نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 236

ليهاين (7)

ليهاين (7)

الفصل 236: ليهاين (7)

 

في الماضي، فشل مولون في التوصل إلى حل لمخاوفه. بصفته الناجي الوحيد من مجموعة الأبطال، واجه القرار الصعب بشأن الحفاظ على السلام الهش الذي حققوه مع فيرموث أو تولي المهمة التي فشل رفاقه الذين سقطوا في تحقيقها. خلال فترة تفكيره في معضلته، ظهر فيرموث في حلم مولون، وقدم الإجابة له. مع هذا الوحي، تمكن مولون من إيجاد السلام في قراره ولم يعد مضطرًا للمعاناة في الإختيار. علاوة على ذلك، ظل جسده، الذي لم يتقدم في العمر لمئات السنين، في حالة ممتازة لإكمال طلب فيرموث.

لم يجد يوجين أي رد. واصل مولون بضحكة مكتومة عند رؤية يوجين يتردد. “كنتُ الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعتمد عليه فيرموث. قبل ثلاثمائة عام، لو كنت قد مُتُّ بدلًا منك، وتوجب على فيرموث أن يطلب من شخص آخر نفس الخدمة، لكان قد سألك. إذن، هامل، هل كنت سترفض طلب فيرموث؟”

 

 

لو لم يؤتِ تنبؤ فيرموث في النهاية ثماره، لما إمتلك مولون مثل هذه الثقة التي لا تتزعزع فيه. ومع ذلك، فإن النهاية قد عبرت بالفعل من راجوياران، تمامًا كما حذر فيرموث. لم يكن حلم مولون، الذي حدث قبل مائة وخمسين عامًا، مجرد نسج من خياله، بل كان بمثابة تحذير مسبق من الهلاك الوشيك الذي بدأ قبل مائة عام.

منع يوجين نفسه من طرح سؤال. لقد تذكر كيف كانت عيون مولون. ذكرته تلك العينين بما كان عليه فيرموث في الغرفة المظلمة — مختلفة، باردة، بلا عاطفة، متعبة وداكنة.

 

“هل تغيرت؟” سألت انيسيه.

“بعد أن راودني ذلك الحلم، عشت في ليهينجار.” أوضح مولون: “راقبت راجوياران كل يوم.”

 

 

ليس من الصعب فهم الفكرة. على الجانب الآخر من ليهينجار، يجب أن يكون هناك عالم غير مرئي، حتى بعيدًا عن متناول الساحر الفائق. من المحتمل أن يكون مولون قد خزن جثث النـور في ذلك العالم، وقام ببناء جبل من المخلوقات الوحشية التي نزفت الدم الأسود حتى لا تُلَوِثَ جبله المحبوب.

وقفت جبال ليهينجار الشاهقة فوق المناظر الطبيعية المحيطة بشكلها الوعر المهيب، ولكن بالنسبة لِـمولون، كان مكانًا للشعور بالراحة والأُلفة. كل يوم، عندما تغرق الشمس في الأفق، يصعد إلى القمة ويحدق في راجوياران من بعيد. وكل صباح ينزل من الجبل.

 

 

 

“مرت أيامي هناك بلا راحة مليئة بالنشاط، وفي ذلك الوقت، لم أعد ملك الرور. لم يوجد من يشكو حتى لو عِشتُ في ليهينجار.” تابع مولون. لكن هذا لا يعني أن مولون إقتصر على ليهينجار. حيث كان يحضر أحيانًا أحداثا مهمة في الرور. حدث هذا قبل أن يذهب إلى العزلة. “لم تكن راجوياران مختلفة ولا حتى قليلا عما كانت عليه عندما رأيتها في صغري. ومع ذلك، فقد وثقت بِـفيرموث. لقد حذرني حتى بعد وفاته، وعرفت أنه ليس رجلًا يصدر تحذيرات وطلبات لا طائل من ورائها.”

 

“أوافقك.” همس يوجين بهدوء، وأومأت انيسيه برأسها متفقة مع كلامه.

“لقد ركضنا بعيدًا، لكن هذا الوجود كان ببساطة كبيرًا جدًا.” وقال مولون “أمكننا رؤية ذلك بأعيننا بغض النظر عن المسافة التي ركضناها.”

 

أغلق يوجين عينيه. لم يستطِع قول أي شيء. مولون أحمق، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. لكن، هذا الوصف لا ينطبق على مولون فقط. الجميع حمقى. على الرغم من أنه ليس ما رغبوا فيه بالضبط، لكن، ألم ينقذوا العالم في النهاية؟ ألم يحققوا السلام، حتى لو كان مؤقتًا؟

كلهم يعرفون أن فيرموث لايونهارت ليس من يعتمد على الآخرين للحصول على المساعدة أو الخدمات. بل رجل فضل مواجهة التحديات بنفسه، وإذا إعتبر أن مهمةً ما مستحيلة، فمن غير المرجح أن يتمكن أي شخص آخر من إنجازها أيضًا.

 

 

 

فيرموث هكذا أيضًا في نهجه عند إعطاء التحذيرات. فضل تجنب فعل ذلك حتى عندما يكون مجبرًا. لذا، لو وجد تحذير شعر بأنه مضطر لتقديمه، فهذا يعني أن الوضع لا مفر منه، وليس لديه أي ملاذ آخر. ومثل هذه الحالات تستدعي بالتأكيد الإهتمام الدقيق واليقظة.

“لأن السم قوي جدًا. أنا معتاد عليه، ولكن هامل، عقلك قد يتحطم إذا ذهبت إلى هناك.” أجاب مولون: “قد تمرض.”

 

“لقد ركضنا بعيدًا، لكن هذا الوجود كان ببساطة كبيرًا جدًا.” وقال مولون “أمكننا رؤية ذلك بأعيننا بغض النظر عن المسافة التي ركضناها.”

تحدث مولون بإقتناع، “كما حذر فيرموث، جاءت النهاية. لذلك، يمكن أن يعني فقط أن الشخص الذي ظهر في حلمي كان بالفعل فيرموث. وبالتالي، أعتقد أن جميع طلباته وتحذيراته صحيحة ويجب أن تؤخذ على محمل الجد.”

 

“ماذا تقصد بالضبط بمجيء النهاية؟” سألَ يوجين، وأعطى الزجاجة في يده هزة قليلًا. “هل تقصد نـور؟” وتابع، متذكرًا القرد ذو القرون العملاقة، الوحش الذي أطلق نفس الطاقة المشؤومة مثل ملك الدمار الشيطاني. ذكر أمان، الملك الوحش، أن نـور الذي رآه إتخذ شكل ثعبان عملاق.

 

 

 

“في لغة حقل الثلج، كلمة نـور تعني النهاية والموت. النهاية ونـور لا يعنيان أشياء مختلفة.” أجاب مولون: “نهاية الحياة هي الموت، وهذه الحقيقة تنطبق على كل شيء.”

“لم يشرح لي فيرموث القدرة، لكنني تعلمت كيفية إستخدامها. قتل النـور ورميهم هناك. إنها قدرة ممتازة.” أوضح مولون.

 

لقد توقفوا عن الفرار فقط عندما لم يعودوا يرون ملك الدمار الشيطاني. على وجه الدقة، إختفى ملك الدمار الشيطاني.

“النـور الذي رأيتُهُ كان مجرد قرد كبير.” قال يوجين: “لم يكُن مناسبًا حقًا لِـيوصَفَ على أنه تعريف الموت والنهاية.”

 

 

أغلق يوجين عينيه. لم يستطِع قول أي شيء. مولون أحمق، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. لكن، هذا الوصف لا ينطبق على مولون فقط. الجميع حمقى. على الرغم من أنه ليس ما رغبوا فيه بالضبط، لكن، ألم ينقذوا العالم في النهاية؟ ألم يحققوا السلام، حتى لو كان مؤقتًا؟

“لكن هامل، قلت أنك شعرت بشيء مشؤوم من النـور. انيسيه، يجب أن تكون قد شعرت بنفس الطريقة أيضًا.” قال مولون. أدار رأسه وأطل من النافذة، ناظرًا نحو ليهينجار. “قبل ثلاثمائة عام، شعرنا بالنهاية بمجرد رؤية ذلك الوجود من مسافة بعيدة. أكثر من أي شيء آخر رأيناه في هيلموث، جعلنا ذلك الوجود ندرك النهاية.”

 

مَن يقصده مولون هو ملك الدمار الشيطاني.

تحدث مولون بإقتناع، “كما حذر فيرموث، جاءت النهاية. لذلك، يمكن أن يعني فقط أن الشخص الذي ظهر في حلمي كان بالفعل فيرموث. وبالتالي، أعتقد أن جميع طلباته وتحذيراته صحيحة ويجب أن تؤخذ على محمل الجد.”

 

 

شد مولون قبضته وهو يتحدث، “لا أعرف لماذا يبعث النـور نفس الطاقة المشؤومة مثل ملك الدمار الشيطاني. لم يذكر فيرموث أي شيء عن هذا، أيضًا. لكن بالنسبة لي، هذا ليس مهمًا للغاية. النهاية تأتي بغض النظر عما نقوم به. يأتي من راجوياران ويعبر ليهينجار حسب الرغبة. يجب إيقافهم؛ لا يمكن السماح لهم بالعبور. عندما رأيت النـور لأول مرة منذ مائة عام، كانت تلك هي الأفكار التي تبادرت إلى ذهني.”

“مرت أيامي هناك بلا راحة مليئة بالنشاط، وفي ذلك الوقت، لم أعد ملك الرور. لم يوجد من يشكو حتى لو عِشتُ في ليهينجار.” تابع مولون. لكن هذا لا يعني أن مولون إقتصر على ليهينجار. حيث كان يحضر أحيانًا أحداثا مهمة في الرور. حدث هذا قبل أن يذهب إلى العزلة. “لم تكن راجوياران مختلفة ولا حتى قليلا عما كانت عليه عندما رأيتها في صغري. ومع ذلك، فقد وثقت بِـفيرموث. لقد حذرني حتى بعد وفاته، وعرفت أنه ليس رجلًا يصدر تحذيرات وطلبات لا طائل من ورائها.”

لم يظهر أي تحذير.

 

 

 

صعد مولون إلى قمة ليهينجار، وهو روتين إتبعه لعقود. حدق في راجوياران، وهو مشهد إعتاد عليه بمرور الوقت. ومع ذلك، في ذلك اليوم بالذات، كان هناك غياب للأُلفة المعتادة. لم يستطِع تحديد متى أو أين بدأ التحول بالضبط، لكنه عَلِمَ أن كل شيء مختلف.

 

 

 

عندما صعد مولون الجبل، إستمرت مشاعر غير مريحة في التكثف. دفع جسده إلى الأمام، مكافحًا للوصول إلى القمة، حيث يمكنه أخيرًا وضع عينيه على راجوياران. ومع ذلك، بمجرد وصوله إلى القمة، لم يرَّ شيئًا سوى أرض قاحلة قاحلة خالية من أي علامات للحياة.

 

 

عندما صعد مولون الجبل، إستمرت مشاعر غير مريحة في التكثف. دفع جسده إلى الأمام، مكافحًا للوصول إلى القمة، حيث يمكنه أخيرًا وضع عينيه على راجوياران. ومع ذلك، بمجرد وصوله إلى القمة، لم يرَّ شيئًا سوى أرض قاحلة قاحلة خالية من أي علامات للحياة.

بعد رؤية الأرض الميتة، أدار رأسه بإحساس مفاجئ وغير معروف بالخوف. كان النـور يقف خلف مولون.

“ألم أخبرك، هامل؟ هذه هي حياة جديرة بِـمحارب. لا أريد أن أموت قبيحًا من الشيخوخة. أريد أن أموت محاربًا، أموت بطلًا. على الرغم من أن الموت بعيد المنال بالنسبة لي الآن، إذا مت لأنني أفتقر إلى القوة، فإن أجساد النـور ستثبت الحياة التي عشتها كمحارب وبطل.” تابع مولون.

 

 

“هل تتذكران عندما رأينا ملك الدمار الشيطاني؟” سأل مولون.

أبطال.

 

 

“كيف يمكن أن أنسى ذلك؟” قال يوجين.

 

 

 

قالت انيسيه: “لن أنسى أبدًا الشعور بالهياج والعواطف التي شعرت بها، بغض النظر عن عدد المرات التي أموت فيها.”

 

 

“انيسيه، أنت….” تمتم مولون.

إن مجرد وجود ملك الدمار الشيطاني قد غرس إحساسًا عميقا باليأس، مما تسبب في دافع قوي لإنهاء حياة المرء، بغض النظر عن ماضيه، حاضره أو مستقبله. لقد أثار شعورًا ساحقًا بالرعب، وهو خوف شديد لدرجة أنه لا يمكن مواجهته دون اللجوء إلى إيذاء النفس. لم يستمتع أحد حتى بفكرة القتال ضده. بدلًا من ذلك، كان فكرهم الوحيد هو عدم الإقتراب من ذلك الوجود المخيف.

ومع ذلك، لم تختَر القيام بذلك. لقد غيرت رأيها فجأة في الصحراء حيث يقع قبر هامل. وجدت نفسها غير قادرة على التخلي عن العالم.

 

“والأحفاد الذين يواصلون إرثي سيوقفون النـور نيابة عني. هذا أمر طبيعي فقط لمحارب بايار وملك الرور.”

“ظهر ملك الشياطين فجأة في مكان يمكننا رؤيته فيه.” قال مولون: “نحن نعرف عدد الأشخاص الذين قتلهم ملك الدمار الشيطاني في ذلك المكان، لكننا لا نعرف لماذا وكيف ظهر مثل هذا الوجود هناك.”

 

 

لقد توقفوا عن الفرار فقط عندما لم يعودوا يرون ملك الدمار الشيطاني. على وجه الدقة، إختفى ملك الدمار الشيطاني.

كان ملك الدمار الشيطاني مثل هذا الوجود. كارثة حية تتجاوز الفهم البشري. على الرغم من أن رافيستا هي أراضي ملك الدمار الشيطاني، إلا أنه تجول في هيلموث منذ ثلاثمائة عام.

“أرني إياهم في المرة القادمة.” تذمر يوجين، وسحب الفلين الذي يغلق الزجاجة الجديدة. “أنا أتحدث عن عدد نـور الذي قتلتهم في المائة عام الماضية، مولون. خذني إلى حيث ترميهم.”

 

توجب عليه أن يسأل.

كان من المستحيل حتى تخمين مكان ظهور ملك الدمار الشيطاني في أي وقت. قبل ثلاثمائة عام، ظهر فجأة دون أي تحذيرات أو علامات مسبقة. جلب الدمار معه لا يهم أين يظهر.

لم يجد يوجين أي رد. واصل مولون بضحكة مكتومة عند رؤية يوجين يتردد. “كنتُ الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعتمد عليه فيرموث. قبل ثلاثمائة عام، لو كنت قد مُتُّ بدلًا منك، وتوجب على فيرموث أن يطلب من شخص آخر نفس الخدمة، لكان قد سألك. إذن، هامل، هل كنت سترفض طلب فيرموث؟”

 

“لقد ركضنا بعيدًا، لكن هذا الوجود كان ببساطة كبيرًا جدًا.” وقال مولون “أمكننا رؤية ذلك بأعيننا بغض النظر عن المسافة التي ركضناها.”

حدث الأمر ذاته في ذلك الوقت. عندما نظروا إلى الأعلى، رأوا ملك الدمار الشيطاني وراء الجبل. كان من المستحيل تحديد مظهره الدقيق. ظهر ملك الدمار الشيطاني كَـظاهرة عملاقة لا يمكن تفسيرها، خليط أو كتلة من الألوان. هذا هو كل ما رأوه.

 

 

 

“إنه يجلب لي إذلالًا مؤلما لقول هذا، لكننا ركضنا هربًا في ذلك الوقت. كنت وما زلت محاربًا شجاعًا، لكنني أردت ألا أواجه هذا الوجود أبدًا. كنت أعرف أنني سأواجه الموت المحتوم إذا حاربته. شعرت أن وجودي سيختفي.” تابع مولون.

بعد ذلك، كان من الممكن أن يعيشوا بسعادة لبقية حياتهم، تماما كما عانوا. كل ما إحتاجوا لِـفعله هو أن يعيشوا حياتهم حتى يموتوا ويصعدوا إلى الجنة. لكن لم يختَر أحد منهم القيام بذلك.

 

 

لم يكن مولون هو الوحيد الذي شعر بهذه الطريقة. شعر هامل أيضًا بنفس الشعور بالخوف والهياج، وفي النهاية، إستدار الجميع هناك للفرار. كان فيرموث هو الذي أخذ زمام المبادرة، وهو يصرخ بأنهم يجب أن يبدأوا في الركض.

“القوة؟” سأل يوجين.

 

قالت انيسيه: “لا يهم ما لا تريدنا أن نراه، أريد أن أراه بغض النظر عن أي شيء.”

“لقد ركضنا بعيدًا، لكن هذا الوجود كان ببساطة كبيرًا جدًا.” وقال مولون “أمكننا رؤية ذلك بأعيننا بغض النظر عن المسافة التي ركضناها.”

 

 

 

“هذا…..صحيح.” وافقه يوجين.

 

 

“أوافقك.” همس يوجين بهدوء، وأومأت انيسيه برأسها متفقة مع كلامه.

لقد توقفوا عن الفرار فقط عندما لم يعودوا يرون ملك الدمار الشيطاني. على وجه الدقة، إختفى ملك الدمار الشيطاني.

“هذا يكفي. الآن بعد أن فهمنا وضعك تقريبًا، دعونا نستمتع بمشروباتنا.” قالت انيسيه قبل إحضار الخمور إلى شفتيها. هذا وحده غير المزاج.

 

هذا ينطبق على هامل كذلك. مات، ثم تجسد ثانية. ما المهم في أن تناسخه كان رغبة فيرموث؟ لقد أُعطي هامل الخيار. كان بإمكانه أن يعيش حياته الثانية بسلام، لكنه لم يفكر في هذا الخيار من الأساس. لقد إتخذ قرارًا برؤية المهمة غير المكتملة من حياته الماضية كما لو أن ذلك هو أكثر الأشياء طبيعية. قرر أن يكرس حياته لمهمة قتل جميع ملوك الشياطين.

“نـور أضعف بما لا يقاس من ملك الدمار الشيطاني، لكنهم يشبهون ملك الدمار الشيطاني.” تابع مولون. يظهرون فجأة أمام أعين المرء وينضحون طاقة غير سارة ومشؤومة. ينشرون الموت ويجلبون النهاية، كما هو معنى إسمهم. “في اليوم الأول رأيت النـور، قتلت النـور. ثم أعلنت العزلة للعائلة الملكية.”

“لأن السم قوي جدًا. أنا معتاد عليه، ولكن هامل، عقلك قد يتحطم إذا ذهبت إلى هناك.” أجاب مولون: “قد تمرض.”

لقد تغيرت الأمور حينها، ومنذ ذلك الحين، لم ينزل مولون أبدًا من ليهينجار. لم تكن هناك أنماط لظهور النـور. يظهرو خلال نهارِ يومٍ ما وأثناء ليلة أُخرى. هناك أوقات ظهر فيها العشرات في نفس اليوم وأوقات لم يظهر فيها أي شيء لعدة أيام.

شخر يوجين بسبب مراعاة مولون الغبية له. “هل تعتقد أنني ضعيف أيها العاهر اللعين؟ لن يصيبني شيء، بغض النظر عن عدد الجثث هناك. لن أمرض.”

 

لم يظهر أي تحذير.

“في اليوم الأول الذي رأيت فيه النـور، ظهر فيرموث في حلمي مرة أخرى. إعتذرَ مني في حلمي، ولكن ماذا كان هناك ليكون آسف حوله؟ بدلًا من ذلك، شعرت بالأسف على فيرموث. شعرت بالفرح والحزن وحتى الإمتنان لكلماته. كنت أعلم أن فيرموث لا يريد أن يطلب مني هذه الخدمة، لكن لا بد أنه لم يجِد أي شخص آخر. طلب مني لأنه شيء لا يستطيع فعله.” لذلك قال له مولون، “سأستمر في البقاء على هذا الجبل وأقتل النـور. لا يهمني ما هو نـور. لكن لا أحد يريد أن تعبر النهاية، ولا أريدها أيضًا.”

 

“ماذا قال فيرموث بعد سماع كلماتك؟” سأل يوجين للفوز في وقت لاحق.

“النـور الذي رأيتُهُ كان مجرد قرد كبير.” قال يوجين: “لم يكُن مناسبًا حقًا لِـيوصَفَ على أنه تعريف الموت والنهاية.”

 

 

“لم يقل شيئًا. أظهر فيرموث تعبيرًا غير لائق بالنسبة له. ثم إختفى.” قال مولون: “على الرغم من أن هذا كان آخر يوم حلمت فيه بفيرموث، إلا أنني شعرت بالقوة التي أعطاني إياها.”

 

 

“ألا تستاء من فيرموث؟ لم يشرح لك شيئًا.” قال يوجين: “لم يقل لماذا ظهر النـور فجأة أو لماذا إضطر لطلب ذلك منك.”

“القوة؟” سأل يوجين.

قالت انيسيه: “لا يهم ما لا تريدنا أن نراه، أريد أن أراه بغض النظر عن أي شيء.”

 

منع يوجين نفسه من طرح سؤال. لقد تذكر كيف كانت عيون مولون. ذكرته تلك العينين بما كان عليه فيرموث في الغرفة المظلمة — مختلفة، باردة، بلا عاطفة، متعبة وداكنة.

“أصبحت عيني مشرقة جدًا. أينما ظهر النـور في مناطق ليهينجار الواسعة، يمكنني إكتشافه على الفور. أستطيع أن أرى كيف تُولَدُ تلك المخلوقات الشريرة وكيف تتحرك. أستطيع أن أرى كريستينا روجرس داخل انيسيه الآن.” أجاب مولون. وتابع وهو ينظر إلى الخارج نحو ليهينجار، “نـور هو وجود مشؤوم يرعب الناس حتى دون أن يضطروا إلى رؤيته شخصيًا. وهو كبير. جثة النـور تزفر وتنزف السم حتى بعد الموت. دم النـور يلطخ الثلج ويَحرُم الجبل من الحياة.”

 

إندهش يوجين من تفاني مولون في سد طريق النـور لمدة مائة عام. لم يستطِع حتى أن يتخيل عدد نـور الذي لا بد أن مولون قتلهم خلال تلك الفترة. لو كان ما قاله مولون صحيحًا وأطلق النـور هالة سامة، فإن السم من النـور الذي قتله على مر السنين كان سينتشر في جميع أنحاء ليهينجار، ويغطي الجبل بضباب قاتل.

تذكر يوجين أيضًا غرفة كنز عائلة لايونهارت والغرفة المظلمة في أعماق الطابق السفلي. لقد إستُخدِمَ سحر لا يشبه أي سحر آخر رآه. لو توجب تصنيفه، يمكن أن يطلق عليه السحر المكاني، ولكن، يستحيل على يوجين فهم هذا سحر حتى بإستخدام آكاشا.

 

 

ومع ذلك، على الرغم من أن ليهينجار هو جبل جحيمي تهب فيه الثلوج بلا نهاية، إلا أنه لم يكن مغطىً بطاقة مشؤومة قوية بما يكفي لإحداث أفكار انتحارية.

“نـور أضعف بما لا يقاس من ملك الدمار الشيطاني، لكنهم يشبهون ملك الدمار الشيطاني.” تابع مولون. يظهرون فجأة أمام أعين المرء وينضحون طاقة غير سارة ومشؤومة. ينشرون الموت ويجلبون النهاية، كما هو معنى إسمهم. “في اليوم الأول رأيت النـور، قتلت النـور. ثم أعلنت العزلة للعائلة الملكية.”

 

كان من المستحيل حتى تخمين مكان ظهور ملك الدمار الشيطاني في أي وقت. قبل ثلاثمائة عام، ظهر فجأة دون أي تحذيرات أو علامات مسبقة. جلب الدمار معه لا يهم أين يظهر.

تذكر يوجين الحادث الذي وقع في وادي المطرقة العظيمة بوضوح. قاتل مولون بضراوة مع نـور عملاق، وقتله، وفي النهاية اختفى هو والنـور في لحظة. كان يوجين قد صعد الجرف للتحقيق، لكنه لم يجد أي أثر لمولون أو النـور، ولا حتى قطرة دم. بدا الأمر كما لو أنهم إختفوا في الهواء.

“إنه يجلب لي إذلالًا مؤلما لقول هذا، لكننا ركضنا هربًا في ذلك الوقت. كنت وما زلت محاربًا شجاعًا، لكنني أردت ألا أواجه هذا الوجود أبدًا. كنت أعرف أنني سأواجه الموت المحتوم إذا حاربته. شعرت أن وجودي سيختفي.” تابع مولون.

 

“لقد ركضنا بعيدًا، لكن هذا الوجود كان ببساطة كبيرًا جدًا.” وقال مولون “أمكننا رؤية ذلك بأعيننا بغض النظر عن المسافة التي ركضناها.”

تذكر يوجين أيضًا غرفة كنز عائلة لايونهارت والغرفة المظلمة في أعماق الطابق السفلي. لقد إستُخدِمَ سحر لا يشبه أي سحر آخر رآه. لو توجب تصنيفه، يمكن أن يطلق عليه السحر المكاني، ولكن، يستحيل على يوجين فهم هذا سحر حتى بإستخدام آكاشا.

 

 

 

“لم يشرح لي فيرموث القدرة، لكنني تعلمت كيفية إستخدامها. قتل النـور ورميهم هناك. إنها قدرة ممتازة.” أوضح مولون.

 

 

 

ليس من الصعب فهم الفكرة. على الجانب الآخر من ليهينجار، يجب أن يكون هناك عالم غير مرئي، حتى بعيدًا عن متناول الساحر الفائق. من المحتمل أن يكون مولون قد خزن جثث النـور في ذلك العالم، وقام ببناء جبل من المخلوقات الوحشية التي نزفت الدم الأسود حتى لا تُلَوِثَ جبله المحبوب.

“لقد ركضنا بعيدًا، لكن هذا الوجود كان ببساطة كبيرًا جدًا.” وقال مولون “أمكننا رؤية ذلك بأعيننا بغض النظر عن المسافة التي ركضناها.”

 

 

“مولون، أنت….” لم يستطِع يوجين تحمل عدم السؤال. “هل تستمر في العيش بسبب طلب فيرموث؟”

“لِـمَ لا؟” سأل يوجين.

توجب عليه أن يسأل.

هذا ينطبق على هامل كذلك. مات، ثم تجسد ثانية. ما المهم في أن تناسخه كان رغبة فيرموث؟ لقد أُعطي هامل الخيار. كان بإمكانه أن يعيش حياته الثانية بسلام، لكنه لم يفكر في هذا الخيار من الأساس. لقد إتخذ قرارًا برؤية المهمة غير المكتملة من حياته الماضية كما لو أن ذلك هو أكثر الأشياء طبيعية. قرر أن يكرس حياته لمهمة قتل جميع ملوك الشياطين.

 

“مولون. ليس لديك موهبة على الإطلاق في الكذب. أنت قلق علينا؟ هذه كذبة، أليس كذلك؟ الحقيقة الوحيدة مما قلته هي أنك لا تريد أن تُريَّنا.” لم تراعي انيسيه مشاعر مولون مثل يوجين. لطالما كانت امرأةً خبيثة لديها موهبة لإيذاء مشاعر الناس. “ما لا تريد إظهاره لنا….إنه ليس أمرًا يتعلق بجثث الوحوش.”

” أنا لا أموت لأنني أريدُ ذلك.” أجاب مولون بإبتسامة: “أنا أعيش حياة قيمة كمحارب. بإتباع طلب صديق قديم، أنا أحمي جبل الثلج الحبيب، وحقل الثلج، والأمة التي أنشأتها بيدي، والعالم.”

 

“….لمدة مائة عام.” أنهى يوجين كلمات مولون غير المذكورة.

لقد توقفوا عن الفرار فقط عندما لم يعودوا يرون ملك الدمار الشيطاني. على وجه الدقة، إختفى ملك الدمار الشيطاني.

 

قال يوجين: “عِدني.” لم يستطِع تحمل ترك مولون وشأنه. “عِدني أنك ستأخذني إلى هناك بعد مسيرة الفرسان. أرني ما رأيته في المائة عام الماضية.”

“ألم أخبرك، هامل؟ هذه هي حياة جديرة بِـمحارب. لا أريد أن أموت قبيحًا من الشيخوخة. أريد أن أموت محاربًا، أموت بطلًا. على الرغم من أن الموت بعيد المنال بالنسبة لي الآن، إذا مت لأنني أفتقر إلى القوة، فإن أجساد النـور ستثبت الحياة التي عشتها كمحارب وبطل.” تابع مولون.

 

 

 

لم يجد يوجين أي شيء ليقوله ردًا على هذا.

بعد لحظة من النظر إليها في حالة ذهول، إنفجر مولون بالضحك، وضحكاته الصاخبة تردد صداها على الجدران. ثم أومأ برأسه وأعطى رأسه ضربة خفيفة قبل التحدث. قال بإبتسامة: “أنتما الإثنان لم تتغيرا حقًا، ولا حتى قليلًا.”

 

كان من المستحيل حتى تخمين مكان ظهور ملك الدمار الشيطاني في أي وقت. قبل ثلاثمائة عام، ظهر فجأة دون أي تحذيرات أو علامات مسبقة. جلب الدمار معه لا يهم أين يظهر.

“والأحفاد الذين يواصلون إرثي سيوقفون النـور نيابة عني. هذا أمر طبيعي فقط لمحارب بايار وملك الرور.”

“مرت أيامي هناك بلا راحة مليئة بالنشاط، وفي ذلك الوقت، لم أعد ملك الرور. لم يوجد من يشكو حتى لو عِشتُ في ليهينجار.” تابع مولون. لكن هذا لا يعني أن مولون إقتصر على ليهينجار. حيث كان يحضر أحيانًا أحداثا مهمة في الرور. حدث هذا قبل أن يذهب إلى العزلة. “لم تكن راجوياران مختلفة ولا حتى قليلا عما كانت عليه عندما رأيتها في صغري. ومع ذلك، فقد وثقت بِـفيرموث. لقد حذرني حتى بعد وفاته، وعرفت أنه ليس رجلًا يصدر تحذيرات وطلبات لا طائل من ورائها.”

“ألا تستاء من فيرموث؟ لم يشرح لك شيئًا.” قال يوجين: “لم يقل لماذا ظهر النـور فجأة أو لماذا إضطر لطلب ذلك منك.”

عندما صعد مولون الجبل، إستمرت مشاعر غير مريحة في التكثف. دفع جسده إلى الأمام، مكافحًا للوصول إلى القمة، حيث يمكنه أخيرًا وضع عينيه على راجوياران. ومع ذلك، بمجرد وصوله إلى القمة، لم يرَّ شيئًا سوى أرض قاحلة قاحلة خالية من أي علامات للحياة.

 

“ماذا تقصد بالضبط بمجيء النهاية؟” سألَ يوجين، وأعطى الزجاجة في يده هزة قليلًا. “هل تقصد نـور؟” وتابع، متذكرًا القرد ذو القرون العملاقة، الوحش الذي أطلق نفس الطاقة المشؤومة مثل ملك الدمار الشيطاني. ذكر أمان، الملك الوحش، أن نـور الذي رآه إتخذ شكل ثعبان عملاق.

“هامل. هل تعتقد حقًا أن مثل هذه الأشياء مهمة؟” سأل مولون.

“نـور أضعف بما لا يقاس من ملك الدمار الشيطاني، لكنهم يشبهون ملك الدمار الشيطاني.” تابع مولون. يظهرون فجأة أمام أعين المرء وينضحون طاقة غير سارة ومشؤومة. ينشرون الموت ويجلبون النهاية، كما هو معنى إسمهم. “في اليوم الأول رأيت النـور، قتلت النـور. ثم أعلنت العزلة للعائلة الملكية.”

 

 

لم يجد يوجين أي رد. واصل مولون بضحكة مكتومة عند رؤية يوجين يتردد. “كنتُ الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعتمد عليه فيرموث. قبل ثلاثمائة عام، لو كنت قد مُتُّ بدلًا منك، وتوجب على فيرموث أن يطلب من شخص آخر نفس الخدمة، لكان قد سألك. إذن، هامل، هل كنت سترفض طلب فيرموث؟”

 

“أنا….”

“أصبحت عيني مشرقة جدًا. أينما ظهر النـور في مناطق ليهينجار الواسعة، يمكنني إكتشافه على الفور. أستطيع أن أرى كيف تُولَدُ تلك المخلوقات الشريرة وكيف تتحرك. أستطيع أن أرى كريستينا روجرس داخل انيسيه الآن.” أجاب مولون. وتابع وهو ينظر إلى الخارج نحو ليهينجار، “نـور هو وجود مشؤوم يرعب الناس حتى دون أن يضطروا إلى رؤيته شخصيًا. وهو كبير. جثة النـور تزفر وتنزف السم حتى بعد الموت. دم النـور يلطخ الثلج ويَحرُم الجبل من الحياة.”

“لن ترفض. الأمر لا ينطبق علي وعليك فقط، أيضًا. حتى لو طَلَبَ من سيينا أو انيسيه، فَـهما لن يرفضا أبدًا. هامل، انيسيه، ماذا كان أول ما شعرتما به عندما رأيتما نـور لأول مرة؟” سأل مولون.

عندما صعد مولون الجبل، إستمرت مشاعر غير مريحة في التكثف. دفع جسده إلى الأمام، مكافحًا للوصول إلى القمة، حيث يمكنه أخيرًا وضع عينيه على راجوياران. ومع ذلك، بمجرد وصوله إلى القمة، لم يرَّ شيئًا سوى أرض قاحلة قاحلة خالية من أي علامات للحياة.

 

“نـور أضعف بما لا يقاس من ملك الدمار الشيطاني، لكنهم يشبهون ملك الدمار الشيطاني.” تابع مولون. يظهرون فجأة أمام أعين المرء وينضحون طاقة غير سارة ومشؤومة. ينشرون الموت ويجلبون النهاية، كما هو معنى إسمهم. “في اليوم الأول رأيت النـور، قتلت النـور. ثم أعلنت العزلة للعائلة الملكية.”

يجب عليهما قتله — هذا هو الفكر الأول الذي تبادر إلى عقليهما. لا يمكن السماح للوجود الذي ينضح بنفس الهالة المشؤومة مثل ملك الدمار الشيطاني بالوجود، لذلك يجب عليهما قتله.

“هذا…..صحيح.” وافقه يوجين.

 

في الماضي، فشل مولون في التوصل إلى حل لمخاوفه. بصفته الناجي الوحيد من مجموعة الأبطال، واجه القرار الصعب بشأن الحفاظ على السلام الهش الذي حققوه مع فيرموث أو تولي المهمة التي فشل رفاقه الذين سقطوا في تحقيقها. خلال فترة تفكيره في معضلته، ظهر فيرموث في حلم مولون، وقدم الإجابة له. مع هذا الوحي، تمكن مولون من إيجاد السلام في قراره ولم يعد مضطرًا للمعاناة في الإختيار. علاوة على ذلك، ظل جسده، الذي لم يتقدم في العمر لمئات السنين، في حالة ممتازة لإكمال طلب فيرموث.

“إعتقدت نفس الشيء. حتى لو لم يطلب فيرموث، لَـكنتُ قد قتلت النـور إذا رأيته. حتى لو لم يطلب مني فيرموث ذلك، لَـكُنتُ قد جعلت من مهمتي العيش في ليهينجار لِـصد وقتل النـور.”

“إنه يجلب لي إذلالًا مؤلما لقول هذا، لكننا ركضنا هربًا في ذلك الوقت. كنت وما زلت محاربًا شجاعًا، لكنني أردت ألا أواجه هذا الوجود أبدًا. كنت أعرف أنني سأواجه الموت المحتوم إذا حاربته. شعرت أن وجودي سيختفي.” تابع مولون.

 

تم إعطاء انيسيه خيارًا آخر في النهاية. كان بإمكانها أن تختار تجاهل مستقبل العالم. التخلي عن ما قيدها طوال حياتها، الإمبراطورية المقدسة وإيمانها. أن تُنهيَّ حياتها بهدوء في مكان بلا أحد دون أن تستفيد منها الإمبراطورية المقدسة.

“بالطبع ستفعل.” قالت انيسيه مع ضحكة مكتومة. دفنت نفسها في عمق الأريكة وأراحت ذقنها على يدها. “لقد قدمنا….أعذارًا مختلفة، لكننا كنا جميعًا مُخلِصينَ في إنقاذ العالم. حتى لو لم نكن كلنا كذلك منذ البداية، فَـبعد القتال معًا لعقود، قبلنا جميعا في النهاية مهمة إنقاذ العالم. كانت تلك رغبتنا.”

“هذا يكفي. الآن بعد أن فهمنا وضعك تقريبًا، دعونا نستمتع بمشروباتنا.” قالت انيسيه قبل إحضار الخمور إلى شفتيها. هذا وحده غير المزاج.

أبطال.

تم إعطاء انيسيه خيارًا آخر في النهاية. كان بإمكانها أن تختار تجاهل مستقبل العالم. التخلي عن ما قيدها طوال حياتها، الإمبراطورية المقدسة وإيمانها. أن تُنهيَّ حياتها بهدوء في مكان بلا أحد دون أن تستفيد منها الإمبراطورية المقدسة.

 

لم يكن مولون هو الوحيد الذي شعر بهذه الطريقة. شعر هامل أيضًا بنفس الشعور بالخوف والهياج، وفي النهاية، إستدار الجميع هناك للفرار. كان فيرموث هو الذي أخذ زمام المبادرة، وهو يصرخ بأنهم يجب أن يبدأوا في الركض.

“لقد إنتهت الحرب، وأصبح العالم مسالمًا. نحن نعلم كم كان العالم بحاجة ماسة إلى هذا وكم كنا يائسين. على الرغم من أن ما حققناه لم يطابق ما تخيلناه عن عالمنا المثالي، فقد كرسنا كل شيء نملكه من أجل هذا السلام….ولو ظهر أي وجود يهدد هذا السلام، لَـقتلناه بغض النظر عما إذا كان السير فيرموث قد طلب ذلك أم لا. إذا استمر هذا الوجود في الظهور، لَـكرستُ بقية حياتي لإبادته دون تردد.” تابعت انيسيه.

أغلق يوجين عينيه. لم يستطِع قول أي شيء. مولون أحمق، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. لكن، هذا الوصف لا ينطبق على مولون فقط. الجميع حمقى. على الرغم من أنه ليس ما رغبوا فيه بالضبط، لكن، ألم ينقذوا العالم في النهاية؟ ألم يحققوا السلام، حتى لو كان مؤقتًا؟

 

“بالطبع ستفعل.” قالت انيسيه مع ضحكة مكتومة. دفنت نفسها في عمق الأريكة وأراحت ذقنها على يدها. “لقد قدمنا….أعذارًا مختلفة، لكننا كنا جميعًا مُخلِصينَ في إنقاذ العالم. حتى لو لم نكن كلنا كذلك منذ البداية، فَـبعد القتال معًا لعقود، قبلنا جميعا في النهاية مهمة إنقاذ العالم. كانت تلك رغبتنا.”

تم إعطاء انيسيه خيارًا آخر في النهاية. كان بإمكانها أن تختار تجاهل مستقبل العالم. التخلي عن ما قيدها طوال حياتها، الإمبراطورية المقدسة وإيمانها. أن تُنهيَّ حياتها بهدوء في مكان بلا أحد دون أن تستفيد منها الإمبراطورية المقدسة.

“في اليوم الأول الذي رأيت فيه النـور، ظهر فيرموث في حلمي مرة أخرى. إعتذرَ مني في حلمي، ولكن ماذا كان هناك ليكون آسف حوله؟ بدلًا من ذلك، شعرت بالأسف على فيرموث. شعرت بالفرح والحزن وحتى الإمتنان لكلماته. كنت أعلم أن فيرموث لا يريد أن يطلب مني هذه الخدمة، لكن لا بد أنه لم يجِد أي شخص آخر. طلب مني لأنه شيء لا يستطيع فعله.” لذلك قال له مولون، “سأستمر في البقاء على هذا الجبل وأقتل النـور. لا يهمني ما هو نـور. لكن لا أحد يريد أن تعبر النهاية، ولا أريدها أيضًا.”

 

 

ومع ذلك، لم تختَر القيام بذلك. لقد غيرت رأيها فجأة في الصحراء حيث يقع قبر هامل. وجدت نفسها غير قادرة على التخلي عن العالم.

“أرني إياهم في المرة القادمة.” تذمر يوجين، وسحب الفلين الذي يغلق الزجاجة الجديدة. “أنا أتحدث عن عدد نـور الذي قتلتهم في المائة عام الماضية، مولون. خذني إلى حيث ترميهم.”

 

“إعتقدت نفس الشيء. حتى لو لم يطلب فيرموث، لَـكنتُ قد قتلت النـور إذا رأيته. حتى لو لم يطلب مني فيرموث ذلك، لَـكُنتُ قد جعلت من مهمتي العيش في ليهينجار لِـصد وقتل النـور.”

تذكرت الرجل الغبي الذي أحبته، الرجل الذي قاتل حتى تدمر جسده ولم يعد يتحرك. لذلك أعطت جسد التجسيد المُقلد للإمبراطورية المقدسة. إختارت ألا تصعد إلى الجنة بل أن تبقى في هذا العالم. شاهدت جسدها يُحَوَلُ إلى آثار المقدسة ويتم إنشاء الأجيال القادمة من القديسات منه. تَمَنَتْ أن ينقذ خلفاؤها العالم.

 

 

قالت انيسيه: “لن أنسى أبدًا الشعور بالهياج والعواطف التي شعرت بها، بغض النظر عن عدد المرات التي أموت فيها.”

أغلق يوجين عينيه. لم يستطِع قول أي شيء. مولون أحمق، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. لكن، هذا الوصف لا ينطبق على مولون فقط. الجميع حمقى. على الرغم من أنه ليس ما رغبوا فيه بالضبط، لكن، ألم ينقذوا العالم في النهاية؟ ألم يحققوا السلام، حتى لو كان مؤقتًا؟

“أرني إياهم في المرة القادمة.” تذمر يوجين، وسحب الفلين الذي يغلق الزجاجة الجديدة. “أنا أتحدث عن عدد نـور الذي قتلتهم في المائة عام الماضية، مولون. خذني إلى حيث ترميهم.”

بعد ذلك، كان من الممكن أن يعيشوا بسعادة لبقية حياتهم، تماما كما عانوا. كل ما إحتاجوا لِـفعله هو أن يعيشوا حياتهم حتى يموتوا ويصعدوا إلى الجنة. لكن لم يختَر أحد منهم القيام بذلك.

 

 

ومع ذلك، على الرغم من أن ليهينجار هو جبل جحيمي تهب فيه الثلوج بلا نهاية، إلا أنه لم يكن مغطىً بطاقة مشؤومة قوية بما يكفي لإحداث أفكار انتحارية.

هذا ينطبق على هامل كذلك. مات، ثم تجسد ثانية. ما المهم في أن تناسخه كان رغبة فيرموث؟ لقد أُعطي هامل الخيار. كان بإمكانه أن يعيش حياته الثانية بسلام، لكنه لم يفكر في هذا الخيار من الأساس. لقد إتخذ قرارًا برؤية المهمة غير المكتملة من حياته الماضية كما لو أن ذلك هو أكثر الأشياء طبيعية. قرر أن يكرس حياته لمهمة قتل جميع ملوك الشياطين.

مَن يقصده مولون هو ملك الدمار الشيطاني.

 

 

تمامًا كما قالت انيسيه. هذا ما هم عليه ببساطة.

 

 

تمامًا كما قالت انيسيه. هذا ما هم عليه ببساطة.

“أرني إياهم في المرة القادمة.” تذمر يوجين، وسحب الفلين الذي يغلق الزجاجة الجديدة. “أنا أتحدث عن عدد نـور الذي قتلتهم في المائة عام الماضية، مولون. خذني إلى حيث ترميهم.”

 

“أنا لا أريد أن أريهم لك.” أجاب مولون: “لو أردتُ ذلك، كان بإمكاني أن أريكم آخر مرة.”

 

 

“إعتقدت نفس الشيء. حتى لو لم يطلب فيرموث، لَـكنتُ قد قتلت النـور إذا رأيته. حتى لو لم يطلب مني فيرموث ذلك، لَـكُنتُ قد جعلت من مهمتي العيش في ليهينجار لِـصد وقتل النـور.”

“لِـمَ لا؟” سأل يوجين.

إندهش يوجين من تفاني مولون في سد طريق النـور لمدة مائة عام. لم يستطِع حتى أن يتخيل عدد نـور الذي لا بد أن مولون قتلهم خلال تلك الفترة. لو كان ما قاله مولون صحيحًا وأطلق النـور هالة سامة، فإن السم من النـور الذي قتله على مر السنين كان سينتشر في جميع أنحاء ليهينجار، ويغطي الجبل بضباب قاتل.

 

 

“لأن السم قوي جدًا. أنا معتاد عليه، ولكن هامل، عقلك قد يتحطم إذا ذهبت إلى هناك.” أجاب مولون: “قد تمرض.”

“هل تغيرت؟” سألت انيسيه.

 

هل هذا هو السبب في أن مولون أخبره أن يتراجع؟

هل هذا هو السبب في أن مولون أخبره أن يتراجع؟

 

شخر يوجين بسبب مراعاة مولون الغبية له. “هل تعتقد أنني ضعيف أيها العاهر اللعين؟ لن يصيبني شيء، بغض النظر عن عدد الجثث هناك. لن أمرض.”

 

منع يوجين نفسه من طرح سؤال. لقد تذكر كيف كانت عيون مولون. ذكرته تلك العينين بما كان عليه فيرموث في الغرفة المظلمة — مختلفة، باردة، بلا عاطفة، متعبة وداكنة.

“ألم أقُل ذلك في وقت سابق؟ أستطيع أن أرى ليهينجار من هنا أيضًا. نـور لم يظهر بعد. إذا خرج، سأذهب وأقتله.” أجاب مولون.

 

 

قال يوجين: “عِدني.” لم يستطِع تحمل ترك مولون وشأنه. “عِدني أنك ستأخذني إلى هناك بعد مسيرة الفرسان. أرني ما رأيته في المائة عام الماضية.”

“أوافقك.” همس يوجين بهدوء، وأومأت انيسيه برأسها متفقة مع كلامه.

“هل تخطط لتركِ وحدي في الخلف؟” سألت انيسيه بإبتسامة. “إذا ذهب هامل، فأنا ذاهبة أيضًا. لا بد لي من الوقوف حيث تقفان أنتما الإثنان.”

 

“انيسيه، أنت….” تمتم مولون.

إن مجرد وجود ملك الدمار الشيطاني قد غرس إحساسًا عميقا باليأس، مما تسبب في دافع قوي لإنهاء حياة المرء، بغض النظر عن ماضيه، حاضره أو مستقبله. لقد أثار شعورًا ساحقًا بالرعب، وهو خوف شديد لدرجة أنه لا يمكن مواجهته دون اللجوء إلى إيذاء النفس. لم يستمتع أحد حتى بفكرة القتال ضده. بدلًا من ذلك، كان فكرهم الوحيد هو عدم الإقتراب من ذلك الوجود المخيف.

 

 

“مولون. ليس لديك موهبة على الإطلاق في الكذب. أنت قلق علينا؟ هذه كذبة، أليس كذلك؟ الحقيقة الوحيدة مما قلته هي أنك لا تريد أن تُريَّنا.” لم تراعي انيسيه مشاعر مولون مثل يوجين. لطالما كانت امرأةً خبيثة لديها موهبة لإيذاء مشاعر الناس. “ما لا تريد إظهاره لنا….إنه ليس أمرًا يتعلق بجثث الوحوش.”

“لكن هامل، قلت أنك شعرت بشيء مشؤوم من النـور. انيسيه، يجب أن تكون قد شعرت بنفس الطريقة أيضًا.” قال مولون. أدار رأسه وأطل من النافذة، ناظرًا نحو ليهينجار. “قبل ثلاثمائة عام، شعرنا بالنهاية بمجرد رؤية ذلك الوجود من مسافة بعيدة. أكثر من أي شيء آخر رأيناه في هيلموث، جعلنا ذلك الوجود ندرك النهاية.”

لم يستطع مولون دحض انيسيه.

لم يستطع مولون دحض انيسيه.

 

“أوافقك.” همس يوجين بهدوء، وأومأت انيسيه برأسها متفقة مع كلامه.

قالت انيسيه: “لا يهم ما لا تريدنا أن نراه، أريد أن أراه بغض النظر عن أي شيء.”

 

 

يجب عليهما قتله — هذا هو الفكر الأول الذي تبادر إلى عقليهما. لا يمكن السماح للوجود الذي ينضح بنفس الهالة المشؤومة مثل ملك الدمار الشيطاني بالوجود، لذلك يجب عليهما قتله.

بعد لحظة من النظر إليها في حالة ذهول، إنفجر مولون بالضحك، وضحكاته الصاخبة تردد صداها على الجدران. ثم أومأ برأسه وأعطى رأسه ضربة خفيفة قبل التحدث. قال بإبتسامة: “أنتما الإثنان لم تتغيرا حقًا، ولا حتى قليلًا.”

 

 

 

“هل تغيرت؟” سألت انيسيه.

توجب عليه أن يسأل.

 

 

أجاب مولون: “حاولت ألَّا أفعل.”

 

 

 

“هذا يكفي. الآن بعد أن فهمنا وضعك تقريبًا، دعونا نستمتع بمشروباتنا.” قالت انيسيه قبل إحضار الخمور إلى شفتيها. هذا وحده غير المزاج.

بعد لحظة من النظر إليها في حالة ذهول، إنفجر مولون بالضحك، وضحكاته الصاخبة تردد صداها على الجدران. ثم أومأ برأسه وأعطى رأسه ضربة خفيفة قبل التحدث. قال بإبتسامة: “أنتما الإثنان لم تتغيرا حقًا، ولا حتى قليلًا.”

 

لم يجد يوجين أي رد. واصل مولون بضحكة مكتومة عند رؤية يوجين يتردد. “كنتُ الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعتمد عليه فيرموث. قبل ثلاثمائة عام، لو كنت قد مُتُّ بدلًا منك، وتوجب على فيرموث أن يطلب من شخص آخر نفس الخدمة، لكان قد سألك. إذن، هامل، هل كنت سترفض طلب فيرموث؟”

تحدث يوجين بينما يربت على رأس مير المرتبكة. “بالمناسبة، مولون، هل لا بأس في أن تكون هنا الآن؟”

 

“ألم أقُل ذلك في وقت سابق؟ أستطيع أن أرى ليهينجار من هنا أيضًا. نـور لم يظهر بعد. إذا خرج، سأذهب وأقتله.” أجاب مولون.

“لن ترفض. الأمر لا ينطبق علي وعليك فقط، أيضًا. حتى لو طَلَبَ من سيينا أو انيسيه، فَـهما لن يرفضا أبدًا. هامل، انيسيه، ماذا كان أول ما شعرتما به عندما رأيتما نـور لأول مرة؟” سأل مولون.

 

 

لقد بقي في ليهينجار لمدة مائة عام رغم كونه يستطيع فعل شيء كهذا.

تم إعطاء انيسيه خيارًا آخر في النهاية. كان بإمكانها أن تختار تجاهل مستقبل العالم. التخلي عن ما قيدها طوال حياتها، الإمبراطورية المقدسة وإيمانها. أن تُنهيَّ حياتها بهدوء في مكان بلا أحد دون أن تستفيد منها الإمبراطورية المقدسة.

 

 

“أحمق.” غمغم يوجين بينما هو يشرب من زجاجة الكحول خاصته.

يجب عليهما قتله — هذا هو الفكر الأول الذي تبادر إلى عقليهما. لا يمكن السماح للوجود الذي ينضح بنفس الهالة المشؤومة مثل ملك الدمار الشيطاني بالوجود، لذلك يجب عليهما قتله.

 

 

قال مولون بإبتسامة وهو يرفع الزجاجة الخاصة به أيضا: “لا أحب هذه الكلمة، لكنني لا أكرهها عندما تدعوني بالأحمق.”

“كيف يمكن أن أنسى ذلك؟” قال يوجين.

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط