ساحة الشمس (1)
الفصل 203: ساحة الشمس (1)
قالت كريستينا ببعض الراحة: “إعتقدت أن تمثيلي كان جيدًا جدًا، لكن يبدو أنني فشلت في التصرف مثل السيدة انيسيه.”
بعد يومين من مغادرة يوجين للفاتيكان.
‘حقيقة أنه لا حاجة للتبديل من صيغة اللهب الأبيض إلى صيغة حلقة اللهب….يعني أن عملية الإحماء قد اختفت. ونتيجة لذلك، فإن الناتج وحدود الجواهر قد زادت أيضًا.’
على الرغم من أن البابا آيوريوس والكاردينال بيشارا قد توسلا إليه للبقاء في الفاتيكان، إلا أن يوجين لم يملك النية أو الرغبة في القيام بذلك.
على الرغم من أن الاحتفالات بالمهرجان تجري في جميع أنحاء يوراس، إلا أن الموقع الأكثر ازدحامًا هي العاصمة يوراسيا. خلال المهرجان الذي إستمر أسبوعا والذي بدأ من هذا اليوم، سيكون قطار انيسيه في ساحة الشمس مجانيًا للركوب حتى وقت متأخر من الليل، وأي رسوم نقل في المدينة، بالإضافة إلى أسعار المطاعم ومعظم المتاجر في المدينة، ستكون بلا ضرائب وخاليًا مِن الأعشار. علاوة على ذلك، سيبدأ الموكب في السير في شوارع المدينة، وستنطلق الألعاب النارية في الليل.
“لماذا يهم ذلك؟ عليك فقط التأكد من أن وجهها لا يقترب بما يكفي لشم رائحة الفم الكريهة. مستحيل، سيدي يوجين، هل قمت بالفعل بتنظيف أسنانك فقط في حالة إقتراب شفتيك من شفتيها؟” سألت مير.
وهكذا، حجز يوجين غرفة في نُزُلٍ فاخرٍ بالقرب من ساحة الشمس.
في هذا الموسم، مع إقتراب عيد ميلاد انيسيه، بغض النظر عن مقدار المال الذي يمتلكه المرء أو مدى إرتفاع مكانته أو عائلته، فالعثور على غرفة شاغرة هو أمر صعب. ومع ذلك، إذا طلب الكرسي الرسولي شخصيًا غرفة، فمن الطبيعي أن يكون مالك أماكن الإقامة على إستعداد لتقديمها لهم.
لا يزال بإمكان مير تذكر هذا الصوت وعينيها الزرقاوتين بوضوح.
لقد حبس يوجين نفسه في مسكنه الفاخر خلال اليومين الماضيين. على أي حال، لم يوجد أي شيء يتطلب منه الخروج، ولم يرغب في ذلك. تمنت مير سرا القيام بجولة في المدينة، ولكن بمجرد دخولهم إلى أماكن إقامتهم، رأت يوجين جالسًا في منتصف غرفة المعيشة كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعيةً بالنسبة له، لذلك تخلت عن توقعاتها الباهتة.
بدلًا من الرد، رفعت مير قبضتها مع المسبحة المتدلية منها لتذكير يوجين.
خلال اليومين الماضيين، قام يوجين بتفعيل صيغة اللهب الأبيض الخاصة بعشيرة لايونهارت وشاهد زيادة عدد النجوم إلى ستة. مع كل دوران لصيغة اللهب الأبيض، تدور النجوم الستة ببطء حول قلبه.
عندما كانت هناك خمسة نجوم فقط، لم تظهر عليهم أي علامات دوران حول القلب. لذلك تغيرت طريقة عمل صيغة اللهب الأبيض فقط بسبب إضافة جوهر آخر؟ هذا ما اشتبه فيه يوجين في البداية، ولكن نتيجة لمشاهدة الدوران حول قلبه خلال الأيام القليلة الماضية، توصَّلَ يوجين إلى بعض التخمينات الأخرى.
تنهد يوجين مرة أخرى، “فقط لماذا تستمرين في قول مثل هذا الهراء….من قال بحق الجحيم أنه سيكون موعدًا؟”
‘هل يمكن أن يكون أنها تغيرت تمامًا لتتناسب معي؟’
أخبرتها كريستينا: “بمجرد خروجك من هذه الساحة، تسمى الساحات والشوارع المحيطة بشوارع الذواقة.”
على الرغم من أن الفكرة بدت سخيفة، إلا أن يوجين لم يستطِع التفكير في أي سبب آخر بخلاف ذلك. حاليًا، جواهر يوجين الستة تدور كما لو أنه قد أطلق صيغة حلقة اللهب، على الرغم من أنه لم يفعِّل صيغة حلقة اللهب. رغم ذلك، هذا لا يعني أن يوجين لن يكون قادرًا على إستخدام صيغة حلقة اللهب إذا إحتاج إليها.
[لقد أفسدوا أبحاثهم التاريخية. يستحيل أن يكون جناحيَّ رثًا جدًا. أيضًا، جعلوا وجه تمثالي خيِّرًا ومُراعيًا للغاية، مثل الأم التي أنجبت طفلًا، لكن وجهي الفعلي كان لديه جوٌّ أكثر حدة به.]
في اللحظة التي ركز فيها يوجين على ذلك، أصبح الدوران البطيء لقلبه أسرع وأكثر عنفًا. ولَّدتْ صيغة حلقة اللهب التي تم تنشيطها على الفور عندما حدث هذا إنتاجًا أعلى بكثير من الطاقة السحرية لا يمكن مقارنته بِـعندما كان لديه خمس نجوم فقط. ذابت أيضًا ألسنة اللهب تمامًا في سيل الطاقة السحرية هذا، وعلى الرغم من أنه لم يسهل عليه التعامل معها عندما كان لديه خمس نجوم فقط، إلا أنه يمكن الآن التعامل مع ألسنة اللهب بسلاسة كما لو أنها مجرد طاقة سحرية عادية.
“هذه فرصة للإستمتاع بالنكهات من جميع أنحاء القارة.” أوضحت كريستينا وهي تسحب مسبحة خشبية يمكن إرتداؤها على معصمها من داخل جيبها: “هذه المسبحة تُعطى فقط لكهنة رفيعي المستوى فوق رتبة أسقف. في مكان مثل يوراس، فإن الرفاهية التي تظهر للكهنة إستثنائية للغاية. خاصة في يوراسيا، حيث يمكنك الحصول على أفضل خدمة مقدمة في أي متجر فقط من خلال إرتداء هذا السوار على معصمك.”
“لماذا يهم ذلك؟ عليك فقط التأكد من أن وجهها لا يقترب بما يكفي لشم رائحة الفم الكريهة. مستحيل، سيدي يوجين، هل قمت بالفعل بتنظيف أسنانك فقط في حالة إقتراب شفتيك من شفتيها؟” سألت مير.
‘حقيقة أنه لا حاجة للتبديل من صيغة اللهب الأبيض إلى صيغة حلقة اللهب….يعني أن عملية الإحماء قد اختفت. ونتيجة لذلك، فإن الناتج وحدود الجواهر قد زادت أيضًا.’
لِـوضع الأمر ببساطة، فإن صيغة اللهب الأبيض ذات الست نجوم تحتوي على جواهر مستمرة الدوران حتى لو لم يكلف يوجين نفسه عناء تفعيل الصيغة، لذلك سيكون يوجين قادرًا على إصدار ناتجٍ مرتفعٍ من الطاقة السحرية في اللحظة التي يرغب فيها. أيضًا، بفضل دورانها المستمر، صارت كمية طاقته السحرية تنمو بإستمرار. وماذا يعني هذا النمو في طاقته السحرية؟ هذا يعني أن إنتاجه الأساسي يتزايد بإطِّرادٍ أيضًا.
عندما قتل يوجين سيرجيو، إستخدم الاشتعال بصيغة اللهب الأبيض من فئة الست نجوم، وتمكن من صنع ثلاث أكوام من السيف الفارغ. كان القطع المائل الذي أنتجه في تلك اللحظة هو نفسه تقريبًا عندما إستخدم الإشتعال خلال ذروة حياته السابقة.
إرتفاع إنتاج الطاقة السحرية، بغض النظر عن مقدار ما تم استخدامه لتقوية الجسم، من شأنه أن يثقل كاهل الجسم حتمًا. من أجل مواكبة هذا العبء، لم يستطِع يوجين إهمال تدريب جسده. الإرتداد الناتج عن إستخدام الإشعال هو إنهيار الجسم لأنه لا يمكن أن يتحمل الناتج المتزايد للطاقة السحرية؛ حتى لو لم يتطلب هذا الكثير بقدر الإشتعال، طالما دفع المرء طاقته السحرية إلى أقصى حد، فإن جسمه سيتضرر بسبب ذلك.
‘لن أكون قادرًا على مطابقة نوير جيابيلا أو غافيد ليندمان أيضًا. ما يزال، يجب أن أكون قادرًا على مواكبة إيريس بطريقة أو بأخرى، صحيح؟ إذا استخدمت سيف المون لايت منذ البداية….’ فكر يوجين للحظة قبل أن يهز رأسه. ‘لا، هذا لن ينجح. مثلي تمامًا، سيف المون لايت ليس في حالة ممتازة أيضًا، لذلك يمكن أن ينطفئ نوره في منتصف المعركة. بدلًا من ذلك، سيكون من الأفضل بالنسبة لي أن أخفيه طوال المعركة، ثم في اللحظة الحرجة….’
ومع ذلك، هناك حد لن يتضرر بعده الجسم مهما تأثر بقوته الخاصة. في اللحظة التي يتحد فيها الجسد تمامًا مع الطاقة السحرية، يمكن إعادة بنائه بإستخدام الطاقة السحرية حتى بدون إستخدام السحر. بدلًا من التجديد البسيط، هذا أقرب إلى التحوُّل، وسيصبح الجسم المُعادُ بناؤه قويًا بما يكفي حتى لا يتضرر من ناتج الطاقة السحرية الخاصة به. بإستثناء حالاتٍ مثل الاشتعال، هذا ما سَـيحدث.
مركز المهرجان هنا، في ساحة الشمس. ومنذ الآن، الساحة مليئة بالناس الذين يلوحون بأيديهم نحو تمثال انيسيه الذي يطفو في السماء ويقدمون صلواتهم.
على الرغم من أن الاحتفالات بالمهرجان تجري في جميع أنحاء يوراس، إلا أن الموقع الأكثر ازدحامًا هي العاصمة يوراسيا. خلال المهرجان الذي إستمر أسبوعا والذي بدأ من هذا اليوم، سيكون قطار انيسيه في ساحة الشمس مجانيًا للركوب حتى وقت متأخر من الليل، وأي رسوم نقل في المدينة، بالإضافة إلى أسعار المطاعم ومعظم المتاجر في المدينة، ستكون بلا ضرائب وخاليًا مِن الأعشار. علاوة على ذلك، سيبدأ الموكب في السير في شوارع المدينة، وستنطلق الألعاب النارية في الليل.
‘على الرغم من أنني لم أفكر أبدا في أنني سأكون قادرًا على الوصول إلى هذا الحد بهذه السرعة.’ فكر يوجين وهو يشد قبضته ويفك قبضته.
هذا الجسد البالغ من العمر عشرين عامًا في حالة جيدة لدرجة أنه لم يتطلب حقًا أي إعادة بناء. ومع ذلك، إنها مفاجأة سارة وممتعة أن تكون قادرًا على تحمل عبء زيادة إنتاج الطاقة السحرية.
‘ومع ذلك، ما زلت لا أستطيع تحمل إرتداد الاشتعال، لكن….لم أكن أتوقع ذلك حقًا، على أي حال. إذا استخدمت اشتعالًا من فئة الست نجوم، مع السيف الفارغ فوق ذلك…’ توقفت أفكار يوجين عندما تخيل ما سَـيمكنه فعله بأقصى حد حالي له.
ضغطت عليها كريستينا، “لكن السيدة مير، إذا رغبتِ حقًا، يمكنني أن أقرضك هذه المسبحة لهذا اليوم فقط، لكن….”
عندما قام سابقًا بتكديس طبقتين من السيف الفارغ فوق صيغة اللهب الأبيض ذات النجمة الخامسة، فإن الحد الأقصى للإنتاج الذي إستطاع إنتاجه للحظات بالكاد إقترب مما حققه هامل في أوجِّههِ خلال حياته السابقة.
لم يقاتل شخصيًا ملك الحصار الشيطاني، لذلك استعصى عليه تخيل كيف يمكن أن يحدث قتالهم، لكن هذه هي النتيجة المحتملة.
في هذا المنظر، وضعت مير يديها معا وقدمت صلاة،’ …أنا آسفة، سيدة سيينا.’
عندما قتل يوجين سيرجيو، إستخدم الاشتعال بصيغة اللهب الأبيض من فئة الست نجوم، وتمكن من صنع ثلاث أكوام من السيف الفارغ. كان القطع المائل الذي أنتجه في تلك اللحظة هو نفسه تقريبًا عندما إستخدم الإشتعال خلال ذروة حياته السابقة.
لكن لا يبدو أن الصعود إلى النجم السادس يجب أن يكون له أي علاقة بالجواهر التي تبدأ في الدوران. ماذا لو، كما خمن يوجين بالفعل، صيغة اللهب الأبيض قد عدلت نفسها حقًا لتناسبه بشكل أفضل؟
‘الإشتعال بصيغة اللهب الأبيض ذات الست نجوم أقوى من حياتي السابقة. لو تمكنت من تكديس السيف الفارغ إلى أقصى حد له، فيجب أن يكون أيضًا مشابهًا لذروة قوة الإشتعال في حياتي السابقة. كما هو متوقع، لا تزال المشكلة تكمن في القدرة على التحمل.’ فكر يوجين بأسف.
صاح صوت، “سيدي يوجين!”
جاء الاشتعال فقط مع الكثير من العبء. علاوة على ذلك، حتى مع كونه يوجين، فإن حده الحالي بالسيف الفارغ هو ثلاثة طبقات، ومن المستحيل عليه أن يكون قادرًا على الحفاظ على تلك الطبقات لفترة طويلة.
“لا، ليس حقاً.”
شخر يوجين، “هل قررتِ أنكِ ستدعوني هامل أيضا؟”
ذكَّرَ يوجين نفسه، ‘لستُ مضطرًا حقا لإستخدام السيف الفارغ. بما أن لدي أيضًا سيف المون لايت، إذا إستخدمت الإشتعال لدعم إستنزاف السيف المون لايت….’
هل سيكون قادرًا على الفوز على ملك الحصار الشيطاني؟
قائد الفرقة الخامسة من فرسان البلاك لايونز، جيون…
لا، حتى يوجين ليس متعجرفًا. على العكس من ذلك، إنه واقعيٌّ ومتشائم بدرجة كافية لدرجة أنه إستطاع إلقاء نظرة نقدية جيدة على نفسه عندما يتعلق الأمر بأمور مثل هذه.
“أي نوع من سوء الفهم هذا الذي تتحدثين عنه؟”
حتى لو إستخدم يوجين كل ما هو متاح له ودفع نفسه إلى أقصى حدوده، فمن المحتمل أن يظل ملك الحصار الشيطاني قادرًا على جعله يختفي بمجرد نقرة من إصبعه….
إنه الظهر تقريبًا في ساحة الشمس.
في هذا المنظر، وضعت مير يديها معا وقدمت صلاة،’ …أنا آسفة، سيدة سيينا.’
لم يقاتل شخصيًا ملك الحصار الشيطاني، لذلك استعصى عليه تخيل كيف يمكن أن يحدث قتالهم، لكن هذه هي النتيجة المحتملة.
من برج الساعة القريب، سمعت مير صوت جرس يدق دالًا على حلول الظهر.
“لماذا يهم ذلك؟ عليك فقط التأكد من أن وجهها لا يقترب بما يكفي لشم رائحة الفم الكريهة. مستحيل، سيدي يوجين، هل قمت بالفعل بتنظيف أسنانك فقط في حالة إقتراب شفتيك من شفتيها؟” سألت مير.
‘لن أكون قادرًا على مطابقة نوير جيابيلا أو غافيد ليندمان أيضًا. ما يزال، يجب أن أكون قادرًا على مواكبة إيريس بطريقة أو بأخرى، صحيح؟ إذا استخدمت سيف المون لايت منذ البداية….’ فكر يوجين للحظة قبل أن يهز رأسه. ‘لا، هذا لن ينجح. مثلي تمامًا، سيف المون لايت ليس في حالة ممتازة أيضًا، لذلك يمكن أن ينطفئ نوره في منتصف المعركة. بدلًا من ذلك، سيكون من الأفضل بالنسبة لي أن أخفيه طوال المعركة، ثم في اللحظة الحرجة….’
[السير يوجين.] صوت نادى عليه.
“أوه!”
إنه اليوم الثالث عشر من أبريل، عيد ميلاد انيسيه. قائمة يوراس للقديسين والقديسات وإحتفالات الذكرى السنوية طويلة مثل تاريخها العريق. ومع ذلك، تم الإحتفال بعيد ميلاد انيسيه بشكل رائع مثل الذكرى السنوية لتأسيس الإمبراطورية أو أي من المهرجانات الأخرى المخصصة لأشياء مثل الحصاد التي تم الإحتفال بها في يوراس.
متجاهلًا المقاطعة، واصل يوجين التفكير، ‘فقط ما الذي يحدث مع صيغة اللهب الأبيض؟ هل هي عادة تتحول هكذا بمجرد الوصول إلى النجم السادس؟’
لكن لا يبدو أن الصعود إلى النجم السادس يجب أن يكون له أي علاقة بالجواهر التي تبدأ في الدوران. ماذا لو، كما خمن يوجين بالفعل، صيغة اللهب الأبيض قد عدلت نفسها حقًا لتناسبه بشكل أفضل؟
قالت كريستينا ببعض الراحة: “إعتقدت أن تمثيلي كان جيدًا جدًا، لكن يبدو أنني فشلت في التصرف مثل السيدة انيسيه.”
إستذكر يوجين كل من في عشيرة لايونهارت الذين وصلوا إلى النجم السادس من صيغة اللهب الأبيض. هناك حاليا ثلاثة أشخاص فقط في عشيرة لايونهارت الذين تغلبوا على عقبة النجم السادس من صيغة اللهب الأبيض.
هو يعرف لماذا ترتدي كريستينا القلنسوة. يمكنه أيضا تفهم أسباب قيامها بذلك.
هذا الجسد البالغ من العمر عشرين عامًا في حالة جيدة لدرجة أنه لم يتطلب حقًا أي إعادة بناء. ومع ذلك، إنها مفاجأة سارة وممتعة أن تكون قادرًا على تحمل عبء زيادة إنتاج الطاقة السحرية.
البطريرك غيلياد.…
على الرغم من أن الفكرة بدت سخيفة، إلا أن يوجين لم يستطِع التفكير في أي سبب آخر بخلاف ذلك. حاليًا، جواهر يوجين الستة تدور كما لو أنه قد أطلق صيغة حلقة اللهب، على الرغم من أنه لم يفعِّل صيغة حلقة اللهب. رغم ذلك، هذا لا يعني أن يوجين لن يكون قادرًا على إستخدام صيغة حلقة اللهب إذا إحتاج إليها.
قائد الفرقة الخامسة من فرسان البلاك لايونز، جيون…
وقائد الفرقة الثالثة من فرسان البلاك لايونز، كارمن.
وافقت كريستينا، “نعم، ما تشائين.”
من بين هؤلاء الثلاثة، وصلت صيغة كارمن إلى النجم السابع، لتصير واحدةً من القلائل في تاريخ عشيرة لايونهارت التي تمكنت من القفز فوق تلك العقبة الشيطانية سيئة السمعة.
“…الآن، هل أنتِ….السيدة كريستينا أو السيدة انيسيه؟” سألت مير بتردد.
“….لا….حسنًا….هذا صحيح.” استسلم يوجين.
أضاف يوجين تذكيرًا آخر، ‘عندما أعود إلى عشيرة لايونهارت هذه المرة، يجب أن أتأكد من أن أسأل—’
صاح صوت، “سيدي يوجين!”
توقفت أفكار يوجين. قفزت مير من عباءته وأمسكت يوجين من ياقته. رمش يوجين، متفاجئًا من هيجانها الناري المفاجئ.
أضاف يوجين تذكيرًا آخر، ‘عندما أعود إلى عشيرة لايونهارت هذه المرة، يجب أن أتأكد من أن أسأل—’
‘حقيقة أنه لا حاجة للتبديل من صيغة اللهب الأبيض إلى صيغة حلقة اللهب….يعني أن عملية الإحماء قد اختفت. ونتيجة لذلك، فإن الناتج وحدود الجواهر قد زادت أيضًا.’
“هل تعرف كم مرة ناديتك؟” سألت مير.
“لقد غيرت ملابسك أيضًا.” أشارت مير. “لماذا؟ كان من الممكن أن ترتدي الملابس التي إرتديتها في اليوم السابق. أو غير ذلك، يمكنك ارتداء الملابس التي إخترتُها لك!”
“…كدت أعتقد أنكِ سيينا…” تمتم يوجين لنفسه وهو يهز رأسه ويحرر نفسه من قبضة مير على ياقته.
– أرجوك أغمض عينيك.
من برج الساعة القريب، سمعت مير صوت جرس يدق دالًا على حلول الظهر.
لقد غرق يوجين كثيرًا في أفكاره. منذ لحظة، عندما دفعته مير، التي تشبه سيينا تمامًا، وجهها أمام وجهه وأمسكت بياقته كما إعتادت سيينا دائما، تجمدت أفكار يوجين للحظة.
بدلًا من الرد، رفعت مير قبضتها مع المسبحة المتدلية منها لتذكير يوجين.
“أي نوع من سوء الفهم هذا الذي تتحدثين عنه؟”
“هيهيهي.” ابتسمت مير بفخر وضربت صدر يوجين عدة مرات بمرفقها عند سماع تمتمة يوجين. “كنت سأغضب منك، لكنني سأغفر لك الآن. سيدي يوجين، يبدو أنك كنت مشغولًا جدا بالتفكير في السيدة سيينا لدرجة أنك شعرت بالإرتباك عندما رأيتني، صحيح؟”
وافقت كريستينا، “نعم، ما تشائين.”
“….لا….حسنًا….هذا صحيح.” استسلم يوجين.
“ومع ذلك، سيدي يوجين، من فضلك ضع في إعتبارك أنني لست السيدة سيينا. في النهاية، أنا ابنة السيدة سيينا…” أمسكت مير بنفسها. “لا، إنتظر، قصدت مخلوقها السحري.”
هل سيكون قادرًا على الفوز على ملك الحصار الشيطاني؟
أومأ يوجين برأسه، “حسنًا….”
“ومع ذلك! حتى لو لم أغضب منك، فلا يزال علي أن أقول شيئًا. هل تعرف لماذا؟ سبب صراخي ليس أنك تتجاهل ندائاتي! هذا لأنك تتصرف مثل المتأنق، سيدي يوجين.” إشتكت مير.
بدلًا من الرد، رفعت مير قبضتها مع المسبحة المتدلية منها لتذكير يوجين.
لم ترغب مير حقًا في التفكير بِـردٍ على هذا السؤال. ومع ذلك، إذا أمكن، آملت أن تكون هذه انيسيه حاليًا. لو أن هذا هو الحال، فهذا يعني أنه لا مفر من هذا حقًا.
هذه الكلمات جعلت يوجين أكثر حيرة. هل قالت حقًا أنه كان يتصرف مثل المتأنق؟ أي نوع من الهراء الغبي هو هذا؟
‘أخبرتني السيدة سيينا أنه إذا قدم لي شخص ما معروفاً، فيجب علي دائما سداده.’ أقنعت مير نفسها.
إحتجَّتْ مير، “هل كنت حقا بحاجة لغسل شعرك والإستحمام قبل التوجه إلى هناك؟”
جادل يوجين مرة أخرى، “وماذا في ذلك، ألا يجب أن أغتسل عندما أريد الخروج؟”
أضاف يوجين تذكيرًا آخر، ‘عندما أعود إلى عشيرة لايونهارت هذه المرة، يجب أن أتأكد من أن أسأل—’
“لكنك حتى قمت بتنظيف أسنانك.”
ردت كريستينا بخنوع: ‘نعم، الأخت.’
“إذا لم أنظف أسناني، فَسَـأُعاني من رائحة الفم الكريهة.”
“لماذا يهم ذلك؟ عليك فقط التأكد من أن وجهها لا يقترب بما يكفي لشم رائحة الفم الكريهة. مستحيل، سيدي يوجين، هل قمت بالفعل بتنظيف أسنانك فقط في حالة إقتراب شفتيك من شفتيها؟” سألت مير.
بالتفكير في الأمر، لقد وعدت أنسيلا وجيرهارد بأنهما سَـيشتَريان هدايًا تذكارية لها قبل أن تعود من يوراس. نظرًا لأنها تلقت مثل هذا الحب والرعاية منهما حتى الآن، شعرت مير أنها يجب أن تشتري لهم على الأقل بعض الهدايا التذكارية.
تنهد يوجين، “فقط ما الذي تقولينه….”
وهكذا، حجز يوجين غرفة في نُزُلٍ فاخرٍ بالقرب من ساحة الشمس.
“لقد غيرت ملابسك أيضًا.” أشارت مير. “لماذا؟ كان من الممكن أن ترتدي الملابس التي إرتديتها في اليوم السابق. أو غير ذلك، يمكنك ارتداء الملابس التي إخترتُها لك!”
تراجعت كريستينا فقط لبضع لحظات عند هذا السؤال قبل أن تبتسم.
إشتكى يوجين: “يبدو أنك أخطأت في جنسي عندما إخترتِ هؤلاء.”
صاح صوت، “سيدي يوجين!”
“متى فعلت ذلك؟ بالطبع، سيدي يوجين، أنت رجل. فقط كيف يمكن أن أكون مخطئةً حول شيء كهذا؟” ردت مير وهي تميل رأسها إلى الجانب.
دينغ دونغ، دينغ دونغ….
ردت كريستينا بخنوع: ‘نعم، الأخت.’
ردًا على ذلك، قام يوجين بتجعيد حواجبه ونقر على جبهة مير بأطراف أصابعه.
في اللحظة التي ركز فيها يوجين على ذلك، أصبح الدوران البطيء لقلبه أسرع وأكثر عنفًا. ولَّدتْ صيغة حلقة اللهب التي تم تنشيطها على الفور عندما حدث هذا إنتاجًا أعلى بكثير من الطاقة السحرية لا يمكن مقارنته بِـعندما كان لديه خمس نجوم فقط. ذابت أيضًا ألسنة اللهب تمامًا في سيل الطاقة السحرية هذا، وعلى الرغم من أنه لم يسهل عليه التعامل معها عندما كان لديه خمس نجوم فقط، إلا أنه يمكن الآن التعامل مع ألسنة اللهب بسلاسة كما لو أنها مجرد طاقة سحرية عادية.
حول يوجين الأسئلة إلى مير، “إذن لماذا بحق اللعنة إخترتِ تنورة لي، خصوصًا تنورة حمراء مبهرجة مثل هذه؟ هاه؟ ومن أين حصلتِ حتى على جوارب شبكة صيد السمك المبتذلة؟”
“حسنًا، إنه موعد.” إعترف يوجين. “أنا أعترف. ومع ذلك، لم أحاول بشكل خاص إرتداء الملابس من أجلها. أنا فقط غسلت نفسي بما أنني خارج وحرصت على تغيير ملابسي أثناء ذلك. هل يبدو أنني وضعت شيئًا في شعري أو رششتُ أي عطر؟ أو غير ذلك، هل أرتدي أي شيء فاخر أو باهظ الثمن؟”
“كانت تلك هدية من ميلكيث.” أوضحت مير: “أخبرَتني أنني قد أرغب في إرتدائها يوما ما عندما أصير سيدة رائعة.”
“هل يجب أن أقتلها فقط؟” تمتم يوجين.
واصلت كريستينا بنبرة ودية، “هل تعلمين؟ هذه الساحة ضخمة.”
إهتزَّتْ عيون مير.
وافقه تيمبست على الفور، [أعتقد أن هذا قد يكون ضروريًا.]
“هذا ليس مهمًا. ما هو مهم حقا هو أنك أيها السير يوجين قد إرتديتَ كل ما هو فخم من أجل موعدك مع تلك القديسة ثنائية الشخصية.” إتهمته مير.
‘على الرغم من أنني لم أفكر أبدا في أنني سأكون قادرًا على الوصول إلى هذا الحد بهذه السرعة.’ فكر يوجين وهو يشد قبضته ويفك قبضته.
تنهد يوجين مرة أخرى، “فقط لماذا تستمرين في قول مثل هذا الهراء….من قال بحق الجحيم أنه سيكون موعدًا؟”
كون وجهها مكشوف للعامة بدا غير مألوفٍ لسبب ما. فركت كريستينا خديها دون وعي وهي تتبع يوجين.
“أنت لست جادًا بقول هذا، أليس كذلك؟” سألت مير بتشكك.
اندلعت صيحات من الحشد حيث تم تفعيل وسيلة للتحايل تم بناؤها في تمثال انيسيه ولم يتم الكشف عنها إلا ظهرًا في أيام العطلات. ظهر جهاز ميكانيكي متطور إستعار قوة السحر في الحركة وغيَّرَ وضعَ التمثال.
في هذا المنظر، وضعت مير يديها معا وقدمت صلاة،’ …أنا آسفة، سيدة سيينا.’
“حسنًا، إنه موعد.” إعترف يوجين. “أنا أعترف. ومع ذلك، لم أحاول بشكل خاص إرتداء الملابس من أجلها. أنا فقط غسلت نفسي بما أنني خارج وحرصت على تغيير ملابسي أثناء ذلك. هل يبدو أنني وضعت شيئًا في شعري أو رششتُ أي عطر؟ أو غير ذلك، هل أرتدي أي شيء فاخر أو باهظ الثمن؟”
وبعبارة أخرى، هذا ليس خضوع مير لإغراء الطعام، ولكن بدلا من ذلك مجرد ممارسة تعاليم السيدة سيينا. قد تحصل على شيء تأكله إذا شعرت بالجوع على طول الطريق، لكن هدفها الأساسي اليوم هو الذهاب وشراء الهدايا التذكارية. تركت مير بهدوء صدر يوجين وخرجت من العباءة.
“سيدي يوجين، لديك مظهر جيد، لذلك مع هذا الوجه، سَـتبدو رائعًا بغض النظر عن ما ترتديه.” عبست مير.
لم ترغب مير حقًا في التفكير بِـردٍ على هذا السؤال. ومع ذلك، إذا أمكن، آملت أن تكون هذه انيسيه حاليًا. لو أن هذا هو الحال، فهذا يعني أنه لا مفر من هذا حقًا.
تردد يوجين بإحراج، “آه….اممم….شكرًا على الإطراء، ولكن، على أي حال، لم أرتدي ملابسًا خاصة من أجل—”
“هذا هو السبب في أنها مشكلة أكثر. على الرغم من أنك لم تفعل أي شيء خاص لإرتداء الملابس، إلا أنك تبدو وكأنك فعلت ذلك. ماذا يجب أن نفعل إذا شكلت تلك القديسة الخبيثة سوء فهم غريب بعد رؤية مظهرك الحالي؟ أووه، سيدة سيينا، سيدة سيينا، ماذا علي أن أفعل؟” صاحت مير في حالة من الذعر.
هل سيكون قادرًا على الفوز على ملك الحصار الشيطاني؟
“أي نوع من سوء الفهم هذا الذي تتحدثين عنه؟”
لحسن الحظ، لم يضطر يوجين للإستمرار في الإستجابة لأنين مير. بدا الصوت القادم من خلفه وكأنه خلاصٌ ليوجين. مع تنهد ممتن، إستدار لينظر خلفه.
رأى كريستينا واقفة هناك مرتدية رداءً أبيضًا. إنه رداء انيسيه الذي أخذته من قبو الآثار الخاصة بالفاتيكان. سحبت كريستينا غطاء رداءها على وجهها وهي تنظر إلى يوجين ومير.
“….اررغ….” لم يسَع مير إلا أن تشعر بالخوف قليلًا من مظهر كريستينا.
بعد أن حَنَتْ مير رأسها، إستدارت مرة أخرى.
– أرجوك أغمض عينيك.
لا يزال بإمكان مير تذكر هذا الصوت وعينيها الزرقاوتين بوضوح.
“كريستينا روجرس.” خاطبها يوجين بإسمها الكامل. “بما أنكِ لم ترتكبي أي جريمة، لماذا إذن تستمرين في إخفاء وجهك؟”
من الآن فصاعدا، لن تكون كريستينا قادرة على الشعور بنفس المشاعر المتزايدة التي راودتها في الماضي. بينما تتجاهل انيسيه التي تتذمر داخل رأسها، مدت كريستينا يدها إلى عباءتها. ركزت عيناها على مير، التي تتشبث بصدر يوجين مثل الزيز.
“هل أبقيتكَ تنتظر لفترة طويلة؟”
“لا، ليس حقاً.”
إنه الظهر تقريبًا في ساحة الشمس.
إنه اليوم الثالث عشر من أبريل، عيد ميلاد انيسيه. قائمة يوراس للقديسين والقديسات وإحتفالات الذكرى السنوية طويلة مثل تاريخها العريق. ومع ذلك، تم الإحتفال بعيد ميلاد انيسيه بشكل رائع مثل الذكرى السنوية لتأسيس الإمبراطورية أو أي من المهرجانات الأخرى المخصصة لأشياء مثل الحصاد التي تم الإحتفال بها في يوراس.
بالضبط أين وعدوا بالإلتقاء بعد فراقهما قبل بضعة أيام. لا يزال هناك القليل من الوقت المتبقي قبل أن يحل الظهر بالكامل، لكن الشمس المرتفعة بالفعل في السماء دافئة ومشرقة. تحت الشمس النابضة بالحياة، بدا أن تمثال انيسيه يطير بجناحيه المفتوحين على مصراعيهما.
من الآن فصاعدا، لن تكون كريستينا قادرة على الشعور بنفس المشاعر المتزايدة التي راودتها في الماضي. بينما تتجاهل انيسيه التي تتذمر داخل رأسها، مدت كريستينا يدها إلى عباءتها. ركزت عيناها على مير، التي تتشبث بصدر يوجين مثل الزيز.
أومأ يوجين برأسه، “حسنًا….”
إنه اليوم الثالث عشر من أبريل، عيد ميلاد انيسيه. قائمة يوراس للقديسين والقديسات وإحتفالات الذكرى السنوية طويلة مثل تاريخها العريق. ومع ذلك، تم الإحتفال بعيد ميلاد انيسيه بشكل رائع مثل الذكرى السنوية لتأسيس الإمبراطورية أو أي من المهرجانات الأخرى المخصصة لأشياء مثل الحصاد التي تم الإحتفال بها في يوراس.
خطت خطوة إلى الأمام، ثم توقفت ونظرت إلى الوراء.
على الرغم من أن الاحتفالات بالمهرجان تجري في جميع أنحاء يوراس، إلا أن الموقع الأكثر ازدحامًا هي العاصمة يوراسيا. خلال المهرجان الذي إستمر أسبوعا والذي بدأ من هذا اليوم، سيكون قطار انيسيه في ساحة الشمس مجانيًا للركوب حتى وقت متأخر من الليل، وأي رسوم نقل في المدينة، بالإضافة إلى أسعار المطاعم ومعظم المتاجر في المدينة، ستكون بلا ضرائب وخاليًا مِن الأعشار. علاوة على ذلك، سيبدأ الموكب في السير في شوارع المدينة، وستنطلق الألعاب النارية في الليل.
“هذه فرصة للإستمتاع بالنكهات من جميع أنحاء القارة.” أوضحت كريستينا وهي تسحب مسبحة خشبية يمكن إرتداؤها على معصمها من داخل جيبها: “هذه المسبحة تُعطى فقط لكهنة رفيعي المستوى فوق رتبة أسقف. في مكان مثل يوراس، فإن الرفاهية التي تظهر للكهنة إستثنائية للغاية. خاصة في يوراسيا، حيث يمكنك الحصول على أفضل خدمة مقدمة في أي متجر فقط من خلال إرتداء هذا السوار على معصمك.”
مركز المهرجان هنا، في ساحة الشمس. ومنذ الآن، الساحة مليئة بالناس الذين يلوحون بأيديهم نحو تمثال انيسيه الذي يطفو في السماء ويقدمون صلواتهم.
وافقت كريستينا، “نعم، ما تشائين.”
“…الآن، هل أنتِ….السيدة كريستينا أو السيدة انيسيه؟” سألت مير بتردد.
ومع ذلك، على الرغم من وجود الكثير من الناس، إلا أن المساحة حول يوجين شاغرة تماما. أيضا، لا يبدو أن أي شخص آخر في الساحة يجرؤ على الاقتراب من يوجين. هذا بسبب الطاقة السحرية التي سمح يوجين بتسريبها عمدًا، بالإضافة إلى تعويذة عزل معقدة. وهكذا، في حين أن معظم الناس هناك تعرفوا على يوجين، لم يحاول أي منهم الإقتراب منه.
“احم.” قامت كريستينا بتطهير حلقها بهدوء ورفعت رأسها.
تمثال انيسيه هو رمزية لساحة الشمس. إنه يعتبر أحد أفضل التماثيل والأطلال والأيقونات الدينية المختلفة التي يمكن العثور عليها في جميع أنحاء يوراس. في الماضي، كلما رأت التمثال، شعرت كريستينا أيضًا بمشاعرها تُثار في أعماق قلبها وتحصل على الرغبة في تقديم الصلاة.
[لقد أفسدوا أبحاثهم التاريخية. يستحيل أن يكون جناحيَّ رثًا جدًا. أيضًا، جعلوا وجه تمثالي خيِّرًا ومُراعيًا للغاية، مثل الأم التي أنجبت طفلًا، لكن وجهي الفعلي كان لديه جوٌّ أكثر حدة به.]
في هذا الموسم، مع إقتراب عيد ميلاد انيسيه، بغض النظر عن مقدار المال الذي يمتلكه المرء أو مدى إرتفاع مكانته أو عائلته، فالعثور على غرفة شاغرة هو أمر صعب. ومع ذلك، إذا طلب الكرسي الرسولي شخصيًا غرفة، فمن الطبيعي أن يكون مالك أماكن الإقامة على إستعداد لتقديمها لهم.
من الآن فصاعدا، لن تكون كريستينا قادرة على الشعور بنفس المشاعر المتزايدة التي راودتها في الماضي. بينما تتجاهل انيسيه التي تتذمر داخل رأسها، مدت كريستينا يدها إلى عباءتها. ركزت عيناها على مير، التي تتشبث بصدر يوجين مثل الزيز.
في هذا المنظر، وضعت مير يديها معا وقدمت صلاة،’ …أنا آسفة، سيدة سيينا.’
– أرجوك أغمض عينيك.
“سيدة مير.” نادتها كريستينا.
شخر يوجين، “هل قررتِ أنكِ ستدعوني هامل أيضا؟”
تلعثمت مير، “ما-ما-ماذا….هناك؟”
بينما هي مترددة، صارت مير متوترة للغاية لدرجة أنها لم تستطِع إلا أن تخفض نظرتها. ‘كم هذا مهين….!’
‘على الرغم من أنني لم أفكر أبدا في أنني سأكون قادرًا على الوصول إلى هذا الحد بهذه السرعة.’ فكر يوجين وهو يشد قبضته ويفك قبضته.
بينما هي تتذكر سيينا، التي رأتها مير آخر مرة منذ فترة طويلة، تدلت زوايا فمها. لم تفتقد مير أبدًا سيينا، سيدتها وصانعتها، بقدر ما فعلت الآن….
وافقه تيمبست على الفور، [أعتقد أن هذا قد يكون ضروريًا.]
واصلت كريستينا بنبرة ودية، “هل تعلمين؟ هذه الساحة ضخمة.”
“أعتقد ذلك.” تمتمت مير على مضض.
اندلعت صيحات من الحشد حيث تم تفعيل وسيلة للتحايل تم بناؤها في تمثال انيسيه ولم يتم الكشف عنها إلا ظهرًا في أيام العطلات. ظهر جهاز ميكانيكي متطور إستعار قوة السحر في الحركة وغيَّرَ وضعَ التمثال.
أخبرتها كريستينا: “بمجرد خروجك من هذه الساحة، تسمى الساحات والشوارع المحيطة بشوارع الذواقة.”
[لقد أفسدوا أبحاثهم التاريخية. يستحيل أن يكون جناحيَّ رثًا جدًا. أيضًا، جعلوا وجه تمثالي خيِّرًا ومُراعيًا للغاية، مثل الأم التي أنجبت طفلًا، لكن وجهي الفعلي كان لديه جوٌّ أكثر حدة به.]
إهتزَّتْ عيون مير.
“إذا لم أنظف أسناني، فَسَـأُعاني من رائحة الفم الكريهة.”
“هل أبقيتكَ تنتظر لفترة طويلة؟”
“القدرة على البقاء تحت ضغط الإدارة الصارمة وكل المنافسة الموجودة، فإن الأطباق الشهية الموجودة في شوارع الذواقة لذيذة للغاية لدرجة أنه من الصعب تصديق أنها مجرد أكشاك طعام….خاصة خلال مهرجان مثل هذا عندما يُسمَحُ للشركات المحلية والأجنبية بفتح الأكشاك طالما أنها تتقدم بطلب للحصول على تصريح مقدمًا. هل تفهمين ما أحاول قوله؟” سألت كريستينا.
الفصل 203: ساحة الشمس (1)
تراجعت كريستينا فقط لبضع لحظات عند هذا السؤال قبل أن تبتسم.
“لـ…..لا!” هزت مير رأسها بحزم.
إستذكر يوجين كل من في عشيرة لايونهارت الذين وصلوا إلى النجم السادس من صيغة اللهب الأبيض. هناك حاليا ثلاثة أشخاص فقط في عشيرة لايونهارت الذين تغلبوا على عقبة النجم السادس من صيغة اللهب الأبيض.
“لماذا يهم ذلك؟ عليك فقط التأكد من أن وجهها لا يقترب بما يكفي لشم رائحة الفم الكريهة. مستحيل، سيدي يوجين، هل قمت بالفعل بتنظيف أسنانك فقط في حالة إقتراب شفتيك من شفتيها؟” سألت مير.
“هذه فرصة للإستمتاع بالنكهات من جميع أنحاء القارة.” أوضحت كريستينا وهي تسحب مسبحة خشبية يمكن إرتداؤها على معصمها من داخل جيبها: “هذه المسبحة تُعطى فقط لكهنة رفيعي المستوى فوق رتبة أسقف. في مكان مثل يوراس، فإن الرفاهية التي تظهر للكهنة إستثنائية للغاية. خاصة في يوراسيا، حيث يمكنك الحصول على أفضل خدمة مقدمة في أي متجر فقط من خلال إرتداء هذا السوار على معصمك.”
لِـوضع الأمر ببساطة، فإن صيغة اللهب الأبيض ذات الست نجوم تحتوي على جواهر مستمرة الدوران حتى لو لم يكلف يوجين نفسه عناء تفعيل الصيغة، لذلك سيكون يوجين قادرًا على إصدار ناتجٍ مرتفعٍ من الطاقة السحرية في اللحظة التي يرغب فيها. أيضًا، بفضل دورانها المستمر، صارت كمية طاقته السحرية تنمو بإستمرار. وماذا يعني هذا النمو في طاقته السحرية؟ هذا يعني أن إنتاجه الأساسي يتزايد بإطِّرادٍ أيضًا.
نظرت مير بصمت إلى المسبحة.
“هذا ينطبق على الأكشاك أيضًا.” وأضافت كريستينا: “بغض النظر عن طول طوابير الإنتظار، إذا عرضتِ لهم هذا السوار، سيمكنك تقديم الطلب التالي على الفور دون الحاجة إلى الإصطفاف. وبالطبع، مع هذا السوار، لن تحتاجين إلى دفع ثمنه.”
“إذا لم أنظف أسناني، فَسَـأُعاني من رائحة الفم الكريهة.”
إرتجفت عيون مير بسبب الإغراء.
‘لن أكون قادرًا على مطابقة نوير جيابيلا أو غافيد ليندمان أيضًا. ما يزال، يجب أن أكون قادرًا على مواكبة إيريس بطريقة أو بأخرى، صحيح؟ إذا استخدمت سيف المون لايت منذ البداية….’ فكر يوجين للحظة قبل أن يهز رأسه. ‘لا، هذا لن ينجح. مثلي تمامًا، سيف المون لايت ليس في حالة ممتازة أيضًا، لذلك يمكن أن ينطفئ نوره في منتصف المعركة. بدلًا من ذلك، سيكون من الأفضل بالنسبة لي أن أخفيه طوال المعركة، ثم في اللحظة الحرجة….’
لقد حبس يوجين نفسه في مسكنه الفاخر خلال اليومين الماضيين. على أي حال، لم يوجد أي شيء يتطلب منه الخروج، ولم يرغب في ذلك. تمنت مير سرا القيام بجولة في المدينة، ولكن بمجرد دخولهم إلى أماكن إقامتهم، رأت يوجين جالسًا في منتصف غرفة المعيشة كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعيةً بالنسبة له، لذلك تخلت عن توقعاتها الباهتة.
واصلت كريستينا إغرائها، “إنها ليست الأكشاك فقط. يمكنك استخدام هذا السوار في أي من المطاعم أو المتاجر. في حين أن الناس العاديين سيواجهون صعوبة حتى في الدخول إلى عشرة متاجر فقط خلال هذا المهرجان الذي يستمر أسبوعًا كاملًا، مع هذا السوار….إذا ارتديته، سيمكنكِ المشاركة في جميع الأكشاك والمحلات التجارية في نصف يوم فقط، على إفتراض أن معدتك تسمح بذلك.”
بينما هي مترددة، صارت مير متوترة للغاية لدرجة أنها لم تستطِع إلا أن تخفض نظرتها. ‘كم هذا مهين….!’
طالما أن معدتها تسمح بذلك؟ لم تملك مير حتى معدة لطلب إذنها. أكشاك شارع المهرجانات هذه، هل يمكن أن يكونوا مثيرين حقا كما جعلتهم كريستينا يبدون؟
“كريستينا روجرس.” خاطبها يوجين بإسمها الكامل. “بما أنكِ لم ترتكبي أي جريمة، لماذا إذن تستمرين في إخفاء وجهك؟”
“ومع ذلك، إنه لأمرٌ مؤسف.” تنهدت كريستينا. “على الرغم من أنني سأبقى في الساحة طوال اليوم لأنني لا أملك أي شهية، فلن أتمكن من زيارة أي من أكشاك الشوارع أو المطاعم.”
‘الإشتعال بصيغة اللهب الأبيض ذات الست نجوم أقوى من حياتي السابقة. لو تمكنت من تكديس السيف الفارغ إلى أقصى حد له، فيجب أن يكون أيضًا مشابهًا لذروة قوة الإشتعال في حياتي السابقة. كما هو متوقع، لا تزال المشكلة تكمن في القدرة على التحمل.’ فكر يوجين بأسف.
تلعثمت مير بغضب، ” هذ-هذا…!”
“لماذا يهم ذلك؟ عليك فقط التأكد من أن وجهها لا يقترب بما يكفي لشم رائحة الفم الكريهة. مستحيل، سيدي يوجين، هل قمت بالفعل بتنظيف أسنانك فقط في حالة إقتراب شفتيك من شفتيها؟” سألت مير.
ضغطت عليها كريستينا، “لكن السيدة مير، إذا رغبتِ حقًا، يمكنني أن أقرضك هذه المسبحة لهذا اليوم فقط، لكن….”
عند هذه الكلمات، لم تستطِع مير إلا الوقوع في صمت طويل وهي تفكر في إختيارها. حتى عندما أبقت مير فمها مغلقًا، شعرت أن الوقت إستمر في المرور.
“لقد غيرت ملابسك أيضًا.” أشارت مير. “لماذا؟ كان من الممكن أن ترتدي الملابس التي إرتديتها في اليوم السابق. أو غير ذلك، يمكنك ارتداء الملابس التي إخترتُها لك!”
أضاف يوجين تذكيرًا آخر، ‘عندما أعود إلى عشيرة لايونهارت هذه المرة، يجب أن أتأكد من أن أسأل—’
دينغ دونغ، دينغ دونغ….
“…هاها.” كريستينا، التي تقف هناك مصدومة، أطلقت ضحكةً قصيرة وسارت نحو يوجين. “لدي أكثر من مسبحة، لذا من فضلك لا تقلق بشأن ذلك.”
من برج الساعة القريب، سمعت مير صوت جرس يدق دالًا على حلول الظهر.
تنهد يوجين مرة أخرى، “فقط لماذا تستمرين في قول مثل هذا الهراء….من قال بحق الجحيم أنه سيكون موعدًا؟”
“أوه!”
“أي نوع من سوء الفهم هذا الذي تتحدثين عنه؟”
اندلعت صيحات من الحشد حيث تم تفعيل وسيلة للتحايل تم بناؤها في تمثال انيسيه ولم يتم الكشف عنها إلا ظهرًا في أيام العطلات. ظهر جهاز ميكانيكي متطور إستعار قوة السحر في الحركة وغيَّرَ وضعَ التمثال.
تلعثمت مير بغضب، ” هذ-هذا…!”
“ومع ذلك، إنه لأمرٌ مؤسف.” تنهدت كريستينا. “على الرغم من أنني سأبقى في الساحة طوال اليوم لأنني لا أملك أي شهية، فلن أتمكن من زيارة أي من أكشاك الشوارع أو المطاعم.”
ركع تمثال انيسيه، الذي يطير في السماء وهو ينظر إلى الأرض، بينما لا يزال يطفو في الهواء وإتخذ وضعية الصلاة. بعد ذلك، رفرفت أجنحتها المنتشرة مرة واحدة، وتناثر ريش الضوء في السماء.
“لـ…..لا!” هزت مير رأسها بحزم.
نظرت مير بصمت إلى هذا المشهد. ضرب ضوء الشمس أجنحة التمثال في الوقت المناسب تمامًا، وخلق مجموعة رائعة من الألوان الجميلة.
أخبرتها كريستينا: “بمجرد خروجك من هذه الساحة، تسمى الساحات والشوارع المحيطة بشوارع الذواقة.”
توقفت أفكار يوجين. قفزت مير من عباءته وأمسكت يوجين من ياقته. رمش يوجين، متفاجئًا من هيجانها الناري المفاجئ.
في هذا المنظر، وضعت مير يديها معا وقدمت صلاة،’ …أنا آسفة، سيدة سيينا.’
ألا ينبغي أن يكون الأمر على ما يرام لو أنه مجرد يوم أو نحو ذلك؟ لأن هذا أيضًا هو عيد ميلاد رفيقتها منذ ثلاثمائة عام، وإذا كان لإحياء ذكراها….
عندما كانت هناك خمسة نجوم فقط، لم تظهر عليهم أي علامات دوران حول القلب. لذلك تغيرت طريقة عمل صيغة اللهب الأبيض فقط بسبب إضافة جوهر آخر؟ هذا ما اشتبه فيه يوجين في البداية، ولكن نتيجة لمشاهدة الدوران حول قلبه خلال الأيام القليلة الماضية، توصَّلَ يوجين إلى بعض التخمينات الأخرى.
بينما هي تتذكر سيينا، التي رأتها مير آخر مرة منذ فترة طويلة، تدلت زوايا فمها. لم تفتقد مير أبدًا سيينا، سيدتها وصانعتها، بقدر ما فعلت الآن….
بأي حال من الأحوال، لقد أُعميَّتْ مير من قبل جاذبية أكشاك المهرجان.
“لكنك حتى قمت بتنظيف أسنانك.”
بالتفكير في الأمر، لقد وعدت أنسيلا وجيرهارد بأنهما سَـيشتَريان هدايًا تذكارية لها قبل أن تعود من يوراس. نظرًا لأنها تلقت مثل هذا الحب والرعاية منهما حتى الآن، شعرت مير أنها يجب أن تشتري لهم على الأقل بعض الهدايا التذكارية.
إنه الظهر تقريبًا في ساحة الشمس.
‘الإشتعال بصيغة اللهب الأبيض ذات الست نجوم أقوى من حياتي السابقة. لو تمكنت من تكديس السيف الفارغ إلى أقصى حد له، فيجب أن يكون أيضًا مشابهًا لذروة قوة الإشتعال في حياتي السابقة. كما هو متوقع، لا تزال المشكلة تكمن في القدرة على التحمل.’ فكر يوجين بأسف.
فكرت مير مع نفسها، ‘يستحيل أن يأخذ السير يوجين الوقت للذهاب وشراء الهدايا التذكارية. وبصرف النظر عن اليوم، لن تكون هناك أي فرصة أفضل بالنسبة لي لشراء البعض.’
وهكذا، قررت مير أنه ليس باليد حيلة.
وقائد الفرقة الثالثة من فرسان البلاك لايونز، كارمن.
‘أخبرتني السيدة سيينا أنه إذا قدم لي شخص ما معروفاً، فيجب علي دائما سداده.’ أقنعت مير نفسها.
وهكذا، حجز يوجين غرفة في نُزُلٍ فاخرٍ بالقرب من ساحة الشمس.
وبعبارة أخرى، هذا ليس خضوع مير لإغراء الطعام، ولكن بدلا من ذلك مجرد ممارسة تعاليم السيدة سيينا. قد تحصل على شيء تأكله إذا شعرت بالجوع على طول الطريق، لكن هدفها الأساسي اليوم هو الذهاب وشراء الهدايا التذكارية. تركت مير بهدوء صدر يوجين وخرجت من العباءة.
تلعثمت مير بغضب، ” هذ-هذا…!”
[كريستينا.] نادتها انيسيه.
لم يكن من الضروري إجراء محادثة أخرى. ربطت كريستينا سوار المسبحة حول معصم مير بإبتسامة عطوفة. بمجرد أن تلقت هذا السوار، إستدارت مير ببطء للمغادرة.
بدلًا من الرد، رفعت مير قبضتها مع المسبحة المتدلية منها لتذكير يوجين.
وافقت كريستينا، “نعم، ما تشائين.”
أطلقت مير نظرةً على يوجين.
خطت خطوة إلى الأمام، ثم توقفت ونظرت إلى الوراء.
“هل يمكنني فقط أن أسألكِ شيئًا؟” طلب مير.
لم يقاتل شخصيًا ملك الحصار الشيطاني، لذلك استعصى عليه تخيل كيف يمكن أن يحدث قتالهم، لكن هذه هي النتيجة المحتملة.
وافقت كريستينا، “نعم، ما تشائين.”
“…الآن، هل أنتِ….السيدة كريستينا أو السيدة انيسيه؟” سألت مير بتردد.
عند هذه الكلمات، إبتسمت كريستينا فقط وأملت رأسها إلى الجانب.
“أي واحد يمكن أن يكون؟” قالت كريستينا.
أخبرتها كريستينا: “بمجرد خروجك من هذه الساحة، تسمى الساحات والشوارع المحيطة بشوارع الذواقة.”
لم يكن من الضروري إجراء محادثة أخرى. ربطت كريستينا سوار المسبحة حول معصم مير بإبتسامة عطوفة. بمجرد أن تلقت هذا السوار، إستدارت مير ببطء للمغادرة.
لم ترغب مير حقًا في التفكير بِـردٍ على هذا السؤال. ومع ذلك، إذا أمكن، آملت أن تكون هذه انيسيه حاليًا. لو أن هذا هو الحال، فهذا يعني أنه لا مفر من هذا حقًا.
بعد أن حَنَتْ مير رأسها، إستدارت مرة أخرى.
“لم أقرر ذلك تماما بعد، لكن….منذ أن أتيحت لي الفرصة أخيرًا للخروج بهذه الطريقة، ألن يكون من الممتع التجول في المهرجان معًا؟” ردَّتْ كريستينا وأخذت زمام المبادرة ومشت إلى الأمام لبضع خطوات. ثم تذكرت فجأة شيئًا وإستدارت للنظر إلى يوجين، “هامل، هل تعرف من أنا؟”
تنهد يوجين مرة أخرى، “فقط لماذا تستمرين في قول مثل هذا الهراء….من قال بحق الجحيم أنه سيكون موعدًا؟”
تحدث يوجين أخيرا، “كوني حذرة. لا تَتبعي أي شخص غريب، وحتى لو أخبرك أنه سيعطيك الحلوى، فقط تجاهليه….”
بدلًا من الرد، رفعت مير قبضتها مع المسبحة المتدلية منها لتذكير يوجين.
طالما أن معدتها تسمح بذلك؟ لم تملك مير حتى معدة لطلب إذنها. أكشاك شارع المهرجانات هذه، هل يمكن أن يكونوا مثيرين حقا كما جعلتهم كريستينا يبدون؟
قالت كريستينا وهي تمشي وتسحب القلنسوة على وجهها: “دعنا نذهب أيضًا.”
الإزدحام في الساحة اليوم يكون الأقوى طوال العام، وتمثال انيسيه فوقهم مباشرة. وهكذا، لم تجرؤ كريستينا على الكشف عن وجهها، الذي يشبه إلى حد كبير وجه انيسيه.
بأي حال من الأحوال، لقد أُعميَّتْ مير من قبل جاذبية أكشاك المهرجان.
“ولكن إلى أين نحن ذاهبون؟” سأل يوجين.
من الآن فصاعدا، لن تكون كريستينا قادرة على الشعور بنفس المشاعر المتزايدة التي راودتها في الماضي. بينما تتجاهل انيسيه التي تتذمر داخل رأسها، مدت كريستينا يدها إلى عباءتها. ركزت عيناها على مير، التي تتشبث بصدر يوجين مثل الزيز.
إرتجفت عيون مير بسبب الإغراء.
“لم أقرر ذلك تماما بعد، لكن….منذ أن أتيحت لي الفرصة أخيرًا للخروج بهذه الطريقة، ألن يكون من الممتع التجول في المهرجان معًا؟” ردَّتْ كريستينا وأخذت زمام المبادرة ومشت إلى الأمام لبضع خطوات. ثم تذكرت فجأة شيئًا وإستدارت للنظر إلى يوجين، “هامل، هل تعرف من أنا؟”
شخر يوجين، “هل قررتِ أنكِ ستدعوني هامل أيضا؟”
شخر يوجين، “هل قررتِ أنكِ ستدعوني هامل أيضا؟”
تراجعت كريستينا فقط لبضع لحظات عند هذا السؤال قبل أن تبتسم.
“هل أبقيتكَ تنتظر لفترة طويلة؟”
“متى فعلت ذلك؟ بالطبع، سيدي يوجين، أنت رجل. فقط كيف يمكن أن أكون مخطئةً حول شيء كهذا؟” ردت مير وهي تميل رأسها إلى الجانب.
قالت كريستينا ببعض الراحة: “إعتقدت أن تمثيلي كان جيدًا جدًا، لكن يبدو أنني فشلت في التصرف مثل السيدة انيسيه.”
“هل تحتاجين حقًا للإستمرار في التمثيل؟” تمتم يوجين وهو يرفع إصبعه.
في هذا المنظر، وضعت مير يديها معا وقدمت صلاة،’ …أنا آسفة، سيدة سيينا.’
“…هاها.” كريستينا، التي تقف هناك مصدومة، أطلقت ضحكةً قصيرة وسارت نحو يوجين. “لدي أكثر من مسبحة، لذا من فضلك لا تقلق بشأن ذلك.”
هو يعرف لماذا ترتدي كريستينا القلنسوة. يمكنه أيضا تفهم أسباب قيامها بذلك.
رأى كريستينا واقفة هناك مرتدية رداءً أبيضًا. إنه رداء انيسيه الذي أخذته من قبو الآثار الخاصة بالفاتيكان. سحبت كريستينا غطاء رداءها على وجهها وهي تنظر إلى يوجين ومير.
ومع ذلك، لم يُعجَب يوجين حقًا بفعلها لِـذلك.
لقد حبس يوجين نفسه في مسكنه الفاخر خلال اليومين الماضيين. على أي حال، لم يوجد أي شيء يتطلب منه الخروج، ولم يرغب في ذلك. تمنت مير سرا القيام بجولة في المدينة، ولكن بمجرد دخولهم إلى أماكن إقامتهم، رأت يوجين جالسًا في منتصف غرفة المعيشة كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعيةً بالنسبة له، لذلك تخلت عن توقعاتها الباهتة.
نسيم لطيف هبَّ على قلنسوة كريستينا مرة أخرى. إنذهلت كريستينا وحاولت إمساك القلنسوة، لكن النسيم الوقح إستمر في إجبار القلنسوة على الطيران وتم إرسال شعرها يطير.
خطت خطوة إلى الأمام، ثم توقفت ونظرت إلى الوراء.
“كريستينا روجرس.” خاطبها يوجين بإسمها الكامل. “بما أنكِ لم ترتكبي أي جريمة، لماذا إذن تستمرين في إخفاء وجهك؟”
ومع ذلك، هناك حد لن يتضرر بعده الجسم مهما تأثر بقوته الخاصة. في اللحظة التي يتحد فيها الجسد تمامًا مع الطاقة السحرية، يمكن إعادة بنائه بإستخدام الطاقة السحرية حتى بدون إستخدام السحر. بدلًا من التجديد البسيط، هذا أقرب إلى التحوُّل، وسيصبح الجسم المُعادُ بناؤه قويًا بما يكفي حتى لا يتضرر من ناتج الطاقة السحرية الخاصة به. بإستثناء حالاتٍ مثل الاشتعال، هذا ما سَـيحدث.
“لكن….قد يتعرف علي شخصٌ ما….” إحتجَّتْ كريستينا بشكل ضعيف.
ومع ذلك، لم يُعجَب يوجين حقًا بفعلها لِـذلك.
بينما هي مترددة، صارت مير متوترة للغاية لدرجة أنها لم تستطِع إلا أن تخفض نظرتها. ‘كم هذا مهين….!’
“وماذا في ذلك؟ هل تعتقدين أن شيئا مزعجا سيحدث إذا تعرف عليكِ شخص ما؟ ربما. لكن ما زال لا يجب أن تخفي وجهك. أنتِ أنت، وانيسيه هي انيسيه. لو رأى شخصٌ ما وجهكِ وحاول أن يتصرف بشكل إنتهازي، سأقول له أن ينقلع.” تذمر يوجين مُتَوعِدًا بينما يسير أمام كريستينا. “لقد حان وقت الظهيرة تقريبا، وأشعر بالجوع، لذلك أود الحصول على شيء آكله. ولكن هل هذا لا يزال ممكنًا؟ لقد أعطيتِ سواركِ لِـمير، بعد كل شيء.”
“…هاها.” كريستينا، التي تقف هناك مصدومة، أطلقت ضحكةً قصيرة وسارت نحو يوجين. “لدي أكثر من مسبحة، لذا من فضلك لا تقلق بشأن ذلك.”
على الرغم من أن الاحتفالات بالمهرجان تجري في جميع أنحاء يوراس، إلا أن الموقع الأكثر ازدحامًا هي العاصمة يوراسيا. خلال المهرجان الذي إستمر أسبوعا والذي بدأ من هذا اليوم، سيكون قطار انيسيه في ساحة الشمس مجانيًا للركوب حتى وقت متأخر من الليل، وأي رسوم نقل في المدينة، بالإضافة إلى أسعار المطاعم ومعظم المتاجر في المدينة، ستكون بلا ضرائب وخاليًا مِن الأعشار. علاوة على ذلك، سيبدأ الموكب في السير في شوارع المدينة، وستنطلق الألعاب النارية في الليل.
كون وجهها مكشوف للعامة بدا غير مألوفٍ لسبب ما. فركت كريستينا خديها دون وعي وهي تتبع يوجين.
[كريستينا.] نادتها انيسيه.
ردت كريستينا بخنوع: ‘نعم، الأخت.’
بعد أن حَنَتْ مير رأسها، إستدارت مرة أخرى.
[هل تفهمين مشاعري الآن؟] همست انيسيه بإعتزاز. [لقد أحببتُ حقا كيف أن هامل هو شخص مراعٍ بلا مبالاة.]
ماذا لو تسربت هذه الكلمات بطريقة ما من فمها؟
إحتجَّتْ مير، “هل كنت حقا بحاجة لغسل شعرك والإستحمام قبل التوجه إلى هناك؟”
خائفة ومحرجة من الإحتمال فقط، وضعت كريستينا يديها على شفتيها.
نظرت مير بصمت إلى المسبحة.
‘على الرغم من أنني لم أفكر أبدا في أنني سأكون قادرًا على الوصول إلى هذا الحد بهذه السرعة.’ فكر يوجين وهو يشد قبضته ويفك قبضته.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
