نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 217

التوقيع (1)

التوقيع (1)

الفصل 217: التوقيع (1)

“….أوي، انيسيه.” نادى يوجين وهو يهز رأسه، الذي يؤلمه بسبب التركيز بشدة.

في قصر سيينا، داخل مملكة آروث السحرية.

صورة كبيرة لسيينا معلقة على الحائط المقابل. صَوَّرَتْ سيينا بإبتسامة خيرة بشكل غير معهود. ربما لأن رأسه مليء بالأفكار حول توقيعه، لم يستطِع يوجين إلا أن يشعر أن تلك الابتسامة استفزازية للغاية.

 

“قد يكون هذا صحيحًا، لكن رؤية إبتسامتها بهذه الطريقة تبدو مزعجة بعض الشيء.” تذمر يوجين وهو ينهض من الكرسي.

هذا القصر، الذي عاشت فيه سيينا الحكيمة بالفعل منذ مئات السنين، عومل كأرض مقدسة من قبل العديد من السحرة الذين عاشوا في آروث وإستمروا في زيارتها. ونتيجة لذلك، تم إفتتاح القصر يوميًا كمنطقة جذب سياحي لمدة إثنتي عشرة ساعة، من الظهر حتى منتصف الليل، ويغلق أمام الزوار خلال الساعات الأولى من اليوم.

لكن الناجين الأربعة لم يجيبوا على مثل هذه الأسئلة بشكل صحيح. لقد أشاد العالم كله برحلتهم ونهايتها بإعتبارها إنجازًا مجيدًا، لكن بالنسبة لهم، كانت رحلتهم ونهايتها فشلًا مُخزيًا.

 

 

ومع ذلك، حتى بين مناطق الجذب السياحي التي لا حصر لها في آروث، ظل هذا القصر يفيض بالسياح كل يوم، لذلك لا يوجد ما يضمن أن يتمكن المرء من دخول القصر حتى لو إنتظر بصبر لمدة إثنتي عشرة ساعة كاملة. لذا فإن السحرة الشباب الذين يمكنهم زيارة قصر سيينا الحكيمة بدأوا عادة في الإنتظار أمام بوابات القصر منذ فجر اليوم السابق.

بالطبع، تلقت انيسيه أيضا مثل هذا الإحترام في يوراس. ولكن على عكس سيينا، لم تترك انيسيه وراءها أي مواد تعليمية لأجيالها القادمة. من الأساس، الإيمان أهم أساس للسحر الإلهي، لذلك، من الصعب ترك أي مواد تعليمية للأجيال القادمة كما يُفعَلُ مع السحر العادي. لذلك كل ما يمكن أن تفعله انيسيه هو كتابة بضعة أسطر أو مقاطع من الكتاب المقدس لأجيالها القادمة.

 

 

حتى الآن، ظل هذا هو الحال. إذا نظر المرء من النافذة، فسيرى أن الساحة العريضة خارج الفناء الأمامي للقصر مليئة برؤوس السحرة.

 

 

“إذا طلبنا ذلك، فَسَـيقرضنا واحدة، لكن….” توقف يوجين عن التذمر وهو يرى شيئًا أمامهم.

“هل تلك الفتاة سيينا حقًا بهذه الأهمية؟” تمتمت انيسيه لنفسها بنبرة تذمر. هزت رأسها وهي تغلق الفجوة الطفيفة في الستائر، “بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر، لا يسعني إلا أن أشعر أن سمعة سيينا بين جيل المستقبل مبالغ فيها.”

ثم بعد بضعة أيام، وصلت رسالة أخرى في المقابل. بدأت الرسالة بالتهنئة على إنجازه الهائل وشرعت في السؤال عن هل لديه أي وقت فراغ لزيارة آروث والعمل على إنشاء توقيعه.

“هذا ليس مبالغًا فيه.” رفضت مير هذا الإدعاء بإنزعاج: “السيدة سيينا هي شخص عظيم يستحق هذا الإحترام الكبير. يقال إن صيغة الدائرة السحرية التي أنشأتها السيدة سيينا قد طورت مجال السحر بمقدار خمسمائة عام.”

بطبيعة الحال، لم ترى انيسيه أي حاجة إلى كتابة أي مقاطع ليتم تسجيلها في الكتاب المقدس. على الرغم من أن البابا والكرادلة في ذلك الوقت قد توسلوا إليها أن تكتب بضعةَ أسطر، إلا أن ما كتبته في الحقيقة هو مجرد بضعة أسطر فارغة مع محتوياتٍ غامضة وبلا معنى دون أي نوايا حقيقية أو صدق. تم كتابة الكلمات المليئة بصدق انيسيه والحقيقة في الواقع في قصة أطفال بدلًا من الكتاب المقدس.

“الآنسة الصغيرة المخلوق السحري، إذا همستِ هكذا، فلن نتمكن من سماع أي شيء. لو أردتِ قول شيء، فَـتحدثي بصوتٍ أعلى. وأُنظري إلى عيني مباشرة عندما تتحدثين.” أمرت انيسيه وهي تميلُ رأسها وتنظر إلى مير من الأعلى.

وقفت ميلكيث هناك بصمت لبضع لحظات قبل أن تمحى الوهم على خديها بنقرة خفيفة من إصبعها. ثم غيرت تعبيرها كما لو أنها تتظاهر بعدم حدوث أي شيء.

 

 

إرتعدت أكتاف مير تحت عينيها الزرقاوتين الرائعتين.

 

 

 

بدأت مير في مقاطعة ساقيها والعبث بأصابعها دون وعي….بينما خفضت رأسها ردًا على هذا. شخرت انيسيه عند رؤية هذا المنظر وجلست على عتبة النافذة.

 

 

قد تكون شخصيتها وسلوكها غريبَينِ بعض الشيء، لكن ميلكيث نفسها ليست في الأساس شخصًا سيئًا….أو على الأقل هذا ما إعتقده يوجين.

“هل يمكن أن تكوني حقًا منزعجةً لأنني أهنتُ الأم التي أعطتك الحياة؟” سألت انيسيه بصدمة. “أعلم أن سيينا هي والدتك، لكن قبل ذلك، كنتُ أنا وسيينا صديقتَينِ مقربتين جدًا.”

 

“….السيدة سيينا….ليست أمي….” تمتمت مير بتردد.

 

 

 

سخرت انيسيه، “بما أنها خلقتك، ماذا يمكنك أن تسميها سوى والدتك؟ على أي حال، كل ما أقوله عن صديقتي هو مجرد رأيي الشخصي، لذا من فضلك لا تشعري بالحاجة إلى مجادلتي.”

أشارت انيسيه: “سيينا كانت تبدو دائمًا وقحة.”

“أووو….” أنَّتْ مير فقط بدلًا من قول أي شيء آخر.

يفكر يوجين حاليًا بعمق وآكاشا تتدلى على كتفه.

 

السبب بسيط بما فيه الكفاية. لا يمكن إستخدام تعاويذ الدائرة الثامنة دون الوصول أولًا إلى تلك المرحلة بنفسك. لذلك بغض النظر عن مدى عمق وتعقيد آكاشا وكم تمكنه من فهم التعاويذ، فإن الدوائر التي أنشأها داخل جسده لا تستطيع إلقاء مثل هذا السحر.

على الرغم من أنها إستخدمت كلمة مبالغ فيها، إلا أن انيسيه لم تعتقد بجدية أن هذا هو الحال. لقد وجدت انيسيه الأمر مضحككًا أن هؤلاء السحرة الصغار، الذين ينتظرون خارج قصرها حتى رغم كون الوقت هو الصباح الباكر، يقدمون مثل هذا الاحترام الأعمى لسيينا، التي تذكرتها انيسيه بوضوح على أنها شخص وغد.

لا يزال يوجين يصر بشكل متشكك، “هذا مستحيل، إنه—”

 

 

بالطبع، تلقت انيسيه أيضا مثل هذا الإحترام في يوراس. ولكن على عكس سيينا، لم تترك انيسيه وراءها أي مواد تعليمية لأجيالها القادمة. من الأساس، الإيمان أهم أساس للسحر الإلهي، لذلك، من الصعب ترك أي مواد تعليمية للأجيال القادمة كما يُفعَلُ مع السحر العادي. لذلك كل ما يمكن أن تفعله انيسيه هو كتابة بضعة أسطر أو مقاطع من الكتاب المقدس لأجيالها القادمة.

 

 

“نعم.” تنهدت انيسيه “في ذلك الوقت، كانت سيينا مشغولة بأبحاثها السحرية بينما أنا مشغولةٌ بشرب الكحول.”

بطبيعة الحال، لم ترى انيسيه أي حاجة إلى كتابة أي مقاطع ليتم تسجيلها في الكتاب المقدس. على الرغم من أن البابا والكرادلة في ذلك الوقت قد توسلوا إليها أن تكتب بضعةَ أسطر، إلا أن ما كتبته في الحقيقة هو مجرد بضعة أسطر فارغة مع محتوياتٍ غامضة وبلا معنى دون أي نوايا حقيقية أو صدق. تم كتابة الكلمات المليئة بصدق انيسيه والحقيقة في الواقع في قصة أطفال بدلًا من الكتاب المقدس.

– هل وافقتِ على ذلك؟

 

“حول صورة سيينا المعلقة هناك. ألا تظنين أنها مبهرجة قليلًا؟”

“على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي آتي فيها إلى هنا….إلا أنني أشعر بنفس الشعور بالحنين إلى الماضي كما لو كنتُ قد زُرتُ هذا المكان عدة مرات منذ فترة طويلة.” لاحظت انيسيه.

المكان الذي كانت تجلس فيه سيينا خلال تلك الأوقات….هو المكان الذي يجلس فيه يوجين حاليًا.

 

الكرسي الذي كان يميل للخلف إستقام مرة أخرى.

“الحنين إلى الماضي؟” تساءلت مير.

 

 

“تظاهري بِـأنكِ لا تعرفينها.” أمر يوجين وهو يستدير على الفور.

“نعم.” تنهدت انيسيه “في ذلك الوقت، كانت سيينا مشغولة بأبحاثها السحرية بينما أنا مشغولةٌ بشرب الكحول.”

“الحنين إلى الماضي؟” تساءلت مير.

“….شرب الكحول….” تمتمت مير بخيبة أمل.

بدا المشهد مألوفًا. بدت غرفة سيينا كما رأتها من خلال الكرة البلورية منذ مئات السنين. لقد إعتادت سيينا على دراسة السحر أو الإستمرار في كتابة الحكاية الخيالية حتى وقت متأخر من الليل مع إستمرار إتصالهما.

 

 

ضحكت انيسيه، “إنها مجرد مزحة. على الرغم من أنها ليست واحدةً جيدة. على أي حال، وضعت علينا أنا وهي الكثير من العيون، وتوجب علي أيضًا أن أكون رمزًا للسلام والضوء خلال حقبة ما بعد الحرب، لذلك كان من الصعب علي الإبتعاد عن يوراس. وأيضًا، كان من النادر بالنسبة لي أن أكون قادرةً على مقابلة سيينا شخصيًا، لذلك تم إجراء معظم إتصالاتنا من خلال السحر.”

 

المسافة بين آروث ويوراس كبيرة بما يكفي لدرجة أن عبورها سيستغرق رحلة طويلة للغاية، وفي تلك الحقبة، مع الفوضى التي أعقبت النهاية المفاجئة للحرب، كان السلام بين الدول لا يزال غير مستقر. تم الآن فتح بوابات الإنتقال، وربط مختلف البلدان والمدن ببعضها، لكن بوابات الإنتقال لم تكن موجودة في حقبة ما بعد الحرب. هذا جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم للقاء بعضهم البعض.

“إلى برج السحر الأحمر.” أجاب يوجين: “ولكن نظرًا لعدم وجود سبب لنا للذهاب إلى هناك معًا، يمكنك الذهاب للعثور على نزلٍ آخر—”

 

 

وهكذا، قدمت سيينا لانيسيه كرة بلورية كانت قد سحرتها شخصيًا. على الرغم من وجود عيب في طلب كميات كبيرة من الطاقة السحرية، إلا أن هذا العيب لا معنى له بالنسبة لسيينا وانيسيه.

إستمر يوجين في التقدم إلى الأمام دون النظر إلى ميلكيث. شعرت ميلكيث وكأن دواخلها تحترق بسبب رد فعله القاسي، لكنها لم تستسلم بل وإستخدمت تعويذة لعرقلة طريق يوجين إلى الأمام.

 

 

على الرغم من أن الأمر لم يكن كثيرًا مثل رؤية بعضهما البعض كل يوم، إلا أن هذا لا يزال سمح لهما بالدردشة كثيرًا. تبادلوا القيل والقال التافهة وتذمرا لبعضهما البعض. شارك الإثنان أيضًا جميع القصص التي لم يتشاركوها أو لم يتمكنا من مشاركتها عندما تجول الخمسة منهم في مملكة الشياطين معًا.

 

 

تحت ضوء الشارع هذا، تقف امرأة هناك مرتدية معطفًا كبيرًا لدرجة أن حاشيته لمست الأرض. عيناها مغطاة بقناع على شكل فراشة، وهي ترتدي قناعا تحته لإضفاء مظهر أكثر غموضًا.

– هامل كان أحمقًا حقيقيًا.

ثم بعد بضعة أيام، وصلت رسالة أخرى في المقابل. بدأت الرسالة بالتهنئة على إنجازه الهائل وشرعت في السؤال عن هل لديه أي وقت فراغ لزيارة آروث والعمل على إنشاء توقيعه.

 

– هل أنتِ مجنونة؟ حتى أنه ركع أمامي وتوسل، لذلك سكبت البيرة عليه وأعطيته صفعة جيدة.

ذات يوم، إتصلت سيينا بانيسيه وهي سكرانة. لم تكن هناك حاجة حتى للسؤال عما يجري. وجهها مصبوغ باللون الأحمر بسبب الكحول، وإستمرت في شرب جرعات ضخمة من الكحول حتى في منتصف المكالمة.

لم يظهر يوجين ولا مير ولا انيسيه أي رد فعل على وجه ميلكيث.

 

ذات يوم، إتصلت سيينا بانيسيه وهي سكرانة. لم تكن هناك حاجة حتى للسؤال عما يجري. وجهها مصبوغ باللون الأحمر بسبب الكحول، وإستمرت في شرب جرعات ضخمة من الكحول حتى في منتصف المكالمة.

بالتفكير مرة أخرى في الأمر الآن، بدا الأمر مخيفًا للغاية، لكن سيينا كانت تبكي بينما تفرك خدها بالقلادة التي حملت روح هامل مختومة بداخلها.

 

 

في حياته السابقة، كان هامل أضعف من شفرة الحصار. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. ولكن، لو تمكن من إنشاء توقيع قابل للتطبيق، فسيكون بالتأكيد قادرًا على العمل كبطاقة جامحة أثناء معركته ضد شفرة الحصار.

ثم شرعت في التحدث كثيرًا عن رفيقهم الوحيد المتوفى. لم يمتلك هامل أي عائلة ولا أحفاد. على الرغم من أنه لا يزال من الممكن تذكره في الوقت الحالي، من الواضح أنه مع استمرار الأمور، سَـيُنسى بالتأكيد يومًا ما.

 

 

 

لم تُعجَب انيسيه وسيينا بهذا. لقد إعتبرا أنفسهما فاشلَين. على الرغم من أنهم أقسموا على قتل جميع ملوك الشياطين، إلا أنهم لم يتمكنوا من قتلهم جميعًا. تدرك سيينا وانيسيه جيدًا أن السلام الحالي قد تم الحصول عليه بسبب أهواء ورحمة ملك الحصار الشيطاني.

 

 

“إذن كيف كنتِ تتوقعين أن أتفاعل مع هذا بالضبط؟” سأل يوجين بسخط.

يُشيدُ العالم بالأشخاص الأربعة الذين عادوا من قلعة ملك الحصار الشيطاني كأبطال. هناك العديد من الأسئلة حول ما حدث في مملكة الشياطين، وما نوع المصاعب والشدائد التي مروا بها من أجل الوصول إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني — لا، من أجل إنقاذ العالم.

تحت ضوء الشارع هذا، تقف امرأة هناك مرتدية معطفًا كبيرًا لدرجة أن حاشيته لمست الأرض. عيناها مغطاة بقناع على شكل فراشة، وهي ترتدي قناعا تحته لإضفاء مظهر أكثر غموضًا.

 

 

لكن الناجين الأربعة لم يجيبوا على مثل هذه الأسئلة بشكل صحيح. لقد أشاد العالم كله برحلتهم ونهايتها بإعتبارها إنجازًا مجيدًا، لكن بالنسبة لهم، كانت رحلتهم ونهايتها فشلًا مُخزيًا.

“…اغغغغ….”

 

“على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي آتي فيها إلى هنا….إلا أنني أشعر بنفس الشعور بالحنين إلى الماضي كما لو كنتُ قد زُرتُ هذا المكان عدة مرات منذ فترة طويلة.” لاحظت انيسيه.

—لا أريد كتابة سيرة ذاتية. هذا مُخزٍ وسَـيبدو وكأنني أُحاول أن أُزَين ما فعلته. كما أنني لا أريد أن أترك قصة فشلي لكي تقرأها الأجيال القادمة. انيسيه، ماذا عنك؟

أشارت انيسيه: “سيينا كانت تبدو دائمًا وقحة.”

– إنهم يُعدونَ نسخة جديدة من كتب النور، ويواصلون القول إنهم يريدون وضع سيرتي الذاتية فيها، واصفين إياها بإنجيل انيسيه. حتى أنهم يريدون مني أن أدرج الكثير من الكلمات الطيبة للأجيال القادمة.

يُشيدُ العالم بالأشخاص الأربعة الذين عادوا من قلعة ملك الحصار الشيطاني كأبطال. هناك العديد من الأسئلة حول ما حدث في مملكة الشياطين، وما نوع المصاعب والشدائد التي مروا بها من أجل الوصول إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني — لا، من أجل إنقاذ العالم.

 

 

– هل وافقتِ على ذلك؟

 

– هل أنتِ مجنونة؟ حتى أنه ركع أمامي وتوسل، لذلك سكبت البيرة عليه وأعطيته صفعة جيدة.

[سلوكها ليس غريبًا فقط. هذا جنون. بصرف النظر عن موهبتها كَـمُستدعية أرواح، فإن هذا الإنسان المسمى ميلكيث الحياة هو عار على جميع مستدعي الأرواح.] تذمر تيمبست داخل رأس يوجين.

 

“لماذا تسأل عن شيءٍ واضحٍ جدًا؟” سخرت ميلكيث. “كنتُ أنتظرك.”

كانوا يتبادلون مثل هذه القصص….

 

 

 

– ماذا عن قصة خيالية؟ دون الكشف عن من كتبها، دعينا ننشرها سرًا في العالم. سنتحدث عن مقدار الهراء الذي مررنا به في هيلموث.

سبب مغادرته لمنزل لايونهارت والمجيء إلى هنا إلى آروث هو طلب المشورة من لوفليان وسادة الأبرج الآخرين فيما يتعلق بالتوقيع.

 

 

– هل هذا لأجل هامل؟

 

– ….حسنًا….إنه ميت بالفعل، ولكن….إذا واصلنا إلتزام الصمت حيال ذلك، فإن شعوب العالم لن يعرفوا حتى كيف مات، أليس كذلك؟ لا أريد أن يُنسى هامل.

 

 

“إلى برج السحر الأحمر.” أجاب يوجين: “ولكن نظرًا لعدم وجود سبب لنا للذهاب إلى هناك معًا، يمكنك الذهاب للعثور على نزلٍ آخر—”

منذ ذلك الحين، بدأت سيينا في كتابة الحكاية الخيالية كهوايتها وتطلب من انيسيه مراجعة المسودة للحصول على الدعم. بطبيعة الحال، لم تقرأها انيسيه فحسب، بل أضافت بدلًا من ذلك المزيد من الكلمات من عندها. ثم تعيد المخطوطة إلى سيينا، التي ستقرأها وتضيف المزيد من الكلمات….

 

 

من الواضح أن الغرض الأولي منها كان تدمير إحتمالية أن يُنسى هامل. وأيضًا لإخماد تساؤل العالم عن ما الذي واجهه البطل ورفاقه في مملكة الشياطين هيلموث. ومع ذلك….

من الواضح أن الغرض الأولي منها كان تدمير إحتمالية أن يُنسى هامل. وأيضًا لإخماد تساؤل العالم عن ما الذي واجهه البطل ورفاقه في مملكة الشياطين هيلموث. ومع ذلك….

 

 

 

في مكان ما في منتصف كل ذلك، إختلطت فيه الكثير من المصالح الأنانية وغيرها من القمامة.

 

 

بدا المشهد مألوفًا. بدت غرفة سيينا كما رأتها من خلال الكرة البلورية منذ مئات السنين. لقد إعتادت سيينا على دراسة السحر أو الإستمرار في كتابة الحكاية الخيالية حتى وقت متأخر من الليل مع إستمرار إتصالهما.

بفضل ذلك، لا يزال يُتَذَكَرُ على أنه هامل الغبي حتى بعد مرور ثلاثمائة عام، لذا، أليس ذلك شيئًا جيدًا في النهاية؟ فكرت انيسيه مع نفسها وهي تنظر حول الغرفة.

 

 

 

بدا المشهد مألوفًا. بدت غرفة سيينا كما رأتها من خلال الكرة البلورية منذ مئات السنين. لقد إعتادت سيينا على دراسة السحر أو الإستمرار في كتابة الحكاية الخيالية حتى وقت متأخر من الليل مع إستمرار إتصالهما.

 

 

 

المكان الذي كانت تجلس فيه سيينا خلال تلك الأوقات….هو المكان الذي يجلس فيه يوجين حاليًا.

 

 

– إنهم يُعدونَ نسخة جديدة من كتب النور، ويواصلون القول إنهم يريدون وضع سيرتي الذاتية فيها، واصفين إياها بإنجيل انيسيه. حتى أنهم يريدون مني أن أدرج الكثير من الكلمات الطيبة للأجيال القادمة.

يفكر يوجين حاليًا بعمق وآكاشا تتدلى على كتفه.

 

 

“لهذا السبب أنا أسأل. لماذا تنتظريننا هنا؟” أصر يوجين بسخط.

سبب مغادرته لمنزل لايونهارت والمجيء إلى هنا إلى آروث هو طلب المشورة من لوفليان وسادة الأبرج الآخرين فيما يتعلق بالتوقيع.

 

 

ومع ذلك، حتى بين مناطق الجذب السياحي التي لا حصر لها في آروث، ظل هذا القصر يفيض بالسياح كل يوم، لذلك لا يوجد ما يضمن أن يتمكن المرء من دخول القصر حتى لو إنتظر بصبر لمدة إثنتي عشرة ساعة كاملة. لذا فإن السحرة الشباب الذين يمكنهم زيارة قصر سيينا الحكيمة بدأوا عادة في الإنتظار أمام بوابات القصر منذ فجر اليوم السابق.

التوقيع هو عبارة عن تعويذة يمكن إستخدامها كرمز لساحر فائق وصل إلى الدائرة الثامنة. يجب أن تكون تعويذة أصلية أنشأها الساحر الفائق نفسه. إنه إدراك لكل السحر الذي تعلمه وما تابعه طوال حياته. التوقيع هو تعويذة عظيمة يجب أن يفخر بها الساحر الفائق وليس شيئًا يمكن إستخدامه بإستخفاف، ولكن لو وعندما يُستخدم، يجب أن يكون قادرًا على خلق ظاهرة تتوافق مع أهميتها.

بينما كانت انيسيه ومير يلقيان نظرة حول القصر الفارغ ويعودا بذكرياتهما إلى الماضي، شغل يوجين مقعدًا وبدأ في التفكير في توقيعه.

 

 

في الوقت الحاضر، معيار الساحر الفائق يصل إلى الدائرة الثامنة، ولم يصل يوجين بعد إلى الدائرة الثامنة. ومع ذلك، فإن صيغة حلقة اللهب التي تم إبتكارها من خلال دمج الثقب الأبدي سمحت لِـيوجين بأداء سحر من مرتبة أعلى بكثير من رتبته الحالية.

“لا، لستُ فضوليا على الإطلاق.” نفى يوجين بسهولة.

 

 

وهناك أيضًا آكاشا. مع هذه العصاة الباهظة التي تم إنشاؤها بإستخدام قلب تنين كامل، وإلى جانب مساعدة مير، هو قادر على إلقاء التعاويذ من الدائرة السابعة دون أي عبء.

 

 

 

‘على الرغم من أن تعاويذ الدائرة الثامنة مستحيلة.’ فكر يوجين.

[سلوكها ليس غريبًا فقط. هذا جنون. بصرف النظر عن موهبتها كَـمُستدعية أرواح، فإن هذا الإنسان المسمى ميلكيث الحياة هو عار على جميع مستدعي الأرواح.] تذمر تيمبست داخل رأس يوجين.

 

 

من الأساس، لم يتم تحديد دليل تعاويذ الدائرة الثامنة بوضوح. هذا لأن السحرة الذين وصلوا إلى هذا المستوى العالي فضلوا إبتكار تعاويذ ممتعة أكثر ملاءمة لأنفسهم بدلًا من إلقاء أي تعاويذ عامة. هذا هو السبب في أن يوجين لن يكون قادرًا على إلقاء أي تعاويذ من الدائرة الثامنة، بغض النظر عن مدى فائدة صيغة حلقة اللهب وآكاشا.

 

 

 

السبب بسيط بما فيه الكفاية. لا يمكن إستخدام تعاويذ الدائرة الثامنة دون الوصول أولًا إلى تلك المرحلة بنفسك. لذلك بغض النظر عن مدى عمق وتعقيد آكاشا وكم تمكنه من فهم التعاويذ، فإن الدوائر التي أنشأها داخل جسده لا تستطيع إلقاء مثل هذا السحر.

بينما كانت انيسيه ومير يلقيان نظرة حول القصر الفارغ ويعودا بذكرياتهما إلى الماضي، شغل يوجين مقعدًا وبدأ في التفكير في توقيعه.

 

لم يظهر يوجين ولا مير ولا انيسيه أي رد فعل على وجه ميلكيث.

“…اغغغغ….”

“على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي آتي فيها إلى هنا….إلا أنني أشعر بنفس الشعور بالحنين إلى الماضي كما لو كنتُ قد زُرتُ هذا المكان عدة مرات منذ فترة طويلة.” لاحظت انيسيه.

لقد نسي كم مرة أصدر مثل هذا الأنين.

الفصل 217: التوقيع (1)

 

‘لكن أكبر عقبة أمام تسلق بابل، بالطبع، ستكون ذلك اللقيط، شفرة الحصار.’ تذمر يوجين.

لم يمضِ وقت طويل بعد أن تغلب يوجين على الغرفة المظلمة، وصلت رسالة من سيد البرج الأحمر لآروث، لوفليان. تم إرسال الرسالة كتحقيق مهذب للتحقق من هل هو بخير، وقد أدرج يوجين في رده الأخبار التي تفيد بأنه وصل إلى النجم السادس من صيغة اللهب الأبيض.

“….السيدة سيينا….ليست أمي….” تمتمت مير بتردد.

 

– هل هذا لأجل هامل؟

ثم بعد بضعة أيام، وصلت رسالة أخرى في المقابل. بدأت الرسالة بالتهنئة على إنجازه الهائل وشرعت في السؤال عن هل لديه أي وقت فراغ لزيارة آروث والعمل على إنشاء توقيعه.

 

 

 

عندما تلقوا هذه الأخبار من آروث، كانت انيسيه أكثر سعادة من مير لقبول الدعوة. سببها أنها أرادت زيارة قصر سيينا. هذا ليس طلبًا صعبًا للغاية على يوجين للوفاء به. تم الاعتراف به من قبل العائلة الملكية لآروث بإعتباره وريث سيينا الحكيمة، لذلك بكلمة واحدة فقط، يمكنه دخول القصر في الساعات الأولى من الصباح عندما يكون من المفترض إغلاقه.

 

 

 

بينما كانت انيسيه ومير يلقيان نظرة حول القصر الفارغ ويعودا بذكرياتهما إلى الماضي، شغل يوجين مقعدًا وبدأ في التفكير في توقيعه.

 

 

لقد نسي كم مرة أصدر مثل هذا الأنين.

‘….توقيع، هاه….’

 

تم تعلم جميع التعويذات التي إستخدمها يوجين حتى الآن تقريبًا من آكرون، ولم يخلق يوجين نفسه تعويذة خاصة به. أيضًا، لم يعتقد يوجين أن لديه نوعًا من الذوق أو الموهبة اللازمة لمثل هذا الإبتكار.

 

 

 

ماذا عن حقيقة أنه تمكن من تعلم السحر بسرعة؟ ذلك فقط لأن يوجين قد وُلِدَ مع القدرة على الشعور تماما، السيطرة، والتلاعب بالطاقة السحرية. من السهل عليه أن يتعلم التعاويذ الراسخة بالفعل بهذه الموهبة، لكن….ليس من السهل عليه أن يتعود على إنشاء تعويذة جديدة لم توجد من قبل.

 

 

 

‘لكن هذا لا يعني أنه يمكنني الإستسلام فقط.’ واصل يوجين التفكير.

 

 

سخرت انيسيه، “بما أنها خلقتك، ماذا يمكنك أن تسميها سوى والدتك؟ على أي حال، كل ما أقوله عن صديقتي هو مجرد رأيي الشخصي، لذا من فضلك لا تشعري بالحاجة إلى مجادلتي.”

ما كان يوجين ليكون طموحًا جدا لو لم يمتلك أي موهبة في السحر أو لم يتعلم أي سحر أساسًا. ومع ذلك، فقد وصل يوجين بالفعل إلى رتبة أقل بقليل من الساحر الفائق من حيث السحر، وبسبب ذلك، لم يستطِع التخلي عن إنشاء توقيع. بطبيعة الحال، ما أراده يوجين ليس الإعتراف بأن يُطلَقَ عليه إسم الساحر الفائق.

 

 

 

ركز يوجين على تفرد التوقيع وعامِلُ المفاجأة. على الرغم من أنه سمع ما يقوله تسجيل فيرموث، إلا أن يوجين لا يزال يريد قتل جميع ملوك الشياطين.

“لماذا تسأل عن شيءٍ واضحٍ جدًا؟” سخرت ميلكيث. “كنتُ أنتظرك.”

 

ومع ذلك، حتى بين مناطق الجذب السياحي التي لا حصر لها في آروث، ظل هذا القصر يفيض بالسياح كل يوم، لذلك لا يوجد ما يضمن أن يتمكن المرء من دخول القصر حتى لو إنتظر بصبر لمدة إثنتي عشرة ساعة كاملة. لذا فإن السحرة الشباب الذين يمكنهم زيارة قصر سيينا الحكيمة بدأوا عادة في الإنتظار أمام بوابات القصر منذ فجر اليوم السابق.

خصوصًا ملك الحصار الشيطاني.

[سلوكها ليس غريبًا فقط. هذا جنون. بصرف النظر عن موهبتها كَـمُستدعية أرواح، فإن هذا الإنسان المسمى ميلكيث الحياة هو عار على جميع مستدعي الأرواح.] تذمر تيمبست داخل رأس يوجين.

 

 

من أجل الوصول إليه، سيتعين على يوجين أولًا الوصول إلى قلعة ملك الشياطين، بابل، وسيحتاج بعد ذلك للصعود إلى القمة لدخول قاعة الحصار الملكية. وكما حذره فيرموث، فإن ملك الحصار الشيطاني لن يشاهد بهدوء بينما يوجين يتسلق بابل.

 

 

في مكان ما في منتصف كل ذلك، إختلطت فيه الكثير من المصالح الأنانية وغيرها من القمامة.

‘لكن أكبر عقبة أمام تسلق بابل، بالطبع، ستكون ذلك اللقيط، شفرة الحصار.’ تذمر يوجين.

“ألا يمكنك على الأقل التظاهر بذلك؟”

 

 

في حياته السابقة، كان هامل أضعف من شفرة الحصار. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. ولكن، لو تمكن من إنشاء توقيع قابل للتطبيق، فسيكون بالتأكيد قادرًا على العمل كبطاقة جامحة أثناء معركته ضد شفرة الحصار.

‘لكن هذا لا يعني أنه يمكنني الإستسلام فقط.’ واصل يوجين التفكير.

 

 

‘ورايزاكيا. يجب أن يكون مفيدًا عندما يحين الوقت للقبض على ذلك الوغد الأفعى أيضًا.’

“لو توجب علي أن أقول شيئًا ما، فلا يمكنني إنكار أن لدي رغبة طفيفة في صبغ توقيعك بلوني. ألن يُسَهِلَ هذا بالنسبة لي الحصول على بعض الفوائد من سُمعَتِكَ في المستقبل؟ بصفتي الساحرة الكبيرة اللطيفة التي ساعدت الساحر الفائق يوجين لايونهارت على تطوير توقيعه، هذا ما أعنيه.” قالت ميلكيث بإبتسامة خبيثة وهي تضرب يوجين على جانبه بمرفقها.

الكرسي الذي كان يميل للخلف إستقام مرة أخرى.

 

تم تعلم جميع التعويذات التي إستخدمها يوجين حتى الآن تقريبًا من آكرون، ولم يخلق يوجين نفسه تعويذة خاصة به. أيضًا، لم يعتقد يوجين أن لديه نوعًا من الذوق أو الموهبة اللازمة لمثل هذا الإبتكار.

وفقًا لمير، وضعت سيينا أُسُسَ السحر والثقب الأبدي أثناء جلوسها على هذا المكتب والكرسي في هذا القصر.

 

 

 

على الرغم من أنه لم يؤمن في كثير من الأحيان بأشياء مثل الخرافات، إلا أن يوجين آمَلَ أن يُضيء شيء ما داخل رأسه مثل ضربة مفاجئة للإلهام إذا جلس هنا وفكر بعمق في الأمر….

“إذا طلبنا ذلك، فَسَـيقرضنا واحدة، لكن….” توقف يوجين عن التذمر وهو يرى شيئًا أمامهم.

 

“إلى برج السحر الأحمر.” أجاب يوجين: “ولكن نظرًا لعدم وجود سبب لنا للذهاب إلى هناك معًا، يمكنك الذهاب للعثور على نزلٍ آخر—”

“….أوي، انيسيه.” نادى يوجين وهو يهز رأسه، الذي يؤلمه بسبب التركيز بشدة.

“لقد سمعت الأخبار من سيد البرج الأحمر. أنت، أنت تحاول إنشاء توقيعك، صحيح؟” سألت ميلكيث بإبتسامة فخورة وهي تميل إلى يوجين. “لكن التوقيع ليس شيئًا يمكنك إنشاؤه لمجرد أنك قررت أنك تريد واحدًا، أليس كذلك؟ لذا – هذا – هو – السبب، هذه الساحرة الفائقة ومستدعية الأرواح الخارقة، أختك الكبيرة ميلكيث، سوف تساعدك—”

 

 

“ماذا هناك؟” أجابت انيسيه، الجالسة على عتبة نافذة قريبة، وهي تستدير للنظر إلى يوجين.

من الأساس، لم يتم تحديد دليل تعاويذ الدائرة الثامنة بوضوح. هذا لأن السحرة الذين وصلوا إلى هذا المستوى العالي فضلوا إبتكار تعاويذ ممتعة أكثر ملاءمة لأنفسهم بدلًا من إلقاء أي تعاويذ عامة. هذا هو السبب في أن يوجين لن يكون قادرًا على إلقاء أي تعاويذ من الدائرة الثامنة، بغض النظر عن مدى فائدة صيغة حلقة اللهب وآكاشا.

 

“ألا يمكنك على الأقل التظاهر بذلك؟”

“حول صورة سيينا المعلقة هناك. ألا تظنين أنها مبهرجة قليلًا؟”

“لا، لستُ فضوليا على الإطلاق.” نفى يوجين بسهولة.

صورة كبيرة لسيينا معلقة على الحائط المقابل. صَوَّرَتْ سيينا بإبتسامة خيرة بشكل غير معهود. ربما لأن رأسه مليء بالأفكار حول توقيعه، لم يستطِع يوجين إلا أن يشعر أن تلك الابتسامة استفزازية للغاية.

وهناك أيضًا آكاشا. مع هذه العصاة الباهظة التي تم إنشاؤها بإستخدام قلب تنين كامل، وإلى جانب مساعدة مير، هو قادر على إلقاء التعاويذ من الدائرة السابعة دون أي عبء.

 

 

أشارت انيسيه: “سيينا كانت تبدو دائمًا وقحة.”

 

 

بفضل ذلك، لا يزال يُتَذَكَرُ على أنه هامل الغبي حتى بعد مرور ثلاثمائة عام، لذا، أليس ذلك شيئًا جيدًا في النهاية؟ فكرت انيسيه مع نفسها وهي تنظر حول الغرفة.

“قد يكون هذا صحيحًا، لكن رؤية إبتسامتها بهذه الطريقة تبدو مزعجة بعض الشيء.” تذمر يوجين وهو ينهض من الكرسي.

 

 

هوية هذه المرأة هي ميلكيث الحياة، سيدة البرج الأبيض.

نظرًا لأن انيسيه ومير قد إنتهيا بالفعل من النظر حول القصر، لم تعُد هناك حاجة للبقاء هنا.

 

 

“….السيدة سيينا….ليست أمي….” تمتمت مير بتردد.

قبل مغادرتهم الغرفة، ألقى يوجين نظرة أخرى على الصورة المعلقة على الحائط.

وفقًا لمير، وضعت سيينا أُسُسَ السحر والثقب الأبدي أثناء جلوسها على هذا المكتب والكرسي في هذا القصر.

 

“حول صورة سيينا المعلقة هناك. ألا تظنين أنها مبهرجة قليلًا؟”

على الرغم من أن هذا شعور قد شعر به بالفعل عدة مرات من قبل، إلا أن الإبتسامة في الصورة بدت محرجة بالنسبة بِـيوجين. على الرغم من أنه صحيحٌ أن إبتسامة خيرة كهذه لا يبدو أنها تناسب سيينا، إلا أن يوجين شعر أيضًا بمشاعر حزينة وفارغة لم تكن معتادة على سيينا في تلك الإبتسامة.

 

 

هذا القصر، الذي عاشت فيه سيينا الحكيمة بالفعل منذ مئات السنين، عومل كأرض مقدسة من قبل العديد من السحرة الذين عاشوا في آروث وإستمروا في زيارتها. ونتيجة لذلك، تم إفتتاح القصر يوميًا كمنطقة جذب سياحي لمدة إثنتي عشرة ساعة، من الظهر حتى منتصف الليل، ويغلق أمام الزوار خلال الساعات الأولى من اليوم.

ساء مزاج يوجين كلما رأى هذه الصورة. جعله يتذكر مشهد وجه سيينا عندما كان هامل يحتضر، ودموعها تسقط وهي تتوسل إليه ألَّا يموت. وكان يشبه وجهها الباكي عندما إلتقيا داخل شجرة العالم عندما إستمرت في الاعتذار رغم أنها لم تفعل شيئًا يستحق أن تعتذر عنه.

 

 

 

“…في المرة القادمة.” تمتم يوجين لنفسه بصوت منخفض وهو يعيد آكاشا داخل عباءته.

 

 

“هل يمكن أن تكوني حقًا منزعجةً لأنني أهنتُ الأم التي أعطتك الحياة؟” سألت انيسيه بصدمة. “أعلم أن سيينا هي والدتك، لكن قبل ذلك، كنتُ أنا وسيينا صديقتَينِ مقربتين جدًا.”

لم يعرف متى قد يكون الأمر، ولكن عندما يلتقيا بعد هذا….لدى يوجين فكرة أنه بمجرد إطلاق سراح سيينا من الختم، أراد أن يأتي معها إلى هذا القصر.

 

 

قد تكون شخصيتها وسلوكها غريبَينِ بعض الشيء، لكن ميلكيث نفسها ليست في الأساس شخصًا سيئًا….أو على الأقل هذا ما إعتقده يوجين.

سيجعل سيينا تقف أمام تلك الصورة ويشير إليها. أراد يوجين أن يضايقها وهما ينظران إلى تلك الإبتسامة الغبية معًا.

“ألا يمكنك على الأقل التظاهر بذلك؟”

 

خصوصًا ملك الحصار الشيطاني.

“إلى أين أنت ذاهب الآن؟” سألت انيسيه.

هذا القصر، الذي عاشت فيه سيينا الحكيمة بالفعل منذ مئات السنين، عومل كأرض مقدسة من قبل العديد من السحرة الذين عاشوا في آروث وإستمروا في زيارتها. ونتيجة لذلك، تم إفتتاح القصر يوميًا كمنطقة جذب سياحي لمدة إثنتي عشرة ساعة، من الظهر حتى منتصف الليل، ويغلق أمام الزوار خلال الساعات الأولى من اليوم.

 

بالطبع، تلقت انيسيه أيضا مثل هذا الإحترام في يوراس. ولكن على عكس سيينا، لم تترك انيسيه وراءها أي مواد تعليمية لأجيالها القادمة. من الأساس، الإيمان أهم أساس للسحر الإلهي، لذلك، من الصعب ترك أي مواد تعليمية للأجيال القادمة كما يُفعَلُ مع السحر العادي. لذلك كل ما يمكن أن تفعله انيسيه هو كتابة بضعة أسطر أو مقاطع من الكتاب المقدس لأجيالها القادمة.

“إلى برج السحر الأحمر.” أجاب يوجين: “ولكن نظرًا لعدم وجود سبب لنا للذهاب إلى هناك معًا، يمكنك الذهاب للعثور على نزلٍ آخر—”

 

قاطعته انيسيه، “لكن لا يوجد سبب حقيقي للإنفصال، الآن، هل هناك؟ هل يمكن أن تكون أبراج آروث السحرية بائسة للغاية لدرجة أنها لا تملك حتى غرفة واحدة يمكنهم إقراضها للضيوف الأجانب؟”

 

“إذا طلبنا ذلك، فَسَـيقرضنا واحدة، لكن….” توقف يوجين عن التذمر وهو يرى شيئًا أمامهم.

 

 

 

لقد غادروا القصر وبدأوا يسيرون في الشارع بينما لا يزال الوقت ليلًا. البنتاغون عاصمة آروث، والتي تسمى المملكة السحرية. منظر هذه الشوارع المضاءة ليلًا جميلٌ بما يكفي ليتم تسميته كمنطقة جذب سياحي في حد ذاتها، ولكن في الوقت الحالي، الوقت يقترب من الفجر فقط، لذلك فَـالضوء الوحيد الذي يضيء الشارع هو ضوء الشارع الباهت.

 

 

 

تحت ضوء الشارع هذا، تقف امرأة هناك مرتدية معطفًا كبيرًا لدرجة أن حاشيته لمست الأرض. عيناها مغطاة بقناع على شكل فراشة، وهي ترتدي قناعا تحته لإضفاء مظهر أكثر غموضًا.

 

 

شفتاها ممزقتان من كلا الجانبين. لا، لقد بدا أنهما ممزقتان فقط. إنه حقًا وهمٌ واقعي بلا داع.

وقف يوجين هناك مذهولًا وهو ينظر إلى المرأة. مير، التي تسير بجانبه بدلًا من البقاء في عباءته، شدَّتْ كم يوجين.

 

 

 

“ما الذي تفعله وهي واقفة هناك بحق السماء؟” سألته مير.

 

 

“….شرب الكحول….” تمتمت مير بخيبة أمل.

“تظاهري بِـأنكِ لا تعرفينها.” أمر يوجين وهو يستدير على الفور.

‘على الرغم من أن تعاويذ الدائرة الثامنة مستحيلة.’ فكر يوجين.

 

هوية هذه المرأة هي ميلكيث الحياة، سيدة البرج الأبيض.

من أجل الوصول إلى برج السحر الأحمر، إحتاجوا للذهاب في إتجاه المكان الذي تقف فيه المرأة، لكن يوجين إعتقد أنه سيكون من الصعب الإلتفاف حولها بدلًا من أن يتم القبض عليهم من قبل تلك المرأة المخبولة المصابة بالجنون.

 

 

 

“لماذا أنت تتجاهلني؟!” صرخت المرأة فجأة وهي تتحرك من تحت ضوء الشارع.

 

 

– هل أنتِ مجنونة؟ حتى أنه ركع أمامي وتوسل، لذلك سكبت البيرة عليه وأعطيته صفعة جيدة.

هوية هذه المرأة هي ميلكيث الحياة، سيدة البرج الأبيض.

السبب بسيط بما فيه الكفاية. لا يمكن إستخدام تعاويذ الدائرة الثامنة دون الوصول أولًا إلى تلك المرحلة بنفسك. لذلك بغض النظر عن مدى عمق وتعقيد آكاشا وكم تمكنه من فهم التعاويذ، فإن الدوائر التي أنشأها داخل جسده لا تستطيع إلقاء مثل هذا السحر.

 

 

لحقتهم ميلكيث، “شقي لايونهارت، أنا أتحدث إليك. بالطبع، كنتُ أعرف أنك لن تُفاجأ بهويتي. أنت نبيهٌ للغاية، لذلك عرفتُ أنك ستتعرف علي بغض النظر عن التنكر الذي أرتديه. لكن ألا تعتقد أنك تبالغ قليلًا بتجاهلي هكذا؟”

قاطعته انيسيه، “لكن لا يوجد سبب حقيقي للإنفصال، الآن، هل هناك؟ هل يمكن أن تكون أبراج آروث السحرية بائسة للغاية لدرجة أنها لا تملك حتى غرفة واحدة يمكنهم إقراضها للضيوف الأجانب؟”

“إذن كيف كنتِ تتوقعين أن أتفاعل مع هذا بالضبط؟” سأل يوجين بسخط.

“….شرب الكحول….” تمتمت مير بخيبة أمل.

 

 

“سيدة البرج الأبيض، ماذا تفعلين هنا بحق العالم؟ ألم يمكنكِ أن تسألني شيئًا كهذا؟ ثم كان بإمكاني الضحك، وخلع قناعي، وأظهر لك المزحة التي أعددتها.” قالت ميلكيث وهي ترفع قناع الفراشة الخاص بها قليلًا وتنظر إلى يوجين. ما زالت لم تخفض القناع الذي ترتديه في النصف السفلي من وجهها وهي تسأل، “ألا تشعر بالفضول بشأن نوع المزحة التي أعددتها؟”

‘….توقيع، هاه….’

“لا، لستُ فضوليا على الإطلاق.” نفى يوجين بسهولة.

 

 

لم تملك انيسيه أدنى رغبة في فهم نوع المزحة التي حاولت ميلكيث إلقائها للتو. ومع ذلك، ظلت حذرة من حقيقة أن مظهر ميلكيث جميل جدا وأن ميلكيث قد إقتربت علانية من يوجين وحاولت المزاح معه. لكن في حين أن انيسيه قد تكون حذرة من ميلكيث، إلا أنها لن تكشف هذه الحقيقة على الفور. شخصية انيسيه ليست ضحلة.

“ألا يمكنك على الأقل التظاهر بذلك؟”

“لا، لستُ فضوليا على الإطلاق.” نفى يوجين بسهولة.

“لا أريد.”

صورة كبيرة لسيينا معلقة على الحائط المقابل. صَوَّرَتْ سيينا بإبتسامة خيرة بشكل غير معهود. ربما لأن رأسه مليء بالأفكار حول توقيعه، لم يستطِع يوجين إلا أن يشعر أن تلك الابتسامة استفزازية للغاية.

إستمر يوجين في التقدم إلى الأمام دون النظر إلى ميلكيث. شعرت ميلكيث وكأن دواخلها تحترق بسبب رد فعله القاسي، لكنها لم تستسلم بل وإستخدمت تعويذة لعرقلة طريق يوجين إلى الأمام.

 

 

 

“هل أنا جميلة؟” سألت ميلكيث وهي تُميلُ رأسها إلى الجانب وتخفض قناعها.

 

 

“لقد سمعت الأخبار من سيد البرج الأحمر. أنت، أنت تحاول إنشاء توقيعك، صحيح؟” سألت ميلكيث بإبتسامة فخورة وهي تميل إلى يوجين. “لكن التوقيع ليس شيئًا يمكنك إنشاؤه لمجرد أنك قررت أنك تريد واحدًا، أليس كذلك؟ لذا – هذا – هو – السبب، هذه الساحرة الفائقة ومستدعية الأرواح الخارقة، أختك الكبيرة ميلكيث، سوف تساعدك—”

شفتاها ممزقتان من كلا الجانبين. لا، لقد بدا أنهما ممزقتان فقط. إنه حقًا وهمٌ واقعي بلا داع.

ردت أنيس على تحية ميلكيث بإبتسامة عريضة على وجهها الذي كان خاليًا من التعبيرات سابقًا: “من الجيد مقابلتكِ أيضًا.”

 

‘ورايزاكيا. يجب أن يكون مفيدًا عندما يحين الوقت للقبض على ذلك الوغد الأفعى أيضًا.’

لم يظهر يوجين ولا مير ولا انيسيه أي رد فعل على وجه ميلكيث.

 

 

“ألا يمكنك على الأقل التظاهر بذلك؟”

في هذا الصباح الباكر، تحت أضواء الشوارع الباهتة، من الممل الإنتظار هناك بصمت، لذلك أعدت ميلكيث مزحة إعتقدت أنها تتوافق جيدًا مع جو الخريف الكئيب هذا، لكن….

 

 

حاليًا، الشخص الذي يتحكم في جسد كريستينا هي انيسيه. نظرت فقط إلى ميلكيث دون إظهار أثرٍ واحدٍ للتسلية على وجهها.

وقفت ميلكيث هناك بصمت لبضع لحظات قبل أن تمحى الوهم على خديها بنقرة خفيفة من إصبعها. ثم غيرت تعبيرها كما لو أنها تتظاهر بعدم حدوث أي شيء.

 

 

تحت ضوء الشارع هذا، تقف امرأة هناك مرتدية معطفًا كبيرًا لدرجة أن حاشيته لمست الأرض. عيناها مغطاة بقناع على شكل فراشة، وهي ترتدي قناعا تحته لإضفاء مظهر أكثر غموضًا.

“أنا سيدة البرج الأبيض، ميلكيث الحياة.” قدمت ميلكيث نفسها بإبتسامة واثقة وهي تمد يدها لكريستينا. “لقد سمعت الكثير عنكِ مرشحة القديسة من يوراس. إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بك.”

 

حاليًا، الشخص الذي يتحكم في جسد كريستينا هي انيسيه. نظرت فقط إلى ميلكيث دون إظهار أثرٍ واحدٍ للتسلية على وجهها.

 

 

لكن الناجين الأربعة لم يجيبوا على مثل هذه الأسئلة بشكل صحيح. لقد أشاد العالم كله برحلتهم ونهايتها بإعتبارها إنجازًا مجيدًا، لكن بالنسبة لهم، كانت رحلتهم ونهايتها فشلًا مُخزيًا.

لم تملك انيسيه أدنى رغبة في فهم نوع المزحة التي حاولت ميلكيث إلقائها للتو. ومع ذلك، ظلت حذرة من حقيقة أن مظهر ميلكيث جميل جدا وأن ميلكيث قد إقتربت علانية من يوجين وحاولت المزاح معه. لكن في حين أن انيسيه قد تكون حذرة من ميلكيث، إلا أنها لن تكشف هذه الحقيقة على الفور. شخصية انيسيه ليست ضحلة.

 

 

 

ردت أنيس على تحية ميلكيث بإبتسامة عريضة على وجهها الذي كان خاليًا من التعبيرات سابقًا: “من الجيد مقابلتكِ أيضًا.”

قد تكون شخصيتها وسلوكها غريبَينِ بعض الشيء، لكن ميلكيث نفسها ليست في الأساس شخصًا سيئًا….أو على الأقل هذا ما إعتقده يوجين.

 

– ماذا عن قصة خيالية؟ دون الكشف عن من كتبها، دعينا ننشرها سرًا في العالم. سنتحدث عن مقدار الهراء الذي مررنا به في هيلموث.

سأل يوجين أخيرًا، ” ماذا تفعلين هنا؟ بهذه النظرة في عينيك، لا يبدو أنكِ في الخارج تتنزهين.”

“الآنسة الصغيرة المخلوق السحري، إذا همستِ هكذا، فلن نتمكن من سماع أي شيء. لو أردتِ قول شيء، فَـتحدثي بصوتٍ أعلى. وأُنظري إلى عيني مباشرة عندما تتحدثين.” أمرت انيسيه وهي تميلُ رأسها وتنظر إلى مير من الأعلى.

“لماذا تسأل عن شيءٍ واضحٍ جدًا؟” سخرت ميلكيث. “كنتُ أنتظرك.”

لقد نسي كم مرة أصدر مثل هذا الأنين.

“لهذا السبب أنا أسأل. لماذا تنتظريننا هنا؟” أصر يوجين بسخط.

قد تكون شخصيتها وسلوكها غريبَينِ بعض الشيء، لكن ميلكيث نفسها ليست في الأساس شخصًا سيئًا….أو على الأقل هذا ما إعتقده يوجين.

 

 

“لقد سمعت الأخبار من سيد البرج الأحمر. أنت، أنت تحاول إنشاء توقيعك، صحيح؟” سألت ميلكيث بإبتسامة فخورة وهي تميل إلى يوجين. “لكن التوقيع ليس شيئًا يمكنك إنشاؤه لمجرد أنك قررت أنك تريد واحدًا، أليس كذلك؟ لذا – هذا – هو – السبب، هذه الساحرة الفائقة ومستدعية الأرواح الخارقة، أختك الكبيرة ميلكيث، سوف تساعدك—”

بالتفكير مرة أخرى في الأمر الآن، بدا الأمر مخيفًا للغاية، لكن سيينا كانت تبكي بينما تفرك خدها بالقلادة التي حملت روح هامل مختومة بداخلها.

“لا حاجة.” قاطعها يوجين قبل أن تتمكن من الإنتهاء.

ماذا عن حقيقة أنه تمكن من تعلم السحر بسرعة؟ ذلك فقط لأن يوجين قد وُلِدَ مع القدرة على الشعور تماما، السيطرة، والتلاعب بالطاقة السحرية. من السهل عليه أن يتعلم التعاويذ الراسخة بالفعل بهذه الموهبة، لكن….ليس من السهل عليه أن يتعود على إنشاء تعويذة جديدة لم توجد من قبل.

 

“أووو….” أنَّتْ مير فقط بدلًا من قول أي شيء آخر.

“أوي، كم أنت عنيد….ما السيء للغاية في الحصول على بعض المساعدة من شخصٍ بالغ؟” عَبِسَتْ ميلكيث.

 

 

“هل يمكن أن تكوني حقًا منزعجةً لأنني أهنتُ الأم التي أعطتك الحياة؟” سألت انيسيه بصدمة. “أعلم أن سيينا هي والدتك، لكن قبل ذلك، كنتُ أنا وسيينا صديقتَينِ مقربتين جدًا.”

“أليس هذا واضحًا؟” قال يوجين بتجاهل. “يستحيل تقديم هدية لي دون أي قيود، سيدة ميلكيث، فما الذي تريديه مني الآن؟”

“…في المرة القادمة.” تمتم يوجين لنفسه بصوت منخفض وهو يعيد آكاشا داخل عباءته.

“فقط من تعتقدني بالضبط، هاه؟ أنا فقط، أردت حقًا مساعدتك من خير قلبي.” إدَّعت ميلكيث بوجهٍ جاد.

 

 

الكرسي الذي كان يميل للخلف إستقام مرة أخرى.

“كاذبة. أنتِ تخططين لطلب شيء مني في وقت لاحق بحجة أنكِ قد ساعدتِني الآن، أليس كذلك؟ لقد إستخدمت بالفعل عذر تعليم السحر للجان لزيارة الغابة في أرضنا بإنتظام، فماذا تريدين أيضًا؟” سأل يوجين وهو يضيق عينيه ويحدق في ميلكيث.

 

 

 

“ألم أقل أن الأمر ليس كذلك؟” ردتْ ميلكيث. “أريد فقط مساعدتك. هل تعتقد حقا أنني أحاول دائمًا الحصول على شيء منك؟ بصفتي أحد كبار السن بالنسبة لك، أريد فقط مساعدة ساحر مبتدئ.”

هذا القصر، الذي عاشت فيه سيينا الحكيمة بالفعل منذ مئات السنين، عومل كأرض مقدسة من قبل العديد من السحرة الذين عاشوا في آروث وإستمروا في زيارتها. ونتيجة لذلك، تم إفتتاح القصر يوميًا كمنطقة جذب سياحي لمدة إثنتي عشرة ساعة، من الظهر حتى منتصف الليل، ويغلق أمام الزوار خلال الساعات الأولى من اليوم.

لا يزال يوجين يصر بشكل متشكك، “هذا مستحيل، إنه—”

 

“لو توجب علي أن أقول شيئًا ما، فلا يمكنني إنكار أن لدي رغبة طفيفة في صبغ توقيعك بلوني. ألن يُسَهِلَ هذا بالنسبة لي الحصول على بعض الفوائد من سُمعَتِكَ في المستقبل؟ بصفتي الساحرة الكبيرة اللطيفة التي ساعدت الساحر الفائق يوجين لايونهارت على تطوير توقيعه، هذا ما أعنيه.” قالت ميلكيث بإبتسامة خبيثة وهي تضرب يوجين على جانبه بمرفقها.

المسافة بين آروث ويوراس كبيرة بما يكفي لدرجة أن عبورها سيستغرق رحلة طويلة للغاية، وفي تلك الحقبة، مع الفوضى التي أعقبت النهاية المفاجئة للحرب، كان السلام بين الدول لا يزال غير مستقر. تم الآن فتح بوابات الإنتقال، وربط مختلف البلدان والمدن ببعضها، لكن بوابات الإنتقال لم تكن موجودة في حقبة ما بعد الحرب. هذا جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم للقاء بعضهم البعض.

 

 

قد تكون شخصيتها وسلوكها غريبَينِ بعض الشيء، لكن ميلكيث نفسها ليست في الأساس شخصًا سيئًا….أو على الأقل هذا ما إعتقده يوجين.

“هل يمكن أن تكوني حقًا منزعجةً لأنني أهنتُ الأم التي أعطتك الحياة؟” سألت انيسيه بصدمة. “أعلم أن سيينا هي والدتك، لكن قبل ذلك، كنتُ أنا وسيينا صديقتَينِ مقربتين جدًا.”

 

“أنا سيدة البرج الأبيض، ميلكيث الحياة.” قدمت ميلكيث نفسها بإبتسامة واثقة وهي تمد يدها لكريستينا. “لقد سمعت الكثير عنكِ مرشحة القديسة من يوراس. إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بك.”

[سلوكها ليس غريبًا فقط. هذا جنون. بصرف النظر عن موهبتها كَـمُستدعية أرواح، فإن هذا الإنسان المسمى ميلكيث الحياة هو عار على جميع مستدعي الأرواح.] تذمر تيمبست داخل رأس يوجين.

سأل يوجين أخيرًا، ” ماذا تفعلين هنا؟ بهذه النظرة في عينيك، لا يبدو أنكِ في الخارج تتنزهين.”

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط