نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 205

ساحة الشمس (3)

ساحة الشمس (3)

الفصل 205: ساحة الشمس (3)

“هل أنتِ حقا بحاجة للتفكير في مسألة هل يمكن أم لا يمكن مشاهدة شيء مثل مهرجان بهذه الجدية؟” تمتم يوجين وهو يخدش رأسه بإرتباك.

الشمس تغرب.

أصر يوجين: “بسبب ذلك، لا يجب أن تُخفي نفسك.”

 

صُدِمَتْ كريستينا بصدق. هل هناك حتى حاجة لإتخاذ خيار؟ نوايا كريستينا واضحة. ليس لديها أي أفكار تتعلق بالبقاء في يوراس. حتى لو قال يوجين أنه يكرهها ويريدها أن تنقلع، فإن كريستينا ستظل تتبع يوجين. هل هذا من أجل سداد صالح إنقاذه لها؟ لا، كرستينا تدركُ جيدًا أن يوجين سَـيحتقرُ مثل هذا السبب.

نظرتْ انيسيه من النافذة، ولا تزال تحمل قدحا نصف مكتمل من البيرة. الحانة تقع في عمق زقاق، ولكن حتى هنا، ضوء غروب الشمس يتدفق، رغم كونه خافتًا.

“…نعم.” ابتلعت كريستينا نفسًا مرتجفًا وهي تُغلِقُ عينيها.

 

 

“حسنًا.” تنهدت انيسيه.

 

 

كل ذلك بدا ببساطة غير مهم وبعيد الآن، تماما كما شعرت من قبل. كل شيء من حولها بدا ضئيلًا وبعيدًا، فقط يوجين هو القريب. هل ما تشعر به حاليًا هو الإعجاب أم العبادة؟ أو….حاولت كريستينا ألا تفكر بعمق في الأمر.

لقد شربت الكثير من البيرة اليوم.

 

 

 

لكن، على الرغم من كونها لم تتمكن من الشرب الشرب لمئات السنين منذ وفاتها، بغض النظر عن كمية شرب انيسيه، إلا أنها ما زالت تشعر أن ذلك لن يكون كافيًا. ومع ذلك، فقد شربت انيسيه كثيرًا لدرجة أنها لم تعُد تشعر بالرغبة في الشرب الآن.

بعد النظر إلى كريستينا لبضع لحظات، إبتسم يوجين وبدأ يمشي بجانبها.

 

تنهد يوجين، “أنتِ تفعلين ذلك مرة أخرى.”

كما تلقت هدية.

 

 

ربما لم يوجد أي معنى خفي لكلماته. ومع ذلك، لم تتمكن كريستينا الإستجابة ببرود على هذا السؤال. هذا لأن السؤال الذي تم طرحه بمفرده قد أثار تموجات في أعماق قلبها.

وهكذا، لم تملك انيسيه أيَّ ندمٍ طويل الأمد في الوقت الحالي. لولا أن جسد كريستينا مميزٌ جدًا، ولولا وجود دور ستلعبه انيسيه في المستقبل، فَـهي واثقة من أنها ستتمكن من إشباع رغباتها تماما بما إختبرته للتو اليوم.

أما بالنسبة لكريستينا، فهي لم تختبِر أبدًا أي شيء مثل المهرجان.

 

 

أخبرت انيسيه يوجين: “سأذهب الآن.”

فوجئ يوجين، “ماذا؟”

 

 

“مم.” أومأ يوجين وهو يفحص المنطقة المحيطة بانيسيه بعيون متعبة.

ومع ذلك، كريستينا بالطبع، بالتأكيد، لا يمكن أن تظهر مثل هذا الشعور لِـيوجين. هي تفضل ترك كل شيء لانيسيه والإختباء عن طريق تبديل وعيَّيهما، لكن الأخت الخبيثة خاصتهم لم تخطط لإعطائها حتى كلمة نصيحة على الرغم من أنها تستمع إلى كل ما يقولانه الآن.

 

 

امتلأت الأرضية بأكواب البيرة التي شربتها، وتم وضع برميل كبير من البيرة بجانبها.

“آه….” شهقت كريستينا وهي تشعر أن التعويذة تلتف حولها.

 

إستمرَّا في المشي معًا هكذا لبعض الوقت.

من المستحيل جسديا على شخص عادي—لا، على أي إنسان أن يشرب الكثير من البيرة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأن انيسيه قد إستخدمت السحر الإلهي على جسدها لتمكينها من شرب الكثير من الكحول.

لقد شربت الكثير من البيرة اليوم.

 

قال لها يوجين، “الآن، الشخص الوحيد الذي ينظر إليك هو أنا.”

قال يوجين بفظاظة: “أراكِ لاحقًا.”

 

 

في السماء، انفجرت الألعاب النارية. نظرت كريستينا لأعلى لترى يوجين ينظر إليها والألعاب النارية تُطلقُ من خلفه.

قال لا شعوريًا تقريبًا، ‘إعتني بنفسك في طريق عودتك.’

 

ولكن بما أن جسدها لا يزال قائما وفقط الوعي المسؤول عن الجسم يتغير، ألن يكون مضحكا أن يقال: إعتني بنفسك في طريق عودتك؟

قال لها يوجين، “الآن، الشخص الوحيد الذي ينظر إليك هو أنا.”

بعد لحظات قليلة، تجمد جسد انيسيه. ثم بدأت رموش عينيها المغلقتين ترتجف.

فقط بعد إنتهاء طفولتها سُمِحَ لها أخيرًا بالذهاب إلى المهرجان، ولكن بحلول ذلك الوقت، لم تعُد كريستينا طفلة. وقفت في طليعة مهرجان تريسيا كمرشحة للقديسة، ولكن بالنسبة لكرستينا، المهرجان مجرد منصة دعائية لمرشحة القديس، بينما تم إعدام الشخص المعروف بإسم هي.

 

على الرغم من أنها يجب أن تكون تتعافى بالفعل من الثمَلِ المتبقي….شعر وجه كريستينا بحرارة غريبة.

“….اررر….” غطَّت كريستينا فمها وأطلقت أنينًا مؤلمًا.

 

 

 

لم تستمتع كريستينا حقًا بالشرب. ولو إضطرت إلى ذلك، فَـقد فضلت النبيذ الجاف. أما بالنسبة لكوب من البيرة الباردة بما يكفي لجعل رأسك يدور؟ لم تعتقد أبدًا أن شيئًا كهذا يمكن أن يكون جيدًا.

وقفت كريستينا هناك مذهولة وهي تنظر إلى ما أمامها مباشرة. لم تقضِ كل وقتها في تخيل مشاهدة هذا العرض. فَبِـمُجردِ أن صارت مرشحة القديسة، حدثت مرات عديدة عندما شاهدت العرض شخصيًا. حتى أنها وقفت على رأس العرض بنفسها في مناسبات عديدة. ومع ذلك، مشاعرها الآن مختلفة تمامًا عمَّا شعرت به في تلك الأوقات.

 

 

الآن، انتهى بها الأمر بشرب تلك الجعة أكثر مما يمكن إنسانيًا….على الرغم من أن انيسيه قد بخَّرتْ معظم البيرة التي شربتها بإستخدام السحر الإلهي، إلا أن كريستينا لا تزال منزعجة من صداع نابض ورائحة الكحول التي طغت على حواسها مع كل نفس.

 

 

 

“هل أنتِ بخير؟” سأل يوجين وهو يقترب منها.

 

 

توقفت خطوات يوجين فجأة.

ردًا على ذلك، إرتفعت كريستينا من مقعدها في حالة من الذعر وحاولت التراجع. نظرًا لأن جسدها لم يتعافَ بعد من سكره، فقد إنحرفت ساقاها قليلا أثناء تراجعها. لهذا السبب، أوشكت كريستينا على السقوط، فقط لكي يتحرك يوجين نحوها دون تأخير، ويمسكها من ذراعها ويدعم خصرها.

 

 

تماما كما قال يوجين، الذكريات والعواطف في ذلك الوقت، وكذلك المشهد أمامها، بدا كل شيء غير مهم. شعرت كريستينا بإنقسامٍ كبير بين ما تشعر به الآن والمنظر الذي تنظر إليه. هناك موسيقى متفائلة، أزياء وزخارف ملونة، ضحك الأطفال وإعجاب المتفرجين. شعرت بِـأنَّ كل ذلك بعيدٌ عنها قليلًا، ولكن في الوقت نفسه، بدا يوجين، الواقف أمامها مباشرة، قريبًا جدًا.

عبس يوجين، “يبدو أنكِ لستِ على ما يرام، صحيح؟”

وهكذا، لم تملك انيسيه أيَّ ندمٍ طويل الأمد في الوقت الحالي. لولا أن جسد كريستينا مميزٌ جدًا، ولولا وجود دور ستلعبه انيسيه في المستقبل، فَـهي واثقة من أنها ستتمكن من إشباع رغباتها تماما بما إختبرته للتو اليوم.

“لـ-لـ-لا، لا يمكنك.” تلعثمت كريستينا وهي تغطي وجهها، الذي لا يزال مُحمرًا بسبب حالة السكر.

كانت عيناها مبهرة لدرجة أنها شعرت أنها ستصاب بالعمى إذا استمرت في النظر. بالنسبة لكريستينا، كل هذا كان معجزة.

 

الفصل 205: ساحة الشمس (3)

“ماذا تقصدين بِـلا يمكنك؟” سأل يوجين بإرتباك.

فقط كريستينا لم تفعل ذلك. سحبت القلنسوة بكلتا يديها وأبقت رأسها منحنيا.

 

“…نعم.” ابتلعت كريستينا نفسًا مرتجفًا وهي تُغلِقُ عينيها.

تلعثمت كريستينا، “أنا أشم رائحة الكحول. إنها ليست رائحة لطيفة، لذا….”

بعد لحظات قليلة، تجمد جسد انيسيه. ثم بدأت رموش عينيها المغلقتين ترتجف.

“حقًا الآن.” سخر يوجين.

 

 

 

بعد التجول لأكثر من إثني عشر عامًا مع مجموعة من الرفاق الذين سيفقدون كل ضبط النفس عندما يتعلق الأمر بالكحول، يستحيل أن يشعر يوجين بالإشمئزاز من رائحة البيرة في هذه المرحلة.

 

 

حتى مع كل الموسيقى المبهجة، بإمكان كريستينا سماع دقات قلبها بوضوح. على الرغم من أنها إستمرت في المشي مع الموكب بينما تتظاهر بعدم وجود خطأ، إلا أن وجهها لا يزال يشع.

أو على الأقل هذا ما إعتقده يوجين، لكنه لم يشعر بأي حاجة لإحراج كريستينا أكثر من ذلك ببصق مثل هذه الكلمات من فمه. بدلًا من ذلك، وضع صيغة تعويذة داخل رأسه وألقى بعض السحر.

 

 

‘…على الرغم من عدم وجود سبب يجعله يشعر بهذه الطريقة، ولكن….’ وقعت كريستينا عالقةً في حالة إضطراب.

“آه….” شهقت كريستينا وهي تشعر أن التعويذة تلتف حولها.

[من المفاجئ حقًا أنه تعلم كيفية إستخدام السحر….كان بإمكانه الإعتماد فقط على جسده كما فعل في حياته السابقة.] أنين انيسيه.

 

ترك يد كريستينا وأشار إلى ما يكمن أمامهم. متلألئ، ملون، ممتعٌ وصاخب. موكب المهرجان الذي لطالما تخيَّلتهُ كريستينا في طفولتها يسير الآن أمامها مباشرة.

إختفى الصداع ورائحة الكحول التي تغلغلت في جسدها تمامًا.

 

 

 

[تسك.] نقرت انيسيه على لسانها من داخل رأس كريستينا.

 

 

 

من الواضح أن انيسيه كانت قادرة على محو تسمم كريستينا، وكذلك الصداع ورائحة البيرة، لكنها لم تكلف نفسها عناء القيام بذلك. لقد تركت ما يكفي من الثمل حتى يبقى رأس كريستينا غائمًا إلى حد ما، وستتكثف عواطفها قليلا….علاوة على ذلك، قامت انيسيه بتعديل حالة جسدها بعناية حتى تتأرجح كريستينا قليلا عندما تنهض.

تنهد يوجين، “أنتِ تفعلين ذلك مرة أخرى.”

 

 

لماذا فعلت كل هذا؟ كانت تفكر في مشاهدة المتعة التي قد تنجم عن حالة الثمل المتوازنة بشكل رائع….

 

 

 

لذلك شعرت انيسيه بالإنزعاج حقًا من أن يوجين قد أتقن مثل هذه التعويذة.

 

 

كل ذلك بدا ببساطة غير مهم وبعيد الآن، تماما كما شعرت من قبل. كل شيء من حولها بدا ضئيلًا وبعيدًا، فقط يوجين هو القريب. هل ما تشعر به حاليًا هو الإعجاب أم العبادة؟ أو….حاولت كريستينا ألا تفكر بعمق في الأمر.

[من المفاجئ حقًا أنه تعلم كيفية إستخدام السحر….كان بإمكانه الإعتماد فقط على جسده كما فعل في حياته السابقة.] أنين انيسيه.

على الرغم من أنه يصعب عليها أن تتذكر في هذه المرحلة نوع المشاعر التي شعرت بها في ذلك الوقت، في صغرِها، قبل تبنيها، كانت كريستينا قد طاردت أيضًا الدخان القادم من المواقد الصغيرة تلك.

 

 

تظاهرت كريستينا بعدم سماع همس انيسيه وهي تصحح موقفها على عجل.

 

 

 

مرَّتْ يدها من خلال شعرها الأشعث وسعلت، “…..إعتذاري لإظهار مثل هذا المظهر المخزي. عـ-على عكس السيدة انيسيه، أنا لستُ معتادةً على الشرب، لذلك—”

 

“ليس الأمر أنها معتادة على الشرب فقط؛ إنها مجرد وحش.” تذمر يوجين وهو يشير إلى باب الحانة المغلق. “إذن ماذا ستفعلين؟ هل ترغبين في البقاء هنا أيضًا؟ أو، هل يجب علينا أن نخرج؟”

ردًا على ذلك، إرتفعت كريستينا من مقعدها في حالة من الذعر وحاولت التراجع. نظرًا لأن جسدها لم يتعافَ بعد من سكره، فقد إنحرفت ساقاها قليلا أثناء تراجعها. لهذا السبب، أوشكت كريستينا على السقوط، فقط لكي يتحرك يوجين نحوها دون تأخير، ويمسكها من ذراعها ويدعم خصرها.

ترددت كريستينا، “دعنا….نخرج. هذا صحيح. لقد أكلت بالفعل كثيرًا، لذلك أريد أن أمشي قليلا.”

“نعم.” تمتمت كريستينا في النهاية.

ليس الأمر كما لو أن كريستينا لديها أي خطط. في المقام الأول، لقد خططت كريستينا للإستسلام طوال اليوم لانيسيه. انيسيه هي التي وضعت الحد الأقصى لوقتها في جسد كريستينا حتى غروب الشمس.

“نعم، سيدي يوجين.” قالت كريستينا بإبتسامة.

 

ترددت كريستينا، “دعنا….نخرج. هذا صحيح. لقد أكلت بالفعل كثيرًا، لذلك أريد أن أمشي قليلا.”

معظم المهرجانات أكثر متعة في الليل مما هي عليه أثناء النهار. الشيء نفسه ينطبق على إحتفالات عيد ميلاد انيسيه.

“…نعم.” ابتلعت كريستينا نفسًا مرتجفًا وهي تُغلِقُ عينيها.

 

“مم.” أومأ يوجين وهو يفحص المنطقة المحيطة بانيسيه بعيون متعبة.

بينما بدأ العرض خلال النهار، العرض في الليل رائع بشكل خاص. الفنانون يسيرون بينما يرقصون ويرتدون ملابس وإكسسوارات فاخرة، وستتبعها أوركسترا، غناء التراتيل مع كلمات مبهجة.

 

 

لماذا فعلت كل هذا؟ كانت تفكر في مشاهدة المتعة التي قد تنجم عن حالة الثمل المتوازنة بشكل رائع….

لم تستطِع كريستينا قيادة الطريق للخروج من الزقاق حيث الحانة لأن العرض الليلي يمر بالفعل عبر الشارع الرئيسي أمام الزقاق. بينما هناك بالفعل الكثير من الأشخاص الذين حضروا المهرجان، الشارع أمامهم ممتلئ لدرجة أنه ليس من المبالغة القول إنه لم يتبقَ مكان لإتخاذ خطوة واحدة.

“أريد البقاء والمشاهدة.” قال يوجين. “ألا تريدين؟”

 

 

قالت كريستينا بنبرةٍ مستسلمة: “يبدو أنه سيكون من الأفضل العودة.”

تلعثمت كريستينا، “أنا أشم رائحة الكحول. إنها ليست رائحة لطيفة، لذا….”

 

 

“حقًا؟” سأل يوجين.

 

 

 

بقيت كريستينا صامتة.

 

 

على الرغم من أنها يجب أن تكون تتعافى بالفعل من الثمَلِ المتبقي….شعر وجه كريستينا بحرارة غريبة.

“أريد البقاء والمشاهدة.” قال يوجين. “ألا تريدين؟”

ترك يد كريستينا وأشار إلى ما يكمن أمامهم. متلألئ، ملون، ممتعٌ وصاخب. موكب المهرجان الذي لطالما تخيَّلتهُ كريستينا في طفولتها يسير الآن أمامها مباشرة.

ربما لم يوجد أي معنى خفي لكلماته. ومع ذلك، لم تتمكن كريستينا الإستجابة ببرود على هذا السؤال. هذا لأن السؤال الذي تم طرحه بمفرده قد أثار تموجات في أعماق قلبها.

 

 

وهكذا، أرادت كريستينا فقط مرافقته، ليس كبطل أو هامل، ولكن ببساطة كَـيوجين لايونهارت.

سادَ الصمت لبضع لحظات حيث لم تستطِع كريستينا التفكير فيما ستقوله.

‘لماذا هذه الليلة ليست مظلمة كما ينبغي لها أن تكون؟’

 

ردًا على ذلك، إرتفعت كريستينا من مقعدها في حالة من الذعر وحاولت التراجع. نظرًا لأن جسدها لم يتعافَ بعد من سكره، فقد إنحرفت ساقاها قليلا أثناء تراجعها. لهذا السبب، أوشكت كريستينا على السقوط، فقط لكي يتحرك يوجين نحوها دون تأخير، ويمسكها من ذراعها ويدعم خصرها.

سأل يوجين سؤالًا آخرًا دون إنتظار الرد، “هل شاهدتِهِ من قبل؟”

 

هز هذا السؤال أيضًا قلب كريستينا.

 

 

“هل أنتِ بخير؟” سأل يوجين وهو يقترب منها.

لقد رأت شيئًا كهذا مرةً واحدة.

 

 

 

كان هناك أيضا…..وقتٌ عندما أرادتْ أن تشاهد.

“حقًا؟” سأل يوجين.

 

لقد رأت شيئًا كهذا مرةً واحدة.

في طفولتِهم، كان الجميع تقريبًا قد فعلوا الشيء نفسه.

 

 

 

كان هناك العديد من الأيتام في الدير حيث أمضت كريستينا طفولتها. هذا يعني أن هناك العديد من الأطفال الذين يحتاجون جميعًا إلى الكثير لتناول الطعام، مما يعني أيضًا أنهم بحاجة إلى الإحتفاظ بنفس القدر من المكونات في التخزين. نتيجة لذلك، كان هناك العديد من الفئران والآفات الأخرى المختلفة في الدير.

بعد النظر إلى كريستينا لبضع لحظات، إبتسم يوجين وبدأ يمشي بجانبها.

 

 

لو تُرِكَتْ بمفردها، فإن مثل هذه الآفات الضارة ستزداد في العدد إلى حد لا يمكن فيه فعل أي شيء حيال ذلك، لذلك كان التبخير الدوري مطلوبا. مرة واحدة في الشهر، يجمع رجال الدين في الدير الأطفال في الملعب ويغطون أفواههم وأنوفهم بقطعة قماش. ثم يحمل الكهنة مواقِدًا صغيرة من شأنها أن تنتج دخانًا كثيفًا وتُطَهِرَ المنشأة بأكملها.

 

 

 

سَـيُطلَبُ منهم البقاء حيث هم، لكن الأطفال لن يستمعوا إلى مثل هذا الأمر. أين المتعة والإثارة في ذلك….؟

 

على الرغم من أنه يصعب عليها أن تتذكر في هذه المرحلة نوع المشاعر التي شعرت بها في ذلك الوقت، في صغرِها، قبل تبنيها، كانت كريستينا قد طاردت أيضًا الدخان القادم من المواقد الصغيرة تلك.

“أريد البقاء والمشاهدة.” قال يوجين. “ألا تريدين؟”

 

 

تلك أقرب ذكرى لكريستينا للمشاركة في موكب. في الوقت الحاضر، هناك الكثير من الأطفال في الشارع أمامهم. الأطفال، الذين يجهلون الحقائق غير السارة وراء دين يوراس، يطاردون العرض بينما يضحكون بالطريقة التي يفعلها الأطفال.

 

 

قال يوجين وهو يسحب معصم كريستينا ويتقدم ببطء إلى الأمام: “لقد أنقذتُكِ بالفعل.”

أما بالنسبة لكريستينا، فهي لم تختبِر أبدًا أي شيء مثل المهرجان.

“حسنًا.” تنهدت انيسيه.

 

 

حتى عندما كانت تعيش في الدير، لم يُسمَح لها بالخروج. بالتفكير مرة أخرى في الأمر الآن، ربما كل هذه القيود جزءٌ من محاولة مراقبة وتقييم مرشحة القديسة التي تُربى بعناية، التجسيد المُقلد. بالنسبة لكريستينا، المهرجانات مجرد أيام يتم فيها تقديم فطائر اللحم أو كتل كبيرة من اللحوم خلال وجبات الغداء المشتركة من وقت لآخر، وأقرب شيء إلى العرض هو مطاردة الدخان القادم من مواقد التبخير.

 

 

قال لها يوجين، “الآن، الشخص الوحيد الذي ينظر إليك هو أنا.”

حتى بعد أن تم تبنيها من قبل سيرجيو، لم يتحسن وضعها. بدلًا من ذلك، صار الأمر أكثر قسوة. بينما صارت الوجبات أفضل بما لا يقاس من أيامها في الدير، بغض النظر عن مدى لذة الطعام الذي أكلته، لم تستطِع أن تشعر أن تلك الأيام كَـشيءٍ يمكن الإحتفال به.

قالت كريستينا بنبرةٍ مستسلمة: “يبدو أنه سيكون من الأفضل العودة.”

 

 

في قصر سيرجيو وكاتدرائية تريسيا، لم يوجد أي شيء مثل الدخان الذي طاردته كريستينا والأطفال الآخرون أثناء الضحك.

“كريستينا روجرس.” نادى يوجين بإسمها.

 

 

تم سحق طفولة كريستينا وتمزيقها بسبب اليأس والكراهية قبل أن يتم التستر عليها من خلال التظاهر النحيف بالحياة الطبيعية.

 

 

“…لستُ متأكدة.” ردت كريستينا بشكل ضعيف.

فقط بعد إنتهاء طفولتها سُمِحَ لها أخيرًا بالذهاب إلى المهرجان، ولكن بحلول ذلك الوقت، لم تعُد كريستينا طفلة. وقفت في طليعة مهرجان تريسيا كمرشحة للقديسة، ولكن بالنسبة لكرستينا، المهرجان مجرد منصة دعائية لمرشحة القديس، بينما تم إعدام الشخص المعروف بإسم هي.

 

 

لكن هذه كذبة.

“نعم.” تمتمت كريستينا في النهاية.

 

 

 

“إذن فَـأنتِ لا تريدين مشاهدة هذا؟” سأل يوجين مؤكدًا.

 

 

 

“…لستُ متأكدة.” ردت كريستينا بشكل ضعيف.

كريستينا تدرك جيدًا أن هذه الكلمات ليست موجهة إليها بإعتبارها القديسة. بدلًا من ذلك، تم توجيههم إلى كريستينا روجرس.

 

 

لكن هذه كذبة.

 

 

كل ذلك بدا ببساطة غير مهم وبعيد الآن، تماما كما شعرت من قبل. كل شيء من حولها بدا ضئيلًا وبعيدًا، فقط يوجين هو القريب. هل ما تشعر به حاليًا هو الإعجاب أم العبادة؟ أو….حاولت كريستينا ألا تفكر بعمق في الأمر.

هي ليستْ غير متأكدة. إنها حقا لا تريد الإستمرار في المشاهدة. ألن تتداخل ذكرياتها عن الماضي، حيث عانت من هذا اليأس والكراهية بينما تختبئ تحت حجابٍ رقيق من الحياة الطبيعية، مع ذكريات اليوم السعيدة إذا شاهدت هذا المهرجان بلا داع؟ بينما كريستينا قد تلقت بالفعل الخلاص الذي تحتاجه، هي تخشى أن تغذي الفتاة التي إعتادتْ أن تكون بسبب اليأس من ماضيها، الذي مر بالفعل ولكن لا يمكن نسيانه أبدًا.

 

 

 

“هل أنتِ حقا بحاجة للتفكير في مسألة هل يمكن أم لا يمكن مشاهدة شيء مثل مهرجان بهذه الجدية؟” تمتم يوجين وهو يخدش رأسه بإرتباك.

“أليس كذلك؟” ضغط عليها يوجين.

 

على الرغم من أنها يجب أن تكون تتعافى بالفعل من الثمَلِ المتبقي….شعر وجه كريستينا بحرارة غريبة.

دون الرد، إلتفتَتْ كريستينا فقط للنظر إلى جميع الأشخاص الذين يملأون الشارع أمامهم. مد يوجين يده فجأة وأمسك بمعصم كريستينا وهي تقف هناك بلا تعابير.

 

 

 

لهثت كريستينا، ” آه—!”

 

“كريستينا روجرس.” نادى يوجين بإسمها.

“إذن فَـأنتِ لا تريدين مشاهدة هذا؟” سأل يوجين مؤكدًا.

 

 

لم يعرف يوجين ما الذي تفكر فيه كريستينا. ومع ذلك، هو يعلم أن معظم حياتها مليئة بالبؤس. عالقة هنا، مترددة في مثل هذا الوقت، ربما لأن الذكريات المؤلمة لطفولتها قد تداخلت مع المهرجان المُلَونِ والمبهج الذي يُقام أمامهم.

لكن، على الرغم من كونها لم تتمكن من الشرب الشرب لمئات السنين منذ وفاتها، بغض النظر عن كمية شرب انيسيه، إلا أنها ما زالت تشعر أن ذلك لن يكون كافيًا. ومع ذلك، فقد شربت انيسيه كثيرًا لدرجة أنها لم تعُد تشعر بالرغبة في الشرب الآن.

 

 

قال يوجين وهو يسحب معصم كريستينا ويتقدم ببطء إلى الأمام: “لقد أنقذتُكِ بالفعل.”

 

 

أوضح يوجين: “سواء تريد الإستمرار في متابعتي أم لا.”

لم تستطع كريستينا التفكير فيما ستقوله، ولم تجِد الإرادة للمقاومة. لا تعرف ماذا تفعل، إستسلمت فقط لِـسحب يوجين لها.

انطفأت جميع الأضواء التي تضيء العرض في نفس اللحظة. وينطبق الشيء نفسه على جميع الأضواء التي تضيء الشارع. توقف العرض مع وصول الظلام المفاجئ. نظر الموكب الذي يتَّبع العرض إلى محيطهم المظلم وبدأ الهمس يعم المكان.

 

“د-دعنا نتبعه.” اقترحت كريستينا بعصبية.

“منذ أن أنقذتك، لن أطلب منكِ أن تفعلي شيئًا مثل رد الجميل. أنا الشخص الذي قرر أن ينقذك بمفردي، وكان خياري أن أفعل ذلك. لهذا، كل ما عليك فعله هو إتخاذُ قرارك الخاص.” قال يوجين وهو يسير.

تلك هي رغبة كريستينا الصادقة. ‘أيها النور الرحيم، من فضلك لا تُنِر هذه الليلة.’ هذا ما صلَت من أجله، لكنه بلا فائدة. فَـالليل في العاصمة، يوراسيا، مضاء دائمًا بأضواء ناعمة، وفي هذه اللحظة، على وجه الخصوص، محيطهم أكثر إشراقًا بسبب العرض الساطع.

 

جميلةٌ جدًا ورائعة لدرجة أن عينيها ظلت مبهورة بها.

“ما الذي تتحدث عنه؟” سألت كريستينا بإرتباك.

 

 

إقتربت يداه منها ببطء وغطتا يدي كريستينا.

أوضح يوجين: “سواء تريد الإستمرار في متابعتي أم لا.”

“حقًا؟” سأل يوجين.

 

أو على الأقل هذا ما إعتقده يوجين، لكنه لم يشعر بأي حاجة لإحراج كريستينا أكثر من ذلك ببصق مثل هذه الكلمات من فمه. بدلًا من ذلك، وضع صيغة تعويذة داخل رأسه وألقى بعض السحر.

صُدِمَتْ كريستينا بصدق. هل هناك حتى حاجة لإتخاذ خيار؟ نوايا كريستينا واضحة. ليس لديها أي أفكار تتعلق بالبقاء في يوراس. حتى لو قال يوجين أنه يكرهها ويريدها أن تنقلع، فإن كريستينا ستظل تتبع يوجين. هل هذا من أجل سداد صالح إنقاذه لها؟ لا، كرستينا تدركُ جيدًا أن يوجين سَـيحتقرُ مثل هذا السبب.

على الرغم من أنه يصعب عليها أن تتذكر في هذه المرحلة نوع المشاعر التي شعرت بها في ذلك الوقت، في صغرِها، قبل تبنيها، كانت كريستينا قد طاردت أيضًا الدخان القادم من المواقد الصغيرة تلك.

 

 

الأمر فقط….

“حسنًا.” تنهدت انيسيه.

 

 

أرادت كريستينا أن تتبعه. يوجين هو البطل، والحقيقة هي أنه أيضًا هامل الغبي منذ ثلاثمائة عام. لكن هذه الأنواع من الأشياء ليست مهمة لكريستينا الحالية.

 

 

من المستحيل جسديا على شخص عادي—لا، على أي إنسان أن يشرب الكثير من البيرة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأن انيسيه قد إستخدمت السحر الإلهي على جسدها لتمكينها من شرب الكثير من الكحول.

لم ينقذ يوجين القديسة؛ لقد أنقذ كريستينا روجرس.

 

 

 

وهكذا، أرادت كريستينا فقط مرافقته، ليس كبطل أو هامل، ولكن ببساطة كَـيوجين لايونهارت.

تلعثمت كريستينا، “ا-الأمر مختلف. هذا….حقًا شيء مختلف. أنا فقط….”

 

 

“سوف أتبعك.” قالت كريستينا بحزم.

أوعز لها يوجين، “لهذا بغض النظر عن أي شيء، فقط إستمري في المشاهدة.”

 

 

وبخها يوجين: “بما أن الأمر كذلك، فلا يمكنك أن تخافي أو تترددي عندما يتعلق الأمر بمشاهدة شيء كهذا.”

أوعز لها يوجين، “لهذا بغض النظر عن أي شيء، فقط إستمري في المشاهدة.”

 

فقط كريستينا لم تفعل ذلك. سحبت القلنسوة بكلتا يديها وأبقت رأسها منحنيا.

هناك الكثير من الناس في هذا الشارع.

 

 

“منذ أن أنقذتك، لن أطلب منكِ أن تفعلي شيئًا مثل رد الجميل. أنا الشخص الذي قرر أن ينقذك بمفردي، وكان خياري أن أفعل ذلك. لهذا، كل ما عليك فعله هو إتخاذُ قرارك الخاص.” قال يوجين وهو يسير.

ومع ذلك، أينما سار يوجين، الناس يتحركون قليلًا لفتح طريق. لم يعرفوا حتى لماذا هم يتحركون هكذا، ولا سبب خطواتهم المتعثرة إلى الوراء والطريقة التي إرتجفت بها أجسادهم سرًا. كل هذا هو نتيجة لا مفر منها بسبب غريزتهم.

امتلأت الأرضية بأكواب البيرة التي شربتها، وتم وضع برميل كبير من البيرة بجانبها.

 

“….اررر….” غطَّت كريستينا فمها وأطلقت أنينًا مؤلمًا.

بعد أن فتح طريقًا، جرَّ يوجين كريستينا خلفه.

 

 

 

تابع يوجين، “لأنه من الآن فصاعدًا، يجب أن يكون هذا النوع من الأشياء جزءًا غير مهمٍ من المشهد بالنسبة لك.”

في طفولتِهم، كان الجميع تقريبًا قد فعلوا الشيء نفسه.

بقيت كريستينا صامتة.

قال يوجين بفظاظة: “أراكِ لاحقًا.”

 

 

“ألستِ هنا الآن؟” ذكرها يوجين. “لا أعرف ما الذي كنت تفكرين فيه، أو ما الذي ركزتِ عليه، أو ما قد تكوني تذكرتيه. لا أريد حتى أن أعرف، ولن أزعج نفسي بالسؤال.”

 

توقفت خطوات يوجين فجأة.

 

 

حتى عندما كانت تعيش في الدير، لم يُسمَح لها بالخروج. بالتفكير مرة أخرى في الأمر الآن، ربما كل هذه القيود جزءٌ من محاولة مراقبة وتقييم مرشحة القديسة التي تُربى بعناية، التجسيد المُقلد. بالنسبة لكريستينا، المهرجانات مجرد أيام يتم فيها تقديم فطائر اللحم أو كتل كبيرة من اللحوم خلال وجبات الغداء المشتركة من وقت لآخر، وأقرب شيء إلى العرض هو مطاردة الدخان القادم من مواقد التبخير.

ترك يد كريستينا وأشار إلى ما يكمن أمامهم. متلألئ، ملون، ممتعٌ وصاخب. موكب المهرجان الذي لطالما تخيَّلتهُ كريستينا في طفولتها يسير الآن أمامها مباشرة.

 

 

 

أوعز لها يوجين، “لهذا بغض النظر عن أي شيء، فقط إستمري في المشاهدة.”

سادَ الصمت لبضع لحظات حيث لم تستطِع كريستينا التفكير فيما ستقوله.

وقفت كريستينا هناك مذهولة وهي تنظر إلى ما أمامها مباشرة. لم تقضِ كل وقتها في تخيل مشاهدة هذا العرض. فَبِـمُجردِ أن صارت مرشحة القديسة، حدثت مرات عديدة عندما شاهدت العرض شخصيًا. حتى أنها وقفت على رأس العرض بنفسها في مناسبات عديدة. ومع ذلك، مشاعرها الآن مختلفة تمامًا عمَّا شعرت به في تلك الأوقات.

 

 

 

العذاب، الكراهية والغضب الذي شعرت به في الماضي، الشعور بالسخرية الذي شعرت به تجاه أولئك الذين أشادوا بها وأُعجِبوا بها كمرشح للقديسة دون معرفة أي شيء عنها، والشعور بالعار الذي شعرت به لنفسها والجوهر غير الطبيعي للمرشحة القديسة — لم تشعر بأي من تلك المشاعر المعقدة في هذه اللحظة.

 

 

“مم.” أومأ يوجين وهو يفحص المنطقة المحيطة بانيسيه بعيون متعبة.

تماما كما قال يوجين، الذكريات والعواطف في ذلك الوقت، وكذلك المشهد أمامها، بدا كل شيء غير مهم. شعرت كريستينا بإنقسامٍ كبير بين ما تشعر به الآن والمنظر الذي تنظر إليه. هناك موسيقى متفائلة، أزياء وزخارف ملونة، ضحك الأطفال وإعجاب المتفرجين. شعرت بِـأنَّ كل ذلك بعيدٌ عنها قليلًا، ولكن في الوقت نفسه، بدا يوجين، الواقف أمامها مباشرة، قريبًا جدًا.

اعترفت كريستينا: “أخشى أن يتعرف عليَّ شخصٌ ما.”

 

 

“أُنظري، إنه حقًا لا شيء.” قال يوجين وهو يدير رأسه للنظر إليها.

 

 

أرادت كريستينا أن تتبعه. يوجين هو البطل، والحقيقة هي أنه أيضًا هامل الغبي منذ ثلاثمائة عام. لكن هذه الأنواع من الأشياء ليست مهمة لكريستينا الحالية.

على الرغم من أنها يجب أن تكون تتعافى بالفعل من الثمَلِ المتبقي….شعر وجه كريستينا بحرارة غريبة.

سأل يوجين سؤالًا آخرًا دون إنتظار الرد، “هل شاهدتِهِ من قبل؟”

 

 

تحركت شفاه كريستينا بلا صوت للحظة قبل أن تتوقف وتُصفيَّ رأسها. تراجعت كما لو أنا تهرب، لكن يوجين لم يسمح لكريستينا بالهروب منه.

 

 

 

“أليس كذلك؟” ضغط عليها يوجين.

لم تستطِع كريستينا قيادة الطريق للخروج من الزقاق حيث الحانة لأن العرض الليلي يمر بالفعل عبر الشارع الرئيسي أمام الزقاق. بينما هناك بالفعل الكثير من الأشخاص الذين حضروا المهرجان، الشارع أمامهم ممتلئ لدرجة أنه ليس من المبالغة القول إنه لم يتبقَ مكان لإتخاذ خطوة واحدة.

 

تلك هي رغبة كريستينا الصادقة. ‘أيها النور الرحيم، من فضلك لا تُنِر هذه الليلة.’ هذا ما صلَت من أجله، لكنه بلا فائدة. فَـالليل في العاصمة، يوراسيا، مضاء دائمًا بأضواء ناعمة، وفي هذه اللحظة، على وجه الخصوص، محيطهم أكثر إشراقًا بسبب العرض الساطع.

تلعثمت كريستينا، “ا-الأمر مختلف. هذا….حقًا شيء مختلف. أنا فقط….”

 

في هذه اللحظة، لم تستطِع كريستينا إلا أن تشعر أنها تواجه معضلة كبيرة. أراد قلبها أن يستدير ويهرب. ليس ذلك لأن المشاهد التافهة أمامها جعلتها تشعر بمشاعر لا تريد أن تتذكرها، ولكن في الواقع، ذلك ببساطة لأنها شعرت بالحرج الشديد من الإستمرار في النظر إلى وجه يوجين المتحمس.

ليس الأمر كما لو أن كريستينا لديها أي خطط. في المقام الأول، لقد خططت كريستينا للإستسلام طوال اليوم لانيسيه. انيسيه هي التي وضعت الحد الأقصى لوقتها في جسد كريستينا حتى غروب الشمس.

 

 

ومع ذلك، كريستينا بالطبع، بالتأكيد، لا يمكن أن تظهر مثل هذا الشعور لِـيوجين. هي تفضل ترك كل شيء لانيسيه والإختباء عن طريق تبديل وعيَّيهما، لكن الأخت الخبيثة خاصتهم لم تخطط لإعطائها حتى كلمة نصيحة على الرغم من أنها تستمع إلى كل ما يقولانه الآن.

انطفأت جميع الأضواء التي تضيء العرض في نفس اللحظة. وينطبق الشيء نفسه على جميع الأضواء التي تضيء الشارع. توقف العرض مع وصول الظلام المفاجئ. نظر الموكب الذي يتَّبع العرض إلى محيطهم المظلم وبدأ الهمس يعم المكان.

 

تم سحق طفولة كريستينا وتمزيقها بسبب اليأس والكراهية قبل أن يتم التستر عليها من خلال التظاهر النحيف بالحياة الطبيعية.

ماذا لو هربتْ حقا؟ ما لم تشرح كريستينا الأشياء بشكل صحيح، فإن يوجين سَـيتوصل بالتأكيد إلى سوء فهم. تُفَضِلُ كريستينا الموت على السماح لِـيوجين بإساءة فهمها. لو هربت بعد أن جرها إلى هنا وقال لها مثل هذه الأشياء، ألن يشعر يوجين أن كل ما فعله كان عبثًا؟ تخشى كريستينا، في مثل هذه الحالة، أن يشعر يوجين بخيبة أمل في نفسه.

أوضح يوجين: “سواء تريد الإستمرار في متابعتي أم لا.”

 

 

‘…على الرغم من عدم وجود سبب يجعله يشعر بهذه الطريقة، ولكن….’ وقعت كريستينا عالقةً في حالة إضطراب.

لقد حان الوقت لها للتوصل إلى قرار بشأن معضلتها. أخذت كريستينا نفسًا عميقًا، ثم أوقفت تراجعها، وخطت خطوة إلى الأمام.

 

قالت كريستينا بنبرةٍ مستسلمة: “يبدو أنه سيكون من الأفضل العودة.”

“ماذا معك؟” سأل يوجين.

 

 

شهقت كريستينا بهدوء “….آه….!”

لقد حان الوقت لها للتوصل إلى قرار بشأن معضلتها. أخذت كريستينا نفسًا عميقًا، ثم أوقفت تراجعها، وخطت خطوة إلى الأمام.

على الرغم من أنه يصعب عليها أن تتذكر في هذه المرحلة نوع المشاعر التي شعرت بها في ذلك الوقت، في صغرِها، قبل تبنيها، كانت كريستينا قد طاردت أيضًا الدخان القادم من المواقد الصغيرة تلك.

 

لكن، على الرغم من كونها لم تتمكن من الشرب الشرب لمئات السنين منذ وفاتها، بغض النظر عن كمية شرب انيسيه، إلا أنها ما زالت تشعر أن ذلك لن يكون كافيًا. ومع ذلك، فقد شربت انيسيه كثيرًا لدرجة أنها لم تعُد تشعر بالرغبة في الشرب الآن.

“د-دعنا نتبعه.” اقترحت كريستينا بعصبية.

قالت كريستينا بنبرةٍ مستسلمة: “يبدو أنه سيكون من الأفضل العودة.”

 

 

فوجئ يوجين، “ماذا؟”

 

“ذلك….أ-ألن يكون من الممتع اللحاق بالعرض؟” سرعان ما تلعثمت كريستينا قبل أن تدفع نفسها إلى الموكب الذي يتبع العرض.

امتلأت الأرضية بأكواب البيرة التي شربتها، وتم وضع برميل كبير من البيرة بجانبها.

 

إستمرَّا في المشي معًا هكذا لبعض الوقت.

بعد النظر إلى كريستينا لبضع لحظات، إبتسم يوجين وبدأ يمشي بجانبها.

نظرتْ انيسيه من النافذة، ولا تزال تحمل قدحا نصف مكتمل من البيرة. الحانة تقع في عمق زقاق، ولكن حتى هنا، ضوء غروب الشمس يتدفق، رغم كونه خافتًا.

 

 

‘لماذا هذه الليلة ليست مظلمة كما ينبغي لها أن تكون؟’

فقط بعد إنتهاء طفولتها سُمِحَ لها أخيرًا بالذهاب إلى المهرجان، ولكن بحلول ذلك الوقت، لم تعُد كريستينا طفلة. وقفت في طليعة مهرجان تريسيا كمرشحة للقديسة، ولكن بالنسبة لكرستينا، المهرجان مجرد منصة دعائية لمرشحة القديس، بينما تم إعدام الشخص المعروف بإسم هي.

تلك هي رغبة كريستينا الصادقة. ‘أيها النور الرحيم، من فضلك لا تُنِر هذه الليلة.’ هذا ما صلَت من أجله، لكنه بلا فائدة. فَـالليل في العاصمة، يوراسيا، مضاء دائمًا بأضواء ناعمة، وفي هذه اللحظة، على وجه الخصوص، محيطهم أكثر إشراقًا بسبب العرض الساطع.

معظم المهرجانات أكثر متعة في الليل مما هي عليه أثناء النهار. الشيء نفسه ينطبق على إحتفالات عيد ميلاد انيسيه.

 

 

شعرت كريستينا أن هذه الأضواء الساطعة تضيء وجهها بوضوح، لذلك لم تستطِع إلا أن تشعر بالحرج. لم تُرِد أن تُظهِرَ الإحمرار الثقيل على خدَّيها لِـيوجين. في الوقت نفسه، لم ترغب أيضًا أن يلاحظ الحشد أن وجهها يشبه انيسيه إلى حدٍ كبير.

 

 

تلعثمت كريستينا، “ا-الأمر مختلف. هذا….حقًا شيء مختلف. أنا فقط….”

حاليًا….هناك الكثير من الناس حولها. هل ذلك بسبب المزاج؟ شعرت كما لو أن عيونهم تنجذب إلى وجهها.

 

 

 

أدركت كريستينا شيئًا متأخرة.

 

 

“أُنظري، إنه حقًا لا شيء.” قال يوجين وهو يدير رأسه للنظر إليها.

هي ترتدي حاليًا رداءً مع قلنسوة. سرعان ما سحبت كريستينا القلنسوة بعمق فوق رأسها، وغطَّتْ وجهها.

ماذا لو هربتْ حقا؟ ما لم تشرح كريستينا الأشياء بشكل صحيح، فإن يوجين سَـيتوصل بالتأكيد إلى سوء فهم. تُفَضِلُ كريستينا الموت على السماح لِـيوجين بإساءة فهمها. لو هربت بعد أن جرها إلى هنا وقال لها مثل هذه الأشياء، ألن يشعر يوجين أن كل ما فعله كان عبثًا؟ تخشى كريستينا، في مثل هذه الحالة، أن يشعر يوجين بخيبة أمل في نفسه.

 

لكن، على الرغم من كونها لم تتمكن من الشرب الشرب لمئات السنين منذ وفاتها، بغض النظر عن كمية شرب انيسيه، إلا أنها ما زالت تشعر أن ذلك لن يكون كافيًا. ومع ذلك، فقد شربت انيسيه كثيرًا لدرجة أنها لم تعُد تشعر بالرغبة في الشرب الآن.

“ماذا تفعلين؟” سأل يوجين من بجانبها.

 

 

 

اعترفت كريستينا: “أخشى أن يتعرف عليَّ شخصٌ ما.”

كانت عيناها مبهرة لدرجة أنها شعرت أنها ستصاب بالعمى إذا استمرت في النظر. بالنسبة لكريستينا، كل هذا كان معجزة.

 

كان هناك العديد من الأيتام في الدير حيث أمضت كريستينا طفولتها. هذا يعني أن هناك العديد من الأطفال الذين يحتاجون جميعًا إلى الكثير لتناول الطعام، مما يعني أيضًا أنهم بحاجة إلى الإحتفاظ بنفس القدر من المكونات في التخزين. نتيجة لذلك، كان هناك العديد من الفئران والآفات الأخرى المختلفة في الدير.

تنهد يوجين، “أنتِ تفعلين ذلك مرة أخرى.”

 

“يرجى تفهم مخاوفي.” طلبت كريستينا. “هناك بالفعل الكثير من الناس في الساحة في وقت سابق، ولكن على عكس ذلك الحين، نحن في الواقع نشارك في الموكب الآن. إذا اكتشف أي شخص أنني هنا، فقد ينتهي الأمر بتدمير العرض.”

 

نظر يوجين إلى كريستينا بِـعيونٍ ضيقة. لا يزال غير راضٍ حقًا عن عذرها، ولكن على عكس ما سبق، لم يُزِل قلنسوة كريستينا بالقوة.

 

 

هي ترتدي حاليًا رداءً مع قلنسوة. سرعان ما سحبت كريستينا القلنسوة بعمق فوق رأسها، وغطَّتْ وجهها.

إستمرَّا في المشي معًا هكذا لبعض الوقت.

 

حتى مع القلنسوة منخفضةً على وجهها، محيطهم ساطع لدرجة أنها شعرت وكأن الضوء يسطع مُظهِرًا وجهها. لذا حاولت كريستينا الصلاة مرة أخرى.

حتى مع كل الموسيقى المبهجة، بإمكان كريستينا سماع دقات قلبها بوضوح. على الرغم من أنها إستمرت في المشي مع الموكب بينما تتظاهر بعدم وجود خطأ، إلا أن وجهها لا يزال يشع.

في السماء، انفجرت الألعاب النارية. نظرت كريستينا لأعلى لترى يوجين ينظر إليها والألعاب النارية تُطلقُ من خلفه.

 

 

‘…النور المقدس، من فضلك….’

[تسك.] نقرت انيسيه على لسانها من داخل رأس كريستينا.

حتى مع القلنسوة منخفضةً على وجهها، محيطهم ساطع لدرجة أنها شعرت وكأن الضوء يسطع مُظهِرًا وجهها. لذا حاولت كريستينا الصلاة مرة أخرى.

 

 

لم تستطع كريستينا التفكير فيما ستقوله، ولم تجِد الإرادة للمقاومة. لا تعرف ماذا تفعل، إستسلمت فقط لِـسحب يوجين لها.

هل تمكنت صلاتها الجادة من الوصول إلى هدفها؟

 

انطفأت جميع الأضواء التي تضيء العرض في نفس اللحظة. وينطبق الشيء نفسه على جميع الأضواء التي تضيء الشارع. توقف العرض مع وصول الظلام المفاجئ. نظر الموكب الذي يتَّبع العرض إلى محيطهم المظلم وبدأ الهمس يعم المكان.

“كريستينا روجرس.” نادى يوجين بإسمها.

 

في طفولتِهم، كان الجميع تقريبًا قد فعلوا الشيء نفسه.

بووم!

 

تم رفع الظلام. إرتفعت الألعاب النارية من برج ساعة طويل قريب وأضاءت السماء. تم إطلاق هذه الألعاب النارية بمناسبة نهاية المهرجان. تحولت تمتمة الحشد إلى هتافات. رفع الجميع رؤوسهم لمشاهدة الزهور تتفتح والأضواء ترفرف في السماء.

لم تستطِع كريستينا قيادة الطريق للخروج من الزقاق حيث الحانة لأن العرض الليلي يمر بالفعل عبر الشارع الرئيسي أمام الزقاق. بينما هناك بالفعل الكثير من الأشخاص الذين حضروا المهرجان، الشارع أمامهم ممتلئ لدرجة أنه ليس من المبالغة القول إنه لم يتبقَ مكان لإتخاذ خطوة واحدة.

 

 

فقط كريستينا لم تفعل ذلك. سحبت القلنسوة بكلتا يديها وأبقت رأسها منحنيا.

صُدِمَتْ كريستينا بصدق. هل هناك حتى حاجة لإتخاذ خيار؟ نوايا كريستينا واضحة. ليس لديها أي أفكار تتعلق بالبقاء في يوراس. حتى لو قال يوجين أنه يكرهها ويريدها أن تنقلع، فإن كريستينا ستظل تتبع يوجين. هل هذا من أجل سداد صالح إنقاذه لها؟ لا، كرستينا تدركُ جيدًا أن يوجين سَـيحتقرُ مثل هذا السبب.

 

“ليس الأمر أنها معتادة على الشرب فقط؛ إنها مجرد وحش.” تذمر يوجين وهو يشير إلى باب الحانة المغلق. “إذن ماذا ستفعلين؟ هل ترغبين في البقاء هنا أيضًا؟ أو، هل يجب علينا أن نخرج؟”

“كريستينا روجرس.” نادى يوجين بإسمها.

صُدِمَتْ كريستينا بصدق. هل هناك حتى حاجة لإتخاذ خيار؟ نوايا كريستينا واضحة. ليس لديها أي أفكار تتعلق بالبقاء في يوراس. حتى لو قال يوجين أنه يكرهها ويريدها أن تنقلع، فإن كريستينا ستظل تتبع يوجين. هل هذا من أجل سداد صالح إنقاذه لها؟ لا، كرستينا تدركُ جيدًا أن يوجين سَـيحتقرُ مثل هذا السبب.

 

وهكذا، لم تملك انيسيه أيَّ ندمٍ طويل الأمد في الوقت الحالي. لولا أن جسد كريستينا مميزٌ جدًا، ولولا وجود دور ستلعبه انيسيه في المستقبل، فَـهي واثقة من أنها ستتمكن من إشباع رغباتها تماما بما إختبرته للتو اليوم.

إرتعدت أكتاف كريستينا عند سماعه.

معظم المهرجانات أكثر متعة في الليل مما هي عليه أثناء النهار. الشيء نفسه ينطبق على إحتفالات عيد ميلاد انيسيه.

 

 

إقتربت يداه منها ببطء وغطتا يدي كريستينا.

إختفى الصداع ورائحة الكحول التي تغلغلت في جسدها تمامًا.

 

دون إخفاء نفسها عن النظرات والتمتمة الموجهة نحوها….

قال لها يوجين، “الآن، الشخص الوحيد الذي ينظر إليك هو أنا.”

 

سحبت يداه الخشنتان قلنسوة كريستينا.

دون إخفاء نفسها عن النظرات والتمتمة الموجهة نحوها….

 

 

شهقت كريستينا بهدوء “….آه….!”

 

في السماء، انفجرت الألعاب النارية. نظرت كريستينا لأعلى لترى يوجين ينظر إليها والألعاب النارية تُطلقُ من خلفه.

 

 

 

أصر يوجين: “بسبب ذلك، لا يجب أن تُخفي نفسك.”

ماذا لو هربتْ حقا؟ ما لم تشرح كريستينا الأشياء بشكل صحيح، فإن يوجين سَـيتوصل بالتأكيد إلى سوء فهم. تُفَضِلُ كريستينا الموت على السماح لِـيوجين بإساءة فهمها. لو هربت بعد أن جرها إلى هنا وقال لها مثل هذه الأشياء، ألن يشعر يوجين أن كل ما فعله كان عبثًا؟ تخشى كريستينا، في مثل هذه الحالة، أن يشعر يوجين بخيبة أمل في نفسه.

 

عبس يوجين، “يبدو أنكِ لستِ على ما يرام، صحيح؟”

كريستينا تدرك جيدًا أن هذه الكلمات ليست موجهة إليها بإعتبارها القديسة. بدلًا من ذلك، تم توجيههم إلى كريستينا روجرس.

 

تابع يوجين، “إذا قررتِ أن تتبعني، فأنت بحاجة للنظر إلى نفس الأشياء مثلي.”

في السماء، انفجرت الألعاب النارية. نظرت كريستينا لأعلى لترى يوجين ينظر إليها والألعاب النارية تُطلقُ من خلفه.

دون أن تدرك دورها كقديسة….

 

 

“نعم.” تمتمت كريستينا في النهاية.

دون إخفاء نفسها عن النظرات والتمتمة الموجهة نحوها….

“ما الذي تتحدث عنه؟” سألت كريستينا بإرتباك.

 

“ليس الأمر أنها معتادة على الشرب فقط؛ إنها مجرد وحش.” تذمر يوجين وهو يشير إلى باب الحانة المغلق. “إذن ماذا ستفعلين؟ هل ترغبين في البقاء هنا أيضًا؟ أو، هل يجب علينا أن نخرج؟”

….لا.

 

 

 

كل ذلك بدا ببساطة غير مهم وبعيد الآن، تماما كما شعرت من قبل. كل شيء من حولها بدا ضئيلًا وبعيدًا، فقط يوجين هو القريب. هل ما تشعر به حاليًا هو الإعجاب أم العبادة؟ أو….حاولت كريستينا ألا تفكر بعمق في الأمر.

‘…النور المقدس، من فضلك….’

 

قال لها يوجين، “الآن، الشخص الوحيد الذي ينظر إليك هو أنا.”

كل شيء فقط….بدا فقط جميلًا. إرتفعت الألعاب النارية في السماء، وتحتها وقف يوجين. يوجين، الذي مد يده إليها بينما هي محاصرة في مصيرها كقديسة، والذي هو أشبه بِـلعنة. إنه يوجين لايونهارت، وليس البطل، والذي لم ينقذ القديسة بل كريستينا روجرس.

 

 

 

شعرت أن هناك معجزة قريبة جدًا منها لدرجة أن كل ما عليها فعله هو مد يدٍ واحدة لِـلَمسِها.

“ألستِ هنا الآن؟” ذكرها يوجين. “لا أعرف ما الذي كنت تفكرين فيه، أو ما الذي ركزتِ عليه، أو ما قد تكوني تذكرتيه. لا أريد حتى أن أعرف، ولن أزعج نفسي بالسؤال.”

 

في هذه اللحظة، لم تستطِع كريستينا إلا أن تشعر أنها تواجه معضلة كبيرة. أراد قلبها أن يستدير ويهرب. ليس ذلك لأن المشاهد التافهة أمامها جعلتها تشعر بمشاعر لا تريد أن تتذكرها، ولكن في الواقع، ذلك ببساطة لأنها شعرت بالحرج الشديد من الإستمرار في النظر إلى وجه يوجين المتحمس.

جميلةٌ جدًا ورائعة لدرجة أن عينيها ظلت مبهورة بها.

 

 

كان هناك العديد من الأيتام في الدير حيث أمضت كريستينا طفولتها. هذا يعني أن هناك العديد من الأطفال الذين يحتاجون جميعًا إلى الكثير لتناول الطعام، مما يعني أيضًا أنهم بحاجة إلى الإحتفاظ بنفس القدر من المكونات في التخزين. نتيجة لذلك، كان هناك العديد من الفئران والآفات الأخرى المختلفة في الدير.

“…نعم.” ابتلعت كريستينا نفسًا مرتجفًا وهي تُغلِقُ عينيها.

 

 

“حسنًا.” تنهدت انيسيه.

كانت عيناها مبهرة لدرجة أنها شعرت أنها ستصاب بالعمى إذا استمرت في النظر. بالنسبة لكريستينا، كل هذا كان معجزة.

بقيت كريستينا صامتة.

 

إقتربت يداه منها ببطء وغطتا يدي كريستينا.

وهكذا، انفجرت كريستينا في الضحك. دون فتح عينيها المغلقتين، دون أي نوع من التظاهر لإخفاء مشاعرها الحقيقية، ركزت فقط على هذه المعجزة القريبةِ جدًا، المُشرقةِ جدًا والجميلةِ جدًا.

جميلةٌ جدًا ورائعة لدرجة أن عينيها ظلت مبهورة بها.

 

 

“نعم، سيدي يوجين.” قالت كريستينا بإبتسامة.

تماما كما قال يوجين، الذكريات والعواطف في ذلك الوقت، وكذلك المشهد أمامها، بدا كل شيء غير مهم. شعرت كريستينا بإنقسامٍ كبير بين ما تشعر به الآن والمنظر الذي تنظر إليه. هناك موسيقى متفائلة، أزياء وزخارف ملونة، ضحك الأطفال وإعجاب المتفرجين. شعرت بِـأنَّ كل ذلك بعيدٌ عنها قليلًا، ولكن في الوقت نفسه، بدا يوجين، الواقف أمامها مباشرة، قريبًا جدًا.

نظر يوجين إلى كريستينا بِـعيونٍ ضيقة. لا يزال غير راضٍ حقًا عن عذرها، ولكن على عكس ما سبق، لم يُزِل قلنسوة كريستينا بالقوة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط