمل وعدم قول أي شيء. بعد أن اختبر هذا النوع من الأشياء طوال طفولته، هو يعرف جيدا أن التأكيدات والصمت هما أكثر الوسائل فعالية للتواصل مع كارمن.
وقد انعكس هذا في الطريقة التي شجعته بها كارمن، “لذا أيها البطريرك، لا داعٍ للندم على اقتراح هذه المسابقة. هذا هو القرار الذي اتخذته بصفتك لورد الأسرة. دم البطل العظيم الذي يتدفق عبر عروقنا لم يضعف أبدًا، ولا تزال عشيرة لايونهارت لا تقهر على الرغم من العواصف القاسية التي تعرضت لها. هذا صحيح، نحن تماما مثل شجرة الصنوبر التي تتحمل أقسى العواصف….!”
“…أنا لست نادما على ذلك.” أعلن غيلياد في النهاية. “كما قلت، يا عمتي، شخص ما بحاجة إلى اتخاذ قرار. وهذا القرار هو الشيء الذي أنا، كَـبطريرك الأسرة، يجب أن أقرره.”
بووف.
“لا تدعوني بالعمة.” قطعته كارمن على الفور.
أجاب إبولدت ببساطة دون أن يوقف خطواته: “دعني أذهب أولا.”
“…نعم، سيدة كارمن. ولماذا سيكون لدي أي ندم من الأساس؟ أنا أؤمن بالفرسان الذين أقسموا بولائهم لعشيرة لايونهارت. حتى لو لم يملكوا اسم لايونهارت ودم عائلة لايونهارت لا يتدفق عبر عروقهم، فهم لا يزالون فرسان عشيرة لايونهارت، الذين أقسموا الولاء لعائلة لايونهارت.” أعلن غيلياد بفخر.
ربما لاحظ غيلياد هذه النظرة، ابتسم بسخرية وهز كتفيه. وبدلا من الضحك كما أرادت، رفعت كارمن بفخر ولاعتها الذهبية وفتحت الغطاء وأغلقته بطريقة لافتة للنظر.
يطلق على فرسان التنين الأبيض أفضل الفرسان في الإمبراطورية. حتى غيلياد مدركٌ تماما لسمعتهم. ومع ذلك، لم يعتقد أن فرسان الوايت لايونز أدنى منهم بأي شكل من الأشكال.
ثم، دون انتظار الرد، بدأ يمشي إلى الأمام.
لقد جاءت الكياااا من سيل، بينما جاءت الـإيييك من ديزرا.
“…أيضًا…” تابع غيلياد وهو ينظر إلى الأمام بابتسامة ساخرة. “…بصراحة لا أستطيع أن أتخيل مشهد ذلك الطفل وهو يخسر.”
قام يوجين بتثبيت السيف الطويل الذي أخرجه مسبقًا على خصره ونظر إلى فرسان الوايت لايونز الذين سيشاركون في المسابقة.
هناك تسعة فرسان من الوايت لايونز سيشاركون في هذه المسابقة.
يوجين يقف في مركزهم.
ومع ذلك، لم يدم هذا لفترة طويلة، حيث سرعان ما أدرك المتفرجون من هو يوجين. اللباس الرسمي لعشيرة لايونهارت، مع شعار لايونهارت على صدره الأيسر. ذلك، إلى جانب شعره الرمادي الأشعث وعيناه الذهبيتان، كل هذا يكفي للكشف عن هويته.
نفت سيل: “لم أقل شيئا.”
نصح يوجين هؤلاء الفرسان: “لا تضغطوا على أنفسكم بشدة.”
“من الواضح أن ذلك سيؤدي فقط إلى إجراء مقارنات غير مواتية بينكما. لا تكن أنانيا وإبقَ هنا يا أخي.” وبخته سيل.
قال يوجين معتذرًا: “اعتذاري، لكن لسوء الحظ، لن أتمكن من التسكع براحة معكم.”
كراك كراك.
“نعم، أنا على علم بذلك. ومع ذلك، هؤلاء الفرسان الذين أقسموا الولاء للعائلة التي بدأت تتهاوى من الداخل….هل ستكون حقا استثنائية مثل السمعة والتقاليد التي ورثوها….؟” تساءل الرجل بشكل مرتاب وهو ينظر نحو الجانب الآخر بابتسامة رقيقة.
“لقد بدأتِ في إصدار أصوات مثل الحمقاء الآن.” اتهمتها سيل: “أنا أتحدث عن تلك الصرخات السخيفة — كياااا و إييييك. بغض النظر عن مدى دهشتك، أليس من المبالغة أن تصرخي مرتين على التوالي؟”
عندما مد يوجين ببطء يده وفك مفاصل إحدى يديه، ظلت يده الأخرى مطوية داخل عباءته، تتفقد أسلحته.
“…لو إنني أنظر إليهم بتعالي، لما شاركت حتى في هذه المسابقة.” أجاب الرجل في النهاية.
حذرهم يوجين: “خصومنا هم أفضل سلاح فرسان في هذه الإمبراطورية.”
اشتكت مير، “لكن هذا يعني أنني لا أستطيع مساعدة السير يوجين.”
لكن كلماته بدت وكأنها قيلت دون أي قناعة حقيقية. أو على الأقل هكذا بدا الأمر للفرسان الآخرين.
تنهدت كارمن “لأن هذا السلام استمر لفترة طويلة.”
فرسان الوايت لايونز يدركون جيدا ما نوع الوحش المرعب الذي لا يمكن تفسيره والذي هو سيدهم الشاب. لقد تفوق عليهم لدرجة أنهم لم يتمكنوا حتى من حمل أي حسد أو غيرة تجاه يوجين. بالإضافة إلى مواهبه الفطرية، تمكن يوجين من تحقيق النتائج من خلال عدم تفويت يوم واحد من التدريب. سيدهم الشاب، الذي يبلغ من العمر عشرين عاما فقط هذا العام، قد حصل بالفعل على تقدير الفرسان لموهبته وعمله الجاد.
بسبب هذه الكلمات، بدأت عيون ديزرا ترتجف بتردد.
“هل يجب أن أذهب إلى هناك أيضًا؟” إقترح سيان، متأملًا.
لا يهم كم نسبهم عظيم، عشيرة لايونهارت لا تزال مجرد عائلة نبيلة. أليس من المفرط لمثل هذه الأسرة أن تمتلك القوة الكافية لتقديم سلاحي فرسان كاملين، مع مائة وستين فارسًا في واحد وواحد وستين فارسًا في الآخر؟ هل من المناسب حقًا لبطل منذ ثلاثمائة عام وإرثه أن يحظى باحترام أكبر من الإمبراطور الحالي؟
“منذ متى صرتِ بحاجة لطلب إذني لفعل شيء كهذا؟” تذمر يوجين وهو يضع العباءة بجانبه.
“من الواضح أن ذلك سيؤدي فقط إلى إجراء مقارنات غير مواتية بينكما. لا تكن أنانيا وإبقَ هنا يا أخي.” وبخته سيل.
“لماذا تستمر في التطفل على مكتب السيدة كارمن في الآونة الأخيرة؟” سألت سيل بينما اختفت الابتسامة التي تم لصقها للتو على وجهها. محدقة بوجه يوجين مع تعبير مشبوه، سألت سيل، “لا يمكن أنك تفكر في أن تصير تلميذ السيدة كارمن، أليس كذلك؟”
“…لو إنني أنظر إليهم بتعالي، لما شاركت حتى في هذه المسابقة.” أجاب الرجل في النهاية.
أظهر سيان تعبيرًا متجهما ونظر إلى مؤخرة رأس يوجين وهو يشتكي، “هذا اللقيط ليس له إنسانية، لا شيء على الإطلاق. على الرغم من أنني أعلم أن بعض الناس يمكن أن يكونوا موهوبين للغاية، لكن، أليس هذا يتجاوز الحدود كثيرًا؟”
علقت سيل قائلة: “غيرتك قبيحة.”
أجاب يوجين دون أي أثر للتردد أو القلق: “لأنني قررت المشاركة في المسابقة.”
فقط من خلال الاستماع إلى محادثتهم، قد يشعر المرء أن سيل هي نموذج للحقارة لإصدار مثل هذا التهديد، لكن بشكل غير متوقع، إعتنت سيل بالفعل بديزرا بعدة طرق بعد أن انضمت مؤخرًا إلى البلاك لايونز كمساعد لها.
“هل أنتِ هنا منذ يوم واحد فقط؟ هاه؟ لقد مرت سبع سنوات بالفعل منذ أن بدأت أشعر بالغيرة من ذلك اللقيط؟ لماذا تثيرين ضجة حول هذا الموضوع الآن؟”
“لن أستخدم أي سحر أيضًا. ألم أخبرك للتو أن كل ما أحتاجه هو سيف واحد؟” كرر يوجين ما قاله.
“حتى عندما تعترف بأخطائك يا أخي، ما زلت تبدو قبيحا جدا.”
“على أي حال، مجرد حقيقة أنه موهوب للغاية هو أمر غير إنساني. انظري إلي. أنا موهوب بشكل معتدل فقط، لذلك أنا أفيض بالإنسانية. هل تعلمين؟ أنا في الواقع أكثر شعبية بين فرسان الوايت لايونز من يوجين.” قال سيان بلا مبالاة قليلا ثم تفاخر بقوة أمام سيل.
شعر ألتشستر بالإهانة من عدم الإحترام الواضح لعشيرة لايونهارت. على الرغم من أنه أقسم الولاء المطلق للإمبراطور كزعيم لفرسان التنين الأبيض، كفارس بنفسه، لا يزال ألتشستر يحترم فيرموث العظيم وظل مفتونًا بأسطورته منذ صغره.
“…نظرًا لأن لديه العديد من الغموض حوله، يجب أن يجعلهم ذلك يرغبون في تقديسه أكثر.” تمتمت سيل لنفسها.
“…هذا إدعاءٌ خطير جدًا لقوله.” رد غيلياد.
الفصل 171: المسابقة (2)
“ماذا قلتِ للتو؟” سأل سيان.
“هل هناك شيء خاطئ في ذلك؟” سأل يوجين.
نفت سيل: “لم أقل شيئا.”
هذا هو أحد قادة فرسان التنين الأبيض، إبولدت ماغيوس.
سيل محق بالتأكيد. المواقف التي كَنَّها فرسان العائلة الرئيسية تجاه يوجين وسيان مختلفة تماما ولكنها لا تزال إيجابية. كل ذلك بفضل تصريحات يوجين المتكررة بأنه لا يمتلك أي رغبة في مقعد البطريرك، وجهود أنسيلا التي استمرت عقودًا لكسب أفراد الأسرة، وجهود سيان الخاصة لتحسين نفسه دون الخضوع لمشاعر الغيرة من يوجين.
يطلق على فرسان التنين الأبيض أفضل الفرسان في الإمبراطورية. حتى غيلياد مدركٌ تماما لسمعتهم. ومع ذلك، لم يعتقد أن فرسان الوايت لايونز أدنى منهم بأي شكل من الأشكال.
فحص يوجين القواعد، “لذلك على أي حال، إذا فزت، يمكنني فقط استدعاء خصمي التالي ومواصلة القتال، صحيح؟”
“…نظرًا لأن لديه العديد من الغموض حوله، يجب أن يجعلهم ذلك يرغبون في تقديسه أكثر.” تمتمت سيل لنفسها.
“نعم.” أجاب هازارد، قائد الفرقة الثانية لفرسان الوايت لايونز، بإيماءة. “إذا تعِبتَ أو أُصِبت، فلا بأس إذا لم تتحدى الخصم التالي وتغادر الحلبة. هذه ليست معركة حتى الموت بعد كل شيء….”
تنهدت كارمن “لأن هذا السلام استمر لفترة طويلة.”
توقف هازارد للحظة ونظر حوله.
ومع ذلك، نظرًا لأنها اضطرت الآن إلى استخدام التكريم كلما اضطرت إلى مخاطبة سيان وسيل، فسيكون من المحرج بالنسبة لها عدم استخدام سيدي عند مخاطبة يوجين أيضًا. والآن بعد أن صارت عضوا في الفرقة الثالثة، عليها فقط أن تبذل قصارى جهدها لتعتاد على مخاطبة أولئك من العائلة الرئيسية بإسم سيدي أو سيدتي.
ومع ذلك، نظرًا لأنها اضطرت الآن إلى استخدام التكريم كلما اضطرت إلى مخاطبة سيان وسيل، فسيكون من المحرج بالنسبة لها عدم استخدام سيدي عند مخاطبة يوجين أيضًا. والآن بعد أن صارت عضوا في الفرقة الثالثة، عليها فقط أن تبذل قصارى جهدها لتعتاد على مخاطبة أولئك من العائلة الرئيسية بإسم سيدي أو سيدتي.
“…انطلاقا من هذا الجو، صارت هذه عمليا مجرد مباراة ودية دون أي أحقاد.” لاحظ هازارد.
“قد يكون هذا هو الحال، ولكن….”
“أنتِ على حق.” اعترف ديزرا بتعبير محرج. “الحقيقة هي أنني صرخت مرتين.”
قال يوجين وهو يشخر وهو يفك عباءته: “على الرغم من أنهم هم الذين اختاروا القتال في المقام الأول.”
حينها، أخرجت مير رأسها من داخل العباءة وسألت، “هل ستقاتل دون العباءة الخاصة بك؟”
“أحتاج فقط إلى استخدام سيف واحد. هذا يعني أنني لست بحاجة إلى ارتداء عباءتي.” أوضح يوجين.
“الوقت يقترب ببطء من التاريخ المقرر لبداية للمسابقة، لذا ماذا تفعلان يا رفاق هنا؟ حتى مع حقيقة أنكما لن تشاركا، ألم يتم إعطاء وقت راحة لجميع أعضاء الفرسان لكي يشاهدوا المسابقة؟” استفسر يوجين.
اشتكت مير، “لكن هذا يعني أنني لا أستطيع مساعدة السير يوجين.”
“لن أستخدم أي سحر أيضًا. ألم أخبرك للتو أن كل ما أحتاجه هو سيف واحد؟” كرر يوجين ما قاله.
“حقا؟ بما أن هذا هو الحال، هل لا بأس إذا بقيت خارج العباءة وشاهدت المبارزة من الجانب؟” طلبت مير.
“منذ متى صرتِ بحاجة لطلب إذني لفعل شيء كهذا؟” تذمر يوجين وهو يضع العباءة بجانبه.
“نعم، أنا على علم بذلك. ومع ذلك، هؤلاء الفرسان الذين أقسموا الولاء للعائلة التي بدأت تتهاوى من الداخل….هل ستكون حقا استثنائية مثل السمعة والتقاليد التي ورثوها….؟” تساءل الرجل بشكل مرتاب وهو ينظر نحو الجانب الآخر بابتسامة رقيقة.
ثم ركض لامان، الذي يقف خلفهم، على عجل والتقط عباءة يوجين.
“كيااااا!”
“صرخت مرة واحدة فقط!” جادلت ديزرا.
بدأ لامان، “بدلا من أن يخرج السيد الشاب شخصيًا، يمكنني—”
لذلك، فإن أي نزاع بين أسلحة الفرسان يلتزم دائما بهذه القواعد: يجب دائما تأسيس أي نزاع على أسباب عادلة، ويجب ترتيب المبارزات بدقة حتى لا تترك أي ندم، ومن المتوقع أن يظهر كلا الجانبين الاحترام لبعضهما البعض لمنع الخاسر من التعرض للإذلال المفرط. وهكذا، فإن أي صراعات تنشأ لن تتجاوز حجم مبارزة واحد مقابل واحد، وتم حظر تعبئة سلاح الفرسان بأكمله في الميدان صراحة دون إذن من رعاتهم النبلاء….
قاطعه يوجين، “ما الذي يؤهلك للقيام بذلك؟ إذهب إلى هناك وإعتنِ والدي.”
“ماذا تظنني كنت أفعل مثلًا؟ أنا أمر بجانب هذا المدخل فقط.” كذبت سيل بشكل واضح وسرعان ما هدأت قلبها النابض بسرعة من الصدمة التي تلت ذلك. ألقت سيل نظرة جانبية على ديزرا، التي لا تزال تتراجع إلى الوراء، ووبختها، “ديزرا الغبية، لماذا أحدثت مثل هذا الضجيج القبيح؟”
لوح يوجين نحو لامان وهو يرسل نظرة خاطفة نحو جيرهارد. جالسًا على حصانه، جيرهارد ينظر إلى يوجين بعيون مليئة بالعاطفة. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها ابنه يبدو مثيرًا للإعجاب في ساحة المعركة، ويجذب انتباه الجميع كما لو إن الضوء يسلط عليه.
“الوقت يقترب ببطء من التاريخ المقرر لبداية للمسابقة، لذا ماذا تفعلان يا رفاق هنا؟ حتى مع حقيقة أنكما لن تشاركا، ألم يتم إعطاء وقت راحة لجميع أعضاء الفرسان لكي يشاهدوا المسابقة؟” استفسر يوجين.
“…إذا انتهى الأمر بأن يكون الأب متأثرًا لدرجة أن يبدأ في البكاء، جهز منديلك.” أمر يوجين.
لم يتم الكشف عن قائمة الفرسان المشاركين لبعضهم البعض. لكنه لم يتوقع أن يتقدم السيد الشاب للعائلة الرئيسية، يوجين لايونهارت على وجه التحديد، لتمثيلهم.
“اسمح لي بالخروج أولًا.” عرض هازارد. “سيمنحك ذلك فرصة لمعرفة قوة الجانب الآخر وتحديد متى تريد القتال—”
“عُلِم.” وافق لامان.
لكن كلماته بدت وكأنها قيلت دون أي قناعة حقيقية. أو على الأقل هكذا بدا الأمر للفرسان الآخرين.
تماما كما قالت سيل.
“إذا سمحت له بالاقتراب لأنه لا يمكن أن يرى القتال بوضوح، فَسَـأُعلِقُكَ على صليب، فهمت؟” هدده يوجين.
“صليب….؟” رد لامان بإرتباك.
“إذا سمحت له بالاقتراب لأنه لا يمكن أن يرى القتال بوضوح، فَسَـأُعلِقُكَ على صليب، فهمت؟” هدده يوجين.
تماما كما قالت سيل.
لم يملك أي سبب حقيقي للقيام بذلك، لكن رؤية جيرهارد بمثل هذا الوجه العاطفي جعل يوجين يشعر أنه يجب أن يبدأ القتال قبل الموعد المحدد.
“صرخت مرة واحدة فقط!” جادلت ديزرا.
‘الغرض من التورط في هذا هو جذب اهتمام اللورد ألتشستر بعد كل شيء، لذلك يجب أن يساعد هذا في ذلك.’ أقنع يوجين نفسه.
“لن أستخدم أي سحر أيضًا. ألم أخبرك للتو أن كل ما أحتاجه هو سيف واحد؟” كرر يوجين ما قاله.
قام يوجين بتثبيت السيف الطويل الذي أخرجه مسبقًا على خصره ونظر إلى فرسان الوايت لايونز الذين سيشاركون في المسابقة.
“حسنا، سأتوجه أولا.” قال يوجين.
“…إذا انتهى الأمر بأن يكون الأب متأثرًا لدرجة أن يبدأ في البكاء، جهز منديلك.” أمر يوجين.
“هاه؟” أجاب هازارد والفرسان الآخرون، غير قادرين على إخفاء تعبيراتهم المتفاجئة. “لا أعتقد أن هناك أي حاجة لذلك….؟”
ومع ذلك، لم يدم هذا لفترة طويلة، حيث سرعان ما أدرك المتفرجون من هو يوجين. اللباس الرسمي لعشيرة لايونهارت، مع شعار لايونهارت على صدره الأيسر. ذلك، إلى جانب شعره الرمادي الأشعث وعيناه الذهبيتان، كل هذا يكفي للكشف عن هويته.
“اسمح لي بالخروج أولًا.” عرض هازارد. “سيمنحك ذلك فرصة لمعرفة قوة الجانب الآخر وتحديد متى تريد القتال—”
“لا، فقط دعني أذهب.” طلب يوجين، وهو يهز رأسه بقوة.
لن يكون من المبالغة القول إن يوجين حاليا هو أشهر شاب في عشيرة لايونهارت بأكملها. قد يكون هناك الكثير من الشائعات التي تدور حوله، لكن يوجين من المشاهير الغامضين الذين لم يظهروا مرة واحدة في أي من التجمعات الاجتماعية التي يحضرها بانتظام نبلاء كيهل. نتيجة لذلك، لم يستطع المتفرجون إلا أن يحملوا الكثير من التوقعات في أعينهم وهم يشاهدون يوجين.
ثم، دون انتظار الرد، بدأ يمشي إلى الأمام.
أظهر سيان تعبيرًا متجهما ونظر إلى مؤخرة رأس يوجين وهو يشتكي، “هذا اللقيط ليس له إنسانية، لا شيء على الإطلاق. على الرغم من أنني أعلم أن بعض الناس يمكن أن يكونوا موهوبين للغاية، لكن، أليس هذا يتجاوز الحدود كثيرًا؟”
في البداية، لم يتعرف المتفرجون على يوجين.
“هل هناك شيء خاطئ في ذلك؟” سأل يوجين.
بصفته الطفل المتبنى للعائلة الرئيسية، هناك الكثير من الشائعات التي تدور حوله. أصغر عضو دخل آكرون على الإطلاق وسيد عصاة سيينا الحكيمة، آكاشا….كثرت مثل هذه الشائعات غير التقليدية من حوله، لكن يوجين لم يحضر ولا مرة واحدة إلى خدمة الكنيسة أو نزهة أو أي نوع آخر من التجمعات الاجتماعية.
ومع ذلك، نظرًا لأنها اضطرت الآن إلى استخدام التكريم كلما اضطرت إلى مخاطبة سيان وسيل، فسيكون من المحرج بالنسبة لها عدم استخدام سيدي عند مخاطبة يوجين أيضًا. والآن بعد أن صارت عضوا في الفرقة الثالثة، عليها فقط أن تبذل قصارى جهدها لتعتاد على مخاطبة أولئك من العائلة الرئيسية بإسم سيدي أو سيدتي.
“…هذا إدعاءٌ خطير جدًا لقوله.” رد غيلياد.
ومع ذلك، لم يدم هذا لفترة طويلة، حيث سرعان ما أدرك المتفرجون من هو يوجين. اللباس الرسمي لعشيرة لايونهارت، مع شعار لايونهارت على صدره الأيسر. ذلك، إلى جانب شعره الرمادي الأشعث وعيناه الذهبيتان، كل هذا يكفي للكشف عن هويته.
“لا يمكنك.” رفضت سيل بشدة. “أنت تتلقى بالفعل إرشادات خاصة من السير جينوس. إذا قبلت تعليمات من السيدة كارمن فوق ذلك، سيكون ذلك جشعًا جدا وغير عادل.”
اشتكت مير، “لكن هذا يعني أنني لا أستطيع مساعدة السير يوجين.”
“….هل هذا يوجين لايونهارت؟”
بووف.
هل يمكن أن يكون يخرج لتقديم تحية عامة؟ أطلق المتفرجون هديرا مكتوما وهم يشاهدون يوجين يتقدم للأمام.
“سبب هذا الصراع هو فرسان التنين الأبيض في المقام الأول، لذلك كان فرسان لايونهارت على حق منذ بداية كل هذا.”
لن يكون من المبالغة القول إن يوجين حاليا هو أشهر شاب في عشيرة لايونهارت بأكملها. قد يكون هناك الكثير من الشائعات التي تدور حوله، لكن يوجين من المشاهير الغامضين الذين لم يظهروا مرة واحدة في أي من التجمعات الاجتماعية التي يحضرها بانتظام نبلاء كيهل. نتيجة لذلك، لم يستطع المتفرجون إلا أن يحملوا الكثير من التوقعات في أعينهم وهم يشاهدون يوجين.
قال يوجين وهو يشخر وهو يفك عباءته: “على الرغم من أنهم هم الذين اختاروا القتال في المقام الأول.”
بدأ فرسان التنين الأبيض أيضًا في التمتمة فيما بينهم. كقائد لهم، ألتشستر، على وجه الخصوص، مرتبك للغاية حيث ينظر بإرتباك إلى كارمن وغيلياد، اللذان يقفان خلف يوجين.
“حقا؟ بما أن هذا هو الحال، هل لا بأس إذا بقيت خارج العباءة وشاهدت المبارزة من الجانب؟” طلبت مير.
ربما لاحظ غيلياد هذه النظرة، ابتسم بسخرية وهز كتفيه. وبدلا من الضحك كما أرادت، رفعت كارمن بفخر ولاعتها الذهبية وفتحت الغطاء وأغلقته بطريقة لافتة للنظر.
“…حقًا الآن…” أطلق ألتشستر تنهيدة قصيرة وهز رأسه.
منذ ثلاثمائة عام مضت، اتخذت عشيرة لايونهارت الغابة المترامية الأطراف بأكملها على الحدود الغربية لسيريس كمجال لها، ولم توجد منازل نبيلة أخرى تقع على مشارف أراضيهم.
لم يتم الكشف عن قائمة الفرسان المشاركين لبعضهم البعض. لكنه لم يتوقع أن يتقدم السيد الشاب للعائلة الرئيسية، يوجين لايونهارت على وجه التحديد، لتمثيلهم.
فتحت كارمن ولاعتها ووضعت سيجارًا في فمها قبل المتابعة، “على الرغم من أنه بنى ببطء المزيد والمزيد من القوة، إلا أنه لم يحصل على أي مكان لإطلاقها. ومع ذلك، هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب اتخاذها قبل بدء الحرب. ولكن عندما بدأ سلطان نهاما في تقطير لعابه هنا وهناك لأن بطنه مليئة بالجشع والغرور، فمن الأفضل أن تصدق أن إمبراطورنا المهيب يسيل لعابه بنفس القدر.”
‘…لا أستطيع الخروج وتحديه الآن.’ فكر ألتشستر بقلق.
بينما هو مشغول بالقلق بشأن هذا الأمر، ترجل إبولدت، الواقف بجانب ألتشستر، من حصانه. وضع يده على مقبض السيف عند خصره وسار بثقة إلى الأمام.
“سبب هذا الصراع هو فرسان التنين الأبيض في المقام الأول، لذلك كان فرسان لايونهارت على حق منذ بداية كل هذا.”
“…هذا….هذا فقط سخيف. حتى مع كونكِ الضابط الموجه، سيدة سيل، لا يمكنني تقبل اتهامي بفعل شيء لم أفعله.” جادلت ديزرا بعناد.
“إبولدت؟” دعاه ألتشستر متسائلا.
“هاه؟” تلعثمت ديزرا.
أجاب إبولدت ببساطة دون أن يوقف خطواته: “دعني أذهب أولا.”
توقف هازارد للحظة ونظر حوله.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
