نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 198

الصليبي (1)

الصليبي (1)

الفصل 198: الصليبي (1)

“لم يتبقَ حتى أثر لجثة أتاراكس.” لاحظت المرأة: “روحه ليست هنا أيضًا. هل إرتفع إلى السماء كما آمل وكان واثقًا؟ أو ربما اختفت الروح نفسها….هاها. أردت حقا أن أرى لحظاته الأخيرة شخصيًا.”

على مقربة من معبد مدمر بالكامل، هناك ثقب ضخم لا يتناسب بشكل جيد مع التضاريس المحيطة. هذا هو الثقب الذي صنعه يوجين قبل بضعة أيام.

“قال والدك نفس الشيء. ربما قال هذه الكلمات قبل وفاته، أليس كذلك؟ إذا كان الضوء يحميكما حقًا، فلن يتم قطع أطرافك، ولن يموت والدك. لا، إنتظري. إذا كان الضوء يهتم حقا بهذا العالم في المقام الأول، لما تجرأ والدك على صنع شيء مثلك. وجودك هو إهانة للضوء!” بصقت أميليا.

 

 

وقفت امرأة طويلة عند مدخل الحفرة. أمالت رأسها إلى الجانب بينما تنظر إلى الحفرة، العميقة جدا لرؤية نهايتها. على الرغم من أن نصف القمر يضيء بِـضُعفٍ في سماء الليل، بدأت موجة من الظلام تنتشر من ظهر المرأة.

 

 

 

غلف الظلام الذي خلقته المرأة محيطها مثل الضباب وبدأ يغرق في عمق الحفرة. بعد أن انتشر الظلام تمامًا، سارت المرأة في الحفرة، قدماها عاريتان تمامًا من أي حماية.

انتشرت ابتسامة كبيرة على وجه أميليا بهذه الكلمات. سارت وأمسكت بهيموريا من شعرها. بعد سحب رأس هيموريا بقوة، قرَّبت أميليا وجهها من هيموريا ونظرت في عينيها.

 

أينما ذهبت أصابعها، نما جلد جديد، وأعيد توصيل اللحم الجريح.

على بعد خطوات قليلة من الحفرة عثرت بالفعل على جثث. بدا الأمر وكأنهم حاولوا يائسين الخروج من الحفرة. في حين أن هذا ربما بسبب صعوبة التسلق من حفرة بهذا العمق بأجسادهم المُدَمرة، فإن معظم الجثث المنهارة بها أيضا ما يشبه جروحًا من أنياب ثعبان.

 

 

 

تقشرت أطراف أصابع معظم هذه الجثث بالدم والأوساخ وبدا أنها قد سحقت. في الأيام التي تلت وفاتهم، أجسادهم قد تصلبت بالفعل بسبب الموت، لكن النظرات على وجوههم، الملتوية من الألم والرعب، بقيت. فحصت المرأة كل وجه من هذه الوجوه واحدًا تلو الآخر وهي تتجه أعمق وأعمق في الحفرة.

كراك!

 

“أنا حقا أحب أشياءً كهذه.” قالت أميليا بمرح: “مجرد حقيقة أن المحقق، الذي من المفترض أن يظهر طاعة غير مشروطة تجاه النور، إتصل سرًا بساحر أسود ودرس السحر الأسود سيكون مسليًا بما فيه الكفاية….ولكن بالتفكير في أنه سيلد طفلًا خلف الأبواب المغلقة. ثم لمعرفة أن تلك الإبنة ستستمر في النهاية بإمتصاص شريان حياة رفاقها، كل من البالادين والمحققين، من أجل البقاء.”

ارتعش الحجاب القطني الرقيق الذي يغطي شفتيها. مع كل خطوة تخطوها إلى أسفل، الرائحة الكريهة تنتشر بشكل أكبر في الفضاء المحيط بها.

في بعض الأحيان، إذا عرضت مير تولي تمريض يوجين، تركع كريستينا وتقدم صلاتها.

 

 

رائحة الدم والأمعاء المسكوبة. رائحة العفن التي بدأت بعد أيام من وفاة الجسد. تركزت رائحة الموت في هذه الحفرة من جثث لا حصر لها. شعرت المرأة بالإثارة قليلًا بسبب الرائحة. في هذه الحقبة السلمية التي لم تشهد أي حروب، من الصعب العثور على مكان مثل هذا حيث تم دفن العديد من الجثث في مكان واحد.

حتى مع توقع يوجين لمجيء مثل هذا اليوم، شعر في نفس الوقت بالقلق. في النهاية، أليس هذا يعني أنهما يعيقان انيسيه، التي ماتت بالفعل منذ وقت طويل، بإبقائها في هذا العالم لجعلها تعاني؟

 

 

خصوصًا جثث مثل هذه. هذه الجثث ليست عديمة القيمة لشخص لديه مكانة قليلة أو معدومة. قامت المرأة بتفحص الزي الرسمي الذي ترتديه الجثث. الصليب الأحمر على صدورهم هو شعار فرسان صليب الدم، وتلك العباءة الحمراء رمزٌ لأعضاء مالفيكاروم من محاكم التفتيش.

بعد يومين من إنتهاء الطقوس التي أقيمت في ينبوع النور، أقام يوجين وكريستينا في خيمة أقاموها في أعماق غابة كبيرة. الخيمة هي قطعة أثرية سحرية استخدموها أثناء تجولهم في غابة سمر.

 

لم توجد أي أرض مرئية في أسفل الحفرة. ولا أي جثث مكدسة أيضا. بدلا من ذلك، تجمع دم قرمزي في القاع كما لو أنه مياه أمطار.

هناك أكثر من مائة جثة. على الرغم من أن ليس كل منهم قد مات على الفور. بدا عدد غير قليل منهم وكأنهم قد نجوا، لكنهم لم يتمكنوا من الهروب من هذه الحفرة بسبب إصاباتهم الشديدة والإرهاق.

بعد يومين من إنتهاء الطقوس التي أقيمت في ينبوع النور، أقام يوجين وكريستينا في خيمة أقاموها في أعماق غابة كبيرة. الخيمة هي قطعة أثرية سحرية استخدموها أثناء تجولهم في غابة سمر.

 

بعد قلب السن الذي تم سحبه بهذه الطريقة وذلك أثناء تفحصه، هزَّت أميليا كتفيها وسألت، ” لقد أكلتِ بشرًا، أليس كذلك؟”

ومع ذلك، نظرًا لأن حياة البشر عنيدة للغاية، فلا يزال من الممكن رؤية عدد قليل من الناس يتشبثون بأنفاسهم الأخيرة. مع أصوات الموت، رددوا الصلوات أو نادوا إلى إلههم بهمسات يائسة. هناك أيضًا عدد قليل من الأصوات التي تطلب المساعدة بينما فقد البعض عقولهم تمامًا وهم يتمتمون بشكل غير مفهوم.

 

 

* * *

لم تهتم المرأة بهم. لم تملِك سببًا لإنقاذهم. على العكس من ذلك، فإن الظلام الذي ينتشر منها مع كل خطوة تخطوها ظلَّ يودي بحياتهم. النفوس التي تم جمعها من قبل هذا لن تستطيع الصعود نحو السماء، بدلًا من ذلك ستعيش في الظلام.

 

 

تقشرت أطراف أصابع معظم هذه الجثث بالدم والأوساخ وبدا أنها قد سحقت. في الأيام التي تلت وفاتهم، أجسادهم قد تصلبت بالفعل بسبب الموت، لكن النظرات على وجوههم، الملتوية من الألم والرعب، بقيت. فحصت المرأة كل وجه من هذه الوجوه واحدًا تلو الآخر وهي تتجه أعمق وأعمق في الحفرة.

في أسفل الحفرة، توقفت خطوات المرأة.

تدفق الدم من الفجوة حيث تم سحب السن بقوة. ومع ذلك، لم تتمكن هيموريا حتى من الصراخ.

 

 

هنا، صار الظلام شديدا لدرجة أن المرأة لم تستطِع زيادةَ شدته أكثر. رائحة الموت التي تركزت هنا جعلت كل نفس منها نفس فرح. رفعت المرأة حجابها قليلا وشمت الرائحة الكريهة. ثم نظرت إلى أسفل قليلًا مع فرحة في عينيها.

 

 

في الماضي، بعد أن كانت على اتصال به سرًا لبعض الوقت، التقت هذه المرأة شخصيا بأتاراكس. في ذلك الوقت، أظهر أتاراكس موقفًا غير قابل للفساد حتى عندما طلب من عدو منظمته النصيحة بشأن السحر الأسود. لا، بدلًا من مجرد غير قابل للفساد، في ذلك الوقت، كان موقف أتاراكس قريبًا من التهديد.

لم توجد أي أرض مرئية في أسفل الحفرة. ولا أي جثث مكدسة أيضا. بدلا من ذلك، تجمع دم قرمزي في القاع كما لو أنه مياه أمطار.

 

 

ومع ذلك، من الصعب تخيل أن محققا من بين جميع الناس لديه رغبة طفيفة في فهم السحر الأسود بدلا من وجود تحيز كبير ضده.

داخل تلك البركة من الدم، يمكن رؤية حطام الجثث يطفو حولها. هذا جعل شفاه المرأة، التي تم ضغطها بإحكام، تتمدد بإبتسامة رقيقة. ثم، توهجت عيناها الأرجوانيتان، أخذت خطوة نحو بركة من الدم.

 

 

أدركت المرأة على الفور أن طلب أتاراكس ليس أكثر من واجهة لنواياه الحقيقية. هذا لأن النصيحة التي طلبها أتاراكس فيما يتعلق بالسحر الأسود لم تكن حول كيفية التعامل معه كعدو.

بوم!

 

انتشرت تموج عبر بركة الدم وهي تخطو هذه الخطوة إلى الأمام. صار سطح البركة واضحا، وفضح ما يكمن تحتها. هناك جثث تبدو وكأنها قد تم مضغها، ولكن لا يزال هناك الكثير من هذا الدم الصافي الآن حتى يتم سكبه جميعا من هذه الجثث.

 

 

توقف ارتعاش هيموريا.

وعلقت المرأة على نفسها: “حسنًا، الآن، أردت فقط أن أرى ما حدث ليتسبب بوفاة أتاراكس.”

“أنا حقا أحب أشياءً كهذه.” قالت أميليا بمرح: “مجرد حقيقة أن المحقق، الذي من المفترض أن يظهر طاعة غير مشروطة تجاه النور، إتصل سرًا بساحر أسود ودرس السحر الأسود سيكون مسليًا بما فيه الكفاية….ولكن بالتفكير في أنه سيلد طفلًا خلف الأبواب المغلقة. ثم لمعرفة أن تلك الإبنة ستستمر في النهاية بإمتصاص شريان حياة رفاقها، كل من البالادين والمحققين، من أجل البقاء.”

 

 

في رأي المرأة، إنه كاهن نادرٌ ومستنير.

 

 

 

في هذا العصر الحالي، لم يتلقَ السحر الأسود رفضًا غير مشروط. في حين أنه من المستحيل على الشيطان أن يرتقي إلى منصب أسقف، إذا رغبوا في ذلك، يمكنهم حقًا دخول كنيسة النور ويصيروا كاهنة.

عدَّلت رأسها المائل مرة أخرى. توقف رذاذ الدم فجأة. أثناء الشعور بالجزء المفقود من رقبتها، ضحكت أميليا.

 

يبدو أن رعب الموت يتدفق من هذه العيون المقفلة عليها. لم تستطِع هيموريا قول أي شيء آخر، وإرتجف جسدها من الخوف. غير قادرة على الصمود لفترة أطول، اختفت العلامات العالقة لفنون كلمتها من خديها.

ومع ذلك، من الصعب تخيل أن محققا من بين جميع الناس لديه رغبة طفيفة في فهم السحر الأسود بدلا من وجود تحيز كبير ضده.

 

 

نزلت قشعريرة على ظهر هيموريا عندما سقطت معنوياتها.

في الماضي، بعد أن كانت على اتصال به سرًا لبعض الوقت، التقت هذه المرأة شخصيا بأتاراكس. في ذلك الوقت، أظهر أتاراكس موقفًا غير قابل للفساد حتى عندما طلب من عدو منظمته النصيحة بشأن السحر الأسود. لا، بدلًا من مجرد غير قابل للفساد، في ذلك الوقت، كان موقف أتاراكس قريبًا من التهديد.

“أعتقد أنه سيكون من الجميل حقًا أن تكونَ في الأرجاء عندما أريد أن أقرأ. سيكون من الجيد أيضًا التحاضن معها والنوم معًا خلال الشتاء البارد….” أوقفت مير ما تقوله للنظر بغضب إلى يوجين. “بالطبع، سيدي يوجين، لا يسمح لك بفعل ذلك.”

 

أو على الأقل، هذا ما إعتقدته.

نحن، محاكم التفتيش، يمكننا مطاردتك في أي وقت. وهكذا، لو تقدرين حياتك، يجب أن تتعاوني مع مطالبنا.

 

 

 

أدركت المرأة على الفور أن طلب أتاراكس ليس أكثر من واجهة لنواياه الحقيقية. هذا لأن النصيحة التي طلبها أتاراكس فيما يتعلق بالسحر الأسود لم تكن حول كيفية التعامل معه كعدو.

ظهرت في يدها عصًا مصنوعة من رأس ماعز وعدة عظام أخرى.

 

بهذه القبضة، أجبرت أميليا فم هيموريا على الإنفتاح وأمسكت بأحد الأسنان الحادة.

توقعت المرأة منه أن يسقط يوما ما.

 

 

 

لقد أرادت أن ترى اللحظة التي يتحطم فيها وهم أتاراكس المتغطرس بأن النور سيغفر ويتغاضى عن أي ظلم إرتكبه. إذا سقط رجل دين وصل إلى هذا المستوى، فما نوع النكهة الفريدة التي قد تتخلل روحه. الفضول والجشع هو الذي دفع المرأة إلى تمييز الشاب أتاراكس سرًا.

 

 

إلتفت قوة أميليا المظلمة حول هيموريا. نازع جسد هيموريا، محاولاةً الهروب بطريقة ما من قبضتها، لكن المقاومة الوحيدة التي يمكن أن يقدمها جسدها المقطوع هي تقوس ظهرها وهز رأسها.

“لم يتبقَ حتى أثر لجثة أتاراكس.” لاحظت المرأة: “روحه ليست هنا أيضًا. هل إرتفع إلى السماء كما آمل وكان واثقًا؟ أو ربما اختفت الروح نفسها….هاها. أردت حقا أن أرى لحظاته الأخيرة شخصيًا.”

بهذه القبضة، أجبرت أميليا فم هيموريا على الإنفتاح وأمسكت بأحد الأسنان الحادة.

المرأة لا تتحدث مع نفسها هنا.

أدركت المرأة على الفور أن طلب أتاراكس ليس أكثر من واجهة لنواياه الحقيقية. هذا لأن النصيحة التي طلبها أتاراكس فيما يتعلق بالسحر الأسود لم تكن حول كيفية التعامل معه كعدو.

 

بازز!

بل تنظر إلى كائن يطفو في وسط بركة الدم. تم قطع جميع أطرافه، ولم يتبق سوى جذع ورأس. ومع ذلك، بعد أن ترك في حالة صار فيها الموت مؤكدا، تمكن بطريقة ما من البقاء على قيد الحياة.

 

 

 

“اعتمادًا على استخدام سحر الدم، يمكنكَ حقا تحقيق الخلود مقارنة بأحد اللاموتى.” همست المرأة. “هل تعلمين؟ ربما تكونون قد صنفتم سحر الدم على أنه مختلف عن السحر الأسود، لكن الحقيقة هي أن هذا ليس هو الحال بالضرورة. تم تطوير سحر الدم في الأصل من مصاصي الدماء الذين يحبون إمتصاص دم الناس وشربه.”

 

استمرت هيموريا في التشبث بأنفاسها الأخيرة التي بدت وكأنها قد تنقطع في أي لحظة.

“اعتمادًا على استخدام سحر الدم، يمكنكَ حقا تحقيق الخلود مقارنة بأحد اللاموتى.” همست المرأة. “هل تعلمين؟ ربما تكونون قد صنفتم سحر الدم على أنه مختلف عن السحر الأسود، لكن الحقيقة هي أن هذا ليس هو الحال بالضرورة. تم تطوير سحر الدم في الأصل من مصاصي الدماء الذين يحبون إمتصاص دم الناس وشربه.”

 

داخل تلك البركة من الدم، يمكن رؤية حطام الجثث يطفو حولها. هذا جعل شفاه المرأة، التي تم ضغطها بإحكام، تتمدد بإبتسامة رقيقة. ثم، توهجت عيناها الأرجوانيتان، أخذت خطوة نحو بركة من الدم.

“حتى بين الشياطين، يمتلك مصاصو الدماء فئة عالية من الخلود. يمكن إحياؤهم طالما أن هناك قطرة دم واحدة. يجب أن يكون سحر الدم قادرًا على فعل الشيء نفسه، صحيح؟ بدلا من الحاجة إلى إطعام دم الآخر مثل مصاص دماء، يجب أن تكوني قادرا على مضاعفة دمك بالطاقة السحرية والسحر….هاها. على أية حال، في حالتك، يبدو أنكِ قد تجاوزت ما يمكن أن يشفيه سحر الدم العادي.” لاحظت المرأة.

 

 

 

“….أنتِ….” فتحت شفاه هيموريا. ناظرةً بغضب إلى المرأة، ضغطت بصوت أجش “…أميليا ميروين….”

‘وبالتالي، هل هذا قائد فرسان الصليب الدم؟’ تساءل يوجين مع إقتراب الشخص.

أحد سحرة الحصار الثلاثة.

 

 

 

سيدة زنزانة الصحراء. الشوكة السوداء. جوابُ الموت.

 

 

تحول وجه هيموريا إلى شاحب.

من بين السحرة السود الذين وقَّعوا عقدًا مع ملك الحصار الشيطاني، أميليا ميروين معروفة بأنها غريبة الأطوار وقوية بشكل خاص، لذلك إمتلكت العديد من الألقاب. صحراء آشور، التي حكمتها، قد حددت كَـمنطقة محظورة من قبل مملكة نهاما، ومُنِعَ الوصول إليها كليًّا.

ومع ذلك، من الصعب تخيل أن محققا من بين جميع الناس لديه رغبة طفيفة في فهم السحر الأسود بدلا من وجود تحيز كبير ضده.

 

أو على الأقل، هذا ما إعتقدته.

“لماذا….أنتِ….هنا؟” قالت هيموريا بصعوبة.

لهثت هيموريا، ” أنا….كان كل شيء للضوء أنني….”

 

انتشرت فكي هيموريا على نطاق واسع، ثم مزقت قضمة من الهواء.

“ألم أخبركِ بالفعل؟ جئت إلى هنا لرؤية جثة أتاراكس. من المؤسف أنني لم أتمكن من رؤيته يسقط بينما كان لا يزال على قيد الحياة، ولكن طالما بقيت جثته، أنا أفكر في جعله لاميت. آه، أيمكن أن تكوني لا تعرفين؟” قالت أميليا وهي تبتسم وترفع يدها: “طالما بقيت الجثة ولم تمُت إلا لبضعة أيام، يمكن استخدامها لإستدعاء روح المتوفى.”

على الرغم من سحق اليد قبل يومين، بفضل معجزة من كريستينا، فقد تم شفاؤها تمامًا الآن. حتى العظام التي تحطمت إلى قطع قد شفيت تمامًا خلال الوقت الذي كانت فيه الضمادات ملفوفة حول ذراعه، ولم يتم قطع أي أعصاب.

 

 

ظهرت في يدها عصًا مصنوعة من رأس ماعز وعدة عظام أخرى.

“…غرك غرك.”

 

‘لا….إنتظر. إذا فكرنا في الأمر هكذا، فأنا الشخص الذي يجب أن يُشعَرَ بالأسف تجاهه في المقام الأول. لماذا يجب أن يتجسد الشخص الذي مات قبل ثلاثمائة عام ويمر بمثل هذا الصداع….؟ فيرموث، ذلك اللقيط اللعين.’ لعن يوجين بصمت.

بازز!

 

القوة المظلمة* التي تم إطلاقها من عصاها بخرت الدم.

“هممم.” همهم يوجين بعناية عندما انتهى من فك الضمادة ووقف.

(**يستخدم النص الأصلي مصطلحا محددا لتمييز هذا النوع من القوة على أنه مختلف عن السحر العادي أو السحر الأسود ولكنه لم يكشف عن سبب ذلك حتى الآن.)

* * *

 

“من الجثث هنا، وكذلك أولئك الذين لم يكونوا جثثا تمامًا بعد. أليسوا كلهم رفاقك؟ لقد إلتهمتِ بالفعل رفاقك للبقاء على قيد الحياة هنا في أسفل هذه الحفرة.” إتهمتها أميليا.

وتابعت أميليا: “ومع ذلك، فإن جثة أتاراكس مفقودة. على الرغم من وجود الكثير من الجثث الأخرى، إلا أنها كلها عديمة الفائدة ولا قيمة لها. ولكن يبدو أنني فعلت جيدا أن أتيت على طول الطريق وصولا الى الجزء السفلي من هذه الحفرة العميقة. يبدو الأمر كما لو أنني وجدت جوهرةً على الرصيف.”

 

“…إتركيني….!” هدرت هيموريا.

 

 

 

إلتفت قوة أميليا المظلمة حول هيموريا. نازع جسد هيموريا، محاولاةً الهروب بطريقة ما من قبضتها، لكن المقاومة الوحيدة التي يمكن أن يقدمها جسدها المقطوع هي تقوس ظهرها وهز رأسها.

“يبدو أنه بصفتك حمقاء، فأنتِ لا تعرفين حتى نوع وجودك، لذا إسمحي لي بإبلاغك. أنتِ لستِ إنسانًا عاديًا. هل تعرف ماذا يعني ذلك؟ أنت خَيمَر مصنوع من خلط الإنسان مع أشياء أخرى مختلفة.” قالت لها أميليا.

 

على مقربة من معبد مدمر بالكامل، هناك ثقب ضخم لا يتناسب بشكل جيد مع التضاريس المحيطة. هذا هو الثقب الذي صنعه يوجين قبل بضعة أيام.

لا. الحقيقة هي أن هيموريا لديها وسائل مقاومة أخرى متاحة لها. لكن الأمر هو أن سحر الدم خاصتها قد تم قمعه من قبل قوة أميليا المظلمة. لو تمكنت من الاقتراب قليلا، هيموريا واثقة من أنها ستحصل على فرصة….

* * *

 

 

في اللحظة التي دفعت فيها قوة أميليا المظلمة جسد هيموريا إلى الاقتراب، ظهرت أنماط على كل من خدي هيموريا.

 

 

ارتعش الحجاب القطني الرقيق الذي يغطي شفتيها. مع كل خطوة تخطوها إلى أسفل، الرائحة الكريهة تنتشر بشكل أكبر في الفضاء المحيط بها.

“توقفي!” هدرت هيموريا.

“هل كنتِ تحاولين تقديم العذر بأنكِ لم تأكليهم بنفسك؟ ألستِ على علم بمدى سخافة العذر؟ لقد إستخدمت سحر الدم لتصريف الدم من الجثث هنا وكذلك أولئك الذين كانوا نصف أموات فقط. لقد إستخدمتِهم لإستعادة الدم الخاص بك وشفاء جروحك.” قالت أميليا وهي تدفع رأسها لأسفل فوق رأس هيموريا: “لو إمتلكتِ بضعة أيام أخرى، فمن المحتمل أن تكوني قد تعافيتِ بما يكفي للخروج من هذه الحفرة بمفردك.”

 

لقد أرادت أن ترى اللحظة التي يتحطم فيها وهم أتاراكس المتغطرس بأن النور سيغفر ويتغاضى عن أي ظلم إرتكبه. إذا سقط رجل دين وصل إلى هذا المستوى، فما نوع النكهة الفريدة التي قد تتخلل روحه. الفضول والجشع هو الذي دفع المرأة إلى تمييز الشاب أتاراكس سرًا.

كلما كان الأمر المُسلَّطُ أبسط، صارت القوة أكبر. لم تحتَج لتجميد أميليا ميروين لفترة طويلة. احتاجتها هيموريا لِـأن تتوقف للحظة.

“ما أنا، طفل؟” تذمر يوجين.

 

على الرغم من أن معجزات كريستينا كانت متفوقة مقارنة بتلك التي قام بها رجال دين آخرون حتى قبل الآن، إلا أن سحر الشفاء الذي استخدمته في غابة سمر لم يكن يصل إلى هذا المستوى.

انتشرت فكي هيموريا على نطاق واسع، ثم مزقت قضمة من الهواء.

 

 

وتعلق مير بوقاحة قائلة: “يبدو أنه لا حاجة لنا لتشغيل أي أضواء في الليل.”

كراك!

لقد أرادت أن ترى اللحظة التي يتحطم فيها وهم أتاراكس المتغطرس بأن النور سيغفر ويتغاضى عن أي ظلم إرتكبه. إذا سقط رجل دين وصل إلى هذا المستوى، فما نوع النكهة الفريدة التي قد تتخلل روحه. الفضول والجشع هو الذي دفع المرأة إلى تمييز الشاب أتاراكس سرًا.

أمالت أميليا رأسها إلى الجانب. أكثر من نصف رقبتها قد عُضَّ وإختفى. تدفق الدم إلى حجاب أميليا القطني الملون وملابسها إحمرَّت. لو كانت بشرية فقط، فستكون ميتة بالتأكيد.

“ماذا تقصدين أنه ليس صحيحا؟ لماذا تنكرين مثل هذا الشيء الواضح؟ آه، أعتقد أن هذا طبيعي. أنتم المتعصبون تتفاعلون مع أي شيء آخر غير النور بالإنكار. لا بأس. سأظهر بعض التَفَهُم. أنا أُفَضِّلُ أن تظل شخصيتك وقوة معتقداتك قوية جدًا جدًا.” اعترفت أميليا واستخدمت قوتها المظلمة لرفع جسد هيموريا في الهواء. “هذا ما سيجعل تدريبكِ ممتعًا للغاية. لا تقلقي، لن أقتلك. بدلا من ذلك، سأعطيك ما تريدين. إذن ماذا لو تم قطع أطرافك؟ إنها مجرد مسألة استعادة أطرافك، صحيح؟ بالمناسبة، ما هو إسمُكِ بالضبط؟”

 

 

ومع ذلك، لم تمُت أميليا ميروين.

قال يوجين وهو يفتح مدخل الخيمة: “لا بأس.”

 

 

عدَّلت رأسها المائل مرة أخرى. توقف رذاذ الدم فجأة. أثناء الشعور بالجزء المفقود من رقبتها، ضحكت أميليا.

رائحة الدم والأمعاء المسكوبة. رائحة العفن التي بدأت بعد أيام من وفاة الجسد. تركزت رائحة الموت في هذه الحفرة من جثث لا حصر لها. شعرت المرأة بالإثارة قليلًا بسبب الرائحة. في هذه الحقبة السلمية التي لم تشهد أي حروب، من الصعب العثور على مكان مثل هذا حيث تم دفن العديد من الجثث في مكان واحد.

 

 

“فن الكلمات يترتب على قمة سحر الدم. لقد تعرض كِلا نوعي السحر للإضطهاد من قبل الإمبراطورية المقدسة. وتلك الأنياب….” سكتت أميليا وهي تنظر إلى أسنان هيموريا الحادة.

“أنا أحب كيف يكون هذا لينًا ورقيقًا.”، تنهدت مير بِـرضا. “على الرغم من أن هذا الشعور قد لا تشعر به أنتَ أبدا لبقية حياتك. آه، فقط لأنني قلت هذا، لا يسمح لك بالمحاولة سرا ومعرفة كيف يبدو—”

 

انتشرت ابتسامة كبيرة على وجه أميليا بهذه الكلمات. سارت وأمسكت بهيموريا من شعرها. بعد سحب رأس هيموريا بقوة، قرَّبت أميليا وجهها من هيموريا ونظرت في عينيها.

ليست مجرد أسنان بسيطة. اللعنات القريبة من السحر الأسود قد تم غليها في شكل سن. فكرة إدخال الأسنان المصنوعة من خلال هذه الطريقة في لثة المرء مجنونة، لكن….

“يبدو أنه بصفتك حمقاء، فأنتِ لا تعرفين حتى نوع وجودك، لذا إسمحي لي بإبلاغك. أنتِ لستِ إنسانًا عاديًا. هل تعرف ماذا يعني ذلك؟ أنت خَيمَر مصنوع من خلط الإنسان مع أشياء أخرى مختلفة.” قالت لها أميليا.

 

ذلك بسبب القسم مع ملوك الشياطين.

“لقد تم تصميمك حقًا للإستفادة المُثلى من السحر الذي يمتلكه جسدك نفسه.” أثنت أميليا على ذلك قائلة: “بغض النظر عن مدى تدريب شخص ما على السحر منذ سن مبكرة، سيكون من الصعب تحقيق مستوى التطور الخاص بك. في المقام الأول، بما أن لديكِ مثل هذه الموهبة، فيجب عرضها بطرق أخرى، ولكن يبدو أنك تخصصت فقط في سحر الدم وفن الكلمات، في حين أن كل شيء آخر ليس بتلك الروعة.”

 

ارتجفت عيون هيموريا من الخوف.

نحن، محاكم التفتيش، يمكننا مطاردتك في أي وقت. وهكذا، لو تقدرين حياتك، يجب أن تتعاوني مع مطالبنا.

 

في رأي المرأة، إنه كاهن نادرٌ ومستنير.

واصلت أميليا، “إنها بصراحة مفاجأة. بالتفكير في أن الإمبراطورية المقدسة….لا، أن محاكم التفتيش سوف تظهر مثل هذه المعرفة في كل من السحر والسحر الأسود.”

 

“إخـ….إخرسي….” هدرت هيموريا بشكل ضعيف.

لا. الحقيقة هي أن هيموريا لديها وسائل مقاومة أخرى متاحة لها. لكن الأمر هو أن سحر الدم خاصتها قد تم قمعه من قبل قوة أميليا المظلمة. لو تمكنت من الاقتراب قليلا، هيموريا واثقة من أنها ستحصل على فرصة….

 

 

“آه.” لهثت اميليا بصوت ضعيف. “يبدو أنكِ لم تكوني تعرفين؟ إنه ليس فقط أتاراكس. أقامت محاكم التفتيش الخاصة بك إتصالًا مع السحرة السود في كل عصر. لا أعرف من كانوا على اتصال به سابقًا، ولكن حتى قبل أتاراكس، قدمت نصيحة بشأن السحر الأسود لإثنين من المحققين السابقين.”

واصلت أميليا بلا رحمة، “فى النهاية، اكتشفت أن الابنة ليست حتى إنسانًا كاملًا، ولكن بدلا من ذلك نوع من خَيمَر؟ جئت فقط كل هذا الطريق لإلتقاط جثة والدك، ولكن…آهاها! أنتِ إكتشافٌ أكثر تسلية من والدك.”

تحول وجه هيموريا إلى شاحب.

على الرغم من أن يوجين لم يعرف من هو، إلا أنه سيكون بالتأكيد كاهنًا رفيع المستوى من يوراس. ربما كاردينالٌ آخر؟

 

 

“ماذا؟ هل أنتِ خائبة الأمل؟ هل تكرهين حقيقة أن محاكم التفتيش التي تخدميها لها بالفعل علاقات مع السحرة السود ومعي، أميليا ميروين، من بينهم كلهم؟ لماذا هذا، بعد أن وصلتِ إلى هذا الحد؟ أنا في الواقع معجبة بهم. حتى بالنسبة للسحرة، من النادر أن نرى مثل هذا التفاني من أجل فهم السحر الأسود، كل ذلك من أجل إلههم.” ضحكت أميليا وهي تتحقق من جروحها.

إلتفت قوة أميليا المظلمة حول هيموريا. نازع جسد هيموريا، محاولاةً الهروب بطريقة ما من قبضتها، لكن المقاومة الوحيدة التي يمكن أن يقدمها جسدها المقطوع هي تقوس ظهرها وهز رأسها.

 

وقفت امرأة طويلة عند مدخل الحفرة. أمالت رأسها إلى الجانب بينما تنظر إلى الحفرة، العميقة جدا لرؤية نهايتها. على الرغم من أن نصف القمر يضيء بِـضُعفٍ في سماء الليل، بدأت موجة من الظلام تنتشر من ظهر المرأة.

أينما ذهبت أصابعها، نما جلد جديد، وأعيد توصيل اللحم الجريح.

 

 

حتى مع توقع يوجين لمجيء مثل هذا اليوم، شعر في نفس الوقت بالقلق. في النهاية، أليس هذا يعني أنهما يعيقان انيسيه، التي ماتت بالفعل منذ وقت طويل، بإبقائها في هذا العالم لجعلها تعاني؟

“آه، ولكن حتى بينهم، أتاراكس هو الشخص المثير للإهتمام تماما.” تنهدت أميليا: “على الرغم من أنه لا يعرف شيئًا عن الموضوع، إلا أنه لا يزال حاول تهديدي، وأظهر ثقة كبيرة في أن الضوء سيستمر في حمايته دون قيد أو شرط—”

وقفت امرأة طويلة عند مدخل الحفرة. أمالت رأسها إلى الجانب بينما تنظر إلى الحفرة، العميقة جدا لرؤية نهايتها. على الرغم من أن نصف القمر يضيء بِـضُعفٍ في سماء الليل، بدأت موجة من الظلام تنتشر من ظهر المرأة.

“سـ-سيدي….! لا تُهيني….أبي!” صرخت هيموريا بينما جسدها إلتوى بلا جدوى.

على مقربة من معبد مدمر بالكامل، هناك ثقب ضخم لا يتناسب بشكل جيد مع التضاريس المحيطة. هذا هو الثقب الذي صنعه يوجين قبل بضعة أيام.

 

لم تهتم المرأة بهم. لم تملِك سببًا لإنقاذهم. على العكس من ذلك، فإن الظلام الذي ينتشر منها مع كل خطوة تخطوها ظلَّ يودي بحياتهم. النفوس التي تم جمعها من قبل هذا لن تستطيع الصعود نحو السماء، بدلًا من ذلك ستعيش في الظلام.

والدها!

“قال والدك نفس الشيء. ربما قال هذه الكلمات قبل وفاته، أليس كذلك؟ إذا كان الضوء يحميكما حقًا، فلن يتم قطع أطرافك، ولن يموت والدك. لا، إنتظري. إذا كان الضوء يهتم حقا بهذا العالم في المقام الأول، لما تجرأ والدك على صنع شيء مثلك. وجودك هو إهانة للضوء!” بصقت أميليا.

انتشرت ابتسامة كبيرة على وجه أميليا بهذه الكلمات. سارت وأمسكت بهيموريا من شعرها. بعد سحب رأس هيموريا بقوة، قرَّبت أميليا وجهها من هيموريا ونظرت في عينيها.

“ما الذي يذهلك؟ لقد توقعنا أن يأتي شخص ما لِـيبحث عنا.” أشار يوجين.

 

‘وبالتالي، هل هذا قائد فرسان الصليب الدم؟’ تساءل يوجين مع إقتراب الشخص.

نزلت قشعريرة على ظهر هيموريا عندما سقطت معنوياتها.

رفعت هيموريا رأسها بضعف للنظر إلى أميليا. تلك العيون الأرجوانية المتوهجة في وسط الظلام مرعبة. مضغت هيموريا شفتها السفلية دون وعي وهي تمتم بصلاة.

 

 

يبدو أن رعب الموت يتدفق من هذه العيون المقفلة عليها. لم تستطِع هيموريا قول أي شيء آخر، وإرتجف جسدها من الخوف. غير قادرة على الصمود لفترة أطول، اختفت العلامات العالقة لفنون كلمتها من خديها.

 

 

 

“…واااااالدك؟” قالت أميليا ببطء وضحك وهي تمسك ذقن هيموريا بيدها الأخرى.

 

 

من بين السحرة السود الذين وقَّعوا عقدًا مع ملك الحصار الشيطاني، أميليا ميروين معروفة بأنها غريبة الأطوار وقوية بشكل خاص، لذلك إمتلكت العديد من الألقاب. صحراء آشور، التي حكمتها، قد حددت كَـمنطقة محظورة من قبل مملكة نهاما، ومُنِعَ الوصول إليها كليًّا.

بهذه القبضة، أجبرت أميليا فم هيموريا على الإنفتاح وأمسكت بأحد الأسنان الحادة.

 

 

 

بوبوبوت!

إلتفت قوة أميليا المظلمة حول هيموريا. نازع جسد هيموريا، محاولاةً الهروب بطريقة ما من قبضتها، لكن المقاومة الوحيدة التي يمكن أن يقدمها جسدها المقطوع هي تقوس ظهرها وهز رأسها.

تدفق الدم من الفجوة حيث تم سحب السن بقوة. ومع ذلك، لم تتمكن هيموريا حتى من الصراخ.

ذلك بسبب القسم مع ملوك الشياطين.

 

 

بعد قلب السن الذي تم سحبه بهذه الطريقة وذلك أثناء تفحصه، هزَّت أميليا كتفيها وسألت، ” لقد أكلتِ بشرًا، أليس كذلك؟”

ارتجفت عيون هيموريا من الخوف.

شَحُبَ وجه هيموريا أكثر.

“لا. هذا ليس صحيحًا.” نفت هيموريا بشدة. “لم أفعل….”

 

“قال والدك نفس الشيء. ربما قال هذه الكلمات قبل وفاته، أليس كذلك؟ إذا كان الضوء يحميكما حقًا، فلن يتم قطع أطرافك، ولن يموت والدك. لا، إنتظري. إذا كان الضوء يهتم حقا بهذا العالم في المقام الأول، لما تجرأ والدك على صنع شيء مثلك. وجودك هو إهانة للضوء!” بصقت أميليا.

“من الجثث هنا، وكذلك أولئك الذين لم يكونوا جثثا تمامًا بعد. أليسوا كلهم رفاقك؟ لقد إلتهمتِ بالفعل رفاقك للبقاء على قيد الحياة هنا في أسفل هذه الحفرة.” إتهمتها أميليا.

“ماذا تقصدين أنه ليس صحيحا؟ لماذا تنكرين مثل هذا الشيء الواضح؟ آه، أعتقد أن هذا طبيعي. أنتم المتعصبون تتفاعلون مع أي شيء آخر غير النور بالإنكار. لا بأس. سأظهر بعض التَفَهُم. أنا أُفَضِّلُ أن تظل شخصيتك وقوة معتقداتك قوية جدًا جدًا.” اعترفت أميليا واستخدمت قوتها المظلمة لرفع جسد هيموريا في الهواء. “هذا ما سيجعل تدريبكِ ممتعًا للغاية. لا تقلقي، لن أقتلك. بدلا من ذلك، سأعطيك ما تريدين. إذن ماذا لو تم قطع أطرافك؟ إنها مجرد مسألة استعادة أطرافك، صحيح؟ بالمناسبة، ما هو إسمُكِ بالضبط؟”

 

 

تلعثمت هيموريا، “لـ-لا، لم أفعل—”

 

“هل كنتِ تحاولين تقديم العذر بأنكِ لم تأكليهم بنفسك؟ ألستِ على علم بمدى سخافة العذر؟ لقد إستخدمت سحر الدم لتصريف الدم من الجثث هنا وكذلك أولئك الذين كانوا نصف أموات فقط. لقد إستخدمتِهم لإستعادة الدم الخاص بك وشفاء جروحك.” قالت أميليا وهي تدفع رأسها لأسفل فوق رأس هيموريا: “لو إمتلكتِ بضعة أيام أخرى، فمن المحتمل أن تكوني قد تعافيتِ بما يكفي للخروج من هذه الحفرة بمفردك.”

 

 

نحن، محاكم التفتيش، يمكننا مطاردتك في أي وقت. وهكذا، لو تقدرين حياتك، يجب أن تتعاوني مع مطالبنا.

سبلاش!

في هذا العصر الحالي، لم يتلقَ السحر الأسود رفضًا غير مشروط. في حين أنه من المستحيل على الشيطان أن يرتقي إلى منصب أسقف، إذا رغبوا في ذلك، يمكنهم حقًا دخول كنيسة النور ويصيروا كاهنة.

عندما سقط جسد هيموريا بلا أطراف في بركة الدم، رأت كل الجثث المغمورة في البركة.

في بعض الأحيان، إذا عرضت مير تولي تمريض يوجين، تركع كريستينا وتقدم صلاتها.

 

لم ترُد هيموريا. لم تستطع فعل ذلك.

في الواقع، تعرضت الجثث لأضرار بالغة لدرجة أنه من الصعب إدراك أنها كانت بشرية في يوم من الأيام. ليس هيموريا هي التي قتلتهم. هيموريا قد ربطت دمها بهذه الجثث المتوفاة لتستخلص منها….

سيدة زنزانة الصحراء. الشوكة السوداء. جوابُ الموت.

 

 

أو على الأقل، هذا ما إعتقدته.

“أنت تتصرف أحيانًا كطفل، سيدي يوجين.”

 

 

“أنا حقا أحب أشياءً كهذه.” قالت أميليا بمرح: “مجرد حقيقة أن المحقق، الذي من المفترض أن يظهر طاعة غير مشروطة تجاه النور، إتصل سرًا بساحر أسود ودرس السحر الأسود سيكون مسليًا بما فيه الكفاية….ولكن بالتفكير في أنه سيلد طفلًا خلف الأبواب المغلقة. ثم لمعرفة أن تلك الإبنة ستستمر في النهاية بإمتصاص شريان حياة رفاقها، كل من البالادين والمحققين، من أجل البقاء.”

 

“لا. هذا ليس صحيحًا.” نفت هيموريا بشدة. “لم أفعل….”

 

واصلت أميليا بلا رحمة، “فى النهاية، اكتشفت أن الابنة ليست حتى إنسانًا كاملًا، ولكن بدلا من ذلك نوع من خَيمَر؟ جئت فقط كل هذا الطريق لإلتقاط جثة والدك، ولكن…آهاها! أنتِ إكتشافٌ أكثر تسلية من والدك.”

 

رفعت هيموريا رأسها بضعف للنظر إلى أميليا. تلك العيون الأرجوانية المتوهجة في وسط الظلام مرعبة. مضغت هيموريا شفتها السفلية دون وعي وهي تمتم بصلاة.

“توقفي!” هدرت هيموريا.

 

 

“بعد تحويل نفسك إلى هذا، هل أنتِ حقا تبحثين عن ضوءٍ لإنقاذك؟” سخرت أميليا. “أنا لستُ مؤمنة بالنور، لكن لا يزال بإمكاني معرفة ذلك بثقة. قد لا يكون الضوء الأحمق بلا رحمة، ولكن هل تعتقدين حقا أنه لا يزال سَـيُراعي شيئًا مثلك، أنتِ التي فعلتِ أشياء كهذه؟”

“لم يتبقَ حتى أثر لجثة أتاراكس.” لاحظت المرأة: “روحه ليست هنا أيضًا. هل إرتفع إلى السماء كما آمل وكان واثقًا؟ أو ربما اختفت الروح نفسها….هاها. أردت حقا أن أرى لحظاته الأخيرة شخصيًا.”

لهثت هيموريا، ” أنا….كان كل شيء للضوء أنني….”

‘لا، الأمر مختلف.’ عبس يوجين.

“قال والدك نفس الشيء. ربما قال هذه الكلمات قبل وفاته، أليس كذلك؟ إذا كان الضوء يحميكما حقًا، فلن يتم قطع أطرافك، ولن يموت والدك. لا، إنتظري. إذا كان الضوء يهتم حقا بهذا العالم في المقام الأول، لما تجرأ والدك على صنع شيء مثلك. وجودك هو إهانة للضوء!” بصقت أميليا.

“إذا إستولت السيدة انيسيه على هذا الجسد وحاولت معانقتك، فأنت بحاجة إلى قول ذلك بحزم.” أمرته مير. “أخبرها أنه لا يمكنك فعل ذلك. فهمت؟”

 

على الرغم من أنها لم تعد تنطق صلواتها بصوت عال، إلا أنها لا تزال تنجذب إلى النور في أعماق قلبها.

بام!

خصوصًا جثث مثل هذه. هذه الجثث ليست عديمة القيمة لشخص لديه مكانة قليلة أو معدومة. قامت المرأة بتفحص الزي الرسمي الذي ترتديه الجثث. الصليب الأحمر على صدورهم هو شعار فرسان صليب الدم، وتلك العباءة الحمراء رمزٌ لأعضاء مالفيكاروم من محاكم التفتيش.

أرجحت عصاها على ظهر هيموريا.

“إذا إستولت السيدة انيسيه على هذا الجسد وحاولت معانقتك، فأنت بحاجة إلى قول ذلك بحزم.” أمرته مير. “أخبرها أنه لا يمكنك فعل ذلك. فهمت؟”

 

 

“يبدو أنه بصفتك حمقاء، فأنتِ لا تعرفين حتى نوع وجودك، لذا إسمحي لي بإبلاغك. أنتِ لستِ إنسانًا عاديًا. هل تعرف ماذا يعني ذلك؟ أنت خَيمَر مصنوع من خلط الإنسان مع أشياء أخرى مختلفة.” قالت لها أميليا.

 

 

 

توقف ارتعاش هيموريا.

 

 

 

“قلتِ أن أتاراكس هو والدك؟ ربما يرجع ذلك إلى أن جزءًا من جيناتك تم نسخه من السائل المنوي ودم أتاراكس، ولكن من وجهة نظري، سواءً كساحرة أو كساحرة سوداء، فإن علاقتك مع أتاراكس ليست أكثر من حفنة من الرمال. ألا تعتقدين ذلك بنفسك؟ بعد أن إمتصصتِ الكثير من الدم للبقاء على قيد الحياة في الأيام القليلة الماضية، هل تعتقدين حقا أن الدم الذي ورثتِهِ من أتاراكس ظل أكثر سمكًا من الدم الذي إمتصَّهُ جسمك؟” استجوبت أميليا.

 

 

 

“لا….هـ-هـ-هذا ليس صحيحًا….” رفضت هيموريا هذا بضعف.

‘وبالتالي، هل هذا قائد فرسان الصليب الدم؟’ تساءل يوجين مع إقتراب الشخص.

 

أرجحت عصاها على ظهر هيموريا.

“ماذا تقصدين أنه ليس صحيحا؟ لماذا تنكرين مثل هذا الشيء الواضح؟ آه، أعتقد أن هذا طبيعي. أنتم المتعصبون تتفاعلون مع أي شيء آخر غير النور بالإنكار. لا بأس. سأظهر بعض التَفَهُم. أنا أُفَضِّلُ أن تظل شخصيتك وقوة معتقداتك قوية جدًا جدًا.” اعترفت أميليا واستخدمت قوتها المظلمة لرفع جسد هيموريا في الهواء. “هذا ما سيجعل تدريبكِ ممتعًا للغاية. لا تقلقي، لن أقتلك. بدلا من ذلك، سأعطيك ما تريدين. إذن ماذا لو تم قطع أطرافك؟ إنها مجرد مسألة استعادة أطرافك، صحيح؟ بالمناسبة، ما هو إسمُكِ بالضبط؟”

 

لم ترُد هيموريا. لم تستطع فعل ذلك.

 

 

الكلمات التي أطلقتها أميليا بضحكة مكتومة، الحقائق التي سكبتها أميليا بشكل عرضي للغاية، كما لو أنها تضايقها فقط، هزت عقل هيموريا.

الكلمات التي أطلقتها أميليا بضحكة مكتومة، الحقائق التي سكبتها أميليا بشكل عرضي للغاية، كما لو أنها تضايقها فقط، هزت عقل هيموريا.

 

 

 

“ألن تتحدثي؟ في هذه الحالة، لن يكون لدي خيار سوى سماع ذلك منك في المرة القادمة. الآن إذن، من الآن فصاعدًا، أريدكِ أن تفهمي ذلك. النور لم يحميك. لم يهتم بك بينما كنتِ تحتضرين. هل تعتقدين أن ما فعلتِهِ كان لا مفر منه؟ نعم، هذا صحيح. لو إهتم الضوء بك حقا، فلن تضطري لإمتصاص الدم من رفاقك.” قالت أميليا كل هذا بصوت لطيف عندما بدأت في سحب هيموريا بعيدا: “هل تعرفين ماذا يعني ذلك؟ الضوء الذي تخدميه ليس لطيفا كما تصفه صلاتك. وبالتالي، هل تعرفين ما يجب أن تستائي منه من الآن فصاعدًا؟”

لم تهتم المرأة بهم. لم تملِك سببًا لإنقاذهم. على العكس من ذلك، فإن الظلام الذي ينتشر منها مع كل خطوة تخطوها ظلَّ يودي بحياتهم. النفوس التي تم جمعها من قبل هذا لن تستطيع الصعود نحو السماء، بدلًا من ذلك ستعيش في الظلام.

بدا صوت أميليا وكأنه قادم من بعيد. في رؤيتها المتعثرة، رأت هيموريا ضوءًا صغيرًا.

 

 

على بعد خطوات قليلة من الحفرة عثرت بالفعل على جثث. بدا الأمر وكأنهم حاولوا يائسين الخروج من الحفرة. في حين أن هذا ربما بسبب صعوبة التسلق من حفرة بهذا العمق بأجسادهم المُدَمرة، فإن معظم الجثث المنهارة بها أيضا ما يشبه جروحًا من أنياب ثعبان.

لكن هذا الضوء مُحَتجزٌ في يد شيطان. الشيطان الذي اقترب من هيموريا بينما يحمل نية قتل مرعبةً لا تصدق وكراهية لجميع الأشياء الموجودة في هذا العالم.

“أعتقد أنه سيكون من الجميل حقًا أن تكونَ في الأرجاء عندما أريد أن أقرأ. سيكون من الجيد أيضًا التحاضن معها والنوم معًا خلال الشتاء البارد….” أوقفت مير ما تقوله للنظر بغضب إلى يوجين. “بالطبع، سيدي يوجين، لا يسمح لك بفعل ذلك.”

 

“هل كنتِ تحاولين تقديم العذر بأنكِ لم تأكليهم بنفسك؟ ألستِ على علم بمدى سخافة العذر؟ لقد إستخدمت سحر الدم لتصريف الدم من الجثث هنا وكذلك أولئك الذين كانوا نصف أموات فقط. لقد إستخدمتِهم لإستعادة الدم الخاص بك وشفاء جروحك.” قالت أميليا وهي تدفع رأسها لأسفل فوق رأس هيموريا: “لو إمتلكتِ بضعة أيام أخرى، فمن المحتمل أن تكوني قد تعافيتِ بما يكفي للخروج من هذه الحفرة بمفردك.”

النور الذي وعد بحماية هيموريا والمؤمنين الآخرين قد تفوق عليه النور في يد الشيطان. ثم بدأت الرقص مع الشيطان.

 

 

“أنا حقا أحب أشياءً كهذه.” قالت أميليا بمرح: “مجرد حقيقة أن المحقق، الذي من المفترض أن يظهر طاعة غير مشروطة تجاه النور، إتصل سرًا بساحر أسود ودرس السحر الأسود سيكون مسليًا بما فيه الكفاية….ولكن بالتفكير في أنه سيلد طفلًا خلف الأبواب المغلقة. ثم لمعرفة أن تلك الإبنة ستستمر في النهاية بإمتصاص شريان حياة رفاقها، كل من البالادين والمحققين، من أجل البقاء.”

“…غرك غرك.”

انتشرت تموج عبر بركة الدم وهي تخطو هذه الخطوة إلى الأمام. صار سطح البركة واضحا، وفضح ما يكمن تحتها. هناك جثث تبدو وكأنها قد تم مضغها، ولكن لا يزال هناك الكثير من هذا الدم الصافي الآن حتى يتم سكبه جميعا من هذه الجثث.

بين فكيها المشدودين بإحكام، بدأت أسنان هيموريا في الطحن.

رائحة الدم والأمعاء المسكوبة. رائحة العفن التي بدأت بعد أيام من وفاة الجسد. تركزت رائحة الموت في هذه الحفرة من جثث لا حصر لها. شعرت المرأة بالإثارة قليلًا بسبب الرائحة. في هذه الحقبة السلمية التي لم تشهد أي حروب، من الصعب العثور على مكان مثل هذا حيث تم دفن العديد من الجثث في مكان واحد.

 

في أسفل الحفرة، توقفت خطوات المرأة.

* * *

لم تكن سيينا هي الوحيدة التي أصيبت بخيبة أمل لأن قتالهم قد انتهى على هذا النحو.

بعد يومين من إنتهاء الطقوس التي أقيمت في ينبوع النور، أقام يوجين وكريستينا في خيمة أقاموها في أعماق غابة كبيرة. الخيمة هي قطعة أثرية سحرية استخدموها أثناء تجولهم في غابة سمر.

في أسفل الحفرة، توقفت خطوات المرأة.

 

“فن الكلمات يترتب على قمة سحر الدم. لقد تعرض كِلا نوعي السحر للإضطهاد من قبل الإمبراطورية المقدسة. وتلك الأنياب….” سكتت أميليا وهي تنظر إلى أسنان هيموريا الحادة.

على الرغم من أن الارتداد هذه المرة كان خفيفًا، إلا أن يوجين لا زال إضطرَ للبقاء في السرير خلال اليومين الماضيين دون إجهاد نفسه. لقد رعت كريستينا يوجين أثناء وجوده في هذه الحالة، ولم تخرج إلا من الخيمة لإصطياد الحيوانات الصغيرة والعلف للأعشاب عندما يحين وقت وجباتهم.

‘كما اعتقدت، قوة معجزاتها أقوى من ذي قبل.’ لاحظ يوجين.

 

 

في بعض الأحيان، إذا عرضت مير تولي تمريض يوجين، تركع كريستينا وتقدم صلاتها.

 

 

لم تهتم المرأة بهم. لم تملِك سببًا لإنقاذهم. على العكس من ذلك، فإن الظلام الذي ينتشر منها مع كل خطوة تخطوها ظلَّ يودي بحياتهم. النفوس التي تم جمعها من قبل هذا لن تستطيع الصعود نحو السماء، بدلًا من ذلك ستعيش في الظلام.

على الرغم من أنها لم تعد تنطق صلواتها بصوت عال، إلا أنها لا تزال تنجذب إلى النور في أعماق قلبها.

 

 

 

كلما حدث هذا، تسمع صوت انيسيه داخل رأسها، وأثناء الإستماع إلى صوت انيسيه، يلفُّ الضوء الناعم جسد كريستينا.

أرجحت عصاها على ظهر هيموريا.

 

 

وتعلق مير بوقاحة قائلة: “يبدو أنه لا حاجة لنا لتشغيل أي أضواء في الليل.”

“قلتِ أن أتاراكس هو والدك؟ ربما يرجع ذلك إلى أن جزءًا من جيناتك تم نسخه من السائل المنوي ودم أتاراكس، ولكن من وجهة نظري، سواءً كساحرة أو كساحرة سوداء، فإن علاقتك مع أتاراكس ليست أكثر من حفنة من الرمال. ألا تعتقدين ذلك بنفسك؟ بعد أن إمتصصتِ الكثير من الدم للبقاء على قيد الحياة في الأيام القليلة الماضية، هل تعتقدين حقا أن الدم الذي ورثتِهِ من أتاراكس ظل أكثر سمكًا من الدم الذي إمتصَّهُ جسمك؟” استجوبت أميليا.

 

إنه صليبي.

بدا الضوء المحيط بكريستينا ساطعًا بشكل معتدل. على عكس الأضواء التي يمكن استدعاؤها بالسحر، أو الشمس في السماء، لن تؤذي عيونهم حتى بعد النظر إلى هذا الضوء لفترة طويلة. كريستينا أيضا دافئة جدا، رغم أنها ليست دافئة مثل نار المخيم. أحبت مير في الواقع مدى دفء كريستينا بشكل مريح، لأنه منعها من الشعور بالحرارة الشديدة بغض النظر عن مدى قرب يدها من كريستينا.

هناك أكثر من مائة جثة. على الرغم من أن ليس كل منهم قد مات على الفور. بدا عدد غير قليل منهم وكأنهم قد نجوا، لكنهم لم يتمكنوا من الهروب من هذه الحفرة بسبب إصاباتهم الشديدة والإرهاق.

 

خصوصًا جثث مثل هذه. هذه الجثث ليست عديمة القيمة لشخص لديه مكانة قليلة أو معدومة. قامت المرأة بتفحص الزي الرسمي الذي ترتديه الجثث. الصليب الأحمر على صدورهم هو شعار فرسان صليب الدم، وتلك العباءة الحمراء رمزٌ لأعضاء مالفيكاروم من محاكم التفتيش.

“أعتقد أنه سيكون من الجميل حقًا أن تكونَ في الأرجاء عندما أريد أن أقرأ. سيكون من الجيد أيضًا التحاضن معها والنوم معًا خلال الشتاء البارد….” أوقفت مير ما تقوله للنظر بغضب إلى يوجين. “بالطبع، سيدي يوجين، لا يسمح لك بفعل ذلك.”

‘وبالتالي، هل هذا قائد فرسان الصليب الدم؟’ تساءل يوجين مع إقتراب الشخص.

“متى قلتُ أنني أريد أن أفعل ذلك حتى؟” احتج يوجين.

“توقفي!” هدرت هيموريا.

 

كما أوقفت كريستينا صلاتها وفتحت عينيها. التفتت إلى يوجين بقلق طفيف في عينيها.

“إذا إستولت السيدة انيسيه على هذا الجسد وحاولت معانقتك، فأنت بحاجة إلى قول ذلك بحزم.” أمرته مير. “أخبرها أنه لا يمكنك فعل ذلك. فهمت؟”

عندما سقط جسد هيموريا بلا أطراف في بركة الدم، رأت كل الجثث المغمورة في البركة.

“ما أنا، طفل؟” تذمر يوجين.

 

 

توقف ارتعاش هيموريا.

“أنت تتصرف أحيانًا كطفل، سيدي يوجين.”

“ماذا تقصدين أنه ليس صحيحا؟ لماذا تنكرين مثل هذا الشيء الواضح؟ آه، أعتقد أن هذا طبيعي. أنتم المتعصبون تتفاعلون مع أي شيء آخر غير النور بالإنكار. لا بأس. سأظهر بعض التَفَهُم. أنا أُفَضِّلُ أن تظل شخصيتك وقوة معتقداتك قوية جدًا جدًا.” اعترفت أميليا واستخدمت قوتها المظلمة لرفع جسد هيموريا في الهواء. “هذا ما سيجعل تدريبكِ ممتعًا للغاية. لا تقلقي، لن أقتلك. بدلا من ذلك، سأعطيك ما تريدين. إذن ماذا لو تم قطع أطرافك؟ إنها مجرد مسألة استعادة أطرافك، صحيح؟ بالمناسبة، ما هو إسمُكِ بالضبط؟”

“فقط توقفي عن التحدث معي وحافظي أيضا على مسافة منها. لماذا تستمرين في إزعاجها عندما تحاول الصلاة؟”

“هممم.” همهم يوجين بعناية عندما انتهى من فك الضمادة ووقف.

بينما كريستينا راكعة، تستلقي مير ورأسها مستريح على فخذي كريستينا.

على الرغم من أن الارتداد هذه المرة كان خفيفًا، إلا أن يوجين لا زال إضطرَ للبقاء في السرير خلال اليومين الماضيين دون إجهاد نفسه. لقد رعت كريستينا يوجين أثناء وجوده في هذه الحالة، ولم تخرج إلا من الخيمة لإصطياد الحيوانات الصغيرة والعلف للأعشاب عندما يحين وقت وجباتهم.

 

بام!

“أنا أحب كيف يكون هذا لينًا ورقيقًا.”، تنهدت مير بِـرضا. “على الرغم من أن هذا الشعور قد لا تشعر به أنتَ أبدا لبقية حياتك. آه، فقط لأنني قلت هذا، لا يسمح لك بالمحاولة سرا ومعرفة كيف يبدو—”

 

“فقط توقفي عن ذلك بالفعل.” تذمر يوجين وهو يفكك الضمادة الملفوفة حول يده اليسرى.

 

 

 

على الرغم من سحق اليد قبل يومين، بفضل معجزة من كريستينا، فقد تم شفاؤها تمامًا الآن. حتى العظام التي تحطمت إلى قطع قد شفيت تمامًا خلال الوقت الذي كانت فيه الضمادات ملفوفة حول ذراعه، ولم يتم قطع أي أعصاب.

 

 

 

‘كما اعتقدت، قوة معجزاتها أقوى من ذي قبل.’ لاحظ يوجين.

نحن، محاكم التفتيش، يمكننا مطاردتك في أي وقت. وهكذا، لو تقدرين حياتك، يجب أن تتعاوني مع مطالبنا.

 

في بعض الأحيان، إذا عرضت مير تولي تمريض يوجين، تركع كريستينا وتقدم صلاتها.

على الرغم من أن معجزات كريستينا كانت متفوقة مقارنة بتلك التي قام بها رجال دين آخرون حتى قبل الآن، إلا أن سحر الشفاء الذي استخدمته في غابة سمر لم يكن يصل إلى هذا المستوى.

قال يوجين وهو يفتح مدخل الخيمة: “لا بأس.”

 

 

هذا كله بفضل عيش انيسيه داخل كريستينا. في أحد الأيام، ستصل كريستينا إلى نقطة القدرة على تجديد الأطراف المقطوعة مثل انيسيه.

 

 

 

حتى مع توقع يوجين لمجيء مثل هذا اليوم، شعر في نفس الوقت بالقلق. في النهاية، أليس هذا يعني أنهما يعيقان انيسيه، التي ماتت بالفعل منذ وقت طويل، بإبقائها في هذا العالم لجعلها تعاني؟

 

‘لا….إنتظر. إذا فكرنا في الأمر هكذا، فأنا الشخص الذي يجب أن يُشعَرَ بالأسف تجاهه في المقام الأول. لماذا يجب أن يتجسد الشخص الذي مات قبل ثلاثمائة عام ويمر بمثل هذا الصداع….؟ فيرموث، ذلك اللقيط اللعين.’ لعن يوجين بصمت.

 

 

لم تهتم المرأة بهم. لم تملِك سببًا لإنقاذهم. على العكس من ذلك، فإن الظلام الذي ينتشر منها مع كل خطوة تخطوها ظلَّ يودي بحياتهم. النفوس التي تم جمعها من قبل هذا لن تستطيع الصعود نحو السماء، بدلًا من ذلك ستعيش في الظلام.

لم تعرف انيسيه أي شيء عن فيرموث.

“فقط توقفي عن التحدث معي وحافظي أيضا على مسافة منها. لماذا تستمرين في إزعاجها عندما تحاول الصلاة؟”

 

بام!

من خلال يوجين، علمت أن فيرموث قد خلق ثقبًا في صدر سيينا، لكن لا يبدو أنها تعرف أي شيء بخلاف ذلك. ليس باليد حيلة. بعد عودته من هيلموث، لم يكن لانيسيه أي اتصال آخر بفيرموث.

 

 

 

ذلك بسبب القسم مع ملوك الشياطين.

 

 

 

لم تكن سيينا هي الوحيدة التي أصيبت بخيبة أمل لأن قتالهم قد انتهى على هذا النحو.

 

 

“ما الذي يذهلك؟ لقد توقعنا أن يأتي شخص ما لِـيبحث عنا.” أشار يوجين.

“هممم.” همهم يوجين بعناية عندما انتهى من فك الضمادة ووقف.

“ألم أخبركِ بالفعل؟ جئت إلى هنا لرؤية جثة أتاراكس. من المؤسف أنني لم أتمكن من رؤيته يسقط بينما كان لا يزال على قيد الحياة، ولكن طالما بقيت جثته، أنا أفكر في جعله لاميت. آه، أيمكن أن تكوني لا تعرفين؟” قالت أميليا وهي تبتسم وترفع يدها: “طالما بقيت الجثة ولم تمُت إلا لبضعة أيام، يمكن استخدامها لإستدعاء روح المتوفى.”

 

 

كما أوقفت كريستينا صلاتها وفتحت عينيها. التفتت إلى يوجين بقلق طفيف في عينيها.

تلعثمت هيموريا، “لـ-لا، لم أفعل—”

 

 

“ما الذي يذهلك؟ لقد توقعنا أن يأتي شخص ما لِـيبحث عنا.” أشار يوجين.

أرجحت عصاها على ظهر هيموريا.

 

من خلال يوجين، علمت أن فيرموث قد خلق ثقبًا في صدر سيينا، لكن لا يبدو أنها تعرف أي شيء بخلاف ذلك. ليس باليد حيلة. بعد عودته من هيلموث، لم يكن لانيسيه أي اتصال آخر بفيرموث.

ترددت كريستينا، “لكن….”

على الرغم من أن يوجين لم يعرف من هو، إلا أنه سيكون بالتأكيد كاهنًا رفيع المستوى من يوراس. ربما كاردينالٌ آخر؟

قال يوجين وهو يفتح مدخل الخيمة: “لا بأس.”

وتعلق مير بوقاحة قائلة: “يبدو أنه لا حاجة لنا لتشغيل أي أضواء في الليل.”

 

 

شخص ما يقترب منهم من مسافة بعيدة. إذا أراد ذلك، كان بإمكانه إخفاء وجوده ومحاولة التسلل إلى يوجين ومن معه، ولكن بدلًا من ذلك، إقترب مع عرض واضح لوصوله. ذلك حتى يتمكن من تنبيه جانب يوجين ومنحه الوقت لتجهيز الرد.

في اللحظة التي دفعت فيها قوة أميليا المظلمة جسد هيموريا إلى الاقتراب، ظهرت أنماط على كل من خدي هيموريا.

 

كلما كان الأمر المُسلَّطُ أبسط، صارت القوة أكبر. لم تحتَج لتجميد أميليا ميروين لفترة طويلة. احتاجتها هيموريا لِـأن تتوقف للحظة.

“كم هو مهذب منه.” تمتم يوجين وهو يسحب السيف المقدس من عباءته.

 

 

 

على الرغم من أن يوجين لم يعرف من هو، إلا أنه سيكون بالتأكيد كاهنًا رفيع المستوى من يوراس. ربما كاردينالٌ آخر؟

توقعت المرأة منه أن يسقط يوما ما.

لا….الوجود الذي يقترب منهم اليوم بدا وكأنه شيء قريب من فارس. يجب أن يكون شخصًا على الأقل برتبة كابتن في فرسان صليب الدم.

“لماذا….أنتِ….هنا؟” قالت هيموريا بصعوبة.

 

 

‘لا، الأمر مختلف.’ عبس يوجين.

أينما ذهبت أصابعها، نما جلد جديد، وأعيد توصيل اللحم الجريح.

 

 

الأمر أكبر من ذلك. على الرغم من أنه لا تزال هناك مسافة كبيرة بينهما، إلا أن يوجين بإمكانه بالفعل معرفة أن الشعور بوجود هذا الشخص هو ثقيلٌ للغاية. يجب أن يكونَ محاربًا يضاهي ألتشستر، قائد فرسان التنين الأبيض، هو الذي يقترب منهم.

في رأي المرأة، إنه كاهن نادرٌ ومستنير.

 

من خلال يوجين، علمت أن فيرموث قد خلق ثقبًا في صدر سيينا، لكن لا يبدو أنها تعرف أي شيء بخلاف ذلك. ليس باليد حيلة. بعد عودته من هيلموث، لم يكن لانيسيه أي اتصال آخر بفيرموث.

‘وبالتالي، هل هذا قائد فرسان الصليب الدم؟’ تساءل يوجين مع إقتراب الشخص.

 

 

 

إنه صليبي.

 

 

توقعت المرأة منه أن يسقط يوما ما.

تقدم يوجين إلى الأمام لمقابلته.

أدركت المرأة على الفور أن طلب أتاراكس ليس أكثر من واجهة لنواياه الحقيقية. هذا لأن النصيحة التي طلبها أتاراكس فيما يتعلق بالسحر الأسود لم تكن حول كيفية التعامل معه كعدو.

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط