نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 223

الرور (3)

الرور (3)

الفصل 223: الرور (3)

ومع ذلك، لم يتبقَ شيء تقريبًا من مظهر غابة الظل الأسود في ذلك الوقت. تم قطع الأشجار وفتح مساحات شاسعة، وتم وضع طرق نظيفة فوق التربة. المباني التي يمكن رؤيتها في العاصمة بانديمونيوم يجري تشييدها بأُحاديات وثنائيات من قبل اللاموتى، البشر والعمال الشياطين الذين تم تعيينهم من قبل شركة البناء – الحلم.

شعر يوجين بالحاجة لإيجاد دليل.

 

 

 

معظم أراضي مملكة الرور عبارة عن حقول ثلجية مغطاة بالعواصف الثلجية، ولكن إذا فكر المرء فقط بِـكتلة الأرض فقط، فإنها كبيرة بما يكفي لتكون قابلة للمقارنة مع إمبراطورية كيهل.

في مملكة الشياطين هيلموث، غابة الظل الأسود، التي كانت حتى عامٍ مضى، أراضي الأميرة راكشاسا وموطنًا لجان الظلام الذين تبعوها. غابة عملاقة إحتفظت بمظهرها البدائي.

 

إلى الآن، سَـيبقون على حذرهم، ولكن ما السبب الذي قد يدفع الملك الوحش لوضع مثل هذا الفخ؟ بقدر ما يعلم يوجين، للايونهارت وعائلة الرور الملكية علاقة ودية للغاية.

ولكن نظرًا لأن معظم سكان المملكة يعيشون في المدن، فَـحقول الثلج الشاسعة هي موطن للسكان الأصليين الذين رفضوا الإختلاط بالمدن. لم يكونوا متوحشين مثل سكان غابة سمر، لكن يوجين سمع أنهم غريبو الأطوار بما يكفي لرفض الحضارة والإصرار على البقاء في حقول الثلج القاسية.

“سيينا.” أجاب يوجين بسخرية.

 

جادلت انيسيه، “على الرغم من صحة أن قوة مولون كانت مفيدة في تأسيس مملكة الرور، إلا أن المملكة لم يتم تأسيسها وحكمها بالقوة فقط. هامل، يجب أن تعرف هذا أيضًا، صحيح؟ ربما مولون أحمق، لكنه لطيفٌ أيضًا، وعلى الرغم من كونه أحمق، إلا أنه إمتلك جانبًا حكيمًا. الآن بعد مرور ثلاثمائة عام، لا يزال يتم تسميته وإشادته باللقب المرموق – الملك الجريء لأن مولون كان ملكًا مناسبًا أكثر من الشخص الذي حكم مسقط رأسك.”

حقول الثلج أكثر قسوة من الغابات التابعة لِـسمر. في المقام الأول، ليس من السهل البحث عن الطعام، وإذا وقعت في صدع أثناء المشي بلا مبالاة، فإن الموت غير المجدي هو إحتمالٌ حقيقي. هناك أيضا العواصف الثلجية التي تثور من وقت لآخر، وعلى المرء أن يكون حذرًا من الإنهيارات الثلجية في المناطق الجبلية. هذا على عكس الغابات، كل ما على المرء أن يقلق بشأنه هو أشياء مثل الهجمات من السكان الأصليين المتوحشين أو الوحوش، ولكن في حقول الثلج، على المرء أن يكون أكثر حذرًا من ضخامة الطبيعة.

“ربما لن تجرؤ تلك الكلاب السوداء على لعب الحيل على السادة الشباب من عشيرة لايونهارت، لكن…..حقول الثلج واسعة، ولا تعرف أبدًا ما قد يحدث.” حذرهم التاجر بجدية. “أفضل حل هو تجنب التورط معهم من الأساس. إذا رأيت علم الكلاب السوداء من مسافة بعيدة، فلا تحاول مواجهتهم دون داع وإذهبوا في طريقكم الخاص.”

 

“لذا فأنت تبقيه سرًا لأنك تريد أن تتباهى بإظهاره أمامي؟” سألت سيل بسعادة.

هناك حقول من الثلج الأبيض في كل مكان يُنظر إليه، لذلك فَـفقدان الإحساس بالإتجاهات هو أمرٌ سهل. حتى إذا أُستُخدِمَت خريطة، بوصلة أو دليل سحري، فلا يزال من السهل أن فقدان الطريق في حقول الثلج. هذا هو السبب في أن الأشخاص الذين أرادوا عبور حقول الثلج غالبًا ما استأجروا السكان الأصليين الذين يعيشون في تلك الأراضي كمرشدين.

قد يشعر سيان بالغيرة، لكن لا ينبغي أن يكون حسودًا. على الرغم من أن سيان يعلم أنه لن يكون قادرًا على تجاوز يوجين، إلا أنه لا يزال يتعين عليه السعي للقيام بذلك. حتى لو لم يكونا إخوة حقيقيين، يجب أن يعامله سيان كأخ حقيقي وأن يتعلم الإعتماد عليه كما يفعل هو ذلك مثله. يجب عليه بناء مثل هذه الصداقة بينهما حتى لا يحتاج سيان أبدًا إلى خيانته أو أن تتم خيانته.

 

في منتصف كل هذا، تم الإنتهاء من تمثال نوير جيابيلا الذي نسخ شخصيتها الجذابة.

ولكن بفضل مراعاة ملك الرور، لم تعد هناك حاجة لتوظيف مرشد.

 

 

 

“ووف-ووف.”

“لماذا تتحدث عن ذلك سرًا؟” جادلت سيل. “أنا أيضا أشعر بالفضول بشأن توقيعك.”

بعد أن خرجت من العباءة، إقتربت مير من هابيل وعيناها مشرقتان.

شعر يوجين بالحاجة لإيجاد دليل.

 

قالت كريستينا وهي تنقر على لسانها وتهز رأسها: “أنت تفتقر إلى الإهتمام بقلب الفتاة.”

“ووف-ووف.”

ربما مير فتاة صغيرة، لكنها أيضا مخلوق سحري، لذلك فَـهي لا تزن كثيرًا في الواقع. علاوة على ذلك، ربما بسبب حجم هابيل الضخم وقوته الممتازة، لم يظهر أي علامات على المعاناة من ركوب مير على ظهره وهو ينظر إلى يوجين للحصول على التعليمات.

حاولت مير تقليد نباح الكلب مرة أخرى، لكن هابيل حدق في مير فقط، عيناه الذهبيتان تومِضان بتكاسل. غير قادرة على إجباره على إظهار رد الفعل الذي كانت تأمل فيه، جعدت مير شفتيها وتسللت نحو هابيل.

 

 

 

“يدك.” أمرت مير عندما وقفت أخيرًا أمام الذئب الكبير ومدت يدها.

 

 

“هل سبق لي أن جعلتك تفعل أي شيء لن يكون مفيدًا لك؟” قال يوجين بإبتسامة وهو يربت على كتف سيان.

وكما هو متوقع، أثبت هابيل أنه ذكي تماما كما قال أمان. ابتسمت مير على نطاق واسع وهي تنظر إلى أسفل لترى مخلب هابيل الأمامي الكبير ملفوفًا برفق فوق يدها الصغيرة.

 

 

 

“لا بأس إذا ركبت على ظهره، أليس كذلك؟” سألت مير.

“لا بأس إذا ركبت على ظهره، أليس كذلك؟” سألت مير.

 

 

أشار يوجين، “ألن يكون السفر داخل عباءتي أكثر راحة من السفر على ظهر ذئب—”

 

“في كلتا الحالتين، إنه أكثر راحة من المشي بمفردي. أيضًا، ليس من الممتع أن تكون عالقًا داخل عباءة، سيدي يوجين، وقد سئمت منها بعد العيش هناك لفترة طويلة.” إشتكت مير وهي تتسلق بسرعة على ظهر هابيل.

 

 

“تحذير؟” تساءل يوجين.

ربما مير فتاة صغيرة، لكنها أيضا مخلوق سحري، لذلك فَـهي لا تزن كثيرًا في الواقع. علاوة على ذلك، ربما بسبب حجم هابيل الضخم وقوته الممتازة، لم يظهر أي علامات على المعاناة من ركوب مير على ظهره وهو ينظر إلى يوجين للحصول على التعليمات.

 

 

 

فكر يوجين بأفعال مير بصمت.

 

 

“في عصرنا، لا يزال النجم الرابع مرتفعًا جدًا.” أصر سيان بهدوء.

الأمر ليس ممتعًا، وهي تشعر بالملل من ذلك — قد تكون مير قد قالت هذه الكلمات دون إعطائهم الكثير من التفكير، ولكن يوجين شعر بالإنزعاج قليلًا بسبب ذلك. ومع ذلك، إذا اعترف بهذا الشعور وعبَّر عنه، فقد شعر أنه سيعترف بأنه خسر أمام هذه المغفلة، لذلك أبقى يوجين فمه مغلقًا.

أشار يوجين مقاطعًا إياها: “حتى بين أحفاد فيرموث، هناك أغبياء.”

 

 

لاحظت انيسيه فجأة، “بصفته سليل مولون، فهو يشبه مولون حقًا.”

عندما اقتربت منهم سيل وعيناها تنظر بشكل ثاقب، أجاب يوجين بتعبير هادئ، ” نحن نتحدث عن التوقيع الذي توصلت إليه في أروث.”

“لكنه لا يبدو من نفس نوع الحمقى مثل مولون. رغم أن هذا منطقي، يستحيل على أحمق أن يصير ملكًا.” أجاب يوجين.

لم يستطِع يوجين الرد على هذا.

 

كل تاجر إلتقوا به أثناء شراء الإمدادات للرحلة قال نفس الشيء بينما يهزون رؤوسهم وينقرون على ألسنتهم بتعاطف. ومع ذلك، على الرغم من أنهم وصفوا هذا بأنه تهور وحماقة، إلا أنهم لم يحاولوا إيقاف يوجين والآخرين.

وكشف انيسيه: “كان مولون أيضا أحمق، لكنه كان جيدا في التعامل مع شؤون الدولة.”

قال يوجين: “يجب أن تركضي إذا كنا نخطط للوصول بسرعة.”

 

“ماذا قلتِ للتو؟” هدر يوجين.

سخر يوجين، “هذا فقط لأن مولون كان قويًا. قبل ثلاثمائة سنة، خلال كل تلك الفوضى، ألم يتمكن من بناء المملكة من خلال قوته وحده؟ عندما يقول رجل قوي مثله أنه سيكون ملك هذه المنطقة القطبية حيث تثلج بغزارة دائمًا، من الذي سيجرؤ على قول أي شيء ضد ذلك؟”

“ماذا قلتِ للتو؟” هدر يوجين.

جادلت انيسيه، “على الرغم من صحة أن قوة مولون كانت مفيدة في تأسيس مملكة الرور، إلا أن المملكة لم يتم تأسيسها وحكمها بالقوة فقط. هامل، يجب أن تعرف هذا أيضًا، صحيح؟ ربما مولون أحمق، لكنه لطيفٌ أيضًا، وعلى الرغم من كونه أحمق، إلا أنه إمتلك جانبًا حكيمًا. الآن بعد مرور ثلاثمائة عام، لا يزال يتم تسميته وإشادته باللقب المرموق – الملك الجريء لأن مولون كان ملكًا مناسبًا أكثر من الشخص الذي حكم مسقط رأسك.”

انيسيه أيضًا تدرك جيدًا لماذا تقرر أن تقام مسيرة الفرسان في مملكة الرور. كل ذلك بسبب مولون الشجاع، الذي دخل في عزلة منذ مائة عام. من خلال إقامة الحدث هنا، هم يأملون في إيقاظه من وحدته.

“حسنا، أعترف بذلك. مولون عظيم. وأنا لا قيمة لي. أنا سخيف عاهر توفي أولًا من دون سبب، وبسبب ذلك، يظل الجميع يقولون أنني أضعف من مولون….”

 

عندما توقف يوجين عن التذمر وتنهد مرارا وتكرارا، ضحكت انيسيه، التي لا تزال تستعير جسد كريستينا، ساخرة.

استفادوا مرة أخرى من بوابة الإنتقال في هاملون، عاصمة الرور، ووصلوا إلى مدينة روزروك، التي تقع في شمال الرور. لسوء الحظ، من هذه النقطة فصاعدًا، لن يكونوا قادرين على إستخدام بوابة الإنتقال للسفر إلى أبعد من ذلك، وبدلًا من ذلك سيتعين عليهم إجتياز حقول الثلج المترامية الأطراف إلى ما لا نهاية بأنفسهم.

 

لقد فكر بالفعل في إستئجار مزلقة لركوبها، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، أدرك أنهم لا يحتاجون إليها حقًا.

“أليست فقط الحقيقة أنك كنت أضعف من مولون؟ كان لديك أيضًا جسم أضعف من خاصته. هامل، لا أحد قد يكون قادرًا على معرفة ذلك، لكن التفاخر وكأنك أقوى وأصلب من مولون أمامي هو….هيهي. هذا يظهرك لطيفًا أمامي.” قالت انيسيه بإبتسامة متكلفة.

لم يستطِع يوجين دحض سخرية انيسيه. لولا معجزات انيسيه، حتى لو لم يتم بتر جميع أطرافه، شعر أنه كان سيفقد ذراعه أو ساقه على الأقل.

 

“من بين شركات المرتزقة التي مرت عبر روزروك قبل بضعة أيام، هناك مجموعة واحدة تسمى مرتزقة الكلب الأسود. على الرغم من أنهم يطلقون على أنفسهم شركة مرتزقة، إلا أنهم يتجولون حول القوافل التجارية من حقول الثلج الأخرى ويبتزونها بحجة مرافقتهم. إنهم مجرد لصوص يرتدون قناع شركة مرتزقة.”

“ماذا قلتِ للتو؟” هدر يوجين.

بعد أن خرجت من العباءة، إقتربت مير من هابيل وعيناها مشرقتان.

 

 

“ألم يكن الأمر كما قلت؟ كلما إنتهت المعركة، تصاب دائمًا أكثر من مولون. ومن كان الشخص الذي يضمِدُ تلك الجروح؟” سألت انيسيه خطابيًا.

“ماذا قلتِ للتو؟” هدر يوجين.

 

 

“سيينا.” أجاب يوجين بسخرية.

أشار يوجين مقاطعًا إياها: “حتى بين أحفاد فيرموث، هناك أغبياء.”

 

“…..أنت…..أنت يا إبن العاهرة. كنت أعرف أنك تفتقر لحس المجاملة، ولكن هذا يتجاوز الحدود كثيرًا حقًا. هل تعتقد حقًا أنني إعتقدت حقا أن نوعا من الرائحة الغريبة قادمة من جسدي؟ كل ما في الأمر أنني كنتُ خجولةً جدًا ومحرجة! اغرب عن وجهي!” صرخت سيل مثل الوحش وهي تأرجح حذائها مهددة إياه.

“كلا، لقد كنت أنا.” أصرت انيسيه: “من فضلك لا تحاول أن تتصرف بلطف مع هذا الفخر غير المجدي خاصتك. بدوني، هامل، كان من الممكن قطع جميع أطرافك من الجذور، وكنت ستترك مع جذعك فقط، مجبرًا على التدحرج مثل الكرة.”

 

سعل يوجين مع شعور بالذنب، “احم….لكن الأمر ليس كما لو أنني كنت الوحيد الذي قُطِعَتْ أطرافه. لقد فقد مولون ساقيه أيضًا….”

 

“ذلك لأن مولون كان دائمًا يركض بغباء مثل الجحش وذيله مشتعل.” شخرت انيسيه، ثم تابعت، “على الرغم من أنك كنت نفس الشيء في هذا الصدد.”

 

لم يستطِع يوجين دحض سخرية انيسيه. لولا معجزات انيسيه، حتى لو لم يتم بتر جميع أطرافه، شعر أنه كان سيفقد ذراعه أو ساقه على الأقل.

 

 

“حسنًا، شيء كهذا.” قال يوجين بشكل غامض.

صوت تدخل فجأة، “فقط ما الذي تتكلمان عنه سرًا أنتما الإثنان؟”

 

لا يمكن لأي شخص آخر سماع المحادثة المستمرة بين يوجين وانيسيه. هذا لأن يوجين أخفى كل صوت من أصواتهم بإستخدام السحر للتحدث عن مولون.

 

 

شخر يوجين، “من المحتمل أن يُفاجأ ذلك الأحمق ويأتي يركض كالمجانين.”

أزعج هذا المشهد سيل كثيرًا حقًا.

لم يستطع أن يكون متأكدًا تماما مما يقوله، لكن يوجين ما زال يحاول إظهار الثقة عندما أكد لها، “هذا الأحمق لن يتغير ولا حتى قليلًا.”

 

“ألم أركض كثيرًا في سمر؟” سأل يوجين وهو يميل رأسه، غير قادر على فهم ما تعنيه سيل بصراخها البائس.

عندما اقتربت منهم سيل وعيناها تنظر بشكل ثاقب، أجاب يوجين بتعبير هادئ، ” نحن نتحدث عن التوقيع الذي توصلت إليه في أروث.”

“هل سبق لي أن جعلتك تفعل أي شيء لن يكون مفيدًا لك؟” قال يوجين بإبتسامة وهو يربت على كتف سيان.

“لماذا تتحدث عن ذلك سرًا؟” جادلت سيل. “أنا أيضا أشعر بالفضول بشأن توقيعك.”

 

“أمم….شيء من هذا القبيل يجب أن يُنظَرَ إليه على أنه مفاجأة ليبدو أكثر روعة وصدمة.” قال يوجين كذريعة.

عندما توقف يوجين عن التذمر وتنهد مرارا وتكرارا، ضحكت انيسيه، التي لا تزال تستعير جسد كريستينا، ساخرة.

 

 

“لذا فأنت تبقيه سرًا لأنك تريد أن تتباهى بإظهاره أمامي؟” سألت سيل بسعادة.

بعد أن خرجت من العباءة، إقتربت مير من هابيل وعيناها مشرقتان.

 

 

“حسنًا، شيء كهذا.” قال يوجين بشكل غامض.

 

 

جادل يوجين مرة أخرى، “ولكن على الرغم من أنني في نفس عمرك، أنا بالفعل في النجمة السادسة، أليس كذلك؟”

على الرغم من أن سيل لم يعجبها هذا الموقف، إلا أن استجابة يوجين جعلتها سعيدة للغاية. انسحبت مرة أخرى بنظرة قالت إنه ليس باليد حيلة.

“في عصرنا، لا يزال النجم الرابع مرتفعًا جدًا.” أصر سيان بهدوء.

 

وكشف انيسيه: “كان مولون أيضا أحمق، لكنه كان جيدا في التعامل مع شؤون الدولة.”

تحول يوجين إلى انيسيه، “إذن، ليهينجار، ما رأيك فيها؟”

في كل عام، في عيد ميلاد البطريرك، يتم إرسال رسائل وهدايا من الرور، وحاليًا، هناك محادثات حول تزويج البطريرك التالي، سيان، إلى أميرة الرور.

“سليل مولون لم يشرح أي شيء بشكل صحيح، ولكن، ألم يكن صريحًا تمامًا في اقتراح الذهاب إلى هناك؟ مستحيل، هامل. هل تعتقد فعلًا أنه قد وضع فخًا لك؟” سألت انيسيه بصدمة.

أنسيلا هي التي علمت سيان كيفية إستخدام شقيقه، يوجين، منذ سن مبكرة.

 

وصل يوجين إلى النقطة، “لم تكن تنتظر مني أن أذهب معك لمجرد أنك إعتقدت أن ذلك سيجعل الرحلة أسهل وخالية من الألم، صحيح؟”

“أليس هذا لا يزال إحتمالًا؟”

 

“كيف يمكن لسليل مولون إستخدام مثل هذه الحيل الصغيرة مثل وضع الفخاخ—”

“سيدة سيل، يبدو أنك تسيئين فهم شيء ما. لقد قمنا أنا والسير يوجين بأمانة بمهمتنا أثناء وجودنا في سمر. كل يوم، بقينا مشغولَين بالسفر بينما أيضا على أهبة الاستعداد لهجمات مفاجئة. أنا في الواقع أكثر إسترخاءً الآن مما كنت عليه في ذلك الوقت.” همست كريستينا بهدوء وهي تطير إلى سيل على إرتفاع منخفض.

أشار يوجين مقاطعًا إياها: “حتى بين أحفاد فيرموث، هناك أغبياء.”

رفضت سيل بشدة هذا العرض، “مستحيل، يستحيل أن أسمح لك بفعل ذلك. سأعتني بحذائي بمفردي، لذلك لا تفكر في الأمر.”

 

العديد من المجاميع تغادر أبواب روزروك في نفس الوقت، لكن لم يوجد أي منها فريد مثل مجموعة يوجين. إحمرَّ وجه سيل لأنها شعرت بالنظرات التي تحدق بها كما لو أنها تستمتع بالعرض.

إعترف انيسيه، “قد يكون هذا هو الحال، ولكن إذا وقعنا حقًا في فخٍ نصبه سليل مولون…..فسأشعر بالخجل لدرجة أنني لن أتمكن أبدًا من الصعود إلى السماء وبدلًا من ذلك سأصير روحًا شريرة.”

 

وافقها يوجين أيضًا بلا تردد، “سأكون أيضا خَجِلًا، خَجِلًا بما يكفي لقتل نفسي عن طريق دفن أنفي في صحن من الماء.”

* * *

إلى الآن، سَـيبقون على حذرهم، ولكن ما السبب الذي قد يدفع الملك الوحش لوضع مثل هذا الفخ؟ بقدر ما يعلم يوجين، للايونهارت وعائلة الرور الملكية علاقة ودية للغاية.

أكد له يوجين: “لا حاجة.”

 

 

منذ إنتهاء الحرب قبل ثلاثمائة عام، نأى فيرموث بنفسه بشكل غريب عن رفاقه السابقين. لم يكن مولون إستثناءً من ذلك. ولكن بعد أن تنازل مولون عن العرش وأقيمت جنازةٌ رسميًا لفيرموث، سعى الملوك الذين خلفوا عرش الرور إلى إقامة علاقة جيدة مع عشيرة لايونهارت، حتى لو لم يكونوا قريبين.

بالطبع، عرفهم يوجين. فإسمهم هو إسمٌ يتم طرحه دائما كلما تمت مناقشة موضوع أفضل أوامر الفرسان في القارة. نظرًا لأن شيموين هي دولة إدعت أنها أرض الفرسان، فَـهناك العديد من أسلحة الفرسان التي أقسمت بالولاء للعائلة الملكية.

 

 

في كل عام، في عيد ميلاد البطريرك، يتم إرسال رسائل وهدايا من الرور، وحاليًا، هناك محادثات حول تزويج البطريرك التالي، سيان، إلى أميرة الرور.

 

 

 

“ربما مولون قد ذهب إلى عزلة في ذلك المكان الذي يسمى وادي المطرقة العظيمة؟” إقترحت انيسيه.

“يوجين لايونهارت قد غادر من هنا.”

 

رفضت سيل بشدة هذا العرض، “مستحيل، يستحيل أن أسمح لك بفعل ذلك. سأعتني بحذائي بمفردي، لذلك لا تفكر في الأمر.”

انيسيه أيضًا تدرك جيدًا لماذا تقرر أن تقام مسيرة الفرسان في مملكة الرور. كل ذلك بسبب مولون الشجاع، الذي دخل في عزلة منذ مائة عام. من خلال إقامة الحدث هنا، هم يأملون في إيقاظه من وحدته.

 

 

ومع ذلك، لم تكن ابتسامتها مبهجة مثل ابتسامة يوجين.

“هامل، أنت….هيهي. على الرغم من أنه يبدو أنك لا تحب حقًا أن يطلق عليك شيء كهذا، لكن على الأقل في الوقت الحالي، ألا يطلق عليك المجيء الثاني لفيرموث؟ أيضًا، كريستينا حدث وولدت مشابهة لي تمامًا في المظهر.” أشارت انيسيه مع قهقه.

 

 

 

لم يستطِع يوجين الرد على هذا.

 

 

استفادوا مرة أخرى من بوابة الإنتقال في هاملون، عاصمة الرور، ووصلوا إلى مدينة روزروك، التي تقع في شمال الرور. لسوء الحظ، من هذه النقطة فصاعدًا، لن يكونوا قادرين على إستخدام بوابة الإنتقال للسفر إلى أبعد من ذلك، وبدلًا من ذلك سيتعين عليهم إجتياز حقول الثلج المترامية الأطراف إلى ما لا نهاية بأنفسهم.

“من غير المعروف هل مولون لا يزال على إتصالٍ سرًا بعائلة الرور الملكية حتى بعد الدخول في عزلة. وإذا ذهب حقًا إلى وادي المطرقة العظيم لعزلته….يجب أن يكون قادرًا على ملاحظتنا بمجرد وصولنا إلى هناك، حتى لو كان بعيدا.” تكهنت انيسيه.

معظم أراضي مملكة الرور عبارة عن حقول ثلجية مغطاة بالعواصف الثلجية، ولكن إذا فكر المرء فقط بِـكتلة الأرض فقط، فإنها كبيرة بما يكفي لتكون قابلة للمقارنة مع إمبراطورية كيهل.

 

تم لفت إنتباهه إلى ذكر أميرة فرسان شيموين. من بين جميع أبناء ملك شيموين، قيل إن الأميرة سكاليا موهوبة بشكل فريد بالسيف.

شخر يوجين، “من المحتمل أن يُفاجأ ذلك الأحمق ويأتي يركض كالمجانين.”

 

بما أنه مولون، فهذا بالتأكيد يبدو كَـشيء سيفعله؛ كما إبتسم يوجين وهو يتخيل مثل هذا المشهد، أومأت انيسيه أيضًا برأسها قليلا على الجانب.

 

 

 

ومع ذلك، لم تكن ابتسامتها مبهجة مثل ابتسامة يوجين.

 

 

“اهاهاها.”

“هذا إذا لم يتغير مولون عن الذي نتذكره.” طرحت انيسيه بحذر.

 

 

“سيدة سيل، يبدو أنك تسيئين فهم شيء ما. لقد قمنا أنا والسير يوجين بأمانة بمهمتنا أثناء وجودنا في سمر. كل يوم، بقينا مشغولَين بالسفر بينما أيضا على أهبة الاستعداد لهجمات مفاجئة. أنا في الواقع أكثر إسترخاءً الآن مما كنت عليه في ذلك الوقت.” همست كريستينا بهدوء وهي تطير إلى سيل على إرتفاع منخفض.

لم يرد يوجين على هذه الكلمات على الفور. بدلًا من ذلك، نظر إلى انيسيه بنظرة هادئة وتقييمية. قد يكون هذا الوجه لا يزال وجه كريستينا، ولكن مع ذلك، يمكن أن يشعر يوجين بحزن انيسيه الحزين.

بسبب مقاومتها القوية، لم يستطِع يوجين الإستمرار في إقناعها وإضطر إلى التراجع.

 

 

حدث توقف طفيف قبل أن يرد يوجين.

 

 

 

لم يستطع أن يكون متأكدًا تماما مما يقوله، لكن يوجين ما زال يحاول إظهار الثقة عندما أكد لها، “هذا الأحمق لن يتغير ولا حتى قليلًا.”

“هل سَـيساعد هذا حقًا؟” سأل سيان.

استفادوا مرة أخرى من بوابة الإنتقال في هاملون، عاصمة الرور، ووصلوا إلى مدينة روزروك، التي تقع في شمال الرور. لسوء الحظ، من هذه النقطة فصاعدًا، لن يكونوا قادرين على إستخدام بوابة الإنتقال للسفر إلى أبعد من ذلك، وبدلًا من ذلك سيتعين عليهم إجتياز حقول الثلج المترامية الأطراف إلى ما لا نهاية بأنفسهم.

 

 

مشهد مير، التي تضحك بعيدًا أثناء جلوسها على ظهر الذئب، هو أكثر شيء مزعج على الإطلاق.

“أنتم ذاهبون طول الطريق إلى ليهينجار سيرًا على الأقدام؟ أنتم مجانين.”

 

كل تاجر إلتقوا به أثناء شراء الإمدادات للرحلة قال نفس الشيء بينما يهزون رؤوسهم وينقرون على ألسنتهم بتعاطف. ومع ذلك، على الرغم من أنهم وصفوا هذا بأنه تهور وحماقة، إلا أنهم لم يحاولوا إيقاف يوجين والآخرين.

إعترف انيسيه، “قد يكون هذا هو الحال، ولكن إذا وقعنا حقًا في فخٍ نصبه سليل مولون…..فسأشعر بالخجل لدرجة أنني لن أتمكن أبدًا من الصعود إلى السماء وبدلًا من ذلك سأصير روحًا شريرة.”

 

“ماذا تفعل؟” صرخت سيل.

هذا بسبب شعار لايونهارت المطرز على صدور ثلاثي اللايونهارت – يوجين، سيل وسيان.

في منتصف كل هذا، تم الإنتهاء من تمثال نوير جيابيلا الذي نسخ شخصيتها الجذابة.

 

مشهد مير، التي تضحك بعيدًا أثناء جلوسها على ظهر الذئب، هو أكثر شيء مزعج على الإطلاق.

“لقد سمعت شيئًا عن ذلك. على ما يبدو، يقام مهرجان يسمى مسيرة الفرسان في ملاعب تدريب ليهاين البعيدة، أليس كذلك؟” إستفسر تاجر.

 

 

 

أكد يوجين: “لا أعرف هل يمكن تسميته حقًا بالمهرجان، لكن نعم.”

 

 

“…..أنت…..أنت يا إبن العاهرة. كنت أعرف أنك تفتقر لحس المجاملة، ولكن هذا يتجاوز الحدود كثيرًا حقًا. هل تعتقد حقًا أنني إعتقدت حقا أن نوعا من الرائحة الغريبة قادمة من جسدي؟ كل ما في الأمر أنني كنتُ خجولةً جدًا ومحرجة! اغرب عن وجهي!” صرخت سيل مثل الوحش وهي تأرجح حذائها مهددة إياه.

“حفنة من الناس من جميع أنحاء العالم يتجمعون للإستمتاع ببعض المرح بصوت عال وعاصف، لذلك ماذا يمكن أن يطلق عليه غير مهرجان؟” أشار التاجر. “على أي حال، شكرًا لكم، نحن التجار نستمتع أيضًا بسبب هذا الحدث.”

 

وخز يوجين أذنيه، “يبدو أن عددًا من الناس قد مروا من هنا بالفعل؟”

هذا بسبب شعار لايونهارت المطرز على صدور ثلاثي اللايونهارت – يوجين، سيل وسيان.

“أليس هذا واضحًا؟ لقد مرت من هنا بالفعل ثلاث أوامر فرسان وأربع شركات مرتزقة، وهذا فقط في روزروك وحدها.”

“لماذا تتحدث عن ذلك سرًا؟” جادلت سيل. “أنا أيضا أشعر بالفضول بشأن توقيعك.”

ليس الطريق عبر روزروك هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى ليهاين. إذا قمت بتضمين القوات المغادرة من مدن أخرى، فإن عدد القوات التي ستصل قريبًا إلى ليهين سيكون مذهلا.

“لقيط متستر.” سخر يوجين من إهتمام سيان الواضح بالثرثرة عنها.

 

 

عرض التاجر بسخاء، “بما أنك إشتريت الكثير من السلع، سأخبرك بذلك مجانًا. إثنان من أوامر الفرسان من دول صغيرة تنتمي إلى التحالف المناهض للشيطان، لكن آخرها هو سلاح فرسان مشهور جدًا، فرسان شيموين – المد العنيف. كَـالسيد الشباب لعشيرة لايونهارت، يجب أن تعرف بطبيعة الحال من هم، صحيح؟”

“لقيط متستر.” سخر يوجين من إهتمام سيان الواضح بالثرثرة عنها.

بالطبع، عرفهم يوجين. فإسمهم هو إسمٌ يتم طرحه دائما كلما تمت مناقشة موضوع أفضل أوامر الفرسان في القارة. نظرًا لأن شيموين هي دولة إدعت أنها أرض الفرسان، فَـهناك العديد من أسلحة الفرسان التي أقسمت بالولاء للعائلة الملكية.

ولكن بفضل مراعاة ملك الرور، لم تعد هناك حاجة لتوظيف مرشد.

 

* * *

من بين أوامر الفرسان هذه، فرسان المد العنيف يتألفون من النخب التي تم إختيارها بعناية من بين الفرسان الأكثر إستثنائية فقط. قائد سلاح الفرسان هذا هو الفارس الأول بين أفضل إثني عشر شيموين. تمامًا مثل فرسان المد العنيف، تم طرح إسمه دائما كلما ناقش شخص ما إختيار أفضل فرسان القارة بأكملها.

قالت كريستينا وهي تنقر على لسانها وتهز رأسها: “أنت تفتقر إلى الإهتمام بقلب الفتاة.”

 

لم يرد يوجين على هذه الكلمات على الفور. بدلًا من ذلك، نظر إلى انيسيه بنظرة هادئة وتقييمية. قد يكون هذا الوجه لا يزال وجه كريستينا، ولكن مع ذلك، يمكن أن يشعر يوجين بحزن انيسيه الحزين.

“كيف أصف الفارس الأول….؟ إنه رجل حاد بحيث يمكنك أن تشعر تقريبًا بهالة شبح قادمة منه. وهكذا، بدا وكأنه أكثر تباينا عند الوقوف بجانب أميرة الفرسان. أما بالنسبة لها، فقد بدت نظيفة ونقية مثل زهرة منعزلة….” توقف التاجر عن الكلام ضائعًا في ذكريات الماضي.

“لا بأس إذا ركبت على ظهره، أليس كذلك؟” سألت مير.

 

قالت كريستينا وهي تنقر على لسانها وتهز رأسها: “أنت تفتقر إلى الإهتمام بقلب الفتاة.”

سعل سيان حيث استمر التاجر في الغمز والإيماء.

 

 

“لكنني أراهن أنك لم تركض هكذا في سمر!” صرخت سيل بصوت حزين.

تم لفت إنتباهه إلى ذكر أميرة فرسان شيموين. من بين جميع أبناء ملك شيموين، قيل إن الأميرة سكاليا موهوبة بشكل فريد بالسيف.

 

 

سعل سيان حيث استمر التاجر في الغمز والإيماء.

“لقيط متستر.” سخر يوجين من إهتمام سيان الواضح بالثرثرة عنها.

لاحظت كريستينا بهدوء: “رغم ذلك، أيتها السيدة سيل، يبدو أنكِ لا تقضين وقتًا سهلا مثلي.”

 

 

تلعثم سيان إحتجاجا، “ما-ماذا؟!”

 

جنبًا إلى جنب مع الأميرة أيلا من الرور، الأميرة سكاليا هي أيضًا واحدة من خطيبات سيان المحتملات.

 

 

 

وتابع التاجر: “بالنسبة لشركات المرتزقة، حسنا….جميعها شركات كبيرة إلى حد ما، لكن….هاه. على الرغم من أنني آمل ألا يحدث شيء خطير، فأنت لا تعرف أبدًا ما قد يفعله الناس، لذا اسمحوا لي أن أقدم لكم تحذيرًا.”

عندما اقتربت منهم سيل وعيناها تنظر بشكل ثاقب، أجاب يوجين بتعبير هادئ، ” نحن نتحدث عن التوقيع الذي توصلت إليه في أروث.”

“تحذير؟” تساءل يوجين.

 

 

تمتمت كريستينا من أعماق معطف الفرو السميك الذي ترتديه: “سيدي يوجين، أنت الشخص المُخطئ.”

“من بين شركات المرتزقة التي مرت عبر روزروك قبل بضعة أيام، هناك مجموعة واحدة تسمى مرتزقة الكلب الأسود. على الرغم من أنهم يطلقون على أنفسهم شركة مرتزقة، إلا أنهم يتجولون حول القوافل التجارية من حقول الثلج الأخرى ويبتزونها بحجة مرافقتهم. إنهم مجرد لصوص يرتدون قناع شركة مرتزقة.”

جادل يوجين مرة أخرى، “ولكن على الرغم من أنني في نفس عمرك، أنا بالفعل في النجمة السادسة، أليس كذلك؟”

 

 

هذه الأخبار لم تفاجئ يوجين، الذي كان يعمل كمرتزق قبل ثلاثمائة عام. القوافل التجارية هي زبون متعارف عليه بين المرتزقة. طالما أن شركة المرتزقة تفتقر إلى الضمير والقدرة الكافية، بعد قتل أو شل المحاربين المرافقين الأصليين الذين استأجرتهم القوافل التجارية، يمكنهم إجبار التجار على توقيع عقد غير عادل بينما يدعون أنهم هم الذين سيرافقونهم من الآن فصاعدا. بطبيعة الحال، فإن العقود التي تم توقيعها هكذا ليست مثل العقود المتعارف عليها، وقد جعل معظمها القوافل التجارية تدفع رسومًا إضافية مقابل مقدار الوقت الذي يتم جرها فيه من قبل شركة المرتزقة.

 

 

 

“ربما لن تجرؤ تلك الكلاب السوداء على لعب الحيل على السادة الشباب من عشيرة لايونهارت، لكن…..حقول الثلج واسعة، ولا تعرف أبدًا ما قد يحدث.” حذرهم التاجر بجدية. “أفضل حل هو تجنب التورط معهم من الأساس. إذا رأيت علم الكلاب السوداء من مسافة بعيدة، فلا تحاول مواجهتهم دون داع وإذهبوا في طريقكم الخاص.”

 

قبل يوجين التحذير، “شكرا لك على نصيحتك.”

“كيف أصف الفارس الأول….؟ إنه رجل حاد بحيث يمكنك أن تشعر تقريبًا بهالة شبح قادمة منه. وهكذا، بدا وكأنه أكثر تباينا عند الوقوف بجانب أميرة الفرسان. أما بالنسبة لها، فقد بدت نظيفة ونقية مثل زهرة منعزلة….” توقف التاجر عن الكلام ضائعًا في ذكريات الماضي.

“بالمناسبة، هل تفكرون في إقتراض عدد قليل من الذئاب؟” أوصى التاجر. “يبدو أنه لا يوجد الكثير منكم، وبما أنكم مجموعة من خمسة أشخاص، فمن الأفضل إستخدام مزلقة الذئاب….”

تحول يوجين إلى سيل وسيان، “أنتما الإثنان، صيغة اللهب الأبيض الخاصة بكما لا تزال عند النجمة الرابعة، أليس كذلك؟”

أكد له يوجين: “لا حاجة.”

 

 

 

لقد فكر بالفعل في إستئجار مزلقة لركوبها، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، أدرك أنهم لا يحتاجون إليها حقًا.

لا يمكن لأي شخص آخر سماع المحادثة المستمرة بين يوجين وانيسيه. هذا لأن يوجين أخفى كل صوت من أصواتهم بإستخدام السحر للتحدث عن مولون.

 

رفع يوجين حاجبًا، “هل أنتِ قلقة من أن فيه رائحة؟”

“بعد كل شيء، ألن يكون أكثر ملاءمة فقط إستخدام السحر؟” قال يوجين.

 

 

 

“حسنا، يجب أن يكون الأمر أسهل بالنسبة لك.” وافقه التاجر.

سعل سيان حيث استمر التاجر في الغمز والإيماء.

 

“هل سبق لي أن جعلتك تفعل أي شيء لن يكون مفيدًا لك؟” قال يوجين بإبتسامة وهو يربت على كتف سيان.

التعويذة التي تم إستخدامها لمنع أقدام المرء من الانزلاق في الثلج ليست تعويذة متقدمة جدًا، وبينما تستمر لفترة طويلة، فَـهي لا تستهلك الكثير من الطاقة السحرية. ومع ذلك، لم يخطط يوجين أبدًا للسماح بإستخدام مثل هذه التعويذة المريحة.

 

 

 

تحول يوجين إلى سيل وسيان، “أنتما الإثنان، صيغة اللهب الأبيض الخاصة بكما لا تزال عند النجمة الرابعة، أليس كذلك؟”

حاولت مير تقليد نباح الكلب مرة أخرى، لكن هابيل حدق في مير فقط، عيناه الذهبيتان تومِضان بتكاسل. غير قادرة على إجباره على إظهار رد الفعل الذي كانت تأمل فيه، جعدت مير شفتيها وتسللت نحو هابيل.

“في عصرنا، لا يزال النجم الرابع مرتفعًا جدًا.” أصر سيان بهدوء.

 

 

 

جادل يوجين مرة أخرى، “ولكن على الرغم من أنني في نفس عمرك، أنا بالفعل في النجمة السادسة، أليس كذلك؟”

 

“هذا لأنك وحش، أيها الوغد.” هدر سيان مجعدًا جبينه وهو يحاول كبح كبريائه المتألم.

 

 

أشار يوجين، “ألن يكون السفر داخل عباءتي أكثر راحة من السفر على ظهر ذئب—”

وصل يوجين إلى النقطة، “لم تكن تنتظر مني أن أذهب معك لمجرد أنك إعتقدت أن ذلك سيجعل الرحلة أسهل وخالية من الألم، صحيح؟”

رفضت سيل بشدة هذا العرض، “مستحيل، يستحيل أن أسمح لك بفعل ذلك. سأعتني بحذائي بمفردي، لذلك لا تفكر في الأمر.”

عرف سيان أنه ليس موهوبًا مثل يوجين. نتيجة لذلك، ربما لن يكون قادرًا على تجاوز يوجين لبقية حياته. صار سيان مدركًا بشكل مؤلم لهذه الحقيقة في وقت مبكر، وهو يدرك جيدًا أنه بغض النظر عن مدى غَيرَتِه، فلن يكون قادرًا على تغيير واقع هذا الموقف.

“هل سَـيساعد هذا حقًا؟” سأل سيان.

 

“سليل مولون لم يشرح أي شيء بشكل صحيح، ولكن، ألم يكن صريحًا تمامًا في اقتراح الذهاب إلى هناك؟ مستحيل، هامل. هل تعتقد فعلًا أنه قد وضع فخًا لك؟” سألت انيسيه بصدمة.

أنسيلا هي التي علمت سيان كيفية إستخدام شقيقه، يوجين، منذ سن مبكرة.

سخر يوجين، “هذا فقط لأن مولون كان قويًا. قبل ثلاثمائة سنة، خلال كل تلك الفوضى، ألم يتمكن من بناء المملكة من خلال قوته وحده؟ عندما يقول رجل قوي مثله أنه سيكون ملك هذه المنطقة القطبية حيث تثلج بغزارة دائمًا، من الذي سيجرؤ على قول أي شيء ضد ذلك؟”

 

“تحذير؟” تساءل يوجين.

قد يشعر سيان بالغيرة، لكن لا ينبغي أن يكون حسودًا. على الرغم من أن سيان يعلم أنه لن يكون قادرًا على تجاوز يوجين، إلا أنه لا يزال يتعين عليه السعي للقيام بذلك. حتى لو لم يكونا إخوة حقيقيين، يجب أن يعامله سيان كأخ حقيقي وأن يتعلم الإعتماد عليه كما يفعل هو ذلك مثله. يجب عليه بناء مثل هذه الصداقة بينهما حتى لا يحتاج سيان أبدًا إلى خيانته أو أن تتم خيانته.

على الرغم من أن سيل لم يعجبها هذا الموقف، إلا أن استجابة يوجين جعلتها سعيدة للغاية. انسحبت مرة أخرى بنظرة قالت إنه ليس باليد حيلة.

 

انيسيه أيضًا تدرك جيدًا لماذا تقرر أن تقام مسيرة الفرسان في مملكة الرور. كل ذلك بسبب مولون الشجاع، الذي دخل في عزلة منذ مائة عام. من خلال إقامة الحدث هنا، هم يأملون في إيقاظه من وحدته.

“هل سَـيساعد هذا حقًا؟” سأل سيان.

ولكن نظرًا لأن معظم سكان المملكة يعيشون في المدن، فَـحقول الثلج الشاسعة هي موطن للسكان الأصليين الذين رفضوا الإختلاط بالمدن. لم يكونوا متوحشين مثل سكان غابة سمر، لكن يوجين سمع أنهم غريبو الأطوار بما يكفي لرفض الحضارة والإصرار على البقاء في حقول الثلج القاسية.

 

تحول وجه سيل إلى شاحب بسبب سؤال يوجين.

“هل سبق لي أن جعلتك تفعل أي شيء لن يكون مفيدًا لك؟” قال يوجين بإبتسامة وهو يربت على كتف سيان.

 

 

تحول يوجين إلى انيسيه، “إذن، ليهينجار، ما رأيك فيها؟”

هذه هي الحقيقة. صيغة اللهب الأبيض الخاصة بسيان قادرة على الإرتفاع إلى النجم الرابع في المقام الأول لأنه تلقى أجزاء مختلفة من النصائح من يوجين حول كيفية التدريب على صيغة اللهب الأبيض. كما تم تطبيق هذه النصائح بالتساوي على سيل.

“بعد كل شيء، ألن يكون أكثر ملاءمة فقط إستخدام السحر؟” قال يوجين.

 

لا يمكن لأي شخص آخر سماع المحادثة المستمرة بين يوجين وانيسيه. هذا لأن يوجين أخفى كل صوت من أصواتهم بإستخدام السحر للتحدث عن مولون.

“حسنًا.” نفخ سيان خده وهو يتخذ قراره وخلع حذائه على الفور.

 

 

 

لأن هذا تركه يقف حافي القدمين في الثلج، أرسل البرد الجليدي الصدمات لأعلى ولأسفل عموده الفقري. أثناء تفعيل صيغة اللهب الأبيض بدقة، إستعد سيان بكمية قليلة من الطاقة السحرية. مع ذلك، بدأ ببطء في المشي، وإتخاذ خطوات حذرة إلى الأمام.

 

 

 

لغرض هذا التدريب، لم يسمح لسيان بالغرق في الثلج. لا ينبغي أن يكون هناك أي آثار أقدام متبقية. بدا الأمر بسيطًا للوهلة الأولى، لكن هذا يتطلب في الواقع تلاعبًا دقيقًا ومستمرًا بطاقة السحرية.

العديد من المجاميع تغادر أبواب روزروك في نفس الوقت، لكن لم يوجد أي منها فريد مثل مجموعة يوجين. إحمرَّ وجه سيل لأنها شعرت بالنظرات التي تحدق بها كما لو أنها تستمتع بالعرض.

 

حدث توقف طفيف قبل أن يرد يوجين.

إخراج الطاقة السحرية بشكل مفرط سيكون بلا معنى. إذن ما طلب يوجين من سيل وسيان القيام به هو المشي على الثلج أثناء استخدام الحد الأدنى من الطاقة السحرية حتى لا تطلق صيغة اللهب الأبيض أي شرارات.

“سليل مولون لم يشرح أي شيء بشكل صحيح، ولكن، ألم يكن صريحًا تمامًا في اقتراح الذهاب إلى هناك؟ مستحيل، هامل. هل تعتقد فعلًا أنه قد وضع فخًا لك؟” سألت انيسيه بصدمة.

 

 

“آه….” شعرت سيل بالإشمئزاز من الحاجة إلى أن تكون حافية القدمين، لكنها ما زالت تستمع إلى تعليمات يوجين.

 

 

ظلت تحتضن حذائها بعناية، وسارت فوق الثلج بحذر. عندما إقترب منها يوجين عرضًا لمحاولة إمساك حذائها عنها، قفزت سيل بعيدًا عن يوجين خائفة.

ظلت تحتضن حذائها بعناية، وسارت فوق الثلج بحذر. عندما إقترب منها يوجين عرضًا لمحاولة إمساك حذائها عنها، قفزت سيل بعيدًا عن يوجين خائفة.

إعترف انيسيه، “قد يكون هذا هو الحال، ولكن إذا وقعنا حقًا في فخٍ نصبه سليل مولون…..فسأشعر بالخجل لدرجة أنني لن أتمكن أبدًا من الصعود إلى السماء وبدلًا من ذلك سأصير روحًا شريرة.”

 

“لكنه لا يبدو من نفس نوع الحمقى مثل مولون. رغم أن هذا منطقي، يستحيل على أحمق أن يصير ملكًا.” أجاب يوجين.

“ماذا تفعل؟” صرخت سيل.

قال يوجين: “يجب أن تركضي إذا كنا نخطط للوصول بسرعة.”

 

“ماذا تفعل؟” صرخت سيل.

قال يوجين بتردد: “لا….يبدو أنه سيكون من غير المناسب لك أن تحمل حذائك معك….لذلك كنت سأضعه في عباءتي.”

ومع ذلك، لم يتبقَ شيء تقريبًا من مظهر غابة الظل الأسود في ذلك الوقت. تم قطع الأشجار وفتح مساحات شاسعة، وتم وضع طرق نظيفة فوق التربة. المباني التي يمكن رؤيتها في العاصمة بانديمونيوم يجري تشييدها بأُحاديات وثنائيات من قبل اللاموتى، البشر والعمال الشياطين الذين تم تعيينهم من قبل شركة البناء – الحلم.

 

 

رفضت سيل بشدة هذا العرض، “مستحيل، يستحيل أن أسمح لك بفعل ذلك. سأعتني بحذائي بمفردي، لذلك لا تفكر في الأمر.”

وتابع التاجر: “بالنسبة لشركات المرتزقة، حسنا….جميعها شركات كبيرة إلى حد ما، لكن….هاه. على الرغم من أنني آمل ألا يحدث شيء خطير، فأنت لا تعرف أبدًا ما قد يفعله الناس، لذا اسمحوا لي أن أقدم لكم تحذيرًا.”

رفع يوجين حاجبًا، “هل أنتِ قلقة من أن فيه رائحة؟”

على الرغم من أن سيل لم يعجبها هذا الموقف، إلا أن استجابة يوجين جعلتها سعيدة للغاية. انسحبت مرة أخرى بنظرة قالت إنه ليس باليد حيلة.

تحول وجه سيل إلى شاحب بسبب سؤال يوجين.

بسبب مقاومتها القوية، لم يستطِع يوجين الإستمرار في إقناعها وإضطر إلى التراجع.

 

 

تنهد يوجين، “لقد كنتِ هكذا منذ صِغَرِك. لم أفكر أبدًا في وجود رائحة غريبة قادمة من جسمك، لكن قبل بضع سنوات، رفضتِ حتى القيام بأي تدريب في الخارج لأنك لم ترغبي في إطلاق رائحة العرق.”

بدأ هابيل بالركض عبر حقل الثلج. نتيجة لذلك، لم يكن أمام سيان وسيل خيار سوى البدء في الجري بجد بأقدامٍ حافية.

“لماذا تستذكر شيئًا من الماضي البعيد؟!” صرخت سيل.

بدأ هابيل بالركض عبر حقل الثلج. نتيجة لذلك، لم يكن أمام سيان وسيل خيار سوى البدء في الجري بجد بأقدامٍ حافية.

 

الأمر ليس ممتعًا، وهي تشعر بالملل من ذلك — قد تكون مير قد قالت هذه الكلمات دون إعطائهم الكثير من التفكير، ولكن يوجين شعر بالإنزعاج قليلًا بسبب ذلك. ومع ذلك، إذا اعترف بهذا الشعور وعبَّر عنه، فقد شعر أنه سيعترف بأنه خسر أمام هذه المغفلة، لذلك أبقى يوجين فمه مغلقًا.

تذمر يوجين، “لم يكن ذلك منذ فترة طويلة….ربما أربع سنوات أو نحو ذلك….؟ على أي حال، لن تنبعث منك أي روائح غريبة، لذلك لا تمسكي بهذه الأحذية بلا جدوى وأعطِها لي.”

لاحظت انيسيه فجأة، “بصفته سليل مولون، فهو يشبه مولون حقًا.”

“…..أنت…..أنت يا إبن العاهرة. كنت أعرف أنك تفتقر لحس المجاملة، ولكن هذا يتجاوز الحدود كثيرًا حقًا. هل تعتقد حقًا أنني إعتقدت حقا أن نوعا من الرائحة الغريبة قادمة من جسدي؟ كل ما في الأمر أنني كنتُ خجولةً جدًا ومحرجة! اغرب عن وجهي!” صرخت سيل مثل الوحش وهي تأرجح حذائها مهددة إياه.

لقد فكر بالفعل في إستئجار مزلقة لركوبها، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، أدرك أنهم لا يحتاجون إليها حقًا.

 

 

بسبب مقاومتها القوية، لم يستطِع يوجين الإستمرار في إقناعها وإضطر إلى التراجع.

 

 

“لا…..لا حاجة لنا للركض هكذا!” لهثت سيل.

تمتمت كريستينا من أعماق معطف الفرو السميك الذي ترتديه: “سيدي يوجين، أنت الشخص المُخطئ.”

 

 

 

عند سماع هذه الكلمات، حوَّلَ يوجين بصره تجاهها مع نظرة تدل على شعوره بالظُلم، “فقط ماذا فعلت أنا؟”

تمتمت كريستينا من أعماق معطف الفرو السميك الذي ترتديه: “سيدي يوجين، أنت الشخص المُخطئ.”

قالت كريستينا وهي تنقر على لسانها وتهز رأسها: “أنت تفتقر إلى الإهتمام بقلب الفتاة.”

أشار يوجين، “ألن يكون السفر داخل عباءتي أكثر راحة من السفر على ظهر ذئب—”

 

أكد يوجين: “لا أعرف هل يمكن تسميته حقًا بالمهرجان، لكن نعم.”

نظرت مير أيضًا إلى يوجين بعيون ضيقة لأنها رافقت كريستينا في النقر لسانها. بدت مير سعيدةً جدًا بالجلوس على ظهر هابيل، لذلك إشتروا سرجًا يمكنها الجلوس عليه أثناء ركوبه.

 

 

“حسنا، يجب أن يكون الأمر أسهل بالنسبة لك.” وافقه التاجر.

فتاة صغيرة ترتدي قبعة ذات مظهر رقيق تجلس على ظهر ذئب كبير مثل الثور. هذا الذئب مسؤول أيضا عن تحديد إتجاه مجموعتهم وقيادتهم. الأشقاء التوأم يتابعون خلف الذئب حافيَّين، ورجل يرتدي عباءة كبيرة يراقب الأشقاء بنظرة صارمة في عينه. امرأة ترتدي معطفًا تلتصق أيضًا بجانب ذلك الرجل.

“هل سَـيساعد هذا حقًا؟” سأل سيان.

 

بدأ هابيل بالركض عبر حقل الثلج. نتيجة لذلك، لم يكن أمام سيان وسيل خيار سوى البدء في الجري بجد بأقدامٍ حافية.

العديد من المجاميع تغادر أبواب روزروك في نفس الوقت، لكن لم يوجد أي منها فريد مثل مجموعة يوجين. إحمرَّ وجه سيل لأنها شعرت بالنظرات التي تحدق بها كما لو أنها تستمتع بالعرض.

في مملكة الشياطين هيلموث، غابة الظل الأسود، التي كانت حتى عامٍ مضى، أراضي الأميرة راكشاسا وموطنًا لجان الظلام الذين تبعوها. غابة عملاقة إحتفظت بمظهرها البدائي.

 

 

“إذا واصلتم التنمق طوال الطريق هكذا، فقط متى تعتقدان أننا سَـنصل إلى هناك؟ أُركُضا!” زأر يوجين.

قال يوجين: “يجب أن تركضي إذا كنا نخطط للوصول بسرعة.”

 

 

“هوووياااي!” صرخت مير أيضًا وهي تربت على مؤخرة هابيل.

“هوووياااي!” صرخت مير أيضًا وهي تربت على مؤخرة هابيل.

 

“ووف-ووف.”

بدأ هابيل بالركض عبر حقل الثلج. نتيجة لذلك، لم يكن أمام سيان وسيل خيار سوى البدء في الجري بجد بأقدامٍ حافية.

أثناء إبتلاع الكلمات البذيئة التي هددت بالإنفجار، إلتفتت سيل ناظرةً إلى الأمام بغضب.

 

العديد من المجاميع تغادر أبواب روزروك في نفس الوقت، لكن لم يوجد أي منها فريد مثل مجموعة يوجين. إحمرَّ وجه سيل لأنها شعرت بالنظرات التي تحدق بها كما لو أنها تستمتع بالعرض.

“لا…..لا حاجة لنا للركض هكذا!” لهثت سيل.

 

 

 

قال يوجين: “يجب أن تركضي إذا كنا نخطط للوصول بسرعة.”

“بالمناسبة، هل تفكرون في إقتراض عدد قليل من الذئاب؟” أوصى التاجر. “يبدو أنه لا يوجد الكثير منكم، وبما أنكم مجموعة من خمسة أشخاص، فمن الأفضل إستخدام مزلقة الذئاب….”

 

وصل يوجين إلى النقطة، “لم تكن تنتظر مني أن أذهب معك لمجرد أنك إعتقدت أن ذلك سيجعل الرحلة أسهل وخالية من الألم، صحيح؟”

“لكنني أراهن أنك لم تركض هكذا في سمر!” صرخت سيل بصوت حزين.

قبل يوجين التحذير، “شكرا لك على نصيحتك.”

 

 

فقط لماذا قررت سيل الانفصال عن القوة الرئيسية لعشيرة لايونهارت لإنتظار يوجين؟ كان ذلك لأنها لم ترِد أن تسافر كريستينا ويوجين بمفردهما معًا، كأصدقاء حميمين كما فعلا في سمر! كل ذلك لأن سيل لم تستطِع تحمل فكرة السماح لهما بشق طريقهما إلى ليهاين بمفردهما. نظرًا لوجود زيادة في تدريبهم قبل مسيرة الفرسان، لم تتمكن سيل من متابعة يوجين إلى آروث، ولكن هذه المرة، ستتمكن أخيرًا من السفر معه.

 

 

 

ولكن فقط ما الذي يحدث الآن؟ يجب أن يتجولوا في مكان كبير، مزلقة مستأجرة أثناء استخدام السحر لتدوير الهواء الدافئ من حولهم….آمَلَتْ سيل بالحصول على فرصة للدردشة مع بعضهم البعض أثناء إشعال النار في الليل وصنع الذكريات أثناء النظر إلى النجوم! فلماذا هي حافية القدمين حاليًا، مطاردة مؤخرة ذلك الذئب الضخمة؟

 

“ألم أركض كثيرًا في سمر؟” سأل يوجين وهو يميل رأسه، غير قادر على فهم ما تعنيه سيل بصراخها البائس.

سعل سيان حيث استمر التاجر في الغمز والإيماء.

 

عندما اقتربت منهم سيل وعيناها تنظر بشكل ثاقب، أجاب يوجين بتعبير هادئ، ” نحن نتحدث عن التوقيع الذي توصلت إليه في أروث.”

أكدت كريستينا قبل أن تنشر جناحيها: “ركض السير يوجين بينما طرت خلفه.”

 

 

 

بالطبع، لم ترفع جميع أجنحتها الثمانية. التعويذة الإلهية التي إستخدمتها أثناء سفرهم عبر سمر، أجنحة النور. ولكن مع قوة كريستينا الحالية، حتى لو طارت لعدة أيام أثناء استخدام أجنحة الضوء، فلن تنفد قوتها الإلهية.

“أليس هذا واضحًا؟ لقد مرت من هنا بالفعل ثلاث أوامر فرسان وأربع شركات مرتزقة، وهذا فقط في روزروك وحدها.”

 

“كلا، لقد كنت أنا.” أصرت انيسيه: “من فضلك لا تحاول أن تتصرف بلطف مع هذا الفخر غير المجدي خاصتك. بدوني، هامل، كان من الممكن قطع جميع أطرافك من الجذور، وكنت ستترك مع جذعك فقط، مجبرًا على التدحرج مثل الكرة.”

“سيدة سيل، يبدو أنك تسيئين فهم شيء ما. لقد قمنا أنا والسير يوجين بأمانة بمهمتنا أثناء وجودنا في سمر. كل يوم، بقينا مشغولَين بالسفر بينما أيضا على أهبة الاستعداد لهجمات مفاجئة. أنا في الواقع أكثر إسترخاءً الآن مما كنت عليه في ذلك الوقت.” همست كريستينا بهدوء وهي تطير إلى سيل على إرتفاع منخفض.

 

 

 

ومع ذلك، لم تستطِع سيل تحمل الرد عليها. على الرغم من أنها لا تعاني من أي مشاكل أثناء المشي ببطء، إلا أنها تحد حاليًا من إنتاج صيغة اللهب الأبيض، وتحمي قدميها من الإصابة بالصقيع، وتتلاعب بالطاقة السحرية حتى لا تغرق في الثلج، كل ذلك أثناء الجري. لذلك بينما يتوجب على سيل الإستمرار في التركيز على الحفاظ على تنفسها فقط، كل ما يمكنها فعله هو النظر بغضب إلى كريستينا.

 

 

“حسنا، أعترف بذلك. مولون عظيم. وأنا لا قيمة لي. أنا سخيف عاهر توفي أولًا من دون سبب، وبسبب ذلك، يظل الجميع يقولون أنني أضعف من مولون….”

بالطبع، كريستينا غير مثقلة بالأعباء أو مشغولة مثل سيل. ترفرف بجناحيها بفخر وهي مستلقية في الجو. الرياح والثلوج التي جاءت تحلق نحوها مزعجة، لكنها تستطيع أن تغطي عينيها مع موجة من يديها.

 

 

سخر يوجين، “هذا فقط لأن مولون كان قويًا. قبل ثلاثمائة سنة، خلال كل تلك الفوضى، ألم يتمكن من بناء المملكة من خلال قوته وحده؟ عندما يقول رجل قوي مثله أنه سيكون ملك هذه المنطقة القطبية حيث تثلج بغزارة دائمًا، من الذي سيجرؤ على قول أي شيء ضد ذلك؟”

لاحظت كريستينا بهدوء: “رغم ذلك، أيتها السيدة سيل، يبدو أنكِ لا تقضين وقتًا سهلا مثلي.”

عندما توقف يوجين عن التذمر وتنهد مرارا وتكرارا، ضحكت انيسيه، التي لا تزال تستعير جسد كريستينا، ساخرة.

 

 

أثناء إبتلاع الكلمات البذيئة التي هددت بالإنفجار، إلتفتت سيل ناظرةً إلى الأمام بغضب.

 

 

انيسيه أيضًا تدرك جيدًا لماذا تقرر أن تقام مسيرة الفرسان في مملكة الرور. كل ذلك بسبب مولون الشجاع، الذي دخل في عزلة منذ مائة عام. من خلال إقامة الحدث هنا، هم يأملون في إيقاظه من وحدته.

مشهد مير، التي تضحك بعيدًا أثناء جلوسها على ظهر الذئب، هو أكثر شيء مزعج على الإطلاق.

“ماذا تفعل؟” صرخت سيل.

 

أشار يوجين مقاطعًا إياها: “حتى بين أحفاد فيرموث، هناك أغبياء.”

* * *

أكد يوجين: “لا أعرف هل يمكن تسميته حقًا بالمهرجان، لكن نعم.”

فوق روزروك، الرجل الذي بدا جميلا لدرجة أنه من الصعب تصديق أنه رجل يمسك معطفه بإحكام. بينما ينظر بإتجاه ظهر يوجين، الذي إنحسر في وقت ما في المسافة، لعق الرجل شفتيه.

منذ إنتهاء الحرب قبل ثلاثمائة عام، نأى فيرموث بنفسه بشكل غريب عن رفاقه السابقين. لم يكن مولون إستثناءً من ذلك. ولكن بعد أن تنازل مولون عن العرش وأقيمت جنازةٌ رسميًا لفيرموث، سعى الملوك الذين خلفوا عرش الرور إلى إقامة علاقة جيدة مع عشيرة لايونهارت، حتى لو لم يكونوا قريبين.

 

لقد فكر بالفعل في إستئجار مزلقة لركوبها، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، أدرك أنهم لا يحتاجون إليها حقًا.

“صاحب الجلالة.” تمتم الرجل.

فكر يوجين بأفعال مير بصمت.

 

“لا بأس إذا ركبت على ظهره، أليس كذلك؟” سألت مير.

هذا الهمس ليس موجهًا إلى أي شخص هنا ولكن بدلًا من ذلك إلى أراضي ملكته البعيدة عن هنا.

 

 

 

“يوجين لايونهارت قد غادر من هنا.”

قال يوجين: “يجب أن تركضي إذا كنا نخطط للوصول بسرعة.”

 

فكر يوجين بأفعال مير بصمت.

في مملكة الشياطين هيلموث، غابة الظل الأسود، التي كانت حتى عامٍ مضى، أراضي الأميرة راكشاسا وموطنًا لجان الظلام الذين تبعوها. غابة عملاقة إحتفظت بمظهرها البدائي.

أكد يوجين: “لا أعرف هل يمكن تسميته حقًا بالمهرجان، لكن نعم.”

 

 

ومع ذلك، لم يتبقَ شيء تقريبًا من مظهر غابة الظل الأسود في ذلك الوقت. تم قطع الأشجار وفتح مساحات شاسعة، وتم وضع طرق نظيفة فوق التربة. المباني التي يمكن رؤيتها في العاصمة بانديمونيوم يجري تشييدها بأُحاديات وثنائيات من قبل اللاموتى، البشر والعمال الشياطين الذين تم تعيينهم من قبل شركة البناء – الحلم.

“لكنه لا يبدو من نفس نوع الحمقى مثل مولون. رغم أن هذا منطقي، يستحيل على أحمق أن يصير ملكًا.” أجاب يوجين.

 

“من بين شركات المرتزقة التي مرت عبر روزروك قبل بضعة أيام، هناك مجموعة واحدة تسمى مرتزقة الكلب الأسود. على الرغم من أنهم يطلقون على أنفسهم شركة مرتزقة، إلا أنهم يتجولون حول القوافل التجارية من حقول الثلج الأخرى ويبتزونها بحجة مرافقتهم. إنهم مجرد لصوص يرتدون قناع شركة مرتزقة.”

في منتصف كل هذا، تم الإنتهاء من تمثال نوير جيابيلا الذي نسخ شخصيتها الجذابة.

تنهد يوجين، “لقد كنتِ هكذا منذ صِغَرِك. لم أفكر أبدًا في وجود رائحة غريبة قادمة من جسمك، لكن قبل بضع سنوات، رفضتِ حتى القيام بأي تدريب في الخارج لأنك لم ترغبي في إطلاق رائحة العرق.”

 

عندما توقف يوجين عن التذمر وتنهد مرارا وتكرارا، ضحكت انيسيه، التي لا تزال تستعير جسد كريستينا، ساخرة.

“اهاهاها.”

 

نوير جيابيلا، الجالسة فوق رأس تمثالها العملاق، كشفت عن أسنانها ضاحكة.

“أنتم ذاهبون طول الطريق إلى ليهينجار سيرًا على الأقدام؟ أنتم مجانين.”

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط