نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 195

ينبوع النور (7)

ينبوع النور (7)

الفصل 195: ينبوع النور (7)

 

“….همم….احم….” تراجعت كريستينا بسعال محرج. عيناها متورمتان، وصوتها ضعيف قليلًا. إسترقت كريستينا النظرات إلى صدر يوجين الرطب، أثناء جمع نفسها. “….آه….كيف تمكنت من الوصول إلى هنا؟”

كان تقريبا مثل…..القصاص الإلهي.

على الرغم من أن السؤال متأخرٌ جدًا الآن، إلا أنه ليس شيئا يمكنها التراجع عنه. كريستينا ما زالت غير متأكدة كيف حدث كل شيء.

ومع ذلك، لم يستطع يوجين الرد بالمثل بابتسامة.

 

“آه….” ارتجفت عيون كريستينا الزرقاء المحيطية. حاولت فهم الصور الواضحة التي رأتها، لكن من المستحيل تقبل ما أمامها. رمشت عيناها وشعرت بوعيها ينجرف بعيدًا.

ينبوع النور هو مكان معروف فقط لعدد قليل من كهنة الإمبراطورية المقدسة. في الواقع، حتى كريستينا لم تعرف بالضبط أين يقع ينبوع النور. هي تعلم فقط أن بوابة الإنتقال تستخدم للسفر من وإلى الينبوع وأن بوابة الإنتقال تحت حراسة أتباع الكاردينال روجرس.

 

 

 

“معجزة.” أجاب يوجين بينما نفض الغبار عن صدره. تحول وجه كريستينا إلى ظل أحمر أكثر إشراقا مع كل حركة من يد يوجين، وعندها فقط أدركت كم بكت على صدره.

 

 

“آه….”

“….مـ-معجزة.” تلعثمت كريستينا. معجزة؟ لم تستطع إلا أن تتساءل.

 

 

“لقد أرادوا شيئا جديدا للعبادة. على الرغم من أن النور موجود دائما — إلا أنه مُجَرَدٌ جدًا بحيث لا يمكن خدمته. هم بحاجة إلى كائن أكثر تحديدا وملموسًا للعبادة. هم بحاجة إلى تجسيد للنور.”

كريستينا لم تكره كلمة معجزة. ما اختبرته كمرشحة للقديسة كان فظيعا، لكنها آمنت بوجود الإله. في الواقع، إيمانها بالإله هو الشيء الوحيد الذي سمح لها بالتحمل حتى الآن. بالنسبة لكريستينا، المعجزة من عمل الإله.

 

 

 

“لكن….إعتقدت، يا سيدي يوجين، أنك لا تؤمن بأشياء مثل المعجزات، صحيح؟” سألت. هي تعلم جيدا أن يوجين لم يؤمن بالإله، وبعد ما اختبره للتو، عرفت أنه ربما لن يؤمن أبدًا لبقية حياته. وهكذا، شعرت بالحيرة والدهشة إلى حد ما عندما وصفها يوجين بأنها معجزة.

 

 

ثم عادت إلى الفتاة الصغيرة. بعد سماع اسم انيسيه، شعرت أن وجه الفتاة الصغيرة بدا مختلفا قليلا عن ماضيها. ومع ذلك، الأمر طفيف حقا — والفرق الوحيد الذي يمكن أن تراه يكمن في الجو المحيط بالفتاة وعينيها.

“قد أؤمن بالمعجزات الصغيرة.” تمتم يوجين قبل أن يستدير. حاول أن يأخذ خطوة إلى الأمام، ولكن….بمجرد أن تحول قدم واحدة، شعر أن ساقيه تستسلمان تحته. لقد بدأ إرتداد الإشتعال.

ومع ذلك، لم يتصرف يوجين هكذا. بدلا من ذلك، ركز على السيف المقدس، الذي يهتز بمهارة. قاد السيف يوجين إلى الأمام بينما يتجول في الضباب. نظر إليه لفترة وجيزة، ثم سار إلى الأمام تحت توجيهه.

 

 

سارعت كريستينا إلى الأمام وساعدت يوجين. “هـ-هل أنت بخير؟” سألته.

“في الواقع، لم أرغب في أن أريك.” قالت انيسيه، ابتسامتها تتعثر قليلا: “هامل، يجب أن تعرف، بما أنك رأيته، لكن….هذا….ليس شيئا يمكن للناس العاديين فهمه بسهولة.”

 

أخيرا، توقف قلبها عن الاهتزاز، واقتربت من يوجين بوجه هادئ.

“لا أعرف هل أستطيع القول أنني بخير تمامًا. أكثر من أي شيء آخر، ذراعي اليسرى تؤلمني.” قال يوجين، كان ضوء سيرجيو قد جرف ذراعه اليسرى. لقد إلتوت عظامه، وسُحقَ لحمه. لم يستطِع يوجين إلا التفكير في أنه من حسن الحظ أن ذراعه لم تنفجر تماما.

كان الأمر كذلك منذ البداية. السيف المقدس قد أرشده إلى مصدر ينبوع النور، وعندما أخذ رأس سيرجيو في النهاية، لم يحاول يوجين إظهار النور من السيف. لقد أضاء من تلقاء نفسه، وقطع رأس سيرجيو، ثم إلتَهمَ وفجرَ جسده بالنور.

 

“إلى أين أنت ذاهب؟” سألت كريستينا.

“آه….إ-إسمح لي بمعالجتها لك.” قالت كريستينا قبل الإستعداد للترتيل. ومع ذلك، هز يوجين رأسه ومشى إلى الأمام بضعف.

 

 

“….والقديسة؟”

“إلى أين أنت ذاهب؟” سألت كريستينا.

 

 

 

أجاب يوجين:” الينبوع.” تسببت إجابته في تصلب تعبير كريستينا. ترددت للحظة، وأخذت نفسا عميقا، ثم فتحت فمها.

 

 

 

“الينبوع….ماذا لديك لتفعله معه؟” سألت.

“آه….” ارتجفت عيون كريستينا الزرقاء المحيطية. حاولت فهم الصور الواضحة التي رأتها، لكن من المستحيل تقبل ما أمامها. رمشت عيناها وشعرت بوعيها ينجرف بعيدًا.

 

 

“أنا ذاهب لتدميره.” أجاب يوجين.

 

 

 

لم يفكر في أي شيء آخر. لا تُهِم القيمة التي يمثلها الينبوع بالنسبة لإمبراطورية يوراس المقدسة، ذلك ليس من شأن يوجين. من الأساس، لقد قتل المئات من البالادين والمحققين بعد أن شق طريقه. لقد قتل الكاردينال سيرجيو روجرس، الذي هو في المرتبة الثانية بعد البابا. سيكون من الغريب أن يبدأ الآن فقط في الإهتمام بعلاقته مع يوراس، وقبل كل شيء، أراد يوجين تخليص هذا العالم من هذا الينبوع الرهيب.

“أنا فقط لا أريد أن أتعرض للضرب.” أجابت يوجين مع تجنب نظرتها: “لكي نكون صادقين….أنا لا أريد حقًا أن أعرف، أيضًا. لا أريد تأكيد أي شيء. مهما كانت القديسة حقًا، لا يهمني ذلك. أنتِ ببساطة انيسيه، وهي ببساطة كريستينا. ما هو المهم عدا هذا؟”

 

“هامل.” نادت بنفس الابتسامة. “لم أعتقد أن مثل هذا التعبير يناسبك، لكنه يبدو لائقًا تماما عليك، ربما لأن لديك وجهًا مختلفًا عن ذي قبل.”

لا، في الواقع، التخلص من الينبوع ليس كافيا. سيدمر ما يكمن تحت الينبوع، الأنابيب، وكل ما يتعلق به. ثم سيحاسب البابا على كل شيء.

“أنا ذاهب لتدميره.” أجاب يوجين.

 

وهكذا، جاء المتعصبون القدماء لإلقاء ضوء جديد على صورتهم الخاصة.

‘….لا أعرف ما هو.’ فكر يوجين وهو يلقي نظرة خاطفة على السيف في يده. شعر كما لو أنه ليس الوحيد الذي أراد تدمير الينبوع. حتى الآن، سحب السيف المقدس ألتير يوجين أقرب إلى الينبوع.

“الينبوع….ماذا لديك لتفعله معه؟” سألت.

 

عندما اتخذت الفتاة خطوة، نسجت الضوء المحيط بالنبع حول جسدها. تغير مظهرها، أو بالأحرى نَضِجَت. النتيجة أظهرت شكلًا مألوفًا لِـيوجين تماما.

كان الأمر كذلك منذ البداية. السيف المقدس قد أرشده إلى مصدر ينبوع النور، وعندما أخذ رأس سيرجيو في النهاية، لم يحاول يوجين إظهار النور من السيف. لقد أضاء من تلقاء نفسه، وقطع رأس سيرجيو، ثم إلتَهمَ وفجرَ جسده بالنور.

 

 

شعر يوجين بنور السيف المقدس ينمو أقوى. ترك يوجين النور يوجه أفعاله، حوَّل يوجين السيف المقدس رأسا على عقب، ثم ضرب أسفل في وسط الينبوع. تحرك سطح الماء بشكل كبير، وبدأت النافورة في الغليان. تضخمت القوة الإلهية الذائبة في الماء كما لو إنه تنجذب إلى نور السيف المقدس.

كان تقريبا مثل…..القصاص الإلهي.

 

 

 

‘هل هو إله النور؟ أو….’ فكر يوجين كما وصل أمام الينبوع. يمكن أن يشعر بالإرتجاف من الجسم الذي دعمه. نظر إلى وجه كريستينا الصلب. “بما أن هذا صعب جدًا بالنسبة لك، لماذا لا تنتظرين في الخلف؟”

“لقد كانت ضرورة.” أجابت انيسيه بصوت كئيب: “هذه هي الطريقة التي يتم بها إنشاء القديسة، بعد كل شيء. تماما مثل هذه الطفلة، وكل مرشحة قبلها، و….حتى أنا. الأمر نفسه مع العديد من القديسات قبلي.”

أجابت كريستينا: “بغض النظر عن مدى صعوبة الأمر بالنسبة لي، يمكنني التحرك بشكل أفضل منك في حالتك، سيدي يوجين.” أخذت نفسًا قصيرًا، ثم نظرت إلى يوجين. “و….ليس هناك سبب بالنسبة لي للتراجع الآن من بين جميع الأوقات، هل هناك؟ السير يوجين….كم تعتقد أنني كنت أتوق لتدمير والقضاء على هذا الينبوع؟ لِـكم من الوقت تعتقد أنني رغبت في ذلك؟”

الابتسامة المثالية للقديسة.

وليس ذلك فقط أيضًا. شعرت كريستينا برغبة خاصة تتصاعد من أعماق قلبها، لكنها ليست رغبةً في تدمير الينبوع — بدلا من ذلك، إنه شيء آخر. من الصعب شرح ما شعرت به بالضبط ولماذا شعرت بهذه الطريقة، لكن كريستينا عرفت أنها لا تستطيع التراجع الآن.

 

 

الشيء نفسه صحيح حتى الآن. انيسيه موجودة بالتأكيد داخل هذه المعجزة. وقفت أمام عينيه كما لو إنها قد نزلت من شجرة العالم، وأجنحتها الثمانية منتشرة على نطاق واسع.

دفع يوجين ببطء السيف المقدس إلى الأمام. هناك طرق عديدة لتدمير الينبوع. لا حاجة لإستخدام السيف الفارغ؛ هو متأكد من أنه يستطيع تدميره ببساطة عن طريق ضربه بالسيف.

 

 

 

ومع ذلك، لم يتصرف يوجين هكذا. بدلا من ذلك، ركز على السيف المقدس، الذي يهتز بمهارة. قاد السيف يوجين إلى الأمام بينما يتجول في الضباب. نظر إليه لفترة وجيزة، ثم سار إلى الأمام تحت توجيهه.

تابعت انيسيه، “حكم التجسد القديم في يوراس لفترة طويلة وعمل كمنارة في العصر الفوضوي. معه في المقدمة، انتقل الإيمان إلى العالم، وولدت آلهة مختلفة واختفت….حكم الإمبراطور المقدس لفترة طويلة وحمى يوراس ورعاياها، لكنه لم يعيش إلى الأبد. منذ أن نزل إلى العالم كتجسد، توجب عليه أن يعود إلى السماء يوما ما.” نظرت انيسيه في عيون يوجين المرتعشة. “بمجرد رحيل الإمبراطور المقدس، شعر العديد من أعضاء الكنيسة بالخوف. خافوا من أن يغرق العالم مرة أخرى في الظلام في غياب النور. آمَلوا في أن يرسل النور تجسيدًا آخر، لكن مثل هذا الشيء لم يتحقق أبدا.”

 

أجابت كريستينا: “بغض النظر عن مدى صعوبة الأمر بالنسبة لي، يمكنني التحرك بشكل أفضل منك في حالتك، سيدي يوجين.” أخذت نفسًا قصيرًا، ثم نظرت إلى يوجين. “و….ليس هناك سبب بالنسبة لي للتراجع الآن من بين جميع الأوقات، هل هناك؟ السير يوجين….كم تعتقد أنني كنت أتوق لتدمير والقضاء على هذا الينبوع؟ لِـكم من الوقت تعتقد أنني رغبت في ذلك؟”

سَمِعَ يوجين صوت نزول المطر.

 

 

لقد إمتلكوا الضوء المطلوب.

دخل إلى ينبوع النور، وازداد ارتعاش السيف المقدس. من ناحية أخرى، لم تتخيل كريستينا أبدًا أنها ستعود إلى الينبوع، لذلك تجمدت على الفور عندما رأت يوجين يدخل. ومع ذلك، استمر يوجين في التقدم إلى وسط النافورة دون إلقاء نظرة خاطفة.

“….اررغ!” أمسكت كريستينا صدرها المرتجف وتركت بعض الأنفاس العميقة. ثم مدت ساقها بعناية لمتابعة يوجين. في اللحظة التي اتصلت فيها قدمها العارية بالينبوع، بدا أن كل الألم الذي شعرت به في الينبوع حتى الآن قد عاد.

 

 

“….اررغ!” أمسكت كريستينا صدرها المرتجف وتركت بعض الأنفاس العميقة. ثم مدت ساقها بعناية لمتابعة يوجين. في اللحظة التي اتصلت فيها قدمها العارية بالينبوع، بدا أن كل الألم الذي شعرت به في الينبوع حتى الآن قد عاد.

“لقد كانت ضرورة.” أجابت انيسيه بصوت كئيب: “هذه هي الطريقة التي يتم بها إنشاء القديسة، بعد كل شيء. تماما مثل هذه الطفلة، وكل مرشحة قبلها، و….حتى أنا. الأمر نفسه مع العديد من القديسات قبلي.”

 

 

لا توجد جروح على جسدها، ولم تقطع نفسها بسكين، وليس هناك دمٌ أيضًا. ومع ذلك، مجرد وجود الينبوع يمثل صدمة كبيرة لكريستينا. إنه المسؤول عن إجبارها على السير في طريق القديسة الميتة، لكن الكثير من صدمتها لا تزال قائمة.

 

 

 

عرفت كريستينا ضعفها وخوفها جيدا. لكن بدلا من الاستمرار في التردد، اتخذت خطوة تلو الأخرى. ليست ضعيفة بأي وسيلة. هي تعلم أنها إذا إنهارت أو صارت مُلزَمةً بذكرياتها الرهيبة، فسيبقى كل شيء كما كان من قبل. عليها أن تواجه كل شيء مباشرة.

كان تقريبا مثل…..القصاص الإلهي.

 

 

رفعت رأسها ونظرت إلى الأمام مباشرة.

عندما اتخذت الفتاة خطوة، نسجت الضوء المحيط بالنبع حول جسدها. تغير مظهرها، أو بالأحرى نَضِجَت. النتيجة أظهرت شكلًا مألوفًا لِـيوجين تماما.

 

 

يوجين بالفعل في وسط النافورة، ولكن بدلًا من الذهاب إلى أبعد من ذلك، نظر إلى الوراء نحو كريستينا. في اللحظة التي قابلت فيها كريستينا عينيه الذهبيتين الهادئتين، أمسكت حافة ملابسها بقوة.

“أنت لطيف يا هامل.” قالت انيسيه بابتسامة باهتة وهي تنظر إليه: “وأنا أعلم أنك لست غبيا. أنا متأكد من أن لديك بالفعل فكرة غامضة عما نحن عليه حقا. ومع ذلك، فأنت تظل صامتا لأنك تريد أن تكون مراعيا، ولا تريد الإساءة إليَّ في حال خمنت خطئًا.”

 

 

لم تُرِده أن يرى نفسها المحرجة، على الرغم من أنها تعلم أنه لا يهم هل هم البطل، القديسة أو أي شخص آخر. ومع ذلك، حتى بدون لقب البطل، لا يزال يوجين لايونهارت رجلًا لامعًا.

صوت نزول المطر!

 

ضغطت كريستينا على عينيها لتجنب الضوء المفاجئ والمسبب للعمى، وعندما فتحت عينيها، وقفت فتاة صغيرة أمام يوجين وكريستينا. تراجعت كريستينا للخلف عندما رأت مظهر الفتاة.

أخيرا، توقف قلبها عن الاهتزاز، واقتربت من يوجين بوجه هادئ.

“من فضلك لا.”، قالت انيسيه. اقتربت من كريستينا بينما تنشر أجنحتها الثمانية، ثم واصلت. “من فضلكِ لا تكرهي نفسك.”

 

أجبر يوجين ابتسامة وهز رأسه. “ماذا فعلتِ؟” سأل.

شعر يوجين بنور السيف المقدس ينمو أقوى. ترك يوجين النور يوجه أفعاله، حوَّل يوجين السيف المقدس رأسا على عقب، ثم ضرب أسفل في وسط الينبوع. تحرك سطح الماء بشكل كبير، وبدأت النافورة في الغليان. تضخمت القوة الإلهية الذائبة في الماء كما لو إنه تنجذب إلى نور السيف المقدس.

تابعت انيسيه، “حكم التجسد القديم في يوراس لفترة طويلة وعمل كمنارة في العصر الفوضوي. معه في المقدمة، انتقل الإيمان إلى العالم، وولدت آلهة مختلفة واختفت….حكم الإمبراطور المقدس لفترة طويلة وحمى يوراس ورعاياها، لكنه لم يعيش إلى الأبد. منذ أن نزل إلى العالم كتجسد، توجب عليه أن يعود إلى السماء يوما ما.” نظرت انيسيه في عيون يوجين المرتعشة. “بمجرد رحيل الإمبراطور المقدس، شعر العديد من أعضاء الكنيسة بالخوف. خافوا من أن يغرق العالم مرة أخرى في الظلام في غياب النور. آمَلوا في أن يرسل النور تجسيدًا آخر، لكن مثل هذا الشيء لم يتحقق أبدا.”

 

“معجزة.” أجاب يوجين بينما نفض الغبار عن صدره. تحول وجه كريستينا إلى ظل أحمر أكثر إشراقا مع كل حركة من يد يوجين، وعندها فقط أدركت كم بكت على صدره.

ضغطت كريستينا على عينيها لتجنب الضوء المفاجئ والمسبب للعمى، وعندما فتحت عينيها، وقفت فتاة صغيرة أمام يوجين وكريستينا. تراجعت كريستينا للخلف عندما رأت مظهر الفتاة.

 

 

كان تقريبا مثل…..القصاص الإلهي.

“أنا؟” قالت بدهشة. كريستينا تعرف جيدًا وجه الفتاة الصغيرة. إنها تشبهها تماما عندما كانت صغيرة.

على الرغم من أن السؤال متأخرٌ جدًا الآن، إلا أنه ليس شيئا يمكنها التراجع عنه. كريستينا ما زالت غير متأكدة كيف حدث كل شيء.

 

 

“انيسيه.” قال يوجين. ليس متفاجئًا جدًا. بدلًا من ذلك، ابتسامة مريرة زَيَّنَتْ وجهه عندما قال اسمها.

 

 

يوجين بالفعل في وسط النافورة، ولكن بدلًا من الذهاب إلى أبعد من ذلك، نظر إلى الوراء نحو كريستينا. في اللحظة التي قابلت فيها كريستينا عينيه الذهبيتين الهادئتين، أمسكت حافة ملابسها بقوة.

تراجعت كريستينا عندما سمعت الإسم ونظرت إلى يوجين.

ومع ذلك، لم يتصرف يوجين هكذا. بدلا من ذلك، ركز على السيف المقدس، الذي يهتز بمهارة. قاد السيف يوجين إلى الأمام بينما يتجول في الضباب. نظر إليه لفترة وجيزة، ثم سار إلى الأمام تحت توجيهه.

 

تراجعت كريستينا عندما سمعت الإسم ونظرت إلى يوجين.

“آه….”

كان هذا هو العالم قبل ثلاثمائة عام. انتشر السحرة السود بعد بيع أرواحهم للشياطين، وأجرَوا جميع أنواع التجارب الرهيبة التي ألقت تماما أي فكرة عن الأخلاق من النافذة. هناك العديد من المختبرات التابعة للسحرة السود بالقرب من هيلموث، ومعظمهم يجرون تجارب بشرية على العبيد الأسرى.

ثم عادت إلى الفتاة الصغيرة. بعد سماع اسم انيسيه، شعرت أن وجه الفتاة الصغيرة بدا مختلفا قليلا عن ماضيها. ومع ذلك، الأمر طفيف حقا — والفرق الوحيد الذي يمكن أن تراه يكمن في الجو المحيط بالفتاة وعينيها.

 

 

الفصل 195: ينبوع النور (7)

هناك عدد لا يحصى من التماثيل وصور لانيسيه المؤمنة في يوراس. بطبيعة الحال، شاهدت كريستينا صورًا لانيسيه منذ طفولتها. مثل أي شخص آخر، هي تدرك جيدا أنها تشبه انيسيه. ومع ذلك، هناك فرق كبير بين الشعور بالتشابه من خلال مقارنة نفسها بلوحة أو تمثال ورؤية نسخة طبق الأصل حية من نفسها أمامها مباشرة.

“معجزة.” أجاب يوجين بينما نفض الغبار عن صدره. تحول وجه كريستينا إلى ظل أحمر أكثر إشراقا مع كل حركة من يد يوجين، وعندها فقط أدركت كم بكت على صدره.

 

ومع ذلك، لم يتصرف يوجين هكذا. بدلا من ذلك، ركز على السيف المقدس، الذي يهتز بمهارة. قاد السيف يوجين إلى الأمام بينما يتجول في الضباب. نظر إليه لفترة وجيزة، ثم سار إلى الأمام تحت توجيهه.

“همم….” انفصلت شفاه الفتاة. ربتَتْ على خديها بوجه خال من التعبيرات، ثم نظرت حول محيطها. هناك ينبوع لامع، يمكن ملاحظته، ثم نظرت إلى يوجين وكريستينا.

لم تُرِده أن يرى نفسها المحرجة، على الرغم من أنها تعلم أنه لا يهم هل هم البطل، القديسة أو أي شخص آخر. ومع ذلك، حتى بدون لقب البطل، لا يزال يوجين لايونهارت رجلًا لامعًا.

 

 

لاحظت على الفور أنهم وقفوا على مستويات مختلفة من العين. واصلت مداعبة خديها بوجه خال من التعبيرات، ثم ابتسمت. ولكن عندما رأت كريستينا الفتاة الصغيرة تبتسم، شعرت بقشعريرة تنهمر على ظهرها. ذلك لأن ابتسامة الفتاة الصغيرة كانت تماما مثل الابتسامة التي مارستها كريستينا أثناء النظر في المرآة في صغرها.

أجاب يوجين:” الينبوع.” تسببت إجابته في تصلب تعبير كريستينا. ترددت للحظة، وأخذت نفسا عميقا، ثم فتحت فمها.

 

 

الابتسامة المثالية للقديسة.

لقد إمتلكوا الضوء المطلوب.

 

 

ومع ذلك، لم يستطع يوجين الرد بالمثل بابتسامة.

 

 

 

قال يوجين: “….أنتِ امرأة سيئة.”

“انيسيه.” قال يوجين. ليس متفاجئًا جدًا. بدلًا من ذلك، ابتسامة مريرة زَيَّنَتْ وجهه عندما قال اسمها.

 

 

الفتاة الصغيرة لا تزال تبتسم.

على الرغم من أن السؤال متأخرٌ جدًا الآن، إلا أنه ليس شيئا يمكنها التراجع عنه. كريستينا ما زالت غير متأكدة كيف حدث كل شيء.

 

 

صوت نزول المطر!

 

عندما اتخذت الفتاة خطوة، نسجت الضوء المحيط بالنبع حول جسدها. تغير مظهرها، أو بالأحرى نَضِجَت. النتيجة أظهرت شكلًا مألوفًا لِـيوجين تماما.

 

 

 

“آه….” صارت كريستينا عاجزة عن الكلام. جعلها المظهر الناضج لانيسيه تشعر كما لو أنها تنظر في المرآة. بينما استمرت في النظر إلى انيسيه، سرعان ما صار وجه كريستينا شاحبا. بدوا متشابهين، متشابهين جدا…..ويستحيل أن تكون هذه مصادفة بسيطة. شعرت كريستينا بساقيها تتخدران، وغطت فمها، شعرت بالغثيان. أجبرت التخيلات غير المرغوب فيها طريقها إلى عقلها وأزعجت أفكارها.

“سلاح مقدس قادر على إسقاط المعجزات، تم إنشاؤه عن طريق دمج بقايا الإمبراطور المقدس في جسد فتاة صغيرة، صنمٌ مصنوعٌ للعبادة.”

 

“….همم….احم….” تراجعت كريستينا بسعال محرج. عيناها متورمتان، وصوتها ضعيف قليلًا. إسترقت كريستينا النظرات إلى صدر يوجين الرطب، أثناء جمع نفسها. “….آه….كيف تمكنت من الوصول إلى هنا؟”

“من فضلك لا.”، قالت انيسيه. اقتربت من كريستينا بينما تنشر أجنحتها الثمانية، ثم واصلت. “من فضلكِ لا تكرهي نفسك.”

 

خفضت انيسيه نفسها ونظرت إلى عيون كريستينا. على الرغم من أن كريستينا لم تعتقد أنها تستطيع البكاء بعد الآن بعد أن بكت كثيرًا من قبل، إلا أن عينيها امتلأتا بالدموع مرة أخرى. الأفكار التي سادت عقلها فظيعة ومثيرة للاشمئزاز حقا.

 

 

“الينبوع….ماذا لديك لتفعله معه؟” سألت.

“أنت لستِ ضعيفة.” همست انيسيه أثناء أخذ كريستينا في حضنها. لم تستطع كريستينا العثور على كلمات لتقولها وبدلا من ذلك بكت مرة أخرى. نزلت الأجنحة الثمانية ببطء وإلتفَّتْ حول جسد كريستينا. ثم أغلقت انيسيه عينيها ووضعت جبهتها على جبين كريستينا.

كان هذا هو العالم قبل ثلاثمائة عام. انتشر السحرة السود بعد بيع أرواحهم للشياطين، وأجرَوا جميع أنواع التجارب الرهيبة التي ألقت تماما أي فكرة عن الأخلاق من النافذة. هناك العديد من المختبرات التابعة للسحرة السود بالقرب من هيلموث، ومعظمهم يجرون تجارب بشرية على العبيد الأسرى.

 

“ما هذا؟” سأل يوجين قبل إعطاء تنهيدة طويلة. ثم نظرت بالتناوب إلى انيسيه وكريستينا قبل المتابعة. “رأيت مصدر هذه النافورة اللعينة. لابد أنكِ قُدتِني إلى هناك.”

“آه….” ارتجفت عيون كريستينا الزرقاء المحيطية. حاولت فهم الصور الواضحة التي رأتها، لكن من المستحيل تقبل ما أمامها. رمشت عيناها وشعرت بوعيها ينجرف بعيدًا.

رأى يوجين العديد من هذه الأماكن في حياته الماضية. بطبيعة الحال، لقد قضى عليهم تماما لدرجة أنهم لن يُرَوا مرة أخرى في هذا العالم. وبالطبع، لقد فعلت انيسيه الشيء نفسه. لقد حررت العبيد وشفَت جروحهم. أحرقت السحرة السود بالسحر الإلهي وحطمت رؤوسهم بِـفركلها.

 

 

فصلت انيسيه ببطء جبينها عن جبين كريستينا، ثم أغلقت عيني الفتاة. بعد وضع كريستينا بعناية في المنبع، قامت بتقويم نفسها.

 

 

 

“هامل.” نادت بنفس الابتسامة. “لم أعتقد أن مثل هذا التعبير يناسبك، لكنه يبدو لائقًا تماما عليك، ربما لأن لديك وجهًا مختلفًا عن ذي قبل.”

لاحظت على الفور أنهم وقفوا على مستويات مختلفة من العين. واصلت مداعبة خديها بوجه خال من التعبيرات، ثم ابتسمت. ولكن عندما رأت كريستينا الفتاة الصغيرة تبتسم، شعرت بقشعريرة تنهمر على ظهرها. ذلك لأن ابتسامة الفتاة الصغيرة كانت تماما مثل الابتسامة التي مارستها كريستينا أثناء النظر في المرآة في صغرها.

رفع يوجين يديه ولمس وجهه. يمكن أن يشعر بالتجاعيد والأخاديد، وكذلك خديه المتصلبَين. لديه تعبير مشوه.

 

 

ينبوع النور هو مكان معروف فقط لعدد قليل من كهنة الإمبراطورية المقدسة. في الواقع، حتى كريستينا لم تعرف بالضبط أين يقع ينبوع النور. هي تعلم فقط أن بوابة الإنتقال تستخدم للسفر من وإلى الينبوع وأن بوابة الإنتقال تحت حراسة أتباع الكاردينال روجرس.

أجبر يوجين ابتسامة وهز رأسه. “ماذا فعلتِ؟” سأل.

تابعت انيسيه، “حكم التجسد القديم في يوراس لفترة طويلة وعمل كمنارة في العصر الفوضوي. معه في المقدمة، انتقل الإيمان إلى العالم، وولدت آلهة مختلفة واختفت….حكم الإمبراطور المقدس لفترة طويلة وحمى يوراس ورعاياها، لكنه لم يعيش إلى الأبد. منذ أن نزل إلى العالم كتجسد، توجب عليه أن يعود إلى السماء يوما ما.” نظرت انيسيه في عيون يوجين المرتعشة. “بمجرد رحيل الإمبراطور المقدس، شعر العديد من أعضاء الكنيسة بالخوف. خافوا من أن يغرق العالم مرة أخرى في الظلام في غياب النور. آمَلوا في أن يرسل النور تجسيدًا آخر، لكن مثل هذا الشيء لم يتحقق أبدا.”

 

“…..”

” لقد جعلتها تفهم.” أجابت وهي تنظر إلى كريستينا: “هذه….الطفلة المسكينة هي نفسها مثلي.” واصلت.

“احتاجت يوراس القديمة إلى العديد من الأشياء ورموز العبادة، وليس البابا فقط. رموزٌ لتغذية التعصب. وصمة العار على أجساد البابا والكرادلة تصور كيف أن النور يعتني بالعالم. يظهر أن الضوء يختار مباشرة بدائله. لقد جاء الكثير من الأعضاء لعبادة البابا والكرادلة مثل الآلهة.”

 

 

“ما هذا؟” سأل يوجين قبل إعطاء تنهيدة طويلة. ثم نظرت بالتناوب إلى انيسيه وكريستينا قبل المتابعة. “رأيت مصدر هذه النافورة اللعينة. لابد أنكِ قُدتِني إلى هناك.”

 

“في الواقع، لم أرغب في أن أريك.” قالت انيسيه، ابتسامتها تتعثر قليلا: “هامل، يجب أن تعرف، بما أنك رأيته، لكن….هذا….ليس شيئا يمكن للناس العاديين فهمه بسهولة.”

 

“….لكننا رأينا أشياء فظيعة لا حصر لها منذ الماضي.” أجاب يوجين.

 

 

“لقد كانت ضرورة.” أجابت انيسيه بصوت كئيب: “هذه هي الطريقة التي يتم بها إنشاء القديسة، بعد كل شيء. تماما مثل هذه الطفلة، وكل مرشحة قبلها، و….حتى أنا. الأمر نفسه مع العديد من القديسات قبلي.”

كان هذا هو العالم قبل ثلاثمائة عام. انتشر السحرة السود بعد بيع أرواحهم للشياطين، وأجرَوا جميع أنواع التجارب الرهيبة التي ألقت تماما أي فكرة عن الأخلاق من النافذة. هناك العديد من المختبرات التابعة للسحرة السود بالقرب من هيلموث، ومعظمهم يجرون تجارب بشرية على العبيد الأسرى.

“الينبوع….ماذا لديك لتفعله معه؟” سألت.

 

 

رأى يوجين العديد من هذه الأماكن في حياته الماضية. بطبيعة الحال، لقد قضى عليهم تماما لدرجة أنهم لن يُرَوا مرة أخرى في هذا العالم. وبالطبع، لقد فعلت انيسيه الشيء نفسه. لقد حررت العبيد وشفَت جروحهم. أحرقت السحرة السود بالسحر الإلهي وحطمت رؤوسهم بِـفركلها.

“همم….” انفصلت شفاه الفتاة. ربتَتْ على خديها بوجه خال من التعبيرات، ثم نظرت حول محيطها. هناك ينبوع لامع، يمكن ملاحظته، ثم نظرت إلى يوجين وكريستينا.

 

 

ولكن هناك دائما أولئك الذين لا يمكن إنقاذهم، أولئك الذين تم أخذهم بعيدا في التجارب. إنشغل السحرة السود دائما بإنشاء مخلوقات سحرية أو أسلحة لاستخدامها في الحرب، وقد سرقت مثل هذه التجارب البشر من ذواتهم البشرية. تم تحويل بعض البشر إلى وهم من خلال دمجهم مع الوحوش والشياطين والمخلوقات الأخرى. تم استخدام بعضهم كتضحيات لتعزيز قوة السحرة السود. تم استخدام بعضهم لإنشاء واختبار سحر جديد.

“الينبوع….ماذا لديك لتفعله معه؟” سألت.

 

لاحظت على الفور أنهم وقفوا على مستويات مختلفة من العين. واصلت مداعبة خديها بوجه خال من التعبيرات، ثم ابتسمت. ولكن عندما رأت كريستينا الفتاة الصغيرة تبتسم، شعرت بقشعريرة تنهمر على ظهرها. ذلك لأن ابتسامة الفتاة الصغيرة كانت تماما مثل الابتسامة التي مارستها كريستينا أثناء النظر في المرآة في صغرها.

أخذت انيسيه دائما على عاتقها تحسين وفاتهم. أحاطت نفسها بضوء أولئك الذين تم كسرهم وماتوا، وكذلك أولئك الذين لم يعودوا بشرًا، وقتلهم قتلًا رحيمًا. في كل مرة، تتلو نفس الصلاة بتعبير كئيب: أدعو الإله أن تروا الجنة بعد مغادرة عالم المعاناة هذا.

” لقد جعلتها تفهم.” أجابت وهي تنظر إلى كريستينا: “هذه….الطفلة المسكينة هي نفسها مثلي.” واصلت.

 

 

قال يوجين بحسرة طويلة: “….كان مصدر النافورة أكثر فظاعة من ورش عمل السحرة السود. إنه ليس شيئًا….يجب على كهنة إله النور أن يفعلوه.”

 

يحتوي المُرَشِحُ المتصل بالأنابيب على عدد لا يحصى من الآثار. ولكن على الرغم من أنها تسمى بأبهى الآثار المقدسة، إلا أنها مجرد عظام للقديسات الماضيات. تم ترشيح مياه النافورة من خلال البقايا وتشبيعها بالقوة الإلهية، ثم انتقلت عبر الأنبوب المركزي إلى النافورة الفعلية.

 

 

“ما هذا؟” سأل يوجين قبل إعطاء تنهيدة طويلة. ثم نظرت بالتناوب إلى انيسيه وكريستينا قبل المتابعة. “رأيت مصدر هذه النافورة اللعينة. لابد أنكِ قُدتِني إلى هناك.”

“لقد كانت ضرورة.” أجابت انيسيه بصوت كئيب: “هذه هي الطريقة التي يتم بها إنشاء القديسة، بعد كل شيء. تماما مثل هذه الطفلة، وكل مرشحة قبلها، و….حتى أنا. الأمر نفسه مع العديد من القديسات قبلي.”

 

علق يوجين: “لكنك وكريستينا تبدوان مميزتَين.” وأشار إلى الرؤيا التي رآها في مصدر الينبوع. هناك عدد لا يحصى من الفتيات، والفتيات مع….وجوه لا يمكن تمييزها. وجودهم خافت في رؤيته، لكنه رأى انيسيه وكريستينا بوضوح.

 

 

 

الشيء نفسه صحيح حتى الآن. انيسيه موجودة بالتأكيد داخل هذه المعجزة. وقفت أمام عينيه كما لو إنها قد نزلت من شجرة العالم، وأجنحتها الثمانية منتشرة على نطاق واسع.

 

 

 

“نعم.” أومأت انيسيه. “أنا وهذه الطفلة مميزتان. لقد ولدنا بكفاءة وانسجام واكتمال يمكن اعتباره متفوقا بأغلبية ساحقة على أي من المرشحين السابقين.”

“أنت لطيف يا هامل.” قالت انيسيه بابتسامة باهتة وهي تنظر إليه: “وأنا أعلم أنك لست غبيا. أنا متأكد من أن لديك بالفعل فكرة غامضة عما نحن عليه حقا. ومع ذلك، فأنت تظل صامتا لأنك تريد أن تكون مراعيا، ولا تريد الإساءة إليَّ في حال خمنت خطئًا.”

الكفاءة والانسجام والاكتمال. لم يرغب يوجين في قبول مثل هذه الكلمات.

ومع ذلك، لم يتصرف يوجين هكذا. بدلا من ذلك، ركز على السيف المقدس، الذي يهتز بمهارة. قاد السيف يوجين إلى الأمام بينما يتجول في الضباب. نظر إليه لفترة وجيزة، ثم سار إلى الأمام تحت توجيهه.

 

يوجين بالفعل في وسط النافورة، ولكن بدلًا من الذهاب إلى أبعد من ذلك، نظر إلى الوراء نحو كريستينا. في اللحظة التي قابلت فيها كريستينا عينيه الذهبيتين الهادئتين، أمسكت حافة ملابسها بقوة.

“أنت لطيف يا هامل.” قالت انيسيه بابتسامة باهتة وهي تنظر إليه: “وأنا أعلم أنك لست غبيا. أنا متأكد من أن لديك بالفعل فكرة غامضة عما نحن عليه حقا. ومع ذلك، فأنت تظل صامتا لأنك تريد أن تكون مراعيا، ولا تريد الإساءة إليَّ في حال خمنت خطئًا.”

 

“أنا فقط لا أريد أن أتعرض للضرب.” أجابت يوجين مع تجنب نظرتها: “لكي نكون صادقين….أنا لا أريد حقًا أن أعرف، أيضًا. لا أريد تأكيد أي شيء. مهما كانت القديسة حقًا، لا يهمني ذلك. أنتِ ببساطة انيسيه، وهي ببساطة كريستينا. ما هو المهم عدا هذا؟”

قالت انيسيه بإبتسامة ملتوية: “رمز للعبادة، تماما مثل البابا والكرادلة.” وتابعت: “كانت القديسة الأولى تقليدا اصطناعيًا لتجسد الضوء الذي تم إنشاؤه بإستخدام بقايا الإمبراطور المقدس.”

“….هامل.” قالت انيسيه أثناء اقترابها من يوجين. “ليس عليك أن تغض الطرف. أعلم أنكَ تفهم كلانا دون الحاجة لسماع الحقيقة كاملة، لكنني لا أريد هذا النوع من التعاطف منك. أريدك أن تكون على طبيعتك، وأن تفهمني على ما أنا عليه. أنا متأكدة من أن الطفلة تفكر بنفس الطريقة.”

 

تعاطف؟ ابتسم يوجين بمرارة. هذه ملاحظة لا يمكن إنكارها.

لقد إمتلكوا الضوء المطلوب.

 

قال يوجين بحسرة طويلة: “….كان مصدر النافورة أكثر فظاعة من ورش عمل السحرة السود. إنه ليس شيئًا….يجب على كهنة إله النور أن يفعلوه.”

“….ما أنتِ؟” لذلك سأل. تماما كما أرادت انيسيه، سأل مباشرة. “أنتِ وكريستينا. لا، القديسة….ما هي بالضبط؟ لماذا هناك مثل هذه الأمور التي تجري في هذا الينبوع؟”

“….اررغ!” أمسكت كريستينا صدرها المرتجف وتركت بعض الأنفاس العميقة. ثم مدت ساقها بعناية لمتابعة يوجين. في اللحظة التي اتصلت فيها قدمها العارية بالينبوع، بدا أن كل الألم الذي شعرت به في الينبوع حتى الآن قد عاد.

وقفتْ انيسيه أمام يوجين بابتسامة باهتة. وأوضحت: “منذ زمن بعيد، نزل إله النور لأول مرة على هذه الأرض. خلق السيف المقدس آلتاير من دمه ولحمه وأضاء العالم. ثم خلق دينًا وأسسَ يوراس.”

“آه….”

إنها الأسطورة التأسيسية ليوراس، قصة الإمبراطور المقدس المسؤول عن إنشاء الإمبراطورية.

علق يوجين: “لكنك وكريستينا تبدوان مميزتَين.” وأشار إلى الرؤيا التي رآها في مصدر الينبوع. هناك عدد لا يحصى من الفتيات، والفتيات مع….وجوه لا يمكن تمييزها. وجودهم خافت في رؤيته، لكنه رأى انيسيه وكريستينا بوضوح.

 

الشيء نفسه صحيح حتى الآن. انيسيه موجودة بالتأكيد داخل هذه المعجزة. وقفت أمام عينيه كما لو إنها قد نزلت من شجرة العالم، وأجنحتها الثمانية منتشرة على نطاق واسع.

تابعت انيسيه، “حكم التجسد القديم في يوراس لفترة طويلة وعمل كمنارة في العصر الفوضوي. معه في المقدمة، انتقل الإيمان إلى العالم، وولدت آلهة مختلفة واختفت….حكم الإمبراطور المقدس لفترة طويلة وحمى يوراس ورعاياها، لكنه لم يعيش إلى الأبد. منذ أن نزل إلى العالم كتجسد، توجب عليه أن يعود إلى السماء يوما ما.” نظرت انيسيه في عيون يوجين المرتعشة. “بمجرد رحيل الإمبراطور المقدس، شعر العديد من أعضاء الكنيسة بالخوف. خافوا من أن يغرق العالم مرة أخرى في الظلام في غياب النور. آمَلوا في أن يرسل النور تجسيدًا آخر، لكن مثل هذا الشيء لم يتحقق أبدا.”

 

لقد إمتلكوا الضوء المطلوب.

 

 

 

“لقد أرادوا شيئا جديدا للعبادة. على الرغم من أن النور موجود دائما — إلا أنه مُجَرَدٌ جدًا بحيث لا يمكن خدمته. هم بحاجة إلى كائن أكثر تحديدا وملموسًا للعبادة. هم بحاجة إلى تجسيد للنور.”

‘هل هو إله النور؟ أو….’ فكر يوجين كما وصل أمام الينبوع. يمكن أن يشعر بالإرتجاف من الجسم الذي دعمه. نظر إلى وجه كريستينا الصلب. “بما أن هذا صعب جدًا بالنسبة لك، لماذا لا تنتظرين في الخلف؟”

“…..”

 

“احتاجت يوراس القديمة إلى العديد من الأشياء ورموز العبادة، وليس البابا فقط. رموزٌ لتغذية التعصب. وصمة العار على أجساد البابا والكرادلة تصور كيف أن النور يعتني بالعالم. يظهر أن الضوء يختار مباشرة بدائله. لقد جاء الكثير من الأعضاء لعبادة البابا والكرادلة مثل الآلهة.”

“….لكننا رأينا أشياء فظيعة لا حصر لها منذ الماضي.” أجاب يوجين.

“….والقديسة؟”

“من فضلك لا.”، قالت انيسيه. اقتربت من كريستينا بينما تنشر أجنحتها الثمانية، ثم واصلت. “من فضلكِ لا تكرهي نفسك.”

قالت انيسيه بإبتسامة ملتوية: “رمز للعبادة، تماما مثل البابا والكرادلة.” وتابعت: “كانت القديسة الأولى تقليدا اصطناعيًا لتجسد الضوء الذي تم إنشاؤه بإستخدام بقايا الإمبراطور المقدس.”

“همم….” انفصلت شفاه الفتاة. ربتَتْ على خديها بوجه خال من التعبيرات، ثم نظرت حول محيطها. هناك ينبوع لامع، يمكن ملاحظته، ثم نظرت إلى يوجين وكريستينا.

“…..”

كان الأمر كذلك منذ البداية. السيف المقدس قد أرشده إلى مصدر ينبوع النور، وعندما أخذ رأس سيرجيو في النهاية، لم يحاول يوجين إظهار النور من السيف. لقد أضاء من تلقاء نفسه، وقطع رأس سيرجيو، ثم إلتَهمَ وفجرَ جسده بالنور.

“سلاح مقدس قادر على إسقاط المعجزات، تم إنشاؤه عن طريق دمج بقايا الإمبراطور المقدس في جسد فتاة صغيرة، صنمٌ مصنوعٌ للعبادة.”

“نعم.” أومأت انيسيه. “أنا وهذه الطفلة مميزتان. لقد ولدنا بكفاءة وانسجام واكتمال يمكن اعتباره متفوقا بأغلبية ساحقة على أي من المرشحين السابقين.”

وهكذا، جاء المتعصبون القدماء لإلقاء ضوء جديد على صورتهم الخاصة.

 

دفع يوجين ببطء السيف المقدس إلى الأمام. هناك طرق عديدة لتدمير الينبوع. لا حاجة لإستخدام السيف الفارغ؛ هو متأكد من أنه يستطيع تدميره ببساطة عن طريق ضربه بالسيف.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط