نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 235

ليهاين (6)

ليهاين (6)

الفصل 235: ليهاين (6)

 

‘قد أموت.’

ومع ذلك، أنتج الهجوم التأثير المطلوب. عاد مولون إلى رشده ووجه عينيه الدامعة نحو كريستينا.

إعتقد يوجين هذا حقًا من أعماق قلبه. ضغطت عضلات صدر مولون المنتفخة بإحكام على يوجين، مما أدى إلى سد مجرى الهواء لديه. كافح يوجين للهروب، لكن القوة التي أبقته في مكانه فاقت خياله. تم لف ذراعي مولون حول ظهر يوجين، وقُيِّدَ يوجين لدرجة أنه لم يستطِع رفع رأسه. ببطء ولكن بثبات، تمت إعادة هيكلة جسم يوجين ببطء إلى شكلٍ يتناسب مع عضلات مولون.

 

 

 

‘سـ…..سَـأموت….’

‘لكن أيها الأخت، كيف يمكنني أن أكون غير محترمة تجاهه عندما تكون هذه هي المرة الأولى التي أراه فيها…..؟’

ناهيك عن أنه لم يستطِع التنفس، الضغط الذي حاصره قوي جدًا….بدأ يوجين في التشنج، وبدأ عقله يتوقف عن العمل، ولكن حتى في تلك اللحظة، إستمر مولون في الصراخ بإسم هامل.

إستمع مولون بصمت لفترة من الوقت. إستمرت انيسيه أثناء إلقاء الزجاجة التي إنتهَتْ منها. “مولون، حان دورك الآن. لماذا أعلنت فجأة العزلة منذ مائة عام؟ ولماذا كُنتَ في وادي المطرقة العظيمة؟”

 

 

شعر رأس يوجين بالحرارة والرطوبة. ذلك بسبب الدموع السميكة اللزجة التي تتدفق على رأس يوجين.

 

 

 

[كريستينا، إذا استمر هذا، فقد يموت هامل حقًا.] قالت انيسيه. لم تعد قادرة على الوقوف مكتوفة الأيدي بينما تذبل حياة يوجين أمامها. [هل تعتقدين أنه يمكنك حقا إيقافه بيديك النحيفتين؟ كريستينا، الفركل المعلق على خصرك يبدو وكأنه الأداة المثالية لصفع رأس ذلك الأحمق. لا تقلقي. حتى لو قمت بضربه بالفركل بكل قوتك، فلن يترك حتى خدشًا على رأس كتلة العضلات هذا.]

تابع مولون: “قبل مائة عام، كما حذر فيرموث، بدأوا يأتون من نهاية راجوياران.”

‘لكن أيها الأخت، كيف يمكنني أن أكون غير محترمة تجاهه عندما تكون هذه هي المرة الأولى التي أراه فيها…..؟’

“ألن تسألنا عن أي شيء؟” قالت انيسيه أثناء الجلوس على أريكة فارغة. إستدعى يوجين الرياح شعرهم، وبدأت أنيسيه تمشط شعرها الحريري بيديها. “مولون، أنا متأكد من أنك تواجه صعوبات في فهم وجودنا في هذا العصر.”

[أُنظري، كريستينا. هامل على وشك الموت!] صاحت انيسيه بسرعة وقلق.

ناهيك عن أنه لم يستطِع التنفس، الضغط الذي حاصره قوي جدًا….بدأ يوجين في التشنج، وبدأ عقله يتوقف عن العمل، ولكن حتى في تلك اللحظة، إستمر مولون في الصراخ بإسم هامل.

 

 

إتخذت كريستينا قرارها بكلمات انيسيه العاجلة. رفعت ثيابها قبل أن تسحب الفركل، الذي كان مثبتا على خصرها وفخذها. بعد تدوير الوزن في نهاية السلسلة مرة واحدة في الهواء، وجهته إلى رأس مولون.

 

 

“لم يكن هناك سبب لمخالفة طلبك. انيسيه، طلبتِ مني شيئًا في الرسالة، أليس كذلك؟” قال مولون: “لقد طلبتِ مني كصديق، وأنا لا أتجاهل طلبات أصدقائي.”

ثااك!

 

بدا تأثير تصادم اللحم والأدمنتيوم مُقلِقًا، لكن الصوت الناتج الذي تردد صداه في الهواء تعارض مع واقع الموقف. شعرت كريستينا بالتوتر قليلًا بعد توجيه الضربة، ولكن على عكس توقعاتها، صُدِمَتْ عندما لم تر حتى خدشًا واحدًا على جبين مولون، ناهيك عن قطرة دم.

 

 

لذلك لم يشُك مولون أبدًا بِـفيرموث.

“هاه؟”

 

ومع ذلك، أنتج الهجوم التأثير المطلوب. عاد مولون إلى رشده ووجه عينيه الدامعة نحو كريستينا.

في عمق الليل، يرتفع نـور في راجوياران. يسير نـور على إمتداد واسع من الأرض ويعبر إلى ليهينجار. أي أطفال يرفضون النوم سوف يلتهمهم النـور….

 

ما وراء ليهينجار تقع راجوياران. أرضٌ مقفرة من العدم، أرضٌ لا يجب عبورها، نهاية العالم.

“أوووووه!” بدأ مولون يصيح من جديد وبدأ في ذرف الدموع مرة أخرى. فُتِحَتْ ذراعاه على مصراعيها، وسقط جسد يوجين المدمر على الأرض. بعد ترك جسد يوجين المُتَكَسِر وراءه، إقترب مولون من كريستينا.

إلتفَّتْ أذرع كبيرة وسميكة حول يوجين وانيسيه. على الرغم من أن الإثنين بدا عليهما التردد إلى حد ما، إلا أنهما لم يبذلا أي جهد للهروب من قبضة صديقهم. سمح الإثنان لأنفسهما بأن يُحتَضَنا جنبًا إلى جنب كما لو أنهما واحدا. الأشياء الوحيدة التي أزعجتهم هي أن….مولون كبير جدًا، ويبكى كثيرًا.

 

“هل تسألني حقا لأنك لا تعرف، هامل؟ كما هو الحال مع كلنا، أرادت سيينا الإنتقام لك. لا، كانت مهووسة بالحصول على الإنتقام. بعد أن صارت سيدة أحد أبراج آروث السحرية، عزلت بنفسها وإنغمست في خلق السحر.” أجاب مولون. أغلق عينيه، وتوقف، ثم تابع. “لكنني لم أتخيل أبدًاأنها….تعرضت للهجوم من قبل فيرموث. ورايزاكيا….بكل صراحه، كل هذا يصعب تصديقه. لكن بما أنك تخبرني أن هذا صحيح، فَسَـأصدقه تمامًا.”

“آه…. مرحبًا، سيدي مولون الرور. أنا.” بدأت كريستينا.

“لم يمُت.” تمتم يوجين. ردًا على ذلك، شرب مولون زجاجة أخرى بالكامل.

 

فرك ذقنه، ضاع في الأفكار. كلما فكر في الأمر، قل المنطق فيه. لقد كافح لفهم كيف يمكن للنـور، الواقع في ليهينجار، أن ينبعث منه نفس الشعور المشؤوم الذي يطلقه ملك الدمار الشيطاني، الذي لم يغادر رافيستا منذ ثلاثمائة عام.

“كريستينا روجرس! أنتِ حقا تشبهين انيسيه.” قال مولون: “لم أتمكن من الترحيب بك بشكل صحيح في المرة الأخيرة بسبب الموقف.”

بتعبير متسائل، لاحظت مير الثلاثي من خلال عيون مغمورة أثناء إحتساء عصيرها. على الرغم من أنها تم إنشاؤها منذ قرنين من الزمان، إلا أنها أرادت أن تعتبر نفسها طفلة أبدية. بالنسبة لها، فكرة أن تكبر وتصير بالغة، مثل الثلاثة أمامها، هو إحتمال غير جذاب. على الرغم من كونها أكبر عمرًا من مظهرها، تشبثت بطفولتها ورفضت التخلي عنها.

 

 

“آه…. نعم.” أجابت كريستينا وهي تحدق في صدر مولون العريض بخوف في عينيها. إرتبكت عندما رأته يقترب مع عضلاته العملاقة، لم تستطِع عدم التفكير في كيف إعتصرت هذه العضلات حياة يوجين قبل قليل. بدا الأمر كما لو أنه يقترب منها بنفس الفكرة.

 

‘تبلل شعري….’

“أووي، أيها الأحمق…..!” صاح يوجين وهو يتعثر غير قادر على الوقوف بشكل صحيح. سعل يوجين عدة مرات قبل أن يستحضر كرة من الطاقة السحرية، ثم ألقى بها على مؤخرة رأس مولون.

ثااك!

 

“كانت من هذا النوع من الرسائل. لحسن الحظ، فهم مولون رسالتي وفعل ما طلبته منه.”

بووم! 

 

قذيفة قوية تحتوي على قدر كبير من القوة، لكنها لم تتسبب حتى في تحريك رأس مولون.

“نعم، هذا صحيح. أنا انيسيه سليوود. لكن مولون، كيف تعرفت علي؟ كما أتذكر، لم تكُن حكيما ولا لبقًا بما يكفي للتعرف علي من أعلى ذلك الجرف فقط من جناحي.” سألت انيسيه.

 

أجابت انيسيه: “شارب الكحول الحقيقي يأخذ الكحول كوجبة خفيفة.”

“لماذا عانقتني بهذه الطريقة فجأة!؟ كدت أموت بسببك!” صاح يوجين.

لمس الثلاثة بعضهم البعض. على الرغم من أنها لفتة بسيطة وعناق، إلا أن الوقت الذي أمضوه في صمت كان ثمينا ولا يقدر بثمن بالنسبة لهم. و….على الرغم من أن يوجين تجاهل كل هذا بإعتباره ليس مشكلة كبيرة، إلا أنه شعر بغرابة أن دموعه تهدد بالسقوط. لم يشعر أبدًا بالعواطف هكذا عندما كان هامل.

 

 

“هامل!” هتف مولون قبل التوقف في طريقه. بإبتسامة عريضة، حول نظرته بين يوجين وكريستينا. ثم إنفجر في الضحك وهو يذرف دموعًا كثيفة. “لم أعتقد أبدًا أنني سأتمكن من مقابلتكما أنتما الإثنين هكذا. لذلك أنا سعيد جدًا لرؤيتكما مرة أخرى.”

– سيينا لا يزال لديها قلادة تحتوي على روحك، ولكن أنا أخطط لإقناعها يومًا ما للحصول عليها.

لم يستطع يوجين الإستمرار في الشكوى عندما بدا مولون سعيدًا جدًا برؤيتهما، ضاحكًا وهو يبكي في ذات الوقت. أظهر يوجين تعبيرًا مريرًا أثناء تدليك ظهره المتصلب.

 

 

“رغبة؟” سأل يوجين.

“هل انيسيه بداخلك؟” وَجَّهَ مولون السؤال إلى كريستينا.

شعر يوجين بالأسف لرؤية مولون يبكي مثل طفل ذو وجه خشن كبير. تم تذكيره بالحلم الذي أظهرته له انيسيه في غابة سمر عندما كان مولون يصرخ أمام قبر هامل.

 

 

ظلت كريستينا واقفة، مذهولة من كلامه. أذهلها سؤاله، لكنها سرعان ما تمالكت نفسها وأومأت برأسها.

بدا تأثير تصادم اللحم والأدمنتيوم مُقلِقًا، لكن الصوت الناتج الذي تردد صداه في الهواء تعارض مع واقع الموقف. شعرت كريستينا بالتوتر قليلًا بعد توجيه الضربة، ولكن على عكس توقعاتها، صُدِمَتْ عندما لم تر حتى خدشًا واحدًا على جبين مولون، ناهيك عن قطرة دم.

 

إلتفَّتْ أذرع كبيرة وسميكة حول يوجين وانيسيه. على الرغم من أن الإثنين بدا عليهما التردد إلى حد ما، إلا أنهما لم يبذلا أي جهد للهروب من قبضة صديقهم. سمح الإثنان لأنفسهما بأن يُحتَضَنا جنبًا إلى جنب كما لو أنهما واحدا. الأشياء الوحيدة التي أزعجتهم هي أن….مولون كبير جدًا، ويبكى كثيرًا.

“نعم.”

 

“أنا سعيد لمقابلتك، وهذا يبد ممتعًا وغامضًا، ولكن إذا كنت لا تمانعين، هل تسمحين لي بِـقول مرحبًا لانيسيه؟” سأل مولون.

 

 

“أوه، بحق الآلهة!” صاح مولون بصدمة. إقترب من يوجين بخطوات كبيرة، ثم خفض جسده المهيب وركز نظراته على مير فقط.

“بالطبع سأفعل.” إنحنت كريستينا قبل أن تغلق عينيها. بعد لحظة، إرتجفت أكتاف كريستينا.

 

 

 

“هل صِرتَ أكثر حكمة قليلا بعد العيش لمدة ثلاثمائة سنة؟ أو هل زادت سرعة إستيعابك فقط؟” سألت انيسيه.

 

 

لذلك لم يشُك مولون أبدًا بِـفيرموث.

“انيسيه!” صاح مولون.

 

 

 

“نعم، هذا صحيح. أنا انيسيه سليوود. لكن مولون، كيف تعرفت علي؟ كما أتذكر، لم تكُن حكيما ولا لبقًا بما يكفي للتعرف علي من أعلى ذلك الجرف فقط من جناحي.” سألت انيسيه.

“نعم.”

 

“نعم، نحن بالتأكيد أبطال. وإن لم يكن بشكل يرضينا، إلا أننا أنقذنا العالم. ومع ذلك، هامل وانيسيه، كانت نهاياتكما مؤسفة. هامل، لقد مُتَّ في معركة ضد عصاة الحصار. انيسيه، لقد أبلغتِني عن موتك في رسالة. إختبأت سيينا دون أن تُخبِرَ أحدًا بالحقيقة، ومات فيرموث.” تابع مولون.

“هذا لأنني أصبحت قادرًا على الرؤية.” قال مولون وهو يمسح تيار الدموع: “صارت عيناي مشرقتان جدًا منذ مائة عام. هذا تغيير حدث لأنني عشت في المكان الذي يحتاجني. انيسيه، أستطيع أن أرى أن هناك روحَينِ داخل هذا الجسد. أرواح كلاكما متشابهة ومتصلة مثل التوأم، أو بالأحرى كما لو أنهما في الأصل من روح واحدة أصلية. لا أستطيع أن أرى الشكل المميز لروحك، لكن يمكنني أن أشعر بالأُلفة.”

 

“بدأت ترى الأرواح؟ أي نوع من—” قالت انيسيه.

عندما وصلت سيينا إلى القبر متأخرة، هاجمها فيرموث، تاركًا فجوة في صدرها. لو لم تستخدم سيينا ورقة شجرة العالم التي كانت معها، لَـماتت على يد فيرموث في ذلك الوقت وهناك.

 

 

“وهامل. الشيء نفسه ينطبق على روحك. إنها مألوفة، تجلب حنين وعاطفية. حتى لو تغير جسدك، فأنت بالتأكيد ما زلت هامل.” تابع مولون. على الرغم من أنه يمسح دموعه، لكن، لا يبدو أنه على وشك التوقف عن البكاء في أي وقت قريب.

 

 

حدق مولون في وجهها مع تلميح من الإرتباك، عيناه ضيقتان أكثر من أي وقت مضى كما لو أنه يحاول فهم المعنى وراء كلماتها. للحظة، بقي ساكنًا، تعبيره غامض. ثم رمش بطريقة ميكانيكية تقريبًا. يبدو أنه لم يَصِر أكثر حكمة بعد كل شيء.

شعر يوجين بالأسف لرؤية مولون يبكي مثل طفل ذو وجه خشن كبير. تم تذكيره بالحلم الذي أظهرته له انيسيه في غابة سمر عندما كان مولون يصرخ أمام قبر هامل.

 

 

لمس الثلاثة بعضهم البعض. على الرغم من أنها لفتة بسيطة وعناق، إلا أن الوقت الذي أمضوه في صمت كان ثمينا ولا يقدر بثمن بالنسبة لهم. و….على الرغم من أن يوجين تجاهل كل هذا بإعتباره ليس مشكلة كبيرة، إلا أنه شعر بغرابة أن دموعه تهدد بالسقوط. لم يشعر أبدًا بالعواطف هكذا عندما كان هامل.

“مهلًا، توقف عن البكاء. لماذا لا تزال تبكي مثل الأحمق عندما نكون موجودين هنا أمامك؟” سأل يوجين.

“رغبة؟” سأل يوجين.

 

“فهمت.”

“هذه دموع نبيلة.” قال مولون: “دموع تستحق أن يذرفها المحاربون الحقيقيون.”

 

 

بعد فترة، إنتهت المعانقة والبكاء. إبتعدت انيسيه على الفور عن مولون كما لو أنها كانت تنتظر هذه اللحظة، ثم غسلت شعرها على وجه السرعة في الحمام المجاور. غسل يوجين أيضًا شعره بجانب انيسيه، وعلى الرغم من أن مولون لم ينضم إليهم، إلا أنه مسح وجهه المبلل ولحيته بإستخدام ملاءة سرير كبيرة كمنشفة.

“إتركه وشأنه، هامل. لن يتوقف مولون عن البكاء مهما قلت. قد لا تعرف هذا، لكن قبل ثلاثمائة عام، كان مولون أكثر عنادًا من أي شخص آخر عندما يتعلق الأمر بالبكاء.”

 

 

 

بكى الجميع عندما مات هامل في قلعة ملك الحصار الشيطاني. ومع ذلك، من حيث عدد الدموع التي ذُرِفَت، أخذ مولون الصدارة بمقدار كبير. بكت سيينا، وبكت انيسيه بهدوء في حالة من اليأس، ووَجَّهَ فيرموث نظره لأعلى وحدق في الطابق التالي بينما يذرف الدموع، وضرب مولون قبضتيه على الأرض وصرخ، مما خلق بركة من الدموع على الأرض.

 

 

“نعم.”

“عندما يبكي مولون، من الأفضل تركه وشأنه. إذا تركته يبكي لمدة ساعة، فَـيجب—” قالت انيسيه.

 

 

“هذا لأنني أصبحت قادرًا على الرؤية.” قال مولون وهو يمسح تيار الدموع: “صارت عيناي مشرقتان جدًا منذ مائة عام. هذا تغيير حدث لأنني عشت في المكان الذي يحتاجني. انيسيه، أستطيع أن أرى أن هناك روحَينِ داخل هذا الجسد. أرواح كلاكما متشابهة ومتصلة مثل التوأم، أو بالأحرى كما لو أنهما في الأصل من روح واحدة أصلية. لا أستطيع أن أرى الشكل المميز لروحك، لكن يمكنني أن أشعر بالأُلفة.”

“لا، لا يجب أن تتركاني وشأني. انيسيه، هامل، إقتربا.” قاطعها مولون، ونشر ذراعيه على نطاق واسع ووسع عينيه الممتلئتين بالدموع.

ثااك!

 

كان فيرموث أحد هؤلاء العبيد، وكان في طريقه إلى هيلموث بعد أن تم القبض عليه من قبل الشياطين والسحرة السود.

تصلب كل من يوجين وانيسيه عند سماع دعوته المرعبة. لكن يبدو أن مولون لم يهتم بكيفية رد فعلهم. بدأ في إتخاذ خطوات كبيرة تجاههم دون إنتظار الحصول على الموافقة.

“جسدي لم يكبر، وبقيت قويًا. حتى بعد سن المائة، كنت لا أزال في أوج عطائي كمحارب. كيف يمكنني إستخدام هذه القوة؟ كان الجميع ينادونني بالبطل، لكن الأبطال الذين ناديتهم بأصدقائي لم يعودوا معي في هذا العالم.” إلتوت شفاه مولون، وإستمر بإبتسامة مريرة لا تليق بمزاجه المَرِح. “تساءلت عما إذا كان ينبغي علي تحدي هيلموث مرة أخرى. ولكن بعد التفكير في الأمر مرارًا وتكرارًا، قررت عدم القيام بذلك. كان هذا السلام شيئًا حصل عليه فيرموث بسبب القَسَم. إذا تحديت هيلموث مرة أخرى، فَسَـيكسر ذلك السلام. كنتُ متأكدًا من ذلك. وعرفت جيدًا أنني لا أستطيع أبدًا قتل ملك الحصار الشيطاني، ناهيك عن ملك الدمار الشيطاني، بمفردي.”

 

 

إلتفَّتْ أذرع كبيرة وسميكة حول يوجين وانيسيه. على الرغم من أن الإثنين بدا عليهما التردد إلى حد ما، إلا أنهما لم يبذلا أي جهد للهروب من قبضة صديقهم. سمح الإثنان لأنفسهما بأن يُحتَضَنا جنبًا إلى جنب كما لو أنهما واحدا. الأشياء الوحيدة التي أزعجتهم هي أن….مولون كبير جدًا، ويبكى كثيرًا.

لكن، ليس الأمر كما لو أنه يستطيع طلب توصيل وجبات خفيفة من الطابق السفلي. تمنى شيئًا ما لمرافقة الكحول، وعلى أقل تقدير، أكواب للشرب منها. ولكن قبل أن يتمكن من التعبير عن رغباته، بدأت انيسيه في إبتلاع زجاجات الخمور بأكملها. حذا مولون حذوها، وأشعلت أفعالهم شعلة تنافسية في قلب يوجين. سرعان ما إستولى على الزجاجة الخاصة به، وقرر أنه لن يتفوق أحدٌ عليه، وبدأ في الشرب أيضًا.

 

 

‘تبلل شعري….’

 

جداول الدموع التي تدحرجت من عيون مولون غرقت تمامًا في الجزء العلوي من رأسَي يوجين وانيسيه. وقف الإثنان بهدوء بين ذراعيه لفترة طويلة. لم يتحدثوا كثيرًا، فقط الإشباع الصامت من وجودهم مع بعض ومشاركة دفئ علاقتهم مرة أخرى. وقفوا هناك ببساطة، وشعروا بوجود بعضهم البعض.

‘سـ…..سَـأموت….’

 

“هل صِرتَ أكثر حكمة قليلا بعد العيش لمدة ثلاثمائة سنة؟ أو هل زادت سرعة إستيعابك فقط؟” سألت انيسيه.

على الرغم من أنه مات بالفعل وتم تجسيده، إلا أن هامل هنا بإسم يوجين. ماتت انيسيه أيضًا، لكنها هنا تشارك جثة كريستينا. مولون هنا أيضًا.

“أنا أؤمن بفيرموث.”

 

 

لمس الثلاثة بعضهم البعض. على الرغم من أنها لفتة بسيطة وعناق، إلا أن الوقت الذي أمضوه في صمت كان ثمينا ولا يقدر بثمن بالنسبة لهم. و….على الرغم من أن يوجين تجاهل كل هذا بإعتباره ليس مشكلة كبيرة، إلا أنه شعر بغرابة أن دموعه تهدد بالسقوط. لم يشعر أبدًا بالعواطف هكذا عندما كان هامل.

 

 

 

‘هذا بسبب فيرموث.’

 

سلف جسده الحالي هو فيرموث، لذلك لو وُجِدَ أي شيء غير مُرضٍ أو خاطئ معه، فكل ذلك بسبب فيرموث. على الأقل، هذا ما قاله يوجين لنفسه وهو يكبح دموعه. عندما إسترق نظرة إلى انيسيه، رآها تبكي بصمت.

قالت انيسيه بحزم: “نحن نثق بالسير فيرموث أيضًا.” رافضةً إثارة أي شكوك حول أفعاله. العلاقة التي تربطها بفيرموث لايونهارت ورفاقها، التي صُقِلَتْ تمامًا بسبب رحلاتهم في هيلموث، قويةٌ جدًا لكي تهتز. أعربت سيينا أيضًا عن ثقتها وعدم إستيائها من فيرموث حتى بعد أن هاجمها. “لكنني متأكدة من أن شيئًا ما قد حدث للسير فيرموث. خلاف ذلك، لم يكن هناك سبب قد يدفعه للقيام بمثل هذه الأشياء.”

 

لكن، ليس الأمر كما لو أنه يستطيع طلب توصيل وجبات خفيفة من الطابق السفلي. تمنى شيئًا ما لمرافقة الكحول، وعلى أقل تقدير، أكواب للشرب منها. ولكن قبل أن يتمكن من التعبير عن رغباته، بدأت انيسيه في إبتلاع زجاجات الخمور بأكملها. حذا مولون حذوها، وأشعلت أفعالهم شعلة تنافسية في قلب يوجين. سرعان ما إستولى على الزجاجة الخاصة به، وقرر أنه لن يتفوق أحدٌ عليه، وبدأ في الشرب أيضًا.

برؤية ذلك، لم يعد يشعر بالحاجة إلى كبح دموعه. لذلك بكى يوجين. على الرغم من أنه لم يبكي مثل مولون، إلا أنه سمح لدموعه بالتدفق لبعض الوقت، لفترة كافية حتى تُروى عواطفه.

“لكنني لا أريد ذلك.” تمتم يوجين.

 

 

بعد فترة، إنتهت المعانقة والبكاء. إبتعدت انيسيه على الفور عن مولون كما لو أنها كانت تنتظر هذه اللحظة، ثم غسلت شعرها على وجه السرعة في الحمام المجاور. غسل يوجين أيضًا شعره بجانب انيسيه، وعلى الرغم من أن مولون لم ينضم إليهم، إلا أنه مسح وجهه المبلل ولحيته بإستخدام ملاءة سرير كبيرة كمنشفة.

حتى بالنسبة لمولون، كان دخول أراضي الجان إنجازًا مستحيلًا، حيث أنها محمية بشجرة العالم. في حين أنه ربما كان ذلك ممكنًا في الماضي، فقد أغلقت شجرة العالم أراضيها بعد هجوم رايزاكيا، مما جعلها منيعة تقريبًا. ظل الحاجز فعالًا لدرجة أنه من المستحيل حتى إدراك وجوده دون إمتلاك ورقة من شجرة العالم، مما أدى إلى إحباط العديد من المتسللين المحتملين في محاولاتهم للدخول.

 

 

“ألن تسألنا عن أي شيء؟” قالت انيسيه أثناء الجلوس على أريكة فارغة. إستدعى يوجين الرياح شعرهم، وبدأت أنيسيه تمشط شعرها الحريري بيديها. “مولون، أنا متأكد من أنك تواجه صعوبات في فهم وجودنا في هذا العصر.”

 

“هذا صحيح، لكن هذا ليس هو الأهم بالنسبة لي. أنتما الإثنان أمامي الآن، وأنا ما زلت على قيد الحياة. بالنسبة لي، هذا هو أهم شيء يجعلني أُسعَد.” أجاب مولون.

‘سـ…..سَـأموت….’

 

لذلك لم يشُك مولون أبدًا بِـفيرموث.

“أنا أحسدك على تمكنك من التفكير بهذه البساطة. لكن يا مولون، عليك أن تعرف ما حدث لنا لنكون هنا الآن. من ذلك الطريق، سوف تكون قادرًا على مشاركة ما واجهناه حتى الآن أيضًا، أليس كذلك؟” قالت انيسيه.

نتيجة لذلك، سرق فيرموث القلادة بنجاح من سيينا، وتم تناسخ هامل في النهاية بإعتباره سليل فيرموث. إنتهى الأمر بالقلادة في خزانة عائلة لايونهارت. أُصيب يوجين بالحيرة من أفعال فيرموث. عندما نظر في كل فعل على حدة، كان بعضهم منطقيًا. ومع ذلك، عندما حاول وضعهم معًا ككل، ظهرت العديد من الفجوات والأشياء الغريبة. هناك ثلاثة إجراءات جميعها نموذجية بالنسبة لشخصية فيرموث — ختم سيف المون لايت، التسبب في تناسخ هامل وإخفاء القلادة في قبو كنز عائلة لايونهارت. لكن ترك جثة هامل خارج الباب ومهاجمة سيينا من أجل القلادة لم يكن له معنى. هذه ليست أشياءً يمكن أن يفعلها فيرموث.

 

ناهيك عن أنه لم يستطِع التنفس، الضغط الذي حاصره قوي جدًا….بدأ يوجين في التشنج، وبدأ عقله يتوقف عن العمل، ولكن حتى في تلك اللحظة، إستمر مولون في الصراخ بإسم هامل.

حدق مولون في وجهها مع تلميح من الإرتباك، عيناه ضيقتان أكثر من أي وقت مضى كما لو أنه يحاول فهم المعنى وراء كلماتها. للحظة، بقي ساكنًا، تعبيره غامض. ثم رمش بطريقة ميكانيكية تقريبًا. يبدو أنه لم يَصِر أكثر حكمة بعد كل شيء.

“إحتفظت به إلى الأبد.” أجاب مولون: “بمجرد أن تقادمت كثيرًا لدرجة أن الورقة بدأت في التفكك، مضغتها وإبتلعتها.”

 

 

نقرت انيسيه على لسانها أثناء مقاطعة ساقيها. “حسنًا، أنا لا أقول أي شيء معقد، هل أفعل؟ لقد مرت مئات السنين منذ آخر مرة رأينا فيها بعضنا البعض، لذلك دعونا نشارك القصص ونتحدث. يَحدُثُ أن هامل لديه القليل من الكحول في عباءته لمساعدتنا في الإستمتاع بالقصص.”

“ألن تسألنا عن أي شيء؟” قالت انيسيه أثناء الجلوس على أريكة فارغة. إستدعى يوجين الرياح شعرهم، وبدأت أنيسيه تمشط شعرها الحريري بيديها. “مولون، أنا متأكد من أنك تواجه صعوبات في فهم وجودنا في هذا العصر.”

إرتفعت عباءة يوجين عند سماع كلماتها، وأظهرت مير رأسها.

 

 

“صحيح.”

“ماذا هناك؟” سأل يوجين.

 

 

“كانت من هذا النوع من الرسائل. لحسن الحظ، فهم مولون رسالتي وفعل ما طلبته منه.”

قالت مير: “أود أيضًا أن أقدم تحياتي للسير مولون، رفيق السيدة سيينا.”

“…..”

 

“بالطبع سأفعل.” إنحنت كريستينا قبل أن تغلق عينيها. بعد لحظة، إرتجفت أكتاف كريستينا.

“أوه، بحق الآلهة!” صاح مولون بصدمة. إقترب من يوجين بخطوات كبيرة، ثم خفض جسده المهيب وركز نظراته على مير فقط.

“مهلًا، توقف عن البكاء. لماذا لا تزال تبكي مثل الأحمق عندما نكون موجودين هنا أمامك؟” سأل يوجين.

 

الفصل 235: ليهاين (6)

“مرحبًا يا سيدي مولون. إسمي مير ميردين. أنا مخلوقة سحرية تم إنشاؤها بواسطة السيدة سيينا—”

“آه…. نعم.” أجابت كريستينا وهي تحدق في صدر مولون العريض بخوف في عينيها. إرتبكت عندما رأته يقترب مع عضلاته العملاقة، لم تستطِع عدم التفكير في كيف إعتصرت هذه العضلات حياة يوجين قبل قليل. بدا الأمر كما لو أنه يقترب منها بنفس الفكرة.

“أنتِ تبدين تمامًا مثل سيينا!” هتف مولون دون أن يكلف نفسه عناء السماح لها بالإنتهاء.

 

 

“هل صِرتَ أكثر حكمة قليلا بعد العيش لمدة ثلاثمائة سنة؟ أو هل زادت سرعة إستيعابك فقط؟” سألت انيسيه.

“نعم….ايه….لقد تم إنشائي بناءً على جسد طفولة السيدة سيينا.”

“أعتقد أنني سألت شيئًا لم ينبغي أن أسأله. بصراحة، من غير السار سماع ما فعلته بها.” قالت انيسيه بوجه متشنج.

“فهمت! سيينا الصغيرة التي أنشأتها سيينا، هذا يجعلك إبنة سيينا، صحيح؟” سأل مولون مع إبتسامة واسعة. ثم ربت على رأسها. “سررت بلقائك. أنا مولون الرور، رفيق وصديق سيينا.”

 

بعد تبادل المجاملات، إستقر الأربعة حول طاولة خشبية متينة. ركزت عيون انيسيه بصمت على يوجين، الذي تململ قبل إخراج مجموعة من الزجاجات من أعماق عباءته. ترددت صدى صلصلة الزجاج والسائل في جميع أنحاء الغرفة وهو يرتبها بدقة على الأرض.

أجابت انيسيه: “شارب الكحول الحقيقي يأخذ الكحول كوجبة خفيفة.”

 

 

ذهب مولون لفترة وجيزة قبل أن يدخل الغرفة مرة أخرى بحفنة من زجاجاته الثمينة. كل واحد لامع بلمعان باهظ الثمن، وتعلن علاماتهم عن ندرتها وجودتها. من الواضح أنه ينوي عدم ادخار أي نفقات على لَمِّ شملهم.

 

 

 

“ماذا عن الوجبات الخفيفة؟” سأل يوجين.

“ألن تسألنا عن أي شيء؟” قالت انيسيه أثناء الجلوس على أريكة فارغة. إستدعى يوجين الرياح شعرهم، وبدأت أنيسيه تمشط شعرها الحريري بيديها. “مولون، أنا متأكد من أنك تواجه صعوبات في فهم وجودنا في هذا العصر.”

 

بعد تبادل المجاملات، إستقر الأربعة حول طاولة خشبية متينة. ركزت عيون انيسيه بصمت على يوجين، الذي تململ قبل إخراج مجموعة من الزجاجات من أعماق عباءته. ترددت صدى صلصلة الزجاج والسائل في جميع أنحاء الغرفة وهو يرتبها بدقة على الأرض.

أجابت انيسيه: “شارب الكحول الحقيقي يأخذ الكحول كوجبة خفيفة.”

“لم يكن هناك سبب لمخالفة طلبك. انيسيه، طلبتِ مني شيئًا في الرسالة، أليس كذلك؟” قال مولون: “لقد طلبتِ مني كصديق، وأنا لا أتجاهل طلبات أصدقائي.”

 

 

“لكنني لا أريد ذلك.” تمتم يوجين.

 

 

لمس الثلاثة بعضهم البعض. على الرغم من أنها لفتة بسيطة وعناق، إلا أن الوقت الذي أمضوه في صمت كان ثمينا ولا يقدر بثمن بالنسبة لهم. و….على الرغم من أن يوجين تجاهل كل هذا بإعتباره ليس مشكلة كبيرة، إلا أنه شعر بغرابة أن دموعه تهدد بالسقوط. لم يشعر أبدًا بالعواطف هكذا عندما كان هامل.

لكن، ليس الأمر كما لو أنه يستطيع طلب توصيل وجبات خفيفة من الطابق السفلي. تمنى شيئًا ما لمرافقة الكحول، وعلى أقل تقدير، أكواب للشرب منها. ولكن قبل أن يتمكن من التعبير عن رغباته، بدأت انيسيه في إبتلاع زجاجات الخمور بأكملها. حذا مولون حذوها، وأشعلت أفعالهم شعلة تنافسية في قلب يوجين. سرعان ما إستولى على الزجاجة الخاصة به، وقرر أنه لن يتفوق أحدٌ عليه، وبدأ في الشرب أيضًا.

“…..”

 

“لماذا عانقتني بهذه الطريقة فجأة!؟ كدت أموت بسببك!” صاح يوجين.

بتعبير متسائل، لاحظت مير الثلاثي من خلال عيون مغمورة أثناء إحتساء عصيرها. على الرغم من أنها تم إنشاؤها منذ قرنين من الزمان، إلا أنها أرادت أن تعتبر نفسها طفلة أبدية. بالنسبة لها، فكرة أن تكبر وتصير بالغة، مثل الثلاثة أمامها، هو إحتمال غير جذاب. على الرغم من كونها أكبر عمرًا من مظهرها، تشبثت بطفولتها ورفضت التخلي عنها.

“لم تكن وصية حقًا، مجرد رسالة. أخبرتك أن جسدي قد وصل إلى الحد الأقصى، وأنه من المستحيل إطالة حياتي بالقوة. أخبرتك أنني سأموت وأنني لن أكشف عن موتي للعالم، لذلك لا يجب أن تُعَبِّرَ عن تعازيك وتحتفظ بها لنفسك. عدم الذهاب إلى يوراس أيضًا. سنجتمع مرة أخرى في الجنة بعد أن تنتهي حياتك.”

 

 

“فهمت.”

بالنسبة للعالم بأسره، كان رحيل انيسيه في رحلة حج بمثابة علامة على إختفائها عن الأنظار العامة. ومع ذلك، فَـالحقيقة معروفة فقط للمراتب العليا في يوراس. هم وحدهم مطلعين على تفاصيل وفاتها، وإستفادوا من رُفاتها كَـأثر لثلاثمائة عام.

ومع ذلك، الشرب ليس الشيء الوحيد على جدول الأعمال. وسط خرخرة النِظارات، تعمقوا في محادثة عميقة، وتطرقوا إلى عدد كبير من الموضوعات. شاركت انيسيه، على وجه الخصوص، قصتها بهدوء، موضحة بالتفصيل كيف إنتهت بهذا الوضع. تحدثت بجو من اللامبالاة، كلماتها تتدفق بسهولة من شفتيها غير مهتمة للعواقب.

 

 

 

“مولون. هل تتذكر الرسالة التي أرسلتها لك؟” سألت انيسيه.

“هل تسألني حقا لأنك لا تعرف، هامل؟ كما هو الحال مع كلنا، أرادت سيينا الإنتقام لك. لا، كانت مهووسة بالحصول على الإنتقام. بعد أن صارت سيدة أحد أبراج آروث السحرية، عزلت بنفسها وإنغمست في خلق السحر.” أجاب مولون. أغلق عينيه، وتوقف، ثم تابع. “لكنني لم أتخيل أبدًاأنها….تعرضت للهجوم من قبل فيرموث. ورايزاكيا….بكل صراحه، كل هذا يصعب تصديقه. لكن بما أنك تخبرني أن هذا صحيح، فَسَـأصدقه تمامًا.”

 

“ماذا؟”

“إحتفظت به إلى الأبد.” أجاب مولون: “بمجرد أن تقادمت كثيرًا لدرجة أن الورقة بدأت في التفكك، مضغتها وإبتلعتها.”

 

 

 

“أعتقد أنني سألت شيئًا لم ينبغي أن أسأله. بصراحة، من غير السار سماع ما فعلته بها.” قالت انيسيه بوجه متشنج.

“نعم، هذا صحيح. أنا انيسيه سليوود. لكن مولون، كيف تعرفت علي؟ كما أتذكر، لم تكُن حكيما ولا لبقًا بما يكفي للتعرف علي من أعلى ذلك الجرف فقط من جناحي.” سألت انيسيه.

 

 

بالنسبة للعالم بأسره، كان رحيل انيسيه في رحلة حج بمثابة علامة على إختفائها عن الأنظار العامة. ومع ذلك، فَـالحقيقة معروفة فقط للمراتب العليا في يوراس. هم وحدهم مطلعين على تفاصيل وفاتها، وإستفادوا من رُفاتها كَـأثر لثلاثمائة عام.

“بالطبع سأفعل.” إنحنت كريستينا قبل أن تغلق عينيها. بعد لحظة، إرتجفت أكتاف كريستينا.

 

 

وعلى الرغم من أن مولون لم يعرف الحقيقة كاملة، إلا أنه عَلِمَ أن رحيل انيسيه المفترض في رحلة حج كان خدعة لإخفاء وفاتها. تم الكشف عن الحقيقة له من خلال رسالة كتبتها انيسيه قبل أن تُنهي حياتها داخل غرفة الجمهور أمام البابا. كانت أمنيتها الأخيرة.

 

 

“هل تسألني حقا لأنك لا تعرف، هامل؟ كما هو الحال مع كلنا، أرادت سيينا الإنتقام لك. لا، كانت مهووسة بالحصول على الإنتقام. بعد أن صارت سيدة أحد أبراج آروث السحرية، عزلت بنفسها وإنغمست في خلق السحر.” أجاب مولون. أغلق عينيه، وتوقف، ثم تابع. “لكنني لم أتخيل أبدًاأنها….تعرضت للهجوم من قبل فيرموث. ورايزاكيا….بكل صراحه، كل هذا يصعب تصديقه. لكن بما أنك تخبرني أن هذا صحيح، فَسَـأصدقه تمامًا.”

“لم تكن وصية حقًا، مجرد رسالة. أخبرتك أن جسدي قد وصل إلى الحد الأقصى، وأنه من المستحيل إطالة حياتي بالقوة. أخبرتك أنني سأموت وأنني لن أكشف عن موتي للعالم، لذلك لا يجب أن تُعَبِّرَ عن تعازيك وتحتفظ بها لنفسك. عدم الذهاب إلى يوراس أيضًا. سنجتمع مرة أخرى في الجنة بعد أن تنتهي حياتك.”

أجابت انيسيه: “شارب الكحول الحقيقي يأخذ الكحول كوجبة خفيفة.”

رفعت الزجاجة إلى شفتيها وأسقطت محتوياتها في جرعة واحدة. ثم مسحت شفتيها بظهر يدها قبل أن تبتسم على نطاق واسع، والإرتياح من قول كل ذلك بدا واضحًا على تعابيرها.

 

 

إلتفَّتْ أذرع كبيرة وسميكة حول يوجين وانيسيه. على الرغم من أن الإثنين بدا عليهما التردد إلى حد ما، إلا أنهما لم يبذلا أي جهد للهروب من قبضة صديقهم. سمح الإثنان لأنفسهما بأن يُحتَضَنا جنبًا إلى جنب كما لو أنهما واحدا. الأشياء الوحيدة التي أزعجتهم هي أن….مولون كبير جدًا، ويبكى كثيرًا.

“كانت من هذا النوع من الرسائل. لحسن الحظ، فهم مولون رسالتي وفعل ما طلبته منه.”

وعلى الرغم من أن مولون لم يعرف الحقيقة كاملة، إلا أنه عَلِمَ أن رحيل انيسيه المفترض في رحلة حج كان خدعة لإخفاء وفاتها. تم الكشف عن الحقيقة له من خلال رسالة كتبتها انيسيه قبل أن تُنهي حياتها داخل غرفة الجمهور أمام البابا. كانت أمنيتها الأخيرة.

 

 

إزداد إحمرار عيون مولون وبكى مرة أخرى، وعادت الإضطرابات العاطفية إلى الظهور على الرغم من أنه بكى كل ما في عينيه في وقت سابق. عمق مشاعره واضح في الطريقة التي يرتفع بها صدره مع كل نفس.

“وكما أؤمن بكما، فأنا أؤمن أيضًا بفيرموث. فيرموث الذي أعرفه لم يكن ليهاجم سيينا. هامل، إذا إحتاج فيرموث إلى القلادة التي لدى سيينا من أجل تناسخك، لكان قد تحدث معها حول هذا الموضوع. لا يوجد سبب لرفض سيينا لتناسخك، صحيح؟” قال مولون.

 

 

“لم يكن هناك سبب لمخالفة طلبك. انيسيه، طلبتِ مني شيئًا في الرسالة، أليس كذلك؟” قال مولون: “لقد طلبتِ مني كصديق، وأنا لا أتجاهل طلبات أصدقائي.”

“نعم….ايه….لقد تم إنشائي بناءً على جسد طفولة السيدة سيينا.”

 

 

“كتبت تلك الرسالة لأنني أعرف أنك من هذا النوع من الأشخاص.” قالت انيسيه: “لو إختفيتُ دون كتابة رسالة، يا مولون، لَـكُنتَ قد إقتحمت يوراس بالتأكيد.”

إعتقد يوجين هذا حقًا من أعماق قلبه. ضغطت عضلات صدر مولون المنتفخة بإحكام على يوجين، مما أدى إلى سد مجرى الهواء لديه. كافح يوجين للهروب، لكن القوة التي أبقته في مكانه فاقت خياله. تم لف ذراعي مولون حول ظهر يوجين، وقُيِّدَ يوجين لدرجة أنه لم يستطِع رفع رأسه. ببطء ولكن بثبات، تمت إعادة هيكلة جسم يوجين ببطء إلى شكلٍ يتناسب مع عضلات مولون.

 

كان هذا ما قاله فيرموث. لقد سرق سيف شيطان مع فكرة واحدة فقط. كانت تلك هي المرة الأولى التي يستخدم فيها سيفًا، لكنه تمكن من قتل العشرات من الشياطين والسحرة السود. بعد ذلك، هرب من هيلموث مع العبيد الآخرين الذين تم أسرهم. في هذه العملية، قتل المئات من الوحوش الشيطانية وأنقذ عبيدًا آخرين.

قال مولون: “كنت سأفعل.”

 

 

هذه القصة معروفة لِـيوجين، وهي قصة سمعها عدة مرات سابقًا من مولون في حياته الماضية. جاء فيرموث من مملكة آشال، التي تقع بجوار هيلموث. ومع ذلك، فإن الإنجاز الوحيد الجدير بالملاحظة المنسوب إلى آشال في التاريخ هو فيرموث لايونهارت، حيث كانت أول مملكة تسقط خلال غزو هيلموث قبل ثلاثمائة عام. تم القبض على الناجين القلائل من المملكة من قبل الشياطين وأُخِذوا كَـسُجناء. تم نقلهم إلى هيلموث، حيث صاروا موضوعات تجريبية للسحرة السود، وألعاب للشياطين، أو ما هو أسوأ، تضحيات. في ذلك الوقت، لم يُسمَح لأولئك الذين إستعبدتهم هيلموث بأن يموتوا بسلام. الفظائع التي حدثت داخل جدران هيلموث المظلمة مروعة للغاية بحيث لا يمكن تخيلها.

ذلك صحيح بالتأكيد. كان سيفعل، ولم ينكر ذلك.

 

 

 

شارك يوجين قصته الخاصة عن الموت والبعث، موضحًا بالتفصيل الظروف التي أدت إلى تناسخه. أثناء حديثه، ذُكِرَ إسم سيينا بشكل طبيعي، مرتبطًا إرتباطًا وثيقا بقصته عن التناسخ. ظل مولون صامتًا، وإستمع بإهتمام إلى كلمات يوجين وهو يشرب زجاجة كحول أخرى. لقد فهم خطورة الموقف، مدركًا الحاجة إلى سرد القصة بالكامل دون إنقطاع.

 

 

كان فيرموث أحد هؤلاء العبيد، وكان في طريقه إلى هيلموث بعد أن تم القبض عليه من قبل الشياطين والسحرة السود.

“أنا….” بعد الإستماع إلى القصة الطويلة إلى حد ما، وضع مولون زجاجة الكحول الخاصة به. “حاولت ذات مرة العثور على سيينا منذ وقت طويل.”

 

حقيقة أن آروث قد أرسلت العديد من فرق البحث عبر القارة، في محاولة يائسة لتحديد موقع سيينا، معروفةٌ جيدًا، فضلًا عن مشاركة مولون. ومع ذلك، على الرغم من دعم الرور والجهود الدؤوبة لفرق البحث، لم يتم العثور على أي أثر لها، حتى بعد التجول في القارة لفترة طويلة من الزمن.

تصلب كل من يوجين وانيسيه عند سماع دعوته المرعبة. لكن يبدو أن مولون لم يهتم بكيفية رد فعلهم. بدأ في إتخاذ خطوات كبيرة تجاههم دون إنتظار الحصول على الموافقة.

 

ثااك!

“بعد التنحي عن العرش، توجهت شخصيًا أيضًا إلى سمر. ولكن لم أتمكن من العثور عليها.ملاذ شجرة العالم والجان لم يفتح أبوابه لي.” قال مولون.

“إلتقيت فيرموث قبلكم كلكم، وقاتلت معه. كنتُ محاربًا شجاعًا بالفعل، لكن فيرموث كان بالفعل بطلًا. في البداية، لم يكن أي منا أبطالًا، ولا واحد منا، بإستثناء فيرموث.” قال مولون: “أصبحنا أبطالًا بعد قضاء الوقت والقتال إلى جانب فيرموث.”

 

‘هذا بسبب فيرموث.’

حتى بالنسبة لمولون، كان دخول أراضي الجان إنجازًا مستحيلًا، حيث أنها محمية بشجرة العالم. في حين أنه ربما كان ذلك ممكنًا في الماضي، فقد أغلقت شجرة العالم أراضيها بعد هجوم رايزاكيا، مما جعلها منيعة تقريبًا. ظل الحاجز فعالًا لدرجة أنه من المستحيل حتى إدراك وجوده دون إمتلاك ورقة من شجرة العالم، مما أدى إلى إحباط العديد من المتسللين المحتملين في محاولاتهم للدخول.

إحترس مِمَّا يأتي من تحت.

 

نقرت انيسيه على لسانها أثناء مقاطعة ساقيها. “حسنًا، أنا لا أقول أي شيء معقد، هل أفعل؟ لقد مرت مئات السنين منذ آخر مرة رأينا فيها بعضنا البعض، لذلك دعونا نشارك القصص ونتحدث. يَحدُثُ أن هامل لديه القليل من الكحول في عباءته لمساعدتنا في الإستمتاع بالقصص.”

“سيينا قوية. عِشتُ لمئات السنين، لذلك إفترضت بطبيعة الحال أن سيينا سَـتستمر هكذا أيضًا. عندما إختفت سيينا، إعتقدت أن السبب هو أنها دخلت في عزلة لتتدرب حتى تتمكن من تحقيق رغبتها.” تابع مولون.

 

 

 

“رغبة؟” سأل يوجين.

[أُنظري، كريستينا. هامل على وشك الموت!] صاحت انيسيه بسرعة وقلق.

 

“أنا أؤمن بفيرموث.”

“هل تسألني حقا لأنك لا تعرف، هامل؟ كما هو الحال مع كلنا، أرادت سيينا الإنتقام لك. لا، كانت مهووسة بالحصول على الإنتقام. بعد أن صارت سيدة أحد أبراج آروث السحرية، عزلت بنفسها وإنغمست في خلق السحر.” أجاب مولون. أغلق عينيه، وتوقف، ثم تابع. “لكنني لم أتخيل أبدًاأنها….تعرضت للهجوم من قبل فيرموث. ورايزاكيا….بكل صراحه، كل هذا يصعب تصديقه. لكن بما أنك تخبرني أن هذا صحيح، فَسَـأصدقه تمامًا.”

‘تبلل شعري….’

إنفتحت عينا مولون، وثبَّتَ نظرته التي لا تتزعزع على يوجين وانيسيه.

 

 

“نعم، هذا صحيح. أنا انيسيه سليوود. لكن مولون، كيف تعرفت علي؟ كما أتذكر، لم تكُن حكيما ولا لبقًا بما يكفي للتعرف علي من أعلى ذلك الجرف فقط من جناحي.” سألت انيسيه.

“وكما أؤمن بكما، فأنا أؤمن أيضًا بفيرموث. فيرموث الذي أعرفه لم يكن ليهاجم سيينا. هامل، إذا إحتاج فيرموث إلى القلادة التي لدى سيينا من أجل تناسخك، لكان قد تحدث معها حول هذا الموضوع. لا يوجد سبب لرفض سيينا لتناسخك، صحيح؟” قال مولون.

هذه القصة معروفة لِـيوجين، وهي قصة سمعها عدة مرات سابقًا من مولون في حياته الماضية. جاء فيرموث من مملكة آشال، التي تقع بجوار هيلموث. ومع ذلك، فإن الإنجاز الوحيد الجدير بالملاحظة المنسوب إلى آشال في التاريخ هو فيرموث لايونهارت، حيث كانت أول مملكة تسقط خلال غزو هيلموث قبل ثلاثمائة عام. تم القبض على الناجين القلائل من المملكة من قبل الشياطين وأُخِذوا كَـسُجناء. تم نقلهم إلى هيلموث، حيث صاروا موضوعات تجريبية للسحرة السود، وألعاب للشياطين، أو ما هو أسوأ، تضحيات. في ذلك الوقت، لم يُسمَح لأولئك الذين إستعبدتهم هيلموث بأن يموتوا بسلام. الفظائع التي حدثت داخل جدران هيلموث المظلمة مروعة للغاية بحيث لا يمكن تخيلها.

 

 

إتفق يوجين مع مولون، ورسالة فيرموث المُسجلة قد قالت شيئًا مشابهًا في الغرفة المظلمة.

بتعبير متسائل، لاحظت مير الثلاثي من خلال عيون مغمورة أثناء إحتساء عصيرها. على الرغم من أنها تم إنشاؤها منذ قرنين من الزمان، إلا أنها أرادت أن تعتبر نفسها طفلة أبدية. بالنسبة لها، فكرة أن تكبر وتصير بالغة، مثل الثلاثة أمامها، هو إحتمال غير جذاب. على الرغم من كونها أكبر عمرًا من مظهرها، تشبثت بطفولتها ورفضت التخلي عنها.

 

 

– سيينا لا يزال لديها قلادة تحتوي على روحك، ولكن أنا أخطط لإقناعها يومًا ما للحصول عليها.

بووم! 

 

“هل تسألني حقا لأنك لا تعرف، هامل؟ كما هو الحال مع كلنا، أرادت سيينا الإنتقام لك. لا، كانت مهووسة بالحصول على الإنتقام. بعد أن صارت سيدة أحد أبراج آروث السحرية، عزلت بنفسها وإنغمست في خلق السحر.” أجاب مولون. أغلق عينيه، وتوقف، ثم تابع. “لكنني لم أتخيل أبدًاأنها….تعرضت للهجوم من قبل فيرموث. ورايزاكيا….بكل صراحه، كل هذا يصعب تصديقه. لكن بما أنك تخبرني أن هذا صحيح، فَسَـأصدقه تمامًا.”

ومع ذلك، كانت تصرفات فيرموث على النقيض من كلماته. لقد زيَّفَ موته وإستدرج سيينا بطريقة مخادعة. تعدى على قبر هامل وهاجم المخلوق السحري الذي وضعته سيينا هناك، الذي كانت يحرس القبر. السبب وراء أفعاله غير معروف لِـيوجين، لكن فيرموث كشف نعش هامل، وأخذ جثته، ثم ختم سيف المون لايت داخل التابوت.

“بعد التنحي عن العرش، توجهت شخصيًا أيضًا إلى سمر. ولكن لم أتمكن من العثور عليها.ملاذ شجرة العالم والجان لم يفتح أبوابه لي.” قال مولون.

 

 

عندما وصلت سيينا إلى القبر متأخرة، هاجمها فيرموث، تاركًا فجوة في صدرها. لو لم تستخدم سيينا ورقة شجرة العالم التي كانت معها، لَـماتت على يد فيرموث في ذلك الوقت وهناك.

“وهامل. الشيء نفسه ينطبق على روحك. إنها مألوفة، تجلب حنين وعاطفية. حتى لو تغير جسدك، فأنت بالتأكيد ما زلت هامل.” تابع مولون. على الرغم من أنه يمسح دموعه، لكن، لا يبدو أنه على وشك التوقف عن البكاء في أي وقت قريب.

 

“…..”

نتيجة لذلك، سرق فيرموث القلادة بنجاح من سيينا، وتم تناسخ هامل في النهاية بإعتباره سليل فيرموث. إنتهى الأمر بالقلادة في خزانة عائلة لايونهارت. أُصيب يوجين بالحيرة من أفعال فيرموث. عندما نظر في كل فعل على حدة، كان بعضهم منطقيًا. ومع ذلك، عندما حاول وضعهم معًا ككل، ظهرت العديد من الفجوات والأشياء الغريبة. هناك ثلاثة إجراءات جميعها نموذجية بالنسبة لشخصية فيرموث — ختم سيف المون لايت، التسبب في تناسخ هامل وإخفاء القلادة في قبو كنز عائلة لايونهارت. لكن ترك جثة هامل خارج الباب ومهاجمة سيينا من أجل القلادة لم يكن له معنى. هذه ليست أشياءً يمكن أن يفعلها فيرموث.

 

 

“أوه، بحق الآلهة!” صاح مولون بصدمة. إقترب من يوجين بخطوات كبيرة، ثم خفض جسده المهيب وركز نظراته على مير فقط.

قالت انيسيه بحزم: “نحن نثق بالسير فيرموث أيضًا.” رافضةً إثارة أي شكوك حول أفعاله. العلاقة التي تربطها بفيرموث لايونهارت ورفاقها، التي صُقِلَتْ تمامًا بسبب رحلاتهم في هيلموث، قويةٌ جدًا لكي تهتز. أعربت سيينا أيضًا عن ثقتها وعدم إستيائها من فيرموث حتى بعد أن هاجمها. “لكنني متأكدة من أن شيئًا ما قد حدث للسير فيرموث. خلاف ذلك، لم يكن هناك سبب قد يدفعه للقيام بمثل هذه الأشياء.”

 

“لستُ متأكدًا تمامًا مما حدث، ولكن لا بد أن شيئًا ما حدث بين فيرموث وملك الحصار الشيطاني. ربما ذلك شيء كان عليه أن يعطيه مقابل قَسَمِ السلام. إذا تم تهديد فيرموث أو إكراهه من قبل ملك الحصار الشيطاني، فسَـيكون الهجوم على سيينا أمرًا منطقيًا. حتى الآن، قد تكون روح فيرموث في حوزة ملك الحصار الشيطاني.”

 

 

“مرحبًا يا سيدي مولون. إسمي مير ميردين. أنا مخلوقة سحرية تم إنشاؤها بواسطة السيدة سيينا—”

إستمع مولون بصمت لفترة من الوقت. إستمرت انيسيه أثناء إلقاء الزجاجة التي إنتهَتْ منها. “مولون، حان دورك الآن. لماذا أعلنت فجأة العزلة منذ مائة عام؟ ولماذا كُنتَ في وادي المطرقة العظيمة؟”

” فيرموث.” قال مولون: “قال إنه سيترك الأمر لي.”

“لماذا طردتنا قبل بضعة أيام؟ والنـور. ما كان ذلك الوحش؟ أنا….لا أعتقد أن الطاقة التي شعرت بها كانت مجرد وهم. شعرت أنا وانيسيه بطاقة مماثلة من النـور تشبه طاقة ملك الدمار الشيطاني.” تابع يوجين أسئلة انيسيه.

 

 

أجابت انيسيه: “شارب الكحول الحقيقي يأخذ الكحول كوجبة خفيفة.”

كان يوجين قد فكر في هذا الأمر مرارًا وتكرارًا، لكن الإجابة إستعصت عليه. لم يستطِع أن يلف رأسه حول حقيقة أن مخلوقًا يعيش في المناطق الشمالية النائية يمكن أن تنبعث منه نفس الهالة المشؤومة مثل ملك الدمار الشيطاني، الذي لم يغادر رافيستا منذ قرون. هذا لا معنى له.

“آه…. مرحبًا، سيدي مولون الرور. أنا.” بدأت كريستينا.

 

تسلق ليهينجار.

فرك ذقنه، ضاع في الأفكار. كلما فكر في الأمر، قل المنطق فيه. لقد كافح لفهم كيف يمكن للنـور، الواقع في ليهينجار، أن ينبعث منه نفس الشعور المشؤوم الذي يطلقه ملك الدمار الشيطاني، الذي لم يغادر رافيستا منذ ثلاثمائة عام.

 

 

 

“هامل، انيسيه.” بعد صمت قصير، قال مولون. “قبل ثلاثمائة عام، كنتُ أول من قابل فيرموث بيننا.”

شارك يوجين قصته الخاصة عن الموت والبعث، موضحًا بالتفصيل الظروف التي أدت إلى تناسخه. أثناء حديثه، ذُكِرَ إسم سيينا بشكل طبيعي، مرتبطًا إرتباطًا وثيقا بقصته عن التناسخ. ظل مولون صامتًا، وإستمع بإهتمام إلى كلمات يوجين وهو يشرب زجاجة كحول أخرى. لقد فهم خطورة الموقف، مدركًا الحاجة إلى سرد القصة بالكامل دون إنقطاع.

“صحيح.”

 

هذه القصة معروفة لِـيوجين، وهي قصة سمعها عدة مرات سابقًا من مولون في حياته الماضية. جاء فيرموث من مملكة آشال، التي تقع بجوار هيلموث. ومع ذلك، فإن الإنجاز الوحيد الجدير بالملاحظة المنسوب إلى آشال في التاريخ هو فيرموث لايونهارت، حيث كانت أول مملكة تسقط خلال غزو هيلموث قبل ثلاثمائة عام. تم القبض على الناجين القلائل من المملكة من قبل الشياطين وأُخِذوا كَـسُجناء. تم نقلهم إلى هيلموث، حيث صاروا موضوعات تجريبية للسحرة السود، وألعاب للشياطين، أو ما هو أسوأ، تضحيات. في ذلك الوقت، لم يُسمَح لأولئك الذين إستعبدتهم هيلموث بأن يموتوا بسلام. الفظائع التي حدثت داخل جدران هيلموث المظلمة مروعة للغاية بحيث لا يمكن تخيلها.

الأسطورة القديمة لقبيلة بايار مولون المذكورة من قبل.

 

برؤية ذلك، لم يعد يشعر بالحاجة إلى كبح دموعه. لذلك بكى يوجين. على الرغم من أنه لم يبكي مثل مولون، إلا أنه سمح لدموعه بالتدفق لبعض الوقت، لفترة كافية حتى تُروى عواطفه.

كان فيرموث أحد هؤلاء العبيد، وكان في طريقه إلى هيلموث بعد أن تم القبض عليه من قبل الشياطين والسحرة السود.

“لماذا طردتنا قبل بضعة أيام؟ والنـور. ما كان ذلك الوحش؟ أنا….لا أعتقد أن الطاقة التي شعرت بها كانت مجرد وهم. شعرت أنا وانيسيه بطاقة مماثلة من النـور تشبه طاقة ملك الدمار الشيطاني.” تابع يوجين أسئلة انيسيه.

 

“أنتِ تبدين تمامًا مثل سيينا!” هتف مولون دون أن يكلف نفسه عناء السماح لها بالإنتهاء.

– من أجل النجاة.

كان فيرموث أحد هؤلاء العبيد، وكان في طريقه إلى هيلموث بعد أن تم القبض عليه من قبل الشياطين والسحرة السود.

 

– من أجل النجاة.

كان هذا ما قاله فيرموث. لقد سرق سيف شيطان مع فكرة واحدة فقط. كانت تلك هي المرة الأولى التي يستخدم فيها سيفًا، لكنه تمكن من قتل العشرات من الشياطين والسحرة السود. بعد ذلك، هرب من هيلموث مع العبيد الآخرين الذين تم أسرهم. في هذه العملية، قتل المئات من الوحوش الشيطانية وأنقذ عبيدًا آخرين.

[كريستينا، إذا استمر هذا، فقد يموت هامل حقًا.] قالت انيسيه. لم تعد قادرة على الوقوف مكتوفة الأيدي بينما تذبل حياة يوجين أمامها. [هل تعتقدين أنه يمكنك حقا إيقافه بيديك النحيفتين؟ كريستينا، الفركل المعلق على خصرك يبدو وكأنه الأداة المثالية لصفع رأس ذلك الأحمق. لا تقلقي. حتى لو قمت بضربه بالفركل بكل قوتك، فلن يترك حتى خدشًا على رأس كتلة العضلات هذا.]

 

 

بعد هروبه من هيلموث، وصل إلى حقل الثلج الذي إتخذته قبيلة بايار كمنزل لهم. كان هذا هو المكان الذي التقى فيه بِـمولون.

“فهمت! سيينا الصغيرة التي أنشأتها سيينا، هذا يجعلك إبنة سيينا، صحيح؟” سأل مولون مع إبتسامة واسعة. ثم ربت على رأسها. “سررت بلقائك. أنا مولون الرور، رفيق وصديق سيينا.”

 

 

“إلتقيت فيرموث قبلكم كلكم، وقاتلت معه. كنتُ محاربًا شجاعًا بالفعل، لكن فيرموث كان بالفعل بطلًا. في البداية، لم يكن أي منا أبطالًا، ولا واحد منا، بإستثناء فيرموث.” قال مولون: “أصبحنا أبطالًا بعد قضاء الوقت والقتال إلى جانب فيرموث.”

 

 

“هامل!” هتف مولون قبل التوقف في طريقه. بإبتسامة عريضة، حول نظرته بين يوجين وكريستينا. ثم إنفجر في الضحك وهو يذرف دموعًا كثيفة. “لم أعتقد أبدًا أنني سأتمكن من مقابلتكما أنتما الإثنين هكذا. لذلك أنا سعيد جدًا لرؤيتكما مرة أخرى.”

“…..”

قال مولون: “كان فيرموث هو من أعطاني مهمة جديدة.”

“نعم، نحن بالتأكيد أبطال. وإن لم يكن بشكل يرضينا، إلا أننا أنقذنا العالم. ومع ذلك، هامل وانيسيه، كانت نهاياتكما مؤسفة. هامل، لقد مُتَّ في معركة ضد عصاة الحصار. انيسيه، لقد أبلغتِني عن موتك في رسالة. إختبأت سيينا دون أن تُخبِرَ أحدًا بالحقيقة، ومات فيرموث.” تابع مولون.

كان يوجين قد فكر في هذا الأمر مرارًا وتكرارًا، لكن الإجابة إستعصت عليه. لم يستطِع أن يلف رأسه حول حقيقة أن مخلوقًا يعيش في المناطق الشمالية النائية يمكن أن تنبعث منه نفس الهالة المشؤومة مثل ملك الدمار الشيطاني، الذي لم يغادر رافيستا منذ قرون. هذا لا معنى له.

 

قال مولون: “كنت سأفعل.”

“لم يمُت.” تمتم يوجين. ردًا على ذلك، شرب مولون زجاجة أخرى بالكامل.

تابع مولون: “قبل مائة عام، كما حذر فيرموث، بدأوا يأتون من نهاية راجوياران.”

 

 

“قد تكون هذه هي الحقيقة، لكنني إعتقدت أن فيرموث قد مات. رأيت الجثة بنفسي، وحَرَّكتُ نعشه. في النهاية، تُرِكتُ وحدي. وحدي، عشت لفترة طويلة. حتى الآن.” قال وهو يضع زجاجة فارغة على الطاولة. “رأيت نفسي كَـبطل، محارب. لذلك كنت آمل في نهاية تليق بِـبطل ومحارب. كملك الرور، لم أُرِد أن أموت مع كل الناس يعلنون الحداد علي.”

 

 

 

“تَأمَل؟”

ثااك!

“جسدي لم يكبر، وبقيت قويًا. حتى بعد سن المائة، كنت لا أزال في أوج عطائي كمحارب. كيف يمكنني إستخدام هذه القوة؟ كان الجميع ينادونني بالبطل، لكن الأبطال الذين ناديتهم بأصدقائي لم يعودوا معي في هذا العالم.” إلتوت شفاه مولون، وإستمر بإبتسامة مريرة لا تليق بمزاجه المَرِح. “تساءلت عما إذا كان ينبغي علي تحدي هيلموث مرة أخرى. ولكن بعد التفكير في الأمر مرارًا وتكرارًا، قررت عدم القيام بذلك. كان هذا السلام شيئًا حصل عليه فيرموث بسبب القَسَم. إذا تحديت هيلموث مرة أخرى، فَسَـيكسر ذلك السلام. كنتُ متأكدًا من ذلك. وعرفت جيدًا أنني لا أستطيع أبدًا قتل ملك الحصار الشيطاني، ناهيك عن ملك الدمار الشيطاني، بمفردي.”

ومع ذلك، الشرب ليس الشيء الوحيد على جدول الأعمال. وسط خرخرة النِظارات، تعمقوا في محادثة عميقة، وتطرقوا إلى عدد كبير من الموضوعات. شاركت انيسيه، على وجه الخصوص، قصتها بهدوء، موضحة بالتفصيل كيف إنتهت بهذا الوضع. تحدثت بجو من اللامبالاة، كلماتها تتدفق بسهولة من شفتيها غير مهتمة للعواقب.

كانت عزلة مولون طويلة، ولم تكن مخاوفه شيئًا يمكن أن يحله الوقت.

“أنا سعيد لمقابلتك، وهذا يبد ممتعًا وغامضًا، ولكن إذا كنت لا تمانعين، هل تسمحين لي بِـقول مرحبًا لانيسيه؟” سأل مولون.

 

 

قال مولون: “كان فيرموث هو من أعطاني مهمة جديدة.”

 

 

 

“ماذا؟”

“صحيح.”

“منذ مائة وخمسين عامًا، عندما رحلت انيسيه وسيينا، وعندما بقيت أنا الوحيد على قيد الحياة، ظهر فيرموث في حلمي وقال هذا.”

“هل تسألني حقا لأنك لا تعرف، هامل؟ كما هو الحال مع كلنا، أرادت سيينا الإنتقام لك. لا، كانت مهووسة بالحصول على الإنتقام. بعد أن صارت سيدة أحد أبراج آروث السحرية، عزلت بنفسها وإنغمست في خلق السحر.” أجاب مولون. أغلق عينيه، وتوقف، ثم تابع. “لكنني لم أتخيل أبدًاأنها….تعرضت للهجوم من قبل فيرموث. ورايزاكيا….بكل صراحه، كل هذا يصعب تصديقه. لكن بما أنك تخبرني أن هذا صحيح، فَسَـأصدقه تمامًا.”

تسلق ليهينجار.

شعر يوجين بالأسف لرؤية مولون يبكي مثل طفل ذو وجه خشن كبير. تم تذكيره بالحلم الذي أظهرته له انيسيه في غابة سمر عندما كان مولون يصرخ أمام قبر هامل.

 

“نعم….ايه….لقد تم إنشائي بناءً على جسد طفولة السيدة سيينا.”

أُنظر إلى راجوياران.

“انيسيه!” صاح مولون.

 

 

إحترس مِمَّا يأتي من تحت.

قذيفة قوية تحتوي على قدر كبير من القوة، لكنها لم تتسبب حتى في تحريك رأس مولون.

 

“هذا لأنني أصبحت قادرًا على الرؤية.” قال مولون وهو يمسح تيار الدموع: “صارت عيناي مشرقتان جدًا منذ مائة عام. هذا تغيير حدث لأنني عشت في المكان الذي يحتاجني. انيسيه، أستطيع أن أرى أن هناك روحَينِ داخل هذا الجسد. أرواح كلاكما متشابهة ومتصلة مثل التوأم، أو بالأحرى كما لو أنهما في الأصل من روح واحدة أصلية. لا أستطيع أن أرى الشكل المميز لروحك، لكن يمكنني أن أشعر بالأُلفة.”

” فيرموث.” قال مولون: “قال إنه سيترك الأمر لي.”

 

مولون، البطل والمحارب الذي يتوق إلى الموت المناسب، واجه فيرموث في أحلامه. كان فيرموث قد طلب منه معروفًا.

الفصل 235: ليهاين (6)

 

 

تابع مولون: “قبل مائة عام، كما حذر فيرموث، بدأوا يأتون من نهاية راجوياران.”

رفعت الزجاجة إلى شفتيها وأسقطت محتوياتها في جرعة واحدة. ثم مسحت شفتيها بظهر يدها قبل أن تبتسم على نطاق واسع، والإرتياح من قول كل ذلك بدا واضحًا على تعابيرها.

 

 

الأسطورة القديمة لقبيلة بايار مولون المذكورة من قبل.

 

 

إتخذت كريستينا قرارها بكلمات انيسيه العاجلة. رفعت ثيابها قبل أن تسحب الفركل، الذي كان مثبتا على خصرها وفخذها. بعد تدوير الوزن في نهاية السلسلة مرة واحدة في الهواء، وجهته إلى رأس مولون.

ما وراء ليهينجار تقع راجوياران. أرضٌ مقفرة من العدم، أرضٌ لا يجب عبورها، نهاية العالم.

“هامل!” هتف مولون قبل التوقف في طريقه. بإبتسامة عريضة، حول نظرته بين يوجين وكريستينا. ثم إنفجر في الضحك وهو يذرف دموعًا كثيفة. “لم أعتقد أبدًا أنني سأتمكن من مقابلتكما أنتما الإثنين هكذا. لذلك أنا سعيد جدًا لرؤيتكما مرة أخرى.”

 

 

تقيم قبيلة بايار في ليهاين وليهينجار لمنع أي شخص من العبور إلى راجوياران. وكذلك لمنع أي شيء مِنَ العبور مِنْ راجوياران.

 

 

إزداد إحمرار عيون مولون وبكى مرة أخرى، وعادت الإضطرابات العاطفية إلى الظهور على الرغم من أنه بكى كل ما في عينيه في وقت سابق. عمق مشاعره واضح في الطريقة التي يرتفع بها صدره مع كل نفس.

في عمق الليل، يرتفع نـور في راجوياران. يسير نـور على إمتداد واسع من الأرض ويعبر إلى ليهينجار. أي أطفال يرفضون النوم سوف يلتهمهم النـور….

“مرحبًا يا سيدي مولون. إسمي مير ميردين. أنا مخلوقة سحرية تم إنشاؤها بواسطة السيدة سيينا—”

 

شارك يوجين قصته الخاصة عن الموت والبعث، موضحًا بالتفصيل الظروف التي أدت إلى تناسخه. أثناء حديثه، ذُكِرَ إسم سيينا بشكل طبيعي، مرتبطًا إرتباطًا وثيقا بقصته عن التناسخ. ظل مولون صامتًا، وإستمع بإهتمام إلى كلمات يوجين وهو يشرب زجاجة كحول أخرى. لقد فهم خطورة الموقف، مدركًا الحاجة إلى سرد القصة بالكامل دون إنقطاع.

“أنا أؤمن بفيرموث.”

 

لذلك لم يشُك مولون أبدًا بِـفيرموث.

“فهمت! سيينا الصغيرة التي أنشأتها سيينا، هذا يجعلك إبنة سيينا، صحيح؟” سأل مولون مع إبتسامة واسعة. ثم ربت على رأسها. “سررت بلقائك. أنا مولون الرور، رفيق وصديق سيينا.”

“لا، لا يجب أن تتركاني وشأني. انيسيه، هامل، إقتربا.” قاطعها مولون، ونشر ذراعيه على نطاق واسع ووسع عينيه الممتلئتين بالدموع.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط