أريارتيل (6)
الفصل 181: أريارتيل (6)
شعر يوجين بالدوار والغثيان. سماع صوتين في نفس الوقت جعل يدور حقًا.
– في تلك اللحظة، كان ملك الحصار الشيطاني لا يزال قادرا على قتل الجميع باستثناء فيرموث….ومع ذلك، لم يحدث ذلك، لأن ملك الحصار الشيطاني أُجبر بدلا من ذلك على تقديم وعد لِـفيرموث.
“سيدي يوجين، سيدي يوجين!” أثارت مير ضجة عندما أمسكت بأكتاف يوجين.
‘….لكنك وقعت على المعاهدة لأنه توجب عليك ذلك.’ فكر يوجين وهو ينظر إلى انعكاسه في المرآة.
“لا يمكنك النوم على أي حال.” أشار يوجين.
‘أتساءل كم من الوقت قد مر.’ رفع يوجين رأسه وهو يمسح دموع الدم التي تنهمر على خديه. وفقا للساعة على الحائط، مرت أكثر من عشر دقائق بقليل منذ أن بدأ يتزامن مع سيف المون لايت. شعر يوجين وكأنه قد ظل يراقب الظلام المتوقع داخل رأسه لفترة طويلة جدًا، ولكن مرت عشر دقائق فقط.
القسم نفسه دليل على أن فيرموث وملك الحصار الشيطاني قد فعلوا شيئا معا. كان بإمكان ملك الحصار الشيطاني أن يقتل كل من وصل قبله—لا، كان بإمكان ملوك الشياطين تدمير القارة.
“لكم من الوقت تخططين للإستمرار في هزِّي؟” سأل يوجين.
“هل أنت متأكد من أنك بخير؟” صاحت مير.
السيف ينبعث منه الضوء إلى الخارج، لكنه بدا ظلامًا شديد السواد في رأس يوجين. بإمكان يوجين التفكير في العديد من الأشياء المظلمة، لكن الظلام الذي رآه للتو هو الأغمق والأكثر شؤمًا بينهم جميعًا.
“أنا بخير. نعم، أعتقد أنني بخير.” أجاب يوجين ونزل من السرير.
لم يملك أي فكرة، لأنه خاض الكثير من المعارك قبل ثلاثمائة عام. في الواقع، بإمكانه إحتساب عدد المعارك التي خاضها وخرج منها غير مصاب على أصابع يده العشرة فقط. ظل هامل مشغولا دائما بمعالجة جروحه بعد المعارك—لا، حتى أنه عالج إصاباته أثناء المعارك. كان الناس يموتون كل يوم في ساحات القتال قبل ثلاثمائة عام، لذلك بالطبع، هناك أيضا العديد من الجرحى. لقد كافح العديد من الأشخاص الذين فقدوا شخصًا ما بسبب الوحوش أو الوحوش الشيطانية أو الشياطين في ساحات القتال تلك بدافع الكراهية والرغبة في الانتقام بدلا من أي اعتقاد خيالي حول إنقاذ العالم.
ومع ذلك، استسلمت ساقيه للحظة وكاد ينهار، مما جعل مير تبدو وكأنها ستبدأ في البكاء. تحركت إلى أسفل السرير وحاولت جاهدة مساعدة يوجين، على الرغم من أنه أكبر منها.
بعد مسح كل الدم، وضع هامل مرهما على وشمها المنحوت بعمق. نظرًا لأن ما يسمى بالندبات لا يمكن علاجها بمعجزة، فمن الواضح أن المرهم لا يمكن أن يعالج الجروح، لكنها ستنزف أقل إذا وضع هامل المرهم.
[لهذا السبب حذرتك….!] صاح تيمبست داخل رأس يوجين.
بقي تيمبست صامتًا.
“لماذا؟ لا أعرف. أنا لا أرى حقا لماذا. لماذا يمنعني ملك الحصار الشيطاني من رؤية ذكريات فيرموث نيابة عن فيرموث؟ أنا….لا أعرف.” غطى يوجين وجهه بيديه.
“هذه ليست المرة الأولى التي أتجاهل التحذيرات وأدخل مؤخرتي في المشاكل، أليس كذلك؟” قال يوجين بلامبالاة.
لم يملك أي فكرة، لأنه خاض الكثير من المعارك قبل ثلاثمائة عام. في الواقع، بإمكانه إحتساب عدد المعارك التي خاضها وخرج منها غير مصاب على أصابع يده العشرة فقط. ظل هامل مشغولا دائما بمعالجة جروحه بعد المعارك—لا، حتى أنه عالج إصاباته أثناء المعارك. كان الناس يموتون كل يوم في ساحات القتال قبل ثلاثمائة عام، لذلك بالطبع، هناك أيضا العديد من الجرحى. لقد كافح العديد من الأشخاص الذين فقدوا شخصًا ما بسبب الوحوش أو الوحوش الشيطانية أو الشياطين في ساحات القتال تلك بدافع الكراهية والرغبة في الانتقام بدلا من أي اعتقاد خيالي حول إنقاذ العالم.
[هامل….!] صر تيمبست أسنانه.
– حقيقة أنهم لا يريدون أن يتم إنقاذهم ليست من شأني. أنا فقط أنقذهم لأنني أستطيع إنقاذهم. إن عدم إنقاذهم عندما أستطيع يعني أنني أغض الطرف عن كل شيء.
قال فيرموث ذلك.
“حسنا، حسنا، أنا آسف. كان يجب أن أكون أكثر حذرا.” رفع يوجين ذراعيه.
‘….ماذا كان…..ذلك الظلام الذي أحضرته آكاشا من السيف المون لايت إلى داخل رأسي؟ هل فيرموث وراء ذلك الظلام؟ وذلك الصوت الذي قال لا تنظر….’
أولا، ألقى نظرة على آكاشا، لأنه قلق من تدمر التعاويذ الدراكونية بسبب الحادث الآن، لكن آكاشا لحسن الحظ سليمة، وكذلك سيف المون لايت. السيف الخالي من الشفرة لا يزال ينبعث منه ضوء القمر الشاحب.
– في تلك اللحظة، كان ملك الحصار الشيطاني لا يزال قادرا على قتل الجميع باستثناء فيرموث….ومع ذلك، لم يحدث ذلك، لأن ملك الحصار الشيطاني أُجبر بدلا من ذلك على تقديم وعد لِـفيرموث.
السيف ينبعث منه الضوء إلى الخارج، لكنه بدا ظلامًا شديد السواد في رأس يوجين. بإمكان يوجين التفكير في العديد من الأشياء المظلمة، لكن الظلام الذي رآه للتو هو الأغمق والأكثر شؤمًا بينهم جميعًا.
هناك أيضا صوت قعقعة السلاسل الحديدية وزوج العيون الحمراء التي انفتحت في وسط الظلام — عيون تنتمي إلى ملك الحصار الشيطاني، الذي لم يستطع يوجين نسيانه أبدا، على الرغم من أنه التقى بملك الشياطين هذا مرة واحدة فقط.
كان أولئك الناس ضعفاء بشكل رهيب، لكنهم انتقلوا من ساحة معركة إلى ساحة معركة أخرى لتهدئة غضبهم والسعي للانتقام. على الرغم من أنهم أرادوا بذل كل ما لديهم لتحقيق تلك الأهداف في ساحات القتال، إلا أنهم يعرفون دون وعي أنهم لا يستطيعون فعل ذلك أبدًا، لذلك آمَلوا فقط في أن يموتوا وهم يقاتلون.
‘….لماذا هو؟’ تساءل يوجين.
“أنا بخير.” أكد يوجين لِـمير.
– لا تنظر.
– شكرا لكم جميعا….على حضوركم معي دون أن يموتوا.
– لم يردك أن تموت.
الكلمات التي همس بها ملك الحصار الشيطاني قبل قليل مرت عبر رأس يوجين. هل ملك الشياطين هذا مرتبط بسيف المون لايت؟ لا….كان ظهوره في رؤية يوجين هو بسبب تدخله بإرادته، ولا علاقة لتعويذة اكتشاف آكاشا الجديدة بهذا. عندما أخبره ملك الشياطين ألَّا ينظر….هل كان يتحدث عن الظلام؟ لماذا؟
‘إذن….ملك الحصار الشيطاني مرتبط بالتأكيد بإختفاء فيرموث.’ أومأ يوجين برأسه.
“شكرًا.” تحدث يوجين بهدوء.
“مستحيل، أنا لست خائفةً من أي شيء. حسنا….ليس أي شيء بالضبط….أنا خائفة من حدوث شيء ما للأشخاص اللطفاء معي، مثل السيدة سيينا، أنت والسيدة أنسيلا.” غمغمت مير بهدوء وهي تضرب يوجين وتزحف إلى السرير لتستلقي بجانبه كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعية. “لذلك لا تغضب أو تحزن، سيدي يوجين. لا تفعل شيئًا خطيرًا كثيرًا أو تتأذى. إبقَ بصحة جيدة حتى تعود السيدة سيينا.”
لم يرغب أن يتفاجأ أو يغضب الآن. على الرغم من أن سيينا قد حصلت على ثقب في صدرها وكادت أن تموت بسبب ابن العاهرة ذاك، فقد أخبرت يوجين أن فيرموث إمتلك أسبابه الخاصة كرفيقه وصديقه السابق.
القسم نفسه دليل على أن فيرموث وملك الحصار الشيطاني قد فعلوا شيئا معا. كان بإمكان ملك الحصار الشيطاني أن يقتل كل من وصل قبله—لا، كان بإمكان ملوك الشياطين تدمير القارة.
‘….هل أخذ ملك الحصار الشيطاني….فيرموث كَـأسير؟’ تساءل يوجين.
السبب الوحيد لحدوث حرب بدلًا من مذبحة من جانب واحد قبل ثلاثمائة عام هو أن ملك الحصار الشيطاني وملوك الشياطين الآخرين لم يغادروا هيلموث. على الرغم من أنهم سيطروا على الوحوش الشيطانية والشياطين والسحرة السود، إلا أن ملوك الشياطين لم يغادروا هيلموث أبدًا. لو قاتل ملوك الشياطين بأنفسهم في الحرب، أو حتى لو ضم ملكا شياطين قواهما….لَـإستحال على مجموعة البطل أن تقتل ملك شياطين واحد، ناهيك عن ثلاثة.
“أعرف كم هي سخيفة ومضحكة أفكاري. ملك الشياطين ليس احمق، فلماذا سيأخذ فيرموث كَـرهينة فقط، وليس قتله؟ ولماذا سمح لي — شخص تجسد ثانية لقتل ملوك الشياطين — بالعيش؟” فرك يوجين عينيه.
“أنا بخير. نعم، أعتقد أنني بخير.” أجاب يوجين ونزل من السرير.
‘….هل أخذ ملك الحصار الشيطاني….فيرموث كَـأسير؟’ تساءل يوجين.
فكر يوجين في ما قاله تيمبست سابقًا.
هذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها يوجين بهذا. في الواقع، لقد فكر في فيرموث عدة مرات. لماذا أخذ الكثير من الزوجات وأنجب الكثير من الأطفال؟ لماذا كاد أن يقتل سيينا، وقع معاهدة سلام مع ملك الشياطين، وجعل هامل يتجسد ثانية؟
حتى لو تحطمت كل عظمة في جسم الشخص، أو تمزقت أمعائه، أو تمزق القلب، فإن معجزات انيسيه عالجت أي جروح في ومضة. يمكنها إصلاح أي شيء على الإطلاق، إلا لو إن الشخص المقابل هو ميت بالفعل. الأشخاص الوحيدون الذين فشلت في مساعدتهم هم الموتى—وهامل، الذي كانت روحه تتبدد بسبب لعنة الليتش، بعل.
فيرموث الذي تذكره يوجين لم يُعَبِر حقًا عما يدور في ذهنه. شعر يوجين بهذا عندما التقى فيرموث لأول مرة في حياته الماضية؛ لم يستطِع حقا معرفة ما يفكر فيه فيرموث.
فكر يوجين بِـسيينا.
– لماذا قد يتخلى فيرموث عن رفاقه؟
– …وما الذي…تنوي القيام به في هيلموث؟
– أنا سعيدة لأنك الشخص الذي اكتشف الندبات الخاصة بي.
– سنقتل ملوك الشياطين.
قال فيرموث ذلك.
“أعرف كم هي سخيفة ومضحكة أفكاري. ملك الشياطين ليس احمق، فلماذا سيأخذ فيرموث كَـرهينة فقط، وليس قتله؟ ولماذا سمح لي — شخص تجسد ثانية لقتل ملوك الشياطين — بالعيش؟” فرك يوجين عينيه.
– أولا، نحن سنقتل ملك المذبحة الشيطاني. ثم سنقتل ملك القسوة الشيطاني، وبعد ذلك سنقتل ملك الغضب الشيطاني. وبمجرد أن نقتل ملك الحصار الشيطاني، كل ما سيتبقى هو قتل ملك الدمار الشيطاني.
مد فيرموث يده حينها كما تحدث، ولم يعتقد هامل أبدا أن فيرموث يكذب. لم ينطبق الأمر على هامل فقط—سواء سيينا، انيسيه أو مولون، صدق الجميع عزم فيرموث وإمتلكوا نفس العزم مثله.
[….يمكنني أن أغني لك أغنية قبل النوم.]
كانت بلدانهم وجنسهم وخلفياتهم وقدراتهم مختلفة، لكن، كان لديهم جميعا جانب ملتوي. بدلا من اتباع قيادة شخص ما، عملوا جميعا بمفردهم أو صاروا قادة بأنفسهم.
السبب الوحيد الذي جعل هؤلاء الأشخاص الخمسة يشكلون مجموعة هو أن لديهم زعيمًا كَـفيرموث. منذ أن قال فيرموث إنهم سيقتلون ملوك الشياطين، تجول الخمسة في هيلموث دون أن يشكُّوا فيه قليلًا عندما قتلوا ملك المذبحة الشيطاني، ملك القسوة الشيطاني وملك الغضب الشيطاني.
‘….هل أخذ ملك الحصار الشيطاني….فيرموث كَـأسير؟’ تساءل يوجين.
‘….لكنك وقعت على المعاهدة لأنه توجب عليك ذلك.’ فكر يوجين وهو ينظر إلى انعكاسه في المرآة.
– ماذا عني؟
لقد توقف عن دموع الدم عن النزول على خديه، لكن لا تزال هناك آثار للدماء على خديه.
“أنت تكذب. رأيتك تذرف دموع الدم وشعرت بجزء من مشاعرك.” عبست مير، متذكرةً ألم يوجين، اليأس، الوحدة، و….الغضب الذي شعر به. لم تعرف مير ماذا سيحدث ليوجين إذا اضطر لتحمل عبء كل هذه المشاعر في نفس الوقت، لذلك لم تستطِع تركه بمفرده.
– أنا فقط لا أريد أن أتركك تنطلق وتتركني، هامل.
ومع ذلك، استسلمت ساقيه للحظة وكاد ينهار، مما جعل مير تبدو وكأنها ستبدأ في البكاء. تحركت إلى أسفل السرير وحاولت جاهدة مساعدة يوجين، على الرغم من أنه أكبر منها.
– أنا لست بخير.
– هل أنت راضٍ عن موتك؟ لو إنك كذلك، فأنت إبن العاهرة. ما الذي يمنحك الحق في الذهاب وقتل نفسك بدافع الحصول على الرضا عن نفسك؟ لم نتمكن من قبول موتك فقط، ولم نرغب في ترك روحك تذهب إلى مثواها الأخير أمامنا.
– لكن هامل، لا يجب أن تلوم فيرموث.
– هل أنتِ بخير؟
فكر يوجين بِـسيينا.
“لكن يمكنني البقاء بجانبك حتى تستيقظ.” قالت مير.
– هامل.
– …وما الذي…تنوي القيام به في هيلموث؟
– لماذا قد يتخلى فيرموث عن رفاقه؟
– لم يردك أن تموت.
“أنا بخير.” أكد يوجين لِـمير.
– كما أنه لا يريد أن يرى سيينا أو انيسيه أو مولون يموتون أيضا. لهذا السبب، عندما هزم الجميع، توقف فيرموث عن توجيه الضربة القاتلة بسيف المون لايت.
كليك.
– في تلك اللحظة، كان ملك الحصار الشيطاني لا يزال قادرا على قتل الجميع باستثناء فيرموث….ومع ذلك، لم يحدث ذلك، لأن ملك الحصار الشيطاني أُجبر بدلا من ذلك على تقديم وعد لِـفيرموث.
– هذا الوعد لم يتم من أجل العالم. بل من أجل إنقاذ الرفاق الذين بقوا معه حتى تلك اللحظة الأخيرة، واستعادة روحك، التي كان ينبغي تتلاشى بكل الأحوال.
هذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها يوجين بهذا. في الواقع، لقد فكر في فيرموث عدة مرات. لماذا أخذ الكثير من الزوجات وأنجب الكثير من الأطفال؟ لماذا كاد أن يقتل سيينا، وقع معاهدة سلام مع ملك الشياطين، وجعل هامل يتجسد ثانية؟
‘….كما لو.’ عض يوجين شفتيه.
فكر يوجين في ما قاله تيمبست سابقًا.
– ….حول ماذا؟
– شكرًا لك.
– أخبرتك أنه من الأفضل القتال بقوة بدلا من القتال بتحفظ….
غمغم هامل، وهو ينظر إلى انيسيه.
– شكرا لكم جميعا….على حضوركم معي دون أن يموتوا.
بعد مسح كل الدم، وضع هامل مرهما على وشمها المنحوت بعمق. نظرًا لأن ما يسمى بالندبات لا يمكن علاجها بمعجزة، فمن الواضح أن المرهم لا يمكن أن يعالج الجروح، لكنها ستنزف أقل إذا وضع هامل المرهم.
فكر يوجين في فيرموث، الذي سحب السيف المقدس من جثة ملك الشياطين ووجهه مقابل لضوء الفجر.
“أنا أُفَضِل….” أطلق يوجين تنهيدة طويلة، مسح يوجين البقع على خديه. “أنا أفضل فرضية كيف قدم فيرموث وعدًا لا يستطيع تجنبه، ورتب لتناسخي، وتم أسره حيا من قبل ملك الحصار الشيطاني.”
بقي تيمبست صامتًا.
عبس هامل.
“أعرف كم هي سخيفة ومضحكة أفكاري. ملك الشياطين ليس احمق، فلماذا سيأخذ فيرموث كَـرهينة فقط، وليس قتله؟ ولماذا سمح لي — شخص تجسد ثانية لقتل ملوك الشياطين — بالعيش؟” فرك يوجين عينيه.
“شكرًا.” تحدث يوجين بهدوء.
في ساحة المعركة، يمكن أن يشموا رائحة الدم….ورائحة الجثث المتعفنة والمحترقة.
[….لقد قدم ملك الشياطين وعدًا.]
سحر الشفاء الذي ألقته انيسيه سليوود استثنائي جدا بحيث لا يمكن وصفه بأنه مجرد تعويذة سحرية؛ لا، سحرها هو حرفيا معجزة. عندما أعادت انيسيه توصيل الأطراف المبتورة بمالكها، لم تقم فقط بتوصيل اللحم، لكنها ربطت كل شيء، من العظام والعضلات إلى الأعصاب والأوردة. لذلك، من عولج بسحر انيسيه لم يعاني من آثار لاحقة، ولم يضطر للخضوع لإعادة التأهيل. عندما ألقت انيسيه تعاويذ الشفاء، سار الأعرج، وتم تطهير الجذام، واستعاد الأعمى بصره.
“لماذا؟ لا أعرف. أنا لا أرى حقا لماذا. لماذا يمنعني ملك الحصار الشيطاني من رؤية ذكريات فيرموث نيابة عن فيرموث؟ أنا….لا أعرف.” غطى يوجين وجهه بيديه.
أمسك المنشفة المبللة، مسح هامل بعناية ظهر انيسيه الدموي.
ماذا سيحدث لو استمر يوجين في النظر إلى ذاك الظلام؟
نظر يوجين إلى سيف المون لايت الذي لا يزال في يده. هذا الدمار على شكل سيف والذي ينبعث منه ضوء القمر الشاحب، بدا جميلًا ولكنه مشؤوم.
[هامل….!] صر تيمبست أسنانه.
‘….ماذا كان…..ذلك الظلام الذي أحضرته آكاشا من السيف المون لايت إلى داخل رأسي؟ هل فيرموث وراء ذلك الظلام؟ وذلك الصوت الذي قال لا تنظر….’
‘….كما لو.’ عض يوجين شفتيه.
ومع ذلك، استسلمت ساقيه للحظة وكاد ينهار، مما جعل مير تبدو وكأنها ستبدأ في البكاء. تحركت إلى أسفل السرير وحاولت جاهدة مساعدة يوجين، على الرغم من أنه أكبر منها.
بسبب تدخل ملك الحصار الشيطاني، تمكن يوجين من التوقف عن النظر إلى الظلام. لو لم يتدخل ملك الشياطين، لِـكم من الوقت كان يوجين سيظل يحدق في الظلام—لا، هل كان سيستمر في النظر إليه فقط؟
“اللعنة.” تمتم يوجين.
– شكرًا لك.
حتى لو تحطمت كل عظمة في جسم الشخص، أو تمزقت أمعائه، أو تمزق القلب، فإن معجزات انيسيه عالجت أي جروح في ومضة. يمكنها إصلاح أي شيء على الإطلاق، إلا لو إن الشخص المقابل هو ميت بالفعل. الأشخاص الوحيدون الذين فشلت في مساعدتهم هم الموتى—وهامل، الذي كانت روحه تتبدد بسبب لعنة الليتش، بعل.
عندما التقى يوجين بأميليا ميروين في زنزانة الصحراء، لم يتمكن من ضربها. هو يعلم أنه لم يكن قادرًا على الهروب من أميليا في زنزانة الصحراء العميقة تحت الأرض حتى لو استخدم الاشتعال وسيف المون لايت. ومع ذلك، فإن ملك الحصار الشيطاني قد تدخل أيضا في ذلك الوقت؛ ظهر وجعل أميليا ميروين تتنحى.
– كما أنه لا يريد أن يرى سيينا أو انيسيه أو مولون يموتون أيضا. لهذا السبب، عندما هزم الجميع، توقف فيرموث عن توجيه الضربة القاتلة بسيف المون لايت.
‘لا يوجد شيء أبعد من ذلك. لم يحدث شيء هنا.’ فكر يوجين عندما عاد إلى سريره، عض شفتيه.
– لماذا يحتاج رجل دين إلى سبب لإنقاذ شخص ما؟
عندما انهار على السرير، شعر أن مير، الجالسة في الزاوية، تقترب خلسة. وضعت مير منشفة ينبعث منها البخار فوق خدي يوجين، ومسحت بعناية بقع الدم الباهتة والدم المتجمد في زاوية عينيه. بعد ذلك، جففت رياح تيمبست الدافئة وجه يوجين المبلل.
دون التحدث إلى يوجين أكثر من ذلك، بقوا بهدوء بجانب يوجين.
– أنت تحاول أن تفهمني.
“شكرًا.” تحدث يوجين بهدوء.
“….هل ننام معًا اليوم؟ سأمسك بيدك.” عرضت مير عليه.
– أليس لدينا مولون لفعل ذلك؟ هامل، كمية الدم التي أريقها ستنخفض إلى النصف إذا أُصِبتَ أنتَ ومولون بجروح أقل.
“لا يمكنك النوم على أي حال.” أشار يوجين.
[هامل….!] صر تيمبست أسنانه.
“لكن يمكنني البقاء بجانبك حتى تستيقظ.” قالت مير.
– شكرا لكم جميعا….على حضوركم معي دون أن يموتوا.
– لكن هامل، لا يجب أن تلوم فيرموث.
“ألست خائفة فقط من البقاء في العباءة بمفردك؟” ابتسم يوجين بضعف.
أوضحت انيسيه بهدوء.
“مستحيل، أنا لست خائفةً من أي شيء. حسنا….ليس أي شيء بالضبط….أنا خائفة من حدوث شيء ما للأشخاص اللطفاء معي، مثل السيدة سيينا، أنت والسيدة أنسيلا.” غمغمت مير بهدوء وهي تضرب يوجين وتزحف إلى السرير لتستلقي بجانبه كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعية. “لذلك لا تغضب أو تحزن، سيدي يوجين. لا تفعل شيئًا خطيرًا كثيرًا أو تتأذى. إبقَ بصحة جيدة حتى تعود السيدة سيينا.”
“أنا بخير.” أكد يوجين لِـمير.
السيف ينبعث منه الضوء إلى الخارج، لكنه بدا ظلامًا شديد السواد في رأس يوجين. بإمكان يوجين التفكير في العديد من الأشياء المظلمة، لكن الظلام الذي رآه للتو هو الأغمق والأكثر شؤمًا بينهم جميعًا.
– هل أنت راضٍ عن موتك؟ لو إنك كذلك، فأنت إبن العاهرة. ما الذي يمنحك الحق في الذهاب وقتل نفسك بدافع الحصول على الرضا عن نفسك؟ لم نتمكن من قبول موتك فقط، ولم نرغب في ترك روحك تذهب إلى مثواها الأخير أمامنا.
“أنت تكذب. رأيتك تذرف دموع الدم وشعرت بجزء من مشاعرك.” عبست مير، متذكرةً ألم يوجين، اليأس، الوحدة، و….الغضب الذي شعر به. لم تعرف مير ماذا سيحدث ليوجين إذا اضطر لتحمل عبء كل هذه المشاعر في نفس الوقت، لذلك لم تستطِع تركه بمفرده.
“أنت تكذب. رأيتك تذرف دموع الدم وشعرت بجزء من مشاعرك.” عبست مير، متذكرةً ألم يوجين، اليأس، الوحدة، و….الغضب الذي شعر به. لم تعرف مير ماذا سيحدث ليوجين إذا اضطر لتحمل عبء كل هذه المشاعر في نفس الوقت، لذلك لم تستطِع تركه بمفرده.
[….يمكنني أن أغني لك أغنية قبل النوم.]
“إنقلع، تيمبست.” هدر يوجين.
هامل يستهدف عادة ماء انيسيه المقدس، ولكن ليس في مثل هذه الأوقات، لأنه اكتشف سبب شرب انيسيه للماء المقدس دون توقف.
غير قادر على قول أي شيء، انتهى هامل فقط من لف الضمادات.
يوجين على يقين من أنه سيواجه كابوسًا مروعًا إذا استمع إلى أغنية تغنى بصوت أجش مثل صوت تيمبست.
هز هامل كتفيه.
– لا أريد أن أسمع ذلك من شخص مثلك.
* * *
– لذلك سأضيء أيضًا ظلام الناس الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى الجنة. لن يتمكن جميع الأشخاص الذين ماتوا في هذا الجيل من الذهاب إلى الجنة، لكنني سأوجِّهُ أكبر عدد ممكن من الناس إلى هناك.
– هامل.
قالت انيسيه.
– لماذا يحتاج رجل دين إلى سبب لإنقاذ شخص ما؟
يوجين ليس متأكدًا متى حدث هذا. كيف يمكن أن يعرف يقينًا؟ على الرغم من أنه قاتل في كثير من الأحيان حتى قبل أن يصل إلى هيلموث، إلا أنه بمجرد وصول مجموعته إلى بلد ملوك الشياطين، صارت المعارك تحدث أكثر من وجبات الطعام اليومية. لم يهتم الأعداء بالوقت واستخدموا أي أساليب يمكن أن يفكروا فيها لمهاجمة مجموعة البطل.
إستطاعت مجموعة البطل القتال في معارك لا نهاية لها لأن ثلاثة أشخاص من أعضاء المجموعة الخمسة يمكنهم استخدام سحر الشفاء. ومع ذلك، فإن سحر الشفاء الذي استخدمه الثلاثة مختلفة بين كل واحد من الثلاثة.
– في تلك اللحظة، كان ملك الحصار الشيطاني لا يزال قادرا على قتل الجميع باستثناء فيرموث….ومع ذلك، لم يحدث ذلك، لأن ملك الحصار الشيطاني أُجبر بدلا من ذلك على تقديم وعد لِـفيرموث.
سرعان ما جعل الوقت الذي كالجحيم الرهيب مجموعة البطل أقوى، لكن معارك المجموعة لم تصِر أسهل. عندما صاروا أقوى، زاد عدد الأعداء الأقوياء.
ماذا سيحدث لو استمر يوجين في النظر إلى ذاك الظلام؟
سرعان ما جعل الوقت الذي كالجحيم الرهيب مجموعة البطل أقوى، لكن معارك المجموعة لم تصِر أسهل. عندما صاروا أقوى، زاد عدد الأعداء الأقوياء.
إستطاعت مجموعة البطل القتال في معارك لا نهاية لها لأن ثلاثة أشخاص من أعضاء المجموعة الخمسة يمكنهم استخدام سحر الشفاء. ومع ذلك، فإن سحر الشفاء الذي استخدمه الثلاثة مختلفة بين كل واحد من الثلاثة.
على الرغم من أن سحر شفاء فيرموث فعال جدًا على نفسه، إلا أنه لم يستطع علاج الآخرين. لا يمكن استخدام سحر الشفاء إلا من قبل كاهن متدين من الأساس، لذلك كان سحر شفاء فيرموث أشبه بمباركة البطل من نوع ما.
– كما أنه لا يريد أن يرى سيينا أو انيسيه أو مولون يموتون أيضا. لهذا السبب، عندما هزم الجميع، توقف فيرموث عن توجيه الضربة القاتلة بسيف المون لايت.
في ساحة المعركة، يمكن أن يشموا رائحة الدم….ورائحة الجثث المتعفنة والمحترقة.
لم تستطع سيينا استخدام السحر المقدس الفعلي أيضًا، لكنها عرفت كيفية استخدام سحر الشفاء الخاص بالجان، بعد أن نشأت في قرية الجان منذ طفولتها. نظرًا لأن سيينا ساحرة موهوبة جدًا منذ البداية، صار سحر شفائها قويا مثل معظم رجال الدين رفيعي المستوى، لكنه لم يستطِع حمل شمعة أمام انيسيه — انيسيه المؤمنة، قديسة النور.
– بالطبع، لقد فعلت بالفعل ما يكفي من الأعمال الصالحة للذهاب إلى الجنة. بما أن الإله يجب أن يكون يراقب أعمالي الصالحة، فسوف يضفي ضوءًا ساطعًا مثل عدد أعمالي الصالحة.
– هل أنتِ بخير؟
عندما وصلت مجموعة البطل أمام قلعة ملك الحصار الشيطاني، كان جميع الأعضاء الخمسة على قيد الحياة وقادرين على القتال. لقد واجهوا عدة أزمات كادت أن تجعلهم غير قادرين على القتال، لكن لم يتبق على أجسادهم سوى ندوب لا يمكن التغلب عليها. لسنوات، خاضوا معارك كل يوم، لكنهم كانوا لا يزالون في ذروة لياقتهم بفضل معجزات انيسيه.
عبس هامل.
سحر الشفاء الذي ألقته انيسيه سليوود استثنائي جدا بحيث لا يمكن وصفه بأنه مجرد تعويذة سحرية؛ لا، سحرها هو حرفيا معجزة. عندما أعادت انيسيه توصيل الأطراف المبتورة بمالكها، لم تقم فقط بتوصيل اللحم، لكنها ربطت كل شيء، من العظام والعضلات إلى الأعصاب والأوردة. لذلك، من عولج بسحر انيسيه لم يعاني من آثار لاحقة، ولم يضطر للخضوع لإعادة التأهيل. عندما ألقت انيسيه تعاويذ الشفاء، سار الأعرج، وتم تطهير الجذام، واستعاد الأعمى بصره.
– لا تنظر.
حتى لو تحطمت كل عظمة في جسم الشخص، أو تمزقت أمعائه، أو تمزق القلب، فإن معجزات انيسيه عالجت أي جروح في ومضة. يمكنها إصلاح أي شيء على الإطلاق، إلا لو إن الشخص المقابل هو ميت بالفعل. الأشخاص الوحيدون الذين فشلت في مساعدتهم هم الموتى—وهامل، الذي كانت روحه تتبدد بسبب لعنة الليتش، بعل.
– هذا الوعد لم يتم من أجل العالم. بل من أجل إنقاذ الرفاق الذين بقوا معه حتى تلك اللحظة الأخيرة، واستعادة روحك، التي كان ينبغي تتلاشى بكل الأحوال.
– أنا لست بخير.
هذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها يوجين بهذا. في الواقع، لقد فكر في فيرموث عدة مرات. لماذا أخذ الكثير من الزوجات وأنجب الكثير من الأطفال؟ لماذا كاد أن يقتل سيينا، وقع معاهدة سلام مع ملك الشياطين، وجعل هامل يتجسد ثانية؟
أجابت انيسيه.
ظهر انيسيه بدا دمويًا. ولأنه رآها عدة مرات، فقد اعتاد هامل على هذا بالفعل. كلما استخدمت انيسيه الكثير من قوتها الإلهية أو قامت بمعجزات عظيمة مرات عديدة، يصير ظهر انيسيه دائمًا دمويًا. في كل مرة حدث ذلك، نادت بهامل، لكنه لم يعرف هل خططت للقيام بذلك منذ البداية أم لا.
لم يعرف يوجين أي ساحة المعركة قالت انيسيه فيها ذلك. هل بعد أن قتلوا ملك المذبحة الشيطاني؟ أو بعد أن قتلوا ملك الشياطين القسوة أو ملك الغضب الشيطاني؟ أو عندما كانوا يقاتلون ضد كاماش والعمالقة؟ أم بينما كانوا يتجنبون قصف رايزاكيا؟ أو هل هذا عندما قاتلوا مصاصي الدماء الانتحاريين….أم هو جيش الشياطين بقيادة شفرة الحصار؟
واحدة تلو الأخرى، قامت بفك بقية الأزرار الموجودة على رداءها وهي تتابع.
لم يملك أي فكرة، لأنه خاض الكثير من المعارك قبل ثلاثمائة عام. في الواقع، بإمكانه إحتساب عدد المعارك التي خاضها وخرج منها غير مصاب على أصابع يده العشرة فقط. ظل هامل مشغولا دائما بمعالجة جروحه بعد المعارك—لا، حتى أنه عالج إصاباته أثناء المعارك. كان الناس يموتون كل يوم في ساحات القتال قبل ثلاثمائة عام، لذلك بالطبع، هناك أيضا العديد من الجرحى. لقد كافح العديد من الأشخاص الذين فقدوا شخصًا ما بسبب الوحوش أو الوحوش الشيطانية أو الشياطين في ساحات القتال تلك بدافع الكراهية والرغبة في الانتقام بدلا من أي اعتقاد خيالي حول إنقاذ العالم.
– هيهيهي، وأنت ماهر في علاج الإصابات. أنت تلف الضمادات جيدًا، لذلك لا أشعر بعدم الارتياح، وأنت لا تشعر بأي شهوة جسدية عندما ترى ظهري العاري.
كان أولئك الناس ضعفاء بشكل رهيب، لكنهم انتقلوا من ساحة معركة إلى ساحة معركة أخرى لتهدئة غضبهم والسعي للانتقام. على الرغم من أنهم أرادوا بذل كل ما لديهم لتحقيق تلك الأهداف في ساحات القتال، إلا أنهم يعرفون دون وعي أنهم لا يستطيعون فعل ذلك أبدًا، لذلك آمَلوا فقط في أن يموتوا وهم يقاتلون.
هز هامل كتفيه.
هناك أيضا صوت قعقعة السلاسل الحديدية وزوج العيون الحمراء التي انفتحت في وسط الظلام — عيون تنتمي إلى ملك الحصار الشيطاني، الذي لم يستطع يوجين نسيانه أبدا، على الرغم من أنه التقى بملك الشياطين هذا مرة واحدة فقط.
انيسيه، القديسة، لم تكن قادرة على الجلوس ومشاهدتهم يموتون. على الرغم من أن انيسيه هي شخص تمتلك روحًا حرةً بشكل غير لائق، إلا أنها أكثر تقوًا وشبهًا بالقديس من أي شخص آخر عندما تضطر إلى ذلك.
وضع زجاجة الماء المقدسة المعلقة على خصرها على شفتيها، جلست انيسيه، حتى يتمكن هامل من مسح الدم بسهولة أكبر.
عندما وصلت مجموعة البطل أمام قلعة ملك الحصار الشيطاني، كان جميع الأعضاء الخمسة على قيد الحياة وقادرين على القتال. لقد واجهوا عدة أزمات كادت أن تجعلهم غير قادرين على القتال، لكن لم يتبق على أجسادهم سوى ندوب لا يمكن التغلب عليها. لسنوات، خاضوا معارك كل يوم، لكنهم كانوا لا يزالون في ذروة لياقتهم بفضل معجزات انيسيه.
فكر يوجين في فيرموث، الذي سحب السيف المقدس من جثة ملك الشياطين ووجهه مقابل لضوء الفجر.
– سأصير ثاني ألمع ضوء، بجانب الإله الذي أخدمه.
– لقد أرهقتِ نفسك.
“حسنا، حسنا، أنا آسف. كان يجب أن أكون أكثر حذرا.” رفع يوجين ذراعيه.
غمغم هامل، وهو ينظر إلى انيسيه.
وضع زجاجة الماء المقدسة المعلقة على خصرها على شفتيها، جلست انيسيه، حتى يتمكن هامل من مسح الدم بسهولة أكبر.
في ساحة المعركة، يمكن أن يشموا رائحة الدم….ورائحة الجثث المتعفنة والمحترقة.
حتى لو تحطمت كل عظمة في جسم الشخص، أو تمزقت أمعائه، أو تمزق القلب، فإن معجزات انيسيه عالجت أي جروح في ومضة. يمكنها إصلاح أي شيء على الإطلاق، إلا لو إن الشخص المقابل هو ميت بالفعل. الأشخاص الوحيدون الذين فشلت في مساعدتهم هم الموتى—وهامل، الذي كانت روحه تتبدد بسبب لعنة الليتش، بعل.
– حسنًا، أعلم أنكِ عنيدة جدا لدرجة أنك لن تستمعي إلى أي شخص أبدًا.
عندما يموت الإنسان، تصير الأعمال الصالحة التي قاموا بها قبل موتهم نورًا، وتصير أعمالهم السيئة ظلامًا. لو سطع نورهم بما يكفي ليتفوق على الظلام، فيمكن للشخص أن يذهب إلى الجنة، حيث لم يوجد هناك ظلام. كل الخطايا في هذا العالم خلقت في الظلام، حيث لم يوجد نور، وبما أنه لا وجود للظلام في السماء يحكمها إله النور، فلم توجد هناك خطايا. لذلك، لا أحد يعاني.
“أعرف كم هي سخيفة ومضحكة أفكاري. ملك الشياطين ليس احمق، فلماذا سيأخذ فيرموث كَـرهينة فقط، وليس قتله؟ ولماذا سمح لي — شخص تجسد ثانية لقتل ملوك الشياطين — بالعيش؟” فرك يوجين عينيه.
– لا أريد أن أسمع ذلك من شخص مثلك.
انفجرت انيسيه في الضحك على ملاحظة هامل.
تذمرت انيسيه.
“هذه ليست المرة الأولى التي أتجاهل التحذيرات وأدخل مؤخرتي في المشاكل، أليس كذلك؟” قال يوجين بلامبالاة.
انيسيه، القديسة، لم تكن قادرة على الجلوس ومشاهدتهم يموتون. على الرغم من أن انيسيه هي شخص تمتلك روحًا حرةً بشكل غير لائق، إلا أنها أكثر تقوًا وشبهًا بالقديس من أي شخص آخر عندما تضطر إلى ذلك.
– لماذا؟ هل لأنني أيضًا لقيط عنيد لا يستمع أبدًا؟ حسنًا، أنتِ على حق. لكن على عكسك، أنا أختار من أُنقِذ، انيسيه.
[هامل….!] صر تيمبست أسنانه.
هز هامل كتفيه.
– أنا سعيدة لأنك الشخص الذي اكتشف الندبات الخاصة بي.
انيسيه لم تُجِبه.
فيرموث الذي تذكره يوجين لم يُعَبِر حقًا عما يدور في ذهنه. شعر يوجين بهذا عندما التقى فيرموث لأول مرة في حياته الماضية؛ لم يستطِع حقا معرفة ما يفكر فيه فيرموث.
كليك.
– حقيقة أنهم لا يريدون أن يتم إنقاذهم ليست من شأني. أنا فقط أنقذهم لأنني أستطيع إنقاذهم. إن عدم إنقاذهم عندما أستطيع يعني أنني أغض الطرف عن كل شيء.
بدلًا من ذلك، قامت بفك أزرار رداء الكاهن، فتنهد هامل واقترب من انيسيه.
“….هل ننام معًا اليوم؟ سأمسك بيدك.” عرضت مير عليه.
هذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها يوجين بهذا. في الواقع، لقد فكر في فيرموث عدة مرات. لماذا أخذ الكثير من الزوجات وأنجب الكثير من الأطفال؟ لماذا كاد أن يقتل سيينا، وقع معاهدة سلام مع ملك الشياطين، وجعل هامل يتجسد ثانية؟
– إنهم يتوسلون لأن يقتلوا لأنهم يريدون الموت حقا. السماح لهم بالموت سيكون خلاصهم بدلا من شفاءهم، إذن لماذا….لماذا تتحملين كل هذه المعاناة بنفسك من خلال مواجهة مشكلة إنقاذهم؟
– كما أنه لا يريد أن يرى سيينا أو انيسيه أو مولون يموتون أيضا. لهذا السبب، عندما هزم الجميع، توقف فيرموث عن توجيه الضربة القاتلة بسيف المون لايت.
– لماذا يحتاج رجل دين إلى سبب لإنقاذ شخص ما؟
يوجين ليس متأكدًا متى حدث هذا. كيف يمكن أن يعرف يقينًا؟ على الرغم من أنه قاتل في كثير من الأحيان حتى قبل أن يصل إلى هيلموث، إلا أنه بمجرد وصول مجموعته إلى بلد ملوك الشياطين، صارت المعارك تحدث أكثر من وجبات الطعام اليومية. لم يهتم الأعداء بالوقت واستخدموا أي أساليب يمكن أن يفكروا فيها لمهاجمة مجموعة البطل.
أجابت انيسيه دون الإلتفات إلى هامل.
“لا يمكنك النوم على أي حال.” أشار يوجين.
– حقيقة أنهم لا يريدون أن يتم إنقاذهم ليست من شأني. أنا فقط أنقذهم لأنني أستطيع إنقاذهم. إن عدم إنقاذهم عندما أستطيع يعني أنني أغض الطرف عن كل شيء.
“حسنا، حسنا، أنا آسف. كان يجب أن أكون أكثر حذرا.” رفع يوجين ذراعيه.
مد فيرموث يده حينها كما تحدث، ولم يعتقد هامل أبدا أن فيرموث يكذب. لم ينطبق الأمر على هامل فقط—سواء سيينا، انيسيه أو مولون، صدق الجميع عزم فيرموث وإمتلكوا نفس العزم مثله.
واحدة تلو الأخرى، قامت بفك بقية الأزرار الموجودة على رداءها وهي تتابع.
– لا أستطيع—لا، لن أفعل ذلك. هل سألت لماذا أنا أتحمل كل هذا بنفسي، هاه؟ لا، أنا لا أتحمل هذا، هامل. سأفعل الكثير من الأعمال الصالحة بإنقاذ الكثير من الناس حتى أتمكن من الذهاب إلى الجنة.
سقط رداء الكاهن على الأرض.
“أنا أُفَضِل….” أطلق يوجين تنهيدة طويلة، مسح يوجين البقع على خديه. “أنا أفضل فرضية كيف قدم فيرموث وعدًا لا يستطيع تجنبه، ورتب لتناسخي، وتم أسره حيا من قبل ملك الحصار الشيطاني.”
– بالطبع، لقد فعلت بالفعل ما يكفي من الأعمال الصالحة للذهاب إلى الجنة. بما أن الإله يجب أن يكون يراقب أعمالي الصالحة، فسوف يضفي ضوءًا ساطعًا مثل عدد أعمالي الصالحة.
– لا أستطيع—لا، لن أفعل ذلك. هل سألت لماذا أنا أتحمل كل هذا بنفسي، هاه؟ لا، أنا لا أتحمل هذا، هامل. سأفعل الكثير من الأعمال الصالحة بإنقاذ الكثير من الناس حتى أتمكن من الذهاب إلى الجنة.
أوضحت انيسيه بهدوء.
عندما يموت الإنسان، تصير الأعمال الصالحة التي قاموا بها قبل موتهم نورًا، وتصير أعمالهم السيئة ظلامًا. لو سطع نورهم بما يكفي ليتفوق على الظلام، فيمكن للشخص أن يذهب إلى الجنة، حيث لم يوجد هناك ظلام. كل الخطايا في هذا العالم خلقت في الظلام، حيث لم يوجد نور، وبما أنه لا وجود للظلام في السماء يحكمها إله النور، فلم توجد هناك خطايا. لذلك، لا أحد يعاني.
– هذا الوعد لم يتم من أجل العالم. بل من أجل إنقاذ الرفاق الذين بقوا معه حتى تلك اللحظة الأخيرة، واستعادة روحك، التي كان ينبغي تتلاشى بكل الأحوال.
هذه هي القصة التي آمن بها مواطنوا إمبراطورية يوراس.
انفجرت انيسيه في الضحك على ملاحظة هامل.
– سأحاول.
– الإله لا ينزف نيابة عن الأغنام الصغيرة. على الرغم من أن الإله هو ضوء ساطع بما يكفي ليتفوق على كل الظلام، إلا أنه لا يضيء الظلام الذي يحاول الآن ابتلاع العالم.
شعر انيسيه الطويل هو الشيء الوحيد الذي غطى ظهرها العاري. رفعته وواصلت التحدث بنبرة مريرة.
“لكن يمكنني البقاء بجانبك حتى تستيقظ.” قالت مير.
“مستحيل، أنا لست خائفةً من أي شيء. حسنا….ليس أي شيء بالضبط….أنا خائفة من حدوث شيء ما للأشخاص اللطفاء معي، مثل السيدة سيينا، أنت والسيدة أنسيلا.” غمغمت مير بهدوء وهي تضرب يوجين وتزحف إلى السرير لتستلقي بجانبه كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعية. “لذلك لا تغضب أو تحزن، سيدي يوجين. لا تفعل شيئًا خطيرًا كثيرًا أو تتأذى. إبقَ بصحة جيدة حتى تعود السيدة سيينا.”
– أنا قديسة النور، وبصفتي قديس الإله، يجب أن أتفوق على الظلام في هذا العالم إذا لم يفعل ذلك. يجب أن أريق الدم المقدس وأضيء الظلام بنوري نيابة عنه، هامل…..أعتقد أنه ليس كل من مات بعد أن عاش في هذا العصر الرهيب يمكنه الذهاب إلى الجنة.
هناك أيضا صوت قعقعة السلاسل الحديدية وزوج العيون الحمراء التي انفتحت في وسط الظلام — عيون تنتمي إلى ملك الحصار الشيطاني، الذي لم يستطع يوجين نسيانه أبدا، على الرغم من أنه التقى بملك الشياطين هذا مرة واحدة فقط.
ظهر انيسيه بدا دمويًا. ولأنه رآها عدة مرات، فقد اعتاد هامل على هذا بالفعل. كلما استخدمت انيسيه الكثير من قوتها الإلهية أو قامت بمعجزات عظيمة مرات عديدة، يصير ظهر انيسيه دائمًا دمويًا. في كل مرة حدث ذلك، نادت بهامل، لكنه لم يعرف هل خططت للقيام بذلك منذ البداية أم لا.
– هيهيهي، وأنت ماهر في علاج الإصابات. أنت تلف الضمادات جيدًا، لذلك لا أشعر بعدم الارتياح، وأنت لا تشعر بأي شهوة جسدية عندما ترى ظهري العاري.
سقط رداء الكاهن على الأرض.
كان هناك مرة، منذ وقت طويل، عندما ذهب فيرموث، سيينا ومولون لرعاية بقايا القوات الشيطانية القريبة بعد أن أنهوا المعركة، لكن هامل وانيسيه بقيا في الخلف لأنه أصيب بجروح بالغة وهي متعبة للغاية. بدلًا من مطالبة انيسيه المتعبة بالفعل باستخدام سحر الشفاء عليه، حاول هامل تقديم الإسعافات الأولية لنفسه، ولكن بينما يعتني بإصابته، أغمي على انيسيه.
هذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها يوجين بهذا. في الواقع، لقد فكر في فيرموث عدة مرات. لماذا أخذ الكثير من الزوجات وأنجب الكثير من الأطفال؟ لماذا كاد أن يقتل سيينا، وقع معاهدة سلام مع ملك الشياطين، وجعل هامل يتجسد ثانية؟
“لكن يمكنني البقاء بجانبك حتى تستيقظ.” قالت مير.
– سأصير ثاني ألمع ضوء، بجانب الإله الذي أخدمه.
[….يمكنني أن أغني لك أغنية قبل النوم.]
سلمت انيسيه هامل منشفة مبللة.
لم يملك أي فكرة، لأنه خاض الكثير من المعارك قبل ثلاثمائة عام. في الواقع، بإمكانه إحتساب عدد المعارك التي خاضها وخرج منها غير مصاب على أصابع يده العشرة فقط. ظل هامل مشغولا دائما بمعالجة جروحه بعد المعارك—لا، حتى أنه عالج إصاباته أثناء المعارك. كان الناس يموتون كل يوم في ساحات القتال قبل ثلاثمائة عام، لذلك بالطبع، هناك أيضا العديد من الجرحى. لقد كافح العديد من الأشخاص الذين فقدوا شخصًا ما بسبب الوحوش أو الوحوش الشيطانية أو الشياطين في ساحات القتال تلك بدافع الكراهية والرغبة في الانتقام بدلا من أي اعتقاد خيالي حول إنقاذ العالم.
أمسك المنشفة المبللة، مسح هامل بعناية ظهر انيسيه الدموي.
كان هناك مرة، منذ وقت طويل، عندما ذهب فيرموث، سيينا ومولون لرعاية بقايا القوات الشيطانية القريبة بعد أن أنهوا المعركة، لكن هامل وانيسيه بقيا في الخلف لأنه أصيب بجروح بالغة وهي متعبة للغاية. بدلًا من مطالبة انيسيه المتعبة بالفعل باستخدام سحر الشفاء عليه، حاول هامل تقديم الإسعافات الأولية لنفسه، ولكن بينما يعتني بإصابته، أغمي على انيسيه.
فيرموث الذي تذكره يوجين لم يُعَبِر حقًا عما يدور في ذهنه. شعر يوجين بهذا عندما التقى فيرموث لأول مرة في حياته الماضية؛ لم يستطِع حقا معرفة ما يفكر فيه فيرموث.
– لذلك سأضيء أيضًا ظلام الناس الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى الجنة. لن يتمكن جميع الأشخاص الذين ماتوا في هذا الجيل من الذهاب إلى الجنة، لكنني سأوجِّهُ أكبر عدد ممكن من الناس إلى هناك.
– هل أنتِ بخير؟
عندما مسح هامل الدم، تم الكشف عن جروحها — لا، ليست جروحًا، ولكن كتابة الإلهية منحوتة على ظهرها بالكامل. في أي وقت قامت فيه انيسيه بمعجزة عظيمة، حُفِرَتْ الكلمات الإلهية أعمق على جلدها، مما يجعلها تنزف. وهكذا بدأت الكتابة تتعمق شيئا فشيئا. في المرة الأولى التي رأى فيها هامل ظهر انيسيه، كانت الحروف الإلهية قد نحتت بالقرب من كتفيها فقط، ولكن في كل مرة قامت فيها بمعجزة، أصبحت الكلمات الإلهية أطول وأوسع. الكلمات الإلهية التي يمكن أن يراها هامل الآن قد وصلت بالفعل إلى خصرها.
بعد مسح كل الدم، وضع هامل مرهما على وشمها المنحوت بعمق. نظرًا لأن ما يسمى بالندبات لا يمكن علاجها بمعجزة، فمن الواضح أن المرهم لا يمكن أن يعالج الجروح، لكنها ستنزف أقل إذا وضع هامل المرهم.
– من المثير للاهتمام كيف لا يمكنك علاج ظهرك عندما يمكنك استخدام كل أنواع المعجزات.
سقط رداء الكاهن على الأرض.
– ….اممم….
– هذه هي ندباتي، وهي في حد ذاتها معجزة، لذلك ألن يكون من السخف علاج معجزة بِـمعجزة أخرى؟
وضع زجاجة الماء المقدسة المعلقة على خصرها على شفتيها، جلست انيسيه، حتى يتمكن هامل من مسح الدم بسهولة أكبر.
– كما أنه لا يريد أن يرى سيينا أو انيسيه أو مولون يموتون أيضا. لهذا السبب، عندما هزم الجميع، توقف فيرموث عن توجيه الضربة القاتلة بسيف المون لايت.
– بالطبع، لقد فعلت بالفعل ما يكفي من الأعمال الصالحة للذهاب إلى الجنة. بما أن الإله يجب أن يكون يراقب أعمالي الصالحة، فسوف يضفي ضوءًا ساطعًا مثل عدد أعمالي الصالحة.
هامل يستهدف عادة ماء انيسيه المقدس، ولكن ليس في مثل هذه الأوقات، لأنه اكتشف سبب شرب انيسيه للماء المقدس دون توقف.
‘….هل أخذ ملك الحصار الشيطاني….فيرموث كَـأسير؟’ تساءل يوجين.
– ….قولي لي إذا شعرت بالألم.
– هل أنت راضٍ عن موتك؟ لو إنك كذلك، فأنت إبن العاهرة. ما الذي يمنحك الحق في الذهاب وقتل نفسك بدافع الحصول على الرضا عن نفسك؟ لم نتمكن من قبول موتك فقط، ولم نرغب في ترك روحك تذهب إلى مثواها الأخير أمامنا.
– لا.
– …وما الذي…تنوي القيام به في هيلموث؟
– من المثير للاهتمام كيف لا يمكنك علاج ظهرك عندما يمكنك استخدام كل أنواع المعجزات.
ضحكت انيسيه وشربت الماء المقدس كالمعتاد.
انيسيه لم تُجِبه.
نظر يوجين إلى سيف المون لايت الذي لا يزال في يده. هذا الدمار على شكل سيف والذي ينبعث منه ضوء القمر الشاحب، بدا جميلًا ولكنه مشؤوم.
نظرًا لأنها جيدة في إخفاء مشاعرها وأفكارها، فقد قالت دائما شيئا مختلفا تماما عما هي تفكر فيه حقًا، وتبتسم دائمًا، بغض النظر عن مدى خطورة ألمها.
سرعان ما جعل الوقت الذي كالجحيم الرهيب مجموعة البطل أقوى، لكن معارك المجموعة لم تصِر أسهل. عندما صاروا أقوى، زاد عدد الأعداء الأقوياء.
“شكرًا.” تحدث يوجين بهدوء.
بعد مسح كل الدم، وضع هامل مرهما على وشمها المنحوت بعمق. نظرًا لأن ما يسمى بالندبات لا يمكن علاجها بمعجزة، فمن الواضح أن المرهم لا يمكن أن يعالج الجروح، لكنها ستنزف أقل إذا وضع هامل المرهم.
– لا أريد أن أسمع ذلك من شخص مثلك.
– أنا سعيدة لأنك الشخص الذي اكتشف الندبات الخاصة بي.
تمتمت انيسيه وهي تضع مياهها المقدسة جانبًا.
– بالطبع، لقد فعلت بالفعل ما يكفي من الأعمال الصالحة للذهاب إلى الجنة. بما أن الإله يجب أن يكون يراقب أعمالي الصالحة، فسوف يضفي ضوءًا ساطعًا مثل عدد أعمالي الصالحة.
– لا أريد أن أظهر هذا لفيرموث، ومولون….سيبدأ بالقتال بشكل مضحي، متخليا عن قوته…..أما بالنسبة لسيينا…..هيه، ستوقفني قسرًا عن القيام بأي شيء خطير.
– شكرا لكم جميعا….على حضوركم معي دون أن يموتوا.
– ماذا عني؟
– هيهيهي، وأنت ماهر في علاج الإصابات. أنت تلف الضمادات جيدًا، لذلك لا أشعر بعدم الارتياح، وأنت لا تشعر بأي شهوة جسدية عندما ترى ظهري العاري.
– أنت تحاول أن تفهمني.
– أخبرتك أنه من الأفضل القتال بقوة بدلا من القتال بتحفظ….
ضحكت انيسيه.
– على الرغم من أنك تقول لا تفعلي أي شيء خطير، إلا أنك تفهم سبب كوني عنيدة، لذلك لا تمنعني. أنت تعلم أنه كلما قاتلت بعنف أكثر، كلما نزفت أكثر، لكنك تقاتل دائما بنفس الطريقة.
بدلًا من ذلك، قامت بفك أزرار رداء الكاهن، فتنهد هامل واقترب من انيسيه.
– هذا سيكون أفضل لك.
عندما انتهى هامل من مسح الدم ووضع المرهم، لف جرح انيسيه بالضمادات.
– …وما الذي…تنوي القيام به في هيلموث؟
“لكم من الوقت تخططين للإستمرار في هزِّي؟” سأل يوجين.
– لن تستمع بغض النظر عما سأقوله، لكن المعارك ستصير أطول إذا قاتلت بشكل متحفظ. وأيضًا، سيؤدي إنهاء المعارك بسرعة إلى تقليل الضرر بشكل عام، حتى لو إن ذلك خطير.
“شكرًا.” تحدث يوجين بهدوء.
– هيهيهي، وأنت ماهر في علاج الإصابات. أنت تلف الضمادات جيدًا، لذلك لا أشعر بعدم الارتياح، وأنت لا تشعر بأي شهوة جسدية عندما ترى ظهري العاري.
عبس هامل.
عندما التقى يوجين بأميليا ميروين في زنزانة الصحراء، لم يتمكن من ضربها. هو يعلم أنه لم يكن قادرًا على الهروب من أميليا في زنزانة الصحراء العميقة تحت الأرض حتى لو استخدم الاشتعال وسيف المون لايت. ومع ذلك، فإن ملك الحصار الشيطاني قد تدخل أيضا في ذلك الوقت؛ ظهر وجعل أميليا ميروين تتنحى.
– أخبرتك أنه من الأفضل القتال بقوة بدلا من القتال بتحفظ….
– أي نوع من اللقطاء سيشعر بالشهوة أثناء النظر إلى شخص دامٍ وظهره مليء بالندوب؟
– وأنا أقدر كيف تنظر إلى رفيقك كَـرفيق بدلًا من امرأة، ولكن لماذا لا تفكر في مسائل أخرى من أجل التغيير؟
ظهر انيسيه بدا دمويًا. ولأنه رآها عدة مرات، فقد اعتاد هامل على هذا بالفعل. كلما استخدمت انيسيه الكثير من قوتها الإلهية أو قامت بمعجزات عظيمة مرات عديدة، يصير ظهر انيسيه دائمًا دمويًا. في كل مرة حدث ذلك، نادت بهامل، لكنه لم يعرف هل خططت للقيام بذلك منذ البداية أم لا.
ضحكت انيسيه.
“مستحيل، أنا لست خائفةً من أي شيء. حسنا….ليس أي شيء بالضبط….أنا خائفة من حدوث شيء ما للأشخاص اللطفاء معي، مثل السيدة سيينا، أنت والسيدة أنسيلا.” غمغمت مير بهدوء وهي تضرب يوجين وتزحف إلى السرير لتستلقي بجانبه كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعية. “لذلك لا تغضب أو تحزن، سيدي يوجين. لا تفعل شيئًا خطيرًا كثيرًا أو تتأذى. إبقَ بصحة جيدة حتى تعود السيدة سيينا.”
– ….حول ماذا؟
– حسنا، أنت تعرف، عن كيف يمكن أن يكون النزيف مؤلمًا بسببك.
أمسك المنشفة المبللة، مسح هامل بعناية ظهر انيسيه الدموي.
هناك أيضا صوت قعقعة السلاسل الحديدية وزوج العيون الحمراء التي انفتحت في وسط الظلام — عيون تنتمي إلى ملك الحصار الشيطاني، الذي لم يستطع يوجين نسيانه أبدا، على الرغم من أنه التقى بملك الشياطين هذا مرة واحدة فقط.
بدت نبرة انيسيه مرحة.
– من المثير للاهتمام كيف لا يمكنك علاج ظهرك عندما يمكنك استخدام كل أنواع المعجزات.
غمغم هامل، وهو ينظر إلى انيسيه.
– أخبرتك أنه من الأفضل القتال بقوة بدلا من القتال بتحفظ….
انفجرت انيسيه في الضحك على ملاحظة هامل.
كانت بلدانهم وجنسهم وخلفياتهم وقدراتهم مختلفة، لكن، كان لديهم جميعا جانب ملتوي. بدلا من اتباع قيادة شخص ما، عملوا جميعا بمفردهم أو صاروا قادة بأنفسهم.
– أليس لدينا مولون لفعل ذلك؟ هامل، كمية الدم التي أريقها ستنخفض إلى النصف إذا أُصِبتَ أنتَ ومولون بجروح أقل.
عندما وصلت مجموعة البطل أمام قلعة ملك الحصار الشيطاني، كان جميع الأعضاء الخمسة على قيد الحياة وقادرين على القتال. لقد واجهوا عدة أزمات كادت أن تجعلهم غير قادرين على القتال، لكن لم يتبق على أجسادهم سوى ندوب لا يمكن التغلب عليها. لسنوات، خاضوا معارك كل يوم، لكنهم كانوا لا يزالون في ذروة لياقتهم بفضل معجزات انيسيه.
– ….اممم….
– بالطبع، لقد فعلت بالفعل ما يكفي من الأعمال الصالحة للذهاب إلى الجنة. بما أن الإله يجب أن يكون يراقب أعمالي الصالحة، فسوف يضفي ضوءًا ساطعًا مثل عدد أعمالي الصالحة.
غير قادر على قول أي شيء، انتهى هامل فقط من لف الضمادات.
– هذا سيكون أفضل لك.
شعر انيسيه الطويل هو الشيء الوحيد الذي غطى ظهرها العاري. رفعته وواصلت التحدث بنبرة مريرة.
– سأحاول.
تذكر يوجين هذه المحادثة منذ فترة طويلة، فكر في انيسيه، التي رآها آخر مرة بثماني مجموعات من الأجنحة.
“…..هناك عدد أقل من الأجنحة.”
لاحظ يوجين تمثال انيسيه الإلهي في يوراسيا، عاصمة الإمبراطورية المقدسة.
تمثال فيه مجموعة واحدة فقط من الأجنحة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
