نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 237

ليهاين (8)

ليهاين (8)

الفصل 237: ليهاين (8)

ظلت عيون إمبراطور كيهل المحتقنة بالدم ثابتة على الظلام، لكن جسده خانه، وإرتجفت ساقاه دون حسيب ولا رقيب بينما بدأت غرائزه تهتاج خوفًا. على الرغم من ذلك، ظل واقفًا، رافضًا ترك خوفه يظهر، لكن بالكاد. على الرغم من أن الخصم هو وجود مساوٍ له، إمبراطور إمبراطورية، إلا أنه أيضًا ملك الشياطين الذي حكم لفترة طويلة للغاية. على وجه الخصوص، ملك الحصار الشيطاني مميزٌ وأكثر قوة، حتى بين ملوك الشياطين. سلطات الأباطرة بلا معنى في مواجهة القوة الساحقة لملك الحصار الشيطاني.

المجد هو سيف شيطاني مُنِح لغافيد ليندمان من قبل ملك الحصار الشيطاني نفسه، مما أكسبه لقب سيف الحصار. قيل إنه السيف الوحيد القادر على تحمل قوة سيف المون لايت الخاص بِـفيرموث، والذي يمكن أن يبعث ضوءًا مُعميًا يمكن أن يمحو أي شيء في طريقه.

 

 

 

بالكاد إستخدم غافيد ليندمان المجد خلال الثلاثمائة عام الماضية. ومع ذلك، على الرغم من تركه دون مساس لفترة طويلة، إلا أن الشفرة لم تفقد حافتها الحادة أبدًا. ومع ذلك، ظل غافيد ينظف ويشحذ شفرة سيفه المفضل كل ليلة، ويرغب دائمًا في الحفاظ عليه في حالته المثالية. وهذه الليلة بالذات ليست إستثناء، وفي الواقع، كانت لديه رغبة أكبر في شحذ نصله الليلة.

“جلالتك! لماذا أتيت إلى مثل هذا المكان المتهالك…..!؟” قال غافيد، بعد أن إنحنى بعمق وإحترام.

 

 

بينما يجلس غافيد في غرفته، فكر في مقابلته مع مولون قبل ساعات قليلة فقط. أدت الروح القتالية الشديدة التي أطلقها مولون إلى برود ظهر غافيد وهو يتذكر الأحداث. لقد أعادت هذه المقابلة إلى ذهنه ذكريات المعارك التي خاضها قبل ثلاثمائة عام، ولم يستطِع غافيد إلا أن يشعر بشعور من الحنين إلى الماضي يغسله.

 

 

“لا تقفي هناك فقط. إدخلي.” قال غافيد وهو يضع المجد مرة أخرى في غمده. رفعت السديلة، وإبتسمت أميليا ميروين على الجانب الآخر من المدخل.

‘قليلًا فقط.’ فكر غافيد وهو يمسك بِـسيفه الأسود.

“هذا ليس شيئًا أقرره أنا. لو…..تجاوز أي كان ما تخططين لفعله الحدود وكُسِر قلب جلالته وأصابه الحزن وأمرني بجلب رأسك، فَـلن يكون لدي أي خيار آخر سوى الإنصياع لأمره.”

 

 

لقد تذكر التوهج الباهت لعيون مولون. ثلاثمائة سنة ليست فترة قصيرة، حتى بمعايير شعب الشياطين، إنها فترة طويلة للغاية من الزمن للبشر. لم يستطع غافيد إلا أن يفكر في كيف يأكل الوقت حتى أقوى البشر. تماما كما تتآكل الصخور تحت قوى الطبيعة، فإن البشر أيضًا غير قادرين على الهروب من ويلات الزمن. بغض النظر عن مدى قوة وتميز الإنسان، فَـهو سيهلك بمرور الوقت، حتى مولون.

 

 

 

‘لقد كنت أتطلع إلى هذا.’

بدا غضبه ملموسًا، قوة غليظة وهائجة هددت بالإنتشار في أي لحظة. ومع ذلك، لم يستل سيفه. لم يعطِ ملك الحصار الشيطاني الأمر، ويعرف غافيد أنه من الأفضل عدم التصرف بدون أمر سيده. ومع ذلك، فالوزن الهائل لغضبه كافٍ لملء الهواء، وخنق كل الحاضرين.

تذكر غافيد خيبة الأمل التي شعر بها عندما لم ينخرط مولون على الفور في المعركة معه على الرغم من سلوكه الهوسي. بعد ثلاثمائة عام من العزلة، توقع غافيد أن يَظهَرَ جنون مولون على أنه عدوان عنيف، لكن ثبت خطأه. بدلا من ذلك، ألقى مولون الشتائم والسخرية على غافيد لكنه لم يتحرك لسحب سلاحه. هذا بعيد كل البعد عن معاركهم السابقة، حيث إشتبكوا في رقصات الموت المحمومة.

 

 

 

“إنه إنسان، لكنه يختلف عن البشر الآخرين.”

“إذا إستثمرت القليل من الطاقة السحرية، يمكنني خلق فوضى ممتعة ومسلية للغاية هنا. ماذا تعتقد؟” قالت أميليا: “أعتقد أنك قد تستمتع بها.”

حدق غافيد ليندمان في الشفرة السوداء التي إلتهمت كل الضوء، تمتم لنفسه عن مولون الرور. على عكس البشر الآخرين، هناك شيء مميز عنه. أشعلت طاقة مولون روح غافيد القتالية، وقد توقع بشغف معركة معه. ولكن، إتضح أن كل شيء كان من أجل لا شيء؛ لقد أهانه مولون لكنه لم يكشف عن سلاحه. بخيبة أمل، لم يملك غافيد خيارًا سوى إخراج سيفه وإسترضاء رغبته في القتال. المجد – السيف الشيطاني هو هدية من ملك الحصار الشيطاني، وقد كرمه غافيد بالعناية به. كلما شعر بالحاجة إلى الهدوء، يشحذ ويمسح نصله، كما يفعل الآن.

إمتلك المجد تأثيرًا مهدئًا على إضطراب غافيد ليندمان الداخلي، ولم يسعه إلا أن يتساءل هل يمتلك مولون شيئًا مشابهًا. إنه ليس بإحساس جميل حقًا، لكن غافيد لم يستطِع التخلص من ذكرى عيون مولون الشرسة عندما إقترب من القلعة عبر حقل الثلج. لقد إحترقت عيونه بغضب وحش بري مستعد لتمزيق فريسته. ولكن بمجرد وصول مولون إلى البوابة، تبدد عدوانه مثل عاصفة من الرياح. لقد كان تحولًا غريبًا، ولم يستطع غافيد إلا أن يشعر بخيبة أمل لأن المعركة المتوقعة مع مولون لم تؤتِ ثمارها.

 

أومأ ملك الحصار الشيطاني برأسه وأجاب: “نعم، لقد فعلت.” بينما يحرك يديه، أنتجت السلاسل الملفوفة حول معصميه صوتًا معدنيًا. “لكنني أعطيت خيارًا آخر. إذا أظهر البشر لي الرهبة، إذن سأرد على ذلك بالإحترام. طالما لا يتم إنتهاك النوايا الحسنة التي أُظهِرُها، فلن آخذ زمام المبادرة لإنهاء السلام.”

إمتلك المجد تأثيرًا مهدئًا على إضطراب غافيد ليندمان الداخلي، ولم يسعه إلا أن يتساءل هل يمتلك مولون شيئًا مشابهًا. إنه ليس بإحساس جميل حقًا، لكن غافيد لم يستطِع التخلص من ذكرى عيون مولون الشرسة عندما إقترب من القلعة عبر حقل الثلج. لقد إحترقت عيونه بغضب وحش بري مستعد لتمزيق فريسته. ولكن بمجرد وصول مولون إلى البوابة، تبدد عدوانه مثل عاصفة من الرياح. لقد كان تحولًا غريبًا، ولم يستطع غافيد إلا أن يشعر بخيبة أمل لأن المعركة المتوقعة مع مولون لم تؤتِ ثمارها.

 

 

 

‘هل ذلك لأن نسله كانوا يشاهدون؟ أو….هل لأنه رأى تجسيدًا مقلدًا يشبه تمامًا انيسيه سليوود؟ إن لم يكن ذلك أيضًا، إذن هل هو لأنه شعر بدم لايونهارت؟’ إستمر غافيد في التفكير.

“هذا ليس شيئًا أقرره أنا. لو…..تجاوز أي كان ما تخططين لفعله الحدود وكُسِر قلب جلالته وأصابه الحزن وأمرني بجلب رأسك، فَـلن يكون لدي أي خيار آخر سوى الإنصياع لأمره.”

 

 

على الرغم من عدم مشاركة التشابه الجسدي، فقد إمتلك يوجين لايونهارت تألقًا وموهبة تصور سلفه، فيرموث لايونهارت. إنها هبةٌ يمكن أن يتباهى بها عدد قليل من البشر وقد دفعت فيرموث إلى إرتفاعات كبيرة، مما مكنه من أن يصير بطلًا ويصل إلى ملوك الشياطين. حتى يوجين يعلم أنه ورث هذه الهدية من سلفه، وأنه سيصل يومًا ما إلى ارتفاعات مماثلة. نفس الدم الذي كان يتدفق في عروق فيرموث يمر الآن عبر عروق يوجين، وهو يعلم أن الأمر مسألة وقت فقط قبل أن يرتفع أيضًا ليصبح البطل.

الفصل 237: ليهاين (8)

 

على الرغم من عدم مشاركة التشابه الجسدي، فقد إمتلك يوجين لايونهارت تألقًا وموهبة تصور سلفه، فيرموث لايونهارت. إنها هبةٌ يمكن أن يتباهى بها عدد قليل من البشر وقد دفعت فيرموث إلى إرتفاعات كبيرة، مما مكنه من أن يصير بطلًا ويصل إلى ملوك الشياطين. حتى يوجين يعلم أنه ورث هذه الهدية من سلفه، وأنه سيصل يومًا ما إلى ارتفاعات مماثلة. نفس الدم الذي كان يتدفق في عروق فيرموث يمر الآن عبر عروق يوجين، وهو يعلم أن الأمر مسألة وقت فقط قبل أن يرتفع أيضًا ليصبح البطل.

يمكن أن مولون قد شعر أيضًا بتدفق الدم في عروق يوجين لايونهارت. بعد كل شيء، كان قد قاتل مع فيرموث في الماضي.

“لا أرغب في إحداث إضطراب.” تحدث الصوت، وتلوى الظلام ردًا على ذلك.

 

 

على كل حال، شعر غافيد أنه أمر مؤسف. لو إستسلم مولون لجنونه وهاجمه، لكان قد أعطى غافيد المبرر لمحاربته.

نظر يوجين إلى ملك الحصار الشيطاني دون إجابة.

 

 

“لا تقفي هناك فقط. إدخلي.” قال غافيد وهو يضع المجد مرة أخرى في غمده. رفعت السديلة، وإبتسمت أميليا ميروين على الجانب الآخر من المدخل.

اااااه!

 

“إنه ضيفي.” همس ملك الحصار الشيطاني، وإنحنى غافيد بإحترام. قبل إختفائه مباشرة، نظر ملك الحصار الشيطاني إلى يوجين بعيون مبتسمة وتحدث، “إنني أتطلع إلى اليوم الذي سَـتأتي فيه إلى بابل.”

“أليس هذا رثًا جدًا ليكون مسكن دوق هيلموث؟” سألت أميليا.

 

 

هدَّأ غافيد عقله وهو يمضغ شفتيه، ثم وقف. أو، على الأقل، حاول النهوض. ولكن قبل أن يتمكن من القيام بذلك، سقطت شفرة يوجين لايونهارت فجأةً نحو رأسه.

“هذه ليست أرضي، هل هي؟” رد غافيد.

“هل هذا صحيح؟” رد غافيد.

 

اااااه!

“لو رغبت في ذلك، فسوف يعطونك قلعة. أو هل تفضل أن أبني قلعة لك؟” قالت أميليا.

“إذا تحققت أمنيتك العزيزة منذ فترة طويلة، سيكون لديك شرف كبير. ولكن إذا فشلت، فَسَـيتعين عليك دفع الثمن. أميليا ميروين، كل خدمي وقَّعوا نفس العقد، بما فيهم أنت. هل نسيت؟” سأل ملك الحصار.

 

“جلالتك! لماذا أتيت إلى مثل هذا المكان المتهالك…..!؟” قال غافيد، بعد أن إنحنى بعمق وإحترام.

“أنتِ لا تزالين وقحة كما هو الحال دائمًا.” لم يستطع غافيد إلا أن يبتسم عند سماع وقاحة أميليا المعتادة. إمتلكت عادة التحدث مع الجميع بنفس الأسلوب، بغض النظر عن رتبتهم أو مكانتهم، باستثناء ملك الحصار الشيطاني، الذي خاطبته باللقب المناسب. لطالما وجدها غافيد مسلية، لكنه يعرف أنه من الأفضل عدم تقليل الحذر عندما تكون حوله. بعد كل شيء، إذا تجرأت أميليا على عدم إحترام ملك الشياطين، فَسَـيكون غافيد أول من يضربها.

“لا تقفي هناك فقط. إدخلي.” قال غافيد وهو يضع المجد مرة أخرى في غمده. رفعت السديلة، وإبتسمت أميليا ميروين على الجانب الآخر من المدخل.

 

“لا أريد أن يُساء فهمي.” غمغم ملك الحصار الشيطاني.

“إنه عرض لطيف وأنا ممتن، لكن علي أن أرفض. أشعر بالراحة الكافية في هذه الخيمة.” رفض غافيد بإبتسامة.

 

 

بالكاد إستخدم غافيد ليندمان المجد خلال الثلاثمائة عام الماضية. ومع ذلك، على الرغم من تركه دون مساس لفترة طويلة، إلا أن الشفرة لم تفقد حافتها الحادة أبدًا. ومع ذلك، ظل غافيد ينظف ويشحذ شفرة سيفه المفضل كل ليلة، ويرغب دائمًا في الحفاظ عليه في حالته المثالية. وهذه الليلة بالذات ليست إستثناء، وفي الواقع، كانت لديه رغبة أكبر في شحذ نصله الليلة.

أطلقت أميليا شخيرًا ناعمًا عندما سمعت رد غافيد. بدون كلمة واحدة، إرتفع ظل مظلم من تحتها وإتخذ شكل كرسي. جلست برشاقة أمام غافيد وقاطعت ساقيها، ونظرتها الحادة ثابتة عليه.

صاح غافيد بصوت مليء بالرهبة وركع على الفور. لم تستطع أميليا الوقوف لفترة أطول أيضًا. بقدر ما هي متعجرفة، لم تستطِع إلا الركوع.

 

لقد تذكر التوهج الباهت لعيون مولون. ثلاثمائة سنة ليست فترة قصيرة، حتى بمعايير شعب الشياطين، إنها فترة طويلة للغاية من الزمن للبشر. لم يستطع غافيد إلا أن يفكر في كيف يأكل الوقت حتى أقوى البشر. تماما كما تتآكل الصخور تحت قوى الطبيعة، فإن البشر أيضًا غير قادرين على الهروب من ويلات الزمن. بغض النظر عن مدى قوة وتميز الإنسان، فَـهو سيهلك بمرور الوقت، حتى مولون.

قال غافيد بسخرية: “أرى أنه لا يزال لديك ذوق سيء.”

“لكن جلالتك…..!”

 

‘قليلًا فقط.’ فكر غافيد وهو يمسك بِـسيفه الأسود.

كانت هيموريا، التي وقفت خلف أميليا وعظم في فمها، تحدق في مؤخرة رأس أميليا بنظرة قاتلة وتخرج أنفاسًا خشنة. ومع ذلك، عندما إتصلت بالعين مع غافيد، تراجعت وإنكمشت كما لو أنها خائفة من شيء ما.

لم تنكر أميليا كلامه، ولم تتبعثر إبتسامتها عند سماع رفض غافيد. لقد توقعت ذلك، بعد كل شيء. لم يتم تقديم إقتراحها بجدية. حتى لو إستدعت فيلقًا من الوحوش المتوحشة، فإن القوة المشتركة لمسيرة الفرسان ستتغلب عليها بسهولة.

 

 

“مزيج من أشياء كثيرة.” تابع غافيد وهو يلقي نظرة فاحصة على هيموريا، ولاحظ الظل القرمزي لعينيها وحدة أسنانها. تحمل عظمة في فمها، وهناك شيء عنها لا يبدو إنسانيًا تمامًا. على الرغم من مظهرها الخارجي، هناك صفة أخرى لوجودها تميزها. عَلِمَ غافيد أنها ليست بشرية.

 

 

 

“هل ما زلتِ مهووسة بهذه الأنواع من الوجودات؟” سأل غافيد أميليا.

يمكن أن مولون قد شعر أيضًا بتدفق الدم في عروق يوجين لايونهارت. بعد كل شيء، كان قد قاتل مع فيرموث في الماضي.

 

 

“هل نسيت أنني أكره هذا السؤال؟” ردت أميليا.

 

 

 

“آه، كم هذا وقح مني. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة رأيتك فيها. هل مرت سبعون عامًا منذ أن إلتقينا آخر مرة؟” سألت غافيد.

“لم آت إلى الشمال لأمنحكِ القوة. أردت ببساطة أن أرى البطل والقديسة شخصيًا. ألم تتوقعي مني أن أقدم لكِ مثل هذه الإجابة؟” رد غافيد.

 

“لقد أخبرتك بالفعل.” أجاب ملك الشياطين: “لا أرغب في الدوس على عملك الشاق وجهدك.”

حملت كلمات أميليا نغمة غامضة وهي تبتسم لغافيد. إجتاحت نظرتها ساقي هيموريا، ويبدو أنها وجدت التسلية في حضورها. “أنا قد نسيت الماضي البعيد.” وقالت، “ولكن لماذا لا تسألني لماذا جِئت؟”

“لا تقفي هناك فقط. إدخلي.” قال غافيد وهو يضع المجد مرة أخرى في غمده. رفعت السديلة، وإبتسمت أميليا ميروين على الجانب الآخر من المدخل.

“لقد عرفتك منذ مائتي عام. على الرغم من أنني لم أركِ كثيرًا كما عرفتك، إلا أنني أعلم أنكِ ساحرة شريرة للغاية. إذا جاز لي أن أخمن بناء على هذه الحقيقة، أعتقد أنك هنا لتطلبي مني الإنضمام إليك في خطة خبيثة.”

 

 

 

قالت أميليا بلا مبالاة الغرض من زيارتها، وهزت كتفيها. “إنهم يخططون لدمج الوحوش في تدريبهم المشترك. سوف يتعامل سحرة آروث ونهاما مع الإستدعاء، لكنني اعتقدت أنني سأقدم يد المساعدة وأستدعي القليل بنفسي.”

“لن أتحدث عن تفاصيل القسم لأن هذا ليس ما أراده فيرموث. لكن يا أحفاد فيرموث، لا تسيئوا فهم نهاية القسم. نهاية القسم أمر لا مفر منه. قد تظهرون الاحترام والرهبة، وقد أعيد الجميل، ولكن بغض النظر عن كل هذا، في يوم من الأيام، سينتهي السلام الذي جلبه القسم.” قال ملك الحصار الشيطاني.

“هل هذا صحيح؟” رد غافيد.

“هذا ليس شيئًا أقرره أنا. لو…..تجاوز أي كان ما تخططين لفعله الحدود وكُسِر قلب جلالته وأصابه الحزن وأمرني بجلب رأسك، فَـلن يكون لدي أي خيار آخر سوى الإنصياع لأمره.”

 

توقف ملك الحصار الشيطاني فجأة، ثم حوَّل نظرته من يوجين وحدق في مولون.

“إذا إستثمرت القليل من الطاقة السحرية، يمكنني خلق فوضى ممتعة ومسلية للغاية هنا. ماذا تعتقد؟” قالت أميليا: “أعتقد أنك قد تستمتع بها.”

كرااك!

 

قلصت أميليا بقبضتها وهي ترتجف. “إذن….هل أنت هنا لتوبيخي؟” سألت.

“هذا بالتأكيد اقتراح مثير للإهتمام، أميليا.” أعطى غافيد ضحكة مكتومة طفيفة وأومأ برأسه متفقًا مع كلامها. قال وهو ينظر إليها بتعبير غريب: “لكنني أخشى أنني سَـأرفض. بينما أنا مفتون شخصيًا بفكرة الفوضى التي تخططين لإنشائها، أعلم أن جلالة الملك الشيطاني لن يوافق على مثل هذا المشروع.”

“هل ما زلتِ مهووسة بهذه الأنواع من الوجودات؟” سأل غافيد أميليا.

“بعد أن أتيتَ كل هذا الطريق؟” قالت أميليا.

تغيرت إبتسامة ملك الحصار الشيطاني قليلًا عند إجابة مولون. حدق في مولون بنفس الإبتسامة قبل أن يومئ برأسه. “أنا أحترم قرارك.” ثم مسح الإبتسامة عن وجهه. “مولون الرور، أنا لا أقصدك أنت فقط أيضًا. ملوك القارة، والفرسان الذين يخدمونهم، والمرتزقة الذين يتجولون في ساحات المعارك، وغيرهم من المحاربين. أنا أحترم إرادتكم كلكم. أعرف لماذا تجمعتم جميعًا هنا.”

 

“كيف يمكن أن أكون قد نسيت؟ فَـبعد كل شيء، أنت تزودني بالقدر الذي أريده من الطاقة السحرية.” أجابت أميليا.

“لم آت إلى الشمال لأمنحكِ القوة. أردت ببساطة أن أرى البطل والقديسة شخصيًا. ألم تتوقعي مني أن أقدم لكِ مثل هذه الإجابة؟” رد غافيد.

كانت هيموريا، التي وقفت خلف أميليا وعظم في فمها، تحدق في مؤخرة رأس أميليا بنظرة قاتلة وتخرج أنفاسًا خشنة. ومع ذلك، عندما إتصلت بالعين مع غافيد، تراجعت وإنكمشت كما لو أنها خائفة من شيء ما.

 

 

لم تنكر أميليا كلامه، ولم تتبعثر إبتسامتها عند سماع رفض غافيد. لقد توقعت ذلك، بعد كل شيء. لم يتم تقديم إقتراحها بجدية. حتى لو إستدعت فيلقًا من الوحوش المتوحشة، فإن القوة المشتركة لمسيرة الفرسان ستتغلب عليها بسهولة.

تغيرت إبتسامة ملك الحصار الشيطاني قليلًا عند إجابة مولون. حدق في مولون بنفس الإبتسامة قبل أن يومئ برأسه. “أنا أحترم قرارك.” ثم مسح الإبتسامة عن وجهه. “مولون الرور، أنا لا أقصدك أنت فقط أيضًا. ملوك القارة، والفرسان الذين يخدمونهم، والمرتزقة الذين يتجولون في ساحات المعارك، وغيرهم من المحاربين. أنا أحترم إرادتكم كلكم. أعرف لماذا تجمعتم جميعًا هنا.”

 

“إنه ضيفي.” همس ملك الحصار الشيطاني، وإنحنى غافيد بإحترام. قبل إختفائه مباشرة، نظر ملك الحصار الشيطاني إلى يوجين بعيون مبتسمة وتحدث، “إنني أتطلع إلى اليوم الذي سَـتأتي فيه إلى بابل.”

‘بما أنك غير راغب في المساعدة، فلا يوجد سبب يدفعني للمضي قدمًا في الخطة.’

 

تخلت على الفور عن مشاعرها العالقة.

 

 

“توقف!” صاحت انيسيه.

“دعني أسألكَ شيئًا آخرًا.” إنحنت أميليا إلى الأمام، وركزت عيناها بإهتمام على غافيد. قالت: “أنا متأكد من أنك قد توقعت هذا إلى حد ما، ولكن هناك شيء أردت القيام به لفترة طويلة. نفس السبب الذي جعلني عالقة في تلك الصحراء الرملية.” بدت لهجتها جادة، ومن الواضح أن كل ما هي على وشك قوله يهمها حقًا.

 

 

“إنه عرض لطيف وأنا ممتن، لكن علي أن أرفض. أشعر بالراحة الكافية في هذه الخيمة.” رفض غافيد بإبتسامة.

“هل أنتِ قلقة من أنني قد أتدخل؟” سأل غافيد.

 

 

 

“لن يتدخل أي دوق آخر غيرك. سوف تستمتع نوير جيابيلا كثيرًا بالمشاهدة، وكذلك رايزاكيا، ذلك التنين. لكنك سيف الحصار، صحيح؟ لو فعلتُ شيئًا لكسر السلام الذي يريده ملك الحصار الشيطاني….” قالت أميليا.

 

 

وهكذا، لو نجحت أميليا في تحقيق هدفها العزيز منذ فترة طويلة، فإن العالم سَـيعرف اسمها وهويتها كالساحر الأسود المتعاقد مع ملك الحصار الشيطاني. سوف يتحول الخوف الذي ستضربه في قلوب البشر إلى قوة ملك الحصار الشيطاني. وبمجرد وفاة أميليا، ستضاف روح الساحر الأسود الذي أثار الخوف في قلوب الكثيرين إلى مجموعة ملك الحصار الشيطاني. سيكتسب القوة العظيمة التي جمعتها والخوف الذي تمثله.

أجاب غافيد: “جلالة الملك يحترم حرية خدمه.”

 

 

 

لم يعرف بالضبط ما الذي ستفعله أميليا، لكنه يعلم أنها أعدت لهذا منذ فترة طويلة. هو يعلم أيضًا أن ملك الحصار الشيطاني لا صلة له بهذا الموضوع.

 

 

 

أميليا ميروين ليست الوحيدة التي إمتلكت شخصية كهذه. جميع سحرة الحصار الثلاثة قد وقعوا عقودًا مباشرة مع ملك الحصار الشيطاني. كما شارك إدموند كودريث وبلزاك لودبيث رغبات مماثلة مثل السحرة، والتي إعتبرها غافيد مشبعة بالغرور ومتغطرسة للغاية. على الرغم من ذلك، فإن ملك الحصار الشيطاني لم يقيد السحرة في تطلعاتهم. على العكس من ذلك، فقد منحهم حرية غير مقيدة في ملاحقة أهدافهم وحتى قدم مساعدة مادية لتحقيقها.

قفز الإثنان على الفور من مقاعدهما بتعبيرات شاحبة بينما هيموريا تُميل رأسها بإرتباك، غير قادرة على فهم سبب تصرفهما المرتبك للغاية.

 

ومع ذلك، ضحك ملك الحصار الشيطاني فقط ردًا على هذا كما لو أنه وجدها مسلية. وضع يده على كتف غافيد ومنعه من الركض إلى الأمام. “لا تكُن وقحًا.”

“أنا لا أعرف ما تحاولين تحقيقه.” قال غافيد: “وعلى الرغم من أن جلالة الملك يعلم بالتأكيد، إلا أنه لم يأمرني بإيقافك.”

 

 

 

قالت أميليا: “أود منك أن تخبرني على وجه اليقين أنك لن تأتي لقتلي بغض النظر عما أفعله.”

 

 

“…..”

“هذا ليس شيئًا أقرره أنا. لو…..تجاوز أي كان ما تخططين لفعله الحدود وكُسِر قلب جلالته وأصابه الحزن وأمرني بجلب رأسك، فَـلن يكون لدي أي خيار آخر سوى الإنصياع لأمره.”

 

لم يكن هذا هو الجواب الذي تمنته أميليا، لكنها فهمت أنها أفضل إجابة يمكن أن تأمل فيها من سيف الحصار. وهكذا، لم تتابع الأمر أكثر من ذلك وأومأت برأسها.

ظل غافيد وأميليا صامتَين عند هذا التأكيد.

 

 

“لن أُعطي مثل هذا الأمر.”

عندما يبرم المرء إتفاقًا مع شيطان، هناك دائما ثمن يجب دفعه. والعملة الأكثر شيوعا لمثل هذه الصفقات هي روح المرء في مقابل القوة. بمجرد أن يموت المتعاقد، ستكون روحه ملكًا للشيطان الذي أبرم إتفاقًا معه. والعقد بين أميليا وملك الحصار الشيطاني ليس مختلفًا. تدرك أميليا أنه عندما يحين وقتها، سَـتستسلم روحها لِـملك الشياطين.

عندما بدأت أميليا تستعد للخروج من الخيمة، حيث لم يكن هناك شيء آخر لمناقشته. ولكن عندما أوشكت على المغادرة، إنبثق صوت من الظلال تحت الضوء، وأوقفها في مساراتها. لا يحتوي الصوت على وجود أو وزن كبير. مجرد صوت عادي. ومع ذلك، عرف غافيد وأميليا جيدًا لمن ينتمي الصوت.

لم يكن هذا هو الجواب الذي تمنته أميليا، لكنها فهمت أنها أفضل إجابة يمكن أن تأمل فيها من سيف الحصار. وهكذا، لم تتابع الأمر أكثر من ذلك وأومأت برأسها.

 

 

قفز الإثنان على الفور من مقاعدهما بتعبيرات شاحبة بينما هيموريا تُميل رأسها بإرتباك، غير قادرة على فهم سبب تصرفهما المرتبك للغاية.

تخلت على الفور عن مشاعرها العالقة.

 

لم يتخيل أبدًا أن أي شخص سيكون مجنونًا بما يكفي لإظهار مثل هذه الإيماءة غير المحترمة تجاه ملك الحصار الشيطاني.

“أنا لا أريد الدوسَ على جهودكم وعملكم الشاق.” وتابع صوت.

وهذا ليس كل شيء.

 

“هذا بالتأكيد اقتراح مثير للإهتمام، أميليا.” أعطى غافيد ضحكة مكتومة طفيفة وأومأ برأسه متفقًا مع كلامها. قال وهو ينظر إليها بتعبير غريب: “لكنني أخشى أنني سَـأرفض. بينما أنا مفتون شخصيًا بفكرة الفوضى التي تخططين لإنشائها، أعلم أن جلالة الملك الشيطاني لن يوافق على مثل هذا المشروع.”

فُتِحَتْ عينُ في الظلام. لم يظهر حتى الآن وجود يمكن الشعور به، ولكن على عكس الصوت، تسببت العين في سقوط الهيموريا على الأرض فاقدة للوعي بنظرة واحدة. ومع ذلك، لم تستطع أميليا إبعاد عينيها عن العين.

 

 

 

“جلالتك! لماذا أتيت إلى مثل هذا المكان المتهالك…..!؟” قال غافيد، بعد أن إنحنى بعمق وإحترام.

يمكن أن مولون قد شعر أيضًا بتدفق الدم في عروق يوجين لايونهارت. بعد كل شيء، كان قد قاتل مع فيرموث في الماضي.

 

بدا غضبه ملموسًا، قوة غليظة وهائجة هددت بالإنتشار في أي لحظة. ومع ذلك، لم يستل سيفه. لم يعطِ ملك الحصار الشيطاني الأمر، ويعرف غافيد أنه من الأفضل عدم التصرف بدون أمر سيده. ومع ذلك، فالوزن الهائل لغضبه كافٍ لملء الهواء، وخنق كل الحاضرين.

إعتاد على سماع صوت ملك الحصار الشيطاني وهو ينزل من الطابق العلوي لبابل. ومع ذلك، فقد مر وقت طويل جدًا منذ أن شعر غافيد آخر مرة بوجود ملك الحصار الشيطاني وواجه عينه. جعل هذا غافيد يرتعش مع النشوة.

“لقد عرفتك منذ مائتي عام. على الرغم من أنني لم أركِ كثيرًا كما عرفتك، إلا أنني أعلم أنكِ ساحرة شريرة للغاية. إذا جاز لي أن أخمن بناء على هذه الحقيقة، أعتقد أنك هنا لتطلبي مني الإنضمام إليك في خطة خبيثة.”

 

“ألا تملك شيئًا آخر للقيام به غير قتلي؟” سأل ملك الحصار الشيطاني.

قال ملك الحصار الشيطاني: “أنا لست هنا لتوبيخك.” عينه هي الشيء الوحيد المرئي في الظلام.

دعا ملك الحصار الشيطاني فجأة إسم يوجين، ثم حدق به بعيون ضيقة أثناء إختفائه. “سيد السيف المقدس، سليل فيرموث.”

 

 

قلصت أميليا بقبضتها وهي ترتجف. “إذن….هل أنت هنا لتوبيخي؟” سألت.

 

 

 

“لقد أخبرتك بالفعل.” أجاب ملك الشياطين: “لا أرغب في الدوس على عملك الشاق وجهدك.”

 

 

“كيف يمكن أن أكون قد نسيت؟ فَـبعد كل شيء، أنت تزودني بالقدر الذي أريده من الطاقة السحرية.” أجابت أميليا.

ظل غافيد وأميليا صامتَين عند هذا التأكيد.

“أنا لا أعرف ما تحاولين تحقيقه.” قال غافيد: “وعلى الرغم من أن جلالة الملك يعلم بالتأكيد، إلا أنه لم يأمرني بإيقافك.”

 

 

“إذا تحققت أمنيتك العزيزة منذ فترة طويلة، سيكون لديك شرف كبير. ولكن إذا فشلت، فَسَـيتعين عليك دفع الثمن. أميليا ميروين، كل خدمي وقَّعوا نفس العقد، بما فيهم أنت. هل نسيت؟” سأل ملك الحصار.

لم يتخيل أبدًا أن أي شخص سيكون مجنونًا بما يكفي لإظهار مثل هذه الإيماءة غير المحترمة تجاه ملك الحصار الشيطاني.

 

 

“كيف يمكن أن أكون قد نسيت؟ فَـبعد كل شيء، أنت تزودني بالقدر الذي أريده من الطاقة السحرية.” أجابت أميليا.

توقف ملك الحصار الشيطاني فجأة، ثم حوَّل نظرته من يوجين وحدق في مولون.

 

تخلت على الفور عن مشاعرها العالقة.

كان العقد الذي أبرمته مع ملك الحصار الشيطاني بسيطًا ولكنه قوي. يمكن أن تتلقى أميليا أكبر قدر ممكن من الطاقة السحرية من ملك الحصار الشيطاني كما تريد. ومع ذلك، هذه القوة ليستْ شيئًا يمكن الإستخفاف به، حتى أولئك الذين لديهم عقد مع ملك الشياطين يمكن تدميرهم بسهولة بسبب قوته الهائلة. لحسن الحظ، تمكنت أميليا من ضبط مقدار الطاقة التي تلقتها، مما سمح لها بالحصول على المقدار المناسب في الوقت المناسب دون إرباكها. لم تكن الوحيدة التي تتمتع بهذه القدرة، حيث أن جميع سحرة الحصار الثلاثة قادرين على فعل الشيء نفسه.

“دعني أسألكَ شيئًا آخرًا.” إنحنت أميليا إلى الأمام، وركزت عيناها بإهتمام على غافيد. قالت: “أنا متأكد من أنك قد توقعت هذا إلى حد ما، ولكن هناك شيء أردت القيام به لفترة طويلة. نفس السبب الذي جعلني عالقة في تلك الصحراء الرملية.” بدت لهجتها جادة، ومن الواضح أن كل ما هي على وشك قوله يهمها حقًا.

 

“مزيج من أشياء كثيرة.” تابع غافيد وهو يلقي نظرة فاحصة على هيموريا، ولاحظ الظل القرمزي لعينيها وحدة أسنانها. تحمل عظمة في فمها، وهناك شيء عنها لا يبدو إنسانيًا تمامًا. على الرغم من مظهرها الخارجي، هناك صفة أخرى لوجودها تميزها. عَلِمَ غافيد أنها ليست بشرية.

عندما يبرم المرء إتفاقًا مع شيطان، هناك دائما ثمن يجب دفعه. والعملة الأكثر شيوعا لمثل هذه الصفقات هي روح المرء في مقابل القوة. بمجرد أن يموت المتعاقد، ستكون روحه ملكًا للشيطان الذي أبرم إتفاقًا معه. والعقد بين أميليا وملك الحصار الشيطاني ليس مختلفًا. تدرك أميليا أنه عندما يحين وقتها، سَـتستسلم روحها لِـملك الشياطين.

 

 

حملت كلمات أميليا نغمة غامضة وهي تبتسم لغافيد. إجتاحت نظرتها ساقي هيموريا، ويبدو أنها وجدت التسلية في حضورها. “أنا قد نسيت الماضي البعيد.” وقالت، “ولكن لماذا لا تسألني لماذا جِئت؟”

وهذا ليس كل شيء.

 

 

“غرر….!”

ملوك الشياطين هم كائنات فريدة إزدهرت قوتها بالعبادة. فَـكما يعمل الإيمان بالإله وعبادته على زيادة ألوهيته، بالمثل، فإن رهبة وعبادة ملوك الشياطين تزيد من قوتهم وتجعلهم ما هم عليه. هذا الإختلاف الأساسي هو الذي يميز ملوك الشياطين عن غيرهم من الشياطين. إزدهر ملك الحصار الشيطاني بالخوف. فَـذِكرُ إسمه كافٍ لإثارة الرعب في قلوب الناس، وتوقيرهم لوجوده زاد من قوته فقط. بالنسبة لملك الشياطين، الخوف هو رحيقٌ حلو، وهو نوع مختلف من العبادة التي عملت فقط على تقوية حكم قبضته على مملكة الشياطين هيلموث.

 

 

 

وهكذا، لو نجحت أميليا في تحقيق هدفها العزيز منذ فترة طويلة، فإن العالم سَـيعرف اسمها وهويتها كالساحر الأسود المتعاقد مع ملك الحصار الشيطاني. سوف يتحول الخوف الذي ستضربه في قلوب البشر إلى قوة ملك الحصار الشيطاني. وبمجرد وفاة أميليا، ستضاف روح الساحر الأسود الذي أثار الخوف في قلوب الكثيرين إلى مجموعة ملك الحصار الشيطاني. سيكتسب القوة العظيمة التي جمعتها والخوف الذي تمثله.

عندما بدأت أميليا تستعد للخروج من الخيمة، حيث لم يكن هناك شيء آخر لمناقشته. ولكن عندما أوشكت على المغادرة، إنبثق صوت من الظلال تحت الضوء، وأوقفها في مساراتها. لا يحتوي الصوت على وجود أو وزن كبير. مجرد صوت عادي. ومع ذلك، عرف غافيد وأميليا جيدًا لمن ينتمي الصوت.

 

 

إرتجفت أميليا من مجرد التفكير في مثل هذا المصير يصيبها. صورة روحها مملوكة لملك الشياطين، كما الحال مع جميع السحرة السود الذين أبرموا عقودًا مع الشياطين، كافية لجعل دمها يبرد. لم تكن وحدها في خوفها هذا؛ عرف كل ساحر أسود رعب أخذ روحهم بعيدًا. لم يقدم الموت أي راحة لأولئك الذين أبرموا مثل هذه العقود، ولهذا السبب سعى الكثير منهم بشدة لتغيير مصيرهم. وأميليا ليست إستثناءً من هذه القاعدة.

“نعم.” رد يوجين وشفتاه ملتويتان بإبتسامة. رفع إصبعه الأوسط نحو الجسد المختفي لملك الحصار الشيطاني. “لا أعرف متى، لكنني سَـأتأكد من الذهاب.”

 

“فهمت.” تمتم مولون، أومأ برأسه. رمش عدة مرات، ثم تراجع خطوة إلى الوراء بسخرية. “أريد أن أقتلك الآن. أريد أن أنهي ما لم أستطِع فعله قبل ثلاثمائة عام.”

“هل مولون هنا؟” تمتم ملك الشياطين.

 

 

“مزيج من أشياء كثيرة.” تابع غافيد وهو يلقي نظرة فاحصة على هيموريا، ولاحظ الظل القرمزي لعينيها وحدة أسنانها. تحمل عظمة في فمها، وهناك شيء عنها لا يبدو إنسانيًا تمامًا. على الرغم من مظهرها الخارجي، هناك صفة أخرى لوجودها تميزها. عَلِمَ غافيد أنها ليست بشرية.

بووم!

بدا غضبه ملموسًا، قوة غليظة وهائجة هددت بالإنتشار في أي لحظة. ومع ذلك، لم يستل سيفه. لم يعطِ ملك الحصار الشيطاني الأمر، ويعرف غافيد أنه من الأفضل عدم التصرف بدون أمر سيده. ومع ذلك، فالوزن الهائل لغضبه كافٍ لملء الهواء، وخنق كل الحاضرين.

بمجرد أن إنتهى من الكلام، فجرت قوة كبيرة خيمة غافيد. لكن الشيء الوحيد الذي طار بعيدا هو الخيمة. هذا نتيجة لقيام غافيد على الفور بإقامة تعويذة لحماية الفضاء.

 

 

لكن هذا فقط ما بدا عليه على السطح. حدق يوجين في الظلام مُقلصًا قبضتيه.

“لا يغتفر!” صرخ غافيد، إمتدت يده غريزيًا للوصول إلى مقبض سيفه.

على كل حال، شعر غافيد أنه أمر مؤسف. لو إستسلم مولون لجنونه وهاجمه، لكان قد أعطى غافيد المبرر لمحاربته.

 

بمجرد أن إنتهى من الكلام، فجرت قوة كبيرة خيمة غافيد. لكن الشيء الوحيد الذي طار بعيدا هو الخيمة. هذا نتيجة لقيام غافيد على الفور بإقامة تعويذة لحماية الفضاء.

بدا غضبه ملموسًا، قوة غليظة وهائجة هددت بالإنتشار في أي لحظة. ومع ذلك، لم يستل سيفه. لم يعطِ ملك الحصار الشيطاني الأمر، ويعرف غافيد أنه من الأفضل عدم التصرف بدون أمر سيده. ومع ذلك، فالوزن الهائل لغضبه كافٍ لملء الهواء، وخنق كل الحاضرين.

كان أول من وصل، لكن سرعان ما تبعه آخرون، متأثرين بتصميمه الشرس وعزمه الذي لا يتزعزع. هبط يوجين خلف مولون، مليئًا بالنيران الأرجوانية التي رقصت وومضت حوله كشيء حي. إشتعلت عيناه بكثافة شديدة، مطابقة لمولون في تركيزه الثابت. هبطت انيسيه برشاقة خلف الرجلين، ورفعت جناحي الضوء خلفها مثل هالة من الإشراق النقي.

 

“كيف يمكن أن أكون قد نسيت؟ فَـبعد كل شيء، أنت تزودني بالقدر الذي أريده من الطاقة السحرية.” أجابت أميليا.

قبل أن يعرف أي شخص ذلك، توافد الضباب الأسود خلف غافيد، وبمجرد رفع الضباب، ظهر فرسان الشياطين راكعين بإنسجام تام. داخل الظلام تقع عين قرمزية. لم يسبق لأي من فرسان الضباب الأسود أن واجه ملك الحصار الشيطاني، لكنهم عرفوا غريزيًا إلى من تنتمي العين والظلام.

 

 

 

“مولون الرور.” قال الصوت من داخل الظلام.

“دعني أسألكَ شيئًا آخرًا.” إنحنت أميليا إلى الأمام، وركزت عيناها بإهتمام على غافيد. قالت: “أنا متأكد من أنك قد توقعت هذا إلى حد ما، ولكن هناك شيء أردت القيام به لفترة طويلة. نفس السبب الذي جعلني عالقة في تلك الصحراء الرملية.” بدت لهجتها جادة، ومن الواضح أن كل ما هي على وشك قوله يهمها حقًا.

 

اااااه!

تدحرجت العين، ورفع مولون نفسه بشكل مستقيم. لقد جاء مباشرة من أعلى القلعة. كان يشرب بسعادة مع يوجين وانيسيه حتى قبل ثوان فقط، لكن عقله ظل واضحًا تمامًا في الوقت الحالي. الأشياء الوحيدة التي شعر بها هي كراهية كبيرة وإرادة للقتل.

 

 

“هل أنتِ قلقة من أنني قد أتدخل؟” سأل غافيد.

“الحصار…!” بصق مولون إسم ملك الشياطين كما لو كان سُمًا، شفتاه ملتويتان مزمجرًا من الكراهية والغضب.

“هل مولون هنا؟” تمتم ملك الشياطين.

 

رن صوت ملك الحصار الشيطاني بنبرة آمرة، مخترقًا الصمت المتوتر. ظل مولون رور يكافح من أجل التحكم في تنفسه، وعضلاته متوترة وجاهزة للإنطلاق إلى العمل. لكن بدا أن كلمات ملك الشياطين وصلت إليه، وتردد. “لا تكن أحمقًا، مولون. توقف عن التبجح المتهور.” تابع ملك الحصار الشيطاني، وعيناه مثبتتان على الرجل المُهتاج. “قتلي هنا والآن لن يجلب لك ما تبحث عنه. سوف يجلب لك المزيد من المعاناة.”

كان أول من وصل، لكن سرعان ما تبعه آخرون، متأثرين بتصميمه الشرس وعزمه الذي لا يتزعزع. هبط يوجين خلف مولون، مليئًا بالنيران الأرجوانية التي رقصت وومضت حوله كشيء حي. إشتعلت عيناه بكثافة شديدة، مطابقة لمولون في تركيزه الثابت. هبطت انيسيه برشاقة خلف الرجلين، ورفعت جناحي الضوء خلفها مثل هالة من الإشراق النقي.

 

 

 

“لا أرغب في إحداث إضطراب.” تحدث الصوت، وتلوى الظلام ردًا على ذلك.

“الحصار…!” بصق مولون إسم ملك الشياطين كما لو كان سُمًا، شفتاه ملتويتان مزمجرًا من الكراهية والغضب.

 

 

سرعان ما بدأ آخرون في التجمع. أول من وصل هم فرسان صليب الدم من إمبراطورية يوراس، دروعهم ترن وأسلحتهم على أهبة الإستعداد. رافائيل في المقدمة، وإستلَّ سيفه العظيم عند رؤية الظلام والعين الحمراء قبل أن ينطلق في الهواء كما لو أنه مستعد للضرب.

تغيرت إبتسامة ملك الحصار الشيطاني قليلًا عند إجابة مولون. حدق في مولون بنفس الإبتسامة قبل أن يومئ برأسه. “أنا أحترم قرارك.” ثم مسح الإبتسامة عن وجهه. “مولون الرور، أنا لا أقصدك أنت فقط أيضًا. ملوك القارة، والفرسان الذين يخدمونهم، والمرتزقة الذين يتجولون في ساحات المعارك، وغيرهم من المحاربين. أنا أحترم إرادتكم كلكم. أعرف لماذا تجمعتم جميعًا هنا.”

 

“أنا أعرف إسمك. عزيزي سليل فيرموث، ماذا تريد أن تسألني؟” قال ملك الحصار الشيطاني.

“توقف!” صاحت انيسيه.

 

 

‘قليلًا فقط.’ فكر غافيد وهو يمسك بِـسيفه الأسود.

إحتوت الصرخة على قدر كبير من القوة الإلهية، وتسببت في توقف رافائيل في الجو. نظر رافائيل إلى انيسيه بتعبير مدهش، ثم أعطى إيماءة طفيفة قبل أن يُبعِدَ سيفه العظيم.

“هل سَـتتسلق بابل؟” سأل ملك الحصار الشيطاني.

 

 

واجه فرسان صليب الدم الضباب الأسود، وسرعان ما وصل أفراد من عائلة لايونهارت وفرسان التنين الأبيض لكيهل. أحاط الفرسان، الذين إستمروا بالزيادة في العدد، الضباب الأسود لمنعه من الهروب.

“آه، كم هذا وقح مني. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة رأيتك فيها. هل مرت سبعون عامًا منذ أن إلتقينا آخر مرة؟” سألت غافيد.

 

المجد هو سيف شيطاني مُنِح لغافيد ليندمان من قبل ملك الحصار الشيطاني نفسه، مما أكسبه لقب سيف الحصار. قيل إنه السيف الوحيد القادر على تحمل قوة سيف المون لايت الخاص بِـفيرموث، والذي يمكن أن يبعث ضوءًا مُعميًا يمكن أن يمحو أي شيء في طريقه.

لكن هذا فقط ما بدا عليه على السطح. حدق يوجين في الظلام مُقلصًا قبضتيه.

توقف ملك الحصار الشيطاني فجأة، ثم حوَّل نظرته من يوجين وحدق في مولون.

 

حدق مولون في ملك الحصار الشيطاني بعيون محتقنة بالدماء وتحدث، “سمعت أنك حذرتَ العالم.” ذكَّرهُ ظهور ملك الشياطين باللقاء الذي خاضه قبل ثلاثمائة عام في الطابق العلوي من بابل، والذي تركه في حالة من اليأس.

سرعان ما بدأ ملوك القارة في الوصول، ولكل منهم ردود أفعالهم الفريدة.

 

 

بالكاد إستخدم غافيد ليندمان المجد خلال الثلاثمائة عام الماضية. ومع ذلك، على الرغم من تركه دون مساس لفترة طويلة، إلا أن الشفرة لم تفقد حافتها الحادة أبدًا. ومع ذلك، ظل غافيد ينظف ويشحذ شفرة سيفه المفضل كل ليلة، ويرغب دائمًا في الحفاظ عليه في حالته المثالية. وهذه الليلة بالذات ليست إستثناء، وفي الواقع، كانت لديه رغبة أكبر في شحذ نصله الليلة.

شهق بابا يوراس من الألم وهو يمسك صدره، وتسرب الدم من الندبات، على الرغم من عدم إستدعائه لأي معجزات.

“أنت!” صاح غافيد بغضب.

 

 

ظلت عيون إمبراطور كيهل المحتقنة بالدم ثابتة على الظلام، لكن جسده خانه، وإرتجفت ساقاه دون حسيب ولا رقيب بينما بدأت غرائزه تهتاج خوفًا. على الرغم من ذلك، ظل واقفًا، رافضًا ترك خوفه يظهر، لكن بالكاد. على الرغم من أن الخصم هو وجود مساوٍ له، إمبراطور إمبراطورية، إلا أنه أيضًا ملك الشياطين الذي حكم لفترة طويلة للغاية. على وجه الخصوص، ملك الحصار الشيطاني مميزٌ وأكثر قوة، حتى بين ملوك الشياطين. سلطات الأباطرة بلا معنى في مواجهة القوة الساحقة لملك الحصار الشيطاني.

 

 

‘لقد كنت أتطلع إلى هذا.’

“لا أريد أن يُساء فهمي.” غمغم ملك الحصار الشيطاني.

وهكذا، لو نجحت أميليا في تحقيق هدفها العزيز منذ فترة طويلة، فإن العالم سَـيعرف اسمها وهويتها كالساحر الأسود المتعاقد مع ملك الحصار الشيطاني. سوف يتحول الخوف الذي ستضربه في قلوب البشر إلى قوة ملك الحصار الشيطاني. وبمجرد وفاة أميليا، ستضاف روح الساحر الأسود الذي أثار الخوف في قلوب الكثيرين إلى مجموعة ملك الحصار الشيطاني. سيكتسب القوة العظيمة التي جمعتها والخوف الذي تمثله.

 

 

تلاشى الظلام فجأة.

 

 

 

اااااه!

“هل أنتِ قلقة من أنني قد أتدخل؟” سأل غافيد.

صاح غافيد بصوت مليء بالرهبة وركع على الفور. لم تستطع أميليا الوقوف لفترة أطول أيضًا. بقدر ما هي متعجرفة، لم تستطِع إلا الركوع.

“لن أُعطي مثل هذا الأمر.”

 

 

“أنا لست هنا لكسر وعدي.” تردد صدى صوت ملك الشياطين في الهواء، وإتخذ الظلام شكل الإنسان، وكشف عن ملك الحصار الشيطاني. بشرته الشاحبة غير الدموية وعيناه الحمراء الياقوتية ملفتة للنظر، وجماله لا يمكن إنكاره. واصل ملك الحصار الشيطاني وهو يداعب القرن على رأسه، “بما أنك تسيء فهم سبب زيارتي وتَحذَرُ مني، فَـآمل أن أحل سوء الفهم هذا.”

 

حدق مولون في ملك الحصار الشيطاني بعيون محتقنة بالدماء وتحدث، “سمعت أنك حذرتَ العالم.” ذكَّرهُ ظهور ملك الشياطين باللقاء الذي خاضه قبل ثلاثمائة عام في الطابق العلوي من بابل، والذي تركه في حالة من اليأس.

 

 

ثم إختفى تمامًا. حتى إختفى تمامًا أي أثر لملك الحصار الشيطاني، أبقى غافيد رأسه منحنيًا وركبتيه تلامسان الأرض.

أومأ ملك الحصار الشيطاني برأسه وأجاب: “نعم، لقد فعلت.” بينما يحرك يديه، أنتجت السلاسل الملفوفة حول معصميه صوتًا معدنيًا. “لكنني أعطيت خيارًا آخر. إذا أظهر البشر لي الرهبة، إذن سأرد على ذلك بالإحترام. طالما لا يتم إنتهاك النوايا الحسنة التي أُظهِرُها، فلن آخذ زمام المبادرة لإنهاء السلام.”

 

فجأة، تمت مقاطعة الصمت المتوتر. لم يكن أحد الملوك، ولكن غيلياد لايونهارت، رئيس عائلة لايونهارت. إرتجفت ساقاه تحت وطأة ضغط ملك الشياطين، لكنه صرَّ أسنانه ووقف على أرضه. “ملك الحصار الشيطاني.” وقال صوته ثابت ولكن مليء بالتصميم. “أنا غيلياد لايونهارت، رئيس عائلة لايونهارت.”

“هل ما زلتِ مهووسة بهذه الأنواع من الوجودات؟” سأل غافيد أميليا.

“أنا أعرف إسمك. عزيزي سليل فيرموث، ماذا تريد أن تسألني؟” قال ملك الحصار الشيطاني.

“هل ما زلتِ مهووسة بهذه الأنواع من الوجودات؟” سأل غافيد أميليا.

 

‘حتى تأتي إلى بابل….’ فكر غافيد.

“أود أن أسألك….عن التحذير. لقد جعلتَ إبني بالتبني مُتَلقي تحذيرك، وقلت أن نهاية القسم قادمة.” تابع غيلياد.

 

 

ومع ذلك، ضحك ملك الحصار الشيطاني فقط ردًا على هذا كما لو أنه وجدها مسلية. وضع يده على كتف غافيد ومنعه من الركض إلى الأمام. “لا تكُن وقحًا.”

رد ملك الحصار الشيطاني، بعد إمالة رأسه. “لم يؤدى القسم بفكرة الإستمرار إلى الأبد.” توجهت نظرته القرمزية إلى ما وراء غيلياد نحو يوجين. “قبل ثلاثمائة عام، قطع جدك الأكبر، عزيزي فيرموث، وعدًا معي، وعدًا بالسلام.”

 

“…..”

قبل أن يعرف أي شخص ذلك، توافد الضباب الأسود خلف غافيد، وبمجرد رفع الضباب، ظهر فرسان الشياطين راكعين بإنسجام تام. داخل الظلام تقع عين قرمزية. لم يسبق لأي من فرسان الضباب الأسود أن واجه ملك الحصار الشيطاني، لكنهم عرفوا غريزيًا إلى من تنتمي العين والظلام.

“لن أتحدث عن تفاصيل القسم لأن هذا ليس ما أراده فيرموث. لكن يا أحفاد فيرموث، لا تسيئوا فهم نهاية القسم. نهاية القسم أمر لا مفر منه. قد تظهرون الاحترام والرهبة، وقد أعيد الجميل، ولكن بغض النظر عن كل هذا، في يوم من الأيام، سينتهي السلام الذي جلبه القسم.” قال ملك الحصار الشيطاني.

 

 

لكن هذا فقط ما بدا عليه على السطح. حدق يوجين في الظلام مُقلصًا قبضتيه.

“إذن…..! ألا يمكننا تجديد القسم؟ إذا لزم الأمر، ثم أستطيع—”

“بعد أن أتيتَ كل هذا الطريق؟” قالت أميليا.

“من يمكن أن يحل محل فيرموث؟” قال ملك الحصار الشيطاني بإبتسامة. كلماته ليست موجهة فقط إلى غيلياد. بل رسالة لكل من يقف في هذا المكان. واصل بينما يحدق مباشرة في وجه يوجين. “لا أحد يستطيع أن يحل محل فيرموث. تم أداء القسم، وكان ذلك ممكنًا فقط لأنه كان لايونهارت فيرموث.”

رن صوت ملك الحصار الشيطاني بنبرة آمرة، مخترقًا الصمت المتوتر. ظل مولون رور يكافح من أجل التحكم في تنفسه، وعضلاته متوترة وجاهزة للإنطلاق إلى العمل. لكن بدا أن كلمات ملك الشياطين وصلت إليه، وتردد. “لا تكن أحمقًا، مولون. توقف عن التبجح المتهور.” تابع ملك الحصار الشيطاني، وعيناه مثبتتان على الرجل المُهتاج. “قتلي هنا والآن لن يجلب لك ما تبحث عنه. سوف يجلب لك المزيد من المعاناة.”

توقف ملك الحصار الشيطاني فجأة، ثم حوَّل نظرته من يوجين وحدق في مولون.

 

 

 

رن صوت ملك الحصار الشيطاني بنبرة آمرة، مخترقًا الصمت المتوتر. ظل مولون رور يكافح من أجل التحكم في تنفسه، وعضلاته متوترة وجاهزة للإنطلاق إلى العمل. لكن بدا أن كلمات ملك الشياطين وصلت إليه، وتردد. “لا تكن أحمقًا، مولون. توقف عن التبجح المتهور.” تابع ملك الحصار الشيطاني، وعيناه مثبتتان على الرجل المُهتاج. “قتلي هنا والآن لن يجلب لك ما تبحث عنه. سوف يجلب لك المزيد من المعاناة.”

كان أول من وصل، لكن سرعان ما تبعه آخرون، متأثرين بتصميمه الشرس وعزمه الذي لا يتزعزع. هبط يوجين خلف مولون، مليئًا بالنيران الأرجوانية التي رقصت وومضت حوله كشيء حي. إشتعلت عيناه بكثافة شديدة، مطابقة لمولون في تركيزه الثابت. هبطت انيسيه برشاقة خلف الرجلين، ورفعت جناحي الضوء خلفها مثل هالة من الإشراق النقي.

“غرر….!”

“لا أرغب في إحداث إضطراب.” تحدث الصوت، وتلوى الظلام ردًا على ذلك.

“ألا تملك شيئًا آخر للقيام به غير قتلي؟” سأل ملك الحصار الشيطاني.

‘بما أنك غير راغب في المساعدة، فلا يوجد سبب يدفعني للمضي قدمًا في الخطة.’

 

“أنا لست هنا لكسر وعدي.” تردد صدى صوت ملك الشياطين في الهواء، وإتخذ الظلام شكل الإنسان، وكشف عن ملك الحصار الشيطاني. بشرته الشاحبة غير الدموية وعيناه الحمراء الياقوتية ملفتة للنظر، وجماله لا يمكن إنكاره. واصل ملك الحصار الشيطاني وهو يداعب القرن على رأسه، “بما أنك تسيء فهم سبب زيارتي وتَحذَرُ مني، فَـآمل أن أحل سوء الفهم هذا.”

كرااك!

‘بما أنك غير راغب في المساعدة، فلا يوجد سبب يدفعني للمضي قدمًا في الخطة.’

تكسرت أسنان مولون، وحدق في ملك الحصار الشيطاني بعيون محتقنة بالدماء لفترة، ثم أخذ نفسًا عميقًا.

 

 

حملت كلمات أميليا نغمة غامضة وهي تبتسم لغافيد. إجتاحت نظرتها ساقي هيموريا، ويبدو أنها وجدت التسلية في حضورها. “أنا قد نسيت الماضي البعيد.” وقالت، “ولكن لماذا لا تسألني لماذا جِئت؟”

“فهمت.” تمتم مولون، أومأ برأسه. رمش عدة مرات، ثم تراجع خطوة إلى الوراء بسخرية. “أريد أن أقتلك الآن. أريد أن أنهي ما لم أستطِع فعله قبل ثلاثمائة عام.”

بمجرد أن إنتهى من الكلام، فجرت قوة كبيرة خيمة غافيد. لكن الشيء الوحيد الذي طار بعيدا هو الخيمة. هذا نتيجة لقيام غافيد على الفور بإقامة تعويذة لحماية الفضاء.

“هل تعتقد حقًا أنك تستطيع تحقيق ما فشلت في القيام به قبل ثلاثمائة سنة عندما كنت مع فيرموث، سيينا وانيسيه؟” سأل ملك الحصار الشيطاني.

 

 

 

“لا، لا أعتقد ذلك. أردت أن أهاجمك، وأردت أن أموت.” أجاب مولون بصراحة. “لكن لا يمكنني أن أموت هكذا، على الأقل ليس الآن. لذلك لن أهاجمك.”

 

تغيرت إبتسامة ملك الحصار الشيطاني قليلًا عند إجابة مولون. حدق في مولون بنفس الإبتسامة قبل أن يومئ برأسه. “أنا أحترم قرارك.” ثم مسح الإبتسامة عن وجهه. “مولون الرور، أنا لا أقصدك أنت فقط أيضًا. ملوك القارة، والفرسان الذين يخدمونهم، والمرتزقة الذين يتجولون في ساحات المعارك، وغيرهم من المحاربين. أنا أحترم إرادتكم كلكم. أعرف لماذا تجمعتم جميعًا هنا.”

 

وتابع بعد خفض صوته إلى ما يقرب من الهمس، “ولهذا فإنني سوف أرحل الآن. إذا كنتم تريدون الحرب، فَـتعالوا إلى أرضي. تماما كما فعل أجدادكم قبل ثلاثمائة عام، تعالوا إلى بانديمونيوم، وتسلقوا بابل، ووجهوا شفراتكم إلي.” بدأ جسد ملك الحصار الشيطاني بالتشتت في الظلام. “إذا رغبتم في القيام بذلك، فَسَـأنتظر هناك بكل سرور. هل أظهرت ما يكفي من الرحمة، يوجين لايونهارت؟”

“أليس هذا رثًا جدًا ليكون مسكن دوق هيلموث؟” سألت أميليا.

دعا ملك الحصار الشيطاني فجأة إسم يوجين، ثم حدق به بعيون ضيقة أثناء إختفائه. “سيد السيف المقدس، سليل فيرموث.”

“آه، كم هذا وقح مني. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة رأيتك فيها. هل مرت سبعون عامًا منذ أن إلتقينا آخر مرة؟” سألت غافيد.

نظر يوجين إلى ملك الحصار الشيطاني دون إجابة.

فُتِحَتْ عينُ في الظلام. لم يظهر حتى الآن وجود يمكن الشعور به، ولكن على عكس الصوت، تسببت العين في سقوط الهيموريا على الأرض فاقدة للوعي بنظرة واحدة. ومع ذلك، لم تستطع أميليا إبعاد عينيها عن العين.

 

“جلالتك! لماذا أتيت إلى مثل هذا المكان المتهالك…..!؟” قال غافيد، بعد أن إنحنى بعمق وإحترام.

“هل سَـتتسلق بابل؟” سأل ملك الحصار الشيطاني.

“…..”

 

“ألا تملك شيئًا آخر للقيام به غير قتلي؟” سأل ملك الحصار الشيطاني.

إستذكر يوجين رؤية فيرموث من الغرفة المظلمة.

حملت كلمات أميليا نغمة غامضة وهي تبتسم لغافيد. إجتاحت نظرتها ساقي هيموريا، ويبدو أنها وجدت التسلية في حضورها. “أنا قد نسيت الماضي البعيد.” وقالت، “ولكن لماذا لا تسألني لماذا جِئت؟”

 

بالكاد إستخدم غافيد ليندمان المجد خلال الثلاثمائة عام الماضية. ومع ذلك، على الرغم من تركه دون مساس لفترة طويلة، إلا أن الشفرة لم تفقد حافتها الحادة أبدًا. ومع ذلك، ظل غافيد ينظف ويشحذ شفرة سيفه المفضل كل ليلة، ويرغب دائمًا في الحفاظ عليه في حالته المثالية. وهذه الليلة بالذات ليست إستثناء، وفي الواقع، كانت لديه رغبة أكبر في شحذ نصله الليلة.

– تماما كما فعلت، قِف أمام ملك الحصار الشيطاني وإجتمِع مع جسده الحقيقي. ما سيحدث بعد ذلك هي أشياء سيكون عليك تجربتها بنفسك.

“أود أن أسألك….عن التحذير. لقد جعلتَ إبني بالتبني مُتَلقي تحذيرك، وقلت أن نهاية القسم قادمة.” تابع غيلياد.

 

نظر يوجين إلى ملك الحصار الشيطاني دون إجابة.

“نعم.” رد يوجين وشفتاه ملتويتان بإبتسامة. رفع إصبعه الأوسط نحو الجسد المختفي لملك الحصار الشيطاني. “لا أعرف متى، لكنني سَـأتأكد من الذهاب.”

 

“أنت!” صاح غافيد بغضب.

“أنتِ لا تزالين وقحة كما هو الحال دائمًا.” لم يستطع غافيد إلا أن يبتسم عند سماع وقاحة أميليا المعتادة. إمتلكت عادة التحدث مع الجميع بنفس الأسلوب، بغض النظر عن رتبتهم أو مكانتهم، باستثناء ملك الحصار الشيطاني، الذي خاطبته باللقب المناسب. لطالما وجدها غافيد مسلية، لكنه يعرف أنه من الأفضل عدم تقليل الحذر عندما تكون حوله. بعد كل شيء، إذا تجرأت أميليا على عدم إحترام ملك الشياطين، فَسَـيكون غافيد أول من يضربها.

 

“أود أن أسألك….عن التحذير. لقد جعلتَ إبني بالتبني مُتَلقي تحذيرك، وقلت أن نهاية القسم قادمة.” تابع غيلياد.

لم يتخيل أبدًا أن أي شخص سيكون مجنونًا بما يكفي لإظهار مثل هذه الإيماءة غير المحترمة تجاه ملك الحصار الشيطاني.

“إذن…..! ألا يمكننا تجديد القسم؟ إذا لزم الأمر، ثم أستطيع—”

 

شهق بابا يوراس من الألم وهو يمسك صدره، وتسرب الدم من الندبات، على الرغم من عدم إستدعائه لأي معجزات.

ومع ذلك، ضحك ملك الحصار الشيطاني فقط ردًا على هذا كما لو أنه وجدها مسلية. وضع يده على كتف غافيد ومنعه من الركض إلى الأمام. “لا تكُن وقحًا.”

“أنا لا أريد الدوسَ على جهودكم وعملكم الشاق.” وتابع صوت.

“لكن جلالتك…..!”

“دعني أسألكَ شيئًا آخرًا.” إنحنت أميليا إلى الأمام، وركزت عيناها بإهتمام على غافيد. قالت: “أنا متأكد من أنك قد توقعت هذا إلى حد ما، ولكن هناك شيء أردت القيام به لفترة طويلة. نفس السبب الذي جعلني عالقة في تلك الصحراء الرملية.” بدت لهجتها جادة، ومن الواضح أن كل ما هي على وشك قوله يهمها حقًا.

“إنه ضيفي.” همس ملك الحصار الشيطاني، وإنحنى غافيد بإحترام. قبل إختفائه مباشرة، نظر ملك الحصار الشيطاني إلى يوجين بعيون مبتسمة وتحدث، “إنني أتطلع إلى اليوم الذي سَـتأتي فيه إلى بابل.”

 

ثم إختفى تمامًا. حتى إختفى تمامًا أي أثر لملك الحصار الشيطاني، أبقى غافيد رأسه منحنيًا وركبتيه تلامسان الأرض.

 

 

 

كان ملك الحصار الشيطاني قد دعا يوجين بالضيف، ولم يملك غافيد أي شكاوى. إن الألفاظ النابية التي أظهرها يوجين لايونهارت تستحق ألف موتٍ مُرهِق، لكن لورده أمره ألَّا يكون وقحًا.

 

 

 

‘حتى تأتي إلى بابل….’ فكر غافيد.

ملوك الشياطين هم كائنات فريدة إزدهرت قوتها بالعبادة. فَـكما يعمل الإيمان بالإله وعبادته على زيادة ألوهيته، بالمثل، فإن رهبة وعبادة ملوك الشياطين تزيد من قوتهم وتجعلهم ما هم عليه. هذا الإختلاف الأساسي هو الذي يميز ملوك الشياطين عن غيرهم من الشياطين. إزدهر ملك الحصار الشيطاني بالخوف. فَـذِكرُ إسمه كافٍ لإثارة الرعب في قلوب الناس، وتوقيرهم لوجوده زاد من قوته فقط. بالنسبة لملك الشياطين، الخوف هو رحيقٌ حلو، وهو نوع مختلف من العبادة التي عملت فقط على تقوية حكم قبضته على مملكة الشياطين هيلموث.

 

“نعم.” رد يوجين وشفتاه ملتويتان بإبتسامة. رفع إصبعه الأوسط نحو الجسد المختفي لملك الحصار الشيطاني. “لا أعرف متى، لكنني سَـأتأكد من الذهاب.”

هدَّأ غافيد عقله وهو يمضغ شفتيه، ثم وقف. أو، على الأقل، حاول النهوض. ولكن قبل أن يتمكن من القيام بذلك، سقطت شفرة يوجين لايونهارت فجأةً نحو رأسه.

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط