نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 207

بابل (2)

بابل (2)

الفصل 207: بابل (2)

“كنتُ أتساءل لماذا طرحتِ إسمه….أنتِ تحاولين إغراء الكونت كاراد بغزو أراضي قلعة التنين الشيطاني، أليس كذلك؟” سأل غافيد بشكل مرتاب.

البطل والقديسة.

أجاب إدموند بإبتسامة: “يبدو أنكِ تستثمرين الكثير من الوقت فيها.”

 

 

لم يستطِع إدموند أن يفهم تماما الوزن الذي يحمله هذان اللقبان. إنه ساحرٌ أسودٌ وحشيٌّ نجا لأكثر من مائة عام، لكنه لم يلتقِ قط ببطل حقيقي أو قديسة حقيقية.

“حسنًا، نعم نعم.” تمتمت نوير بحسرة محبطة. “آمل ألا يركض الأسد الشاب بغباء بسبب حماس الشباب. لكن، من أجل تحقيق ما فشل سلفه في القيام به، آمل أن يتمكن من بدء حربٍ برفع السيف المقدس.”

 

بعد سماع أنه حتى الكاردينال قد مات، تلاشى ضحك نوير. إستقرت عيون غافيد أيضًا بنظرة باردة متجمدة وهو ينظر إلى إدموند.

“قديسة، أنت تقول.” ردد غافيد.

أعطى إدموند عذرًا، “كانت هناك أيضًا العديد من الصعوبات التي ظهرت أثناء البحث. يبدو أن القبائل العظيمة الأخرى، مثل قبيلة زوران، تقمع بقوة كوتشيلا.”

 

 

ومع ذلك، فإن شفرة الحصار وملكة شياطين الليل قد إلتقيا بِـبَطَلٍ حقيقي وقديسة حقيقي. في تلك الحقبة منذ ثلاثمائة عام، كان كل من البطل والقديسة نَشِطَينِ في العالم. منذ ذلك الحين، لم يظهر البطل مرة أخرى، لكن إمبراطورية يوراس المقدسة عيَّنَتْ قديسةً جديدةً عدة مرات وجعلتهن رمزًا لمملكتهم المقدسة.

أغلق غافيد عينيه، غير راغبٍ في الإستماع بعد الآن.

 

 

أكد إدموند: “أعتقد أن هناك إحتمالًا.”

“مستوى تقديرك حقًا مرتفع للغاية، الدوق غافيد….هممم، ثم ماذا عنهم؟” سألت نوير بإبتسامة عريضة وهي تشير إلى النافذة الزجاجية.

 

“هل سمعتِ الشائعات عنها؟” استفسر إدموند.

تحركت نوير على مهل وجلست على رأس طاولة فارغة.

 

 

“إنه شيطان عملاق لديه دم مختلط من العملاق. لكن حسنًا، سأعتني بحجمه، لذلك لن يضرب رأسه على السقف إذا جاء إلى هنا.” عرضت نوير بسخاء.

ثم قاطعت ساقيها بإبتسامة ساحرة وقالت، “المرشحة القديسة لهذا الجيل، كان إسمها كريستينا روجرس، أليس كذلك؟ تلك المرأة تبدو تمامًا مثل انيسيه سليوود، أليس كذلك؟ إستغرق الأمر من هؤلاء المتعصبين مائتي عام، لكنهم تمكنوا أخيرًا من إستنساخ انيسيه سليوود.”

 

“لا نعرف هل نجحوا حقًا أم لا بعد.” صححها غافيد. “بعد كل شيء، ربما تمكنوا ببساطة من إعادة إنشاء وجهها. على أية حال، في الحقيقة، ألن يُسَهِّلَ ذلك على الكرسي الرسولي السيطرة عليها؟ بعد كل شيء، لقد صنعوا انيسيه جيدًا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليها في سنواتها الأخيرة.”

غمغم غافيد في النهاية: “يبدو أنه لا يمكن الإستهانة به حقًا.”

عرفت نوير وغافيد حقيقة انيسيه سليوود. هذان الشخصان هما من الشياطين الذين عاشوا لمئات السنين وهما يعرفان جيدًا القديسين الذين جاءوا قبل انيسيه. على الرغم من أنهم يسمونهم بِـذاتِ الإسم الفخم، إلا أن القديسين الذين جاءوا قبل انيسيه كانوا إبداعاتٍ غير مكتملة لا يمكن أن ترقى إلى مستوى أسمائهم.

“كنتُ أتساءل لماذا طرحتِ إسمه….أنتِ تحاولين إغراء الكونت كاراد بغزو أراضي قلعة التنين الشيطاني، أليس كذلك؟” سأل غافيد بشكل مرتاب.

 

 

الشيء نفسه ينطبق على القديسين الذين جاءوا بعد انيسيه أيضًا. لا يزال من غير المعروف الطريقة التي إستخدمها يوراس لإنشاء القديسين، ولكن يبدو أن طريقتهم في إنتاج القديسين غير كاملة. حتى الآن، أتى العديد من المرشحين لمنصب القديس وكذلك القديسين الكاملين، ولكن من بينهم جميعا، انيسيه فقط تستحق أن يطلق عليها لقب القديسة.

“للإعتقاد بأن يوجين لايونهارت هو البطل….فوفو.” ضحكت نوير. “ما نوع التعبير الذي سَـتصنعه إيريس إذا عرفت الحقيقة؟ تلك المرأة الغبية. البطل الذي تستاء منه كَـعدو والدها كان أمام عينيها مباشرة، لكنها لم تتعرف عليه حتى أنها فشلت في أخذه كرهينة.”

 

فيرموث اليأس.

“لو أنها مجرد دمية جاهلة صُنِعَتْ لتشبه انيسيه فقط في وجهها، إذن….هيهيهي.” قالت نوير مستمتعة. “كما قلت، سيسهل على الكرسي الرسولي إستخدامها. لأنه فقط من خلال شبهها بانيسيه، يمكن أن تكون بمثابة رمزٍ لحماسهم.”

لم يستطِع إدموند أن يفهم تماما الوزن الذي يحمله هذان اللقبان. إنه ساحرٌ أسودٌ وحشيٌّ نجا لأكثر من مائة عام، لكنه لم يلتقِ قط ببطل حقيقي أو قديسة حقيقية.

“ولكن بالنسبة للبطل.” تمتم غافيد، لا يزال غير جالس. واقفًا وظهره إلى النافذة نظر إلى إدموند كما قال بجدية، “الكونت إدموند، أنا أيضًا أُقدرك تمامًا، لكن كلمة البطل ليست شيئا يجب أن تطرحه بسهولة، حتى على سبيل المزاح، لأنني أكره مجرد سماع هذه الكلمة.”

“هل أنت على دراية بالكونت كراد، لور إقطاعية رول بجوار قلعة التنين الشيطاني؟”

“الشيء نفسه ينطبق علي أيضًا.” وافقته نوير. “كلمة بطل….فوفو. مجرد ذكر ذلك يذكرني بفيرموث اليأس.”

 

لا يزال الإثنان يتذكران بوضوح ما حدث قبل ثلاثمائة عام.

“قديسة، أنت تقول.” ردد غافيد.

 

الشيء نفسه ينطبق على القديسين الذين جاءوا بعد انيسيه أيضًا. لا يزال من غير المعروف الطريقة التي إستخدمها يوراس لإنشاء القديسين، ولكن يبدو أن طريقتهم في إنتاج القديسين غير كاملة. حتى الآن، أتى العديد من المرشحين لمنصب القديس وكذلك القديسين الكاملين، ولكن من بينهم جميعا، انيسيه فقط تستحق أن يطلق عليها لقب القديسة.

من بين جميع الشياطين الذين لا حصر لهم في هيلموث، هذان الشخصان يعتبران من كبار الشياطين الذين كانوا يتمتعون بالقوة والسلطة العليا. حمل الإثنان ألقاب الدوق، لذلك عُرفوا بإسم الدوقات الثلاثة جنبًا إلى جنب مع رايزاكيا من قلعة التنين الشيطاني. بعد إنتهاء الحرب قبل ثلاثمائة عام، صارت نوير جيابيلا وغافيد ليندمان أقرب الكائنات إلى منصب ملك الشياطين الثالث لِـهيلموث.

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعل هذان الوحشان يشعران بإمكانية الموت هو ساحة المعركة منذ ثلاثمائة عام. في وقت فيرموث العظيـ….لا.

 

 

بعد إنتهاء الحرب، بدأ العديد من الشياطين في الهرولة لإنشاء نظام ترتيب جديد بينما يتفاخرون بحماس بمزاياهم في الحرب، ولكن لم يتحدى أي شخص غافيد ونوير. ظل الإثنان يحملان مكانة مختلفة عن بقية الشياطين. حتى في حرب الأراضي الأخيرة بين نوير وإيريس، لا بُدَّ أن إيريس كانت تقاتل بشدة للفوز، لكن بالنسبة لِـنوير، الأمر ليس أكثر من تسلية خفيفة لتهدئة ملل هذا السلام الطويل.

“لقد سمعت أنه شاب شيطاني يتمتع بمهارات لائقة و سِعةِ حيلة. ما هو عرقه؟”

 

 

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعل هذان الوحشان يشعران بإمكانية الموت هو ساحة المعركة منذ ثلاثمائة عام. في وقت فيرموث العظيـ….لا.

 

 

 

فيرموث اليأس.

 

 

تردد إدموند، “حسنًا، حتى مع كون الأمر مزعجًا، فإنه لا يزال عند مستوىً يمكن تجاهله.”

هامل الإبادة.

بعد إنتهاء الحرب، بدأ العديد من الشياطين في الهرولة لإنشاء نظام ترتيب جديد بينما يتفاخرون بحماس بمزاياهم في الحرب، ولكن لم يتحدى أي شخص غافيد ونوير. ظل الإثنان يحملان مكانة مختلفة عن بقية الشياطين. حتى في حرب الأراضي الأخيرة بين نوير وإيريس، لا بُدَّ أن إيريس كانت تقاتل بشدة للفوز، لكن بالنسبة لِـنوير، الأمر ليس أكثر من تسلية خفيفة لتهدئة ملل هذا السلام الطويل.

 

ضحكت نوير، “هيهي….لكنهم لن يسمحوا لأي شخص بالمشاركة، أليس كذلك؟”

سيينا الكارثة.

“هذا صحيح. لقد تغير العالم كثيرًا حقًا. لم أفكر أبدًا في أن يومًا سيأتي عندما تتم دعوة السحرة السود إلى الفاتيكان للعمل كخبراء سحر.” قال غافيد بحسرة.

 

من بين جميع الشياطين الذين لا حصر لهم في هيلموث، هذان الشخصان يعتبران من كبار الشياطين الذين كانوا يتمتعون بالقوة والسلطة العليا. حمل الإثنان ألقاب الدوق، لذلك عُرفوا بإسم الدوقات الثلاثة جنبًا إلى جنب مع رايزاكيا من قلعة التنين الشيطاني. بعد إنتهاء الحرب قبل ثلاثمائة عام، صارت نوير جيابيلا وغافيد ليندمان أقرب الكائنات إلى منصب ملك الشياطين الثالث لِـهيلموث.

مولون الإرهاب.

“أنا لا أحاول في الواقع إخفاء ذلك، ولكن…” تأخر إدموند.

 

غمغم غافيد في النهاية: “يبدو أنه لا يمكن الإستهانة به حقًا.”

انيسيه الجحيم.

 

 

 

فقط معركتهم مع هؤلاء الأفراد الخمسة، الذين كانوا أقوياء لدرجة أنهم لم يبدوا بشرًا، يمكن أن تجعل غافيد ونوير يشعران بإمكانية الموت. الشياطين الآخرون رفيعوا المستوى الذين عاشوا في تلك الحقبة، والذين كانوا يتمتعون بمكانة مماثلة لغافيد ونوير، قتلوا جميعًا على يد هؤلاء الخمسة.

عرفت نوير وغافيد حقيقة انيسيه سليوود. هذان الشخصان هما من الشياطين الذين عاشوا لمئات السنين وهما يعرفان جيدًا القديسين الذين جاءوا قبل انيسيه. على الرغم من أنهم يسمونهم بِـذاتِ الإسم الفخم، إلا أن القديسين الذين جاءوا قبل انيسيه كانوا إبداعاتٍ غير مكتملة لا يمكن أن ترقى إلى مستوى أسمائهم.

 

فقط معركتهم مع هؤلاء الأفراد الخمسة، الذين كانوا أقوياء لدرجة أنهم لم يبدوا بشرًا، يمكن أن تجعل غافيد ونوير يشعران بإمكانية الموت. الشياطين الآخرون رفيعوا المستوى الذين عاشوا في تلك الحقبة، والذين كانوا يتمتعون بمكانة مماثلة لغافيد ونوير، قتلوا جميعًا على يد هؤلاء الخمسة.

فيرموث لايونهارت: كان حرفيًا يأسًا متجسدًا. دون الحاجة حتى إلى ذكر الدمار في هيئة سيف – المون لايت، جعل فيرموث عددا لا يحصى من الشياطين يشعرون باليأس بمجرد وجوده.

 

 

انيسيه الجحيم.

هامل داينز: كان الشخص الوحيد الذي يمكنه الوقوف بجانب فيرموث ومواكبته في المعركة، وبمعنى ما، تسبب في شعور الشياطين باليأس أكثر من فيرموث. في حين أن سيف فيرموث يمحو كل شيء، فإن سيف هامل سيغمر ساحة المعركة بالدماء والأمعاء.

فيرموث لايونهارت: كان حرفيًا يأسًا متجسدًا. دون الحاجة حتى إلى ذكر الدمار في هيئة سيف – المون لايت، جعل فيرموث عددا لا يحصى من الشياطين يشعرون باليأس بمجرد وجوده.

 

“هل هناك أي النبلاء ترغبين في إقتراحهم؟” سألها غافيد ردًا على ذلك.

كانت سيينا ميردين تجسيدًا للكارثة نفسها. سحرها خلق كوارث طبيعية إجتاحت ساحة المعركة بأكملها. في الوقت الحاضر، تطور سحر البشر كثيرًا لدرجة أنه صار من الممكن لهم التنافس مع الشياطين، لكن هذا لم يكن هو الحال قبل ثلاثمائة عام. لطالما إعتبر كبار الشياطين أن سحر البشر ضئيلٌ وضعيفٌ. ومع ذلك، كان سحر سيينا أبعد من فهم الشياطين. حتى في العصر الحالي، السبب في أن السحر البشري يمكن أن يتنافس الآن مع الشياطين هو فقط بفضل سيينا التي طورت سحر البشر وأعادت صياغته بالكامل.

“وماذا سَمِعتَ من أميليا؟” سأل غافيد مرة أخرى.

 

“هل هذا صحيح….” فكر غافيد، ثم أرخى يديه المشدودتين وإستمر في الكلام. “قبل إتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع يوجين لايونهارت، أعتقد أنه سيكون من المفيد إلقاء نظرة جيدة عليه.”

مولون الرور: لقد كان رجلًا يرفض التراجع لا يهم كم المعركة رهيبة. الإنسان الذي كان أشبه باللاموتى من اللاموتى أنفسهم….حتى لو غُطيَّ جسده بالدماء وتم تفجير أطرافه، ظل دائمًا، يفتح ثغرة إلى الأمام. ثم يخترق طريقه إلى وسط ساحة المعركة ويحول دفة الأمور لصالح رفاقه. إن رؤيته وهو يأرجح فأسه بذراعٍ واحدة بينما ذراعه الأخرى المقطوعة بين أسنانه قد تسببت في هروب عدد لا يحصى من الشياطين في رعب.

“هل سمعتِ الشائعات عنها؟” استفسر إدموند.

 

لم يستطِع إدموند أن يفهم تماما الوزن الذي يحمله هذان اللقبان. إنه ساحرٌ أسودٌ وحشيٌّ نجا لأكثر من مائة عام، لكنه لم يلتقِ قط ببطل حقيقي أو قديسة حقيقية.

يطلق على انيسيه سليوود قديسة من قبل البشر، ولكن بالنسبة للشياطين، كان وجودها ذاته جحيمًا حيًا يمكن أن يتحرك. تماما مثل كيف يمكن إستخدام السحر الأسود لرفع اللاموتى، فإن معجزاتها سَـتُحيي بالقوة أي بشر يحتضرون. إذا فقدوا إرادتهم للقتال من خلال الألم والخوف، فإن معجزاتها سَـتُخمِدُ تلك المشاعر وتملأها قسرًا بالطاقة لمواصلة التقدم. أجنحتها الممدودة والضوء المتدفق منها ينقي أي قوة مظلمة ويطفئ أرواح الشياطين.

 

 

 

غافيد ونوير هما من الشياطين القليلة النادرة التي تمكنت من البقاء على قيد الحياة في مواجهة هؤلاء البشر الرهيبين.

 

 

“هل هذا صحيح….” فكر غافيد، ثم أرخى يديه المشدودتين وإستمر في الكلام. “قبل إتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع يوجين لايونهارت، أعتقد أنه سيكون من المفيد إلقاء نظرة جيدة عليه.”

خلال المراحل الأخيرة من الحرب، حاولت نوير مرارًا وتكرارًا كسر معنوياتهم من خلال التسلل إلى أحلامهم، لكنها فشلت في كل مرة وكادت تموت عدة مرات تقريبًا.

“كما قد تدرك سيادتك، فإن كل جيل من الباباوات والكرادلة قد زيفوا كونهم وكلاء للضوء من خلال نقش الندبات على أجسادهم. على الرغم من إعدام الكاردينال بتهمة الكفر، لم يُعلن عن ذلك من قبل الفاتيكان بِـأي شكل. وشوهدت المرشحة القديسة كريستينا روجرس وهي تراقب الوضع في موقع إعدام أعضاء القسم المحظور. تشير الظروف إلى أن المرشحة القديسة كريستينا كانت حاضرة أيضًا أثناء إعدام بيترو.” إعتقد إدموند.

 

“كنتُ أتساءل لماذا طرحتِ إسمه….أنتِ تحاولين إغراء الكونت كاراد بغزو أراضي قلعة التنين الشيطاني، أليس كذلك؟” سأل غافيد بشكل مرتاب.

واجه غافيد هامل وسيينا، اللذين كانا في الخارج يجريان الاستطلاع، ودخل في معركة معها. ومع ذلك، إنتهى الأمر بغافيد في الواقع إلى تعرضه لضربة سيف قاتلة تقريبًا من هامل ولم يُترَك له خيار سوى التراجع.

بعد سماع أنه حتى الكاردينال قد مات، تلاشى ضحك نوير. إستقرت عيون غافيد أيضًا بنظرة باردة متجمدة وهو ينظر إلى إدموند.

 

 

“هل تعتقدان حقًا أنني قد أود قول شيء كهذا فقط لزعزعتكما؟” سأل إدموند بإبتسامة ساخرة وهو ينظر إلى الروح في يده. “هذه هي روح الساحر الأسود الذي تمت دعوته للعمل كخبير في التقنيات السحرية من قبل قسم السحر الإلهي في الكرسي الرسولي في يوراس. كما قد يعرف سيادتك بالفعل، فإن قسم السحر الإلهي لا يبحث فقط في إعادة الأغراض وخلق المعجزات، ولكنه أيضًا يعمل على السحر الأسود.”

 

“هذا صحيح. لقد تغير العالم كثيرًا حقًا. لم أفكر أبدًا في أن يومًا سيأتي عندما تتم دعوة السحرة السود إلى الفاتيكان للعمل كخبراء سحر.” قال غافيد بحسرة.

 

 

بعد سماع أنه حتى الكاردينال قد مات، تلاشى ضحك نوير. إستقرت عيون غافيد أيضًا بنظرة باردة متجمدة وهو ينظر إلى إدموند.

أومأ إدموند بفخر، “هذا يُظهِرُ فقط مدى إرتفاع حقوق السحرة السود.”

“لقد سمعت أنه وُلِدَ بموهبة عبقرية في السحر أيضًا. يقال إنه يكره السحرة السود لدرجة أنه يكاد يكون كرهًا غير طبيعي.”

قسم السحر الإلهي يدرس سحر فصل الروح. تضمن هذا السحر نقل روح الفرد إلى جسد آخر لبعض الوقت، لكن هذا السحر وقع في مجال السحر الأسود. نظرًا لأن الأساقفة المشاركين في هذا البحث لم يرغبوا في الإنخراط في السحر الأسود بأنفسهم، لم يملكوا خيارًا سوى دعوة ساحرٍ أسود من خارج البلاد.

“هذا صحيح. لقد تغير العالم كثيرًا حقًا. لم أفكر أبدًا في أن يومًا سيأتي عندما تتم دعوة السحرة السود إلى الفاتيكان للعمل كخبراء سحر.” قال غافيد بحسرة.

 

“هل أنت على دراية بالكونت كراد، لور إقطاعية رول بجوار قلعة التنين الشيطاني؟”

على الرغم من وجود الكثير من السحرة السود في آروث، إلا أن معظم السحرة السود الذين عاشوا هناك هم أعضاء في برج السحر الأسود. قد يكون هذا واضحًا، لكن أساقفة كلية السحر الإلهي لم يرغبوا في أن يكتشف أي شخص أنهم يدعون السحرة السود للتعاون في أبحاثهم. نتيجة لذلك، توجب على الأساقفة أولًا البحث عن سحرة سود مستقلين لا ينتمون إلى أي مجموعة، ثم إختيار ساحر أسود من بين عدد لا يحصى من السحرة السود في هيلموث المعروف بمهاراته وسمعته الجيدة. ثم بعد توقيع عقد السرية، قاموا أخيرًا بإحضاره إلى قسم السحر الإلهي.

“لو أنها مجرد دمية جاهلة صُنِعَتْ لتشبه انيسيه فقط في وجهها، إذن….هيهيهي.” قالت نوير مستمتعة. “كما قلت، سيسهل على الكرسي الرسولي إستخدامها. لأنه فقط من خلال شبهها بانيسيه، يمكن أن تكون بمثابة رمزٍ لحماسهم.”

 

تذكرت نوير فجأة شيئا ما، “اوووه، هذا صحيح؟ كنتَ تتفاعل مع قبيلة كوشيلا في سمر، أليس كذلك؟”

“هل أنت الشخص الذي أرسله للتسلل بينهم؟” سأل غافيد بفضول.

 

 

 

“نعم.” أكد إدموند. “حتى عقد السرية يمكن أن يكون بمثابة ضمان فقط عندما يكون على قيد الحياة.”

 

في الواقع، هذا ليس هو الحال حقًا. عادة، حتى لو مات وحُصِدَتْ روحه، فإنه سيظل ملزمًا بالعقد كما كان خلال حياته. ومع ذلك، بالنسبة لساحرٍ أسودٍ من مستوى إدموند، يمكنه تدمير الروح المرتبطة بعقد وقراءة ذكرياتهم السابقة.

 

 

“قلتُ توقفي عن الكلام.”

كشف إدموند، “قُتِلَ هذا الرجل على يد قائد فرسان صليب الدم، رافائيل مارتينيز.”

 

“هاها….ذلك البالادين الطفولي؟” ضحكت نوير بإبتسامة.

“هذا صحيح. لقد تغير العالم كثيرًا حقًا. لم أفكر أبدًا في أن يومًا سيأتي عندما تتم دعوة السحرة السود إلى الفاتيكان للعمل كخبراء سحر.” قال غافيد بحسرة.

 

“لا أعرف ما هل لديه حقًا الإمكانات الخام التي يمكن مقارنتها بفيرموث، لكن….فوفو، إنه بالتأكيد إستثنائي، أليس كذلك؟” لاحظت نوير مع ضحكة مستمتعة. “دون الحاجة إلى التحدث عن مهارته في فنون القتال، حتى رغم كونه نزالًا محدودًا بمستوى معين، فَـهو لا زال إستطاع هزيمة سيد البرج الأخضر ذو الدائرة الثامنة في مبارزة.”

تجاهل إدموند تعليقها وإستمر في الحديث، “وفقًا للذكريات التي قرأتها، لم يحدث هذا مع رجلي فقط. تم قطع رأس معظم الكهنة الذين ينتمون إلى القسم المحظور في قسم السحر الإلهي بسيف الصليبي. كل السحر الأسود الذي تم تخزينه ودراسته هناك تم طمسه تمامًا.”

“ألا يمكنك فقط التخلص عن هذا؟” قالت نوير بإستخفاف. “كم من مشكلة يمكن أن تكون حتى؟ بغض النظر عن عدد السكان الأصليين في سمر الذين يقتلون، لن يُهِم ذلك سلام القارة.”

“بعدها؟” إستفسر غافيد.

 

 

لا يزال الإثنان يتذكران بوضوح ما حدث قبل ثلاثمائة عام.

“ألقى الصليبي رأس بيترو، رئيس قسم السحر الإلهي، عند أقدامهم. أخبرهم أن إعدام بيترو هو عقاب على جريمة الكفر. تم قطع رأس جميع كهنة القسم المحرم لنفس الجريمة.” ذكر إدموند بهدوء.

 

 

تحركت نوير على مهل وجلست على رأس طاولة فارغة.

بعد سماع أنه حتى الكاردينال قد مات، تلاشى ضحك نوير. إستقرت عيون غافيد أيضًا بنظرة باردة متجمدة وهو ينظر إلى إدموند.

 

 

أغلق غافيد عينيه، غير راغبٍ في الإستماع بعد الآن.

“كما قد تدرك سيادتك، فإن كل جيل من الباباوات والكرادلة قد زيفوا كونهم وكلاء للضوء من خلال نقش الندبات على أجسادهم. على الرغم من إعدام الكاردينال بتهمة الكفر، لم يُعلن عن ذلك من قبل الفاتيكان بِـأي شكل. وشوهدت المرشحة القديسة كريستينا روجرس وهي تراقب الوضع في موقع إعدام أعضاء القسم المحظور. تشير الظروف إلى أن المرشحة القديسة كريستينا كانت حاضرة أيضًا أثناء إعدام بيترو.” إعتقد إدموند.

 

 

 

“همم….” ضاع غافيد في أفكاره وهو يمسك ذقنه. “لا يبدو أن البابا آيوريوس هو الذي أمر بالإعدام.”

غمغم غافيد في النهاية: “يبدو أنه لا يمكن الإستهانة به حقًا.”

“هناك حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام.” أضاف إدموند بإبتسامة مشرقة: “دخل يوجين لايونهارت يوراس قبل أيام قليلة من تنفيذ عمليات الإعدام. ومن المعروف على نطاق واسع أن الأسد الشاب قد تمت مرافقته من قبل مرشحة القديسة عندما ذهب إلى سمر.”

 

“بحثهم عن سيينا ميردين.” قالت نوير بضحكة أخرى: “لذلك يبدو أن الهدف من بحثهم لم يكن السبب الوحيد الذي جعل مرشحة القديسة تتسكع حوله. يجب أن يكون السيف المقدس الذي دُفِنَ في قبو كنز عشيرة لايونهارت قد إختار أخيرًا مالكًا جديدًا بعد ثلاثمائة عام….اهاهاها! في الواقع، هذه أخبار مثيرة للإهتمام حقا. لذلك هذا يعني أن ذلك الطفل لم يستعِر فقط آكاشا من قبل سيينا؛ وهو أيضًا سيد السيف المقدس؟”

 

بدأ غافيد يتحدث، “في الوقت الحاضر، كريستينا روجرس هي المرشحة الوحيدة لمنصب القديسة….وكان يوم أمس هو يوم عيد ميلاد انيسيه سليوود. مع وصول يوجين لايونهارت أيضًا إلى يوراس في مثل هذا الوقت، لا أعتقد أنها مجرد مصادفة أنه سيكون هناك مثل هذا التفشي لإراقة الدماء، بدءًا من بيترو، في الكرسي الرسولي.”

 

“إذن ماذا يعني هذا بالنسبة لنا؟” سألت نوير وهي تستدير للنظر إلى غافيد بإبتسامة مشرقة.

متجاهلةً طلب غافيد، تابعت نوير، “أُفَكِرُ أيضًا في إصدار ألبوم.”

 

“لو أنها مجرد دمية جاهلة صُنِعَتْ لتشبه انيسيه فقط في وجهها، إذن….هيهيهي.” قالت نوير مستمتعة. “كما قلت، سيسهل على الكرسي الرسولي إستخدامها. لأنه فقط من خلال شبهها بانيسيه، يمكن أن تكون بمثابة رمزٍ لحماسهم.”

وقف غافيد بصمت هناك وظهره إلى النافذة. عند رؤية مثل هذا المشهد، شعرت نوير بإثارة تنهمر في عمودها الفقري. لقد مرت ثلاثمائة عام منذ إنتهاء الحرب. حتى غافيد ليندمان، الذي أُطلِق عليه ذات مرة شفرة الحصار والقاتل، قد صار متساهلًا بسبب شدة هذا السلام.

 

 

 

ومع ذلك….

 

 

والآن، رأت نوير للتو القناع الذي يرتديه صديقها القديم ورفيقها يهتز.

بالنسبة إلى الشياطين، ثلاثمائة عام ليست بالضرورة إطارًا زمنيًا طويلًا. الطبيعة الأساسية للشياطين لن تتغير أبدًا. ومع ذلك، فقد تغير العصر، ولم يعُد ملك الشياطين يرغب في الحرب، لذلك إبتكر غافيد ببساطة قناعًا أكثر ملاءمة لهذا العصر السلمي وتنكر وراءه.

انيسيه الجحيم.

 

“هناك حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام.” أضاف إدموند بإبتسامة مشرقة: “دخل يوجين لايونهارت يوراس قبل أيام قليلة من تنفيذ عمليات الإعدام. ومن المعروف على نطاق واسع أن الأسد الشاب قد تمت مرافقته من قبل مرشحة القديسة عندما ذهب إلى سمر.”

والآن، رأت نوير للتو القناع الذي يرتديه صديقها القديم ورفيقها يهتز.

“هل سمعتِ الشائعات عنها؟” استفسر إدموند.

 

 

غمغم غافيد في النهاية: “يبدو أنه لا يمكن الإستهانة به حقًا.”

“قديسة، أنت تقول.” ردد غافيد.

 

 

كراك! كراك!

 

 

 

ضغط إبهامه على أصبع السبابة خاصته، وصدر صوت طقطقة المفاصل.

“بحثهم عن سيينا ميردين.” قالت نوير بضحكة أخرى: “لذلك يبدو أن الهدف من بحثهم لم يكن السبب الوحيد الذي جعل مرشحة القديسة تتسكع حوله. يجب أن يكون السيف المقدس الذي دُفِنَ في قبو كنز عشيرة لايونهارت قد إختار أخيرًا مالكًا جديدًا بعد ثلاثمائة عام….اهاهاها! في الواقع، هذه أخبار مثيرة للإهتمام حقا. لذلك هذا يعني أن ذلك الطفل لم يستعِر فقط آكاشا من قبل سيينا؛ وهو أيضًا سيد السيف المقدس؟”

 

من بين جميع الشياطين الذين لا حصر لهم في هيلموث، هذان الشخصان يعتبران من كبار الشياطين الذين كانوا يتمتعون بالقوة والسلطة العليا. حمل الإثنان ألقاب الدوق، لذلك عُرفوا بإسم الدوقات الثلاثة جنبًا إلى جنب مع رايزاكيا من قلعة التنين الشيطاني. بعد إنتهاء الحرب قبل ثلاثمائة عام، صارت نوير جيابيلا وغافيد ليندمان أقرب الكائنات إلى منصب ملك الشياطين الثالث لِـهيلموث.

“مما يقوله الناس، يوجين لايونهارت إستثنائي لدرجة أنه يطلق عليه المجيء الثاني لفيرموث.” تحدث إدموند.

“الشيء نفسه ينطبق علي أيضًا.” وافقته نوير. “كلمة بطل….فوفو. مجرد ذكر ذلك يذكرني بفيرموث اليأس.”

 

 

“لا أعرف ما هل لديه حقًا الإمكانات الخام التي يمكن مقارنتها بفيرموث، لكن….فوفو، إنه بالتأكيد إستثنائي، أليس كذلك؟” لاحظت نوير مع ضحكة مستمتعة. “دون الحاجة إلى التحدث عن مهارته في فنون القتال، حتى رغم كونه نزالًا محدودًا بمستوى معين، فَـهو لا زال إستطاع هزيمة سيد البرج الأخضر ذو الدائرة الثامنة في مبارزة.”

أومأ إدموند بفخر، “هذا يُظهِرُ فقط مدى إرتفاع حقوق السحرة السود.”

“هذا سبب إضافي لعدم قدرتنا على التقليل من شأنه.” أصر غافيد. “لو إعترف السيف المقدس بالأسد الشاب حقًا، فَـيمكن إعتباره حقًا المجيء الثاني لفيرموث.”

“قلتُ توقفي عن الكلام.”

“وماذا في ذلك؟” سألت نوير متحدية. “ماذا تقترح أن نفعل، الدوق غافيد؟ هل سَـتتحرك نفسك وتخطو على رأس الشاب الذي يتسلق بسرعةٍ إلى الأعلى؟ أو ربما تنوي إرسال أحد شياطين السيف الذين تحت خدمتك؟”

 

“هل هذا ضروري حقًا؟” سأل غافيد بإبتسامة ملتوية. “لو أنه حقا البطل الذي تم الاعتراف به من قبل السيف المقدس….إذا قام بِـواجب البطل مثل سلفه، هذا لن يكون شيئًا سيئًا حقًا، أليس كذلك؟”

“بالطبع، لقد سمعتهم. يقولون إنها متورطة في القرصنة داخل المياه الإقليمية لشيموين، صحيح؟ مع علم قراصنة من جمجمة سوداء لها آذان مدببة تخرج منها، إنهم ينهبون السفن التجارية بينما يدَّعون أنهم قراصنة الغضب، أليس كذلك؟” لعقت نوير شفتيها وهي تقول هذا، متذكرة كيف رُكِلَتْ إيريس وكافحت بينما هي تمسك بها. “أُنظر، ألم أفعل جيدًا لِـعدم قتلها؟ هل تعتقد هذه البلهاء حقًا أنه من خلال جمع الأموال كَـقرصانة، ستكون قادرة حقا على زيادة قوتها؟”

إنفجرت نوير في الضحك، “آهاهاها….!”

عرفت نوير وغافيد حقيقة انيسيه سليوود. هذان الشخصان هما من الشياطين الذين عاشوا لمئات السنين وهما يعرفان جيدًا القديسين الذين جاءوا قبل انيسيه. على الرغم من أنهم يسمونهم بِـذاتِ الإسم الفخم، إلا أن القديسين الذين جاءوا قبل انيسيه كانوا إبداعاتٍ غير مكتملة لا يمكن أن ترقى إلى مستوى أسمائهم.

“على الرغم من أن ملك الحصار الشيطاني قد يقرر بالطبع محو هذا البطل الذي يهدد القسم والسلام الذي جلبه.” أضاف غافيد بحذر: “في الواقع، في نهاما، حذَّرَ ملك الشياطين الأسد الشاب وممالك القارة لِـأن يكونوا حذرين من تدمير القسم وعصر السلام هذا. لذا، إذا كان ملك الحصار الشيطاني يريد الحفاظ على هذا السلام، ثم كَـسيفه، سوف أقطع بكل سرور حلق الأسد الشاب. ومع ذلك، إذا بقيَّ صامتًا….”

 

رفع غافيد رأسه ببطء لينظر إلى السقف. غرفة الاجتماعات التي هم فيها الآن تقع في الطابق التسعين من بابل. هذا الطابق بأكمله، وليس غرفة الاجتماعات هذه فقط، بمثابة مكتب غافيد.

“حقًا؟” ردت نوير بمفاجأة. “هل تقول أن قرصنة إيريس ليست بلا معنى تماما؟ ماذا عن بحثك عن شجرة العالم وسيينا؟ هل هناك أي تقدم؟”

 

 

ومع ذلك، حتى مع كونه دوقًا، مُنِعَ غافيد من دخول الطوابق العليا، بدءًا من الطابق الحادي والتسعين، كما يشاء. الطوابق من الحادي والتسعين إلى التاسع والتسعين موجودة فقط لأغراض ملك الشياطين، ومن الممكن فقط الصعود إلى هذه الطوابق العليا عند تلقي إستدعاء من قبل ملك الحصار الشيطاني فقط.

ضحكت نوير، “هيهي….لكنهم لن يسمحوا لأي شخص بالمشاركة، أليس كذلك؟”

 

“بعدها؟” إستفسر غافيد.

“بالنسبة لي، سأحترم بكل سرور أي قرار يتخذه. وأنت، الدوقة نوير، هل سَـيرضيك ذلك أيضًا؟” خاطب غافيد نوير بجدية.

 

 

البطل والقديسة.

“حسنًا، نعم نعم.” تمتمت نوير بحسرة محبطة. “آمل ألا يركض الأسد الشاب بغباء بسبب حماس الشباب. لكن، من أجل تحقيق ما فشل سلفه في القيام به، آمل أن يتمكن من بدء حربٍ برفع السيف المقدس.”

“هل هذا صحيح….” فكر غافيد، ثم أرخى يديه المشدودتين وإستمر في الكلام. “قبل إتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع يوجين لايونهارت، أعتقد أنه سيكون من المفيد إلقاء نظرة جيدة عليه.”

“على الرغم من أنها مأساة لإنهاء هذا السلام، ولكن….إذا اندلعت الحرب حقًا، فإن ملك الحصار الشيطاني لن يُظهِرَ للبشر نفس الرحمة كما فعل قبل ثلاثمائة عام.” قال غافيد وهو يوجه رأسه إلى الجانب. “إدموند، هل مرَّ يوجين لايونهارت بِـأي تفاعلات مع بلزاك لودبيث بينما كان يدرس في آروث؟ أنت صديق مقرب لِـبلزاك، لذلك أعتقد أنك قد سمعت بعض الأخبار المثيرة للاهتمام.”

“لا نعرف هل نجحوا حقًا أم لا بعد.” صححها غافيد. “بعد كل شيء، ربما تمكنوا ببساطة من إعادة إنشاء وجهها. على أية حال، في الحقيقة، ألن يُسَهِّلَ ذلك على الكرسي الرسولي السيطرة عليها؟ بعد كل شيء، لقد صنعوا انيسيه جيدًا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليها في سنواتها الأخيرة.”

“لقد سمعت أنه وُلِدَ بموهبة عبقرية في السحر أيضًا. يقال إنه يكره السحرة السود لدرجة أنه يكاد يكون كرهًا غير طبيعي.”

واجه غافيد هامل وسيينا، اللذين كانا في الخارج يجريان الاستطلاع، ودخل في معركة معها. ومع ذلك، إنتهى الأمر بغافيد في الواقع إلى تعرضه لضربة سيف قاتلة تقريبًا من هامل ولم يُترَك له خيار سوى التراجع.

 

“قديسة، أنت تقول.” ردد غافيد.

“وماذا سَمِعتَ من أميليا؟” سأل غافيد مرة أخرى.

 

 

“هناك حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام.” أضاف إدموند بإبتسامة مشرقة: “دخل يوجين لايونهارت يوراس قبل أيام قليلة من تنفيذ عمليات الإعدام. ومن المعروف على نطاق واسع أن الأسد الشاب قد تمت مرافقته من قبل مرشحة القديسة عندما ذهب إلى سمر.”

“قالت إن هذا الشقي كسر حيوانها الأليف، لذلك في يوم من الأيام، سوف تمزقه إلى أشلاء. لسوء الحظ، لم أتمكن من سماع التفاصيل الكاملة لما حدث منها.” قال إدموند.

حافظ غافيد على صمته.

 

“هل هذا ضروري حقًا؟” سأل غافيد بإبتسامة ملتوية. “لو أنه حقا البطل الذي تم الاعتراف به من قبل السيف المقدس….إذا قام بِـواجب البطل مثل سلفه، هذا لن يكون شيئًا سيئًا حقًا، أليس كذلك؟”

“هل هذا صحيح….” فكر غافيد، ثم أرخى يديه المشدودتين وإستمر في الكلام. “قبل إتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع يوجين لايونهارت، أعتقد أنه سيكون من المفيد إلقاء نظرة جيدة عليه.”

كانت سيينا ميردين تجسيدًا للكارثة نفسها. سحرها خلق كوارث طبيعية إجتاحت ساحة المعركة بأكملها. في الوقت الحاضر، تطور سحر البشر كثيرًا لدرجة أنه صار من الممكن لهم التنافس مع الشياطين، لكن هذا لم يكن هو الحال قبل ثلاثمائة عام. لطالما إعتبر كبار الشياطين أن سحر البشر ضئيلٌ وضعيفٌ. ومع ذلك، كان سحر سيينا أبعد من فهم الشياطين. حتى في العصر الحالي، السبب في أن السحر البشري يمكن أن يتنافس الآن مع الشياطين هو فقط بفضل سيينا التي طورت سحر البشر وأعادت صياغته بالكامل.

جعدت نوير حاجبها، “أنت لا تنوي التوجه إلى عشيرة لايونهارت بنفسك، صحيح؟”

ثم قاطعت ساقيها بإبتسامة ساحرة وقالت، “المرشحة القديسة لهذا الجيل، كان إسمها كريستينا روجرس، أليس كذلك؟ تلك المرأة تبدو تمامًا مثل انيسيه سليوود، أليس كذلك؟ إستغرق الأمر من هؤلاء المتعصبين مائتي عام، لكنهم تمكنوا أخيرًا من إستنساخ انيسيه سليوود.”

“لن أفعل.” نفى غافيد بشدة. “لكنني سمعت أن دول القارة تنوي الإتحاد وإقامة مهرجان يسمى مسيرة الفرسان في إقليم الرور العام المقبل.”

واجه غافيد هامل وسيينا، اللذين كانا في الخارج يجريان الاستطلاع، ودخل في معركة معها. ومع ذلك، إنتهى الأمر بغافيد في الواقع إلى تعرضه لضربة سيف قاتلة تقريبًا من هامل ولم يُترَك له خيار سوى التراجع.

ضحكت نوير، “هيهي….لكنهم لن يسمحوا لأي شخص بالمشاركة، أليس كذلك؟”

“هل هذا صحيح….” فكر غافيد، ثم أرخى يديه المشدودتين وإستمر في الكلام. “قبل إتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع يوجين لايونهارت، أعتقد أنه سيكون من المفيد إلقاء نظرة جيدة عليه.”

“لقد سمعت أنه طالما أنهم مدرجون في قائمة أسلحة الفرسان المعتمدة وشركات المرتزقة، فإنهم سيسمحون لأي شخص بالمشاركة. بالطبع، البشر يعتزمون قصر هذه المؤهلات على البلدان في قارتهم، لكن…من يدري. لو أنا، دوق هيلموث، حركت سلاح الفرسان خاصتي للبحث عنهم….دعونا نرى هل سَـيتجرؤون على طردي.” شخر غافيد.

أغلق غافيد عينيه، غير راغبٍ في الإستماع بعد الآن.

 

 

بطبيعة الحال، غافيد مدركٌ أيضًا للغرض من تنظيم مسيرة الفرسان هذه. كل ذلك بسبب التحذير الذي سلمه ملك الحصار الشيطاني لِـيوجين لايونهارت. لكن هؤلاء البشر المتغطرسين والوقحين، بدلًا من الإستجابة للتحذير والحرص على عدم تجوازه، قرروا جمع الفرسان والمرتزقة من جميع أنحاء العالم للوقوف في طريق هيلموث.

تجاهل إدموند تعليقها وإستمر في الحديث، “وفقًا للذكريات التي قرأتها، لم يحدث هذا مع رجلي فقط. تم قطع رأس معظم الكهنة الذين ينتمون إلى القسم المحظور في قسم السحر الإلهي بسيف الصليبي. كل السحر الأسود الذي تم تخزينه ودراسته هناك تم طمسه تمامًا.”

 

“ربما تفضل الفتيان على الفتيات؟ لدينا أيضًا مجموعات فتيان—”

‘كم هم متعجرفون بحماقة.’ هذه هي فكرة غافيد الصادقة عنهم.

 

 

 

“للإعتقاد بأن يوجين لايونهارت هو البطل….فوفو.” ضحكت نوير. “ما نوع التعبير الذي سَـتصنعه إيريس إذا عرفت الحقيقة؟ تلك المرأة الغبية. البطل الذي تستاء منه كَـعدو والدها كان أمام عينيها مباشرة، لكنها لم تتعرف عليه حتى أنها فشلت في أخذه كرهينة.”

“لقد سمعت أنه وُلِدَ بموهبة عبقرية في السحر أيضًا. يقال إنه يكره السحرة السود لدرجة أنه يكاد يكون كرهًا غير طبيعي.”

“هل سمعتِ الشائعات عنها؟” استفسر إدموند.

 

 

ومع ذلك….

“بالطبع، لقد سمعتهم. يقولون إنها متورطة في القرصنة داخل المياه الإقليمية لشيموين، صحيح؟ مع علم قراصنة من جمجمة سوداء لها آذان مدببة تخرج منها، إنهم ينهبون السفن التجارية بينما يدَّعون أنهم قراصنة الغضب، أليس كذلك؟” لعقت نوير شفتيها وهي تقول هذا، متذكرة كيف رُكِلَتْ إيريس وكافحت بينما هي تمسك بها. “أُنظر، ألم أفعل جيدًا لِـعدم قتلها؟ هل تعتقد هذه البلهاء حقًا أنه من خلال جمع الأموال كَـقرصانة، ستكون قادرة حقا على زيادة قوتها؟”

أومأ إدموند بفخر، “هذا يُظهِرُ فقط مدى إرتفاع حقوق السحرة السود.”

أجاب إدموند بإبتسامة: “يبدو أنكِ تستثمرين الكثير من الوقت فيها.”

 

 

ضحكت نوير، “هيهي….لكنهم لن يسمحوا لأي شخص بالمشاركة، أليس كذلك؟”

تذكرت نوير فجأة شيئا ما، “اوووه، هذا صحيح؟ كنتَ تتفاعل مع قبيلة كوشيلا في سمر، أليس كذلك؟”

مولون الرور: لقد كان رجلًا يرفض التراجع لا يهم كم المعركة رهيبة. الإنسان الذي كان أشبه باللاموتى من اللاموتى أنفسهم….حتى لو غُطيَّ جسده بالدماء وتم تفجير أطرافه، ظل دائمًا، يفتح ثغرة إلى الأمام. ثم يخترق طريقه إلى وسط ساحة المعركة ويحول دفة الأمور لصالح رفاقه. إن رؤيته وهو يأرجح فأسه بذراعٍ واحدة بينما ذراعه الأخرى المقطوعة بين أسنانه قد تسببت في هروب عدد لا يحصى من الشياطين في رعب.

“حتى أنهم وقعوا ضحية لسفينة قراصنة السيدة إيريس عدة مرات.” أكد إدموند: “في هذه العملية، حتى الجان الذين تم نقلهم كَـتضحيات سُرقوا.”

“بالنسبة لي، سأحترم بكل سرور أي قرار يتخذه. وأنت، الدوقة نوير، هل سَـيرضيك ذلك أيضًا؟” خاطب غافيد نوير بجدية.

“حقًا؟” ردت نوير بمفاجأة. “هل تقول أن قرصنة إيريس ليست بلا معنى تماما؟ ماذا عن بحثك عن شجرة العالم وسيينا؟ هل هناك أي تقدم؟”

“حتى أنهم وقعوا ضحية لسفينة قراصنة السيدة إيريس عدة مرات.” أكد إدموند: “في هذه العملية، حتى الجان الذين تم نقلهم كَـتضحيات سُرقوا.”

“للأسف….ليس هناك أي تقدم.” إعترف إدموند.

“لقد سمعت أنه طالما أنهم مدرجون في قائمة أسلحة الفرسان المعتمدة وشركات المرتزقة، فإنهم سيسمحون لأي شخص بالمشاركة. بالطبع، البشر يعتزمون قصر هذه المؤهلات على البلدان في قارتهم، لكن…من يدري. لو أنا، دوق هيلموث، حركت سلاح الفرسان خاصتي للبحث عنهم….دعونا نرى هل سَـيتجرؤون على طردي.” شخر غافيد.

 

“هل هذا ضروري حقًا؟” سأل غافيد بإبتسامة ملتوية. “لو أنه حقا البطل الذي تم الاعتراف به من قبل السيف المقدس….إذا قام بِـواجب البطل مثل سلفه، هذا لن يكون شيئًا سيئًا حقًا، أليس كذلك؟”

أومأت نوير برأسها، “كما هو متوقع. نظرًا لأننا لم نتمكن من العثور على أي شيء بعد البحث لمدة مائتي عام، فلا توجد طريقة للعثور على شيء ما في هذه المرحلة.”

“ربما تفضل الفتيان على الفتيات؟ لدينا أيضًا مجموعات فتيان—”

أعطى إدموند عذرًا، “كانت هناك أيضًا العديد من الصعوبات التي ظهرت أثناء البحث. يبدو أن القبائل العظيمة الأخرى، مثل قبيلة زوران، تقمع بقوة كوتشيلا.”

 

“ألا يمكنك فقط التخلص عن هذا؟” قالت نوير بإستخفاف. “كم من مشكلة يمكن أن تكون حتى؟ بغض النظر عن عدد السكان الأصليين في سمر الذين يقتلون، لن يُهِم ذلك سلام القارة.”

“هذا سبب إضافي لعدم قدرتنا على التقليل من شأنه.” أصر غافيد. “لو إعترف السيف المقدس بالأسد الشاب حقًا، فَـيمكن إعتباره حقًا المجيء الثاني لفيرموث.”

تردد إدموند، “حسنًا، حتى مع كون الأمر مزعجًا، فإنه لا يزال عند مستوىً يمكن تجاهله.”

 

“هيهي.” ضحكت نوير وهي تنظر إلى إدموند بعيون متلألئة مثل النجوم. “إدموند، على الرغم من أنني أشعر بالفضول لمعرفة ما تخطط له، فلن أسأل. إذا إكتشفتُ ذلك مسبقًا، فلن يكون الأمر ممتعًا عندما تبدأ المتعة بالفعل.”

هامل الإبادة.

“أنا لا أحاول في الواقع إخفاء ذلك، ولكن…” تأخر إدموند.

“ولكن بالنسبة للبطل.” تمتم غافيد، لا يزال غير جالس. واقفًا وظهره إلى النافذة نظر إلى إدموند كما قال بجدية، “الكونت إدموند، أنا أيضًا أُقدرك تمامًا، لكن كلمة البطل ليست شيئا يجب أن تطرحه بسهولة، حتى على سبيل المزاح، لأنني أكره مجرد سماع هذه الكلمة.”

 

ومع ذلك، فإن شفرة الحصار وملكة شياطين الليل قد إلتقيا بِـبَطَلٍ حقيقي وقديسة حقيقي. في تلك الحقبة منذ ثلاثمائة عام، كان كل من البطل والقديسة نَشِطَينِ في العالم. منذ ذلك الحين، لم يظهر البطل مرة أخرى، لكن إمبراطورية يوراس المقدسة عيَّنَتْ قديسةً جديدةً عدة مرات وجعلتهن رمزًا لمملكتهم المقدسة.

“أعرف، أعرف. لهذا السبب قلت إنني لن أطرح المزيد من الأسئلة.” قالت نوير، تلوح بيديها لإسكاته وهي تقفز من على الطاولة. “الأكثر أهمية، دوق غافيد، ألا يحتاج إجتماع الولاء خاصتنا إلى زيادة عدد الأعضاء أيضًا؟ السيد الشاب لقلعة التنين الشيطاني ليس في وضع يسمح له بحضور إجتماعاتنا، ناهيك عن نية القيام بذلك. بلزاك لودبيث وأميليا ميروين ليسا حتى في هيلموث أيضًا.”

 

“هل هناك أي النبلاء ترغبين في إقتراحهم؟” سألها غافيد ردًا على ذلك.

 

 

“مستحيل. كيف يمكنني أن أفعل ذلك؟ إنه مجرد شخص أتذكره لأنني إعتقدت أنه من اللطيف أن أرى مقدار الإهتمام والطموح الذي يظهره تجاه قلعة التنين الشيطاني.” قالت نوير بضحكة وهي تسير إلى جانب غافيد. “إذا لم يعجبك، ثم ماذا عن جاغون؟ هذا المجنون قتل والده، أوبيرون، بتمزيق حلقه بأسنانه. قد لا يكون لديه أي فئة، ولكن على الأقل قوته مؤكدة، صحيح؟”

“هل أنت على دراية بالكونت كراد، لور إقطاعية رول بجوار قلعة التنين الشيطاني؟”

الشيء نفسه ينطبق على القديسين الذين جاءوا بعد انيسيه أيضًا. لا يزال من غير المعروف الطريقة التي إستخدمها يوراس لإنشاء القديسين، ولكن يبدو أن طريقتهم في إنتاج القديسين غير كاملة. حتى الآن، أتى العديد من المرشحين لمنصب القديس وكذلك القديسين الكاملين، ولكن من بينهم جميعا، انيسيه فقط تستحق أن يطلق عليها لقب القديسة.

“لقد سمعت أنه شاب شيطاني يتمتع بمهارات لائقة و سِعةِ حيلة. ما هو عرقه؟”

 

“إنه شيطان عملاق لديه دم مختلط من العملاق. لكن حسنًا، سأعتني بحجمه، لذلك لن يضرب رأسه على السقف إذا جاء إلى هنا.” عرضت نوير بسخاء.

 

 

هامل الإبادة.

“كنتُ أتساءل لماذا طرحتِ إسمه….أنتِ تحاولين إغراء الكونت كاراد بغزو أراضي قلعة التنين الشيطاني، أليس كذلك؟” سأل غافيد بشكل مرتاب.

 

 

ثم قاطعت ساقيها بإبتسامة ساحرة وقالت، “المرشحة القديسة لهذا الجيل، كان إسمها كريستينا روجرس، أليس كذلك؟ تلك المرأة تبدو تمامًا مثل انيسيه سليوود، أليس كذلك؟ إستغرق الأمر من هؤلاء المتعصبين مائتي عام، لكنهم تمكنوا أخيرًا من إستنساخ انيسيه سليوود.”

“مستحيل. كيف يمكنني أن أفعل ذلك؟ إنه مجرد شخص أتذكره لأنني إعتقدت أنه من اللطيف أن أرى مقدار الإهتمام والطموح الذي يظهره تجاه قلعة التنين الشيطاني.” قالت نوير بضحكة وهي تسير إلى جانب غافيد. “إذا لم يعجبك، ثم ماذا عن جاغون؟ هذا المجنون قتل والده، أوبيرون، بتمزيق حلقه بأسنانه. قد لا يكون لديه أي فئة، ولكن على الأقل قوته مؤكدة، صحيح؟”

“قلتُ توقفي عن الكلام.”

“إذا كان جاغون، فيمكننا التفكير في جعله عضوًا.” وافق غافيد: “على الرغم من أن هذا يعني أننا سنحتاج إلى غرس بعض الآداب فيه.”

هامل الإبادة.

“مستوى تقديرك حقًا مرتفع للغاية، الدوق غافيد….هممم، ثم ماذا عنهم؟” سألت نوير بإبتسامة عريضة وهي تشير إلى النافذة الزجاجية.

خلال المراحل الأخيرة من الحرب، حاولت نوير مرارًا وتكرارًا كسر معنوياتهم من خلال التسلل إلى أحلامهم، لكنها فشلت في كل مرة وكادت تموت عدة مرات تقريبًا.

 

“هيهي.” ضحكت نوير وهي تنظر إلى إدموند بعيون متلألئة مثل النجوم. “إدموند، على الرغم من أنني أشعر بالفضول لمعرفة ما تخطط له، فلن أسأل. إذا إكتشفتُ ذلك مسبقًا، فلن يكون الأمر ممتعًا عندما تبدأ المتعة بالفعل.”

تحولت عيون الرجلين لرؤية سماء ليل بانديمونيوم، حيث مئات من أسماك الهواء تطفو. أقل بقليل من مستواها، هناك الشاشات الثلاثية الأبعاد الكبيرة تطفو أيضًا في الهواء. من بين كل هذه الشاشات، أظهرت الشاشة التي أشارت إليها نوير مجموعة من الشيطانات ترتدينَ ملابس أنيقة في منتصف رقصة.

بعد إنتهاء الحرب، بدأ العديد من الشياطين في الهرولة لإنشاء نظام ترتيب جديد بينما يتفاخرون بحماس بمزاياهم في الحرب، ولكن لم يتحدى أي شخص غافيد ونوير. ظل الإثنان يحملان مكانة مختلفة عن بقية الشياطين. حتى في حرب الأراضي الأخيرة بين نوير وإيريس، لا بُدَّ أن إيريس كانت تقاتل بشدة للفوز، لكن بالنسبة لِـنوير، الأمر ليس أكثر من تسلية خفيفة لتهدئة ملل هذا السلام الطويل.

 

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعل هذان الوحشان يشعران بإمكانية الموت هو ساحة المعركة منذ ثلاثمائة عام. في وقت فيرموث العظيـ….لا.

قدمت لهما نوير، “هؤلاء هن فتيات الأحلام اللواتي ظهرن مؤخرًا تحت إدارة جيابيلا للمشاهير. في الأسبوع الأول فقط من ظهورهم لأول مرة، وصلوا بالفعل إلى المرتبة الأولى في مبيعات ألبومات بانديمونيوم. إنهنَّ لطيفات، أليس كذلك؟ هؤلاء هم الأطفال الذين قمت بتربيتهم.”

“إذن ماذا يعني هذا بالنسبة لنا؟” سألت نوير وهي تستدير للنظر إلى غافيد بإبتسامة مشرقة.

حافظ غافيد على صمته.

البطل والقديسة.

 

إنفجرت نوير في الضحك، “آهاهاها….!”

أمالت نوير رأسها، “هل يمكن أن يكون الأمر أن الدوق غافيد يفضل الإثارة على اللطافة؟ هناك أيضًا مجموعة منهن تسمى زهور الأحلام. إنهن في المركز الثالث على مبيعات الألبوم التراكمي لبانديمونيوم—”

واجه غافيد هامل وسيينا، اللذين كانا في الخارج يجريان الاستطلاع، ودخل في معركة معها. ومع ذلك، إنتهى الأمر بغافيد في الواقع إلى تعرضه لضربة سيف قاتلة تقريبًا من هامل ولم يُترَك له خيار سوى التراجع.

“توقفي.” قاطعها غافيد.

 

 

“بالطبع، لقد سمعتهم. يقولون إنها متورطة في القرصنة داخل المياه الإقليمية لشيموين، صحيح؟ مع علم قراصنة من جمجمة سوداء لها آذان مدببة تخرج منها، إنهم ينهبون السفن التجارية بينما يدَّعون أنهم قراصنة الغضب، أليس كذلك؟” لعقت نوير شفتيها وهي تقول هذا، متذكرة كيف رُكِلَتْ إيريس وكافحت بينما هي تمسك بها. “أُنظر، ألم أفعل جيدًا لِـعدم قتلها؟ هل تعتقد هذه البلهاء حقًا أنه من خلال جمع الأموال كَـقرصانة، ستكون قادرة حقا على زيادة قوتها؟”

“ربما تفضل الفتيان على الفتيات؟ لدينا أيضًا مجموعات فتيان—”

 

“قلتُ توقفي عن الكلام.”

 

أثناء كبح مشاعره المذهولة، نظر غافيد بعيدًا عن الصور المجسمة ورفع رأسه. ومع ذلك، من خلال النافذة، رأى وجه جيابيلا يبتسم له ميكانيكيا….

لم يستطِع إدموند أن يفهم تماما الوزن الذي يحمله هذان اللقبان. إنه ساحرٌ أسودٌ وحشيٌّ نجا لأكثر من مائة عام، لكنه لم يلتقِ قط ببطل حقيقي أو قديسة حقيقية.

 

قسم السحر الإلهي يدرس سحر فصل الروح. تضمن هذا السحر نقل روح الفرد إلى جسد آخر لبعض الوقت، لكن هذا السحر وقع في مجال السحر الأسود. نظرًا لأن الأساقفة المشاركين في هذا البحث لم يرغبوا في الإنخراط في السحر الأسود بأنفسهم، لم يملكوا خيارًا سوى دعوة ساحرٍ أسود من خارج البلاد.

متجاهلةً طلب غافيد، تابعت نوير، “أُفَكِرُ أيضًا في إصدار ألبوم.”

عرفت نوير وغافيد حقيقة انيسيه سليوود. هذان الشخصان هما من الشياطين الذين عاشوا لمئات السنين وهما يعرفان جيدًا القديسين الذين جاءوا قبل انيسيه. على الرغم من أنهم يسمونهم بِـذاتِ الإسم الفخم، إلا أن القديسين الذين جاءوا قبل انيسيه كانوا إبداعاتٍ غير مكتملة لا يمكن أن ترقى إلى مستوى أسمائهم.

أغلق غافيد عينيه، غير راغبٍ في الإستماع بعد الآن.

مولون الإرهاب.

“لقد سمعت أنه وُلِدَ بموهبة عبقرية في السحر أيضًا. يقال إنه يكره السحرة السود لدرجة أنه يكاد يكون كرهًا غير طبيعي.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط