نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 200

غرفة الجمهور (1)

غرفة الجمهور (1)

الفصل 200: غرفة الجمهور (1)

 

إذا إمتلكت دولة ما ما يكفي من القوة الوطنية ليتم تسميتها قوة عظمى، فلن يكون هناك إختلاف في جودة القوات الميدانية فحسب، بل سيكون لديها أيضًا نوع واحد على الأقل من سلاح الجو.

“…أحم….أحم أحححم!” سعلت كريستينا بإحراج.

 

قال رافائيل بإستخفاف وهو يشير إلى أبولو: “كل هذا دعاية.”

لإمبراطورية كيهل فيلق غريفين، ولكل من البلاك لايونز من عشيرة لايونهارت ويفرن خاصة بهم لحملهم. وبالمثل، دربت مملكة الرور سلالاتها الخاصة من الويفرن وشكلت فيلق ويفرن الجليد.

حاولت كريستينا مواساتها، ‘الأخت، قصتك هي مثالٌ ساطعٌ لجميع كهنة النور.’

 

[توقفي عن التفكير في مثل هذه الأفكار عديمة الفائدة، وعانقي الخصر أمامك.]

من بين مختلف أسلحة الجو المختلفة، هناك نوعان فريدان. الأول هو فيلق آروث السحري الخاص بالمملكة السحري، الذي فضَّل الطيران بالإعتماد على الوحوش المستدعاة ومخلوقاتهم السحرية بدلًا من تربية جنس منفصل من الوحوش الطائرة. والثاني في مملكة نهاما الصحراوية، حيث تم إستعمال أبو الهول، وهو سلالة من الوحوش الطائرة كبيرة، كسفينة حربية جوية.

“حسنًا، هذا صحيح.” قال يوجين متفقًا مع هذا.

 

 

من بين جميع الوحوش المستخدمة في سلاح الجو، الخيار الأكثر كلاسيكية هو الحصان المجنح المعروف بإسم بيغاسوس. هناك مكانان قاما بتربية البيغاسوس ودمجهم في سلاح الجو: مملكة شيموين البحرية وإمبراطورية يوراس المقدسة.

“….مقدس….ماذا؟”

 

“….هااااه….” أطلق يوجين تنهيدة طويلة وهو محصور بين المرأتين.

ليس لدى قائد فرسان صليب الدم، رافائيل مارتينيز، سيفه العظيم الضخم على شكل صليب كَـرمزِهِ الشهير الوحيد.

لم تستطع كريستينا إنكار كلمات الصوت في رأسها. بينما كريستينا واثقة تماما من مهاراتها الخطابية، فالقديسة العظيمة منذ ثلاثمائة عام جيدة للغاية في الضغط على كريستينا دون ترك أي مجال للمقاومة.

 

[أيضًا، أنتِ محظوظةٌ جدا في الواقع. يمكن إعتبار اليد التي تعاملتِ معها محظوظة بما يكفي لتكون معجزة أخرى. لن تضطري إلى قضاء عشرات السنين بالتجول في ساحات القتال البشعة خلال تلك الحقبة الرهيبة كما فعلت أنا. أنتِ أيضًا لا يجب أن تشعر بأي قلق أو شك حول وجود الإله. بما أنك، وأنا التي تسكن في داخلك، دليل على وجود الإله.]

حتى في هذه الإمبراطورية المقدسة الضخمة، قيل إنه يوجد حصانٌ إلهيٌّ واحد فقط. حصان الشمس، أبولو، الذي قيل أنه قد مُنِحَ من النور.

“….مقدس….ماذا؟”

 

[إذا قُلتِ أنك لا تريدين ذلك، فسوف أضطر إلى محاولة تحريك جسمكِ بالقوة للقيام بذلك. هل تعرفين ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنني سآخذ المبادرة، لذا لن تكوني قادرة على فعل أي شيء سوى مشاهدة ما يحدث من الداخل.]

قال رافائيل بإستخفاف وهو يشير إلى أبولو: “كل هذا دعاية.”

‘هـ-هذا….’

 

 

أبولو هو حصان عملاق بِـبُدةٍ ذهبية يرقى حجمه الهائل إلى مستوى الإدعاء بأنه حصان إلهي. من حيث جسمه وحده، بدا أن حجم أبولو يزيد عن ضعف حجم حصان الحرب العادي، ولكن بمجرد إرتداء درع الحصان البلاتيني اللون، يتضخم الحجم الهائل بالفعل لجسمه بشكل أكبر. علاوة على ذلك، على عكس بيغاسوس العادي، إمتلك أبولو زوجان من الأجنحة.

 

 

[إذن هل تفضلين مناداتي بالأخت الكبرى*؟ رغم ذلك، أعتقد أنه من المضحك أننا نتجادل حتى حول الفرق بين الأخت والأخت الكبيرة.]

علق يوجين قائلًا: “….إنه كبير بشكل مثير للدهشة.”

قبل الصعود على ظهر أبولو، نزل رافائيل أولًا على ركبة واحدة وحنى رأسه لكريستينا. ترددت كريستينا للحظة قبل أن تخطو على ركبة رافائيل. ثم دعم رافائيل ظهر كريستينا بعناية ووقف، ورفعها إلى السرج.

 

 

إقترب أبولو مع صدور صوتٍ عالٍ من حوافره، ونشر أجنحته الأربعة على نطاق واسع. من مظهره، الصورة الأنيقة التي تتبادر إلى الذهن لا يمكن رؤيتها على الإطلاق. سيضطر عدد غير قليل من الوحوش متوسطة الحجم مثل الأورك والترول إلى دسِّ أكتافهم خوفًا أمام أبولو.

هل كان ذلك خطأ هامل حقا؟

 

حاليًا، يوجين في السرج أمام رافائيل، لكنه لم يستطِع الجلوس بشكل صحيح وبدلًا من ذلك هو ملفوف فوق السرج. هذا لخلق الوهم بأنه قد تم إحضاره إلى هنا بعد أن تغلب عليه رافائيل.

“من الطبيعي أن يكون كبيرًا جدا. ينشر الفاتيكان الكذبة القائلة بأن أبولو هو بيغاسوس منحه النور للعالم، لكن هذا الحصان هو في الواقع هجين مقدس مصنوع من مزيج من التهجين والسحر البيولوجي والسحر المقدس.”

هل كان ذلك خطأ هامل حقا؟

 

“في النهاية، هذا يعني أنه من حسن الحظ أنني كنت حذرا.”

“….مقدس….ماذا؟”

 

“هجين مقدس.” كرر رافائيل. “إنه ليس فقط أبولو. جميع أفراد البيغاسوس الذين ينتمون إلى سلاح الفرسان المقدس في يوراس هم هجناء مقدسون. على الرغم من أنه صحيح أن أبولو هو المثال الأكثر إستثنائية من بينهم كلهم.”

يبدو أن كل الريش قد تم نسجه من النور….لكن ضوء الريش تم إنشاؤه بشكل مصطنع. حتى كريستينا، بمعرفتها الضحلة بالسحر، يمكنها أن تكتشف هذا.

بعد الإقتراب، حرَّك أبولو رأسه نحو رافائيل بينما أطلق صهيلًا. رمش رافائيل بعينيه المظللتين وفرك رأس أبولو.

“من الطبيعي أن يكون كبيرًا جدا. ينشر الفاتيكان الكذبة القائلة بأن أبولو هو بيغاسوس منحه النور للعالم، لكن هذا الحصان هو في الواقع هجين مقدس مصنوع من مزيج من التهجين والسحر البيولوجي والسحر المقدس.”

 

 

“لكن مثل هذه الأخبار لا ينبغي أن تكون مفاجأة لك يا سيدي يوجين. أليس هذا هو السبب في أنك دمرت الينبوع وقمت بالعقاب الإلهي؟” سأل رافائيل.

[لا تحصلي على فكرة خاطئة! عشت حياتي كلها كما ينبغي على القديسة أن تفعل. ومع ذلك، بعد أن مُتُّ هكذا وصرتُ ملاكا، أدركت للتو أن الجسد ليس له أهمية أو قيمة تذكر عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل النور وأداء المعجزات.]

 

 

أعاد يوجين السؤال، “كم تعرف عن ذلك، اللورد رافائيل؟”

“إجلبه أقرب. على الرغم من أنه قد سقط، إلا أنه لا يزال شخصًا يتمتع بمكانة معينة، وبما أنه كان البطل الذي إختاره النور…” قال آيوريوس وهو يرفع عصاه.

“لا أعرف الكثير حقًا.” اعترف رافائيل: “لأنني لم أرِد أن أعرف. الحقائق القبيحة لكنيسة النور، التي سادت كدين أرثوذكسي لمئات السنين، حسنًا….تلك ليست أشياء أنا قد أقلق نفسي بها. المهم بالنسبة لي هو أنه لا يهم كم أن الكنيسة قبيحة، فإن النور لا يزال موجودًا. هذا كل ما أحتاجه.”

 

قبل الصعود على ظهر أبولو، نزل رافائيل أولًا على ركبة واحدة وحنى رأسه لكريستينا. ترددت كريستينا للحظة قبل أن تخطو على ركبة رافائيل. ثم دعم رافائيل ظهر كريستينا بعناية ووقف، ورفعها إلى السرج.

في مواجهة هذا السؤال المفاجئ، لم ترُد كريستينا على الفور، وبدلا من ذلك فكرت في الأمر لبضع لحظات. بالنظر إلى الندم الذي تركته انيسيه المؤمنة….في الواقع، لا حاجة للنظر في السؤال.

 

“ذلك….اممم….حاولي ألَّا تكوني لئيمةً جدًا مع هذه الطفلة….” طلب يوجين بخنوع.

“الآن دورك، سيدي يوجين.” التفت رافائيل إليه.

مع إقتراب المسافة بينهما، أمسك آيوريوس ببطء بِـعصاه.

 

[أيضًا، أنتِ محظوظةٌ جدا في الواقع. يمكن إعتبار اليد التي تعاملتِ معها محظوظة بما يكفي لتكون معجزة أخرى. لن تضطري إلى قضاء عشرات السنين بالتجول في ساحات القتال البشعة خلال تلك الحقبة الرهيبة كما فعلت أنا. أنتِ أيضًا لا يجب أن تشعر بأي قلق أو شك حول وجود الإله. بما أنك، وأنا التي تسكن في داخلك، دليل على وجود الإله.]

“لا حاجة لي بهذا.” رفض يوجين بسرعة.

علق يوجين قائلًا: “….إنه كبير بشكل مثير للدهشة.”

 

[سأفعل أشياء تتجاوز أعنف خيالاتِك. لشخص ماكر مثلك، ألن ينجح ذلك في الواقع بشكل أفضل؟ لذا فكري في الأمر على أنه شيء لا مفر منه، وإستمتعي بالمنظر من الداخل….]

في الواقع، كريستينا ليست بحاجة حقًا إلى مثل هذا الاعتبار أيضًا. على الرغم من أنه قد يكون من الصعب على رافائيل، الذي توقف عن النمو خلال طفولته، قبول هذا، لكن يوجين وكريستينا هما في الواقع أطول من رافائيل….

[لماذا تَرمينَ مثل هذا الهراء في هذه المرحلة؟ كريستينا، ألم تتحرشي بمؤخرة هامل بدقة بسبب شهوة المكر خاصتك؟]

 

ليس لدى قائد فرسان صليب الدم، رافائيل مارتينيز، سيفه العظيم الضخم على شكل صليب كَـرمزِهِ الشهير الوحيد.

“في هذه الحالة، اسمح لي بالجلوس في المقدمة.” وافق رافائيل بسهولة.

“في النهاية، هذا يعني أنه من حسن الحظ أنني كنت حذرا.”

 

 

ظهر أبولو عريض بقدر ما هو كبير، وسرجه واسع بنفس القدر. حتى مع ركوب ثلاثتهم عليه، بإمكانهم الجلوس معًا بشكل مريح على السرج، ولم تظهر على أرجل أبولو أي علامات على الإهتزاز. أخذ رافائيل مقعده في مقدمة السرج والتقط اللجام.

لم يحاول رافائيل أن يقول شيئًا سرًا. بدلا من ذلك، نقر برفق على خصر يوجين بأطراف أصابعه. ثم بدأ ببطء في المشي إلى المنصة المرتفعة على رأس الغرفة. عندما إقترب رافائيل، نهض آيوريوس من كرسيه.

 

 

“على الرغم من أننا قد ناقشنا هذا بالفعل، لكن بمجرد أن نبدأ هبوطنا نحو الفاتيكان….يرجى التظاهر بالإغماء، سيدي يوجين.” ذكَّرَهُ رافائيل. “كَـسيدٍ في مستواك، سيدي يوجين، أنا متأكد من أنك ستؤدي أيضًا أداءً ممتازًا بينما تتظاهر بأنك فاقد للوعي.”

لإمبراطورية كيهل فيلق غريفين، ولكل من البلاك لايونز من عشيرة لايونهارت ويفرن خاصة بهم لحملهم. وبالمثل، دربت مملكة الرور سلالاتها الخاصة من الويفرن وشكلت فيلق ويفرن الجليد.

“ألن يكون من الأفضل بالنسبة لي أن أدعي أنني ميت بدلًا من مجرد فاقدٍ الوعي؟” سأل يوجين.

“نعم. لقد خدمت كفارس مخلص وتابع للنور لعقود. إذا ظنوا أنني سأخونهم، هل سَـيرسلونني حقًا لمقابلتك، سيدي يوجين؟” سأل رافائيل بضحكة مكتومة وهو يسحب لجام أبولو. “على الرغم من أن هذا لا يجلب لي الكثير من السعادة. ليس لديهم أدنى فكرة أن ما يفعلونه هو إرتكابُ الكفر. وهم مقتنعون بأنهم على الصواب بشكل لا يمكن إنكاره وأنهم فقط يُلَبَّونَ إرادة النور. لا يمكن أن يقال أنهم مخطئون تمامًا، حيث إستمر النور الخير في مباركتهم بنوره الرائع.”

 

 

الشيء المهم هو تجنب أن يلاحظه البالادين المكلفون بحماية الكرسي الرسولي. ستصبح الأمور مرهقة للغاية إذا تم القبض عليهم في بداية مهمتهم. فهم يوجين أيضًا هذه الحقيقة وهو واثق تماما من قدرته على التظاهر بأنه ميت. عندما صار مرتزقًا لأول مرة، إعتاد دفن جسده في الفجوة بين الجثث وإخفاء أنفاسه ووجوده من أجل البقاء على قيد الحياة في أصعب ساحات القتال.

جادل كريستينا، “فقط أي خط قد عبرت؟ سيدة مير، من فضلكِ لا تخلقي نوعا من سوء الفهم الغريب. أنا أفعل شيئا كهذا لأنني لا أريد أن أسقط من بيغاسوس….”

 

[نعم. لهذا، أشعر بالندم المستمر على عدم سماع أحد يناديني بالأخت الكبيرة. ولكن بما أنكِ خجولة جدا ومترددة في دعوتي بالأخت كبيرة، فسوف أتنازل وأسمح لكِ بمناداتي بالأُخت. الآن إذن، كريستينا روجرس، كيف يمكن أن يكون هناك أي مشكلة في ذلك؟ أليس من الطبيعي أن يتم إستخدام لقب الأخت بين الراهبات.]

“كم من الوقت سوف يستغرق منا للوصول إلى هناك؟ لا أعرف بالضبط أين تقع الفاتيكان، ولكن يبدو أنها بعيدة جدًا عن كاتدرائية تريسيا؟” خمن يوجين.

 

 

طلب آيوريوس، “أود أن أسمع ما رأيته هناك وأيضًا ما فعلته.”

“إذا كنت ستركب حصانا أو عربة عادية….همم. من المحتمل أن يستغرق الأمر يومًا للوصول إلى محطة قطار تريسيا من هذه الغابة. ثم سيستغرق الأمر حوالي ست ساعات لركوب القطار من تريسيا إلى عاصمة يوراسيا. ولكن مع سرعة أبولو، يمكننا الوصول إلى الكاتدرائية في غضون أربع أو خمس ساعات على أبعد تقدير.” توقف رافائيل للحظة وإستدار لينظر إلى يوجين. “على الرغم من أنك لو لم تدمر بوابة الإنتقال، لصار الوصول إلى الفاتيكان، أيها السير يوجين، أسرع وأسهل بكثير.”

لقد التقت بِـأبولو مرة واحدة في صغرها. عندما كانت فتاة صغيرة، في وجه حصان إلهي بأربعة أجنحة، شعرت كريستينا بسعادة غامرة من مشهد الضوء المنبعث من أبولو، وأقنعها كذلك بوجود إلهها. كما أنه مثل مصدر راحة لها. لقد أخبرت نفسها أنه بما أن النور موجود بالتأكيد، فإن اختيارها كقديسة في هذا العصر هو شرف مبارك.

جادل يوجين، “لكن ألم يحالفنا الحظ لكي نقابلك بعد مرور ثلاثة أيام بفضل تدميري لها؟”

‘….هـ-هذا سخيف….! كيف إكتشفتِ مثل هذه الحقيقة، أيتها الأخت؟ هل يمكن أن يكون—’

وافق رافائيل بسهولة، “نعم، هذا صحيح. لو تُركت بوابة الإنتقال واقفة، فربما كان شخصا آخر غيري هو الذي تم إرساله إلى هنا.”

هل كان ذلك خطأ هامل حقا؟

“في النهاية، هذا يعني أنه من حسن الحظ أنني كنت حذرا.”

‘أنا…..لستُ متأكدة من أنني بخير مع ذلك، سيدة انيسيه.’ 

“نعم، لقد تم ذلك بشكل جيد للغاية.”

[أنا لا أريد ذلك. أنتِ وأنا روحيًا نمثل ذات آلتاير. على الرغم من وجود فارق زمني قدره ثلاثمائة عام بيننا، إلا أنه لا يزال من الممكن أن يُطلق علينا أخوات بسبب ذلك. أريد أن أعتز بهذه الرابطة معك، لذلك إذا لم تكوني على استعداد للاتصال بي على الأقل كـأخت….ثم سأشعر بالحزن وخيبة الأمل لدرجة أنني لن أتمكن من كبح دموعي.]

غيَّرَ يوجين الموضوع، “بالمناسبة….اللورد رافائيل، هل أنت بخير حقًا مع هذا؟ بما أنني لا أرى أي طرق أخرى لحل وضعنا، أشعر أنه لا مفر إلا القيام بهذا، ولكن يجب أن يكون لديك العديد من الخيارات الأخرى المتاحة لك، ولديك الكثير لتخسره من خلال الإساءة إلى الأرض المقدسة، أليس كذلك؟”

[للإستعداد بطريقة ما للمستقبل البعيد، عزلت نفسي في دير في الريف وعلَّمتُ مجموعة من النقانق المدللة. كان سروريَّ الوحيد عمليًا هو الاستماع إلى الباباوات والكرادلة الذين يأتون من وقت لآخر للتوسل للحصول على بعض الدم. خلال كل هذا، حرصت على الإستمرار في الصلاة ورعاية جيل المستقبل بينما أحاول أن أجعل نفسي تجسيدًا مثاليا للنور. لكن حتى هذا فشل! لم أستطِع أن أصير التجسيد المثالي للضوء خلال حياتي. على الرغم من أنني حاولت إخفاء جسدي لقلب الكنيسة رأسًا علىعقب، إلا أنني لم أستطِع فعل ذلك بسبب هامل الملعون.]

عندما تم طرح هذا السؤال عليه، هز رافائيل كتفيه وقال: “عندما أنظر إلى الخيارات المتاحة لي، يبدو أن الخيار الآخر الوحيد بصرف النظر عن مساعدتك هو إما جرك أنتَ ومرشحة القديسة إلى الفاتيكان بالقوة أو قتلك فقط. سيدي يوجين، كما قلت، صحيح أن لدي الكثير لأخسره، لكن إذا إستطعت حماية ما لدي فقط من خلال القيام بشيء أكره القيام به، فأنا أُفَضِّلُ أن أفقد كل شيء.”

 

“أوه….” غمغم يوجين.

لقد التقت بِـأبولو مرة واحدة في صغرها. عندما كانت فتاة صغيرة، في وجه حصان إلهي بأربعة أجنحة، شعرت كريستينا بسعادة غامرة من مشهد الضوء المنبعث من أبولو، وأقنعها كذلك بوجود إلهها. كما أنه مثل مصدر راحة لها. لقد أخبرت نفسها أنه بما أن النور موجود بالتأكيد، فإن اختيارها كقديسة في هذا العصر هو شرف مبارك.

 

 

“أيضا، بصفتي من أتباع النور، هناك شيء أريد تأكيده: أثناء مواجهة البطل والمرشحة القديسة التي أُنعِمت بأربعة أزواج من الأجنحة، هل سيرفض البابا والكاردينالان أن يحنوا رؤوسهم ويواصلوا الإصرار على أن إيمانهم هو بلا شك على صواب والمتفوق أم لا.” ارتعدت زوايا فم رافائيل كما قال هذا.

 

 

لم تستطِع كريستينا التأكد من إجابة هذا السؤال، لذلك أبقت فمها مغلقًا دون تقديم أي نوع من الردود.

حدث ذلك للحظة فقط، لكن يوجين رأى نية قتل أفعى تستعد للضرب وراء هذا الوجه الصبياني.

يبدو أن كل الريش قد تم نسجه من النور….لكن ضوء الريش تم إنشاؤه بشكل مصطنع. حتى كريستينا، بمعرفتها الضحلة بالسحر، يمكنها أن تكتشف هذا.

 

 

وتابع رافائيل: “إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك كُفرًا، ويجب معاقبته. أنا أملك الجسم الذي شهد لي بالتبجيل كالبالادين الأكثر استثنائية في خدمة الكنيسة. أنا فخور بنفسي لكوني أشدُّ شفرة للنور في هذا العصر. أمامي….أستطيع أن أقبض عليهم متلبسين في فعل الكفر، كيف يمكنني أن أتركهم فقط هكذا؟”

رن صوت مُوَبِخٌ فجأة داخل رأس كريستينا.

نشر أبولو جناحيه. ثم غلف ضوء ناعم أبولو، وحلق الحصان بسرعة في السماء. أبقى يوجين يده على آكاشا حيث تم تخزينها داخل عباءته ونظر إلى أجنحة أبولو.

[هل هذا هو الشيء المهم حقا الآن؟ كريستينا! اسرعي وتمسكي بخصر هامل.]

 

[إستمعي بعناية، كريستينا روجرس. ربما كُنا غير سعداء، لكننا نستحق أن نكون سعداء. في النهاية، ما يسمى بالقديسة ليس أكثر من وهم، لذا فإن كَونَ لحمنا نقيًا أم لا ليس له أي تأثير على قوة معجزاتنا.]

فهم يوجين لماذا دعا رافائيل الحصان بالهجين المقدس. لأجنحة أبولو عدة تعاويذ منقوشة عليها، مثل قطعة أثرية معززة بالسحر. هذا جعل الأجنحة تبدو أشبه بأمثلة السَحرِ التي شوهدت في الغولم أو القطع الأثرية والتي تم زرعها في الجذع بدلا من أجزاء الجسم الطبيعية التي تنبت من جسم الحصان.

حاليًا، يوجين في السرج أمام رافائيل، لكنه لم يستطِع الجلوس بشكل صحيح وبدلًا من ذلك هو ملفوف فوق السرج. هذا لخلق الوهم بأنه قد تم إحضاره إلى هنا بعد أن تغلب عليه رافائيل.

 

تحرك يوجين مثل صاعقة البرق، وإرتدَّ من ظهره وإنطلق في الهواء. خائفًا من هذا، دفع آيوريوس عصاه إلى الأمام.

[كم هذا فظيع….] تمتمت مير.

قامت كريستينا بتنعيم تعبيرها وهي تتحقق من وضعها. هي تجلس في الجزء الخلفي من سرج أبولو، وتُمسِكُ بإحكام بجذع الحصان بساقيها. ثم مدَّتْ كلتا يديها للتمسك بالسرج.

 

‘هـ-هذا….’

أُجريت مثل هذه التجارب أيضًا في أبراج آروث السحرية. لكنهم على الأقل لم يُرَوِّجوا لنتائج مثل هذه التجربة، واصفين إياها بنعمة النور أو دليل على معجزة كما فعلت يوراس.

فهم يوجين لماذا دعا رافائيل الحصان بالهجين المقدس. لأجنحة أبولو عدة تعاويذ منقوشة عليها، مثل قطعة أثرية معززة بالسحر. هذا جعل الأجنحة تبدو أشبه بأمثلة السَحرِ التي شوهدت في الغولم أو القطع الأثرية والتي تم زرعها في الجذع بدلا من أجزاء الجسم الطبيعية التي تنبت من جسم الحصان.

 

 

حدقت كريستينا بصمت في أجنحة أبولو بنظرة حزينة.

تجمدت أفكار كريستينا بسبب هذا الرد الحازم.

 

بدت الغرفة تماما مثل قاعة المحكمة. وقفت طاولة بيضاء طويلة على رأس الغرفة المرتفع، وثلاثة رجال في منتصف العمر يجلسون خلفها.

لقد التقت بِـأبولو مرة واحدة في صغرها. عندما كانت فتاة صغيرة، في وجه حصان إلهي بأربعة أجنحة، شعرت كريستينا بسعادة غامرة من مشهد الضوء المنبعث من أبولو، وأقنعها كذلك بوجود إلهها. كما أنه مثل مصدر راحة لها. لقد أخبرت نفسها أنه بما أن النور موجود بالتأكيد، فإن اختيارها كقديسة في هذا العصر هو شرف مبارك.

 

 

 

ومع ذلك، فإن كريستينا الحالية تعلمت الحقيقة بأكملها. على الرغم من أن عملية إنشائها والغرض من وجودها مختلفان، بين أبولو، الذي قد قُدِّمَ كقطعة من الدعاية للضوء….ونفسها، المرشحة القديسة، التي هي تجسيد مُقلَّد، في النهاية، هما في الأساس ليسا مختَلِفَين، صحيح؟

حاليًا، يوجين في السرج أمام رافائيل، لكنه لم يستطِع الجلوس بشكل صحيح وبدلًا من ذلك هو ملفوف فوق السرج. هذا لخلق الوهم بأنه قد تم إحضاره إلى هنا بعد أن تغلب عليه رافائيل.

تفحصت كريستينا الريش الذي كَوَّنَ أجنحة أبولو الممدودة.

 

 

[كلا.]

يبدو أن كل الريش قد تم نسجه من النور….لكن ضوء الريش تم إنشاؤه بشكل مصطنع. حتى كريستينا، بمعرفتها الضحلة بالسحر، يمكنها أن تكتشف هذا.

 

 

هل كان ذلك خطأ هامل حقا؟

هي بحاجة فقط للنظر في ما يحدث الآن. رحلة أبولو تسير بسرعة كافية لدرجة أن المشهد على الأرض أدناه يمر كالوهم، لكن الرياح لم تعارضهم من الأمام. وعلى الرغم من أنهم يطيرون بسرعة كبيرة، إلا أن أجسادهم الجالسة على السرج لم تهتز على الإطلاق….

‘….هـ-هذا سخيف….! كيف إكتشفتِ مثل هذه الحقيقة، أيتها الأخت؟ هل يمكن أن يكون—’

 

‘آه….نعم، هذا حظ سعيد حقا.’

[توقفي عن التفكير في مثل هذه الأفكار عديمة الفائدة، وعانقي الخصر أمامك.]

‘كيف يمكنني أن أجرؤ على—’

“هاه؟”

لقد توقعت أن يدير يوجين رأسه ويقول لها شيئًا مريبًا، لكن يوجين لم يُظهِر هذا النوع من رد الفعل.

رن صوت مُوَبِخٌ فجأة داخل رأس كريستينا.

[هل هذا هو الشيء المهم حقا الآن؟ كريستينا! اسرعي وتمسكي بخصر هامل.]

 

 

صوت انيسيه وبخها، [كريستينا روجرس. فقط كم مرة وبختُكِ عن هذا خلال صلاتك في هذه الأيام القليلة الماضية؟ في حين أنه من الصحيح أنكِ عانيتِ من وجود بائس، إلا أنه من الصحيح أيضا أن وجودك ذاته معجزة.]

[إذن هل تفضلين مناداتي بالأخت الكبرى*؟ رغم ذلك، أعتقد أنه من المضحك أننا نتجادل حتى حول الفرق بين الأخت والأخت الكبيرة.]

‘…نعم….’ وافقتها كريستينا بخنوع.

 

 

‘حـ-حسنا، الأخت انيسيه.’ إستسلمت كريستينا أخيرًا.

[أيضًا، أنتِ محظوظةٌ جدا في الواقع. يمكن إعتبار اليد التي تعاملتِ معها محظوظة بما يكفي لتكون معجزة أخرى. لن تضطري إلى قضاء عشرات السنين بالتجول في ساحات القتال البشعة خلال تلك الحقبة الرهيبة كما فعلت أنا. أنتِ أيضًا لا يجب أن تشعر بأي قلق أو شك حول وجود الإله. بما أنك، وأنا التي تسكن في داخلك، دليل على وجود الإله.]

” من حيث البالادين وحدهم، هناك ما لا يقل عن خمسمائة.” أجاب رافائيل: “حوالي مائتين من هؤلاء هم من فرسان صليب الدم، في حين أن بقية البالادين هم من وحدات أخرى. ولو تم إحتساب جنود الكنيسة فوق ذلك، فَـسيصل الرقم إلى الآلاف. يوراس ضخمة للغاية وقد فعلت كل أنواع الأشياء، لذلك لديها أيضًا العديد من الأعداء.”

لم تستطع كريستينا إنكار كلمات الصوت في رأسها. بينما كريستينا واثقة تماما من مهاراتها الخطابية، فالقديسة العظيمة منذ ثلاثمائة عام جيدة للغاية في الضغط على كريستينا دون ترك أي مجال للمقاومة.

 

 

“إذا كنت ستركب حصانا أو عربة عادية….همم. من المحتمل أن يستغرق الأمر يومًا للوصول إلى محطة قطار تريسيا من هذه الغابة. ثم سيستغرق الأمر حوالي ست ساعات لركوب القطار من تريسيا إلى عاصمة يوراسيا. ولكن مع سرعة أبولو، يمكننا الوصول إلى الكاتدرائية في غضون أربع أو خمس ساعات على أبعد تقدير.” توقف رافائيل للحظة وإستدار لينظر إلى يوجين. “على الرغم من أنك لو لم تدمر بوابة الإنتقال، لصار الوصول إلى الفاتيكان، أيها السير يوجين، أسرع وأسهل بكثير.”

[بغض النظر عن كل شيء، لقد وجدت الخلاص الخاص بك. من الآن فصاعدًا، لن تحتاجي للذهاب من خلال تلك الطقوس المؤلمة، ولستِ بحاجة للشعور بألم الندبات كما فعلتُ أنا. لأن معظم الألم الذي يجب أن تشعري به سوف أتحمله أنا.]

 

‘أنا…..لستُ متأكدة من أنني بخير مع ذلك، سيدة انيسيه.’ 

تعثرت كريستينا في مواجهة هذا الإنكار الصريح، ‘في هذه الحالة….عندما كنتِ أنت وهامل….لا، مع السير يوجين والآخرين….آه! هل يمكن أن تكوني أنك لم تستطيعي إنقاذ العالم؟’

[حتى لو لم تكوني كذلك، سأستمر في القيام بهذا، وكل ما عليكِ فعله في المقابل هو التأكد من تناول بعض المشروبات. أيضًا، كريستينا، ألم أقل لكِ أن تدعوني بالأخت*؟]

‘أنا…..لستُ متأكدة من أنني بخير مع ذلك، سيدة انيسيه.’ 

(** تستخدم انيسيه الكلمة الإنجليزية للأخت هنا، وربما تشير إلى كيفية مناداة الراهبات لبعضهن البعض.)

 

‘كيف يمكنني أن أجرؤ على—’

 

[إذن هل تفضلين مناداتي بالأخت الكبرى*؟ رغم ذلك، أعتقد أنه من المضحك أننا نتجادل حتى حول الفرق بين الأخت والأخت الكبيرة.]

 

(** هنا، تستخدم انيسيه الكلمة الكورية التي تستخدمها الفتاة للاتصال بأختها الكبرى.)

رفع رافائيل يوجين أعلى كما لو أنه يقدم له كذبيحة.

‘ألن يكون من الجيد أن أدعوكِ بالسيدة انيسيه؟’

[استمعي عن كثب، كريستينا روجرس. نحن الإثنان على حد سواء ظللنا نشعر بعدم السعادة من اللحظة التي وصلنا فيها إلى حيز الوجود. هل توافقينني على ذلك؟]

[أنا لا أريد ذلك. أنتِ وأنا روحيًا نمثل ذات آلتاير. على الرغم من وجود فارق زمني قدره ثلاثمائة عام بيننا، إلا أنه لا يزال من الممكن أن يُطلق علينا أخوات بسبب ذلك. أريد أن أعتز بهذه الرابطة معك، لذلك إذا لم تكوني على استعداد للاتصال بي على الأقل كـأخت….ثم سأشعر بالحزن وخيبة الأمل لدرجة أنني لن أتمكن من كبح دموعي.]

‘ألن يكون من الجيد أن أدعوكِ بالسيدة انيسيه؟’

بقيت كريستينا صامتة.

‘ألن يكون من الجيد أن أدعوكِ بالسيدة انيسيه؟’

 

“هااغ!” سُمِعَتْ صيحة مصدومة من الكاردينالان.

[يعتبر هذا أيضًا أحد الأشياء التي أندم على عدم فعلها خلال حياتي. على الرغم من أنني أكبر من سيينا، إلا أن سيينا المتغطرسة لم تناديني ذات مرة بالأخت الكبيرة. عندما حاولت أن أجعلها تفعل ذلك، كانت تتجاهلني وتنظر إلي بشكل مضحك، ثم تتعاون هي وهامل لسرقة مياهي المقدسة الثمينة وشربها بأنفسهما.]

فووش!

‘لقد فَعَلا….ذلك حقا؟’ سألت كريستينا بصدمة.

“في النهاية، هذا يعني أنه من حسن الحظ أنني كنت حذرا.”

 

‘ألن يكون من الجيد أن أدعوكِ بالسيدة انيسيه؟’

[نعم. لهذا، أشعر بالندم المستمر على عدم سماع أحد يناديني بالأخت الكبيرة. ولكن بما أنكِ خجولة جدا ومترددة في دعوتي بالأخت كبيرة، فسوف أتنازل وأسمح لكِ بمناداتي بالأُخت. الآن إذن، كريستينا روجرس، كيف يمكن أن يكون هناك أي مشكلة في ذلك؟ أليس من الطبيعي أن يتم إستخدام لقب الأخت بين الراهبات.]

 

‘حـ-حسنا، الأخت انيسيه.’ إستسلمت كريستينا أخيرًا.

 

 

 

[لستِ بحاجة إلى إضافة اسمي إلى ذلك.]

في السماء فوق القصر، هناك بيغاسوس ذو أربعة أجنحة يدور بجناحيه منتشرة. هذا هو فرس رافائيل مارتينيز المحبوب، قائد فرسان صليب الدم والحصان الإلهي الذي منحه النور، أبولو.

ترددت كريستينا، ‘…نعم….أيتها الأخت….ولكن…..قد يكون ذلك بسبب قلة خبرتي. لا أعتقد أنني فهمت تعليماتك الأولى حقا. هل يمكنكِ تكرار ذلك، الأخت؟’

“الآن دورك، سيدي يوجين.” التفت رافائيل إليه.

[كريستينا! لستُ متأكدة مِمَّن بالضبط أخذتِ هذا، ولكن لديك حقا جانب ماكر. من الواضح أنكِ تتظاهرين بأنك لم تسمعي بشكل صحيح، لكنكِ تريدينني فقط أن أعطيك دفعة على الظهر، أليسَ كذلك؟ يا لها من امرأة وقحة!]

 

‘لـ-لا على الإطلاق.’ تلعثمت كريستينا. ‘أنا حقا، حقا لم أسمعك بشكل صحيح.’

“من الطبيعي أن يكون كبيرًا جدا. ينشر الفاتيكان الكذبة القائلة بأن أبولو هو بيغاسوس منحه النور للعالم، لكن هذا الحصان هو في الواقع هجين مقدس مصنوع من مزيج من التهجين والسحر البيولوجي والسحر المقدس.”

[بما أن هذا هو الحال، إذن إستمعي عن كثب. كريستينا، هل تعرفين أكثر ما ندمت عليه قبل أن أموت؟]

 

في مواجهة هذا السؤال المفاجئ، لم ترُد كريستينا على الفور، وبدلا من ذلك فكرت في الأمر لبضع لحظات. بالنظر إلى الندم الذي تركته انيسيه المؤمنة….في الواقع، لا حاجة للنظر في السؤال.

 

 

 

بعد أن أخذت نفسا عميقا، ردت كريستينا بصمت بنظرة واثقة، ‘إنه أنك لم تتمكني من قتل ملك الحصار الشيطاني وملك الدمار الشيطاني.’

“في هذه الحالة، اسمح لي بالجلوس في المقدمة.” وافق رافائيل بسهولة.

[كلا.]

 

تعثرت كريستينا في مواجهة هذا الإنكار الصريح، ‘في هذه الحالة….عندما كنتِ أنت وهامل….لا، مع السير يوجين والآخرين….آه! هل يمكن أن تكوني أنك لم تستطيعي إنقاذ العالم؟’

 

[مرة أخرى، لا. أكثر ما ندمت عليه هو أنني لم أستطِع الاستمتاع بالحياة.]

 

تجمدت أفكار كريستينا بسبب هذا الرد الحازم.

 

 

 

[استمعي عن كثب، كريستينا روجرس. نحن الإثنان على حد سواء ظللنا نشعر بعدم السعادة من اللحظة التي وصلنا فيها إلى حيز الوجود. هل توافقينني على ذلك؟]

وتابع رافائيل: “إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك كُفرًا، ويجب معاقبته. أنا أملك الجسم الذي شهد لي بالتبجيل كالبالادين الأكثر استثنائية في خدمة الكنيسة. أنا فخور بنفسي لكوني أشدُّ شفرة للنور في هذا العصر. أمامي….أستطيع أن أقبض عليهم متلبسين في فعل الكفر، كيف يمكنني أن أتركهم فقط هكذا؟”

‘…نعم….’ ردت كريستينا بتردد.

 

 

“نعم، لقد تم ذلك بشكل جيد للغاية.”

[بعد سوء حظنا، حصل كلانا أخيرًا على فرصة لنكون سعداء. لأننا ولدنا هكذا وعانينا من كل أنواع المصاعب، فإننا نستحق أن نكون أكثر سعادة من أي شخص آخر في العالم. خاصةً أنا! تجولت في تلك المملكة الشيطانية الرهيبة لأكثر من عشر سنوات وبذلت قصارى جهدي لإنقاذ عدد لا يحصى من الناس حتى أثناء معاناتي من آلام الندبات يوميًا تقريبًا.]

علق يوجين قائلًا: “….إنه كبير بشكل مثير للدهشة.”

حاولت كريستينا مواساتها، ‘الأخت، قصتك هي مثالٌ ساطعٌ لجميع كهنة النور.’

[هل هذا هو الشيء المهم حقا الآن؟ كريستينا! اسرعي وتمسكي بخصر هامل.]

[وماذا إذن؟ على الرغم من أنني بذلت قصارى جهدي لإنقاذ عدد لا يحصى من الناس، ما زلت لم أستطِع إنقاذ حياتي. كيف تعتقدين أنني عشت خلال السلام الذي منحه لنا ملك الحصار الشيطاني برحمة؟ بعد عودتي من مملكة الشياطين، استغرق الأمر حوالي سبعين عامًا حتى أموت. خلال ذلك الوقت، لم أستطِع الاستمتاع بالسلام الذي منحته شفقة ملك الشياطين أو العثور على راحتي في الحياة.]

[أيضًا، أنتِ محظوظةٌ جدا في الواقع. يمكن إعتبار اليد التي تعاملتِ معها محظوظة بما يكفي لتكون معجزة أخرى. لن تضطري إلى قضاء عشرات السنين بالتجول في ساحات القتال البشعة خلال تلك الحقبة الرهيبة كما فعلت أنا. أنتِ أيضًا لا يجب أن تشعر بأي قلق أو شك حول وجود الإله. بما أنك، وأنا التي تسكن في داخلك، دليل على وجود الإله.]

استمعت كريستينا بصمت.

والمقعد الذي يجب أن يجلس فيه سيرجيو روجرس شاغر. بجانب مقعده الفارغ هناك كاردينالان آخران يرتديان أردية رسولية بقطعة قماش حمراء ملفوفة على أكتافهما.

 

قال آيوريوس: “لقد قمت بعمل جيد أيها اللورد رافائيل.”

[للإستعداد بطريقة ما للمستقبل البعيد، عزلت نفسي في دير في الريف وعلَّمتُ مجموعة من النقانق المدللة. كان سروريَّ الوحيد عمليًا هو الاستماع إلى الباباوات والكرادلة الذين يأتون من وقت لآخر للتوسل للحصول على بعض الدم. خلال كل هذا، حرصت على الإستمرار في الصلاة ورعاية جيل المستقبل بينما أحاول أن أجعل نفسي تجسيدًا مثاليا للنور. لكن حتى هذا فشل! لم أستطِع أن أصير التجسيد المثالي للضوء خلال حياتي. على الرغم من أنني حاولت إخفاء جسدي لقلب الكنيسة رأسًا علىعقب، إلا أنني لم أستطِع فعل ذلك بسبب هامل الملعون.]

في ظل الظروف الأصلية، ستحصل كريستينا على إعتراف ببعض الآثار المقدسة الأخرى التي تم تخزينها هنا، وستنتقل تمامًا من مرشحة قديسة إلى قديسة. وبعد الإنتهاء من كل هذا، يوجين بالسيف المقدس سيحصل على تأكيد لكونه البطل الجديد أمام البابا والكرادلة.

هل كان ذلك خطأ هامل حقا؟

 

لم تستطِع كريستينا التأكد من إجابة هذا السؤال، لذلك أبقت فمها مغلقًا دون تقديم أي نوع من الردود.

[نعم، نعم، فهمت. لا يهم كم أنتِ ماكرة، مرة اخرى، أعتقد أنه يمكنني التغاضي عن هذا….لكن كريستينا! مع عدم استقرار وضعك الحالي، وكَوني محاصرًا بداخلك، فأنا أكثر قلقًا منك.]

 

“من الطبيعي أن يكون كبيرًا جدا. ينشر الفاتيكان الكذبة القائلة بأن أبولو هو بيغاسوس منحه النور للعالم، لكن هذا الحصان هو في الواقع هجين مقدس مصنوع من مزيج من التهجين والسحر البيولوجي والسحر المقدس.”

[في النهاية، كانت حياتي كقديسة مليئة بالندم والفشل. ومع ذلك، فإن النور الرحيم لم يقُد روحي بالقوة إلى الأعلى ولكن بدلًا من ذلك أخذني كملاك. هذه هي الطريقة التي يمكن أن أبقى بها في هذا العالم، والآن أسكن في داخلك.]

 

‘آه….نعم، هذا حظ سعيد حقا.’

 

[نعم، هذا صحيح. إنه حقًا حظ رائع! ولكن ما الذي تعتقدين أنكِ تفعلينه بالضبط؟ على الرغم من أنكِ قد مُنِحتِ الكثير من النعم، إلا أنكِ لا تزالين تتعاطفين مع محنة ذلك المُهر وتضعين نفسكِ في مكانه. لماذا يجب علي، أنا التي عِشتُ فشلًا ذريعًا، أن أضطر للتعامل مع مشاعر الحزن التي لا تخصني حتى؟]

حتى في هذه الإمبراطورية المقدسة الضخمة، قيل إنه يوجد حصانٌ إلهيٌّ واحد فقط. حصان الشمس، أبولو، الذي قيل أنه قد مُنِحَ من النور.

‘هـ-هذا….’

 

[إستمعي بعناية، كريستينا روجرس. ربما كُنا غير سعداء، لكننا نستحق أن نكون سعداء. في النهاية، ما يسمى بالقديسة ليس أكثر من وهم، لذا فإن كَونَ لحمنا نقيًا أم لا ليس له أي تأثير على قوة معجزاتنا.]

فتحت أبواب غرفة الجمهور من تلقاء نفسها.

‘….هـ-هذا سخيف….! كيف إكتشفتِ مثل هذه الحقيقة، أيتها الأخت؟ هل يمكن أن يكون—’

[لماذا تَرمينَ مثل هذا الهراء في هذه المرحلة؟ كريستينا، ألم تتحرشي بمؤخرة هامل بدقة بسبب شهوة المكر خاصتك؟]

[لا تحصلي على فكرة خاطئة! عشت حياتي كلها كما ينبغي على القديسة أن تفعل. ومع ذلك، بعد أن مُتُّ هكذا وصرتُ ملاكا، أدركت للتو أن الجسد ليس له أهمية أو قيمة تذكر عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل النور وأداء المعجزات.]

(** هنا، تستخدم انيسيه الكلمة الكورية التي تستخدمها الفتاة للاتصال بأختها الكبرى.)

‘ولكن هذا….هذا….’

 

[لماذا تَرمينَ مثل هذا الهراء في هذه المرحلة؟ كريستينا، ألم تتحرشي بمؤخرة هامل بدقة بسبب شهوة المكر خاصتك؟]

انفجر يوجين في الضحك، “بواهاها!”

حاولت كريستينا إغراق الصوت، ‘آآآآآه، آآآآه! الأخت، لم يكن الأمر كذلك. الأمر كله جزء من رعاية السير يوجين أثناء إصابته….’

[كم هذا فظيع….] تمتمت مير.

[نعم، نعم، فهمت. لا يهم كم أنتِ ماكرة، مرة اخرى، أعتقد أنه يمكنني التغاضي عن هذا….لكن كريستينا! مع عدم استقرار وضعك الحالي، وكَوني محاصرًا بداخلك، فأنا أكثر قلقًا منك.]

 

قامت كريستينا بتنعيم تعبيرها وهي تتحقق من وضعها. هي تجلس في الجزء الخلفي من سرج أبولو، وتُمسِكُ بإحكام بجذع الحصان بساقيها. ثم مدَّتْ كلتا يديها للتمسك بالسرج.

‘ألن يكون من الجيد أن أدعوكِ بالسيدة انيسيه؟’

 

‘لـ-لا على الإطلاق.’ تلعثمت كريستينا. ‘أنا حقا، حقا لم أسمعك بشكل صحيح.’

الأمر ليس خطيرًا.

قالت انيسيه بفم كريستينا: “لو قررت تلك المخلوقة السحرية الشابة من التفكير في مشاعري، فسأفعل الشيء نفسه معها.”

 

 

لن تكون هناك مشاكل بالنسبة لها لمواصلة الجلوس هكذا. المعجزات التي تم تضمينها في أبولو منعت تماما أي فرصة لسقوط راكبيه. ليس ذلك فحسب، فقد تمكنت كريستينا من إستدعاء أجنحة انيسيه، لذلك كل ما عليها فعله إذا سقطت هو نشر تلك الأجنحة والطيران.

[لا تحصلي على فكرة خاطئة! عشت حياتي كلها كما ينبغي على القديسة أن تفعل. ومع ذلك، بعد أن مُتُّ هكذا وصرتُ ملاكا، أدركت للتو أن الجسد ليس له أهمية أو قيمة تذكر عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل النور وأداء المعجزات.]

 

الأمر ليس خطيرًا.

[كلا. أجنحتي هي فقط للعرض. من المستحيل أن تطيري بهم حقًا.]

 

‘هاه؟’

 

[هل هذا هو الشيء المهم حقا الآن؟ كريستينا! اسرعي وتمسكي بخصر هامل.]

 

‘لا….لا حاجة حقيقية لـ….’

في ظل الظروف الأصلية، ستحصل كريستينا على إعتراف ببعض الآثار المقدسة الأخرى التي تم تخزينها هنا، وستنتقل تمامًا من مرشحة قديسة إلى قديسة. وبعد الإنتهاء من كل هذا، يوجين بالسيف المقدس سيحصل على تأكيد لكونه البطل الجديد أمام البابا والكرادلة.

[إذا قُلتِ أنك لا تريدين ذلك، فسوف أضطر إلى محاولة تحريك جسمكِ بالقوة للقيام بذلك. هل تعرفين ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنني سآخذ المبادرة، لذا لن تكوني قادرة على فعل أي شيء سوى مشاهدة ما يحدث من الداخل.]

“…أحم….أحم أحححم!” سعلت كريستينا بإحراج.

‘الأخت!’

لإمبراطورية كيهل فيلق غريفين، ولكل من البلاك لايونز من عشيرة لايونهارت ويفرن خاصة بهم لحملهم. وبالمثل، دربت مملكة الرور سلالاتها الخاصة من الويفرن وشكلت فيلق ويفرن الجليد.

[سأفعل أشياء تتجاوز أعنف خيالاتِك. لشخص ماكر مثلك، ألن ينجح ذلك في الواقع بشكل أفضل؟ لذا فكري في الأمر على أنه شيء لا مفر منه، وإستمتعي بالمنظر من الداخل….]

[لماذا تَرمينَ مثل هذا الهراء في هذه المرحلة؟ كريستينا، ألم تتحرشي بمؤخرة هامل بدقة بسبب شهوة المكر خاصتك؟]

توقفت كريستينا عن الإستماع إلى كلمات انيسيه ورفعت يديها عن السرج. ثم ترددت لبضع لحظات قبل أن تضع يديها على خصر يوجين. شددت يداها على جوانبه القوية التي لم تملِك أثرًا للدهون.

“أبعدي هذه النظرة عن وجهك.” بدأت شفاه كريستينا فجأة تتحرك من تلقاء نفسها. “لأنه إذا لم تفعلي ذلك، فقد أصفعه.”

 

[يعتبر هذا أيضًا أحد الأشياء التي أندم على عدم فعلها خلال حياتي. على الرغم من أنني أكبر من سيينا، إلا أن سيينا المتغطرسة لم تناديني ذات مرة بالأخت الكبيرة. عندما حاولت أن أجعلها تفعل ذلك، كانت تتجاهلني وتنظر إلي بشكل مضحك، ثم تتعاون هي وهامل لسرقة مياهي المقدسة الثمينة وشربها بأنفسهما.]

“…أحم….أحم أحححم!” سعلت كريستينا بإحراج.

 

 

 

لقد توقعت أن يدير يوجين رأسه ويقول لها شيئًا مريبًا، لكن يوجين لم يُظهِر هذا النوع من رد الفعل.

 

 

“…أحم….أحم أحححم!” سعلت كريستينا بإحراج.

بدلًا من ذلك، سأل يوجين، “فقط ما الذي كنتِ تفكرين فيه لفترة طويلة؟”

[للإستعداد بطريقة ما للمستقبل البعيد، عزلت نفسي في دير في الريف وعلَّمتُ مجموعة من النقانق المدللة. كان سروريَّ الوحيد عمليًا هو الاستماع إلى الباباوات والكرادلة الذين يأتون من وقت لآخر للتوسل للحصول على بعض الدم. خلال كل هذا، حرصت على الإستمرار في الصلاة ورعاية جيل المستقبل بينما أحاول أن أجعل نفسي تجسيدًا مثاليا للنور. لكن حتى هذا فشل! لم أستطِع أن أصير التجسيد المثالي للضوء خلال حياتي. على الرغم من أنني حاولت إخفاء جسدي لقلب الكنيسة رأسًا علىعقب، إلا أنني لم أستطِع فعل ذلك بسبب هامل الملعون.]

سعلت كريستينا مرة واحدة قبل أن تجيب، “أحم….كنتُ أتأمل وأصلي لفترة من الوقت.”

إقترب أبولو مع صدور صوتٍ عالٍ من حوافره، ونشر أجنحته الأربعة على نطاق واسع. من مظهره، الصورة الأنيقة التي تتبادر إلى الذهن لا يمكن رؤيتها على الإطلاق. سيضطر عدد غير قليل من الوحوش متوسطة الحجم مثل الأورك والترول إلى دسِّ أكتافهم خوفًا أمام أبولو.

بسبب أن رافائيل جالسٌ أمامهم، شعرت كريستينا أنها لا تستطيع التحدث عن انيسيه. بينما شعرت بالإرتياح لأن يوجين لا يبدو أنه يشك في أي شيء، مدت كريستينا ذراعيها بعناية إلى أبعد من ذلك. بعد الإستمرار على هذا النحو، في اللحظة التي حاولت فيها أخيرًا أن تميل جسدها إلى الأمام بينما تلف ذراعيها بالكامل حول خصره….

أخرجت مير رأسها من العباءة لإلقاء نظرة بصمت على كريستينا. مع العلم أن أي عذر آخر بدا عقيمًا، تجنبت كريستينا نظرتها قليلًا وأطلقت قبضة يديها من على خصر يوجين.

 

“لا حاجة لي بهذا.” رفض يوجين بسرعة.

صفعة!

 

إنطلقتْ يدٌّ من داخل عباءة يوجين وضربت ظهر يد كريستينا برفق.

 

 

“حسنا، الحقيقة هي، بدلًا من أعدائها….حسنا، سيدي يوجين، قد تجد هذا ممتعًا، لكن الفاتيكان لديه الكثير من الأمن بشكل أساسي بسبب كل المتعصبين.” اعترف رافائيل.

“لا تعبري الخط.” حذرتها مير.

إبتسم يوجين وهو يشعر بشيء حساس داخل صدره.

 

بدلًا من ذلك، نظر إلى يوجين بغضب مستعر وسأل، “إلامَ تخطط فقط؟”

جادل كريستينا، “فقط أي خط قد عبرت؟ سيدة مير، من فضلكِ لا تخلقي نوعا من سوء الفهم الغريب. أنا أفعل شيئا كهذا لأنني لا أريد أن أسقط من بيغاسوس….”

 

أخرجت مير رأسها من العباءة لإلقاء نظرة بصمت على كريستينا. مع العلم أن أي عذر آخر بدا عقيمًا، تجنبت كريستينا نظرتها قليلًا وأطلقت قبضة يديها من على خصر يوجين.

 

 

 

“أبعدي هذه النظرة عن وجهك.” بدأت شفاه كريستينا فجأة تتحرك من تلقاء نفسها. “لأنه إذا لم تفعلي ذلك، فقد أصفعه.”

نادى يوجين، “كريستينا.”

كما قالت شفتيها هذه الكلمات، لم تشعُر كريستينا بأي حاجة للمحاولة بجهد لإيقافها. بدلًا من ذلك، إنخفض فكها مفتوحًا. ثم، أثناء متابعة شفتيها، نظرت مير بعناد إلى عيني كريستينا قبل أن ينتهي بها الأمر مسحوبةً إلى ذراعي يوجين.

[كلا. أجنحتي هي فقط للعرض. من المستحيل أن تطيري بهم حقًا.]

 

 

“سيدي يو-يو-يوجين!” تلعثمت مير.

[نعم، هذا صحيح. إنه حقًا حظ رائع! ولكن ما الذي تعتقدين أنكِ تفعلينه بالضبط؟ على الرغم من أنكِ قد مُنِحتِ الكثير من النعم، إلا أنكِ لا تزالين تتعاطفين مع محنة ذلك المُهر وتضعين نفسكِ في مكانه. لماذا يجب علي، أنا التي عِشتُ فشلًا ذريعًا، أن أضطر للتعامل مع مشاعر الحزن التي لا تخصني حتى؟]

 

 

“أعرف….أعرف، لكن….لا يزال من الصعب بالنسبة لي أن أقول أي شيء في هذا النوع من المواقف.” تمتم يوجين.

والمقعد الذي يجب أن يجلس فيه سيرجيو روجرس شاغر. بجانب مقعده الفارغ هناك كاردينالان آخران يرتديان أردية رسولية بقطعة قماش حمراء ملفوفة على أكتافهما.

 

الفصل 200: غرفة الجمهور (1)

“سيدي يوجين!” إحتجَّتْ مير مرة أخرى.

“لا حاجة لي بهذا.” رفض يوجين بسرعة.

 

جادل كريستينا، “فقط أي خط قد عبرت؟ سيدة مير، من فضلكِ لا تخلقي نوعا من سوء الفهم الغريب. أنا أفعل شيئا كهذا لأنني لا أريد أن أسقط من بيغاسوس….”

“ذلك….اممم….حاولي ألَّا تكوني لئيمةً جدًا مع هذه الطفلة….” طلب يوجين بخنوع.

 

 

 

قالت انيسيه بفم كريستينا: “لو قررت تلك المخلوقة السحرية الشابة من التفكير في مشاعري، فسأفعل الشيء نفسه معها.”

 

 

 

فى النهايه، لم تستطِع مير حشد المزيد من التدخل ضد كريستينا. بفضل ذلك، تمكنت كريستينا من التمسك بخصر يوجين أثناء الرحلة، بينما أمضت مير أيضًا نصف الرحلة مُحتضنةً بين ذراعي يوجين.

نقرت أطراف أصابع رافائيل على خصر يوجين مرة أخرى. هذه المرة، قوة النقر أقوى من ذي قبل. في اللحظة التي شعر فيها بأطراف الأصابع على ظهره، طاف جسد يوجين لأعلى قليلًا.

 

أُجريت مثل هذه التجارب أيضًا في أبراج آروث السحرية. لكنهم على الأقل لم يُرَوِّجوا لنتائج مثل هذه التجربة، واصفين إياها بنعمة النور أو دليل على معجزة كما فعلت يوراس.

“….هااااه….” أطلق يوجين تنهيدة طويلة وهو محصور بين المرأتين.

 

 

وتابع رافائيل: “إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك كُفرًا، ويجب معاقبته. أنا أملك الجسم الذي شهد لي بالتبجيل كالبالادين الأكثر استثنائية في خدمة الكنيسة. أنا فخور بنفسي لكوني أشدُّ شفرة للنور في هذا العصر. أمامي….أستطيع أن أقبض عليهم متلبسين في فعل الكفر، كيف يمكنني أن أتركهم فقط هكذا؟”

لقد إشتاق إلى الأوقات الهادئة في قصر لايونهارت.

 

 

 

* * *

“إجلبه أقرب. على الرغم من أنه قد سقط، إلا أنه لا يزال شخصًا يتمتع بمكانة معينة، وبما أنه كان البطل الذي إختاره النور…” قال آيوريوس وهو يرفع عصاه.

في عاصمة يوراس يوراسيا. في قلب تلك العاصمة الضخمة يكمن قصر رائع وجميل.

 

 

حاولت كريستينا مواساتها، ‘الأخت، قصتك هي مثالٌ ساطعٌ لجميع كهنة النور.’

هذا هو الفاتيكان.

أخرجت مير رأسها من العباءة لإلقاء نظرة بصمت على كريستينا. مع العلم أن أي عذر آخر بدا عقيمًا، تجنبت كريستينا نظرتها قليلًا وأطلقت قبضة يديها من على خصر يوجين.

 

[للإستعداد بطريقة ما للمستقبل البعيد، عزلت نفسي في دير في الريف وعلَّمتُ مجموعة من النقانق المدللة. كان سروريَّ الوحيد عمليًا هو الاستماع إلى الباباوات والكرادلة الذين يأتون من وقت لآخر للتوسل للحصول على بعض الدم. خلال كل هذا، حرصت على الإستمرار في الصلاة ورعاية جيل المستقبل بينما أحاول أن أجعل نفسي تجسيدًا مثاليا للنور. لكن حتى هذا فشل! لم أستطِع أن أصير التجسيد المثالي للضوء خلال حياتي. على الرغم من أنني حاولت إخفاء جسدي لقلب الكنيسة رأسًا علىعقب، إلا أنني لم أستطِع فعل ذلك بسبب هامل الملعون.]

في السماء فوق القصر، هناك بيغاسوس ذو أربعة أجنحة يدور بجناحيه منتشرة. هذا هو فرس رافائيل مارتينيز المحبوب، قائد فرسان صليب الدم والحصان الإلهي الذي منحه النور، أبولو.

بعد أن أخذت نفسا عميقا، ردت كريستينا بصمت بنظرة واثقة، ‘إنه أنك لم تتمكني من قتل ملك الحصار الشيطاني وملك الدمار الشيطاني.’

 

رفع رافائيل يوجين أعلى كما لو أنه يقدم له كذبيحة.

انحنى الفرسان الذين يحرسون الفاتيكان نحو النور الذي يدور في السماء. من بين مئات البالادين المُعيَّنينَ للفاتيكان، للصليبي وحصانه الإلهي أبولو فقط إمتياز النزول مباشرة من سماء الفاتيكان إلى القصر الأبيض الذي في وسطه.

بعد الإقتراب، حرَّك أبولو رأسه نحو رافائيل بينما أطلق صهيلًا. رمش رافائيل بعينيه المظللتين وفرك رأس أبولو.

 

رفع رافائيل يوجين أعلى كما لو أنه يقدم له كذبيحة.

“هناك الكثير منهم.” لاحظ يوجين. “كم يوجد هناك؟”

 

” من حيث البالادين وحدهم، هناك ما لا يقل عن خمسمائة.” أجاب رافائيل: “حوالي مائتين من هؤلاء هم من فرسان صليب الدم، في حين أن بقية البالادين هم من وحدات أخرى. ولو تم إحتساب جنود الكنيسة فوق ذلك، فَـسيصل الرقم إلى الآلاف. يوراس ضخمة للغاية وقد فعلت كل أنواع الأشياء، لذلك لديها أيضًا العديد من الأعداء.”

هذا هو آيوريوس، البابا الذي قاد كنيسة النور على مدى العقود القليلة الماضية.

“حسنًا، هذا صحيح.” قال يوجين متفقًا مع هذا.

 

 

[للإستعداد بطريقة ما للمستقبل البعيد، عزلت نفسي في دير في الريف وعلَّمتُ مجموعة من النقانق المدللة. كان سروريَّ الوحيد عمليًا هو الاستماع إلى الباباوات والكرادلة الذين يأتون من وقت لآخر للتوسل للحصول على بعض الدم. خلال كل هذا، حرصت على الإستمرار في الصلاة ورعاية جيل المستقبل بينما أحاول أن أجعل نفسي تجسيدًا مثاليا للنور. لكن حتى هذا فشل! لم أستطِع أن أصير التجسيد المثالي للضوء خلال حياتي. على الرغم من أنني حاولت إخفاء جسدي لقلب الكنيسة رأسًا علىعقب، إلا أنني لم أستطِع فعل ذلك بسبب هامل الملعون.]

“حسنا، الحقيقة هي، بدلًا من أعدائها….حسنا، سيدي يوجين، قد تجد هذا ممتعًا، لكن الفاتيكان لديه الكثير من الأمن بشكل أساسي بسبب كل المتعصبين.” اعترف رافائيل.

“لكن مثل هذه الأخبار لا ينبغي أن تكون مفاجأة لك يا سيدي يوجين. أليس هذا هو السبب في أنك دمرت الينبوع وقمت بالعقاب الإلهي؟” سأل رافائيل.

 

 

انفجر يوجين في الضحك، “بواهاها!”

بدلًا من ذلك، نظر إلى يوجين بغضب مستعر وسأل، “إلامَ تخطط فقط؟”

“كنت أعرف أن هذا من شأنه أن يروق لك. لكن في بعض الأحيان، يأتي المؤمنون الذين يعيشون في الريف إلى الفاتيكان على أمل مقابلة البابا بطريقة ما ولمس حافة ثيابه على الأقل.” قال رافائيل وهو يخفض نظرته.

 

 

(** تستخدم انيسيه الكلمة الإنجليزية للأخت هنا، وربما تشير إلى كيفية مناداة الراهبات لبعضهن البعض.)

حاليًا، يوجين في السرج أمام رافائيل، لكنه لم يستطِع الجلوس بشكل صحيح وبدلًا من ذلك هو ملفوف فوق السرج. هذا لخلق الوهم بأنه قد تم إحضاره إلى هنا بعد أن تغلب عليه رافائيل.

جادل كريستينا، “فقط أي خط قد عبرت؟ سيدة مير، من فضلكِ لا تخلقي نوعا من سوء الفهم الغريب. أنا أفعل شيئا كهذا لأنني لا أريد أن أسقط من بيغاسوس….”

 

 

كريستينا تجلس بهدوء خلف رافائيل. وفقًا لوضع الوهم، كريستينا قد وقعت ببراءة في هياج البطل المُلوَّث. وبينما هي مختطفةٌ بهذه الطريقة، أنقذها رافائيل.

“على الرغم من أننا قد ناقشنا هذا بالفعل، لكن بمجرد أن نبدأ هبوطنا نحو الفاتيكان….يرجى التظاهر بالإغماء، سيدي يوجين.” ذكَّرَهُ رافائيل. “كَـسيدٍ في مستواك، سيدي يوجين، أنا متأكد من أنك ستؤدي أيضًا أداءً ممتازًا بينما تتظاهر بأنك فاقد للوعي.”

 

بدت الغرفة تماما مثل قاعة المحكمة. وقفت طاولة بيضاء طويلة على رأس الغرفة المرتفع، وثلاثة رجال في منتصف العمر يجلسون خلفها.

“لا يمكنهم رؤيتك حاليًا، سيدي يوجين.” أخبره رافائيل: “في عيونهم، يبدو أبولو فقط كمصدر ضخم للنور. هذا جزء من سبب تسمية أبولو بالحصان الإلهي.”

بدت الغرفة تماما مثل قاعة المحكمة. وقفت طاولة بيضاء طويلة على رأس الغرفة المرتفع، وثلاثة رجال في منتصف العمر يجلسون خلفها.

“هل يمكنني الحصول عليه؟” سأل يوجين على الفور، تاركًا رافائيل عاجزًا عن الكلام.

الشيء المهم هو تجنب أن يلاحظه البالادين المكلفون بحماية الكرسي الرسولي. ستصبح الأمور مرهقة للغاية إذا تم القبض عليهم في بداية مهمتهم. فهم يوجين أيضًا هذه الحقيقة وهو واثق تماما من قدرته على التظاهر بأنه ميت. عندما صار مرتزقًا لأول مرة، إعتاد دفن جسده في الفجوة بين الجثث وإخفاء أنفاسه ووجوده من أجل البقاء على قيد الحياة في أصعب ساحات القتال.

 

 

“لقد فُتِحَ سقف القصر الأبيض.” قال رافائيل وهو يتجاهل السؤال السابق: “الوحيدون الذين يتمتعون بإمتياز النزول مباشرة من السماء إلى القصر الأبيض هكذا هم أبولو وأنا.”

لذلك لا يزال يوجين يحتفظ بيده اليمنى مخبأةً داخل عباءته. لكن بدلًا من حمل السيف المقدس، يده تستريح على سيف المون لايت. بغض النظر عن الوضع، يوجين مقتنع بأنه سيكون قادرًا على إختراقهِ عن طريق إطلاق أشعة سيف المون لايت.

 

 

قبل يوجين التغيير في الموضوع، “ألا يعني ذلك أنه ليس لديهم أدنى شك في أنك قد تخونهم، السير رافائيل؟”

“….مقدس….ماذا؟”

“نعم. لقد خدمت كفارس مخلص وتابع للنور لعقود. إذا ظنوا أنني سأخونهم، هل سَـيرسلونني حقًا لمقابلتك، سيدي يوجين؟” سأل رافائيل بضحكة مكتومة وهو يسحب لجام أبولو. “على الرغم من أن هذا لا يجلب لي الكثير من السعادة. ليس لديهم أدنى فكرة أن ما يفعلونه هو إرتكابُ الكفر. وهم مقتنعون بأنهم على الصواب بشكل لا يمكن إنكاره وأنهم فقط يُلَبَّونَ إرادة النور. لا يمكن أن يقال أنهم مخطئون تمامًا، حيث إستمر النور الخير في مباركتهم بنوره الرائع.”

بعد الإقتراب، حرَّك أبولو رأسه نحو رافائيل بينما أطلق صهيلًا. رمش رافائيل بعينيه المظللتين وفرك رأس أبولو.

تم فتح السقف الدائري للقصر الأبيض، وكشف عن مدخل ممر يؤدي إلى الأسفل مباشرة. قام أبولو بتدوير أجنحته الأربعة ونزل ببطء إلى أسفل الممر.

 

 

أخرجت مير رأسها من العباءة لإلقاء نظرة بصمت على كريستينا. مع العلم أن أي عذر آخر بدا عقيمًا، تجنبت كريستينا نظرتها قليلًا وأطلقت قبضة يديها من على خصر يوجين.

من الآن فصاعدًا، على يوجين أن يبدأ التمثيل وكأنه ميت. توقف عن التحدث إلى رافائيل وضَبَطَ أنفاسه وجميع آثار وجوده. عدلَّتْ كريستينا أيضًا تعبيرها، وأعادت القناع المألوف وغطت وجهها به.

إبتسم يوجين وهو يشعر بشيء حساس داخل صدره.

 

جادل كريستينا، “فقط أي خط قد عبرت؟ سيدة مير، من فضلكِ لا تخلقي نوعا من سوء الفهم الغريب. أنا أفعل شيئا كهذا لأنني لا أريد أن أسقط من بيغاسوس….”

لم يثِق يوجين تمامًا بِـرافائيل. على الرغم من أنه وافق على مرافقة رافائيل على طول الطريق إلى هنا، إلا أن يوجين لا يزال يفكر في إحتمال أن يكون كل ما قاله رافائيل كذبة وأن هذا يمكن أن يكون تمثيلًا. خلال خطتهم المفاجئة في غرفة الجمهور، قد يكون سيف رافائيل موجهًا إلى رقبة يوجين بدلًا من الكاردينالان أو البابا.

“على الرغم من أننا قد ناقشنا هذا بالفعل، لكن بمجرد أن نبدأ هبوطنا نحو الفاتيكان….يرجى التظاهر بالإغماء، سيدي يوجين.” ذكَّرَهُ رافائيل. “كَـسيدٍ في مستواك، سيدي يوجين، أنا متأكد من أنك ستؤدي أيضًا أداءً ممتازًا بينما تتظاهر بأنك فاقد للوعي.”

 

 

لذلك لا يزال يوجين يحتفظ بيده اليمنى مخبأةً داخل عباءته. لكن بدلًا من حمل السيف المقدس، يده تستريح على سيف المون لايت. بغض النظر عن الوضع، يوجين مقتنع بأنه سيكون قادرًا على إختراقهِ عن طريق إطلاق أشعة سيف المون لايت.

 

 

حاولت كريستينا إغراق الصوت، ‘آآآآآه، آآآآه! الأخت، لم يكن الأمر كذلك. الأمر كله جزء من رعاية السير يوجين أثناء إصابته….’

وثق يوجين بكريستينا وانيسيه. ربما لا يزال رافائيل قد يخونهم، لكن هذين الاثنين بالتأكيد لن يخوناه.

 

 

قالت انيسيه بفم كريستينا: “لو قررت تلك المخلوقة السحرية الشابة من التفكير في مشاعري، فسأفعل الشيء نفسه معها.”

إبتسم يوجين وهو يشعر بشيء حساس داخل صدره.

[لا تحصلي على فكرة خاطئة! عشت حياتي كلها كما ينبغي على القديسة أن تفعل. ومع ذلك، بعد أن مُتُّ هكذا وصرتُ ملاكا، أدركت للتو أن الجسد ليس له أهمية أو قيمة تذكر عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل النور وأداء المعجزات.]

 

هذا الإحساس جزئيًا هو توترٌ من عدم معرفة كيف ستسير الأمور ولكن أيضًا معرفة أن لديه الآن رفاقًا لن يخونوه أبدًا. بعد تناسخه، صار من الصعب عليه التعود مرة أخرى على الوجود المألوف لرفاقه، والذي قد اعتبره ذات مرة أمرًا مفروغًا منه في ساحات القتال تلك قبل ثلاثمائة عام.

 

 

[كم هذا فظيع….] تمتمت مير.

خاصة وأنهم في مأزق مثل هذا.

لن تكون هناك مشاكل بالنسبة لها لمواصلة الجلوس هكذا. المعجزات التي تم تضمينها في أبولو منعت تماما أي فرصة لسقوط راكبيه. ليس ذلك فحسب، فقد تمكنت كريستينا من إستدعاء أجنحة انيسيه، لذلك كل ما عليها فعله إذا سقطت هو نشر تلك الأجنحة والطيران.

 

 

وصلوا إلى الطابق السفلي من القصر الأبيض، المكان المعروف بإسم غرفة الجمهور. هذا المكان ليس جزءًا من مقر البابا. قيل أن هذا المكان هو الموضع الذي يمكن للمؤمنين فيه الإجتماع مع النور الذي أقام في السماء فوق. هذا هو المكان الذي يُمنَحُ فيه النور الوحي ويختار البابا الجديد من بين الأساقفة المحددين.

 

 

حتى في هذه الإمبراطورية المقدسة الضخمة، قيل إنه يوجد حصانٌ إلهيٌّ واحد فقط. حصان الشمس، أبولو، الذي قيل أنه قد مُنِحَ من النور.

في ظل الظروف الأصلية، ستحصل كريستينا على إعتراف ببعض الآثار المقدسة الأخرى التي تم تخزينها هنا، وستنتقل تمامًا من مرشحة قديسة إلى قديسة. وبعد الإنتهاء من كل هذا، يوجين بالسيف المقدس سيحصل على تأكيد لكونه البطل الجديد أمام البابا والكرادلة.

“لقد فُتِحَ سقف القصر الأبيض.” قال رافائيل وهو يتجاهل السؤال السابق: “الوحيدون الذين يتمتعون بإمتياز النزول مباشرة من السماء إلى القصر الأبيض هكذا هم أبولو وأنا.”

 

“هااغ!” سُمِعَتْ صيحة مصدومة من الكاردينالان.

لكن في النهاية، كل هذه الاحتفالات تهدف فقط إلى إجبار البطل، الذي تم اختياره بالفعل من قبل النور، على إثبات نفسه مرة أخرى للبابا والكرادلة.

هل كان ذلك خطأ هامل حقا؟

 

هذا الإحساس جزئيًا هو توترٌ من عدم معرفة كيف ستسير الأمور ولكن أيضًا معرفة أن لديه الآن رفاقًا لن يخونوه أبدًا. بعد تناسخه، صار من الصعب عليه التعود مرة أخرى على الوجود المألوف لرفاقه، والذي قد اعتبره ذات مرة أمرًا مفروغًا منه في ساحات القتال تلك قبل ثلاثمائة عام.

[كريستينا روجيريس.] تحدثت انيسيه من داخل عقل كريستينا القلق. [أنتِ لستِ شخصًا يحتاج للحصول على إعترافهم.]

‘آه….نعم، هذا حظ سعيد حقا.’

نزلت كريستينا من أبولو ووقفت على قدميها.

ترددت كريستينا، ‘…نعم….أيتها الأخت….ولكن…..قد يكون ذلك بسبب قلة خبرتي. لا أعتقد أنني فهمت تعليماتك الأولى حقا. هل يمكنكِ تكرار ذلك، الأخت؟’

 

 

[بدلًا من ذلك، هم الذين سيحتاجون إلى إثبات إيمانهم لك.]

الأمر ليس خطيرًا.

رافائيل يحمل يوجين بكلتا يديه. هكذا، سار إلى باب غرفة الجمهور.

 

 

رفع رافائيل يوجين أعلى كما لو أنه يقدم له كذبيحة.

لم توجد حاجة له لِـأن يطرق.

“لا حاجة لي بهذا.” رفض يوجين بسرعة.

 

وتابع رافائيل: “إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك كُفرًا، ويجب معاقبته. أنا أملك الجسم الذي شهد لي بالتبجيل كالبالادين الأكثر استثنائية في خدمة الكنيسة. أنا فخور بنفسي لكوني أشدُّ شفرة للنور في هذا العصر. أمامي….أستطيع أن أقبض عليهم متلبسين في فعل الكفر، كيف يمكنني أن أتركهم فقط هكذا؟”

فتحت أبواب غرفة الجمهور من تلقاء نفسها.

 

 

نقرت أطراف أصابع رافائيل على خصر يوجين مرة أخرى. هذه المرة، قوة النقر أقوى من ذي قبل. في اللحظة التي شعر فيها بأطراف الأصابع على ظهره، طاف جسد يوجين لأعلى قليلًا.

بدت الغرفة تماما مثل قاعة المحكمة. وقفت طاولة بيضاء طويلة على رأس الغرفة المرتفع، وثلاثة رجال في منتصف العمر يجلسون خلفها.

لذلك لا يزال يوجين يحتفظ بيده اليمنى مخبأةً داخل عباءته. لكن بدلًا من حمل السيف المقدس، يده تستريح على سيف المون لايت. بغض النظر عن الوضع، يوجين مقتنع بأنه سيكون قادرًا على إختراقهِ عن طريق إطلاق أشعة سيف المون لايت.

 

 

والمقعد الذي يجب أن يجلس فيه سيرجيو روجرس شاغر. بجانب مقعده الفارغ هناك كاردينالان آخران يرتديان أردية رسولية بقطعة قماش حمراء ملفوفة على أكتافهما.

 

 

 

جلس رجل في منتصف العمر يرتدي تاجًا من ثلاث طبقات على رأسه، إلى جانب خاتم بلاتيني وعصًا في يد واحدة، في الوسط بينهما.

[أنا لا أريد ذلك. أنتِ وأنا روحيًا نمثل ذات آلتاير. على الرغم من وجود فارق زمني قدره ثلاثمائة عام بيننا، إلا أنه لا يزال من الممكن أن يُطلق علينا أخوات بسبب ذلك. أريد أن أعتز بهذه الرابطة معك، لذلك إذا لم تكوني على استعداد للاتصال بي على الأقل كـأخت….ثم سأشعر بالحزن وخيبة الأمل لدرجة أنني لن أتمكن من كبح دموعي.]

 

 

هذا هو آيوريوس، البابا الذي قاد كنيسة النور على مدى العقود القليلة الماضية.

فتحت أبواب غرفة الجمهور من تلقاء نفسها.

 

 

قال آيوريوس: “لقد قمت بعمل جيد أيها اللورد رافائيل.”

 

 

“هااغ!” سُمِعَتْ صيحة مصدومة من الكاردينالان.

نظر إلى رافائيل، واقفًا تحتهم، ويوجين، الفاقد للوعي.

وثق يوجين بكريستينا وانيسيه. ربما لا يزال رافائيل قد يخونهم، لكن هذين الاثنين بالتأكيد لن يخوناه.

 

“لقد فُتِحَ سقف القصر الأبيض.” قال رافائيل وهو يتجاهل السؤال السابق: “الوحيدون الذين يتمتعون بإمتياز النزول مباشرة من السماء إلى القصر الأبيض هكذا هم أبولو وأنا.”

طلب آيوريوس، “أود أن أسمع ما رأيته هناك وأيضًا ما فعلته.”

 

“بالطبع، إسمحوا لي أن أبلغكم بما حدث دون إغفال شيء واحد، سعادتكم.” قال رافائيل وهو يحني رأسه. “ولكن قبل ذلك، يرجى إرشادي حول ما يجب القيام به مع هذا المُلَوَّث.”

 

“إجلبه أقرب. على الرغم من أنه قد سقط، إلا أنه لا يزال شخصًا يتمتع بمكانة معينة، وبما أنه كان البطل الذي إختاره النور…” قال آيوريوس وهو يرفع عصاه.

“إذا كنت ستركب حصانا أو عربة عادية….همم. من المحتمل أن يستغرق الأمر يومًا للوصول إلى محطة قطار تريسيا من هذه الغابة. ثم سيستغرق الأمر حوالي ست ساعات لركوب القطار من تريسيا إلى عاصمة يوراسيا. ولكن مع سرعة أبولو، يمكننا الوصول إلى الكاتدرائية في غضون أربع أو خمس ساعات على أبعد تقدير.” توقف رافائيل للحظة وإستدار لينظر إلى يوجين. “على الرغم من أنك لو لم تدمر بوابة الإنتقال، لصار الوصول إلى الفاتيكان، أيها السير يوجين، أسرع وأسهل بكثير.”

 

“لقد فُتِحَ سقف القصر الأبيض.” قال رافائيل وهو يتجاهل السؤال السابق: “الوحيدون الذين يتمتعون بإمتياز النزول مباشرة من السماء إلى القصر الأبيض هكذا هم أبولو وأنا.”

بدأ الخاتم البلاتيني الذي ارتداه البابا على إصبعه السبابة ينبعث منه ضوء ناعم، ثم، كما لو أنه يتزامن مع العصا، إنتشر الضوء وبدأ ينبعث من كلا العنصرين. لم يرفع رافائيل رأسه المنحني ولكنه رفع بدلًا من ذلك ذراعيه اللتين تحملان يوجين في الهواء.

 

 

 

تاب.

 

 

بدلًا من ذلك، نظر إلى يوجين بغضب مستعر وسأل، “إلامَ تخطط فقط؟”

لم يحاول رافائيل أن يقول شيئًا سرًا. بدلا من ذلك، نقر برفق على خصر يوجين بأطراف أصابعه. ثم بدأ ببطء في المشي إلى المنصة المرتفعة على رأس الغرفة. عندما إقترب رافائيل، نهض آيوريوس من كرسيه.

“….مقدس….ماذا؟”

 

فهم يوجين لماذا دعا رافائيل الحصان بالهجين المقدس. لأجنحة أبولو عدة تعاويذ منقوشة عليها، مثل قطعة أثرية معززة بالسحر. هذا جعل الأجنحة تبدو أشبه بأمثلة السَحرِ التي شوهدت في الغولم أو القطع الأثرية والتي تم زرعها في الجذع بدلا من أجزاء الجسم الطبيعية التي تنبت من جسم الحصان.

الكاردينالان الآخران لم ينهضا من مقعديهما. عيناهما على كريستينا، وليس يوجين. يمكن للمرء أنْ يرى أنَّ عينيهما مليئة بالأسئلة. لكن في تلك العيون، الأشياء الوحيدة التي يمكن رؤيتها هي القلق بشأن تقدم الطقوس وما إذا كانت كريستينا قد تحولت بالكامل إلى القديسة؛ لم يوجد حداد على المتوفى سيرجيو.

 

 

 

مع إقتراب المسافة بينهما، أمسك آيوريوس ببطء بِـعصاه.

 

 

[إذا قُلتِ أنك لا تريدين ذلك، فسوف أضطر إلى محاولة تحريك جسمكِ بالقوة للقيام بذلك. هل تعرفين ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنني سآخذ المبادرة، لذا لن تكوني قادرة على فعل أي شيء سوى مشاهدة ما يحدث من الداخل.]

رفع رافائيل يوجين أعلى كما لو أنه يقدم له كذبيحة.

 

 

“في النهاية، هذا يعني أنه من حسن الحظ أنني كنت حذرا.”

نقرت أطراف أصابع رافائيل على خصر يوجين مرة أخرى. هذه المرة، قوة النقر أقوى من ذي قبل. في اللحظة التي شعر فيها بأطراف الأصابع على ظهره، طاف جسد يوجين لأعلى قليلًا.

الفصل 200: غرفة الجمهور (1)

 

 

كراك!

 

تحرك يوجين مثل صاعقة البرق، وإرتدَّ من ظهره وإنطلق في الهواء. خائفًا من هذا، دفع آيوريوس عصاه إلى الأمام.

وافق رافائيل بسهولة، “نعم، هذا صحيح. لو تُركت بوابة الإنتقال واقفة، فربما كان شخصا آخر غيري هو الذي تم إرساله إلى هنا.”

 

 

فووش!

لقد إشتاق إلى الأوقات الهادئة في قصر لايونهارت.

إجتاحت موجة من الضوء جسد يوجين، لكن سيف المون لايت الذي أخرجه يوجين من عباءته قطع هذا الضوء إلى قسمين. بعد أن فتح طريقًا إلى الأمام مع ذلك، سحبت يده اليسرى السيف المقدس. أثناء إستلال السيف، أطلق يوجين العنان لضربة مائلة حادة. تم قطع ذراع آيوريوس اليمنى، التي تمسك العصا، وأُرسِلتْ تحلق في الهواء.

قال آيوريوس: “لقد قمت بعمل جيد أيها اللورد رافائيل.”

 

 

“هااغ!” سُمِعَتْ صيحة مصدومة من الكاردينالان.

[نعم، نعم، فهمت. لا يهم كم أنتِ ماكرة، مرة اخرى، أعتقد أنه يمكنني التغاضي عن هذا….لكن كريستينا! مع عدم استقرار وضعك الحالي، وكَوني محاصرًا بداخلك، فأنا أكثر قلقًا منك.]

 

[لا تحصلي على فكرة خاطئة! عشت حياتي كلها كما ينبغي على القديسة أن تفعل. ومع ذلك، بعد أن مُتُّ هكذا وصرتُ ملاكا، أدركت للتو أن الجسد ليس له أهمية أو قيمة تذكر عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل النور وأداء المعجزات.]

وجد الكاردينالان، اللذَينِ كانا على وشك الإستجابة بسرعة لهذا التغيير، أنفسهما غير قادِرَينِ على القيام من مقعديهما. هذا لأن سيف رافائيل العظيم، الذي إندفع في لحظة، توقف أمام أعناقهم مباشرة. كان رافائيل قد إستلَّ سيفه العظيم قريبًا جدًا من أعناقهم لدرجة أن هناك جروح طفيفة في حناجرهم قد ظهرت.

 

 

رن صوت مُوَبِخٌ فجأة داخل رأس كريستينا.

على الرغم من أن ذراعه قد بترت للتو من عند الكوع، إلا أن آيوريوس لم يُخرِج صراخًا.

 

 

حدث ذلك للحظة فقط، لكن يوجين رأى نية قتل أفعى تستعد للضرب وراء هذا الوجه الصبياني.

بدلًا من ذلك، نظر إلى يوجين بغضب مستعر وسأل، “إلامَ تخطط فقط؟”

[بما أن هذا هو الحال، إذن إستمعي عن كثب. كريستينا، هل تعرفين أكثر ما ندمت عليه قبل أن أموت؟]

تم حمل السيف المقدس وسيف المون لايت متقاطعَينِ فوق بعضهما البعض. السيفان يضغطان على رقبة آيوريوس من كلا الجانبين مثل مِقَص.

 

 

[بدلًا من ذلك، هم الذين سيحتاجون إلى إثبات إيمانهم لك.]

نادى يوجين، “كريستينا.”

 

عند هذا النداء، أومأت كريستينا برأسها وتحركت إلى الأمام.

نشر أبولو جناحيه. ثم غلف ضوء ناعم أبولو، وحلق الحصان بسرعة في السماء. أبقى يوجين يده على آكاشا حيث تم تخزينها داخل عباءته ونظر إلى أجنحة أبولو.

 

“نعم، لقد تم ذلك بشكل جيد للغاية.”

إززز!

 

غطت ثمانية أجنحة تنبعث منها أشعة ضوئية كل شيء في غرفة الجمهور بنورِها.

تعثرت كريستينا في مواجهة هذا الإنكار الصريح، ‘في هذه الحالة….عندما كنتِ أنت وهامل….لا، مع السير يوجين والآخرين….آه! هل يمكن أن تكوني أنك لم تستطيعي إنقاذ العالم؟’

 

 

“لا يمكنهم رؤيتك حاليًا، سيدي يوجين.” أخبره رافائيل: “في عيونهم، يبدو أبولو فقط كمصدر ضخم للنور. هذا جزء من سبب تسمية أبولو بالحصان الإلهي.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط