نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 238

ليهاين (9)

ليهاين (9)

الفصل 238: ليهاين (9)

 

يستحيل أن يكون شفرة الحصار، غافيد ليندمان، غير مدركًا لسيف يوجين المُقتَرِب من رأسه. ومع ذلك، على الرغم من أنه شعر بنهج السيف في وقت مبكر، إلا أنه فشل في الرد.

لم يستطِع يوجين ألَّا يشعر بالتشويق والإثارة بسبب الإسم الذي برز في رأسه لتقنيته الجديدة — وميض سهم الصاعقة البنفسجي. ومع ذلك، هو يعلم أنه من الأفضل الإحتفاظ بالإسم لنفسه. إنه إسم يجب أن يكون معروفًا له فقط، وهو سر لا يمكنه أبدًا أن يسمح لأي شخص آخر بمعرفته.

 

 

‘ما هذا؟’ فكر غافيد، مصدومًا.

لم تستطِع انيسيه إلا أن تهمس لنفسها، “ذلك اللقيط المجنون.” وهي تشاهد يوجين يطلق العنان لغضبه على غافيد. في حين أن الآخرين ربما لم يفهموا سبب هياج يوجين المفاجئ، عرفت انيسيه الحقيقة. يصدر يوجين دائمًا أحكامًا حذرة ومحسوبة بطريقته الخاصة، ولكن في تلك اللحظة، إستحوذت عواطفه على عقله. من المحتمل أن تكون شخصية هامل التي لا يمكن التنبؤ بها قد تسببت في فقدان يوجين للسيطرة.

 

 

سبب رد فعله المتأخر بسيط. لم يفهم لماذا هناك سيف يسقط على رأسه. لقد كانوا في حضور ملك الحصار الشيطاني حتى لحظة مضت. على الرغم من أنه لم ينزل في شكله الحقيقي، إلا أن ملك الحصار الشيطاني أخذ جسدًا ماديًا من الظلام إحتراما للبشر غير المهمين المجتمعين هنا.

لم يمد ملك الحصار الشيطاني كرم الضيافة إلا إلى يوجين، تاركًا أي شخص آخر كأهداف محتمل لشفرة الحصار. أي تدخل يمكن أن يؤدي إلى عواقب مميتة، وانيسيه غير مستعدة للمخاطرة بسلامة أي شخص آخر.

 

 

جلالة ملك الحصار الشيطاني، كان قد أنعم على الكل بظهوره في هذا المكان حتى قبل ثوان فقط. غافيد ليندمان هو دوق هيلموث، شفرة الحصار، والفارس الوحيد لملك الحصار الشيطاني. على الرغم من وجود عدد لا يحصى من العيون المحيطة بهم، إلا أن غافيد لم يخجل من الركوع والإنحناء أمام سيده. وهكذا، فقد حافظ على وضعية الركوع المحترمة حتى اللحظة التي إختفى فيها سيده تمامًا.

‘رجاءً إبقي صامتة وفي مكانك. هذا يحرجني أكثر مما يحرجك.’

 

 

لقد بدأ السيف يسقط نحو رأسه في تلك اللحظة كما لو أنه متجه لقطع رأس خاطِئ مُسيء.

بزززززز!

 

بوم!

عندما سقط السيف بإتجاه غافيد، إلتفَّ ضوء لامع حوله، مما دفع الظلام الذي أحاط بهم. وجد غافيد، الذي أراد إستهلاك الضوء بقواه المظلمة، نفسه يتراجع بدلًا من ذلك، وتعبيره مرتبك وغير مُتأكِد. رفع رأسه ورأى يوجين يقف أمامه، ممسكًا آلتاير، السيف المقدس. إلتقت عيون الإثنين.

– إنه ضيفي.

 

خلفه، وقف فرسان الضباب الأسود على أقدامهم في انسجام تام، ونظراتهم الحادة مثبتة على يوجين مثل حافة النصل. على الرغم من أنهم لم يسحبوا سيوفهم بعد، إلا أن التوتر في الهواء بدا ملموسًا، ومن الواضح أنهم مستعدون لأي شيء قد يأتي.

مثل هذا كله كمينًا غير مفهوم، وتم دفع غافيد للخلف. لكن يوجين ظل هادئًا تمامًا. في الواقع، نظر إلى غافيد بينما يُميلُ رأسه قليلًا إلى الجانب.

 

 

 

إنتشر الإرتباك في المنطقة وبدا واضحًا، ولم يكن غافيد هو الوحيد الذي يكافح لفهم التحول المفاجئ للأحداث. أميليا، التي كانت راكعة بجانبه بطريقة مماثلة، نظرت إلى يوجين بمزيج من التهيج وتلميح من نية القتل. هي تعلم جيدًا أن القوة الإلهية حاسمة ضد السحر الأسود، وعلى الرغم من أنها تمكنت من التراجع وتجنب الوقوع في المعركة، إلا أنها لم تستطِع إلا أن تتساءل عن مقدار الضرر الذي كانت ستتعرض له لو وقعت في هذا الهجوم المفاجئ.

“لا أعتقد أن ذلك سيكون ضروريًا.” أجاب ألتشستر، صوته هادئ ومحسوب. على الرغم من إلحاح الوضع، صمم ألتشستر على الحفاظ على رباطة جأشه.

 

إنحنت شفاه يوجين لأعلى بإبتسامة عندما سحب رمح التنين خاربوس إلى عباءته بعد أن تم إلقاء غافيد مسافة كبيرة بعيدًا. ومع ذلك، هو يعلم أن إستخدام رمح الشيطان لوينتوس، أو مطرقة الإبادة جيغولاث، أو سيف المون لايت من شأنه أن يستفز غافيد ويدفعه إلى إستلال المجد. على الرغم من خضوع غافيد تمامًا لإرادة ملك الحصار الشيطاني، يدرك يوجين جيدًا أن غافيد لن يتردد في سحب السيف إذا تم دفعه إلى حدوده.

“أنت. ماذا تفعل؟” سألت أميليا بينما ترتعش شفتاها.

تابع يوجين: “لأنني لا أمتلك سببًا للإستمرار بعد الآن.”

 

إنحنت شفاه يوجين لأعلى بإبتسامة عندما سحب رمح التنين خاربوس إلى عباءته بعد أن تم إلقاء غافيد مسافة كبيرة بعيدًا. ومع ذلك، هو يعلم أن إستخدام رمح الشيطان لوينتوس، أو مطرقة الإبادة جيغولاث، أو سيف المون لايت من شأنه أن يستفز غافيد ويدفعه إلى إستلال المجد. على الرغم من خضوع غافيد تمامًا لإرادة ملك الحصار الشيطاني، يدرك يوجين جيدًا أن غافيد لن يتردد في سحب السيف إذا تم دفعه إلى حدوده.

أمسكت حيوانها الأليف، هيموريا، من مؤخرة رقبتها. على الرغم من أن هيموريا هي حيوان أليف غير مطيع إلى حد ما، إلا أنها لم تستطِع تركها تموت بهذه الطريقة السخيفة.

في اللحظة التي غُمِرَ فيها بالنور، إستل غافيد سيف المجد غريزيًا.

 

 

“هذا….ما أنا فضولي حوله حقًا….أيضًا.” قال غافيد، لهجته مشوبة بالمرارة. إمتلأ صوت غافيد بغضبٍ هائج، وكافح للحفاظ على عواطفه تحت السيطرة. نظر إلى يوجين بالشك والإرتباك، وكافح من أجل فهم تصرفات الشاب أمامه.

 

 

[الأخت!] لم تستطع كريستينا إلا أن تصرخ.

خلفه، وقف فرسان الضباب الأسود على أقدامهم في انسجام تام، ونظراتهم الحادة مثبتة على يوجين مثل حافة النصل. على الرغم من أنهم لم يسحبوا سيوفهم بعد، إلا أن التوتر في الهواء بدا ملموسًا، ومن الواضح أنهم مستعدون لأي شيء قد يأتي.

– إنه ضيفي.

 

لم يستطِع غافيد فعل شيء إلا حك جبينه بإرتباك عندما رأى يوجين يرمي السيف المقدس في الهواء. ما هو الغرض من مثل هذا العمل الغريب؟ ومع ذلك، لم يستغرِق الأمر وقتا طويلًا حتى أدرك السبب وراء عمل يوجين الذي بدا غريبًا. في اللحظة التي ترك فيها السيف المقدس يده، أخرج يوجين على الفور قوسًا ضخمًا.

إنبثقت النظرات الشديدة ونية القتل الملموسة تقريبًا من غافيد وفرسانه مثل موجة المد والجزر، إلى الحد الذي بدا أنها سَـتُغرِقُ يوجين. ومع ذلك، فقد عانى يوجين من أشياء كثيرة في حياته القصيرة لكي تتم إخافته من مثل هذه الأشياء. محافظًا على تعبيره البارد، ألقى السيف المقدس في الهواء بحركة سريعة.

“أوهاهاهاها!” هدر مولون. بدت ضحكة مفاجئة وغير مناسبة أيضًا. ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لمولون. شعر مولون بالسعادة فقط لأن هامل غير مختلف عما كان عليه قبل ثلاثمائة عام، وأنه لم يتغير.

 

 

لم يستطِع غافيد فعل شيء إلا حك جبينه بإرتباك عندما رأى يوجين يرمي السيف المقدس في الهواء. ما هو الغرض من مثل هذا العمل الغريب؟ ومع ذلك، لم يستغرِق الأمر وقتا طويلًا حتى أدرك السبب وراء عمل يوجين الذي بدا غريبًا. في اللحظة التي ترك فيها السيف المقدس يده، أخرج يوجين على الفور قوسًا ضخمًا.

[الأخت!] لم تستطع كريستينا إلا أن تصرخ.

 

 

إمتلك القوس مظهرًا غير عادي. شكله لا يشبه أي قوس آخر. الغريب فيه أنه لم يملك وترًا، ولكن القوس نفسه طويل مثل طول يوجين. علاوة على ذلك، بدا أنه عنصر زخرفي أكثر من كونه سلاحًا عمليًا.

 

 

 

ومع ذلك، تحت مظهره الزخرفي، عرف غافيد الهوية الحقيقية للقوس – سهم الصاعقة بيرنوا. إنه أحد الأسلحة القديمة التي إمتلكها فيرموث لايونهارت، وهو سلاح يمثل أصله ومن أين أتى لغزًا كبيرًا.

 

 

لن يستخدم يوجين توقيعه. قيمة الأوراق الرابحة في جعبته لن تزداد إلا إذا تم الإحتفاظ بها سرًا، لذلك إعتمد يوجين فقط على السيف المقدس وهو يتقدم للأمام.

“أنت….نذل مجنون….!” صاح غافيد مع تجعد ملامح وجهه. إمتلأت تعابيره بمزيج من الغضب والإرتباك بينما هو يشاهد يوجين يطلق الوتر غير الموجود. في هذه الأثناء، بدا أن يوجين يستمتع بتأثير أفعاله على غافيد. ظهرت إبتسامة صغيرة على شفتيه وهو يشاهد رد فعل غافيد.

 

 

“حسنًا، كانت هذه مفاجأة.” تذمر يوجين، وهو يهز يده اليسرى. كان ينوي فقط تعزيز هجومه قليلًا، لكن حلقة آغاروث تفاعلت بشكل غير متناسب من تلقاء نفسها. ظل خاتم إله الحرب هادئًا عادة، لكنه يتصرف من تلقاء نفسه كلما إستخدم يوجين السيف المقدس.

كراك!

 

تحركت طاقة يوجين السحرية من خلال جسده وتحولت إلى وتر سهم الصاعقة بيرنوا، سحبه للخلف بكل سهولة. الجمع بين لهب البرق والسلاح العتيق قوي، حيث عزز الأول قدرات الأخير. عادة، يلتهم القوس الكثير من الطاقة السحرية التي يحتاجها لإطلاق سهم، لكن الطاقة السحرية المشبعة بلهب البرق سمحت بتكوين وتر بيرنوا دون إستهلاك كبير.

 

 

– لن يسمح لك ملك الحصار الشيطاني بتسلق بابل بسلام لأن هذه هي شخصيته وهكذا هو أسلوبه.

لم يستطِع يوجين ألَّا يشعر بالتشويق والإثارة بسبب الإسم الذي برز في رأسه لتقنيته الجديدة — وميض سهم الصاعقة البنفسجي. ومع ذلك، هو يعلم أنه من الأفضل الإحتفاظ بالإسم لنفسه. إنه إسم يجب أن يكون معروفًا له فقط، وهو سر لا يمكنه أبدًا أن يسمح لأي شخص آخر بمعرفته.

 

 

عندما سحب يوجين القوس، تم إطلاق صاعقة أرجوانية من الرعد، مما تسبب في إرتعاش الهواء المحيط. قوة السهم أكبر بما لا يقاس من ذي قبل، تاركة الجميع مصدومين ومُندَهشين مما يوشك يوجين على إطلاقه. وضع غافيد يده بشكل إنعكاسي على سيفه – المجد، مستعدًا لإستلال سيفه من غمده في أي لحظة.

“هل أنت متأكد من النظر إليَّ، أنا ضيف سيدك، هكذا؟” قال يوجين بسخرية.

 

 

– لا تكُن وقحًا.

ولكن عندما وصلت يده إلى مقبض سيفه، دوى صوت سيده في رأسه. كيف يمكن أن ينسى؟ أخبره ملك الحصار الشيطاني منذ لحظات فقط. لقد أعرب سيده عن تطلعه لرؤية هذا الإنسان يصل إلى بابل. وقد أمره بعدم التصرف بوقاحة تجاه ذلك الإنسان. وحتى أنه دعا هذا الإنسان بِـضيفه.

 

بووم!

– إنه ضيفي.

“أنت. ماذا تفعل؟” سألت أميليا بينما ترتعش شفتاها.

 

“إذا أتيت إلى بابل، فسوف أحصد رأسك شخصيًا، وسأقدمه إلى جلالة الملك بيدي.” أعلن غافيد.

ولكن عندما وصلت يده إلى مقبض سيفه، دوى صوت سيده في رأسه. كيف يمكن أن ينسى؟ أخبره ملك الحصار الشيطاني منذ لحظات فقط. لقد أعرب سيده عن تطلعه لرؤية هذا الإنسان يصل إلى بابل. وقد أمره بعدم التصرف بوقاحة تجاه ذلك الإنسان. وحتى أنه دعا هذا الإنسان بِـضيفه.

“أنا….”

 

 

كل هذا خنق دافع غافيد. بالنسبة لشفرة الحصار، مثلت كل كلمة من كلمات ملك الحصار الشيطاني أمرًا مطلقًا عليه أن يطيعه. وهكذا، لم يخرج غافيد المجد من غمده.

“…..”

 

 

بزززززز!

 

إنطلق سهم البرق الأرجواني في الهواء، لكن غافيد لم يتوانى أو يحاول تفادي الهجوم. كما أنه لم يستل سيفه، المجد. بدلًا من ذلك، قام غافيد بأرجحة يده اليمنى كما لو أنها سيف وأعاد توجيه مسار الهجوم لأعلى. من المدهش أن غافيد لم يتلقَ حتى خدشًا من الهجوم القوي. لم يسفك قطرة دم واحدة.

تحركت طاقة يوجين السحرية من خلال جسده وتحولت إلى وتر سهم الصاعقة بيرنوا، سحبه للخلف بكل سهولة. الجمع بين لهب البرق والسلاح العتيق قوي، حيث عزز الأول قدرات الأخير. عادة، يلتهم القوس الكثير من الطاقة السحرية التي يحتاجها لإطلاق سهم، لكن الطاقة السحرية المشبعة بلهب البرق سمحت بتكوين وتر بيرنوا دون إستهلاك كبير.

 

إنتشر الإرتباك في المنطقة وبدا واضحًا، ولم يكن غافيد هو الوحيد الذي يكافح لفهم التحول المفاجئ للأحداث. أميليا، التي كانت راكعة بجانبه بطريقة مماثلة، نظرت إلى يوجين بمزيج من التهيج وتلميح من نية القتل. هي تعلم جيدًا أن القوة الإلهية حاسمة ضد السحر الأسود، وعلى الرغم من أنها تمكنت من التراجع وتجنب الوقوع في المعركة، إلا أنها لم تستطِع إلا أن تتساءل عن مقدار الضرر الذي كانت ستتعرض له لو وقعت في هذا الهجوم المفاجئ.

تمزق كم غافيد، وشد أسنانه بإحباط وهو يحدق في القماش الممزق. بالكاد تحمل عدم التعبير عن غضبه، ليس لديه وقت لمثل هذه الأمور التافهة. عندما تلاشى البرق، إصطدم هجوم قوي آخر بِـغافيد، مُرسلًا إياه يطير في الهواء.

تحركت طاقة يوجين السحرية من خلال جسده وتحولت إلى وتر سهم الصاعقة بيرنوا، سحبه للخلف بكل سهولة. الجمع بين لهب البرق والسلاح العتيق قوي، حيث عزز الأول قدرات الأخير. عادة، يلتهم القوس الكثير من الطاقة السحرية التي يحتاجها لإطلاق سهم، لكن الطاقة السحرية المشبعة بلهب البرق سمحت بتكوين وتر بيرنوا دون إستهلاك كبير.

 

لم تستطِع انيسيه إلا أن تهمس لنفسها، “ذلك اللقيط المجنون.” وهي تشاهد يوجين يطلق العنان لغضبه على غافيد. في حين أن الآخرين ربما لم يفهموا سبب هياج يوجين المفاجئ، عرفت انيسيه الحقيقة. يصدر يوجين دائمًا أحكامًا حذرة ومحسوبة بطريقته الخاصة، ولكن في تلك اللحظة، إستحوذت عواطفه على عقله. من المحتمل أن تكون شخصية هامل التي لا يمكن التنبؤ بها قد تسببت في فقدان يوجين للسيطرة.

أطلق يوجين العنان لرمح التنين خاربوس، وجمع كمية هائلة من الطاقة السحرية في نقطة واحدة وأطلق العنان لها بضربة قوية. مشابهٌ لأنفاس التنين في ضراوته، وبينما لم يستطِع يوجين إطلاق الهجوم عدة مرات في وقت واحد، فَـهذه الضربة الواحدة تكفي لإثارة الخوف في قلوب أعدائه. في الماضي، كافح يوجين لإستخدام رمح التنين إلى أقصى حد بسبب إفتقاره إلى الطاقة السحرية، ولكن الآن، يمكنه إطلاق العنان لقوته الكاملة دون بذل الكثير من الجهد.

تبادل الإثنان ضربة أخرى.

 

 

قال يوجين: “لقد طِرتَ بعيدًا جدًا.”

 

 

لطالما كان ولاء غافيد لملك الحصار الشيطاني ثابتًا، يعلم يوجين أنه طالما امتنع عن دفع غافيد بعيدًا جدًا، فلن يكشف عن المجد أو يستخدم عين المجد الإلهي الشيطانية. بدلًا من ذلك، سَـيتبع غافيد بطاعة أوامر ملك الشياطين بأفضل ما في وسعه.

إنحنت شفاه يوجين لأعلى بإبتسامة عندما سحب رمح التنين خاربوس إلى عباءته بعد أن تم إلقاء غافيد مسافة كبيرة بعيدًا. ومع ذلك، هو يعلم أن إستخدام رمح الشيطان لوينتوس، أو مطرقة الإبادة جيغولاث، أو سيف المون لايت من شأنه أن يستفز غافيد ويدفعه إلى إستلال المجد. على الرغم من خضوع غافيد تمامًا لإرادة ملك الحصار الشيطاني، يدرك يوجين جيدًا أن غافيد لن يتردد في سحب السيف إذا تم دفعه إلى حدوده.

“لم يكن في يد سيد السيف المقدس حيلة.” تمتم البابا بعد توقف طفيف بينما يتذكر الأحداث التي وقعت في غرفة الجمهور. لم يتخيل أحد أن مثل هذه الكلمات ستخرج من شفاه هذا المُتعصب العنيد.

 

غالبا ما فكر ألتشستر دراغونيك فيما كان يمكن أن يحدث لو إختار سلفه، أوريكس دراغونيك، مرافقة فيرموث العظيم ورفاقه — هامل الغبي، سيينا الحكيمة، انيسيه المؤمنة ومولون الشجاع — بدلًا من البقاء في الخلف لحراسة إمبراطورية كيهل خلال الحرب قبل ثلاثمائة عام. تساءل عما كان سيكون عليه الحال لو صار سلفه أحد الأبطال الأسطوريين المحفورين في التاريخ وغالبًا ما وجد نفسه ضائعًا في التفكير، متخيلًا كيف كان سيكون هذا الواقع.

لطالما كان ولاء غافيد لملك الحصار الشيطاني ثابتًا، يعلم يوجين أنه طالما امتنع عن دفع غافيد بعيدًا جدًا، فلن يكشف عن المجد أو يستخدم عين المجد الإلهي الشيطانية. بدلًا من ذلك، سَـيتبع غافيد بطاعة أوامر ملك الشياطين بأفضل ما في وسعه.

الفصل 238: ليهاين (9)

 

 

لن يستخدم يوجين توقيعه. قيمة الأوراق الرابحة في جعبته لن تزداد إلا إذا تم الإحتفاظ بها سرًا، لذلك إعتمد يوجين فقط على السيف المقدس وهو يتقدم للأمام.

بوم!

 

يوجين لايونهارت ليس مجرد مبارز مذهل؛ بل يمتلك العديد من الصفات الرائعة التي جعلته يبرز عن البقية. موهبته في السيف وغريزته القتالية منقطعة النظير، لكنه إمتلك أكثر من ذلك حتى. يوجين أيضًا كريم وحكيم بشكل لا يصدق، حيث يبذل دائمًا كل ما بوسعِهِ لمساعدة من حوله. حتى أنه أخذ الوقت الكافي لتعليم إبن ألتشستر الصغير، ليو، تقنيات للتعامل بشكل أفضل مع الطاقة السحرية. إمتلك يوجين أيضًا طبيعة متواضعة. على الرغم من موهبته المذهلة، إلا أنه لم يُظهِر أي غطرسة خلال فترة وجوده في عائلة دراغونيك. لذا ليس من المستغرب أن يُكِنَّ ألتشستر الكثير من الإحترام والتقدير له.

إلتوى وجه ستراوت الثاني بغضب وهو يصرخ، “أ-أوقف ذلك المجنون!” لم يستطِع فهم سبب مهاجمة يوجين فجأة لدوق هيلموث، خاصة بعد رحيل ملك الحصار الشيطاني للتو. ما السبب وراء إستفزاز غافيد ليندمان بهذه الطريقة؟ جعلت الفكرة دم ستراوت يغلي بالإرتباك والإحباط. “السير ألتشستر! نحن بحاجة إلى….”

 

ضاقت عيون ألتشستر وهو ينظر إلى الوضع أمامه. على الرغم من أنه غير متأكدٍ تمامًا مما يحدث، إلا أنه يملك إيمانًا كافيًا بقدرات يوجين وإعتقد بأن العبقري الشاب لن يتصرف بدون سبب.

‘وحي؟’

 

 

“لا أعتقد أن ذلك سيكون ضروريًا.” أجاب ألتشستر، صوته هادئ ومحسوب. على الرغم من إلحاح الوضع، صمم ألتشستر على الحفاظ على رباطة جأشه.

ومع ذلك، يوجين لا يهاجم غافيد للحصول على فهم أفضل لشفرة الحصار لإعداد نفسه بشكل أفضل للمستقبل.

 

 

– البطل مالك السيف المقدس – يوجين لايونهارت، إذا كنت ترغب في مواصلة إرث سلفك، فسوف تتوجه يومًا ما إلى هيلموث كبطل.

 

 

 

أَكَنَّ ألتشستر تقديرًا كبيرًا لِـيوجين، لدرجة أنه عهد إليه بتقنية عائلته السرية، السيف الفارغ. ولم يخيب يوجين آماله؛ فقد أتقن هذه التقنية بسرعة وخلق عدة طبقات منها في وقت قصير.

كرررك….!

 

بزززززز!

يوجين لايونهارت ليس مجرد مبارز مذهل؛ بل يمتلك العديد من الصفات الرائعة التي جعلته يبرز عن البقية. موهبته في السيف وغريزته القتالية منقطعة النظير، لكنه إمتلك أكثر من ذلك حتى. يوجين أيضًا كريم وحكيم بشكل لا يصدق، حيث يبذل دائمًا كل ما بوسعِهِ لمساعدة من حوله. حتى أنه أخذ الوقت الكافي لتعليم إبن ألتشستر الصغير، ليو، تقنيات للتعامل بشكل أفضل مع الطاقة السحرية. إمتلك يوجين أيضًا طبيعة متواضعة. على الرغم من موهبته المذهلة، إلا أنه لم يُظهِر أي غطرسة خلال فترة وجوده في عائلة دراغونيك. لذا ليس من المستغرب أن يُكِنَّ ألتشستر الكثير من الإحترام والتقدير له.

 

 

“يوجين لايونهارت!” بمجرد عودة يوجين، هدر إمبراطور كيهل. “ماذا فعلت!؟ كيف أمكنك مهاجمة دوق هيلموث؟”

‘بالنسبة لك، يجب أن تكون فرصة الصدام ضد شفرة الحصار شيئًا لا يمكن شِراؤه بأي مبلغ من المال. علاوة على ذلك، نظرًا لأن ملك الحصار الشيطاني دعاك بالضيف ووعد بمعاملتك وفقًا لذلك، فلن يتمكن فارسه المُخلِص من التصرف بتهورٍ تجاهك….’

 

بينما كان ألتشستر يفكر في هجوم يوجين غير المتوقع على غافيد، أدرك الجرأة والذكاء وراء تصرفات يوجين. بإبتسامة سعيدة ودفء في قلبه، أومأ ألتشستر بإتفاق. لم يستطِع ألتشستر إلا أن يشعر بالفخر والإعجاب بشخصية يوجين وإعتقدَ أنه في يوم من الأيام، سيرتفع كبطل، ويقف طويلًا وفخورًا عندما يعلن عن مهمته لقتل ملوك الشياطين.

“يوجين لايونهارت!” بمجرد عودة يوجين، هدر إمبراطور كيهل. “ماذا فعلت!؟ كيف أمكنك مهاجمة دوق هيلموث؟”

 

“أنا….”

إحترم ألتشستر دراغونيك أسلافه كثيرًا، وليس أكثر من أوريكس دراغونيك، الذي إتخذ القرار النبيل بالبقاء في الخلف وحماية إمبراطورية كيهل خلال الحرب قبل ثلاثة قرون بدلًا من الإنضمام إلى المعركة في هيلموث. أُعجب ألتشستر بإحساس جده بالواجب والشرف، لكن في بعض الأحيان، لم يستطِع إلا أن يتساءل عن ما كان قد يكون حدث لو قرر سلفه فعل شيء مختلف.

 

 

“الوحي.” قال يوجين.

غالبا ما فكر ألتشستر دراغونيك فيما كان يمكن أن يحدث لو إختار سلفه، أوريكس دراغونيك، مرافقة فيرموث العظيم ورفاقه — هامل الغبي، سيينا الحكيمة، انيسيه المؤمنة ومولون الشجاع — بدلًا من البقاء في الخلف لحراسة إمبراطورية كيهل خلال الحرب قبل ثلاثمائة عام. تساءل عما كان سيكون عليه الحال لو صار سلفه أحد الأبطال الأسطوريين المحفورين في التاريخ وغالبًا ما وجد نفسه ضائعًا في التفكير، متخيلًا كيف كان سيكون هذا الواقع.

“لا أعتقد أن ذلك سيكون ضروريًا.” أجاب ألتشستر، صوته هادئ ومحسوب. على الرغم من إلحاح الوضع، صمم ألتشستر على الحفاظ على رباطة جأشه.

 

سبب رد فعله المتأخر بسيط. لم يفهم لماذا هناك سيف يسقط على رأسه. لقد كانوا في حضور ملك الحصار الشيطاني حتى لحظة مضت. على الرغم من أنه لم ينزل في شكله الحقيقي، إلا أن ملك الحصار الشيطاني أخذ جسدًا ماديًا من الظلام إحتراما للبشر غير المهمين المجتمعين هنا.

‘أنا محظوظ.’

لم يمد ملك الحصار الشيطاني كرم الضيافة إلا إلى يوجين، تاركًا أي شخص آخر كأهداف محتمل لشفرة الحصار. أي تدخل يمكن أن يؤدي إلى عواقب مميتة، وانيسيه غير مستعدة للمخاطرة بسلامة أي شخص آخر.

حافظ ألتشستر على إبتسامة رقيقة على الرغم من أن ستراوت الثاني غاضب بجانبه. ضاع ألتشستر في أفكاره، مع الأخذ في الإعتبار إحتمال أن يبحث يوجين لايونهارت يومًا ما عن رفقاء لتحدي بابل. في هذه الحالة، عرف ألتشستر أنه سيتخلى عن كل ما لديه، ومكانته كدوق كيهل، ومكانته في عائلة دراغونيك، لمجرد أن يكون جزءًا من هذا المسعى البطولي الذي سَـيُسَجلَ في التاريخ.

 

 

بابل، قلعة ملك الحصار الشيطاني في بانديمونيوم، وقفت شامخة من تسعة وتسعين طابقًا، كل منها يعمل بالمسؤولين والعمال الذين أداروا أمن القلعة في أوقات السلم. ولكن عندما يتجرأ شخص ما على تحدي عرش ملك الشياطين، تتحول القلعة إلى قلعة شيطانية تمامًا كما كانت قبل ثلاثمائة عام. هناك عدد لا يحصى من الفخاخ والشياطين والوحوش الكامنة في كل زاوية، كل ذلك لعرقلة طريق المتحدي. ويحرس غافيد ليندمان، شفرة الحصار، الطابق الذي يقع أسفل القصر مباشرة، وعلى الرغم من المحاولات العديدة من قبل المنافسين، لم يتخطاه أحد على الإطلاق بإستثناء فيرموث العظيم ورفاقه.

ومع ذلك، يوجين لا يهاجم غافيد للحصول على فهم أفضل لشفرة الحصار لإعداد نفسه بشكل أفضل للمستقبل.

لم ينظر إلى الوراء أبدًا، ولا حتى مرة واحدة. وقف غافيد بصمت وهو يحدق في ظهر يوجين. ثم نظر إلى السيف الشيطاني في يده، ثم الخرقة المتبقية التي أطلق عليها ذات مرة زيه العسكري.

 

 

‘هذا مثالي للتنفيس عن غضبي.’

إرتفعت حواجب غافيد لأعلى وقال ساخرًا. “لا تختبرني أيها الإنسان….! حتى لو إعترف بك السيف المقدس، وحتى مع حقيقة كون دماء فيرموث تتدفق بكثافة في عروقك….! أنت لست فيرموث. هل تعتقد حقًا أنك تستطيع الوصول إلى مستواه؟”

هذا كل شيء. يوجين الآن يطلق كل المشاعر التي يحملها من حياته الماضية، مع العلم أن غافيد لا يستطيع الرد أو إستخدام سيفه بحرية. هذا هو السبب الوحيد وراء هجومه الدؤوب.

لن يستخدم يوجين توقيعه. قيمة الأوراق الرابحة في جعبته لن تزداد إلا إذا تم الإحتفاظ بها سرًا، لذلك إعتمد يوجين فقط على السيف المقدس وهو يتقدم للأمام.

 

 

لم تستطِع انيسيه إلا أن تهمس لنفسها، “ذلك اللقيط المجنون.” وهي تشاهد يوجين يطلق العنان لغضبه على غافيد. في حين أن الآخرين ربما لم يفهموا سبب هياج يوجين المفاجئ، عرفت انيسيه الحقيقة. يصدر يوجين دائمًا أحكامًا حذرة ومحسوبة بطريقته الخاصة، ولكن في تلك اللحظة، إستحوذت عواطفه على عقله. من المحتمل أن تكون شخصية هامل التي لا يمكن التنبؤ بها قد تسببت في فقدان يوجين للسيطرة.

 

 

انيسيه، ومع ذلك، لم تضحك. أعادت بهدوء جناحيها ونظرت إلى يوجين بعيون يمكن أن تقتل.

“أوووه….” أطلق مولون صرخة عالية وشد قبضتيه في محاولة للإنضمام إلى المعركة.

بابل، قلعة ملك الحصار الشيطاني في بانديمونيوم، وقفت شامخة من تسعة وتسعين طابقًا، كل منها يعمل بالمسؤولين والعمال الذين أداروا أمن القلعة في أوقات السلم. ولكن عندما يتجرأ شخص ما على تحدي عرش ملك الشياطين، تتحول القلعة إلى قلعة شيطانية تمامًا كما كانت قبل ثلاثمائة عام. هناك عدد لا يحصى من الفخاخ والشياطين والوحوش الكامنة في كل زاوية، كل ذلك لعرقلة طريق المتحدي. ويحرس غافيد ليندمان، شفرة الحصار، الطابق الذي يقع أسفل القصر مباشرة، وعلى الرغم من المحاولات العديدة من قبل المنافسين، لم يتخطاه أحد على الإطلاق بإستثناء فيرموث العظيم ورفاقه.

 

نما شعاع السيف المقدس أكثر إشراقًا. رائع بما يكفي لتبديد الظلام، لكنه لم ينضح بشعور القداسة. بدلًا من ذلك، أشع بوحشية، مثل لهيب الحرب مهددًا بتدمير كل شيء.

ومع ذلك، تشبثت انيسيه بسرعة بذراعه وأنبته بصوت هادئ، مما منعه من التدخل، “أنت أيها الأحمق. ماذا سَـنفعل إذا هاجمته أيضًا؟”

 

“أنا….”

“هل تراني أحمقًا؟ أنا يوجين لايونهارت، وليس فيرموث لايونهارت. أليس هذا واضحًا؟” رد يوجين.

“لا تُجِبني. صوتك مرتفع للغاية لدرجة أن الجميع سوف يسمعون كلماتك، حتى لو همست. لذا فقط أغلق فمك وإستمع إلي بعناية. لا تفعل أي شيء، إبقَ واقفًا هنا فقط.” قالت انيسيه.

 

 

 

لم يمد ملك الحصار الشيطاني كرم الضيافة إلا إلى يوجين، تاركًا أي شخص آخر كأهداف محتمل لشفرة الحصار. أي تدخل يمكن أن يؤدي إلى عواقب مميتة، وانيسيه غير مستعدة للمخاطرة بسلامة أي شخص آخر.

 

 

“….ماذا؟” قال غافيد، مرتبكًا.

بينما غيلياد يفكر في الموقف، توصل إلى نفس الإدراك مثل ألتشستر. شفرة الحصار غير مهتم بمهاجمة يوجين وظل راضيًا ببساطة عن صد هجماته الهائجة. ومع ذلك، عرف غيلياد أن المعركة لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى. إستلَّ نصله وتحرك إلى الأمام، مصممًا على وضع حد للقتال. إنضمت كارمن أيضًا، وإرتدت سلاحها، مدمر السماء.

 

 

 

“يـ-يرجى الإنتظار قليلًا.”حاولت انيسيه إيقاف أفراد عائلة لايونهارت، لكنها لم تستطِع معرفة ما ستقوله. ترددت للحظة، ثم أغلقت عينيها بإحكام. “آ-آآآآآآه!”

في اللحظة التي غُمِرَ فيها بالنور، إستل غافيد سيف المجد غريزيًا.

أطلقت انيسيه صراخا، على الرغم من شعورها بالحرج والإذلال. بعزم، رفعت جناحَي الضوء خاصتها وأمسكت شعرها بإحكام. شعرت أن جناحين لن يكونا كافيين، وأظهرت جناحين آخرين ونشرتهما، والآن عرضت بفخر أربعة أجنحة في المجموع.

بينما كان ألتشستر يفكر في هجوم يوجين غير المتوقع على غافيد، أدرك الجرأة والذكاء وراء تصرفات يوجين. بإبتسامة سعيدة ودفء في قلبه، أومأ ألتشستر بإتفاق. لم يستطِع ألتشستر إلا أن يشعر بالفخر والإعجاب بشخصية يوجين وإعتقدَ أنه في يوم من الأيام، سيرتفع كبطل، ويقف طويلًا وفخورًا عندما يعلن عن مهمته لقتل ملوك الشياطين.

 

 

“وحي النور!” صرخت.

 

 

 

[الأخت!] لم تستطع كريستينا إلا أن تصرخ.

 

 

 

‘رجاءً إبقي صامتة وفي مكانك. هذا يحرجني أكثر مما يحرجك.’

هل ذلك صحيح؟ شم يوجين بينما تذكر كلمات فيرموث. “إذا لم أذهب إلى بابل أبدًا، فلن تقتلني أبدًا.”

تردد صدى عقل كريستينا بالصراخ وهي تشاهد سلوك انيسيه المتسرع. إرتجف جسدها بشكل لا يمكن السيطرة عليه كما لو أن قوة إلهية تتملكها بينما مزقت شعرها لتضيف إلى المشهد الدرامي. إرتفعت أجنحة انيسيه وتوهجت مثل الشمس، ولم تترك لفرسان لايونهارت أي خيار سوى التوقف في مساراتهم وتحويل إنتباههم إليها.

 

 

 

بينما إستمرت انيسيه في التظاهر بأن الوحي الإلهي ينزل عليها، دفع يوجين غافيد بلا هوادة حتى إصطدم بالحائط. لم يتم إستخدام عين المجد الإلهي الشيطانية، وظل سيف المجد في غمده. نظر غافيد إلى يوجين بنية قتل شرسة.

 

 

 

“هل أنت متأكد من النظر إليَّ، أنا ضيف سيدك، هكذا؟” قال يوجين بسخرية.

عندما سحب يوجين القوس، تم إطلاق صاعقة أرجوانية من الرعد، مما تسبب في إرتعاش الهواء المحيط. قوة السهم أكبر بما لا يقاس من ذي قبل، تاركة الجميع مصدومين ومُندَهشين مما يوشك يوجين على إطلاقه. وضع غافيد يده بشكل إنعكاسي على سيفه – المجد، مستعدًا لإستلال سيفه من غمده في أي لحظة.

 

الفصل 238: ليهاين (9)

“أنت….أنت أيها الوغد الصغير. كنت تعلم أنني لن أقاوم….!” أجاب غافيد، وصرَّ أسنانه.

أطلق يوجين العنان لرمح التنين خاربوس، وجمع كمية هائلة من الطاقة السحرية في نقطة واحدة وأطلق العنان لها بضربة قوية. مشابهٌ لأنفاس التنين في ضراوته، وبينما لم يستطِع يوجين إطلاق الهجوم عدة مرات في وقت واحد، فَـهذه الضربة الواحدة تكفي لإثارة الخوف في قلوب أعدائه. في الماضي، كافح يوجين لإستخدام رمح التنين إلى أقصى حد بسبب إفتقاره إلى الطاقة السحرية، ولكن الآن، يمكنه إطلاق العنان لقوته الكاملة دون بذل الكثير من الجهد.

 

 

بووم!

“أنت….أنت أيها الوغد الصغير. كنت تعلم أنني لن أقاوم….!” أجاب غافيد، وصرَّ أسنانه.

تم إعتراض هجوم يوجين من قبل غافيد، الذي إستخدم ساعده كدرع. على الرغم من مظهره النقي سابقًا، صار زي غافيد الآن ممزقًا وقذرًا، وصار شعره المصمم بشكل مثالي أشعثًا الآن.

لم يستطِع غافيد فعل شيء إلا حك جبينه بإرتباك عندما رأى يوجين يرمي السيف المقدس في الهواء. ما هو الغرض من مثل هذا العمل الغريب؟ ومع ذلك، لم يستغرِق الأمر وقتا طويلًا حتى أدرك السبب وراء عمل يوجين الذي بدا غريبًا. في اللحظة التي ترك فيها السيف المقدس يده، أخرج يوجين على الفور قوسًا ضخمًا.

 

“وحي النور!” صرخت.

“من قال لك ألَّا ترد؟ لو ترغب في ذلك، فإنطلق، هيا.” سخر يوجين.

 

 

 

“هل أنت واثق من قدرتك على تحمل عواقب فعلتك….!؟ إنقُش هذا في عقلك، أنت أيها الشيء اللعين. السبب الوحيد الذي يسمح لك بالتنفس والحفاظ على حياتك هو أن جلالة الملك قال أنك ضيفه وأنه يتطلع إلى رؤيتك في بابل….!” صاح غافيد.

“أليس كذلك؟ هل سَـتأتي لقتلي نفسك لو لم أبدأ رحلتي إلى بابل؟ لو فعلت ذلك، ألن يتم إنتهاك رغبات ملك الحصار الشيطاني؟” سخر يوجين.

 

 

“بالحديث عن ذلك، عندما آتي إلى بابل، هل سَـتفسح المجال لي حتى أتمكن من الصعود لأعلى في سلام؟” سأل يوجين ساخرًا.

 

 

‘لكنني حكمت بأنني لا أستطيع. لماذا إذن؟ هل ذلك بسبب قوة السيف المقدس الإلهية؟ حتى مع ذلك….’

صرخ غافيد ردًا على كلامه، وعيناه تلمعان بِـنية القتل. “هراء! لم يقل جلالة الملك كلمة واحدة عن فتح الأبواب لك.”

“آه، لا داعي للقلق بشأن ذلك.” قال يوجين ساخرًا: “سأتوجه بالتأكيد إلى قلعة ملك الشياطين.” ضحك بينما يشير إلى أكمام غافيد الممزقة.

لقد مرت ثلاثمائة سنة طويلة. ألم يكن هناك من شعب الشياطين من تحدى ملك الشياطين دون معرفة مكانه في هذه الأثناء؟ تقدم عدد لا يحصى من الأرستقراطيين الشباب والطموحين لتحدي ملك الشياطين، واثقين من قوتهم. ولكن لم يكن أيٌّ منهم يعرف حقًا مَنزِلَتَه.

– لا تكُن وقحًا.

 

 

بابل، قلعة ملك الحصار الشيطاني في بانديمونيوم، وقفت شامخة من تسعة وتسعين طابقًا، كل منها يعمل بالمسؤولين والعمال الذين أداروا أمن القلعة في أوقات السلم. ولكن عندما يتجرأ شخص ما على تحدي عرش ملك الشياطين، تتحول القلعة إلى قلعة شيطانية تمامًا كما كانت قبل ثلاثمائة عام. هناك عدد لا يحصى من الفخاخ والشياطين والوحوش الكامنة في كل زاوية، كل ذلك لعرقلة طريق المتحدي. ويحرس غافيد ليندمان، شفرة الحصار، الطابق الذي يقع أسفل القصر مباشرة، وعلى الرغم من المحاولات العديدة من قبل المنافسين، لم يتخطاه أحد على الإطلاق بإستثناء فيرموث العظيم ورفاقه.

 

 

[الأخت!] لم تستطع كريستينا إلا أن تصرخ.

“إذا أتيت إلى بابل، فسوف أحصد رأسك شخصيًا، وسأقدمه إلى جلالة الملك بيدي.” أعلن غافيد.

 

 

 

– لن يسمح لك ملك الحصار الشيطاني بتسلق بابل بسلام لأن هذه هي شخصيته وهكذا هو أسلوبه.

 

 

 

هل ذلك صحيح؟ شم يوجين بينما تذكر كلمات فيرموث. “إذا لم أذهب إلى بابل أبدًا، فلن تقتلني أبدًا.”

 

“….أيها الوغد….!”

 

“أليس كذلك؟ هل سَـتأتي لقتلي نفسك لو لم أبدأ رحلتي إلى بابل؟ لو فعلت ذلك، ألن يتم إنتهاك رغبات ملك الحصار الشيطاني؟” سخر يوجين.

 

 

 

إلتوى تعبير غافيد بعد سماع كلمات يوجين. بعض الأشياء لم تتغير على مدار ثلاثمائة عام، هذه أحدها. غافيد، هذا الشخص المباشر الواضح، لا يزال مطيعًا تمامًا لأوامر سيده.

 

 

[لا أستطيع إلقاء معجزة لإصلاح رأس مكسور حتى الآن.]

“إذا….لم تأتِ….! إذا حبست نفسك في عشيرة لايونهارت مختبئًا مثل الفئران، ثم سآتي إليك بنفسي. سَـيعطيني جلالة الملك الإذن للقيام بذلك….!”صاح غافيد بشدة.

“إذن فقد قمت أخيرًا بإخراج سيفك بعد أن تصرفت وكأنك لن تفعل كل هذا الوقت.” سخر يوجين أثناء خفض السيف المقدس الخافت. إرتجفت عيون غافيد عندما رأى إبتسامة يوجين.

 

 

تبادل الإثنان ضربة أخرى.

“إذن فقد قمت أخيرًا بإخراج سيفك بعد أن تصرفت وكأنك لن تفعل كل هذا الوقت.” سخر يوجين أثناء خفض السيف المقدس الخافت. إرتجفت عيون غافيد عندما رأى إبتسامة يوجين.

 

“إلى أين أنت ذاهب؟” سأل غافيد عندما رأى يوجين يمشي بعيدًا. السيف الشيطاني لا يزال في يده، لكن الإنسان الذي جعله يطلق سيفه بدأ يبتعد كما لو أنه لا يهتم.

بوم!

جلالة ملك الحصار الشيطاني، كان قد أنعم على الكل بظهوره في هذا المكان حتى قبل ثوان فقط. غافيد ليندمان هو دوق هيلموث، شفرة الحصار، والفارس الوحيد لملك الحصار الشيطاني. على الرغم من وجود عدد لا يحصى من العيون المحيطة بهم، إلا أن غافيد لم يخجل من الركوع والإنحناء أمام سيده. وهكذا، فقد حافظ على وضعية الركوع المحترمة حتى اللحظة التي إختفى فيها سيده تمامًا.

أعاد غافيد توجيه هجوم يوجين، مما أدى إلى حدوث صدع كبير في جدران حصن ليهاين.

لم يستطِع غافيد فعل شيء إلا حك جبينه بإرتباك عندما رأى يوجين يرمي السيف المقدس في الهواء. ما هو الغرض من مثل هذا العمل الغريب؟ ومع ذلك، لم يستغرِق الأمر وقتا طويلًا حتى أدرك السبب وراء عمل يوجين الذي بدا غريبًا. في اللحظة التي ترك فيها السيف المقدس يده، أخرج يوجين على الفور قوسًا ضخمًا.

 

 

“آه، لا داعي للقلق بشأن ذلك.” قال يوجين ساخرًا: “سأتوجه بالتأكيد إلى قلعة ملك الشياطين.” ضحك بينما يشير إلى أكمام غافيد الممزقة.

 

 

 

إرتفعت حواجب غافيد لأعلى وقال ساخرًا. “لا تختبرني أيها الإنسان….! حتى لو إعترف بك السيف المقدس، وحتى مع حقيقة كون دماء فيرموث تتدفق بكثافة في عروقك….! أنت لست فيرموث. هل تعتقد حقًا أنك تستطيع الوصول إلى مستواه؟”

 

“هل تراني أحمقًا؟ أنا يوجين لايونهارت، وليس فيرموث لايونهارت. أليس هذا واضحًا؟” رد يوجين.

“هذا….ما أنا فضولي حوله حقًا….أيضًا.” قال غافيد، لهجته مشوبة بالمرارة. إمتلأ صوت غافيد بغضبٍ هائج، وكافح للحفاظ على عواطفه تحت السيطرة. نظر إلى يوجين بالشك والإرتباك، وكافح من أجل فهم تصرفات الشاب أمامه.

 

ومع ذلك، تحت مظهره الزخرفي، عرف غافيد الهوية الحقيقية للقوس – سهم الصاعقة بيرنوا. إنه أحد الأسلحة القديمة التي إمتلكها فيرموث لايونهارت، وهو سلاح يمثل أصله ومن أين أتى لغزًا كبيرًا.

“حتى فيرموث لم يكن متعجرفًا مثلك!” زأر غافيد.

صرخ غافيد ردًا على كلامه، وعيناه تلمعان بِـنية القتل. “هراء! لم يقل جلالة الملك كلمة واحدة عن فتح الأبواب لك.”

 

 

قال يوجين: “حسنًا، بالطبع، هذا لأنني لست فيرموث لايونهارت.”

“لا أعتقد أن ذلك سيكون ضروريًا.” أجاب ألتشستر، صوته هادئ ومحسوب. على الرغم من إلحاح الوضع، صمم ألتشستر على الحفاظ على رباطة جأشه.

 

 

“غطرستك لا تعرف حدودًا….! من أين تأتي ثقتك التي لا أساس لها؟” سأل غافيد.

عندما سقط السيف بإتجاه غافيد، إلتفَّ ضوء لامع حوله، مما دفع الظلام الذي أحاط بهم. وجد غافيد، الذي أراد إستهلاك الضوء بقواه المظلمة، نفسه يتراجع بدلًا من ذلك، وتعبيره مرتبك وغير مُتأكِد. رفع رأسه ورأى يوجين يقف أمامه، ممسكًا آلتاير، السيف المقدس. إلتقت عيون الإثنين.

 

لقد مرت ثلاثمائة سنة طويلة. ألم يكن هناك من شعب الشياطين من تحدى ملك الشياطين دون معرفة مكانه في هذه الأثناء؟ تقدم عدد لا يحصى من الأرستقراطيين الشباب والطموحين لتحدي ملك الشياطين، واثقين من قوتهم. ولكن لم يكن أيٌّ منهم يعرف حقًا مَنزِلَتَه.

أوشك يوجين على إعطاء إجابة عشوائية عندما سمع صرخة انيسيه، “وحي النور!” ألقى لمحة جانبية ورأى انيسيه متوهجة مع أربعة أجنحة ظاهرة. لم يستطع يوجين إلا أن يضحك عند رؤية هذا.

 

 

 

“الوحي.” قال يوجين.

 

 

 

“….ماذا؟” قال غافيد، مرتبكًا.

 

 

“لم يكن في يد سيد السيف المقدس حيلة.” تمتم البابا بعد توقف طفيف بينما يتذكر الأحداث التي وقعت في غرفة الجمهور. لم يتخيل أحد أن مثل هذه الكلمات ستخرج من شفاه هذا المُتعصب العنيد.

“ألم تسمع؟ إنه وحي. قال السيف المقدس، الذي إعترف بي، والنور، أنني أستطيع أن أكون متعجرفًا.”

بابل، قلعة ملك الحصار الشيطاني في بانديمونيوم، وقفت شامخة من تسعة وتسعين طابقًا، كل منها يعمل بالمسؤولين والعمال الذين أداروا أمن القلعة في أوقات السلم. ولكن عندما يتجرأ شخص ما على تحدي عرش ملك الشياطين، تتحول القلعة إلى قلعة شيطانية تمامًا كما كانت قبل ثلاثمائة عام. هناك عدد لا يحصى من الفخاخ والشياطين والوحوش الكامنة في كل زاوية، كل ذلك لعرقلة طريق المتحدي. ويحرس غافيد ليندمان، شفرة الحصار، الطابق الذي يقع أسفل القصر مباشرة، وعلى الرغم من المحاولات العديدة من قبل المنافسين، لم يتخطاه أحد على الإطلاق بإستثناء فيرموث العظيم ورفاقه.

 

 

“هراء كامل!” صاح غافيد.

ولكن عندما وصلت يده إلى مقبض سيفه، دوى صوت سيده في رأسه. كيف يمكن أن ينسى؟ أخبره ملك الحصار الشيطاني منذ لحظات فقط. لقد أعرب سيده عن تطلعه لرؤية هذا الإنسان يصل إلى بابل. وقد أمره بعدم التصرف بوقاحة تجاه ذلك الإنسان. وحتى أنه دعا هذا الإنسان بِـضيفه.

 

 

تجاهل يوجين كلماته وركز قوة صيغة اللهب الأبيض على السيف المقدس.

– البطل مالك السيف المقدس – يوجين لايونهارت، إذا كنت ترغب في مواصلة إرث سلفك، فسوف تتوجه يومًا ما إلى هيلموث كبطل.

 

 

كراك!

سبب رد فعله المتأخر بسيط. لم يفهم لماذا هناك سيف يسقط على رأسه. لقد كانوا في حضور ملك الحصار الشيطاني حتى لحظة مضت. على الرغم من أنه لم ينزل في شكله الحقيقي، إلا أن ملك الحصار الشيطاني أخذ جسدًا ماديًا من الظلام إحتراما للبشر غير المهمين المجتمعين هنا.

حدث نفس ما حدث في ينبوع النور؛ بدأ السيف يلتهم الطاقة السحرية بشراهة. على الرغم من كونه بلا إيمان على الإطلاق، إلا أنه لم يستطِع إلا أن يتعجب من قدرة السيف على إصدار ضوء مشع يمكن أن يبدد كل الظلام في المنطقة المحيطة.

إرتفعت حواجب غافيد لأعلى وقال ساخرًا. “لا تختبرني أيها الإنسان….! حتى لو إعترف بك السيف المقدس، وحتى مع حقيقة كون دماء فيرموث تتدفق بكثافة في عروقك….! أنت لست فيرموث. هل تعتقد حقًا أنك تستطيع الوصول إلى مستواه؟”

 

“وحي النور!” صرخت.

ليس السيف المقدس فقط. بينما يستخدم يوجين السيف المقدس، شعر بإحساس حار وخفقان قادم من إصبع يده اليسرى. بدأ خاتم آغاروث الخاص بإله الحرب العتيق، الذي مُنِحَ له من قبل التنين الأحمر، يتفاعل مع الطاقة السحرية وإشراق السيف.

“أنت. ماذا تفعل؟” سألت أميليا بينما ترتعش شفتاها.

 

 

نما شعاع السيف المقدس أكثر إشراقًا. رائع بما يكفي لتبديد الظلام، لكنه لم ينضح بشعور القداسة. بدلًا من ذلك، أشع بوحشية، مثل لهيب الحرب مهددًا بتدمير كل شيء.

“أوووه….” أطلق مولون صرخة عالية وشد قبضتيه في محاولة للإنضمام إلى المعركة.

 

 

‘وحي؟’

“لا تُجِبني. صوتك مرتفع للغاية لدرجة أن الجميع سوف يسمعون كلماتك، حتى لو همست. لذا فقط أغلق فمك وإستمع إلي بعناية. لا تفعل أي شيء، إبقَ واقفًا هنا فقط.” قالت انيسيه.

وقف غافيد ساكنًا، متجمدا في مكانه بسبب الضوء المُهَدِد المنبعث من سيف يوجين المقدس. عندما نزل النور نحوه، شعر غافيد بقوة الضربة تؤثر عليه. بدا هذا الهجوم مختلفًا عن الهجوم السابق.

استدار غافيد بينما يقضم شفته السفلية. أعاد المجد إلى غمده، ثم قفز فوق الجدار الساقط. لم يعد يريد البقاء في القلعة. لم يعرف هل سَـيستطيع كبت غضبه إذا رأى وجه يوجين لايونهارت مرة أخرى بسبب هذا الإذلال. أُصيب فرسان الشياطين بالإرتباك من أفعاله، لكنهم سرعان ما تجمعوا وتبعوا غافيد فوق الجدار الساقط وخارج القلعة بعد تغطية أنفسهم بالضباب.

 

“حسنًا، كانت هذه مفاجأة.” تذمر يوجين، وهو يهز يده اليسرى. كان ينوي فقط تعزيز هجومه قليلًا، لكن حلقة آغاروث تفاعلت بشكل غير متناسب من تلقاء نفسها. ظل خاتم إله الحرب هادئًا عادة، لكنه يتصرف من تلقاء نفسه كلما إستخدم يوجين السيف المقدس.

في اللحظة التي غُمِرَ فيها بالنور، إستل غافيد سيف المجد غريزيًا.

كراك!

 

أجاب يوجين: “سأتوقف بما أنك سحبت سيفك.”

بووووم!

تمزق كم غافيد، وشد أسنانه بإحباط وهو يحدق في القماش الممزق. بالكاد تحمل عدم التعبير عن غضبه، ليس لديه وقت لمثل هذه الأمور التافهة. عندما تلاشى البرق، إصطدم هجوم قوي آخر بِـغافيد، مُرسلًا إياه يطير في الهواء.

تحطم الجدار إلى أنقاض، لكن غافيد ظل سالمًا. ومع ذلك، تم تثبيت إنتباهه على السيف في قبضته. لقد تصرف بغريزة خالصة، غير قادر على مقاومة الرغبة في إستلال سيفه. كان يجب عليه أن يتلقى الضربة فقط ويترك جسده يتجدد، لكنه فشل في التحكم في دوافعه.

 

 

 

‘لكنني حكمت بأنني لا أستطيع. لماذا إذن؟ هل ذلك بسبب قوة السيف المقدس الإلهية؟ حتى مع ذلك….’

 

إرتجفت شفاه غافيد.

جلالة ملك الحصار الشيطاني، كان قد أنعم على الكل بظهوره في هذا المكان حتى قبل ثوان فقط. غافيد ليندمان هو دوق هيلموث، شفرة الحصار، والفارس الوحيد لملك الحصار الشيطاني. على الرغم من وجود عدد لا يحصى من العيون المحيطة بهم، إلا أن غافيد لم يخجل من الركوع والإنحناء أمام سيده. وهكذا، فقد حافظ على وضعية الركوع المحترمة حتى اللحظة التي إختفى فيها سيده تمامًا.

 

كرررك….!

“إذن فقد قمت أخيرًا بإخراج سيفك بعد أن تصرفت وكأنك لن تفعل كل هذا الوقت.” سخر يوجين أثناء خفض السيف المقدس الخافت. إرتجفت عيون غافيد عندما رأى إبتسامة يوجين.

لم تستطِع انيسيه إلا أن تهمس لنفسها، “ذلك اللقيط المجنون.” وهي تشاهد يوجين يطلق العنان لغضبه على غافيد. في حين أن الآخرين ربما لم يفهموا سبب هياج يوجين المفاجئ، عرفت انيسيه الحقيقة. يصدر يوجين دائمًا أحكامًا حذرة ومحسوبة بطريقته الخاصة، ولكن في تلك اللحظة، إستحوذت عواطفه على عقله. من المحتمل أن تكون شخصية هامل التي لا يمكن التنبؤ بها قد تسببت في فقدان يوجين للسيطرة.

 

ومع ذلك، يوجين لا يهاجم غافيد للحصول على فهم أفضل لشفرة الحصار لإعداد نفسه بشكل أفضل للمستقبل.

وضع يوجين السيف المقدس داخل عباءته قبل أن يستدير.

 

 

[الأخت!] لم تستطع كريستينا إلا أن تصرخ.

“إلى أين أنت ذاهب؟” سأل غافيد عندما رأى يوجين يمشي بعيدًا. السيف الشيطاني لا يزال في يده، لكن الإنسان الذي جعله يطلق سيفه بدأ يبتعد كما لو أنه لا يهتم.

 

 

تحركت طاقة يوجين السحرية من خلال جسده وتحولت إلى وتر سهم الصاعقة بيرنوا، سحبه للخلف بكل سهولة. الجمع بين لهب البرق والسلاح العتيق قوي، حيث عزز الأول قدرات الأخير. عادة، يلتهم القوس الكثير من الطاقة السحرية التي يحتاجها لإطلاق سهم، لكن الطاقة السحرية المشبعة بلهب البرق سمحت بتكوين وتر بيرنوا دون إستهلاك كبير.

أجاب يوجين: “سأتوقف بما أنك سحبت سيفك.”

‘أنا محظوظ.’

 

لم يستطِع غافيد فعل شيء إلا حك جبينه بإرتباك عندما رأى يوجين يرمي السيف المقدس في الهواء. ما هو الغرض من مثل هذا العمل الغريب؟ ومع ذلك، لم يستغرِق الأمر وقتا طويلًا حتى أدرك السبب وراء عمل يوجين الذي بدا غريبًا. في اللحظة التي ترك فيها السيف المقدس يده، أخرج يوجين على الفور قوسًا ضخمًا.

“ماذا….؟”

 

تابع يوجين: “لأنني لا أمتلك سببًا للإستمرار بعد الآن.”

إنحنت شفاه يوجين لأعلى بإبتسامة عندما سحب رمح التنين خاربوس إلى عباءته بعد أن تم إلقاء غافيد مسافة كبيرة بعيدًا. ومع ذلك، هو يعلم أن إستخدام رمح الشيطان لوينتوس، أو مطرقة الإبادة جيغولاث، أو سيف المون لايت من شأنه أن يستفز غافيد ويدفعه إلى إستلال المجد. على الرغم من خضوع غافيد تمامًا لإرادة ملك الحصار الشيطاني، يدرك يوجين جيدًا أن غافيد لن يتردد في سحب السيف إذا تم دفعه إلى حدوده.

 

عندما سقط السيف بإتجاه غافيد، إلتفَّ ضوء لامع حوله، مما دفع الظلام الذي أحاط بهم. وجد غافيد، الذي أراد إستهلاك الضوء بقواه المظلمة، نفسه يتراجع بدلًا من ذلك، وتعبيره مرتبك وغير مُتأكِد. رفع رأسه ورأى يوجين يقف أمامه، ممسكًا آلتاير، السيف المقدس. إلتقت عيون الإثنين.

لم ينظر إلى الوراء أبدًا، ولا حتى مرة واحدة. وقف غافيد بصمت وهو يحدق في ظهر يوجين. ثم نظر إلى السيف الشيطاني في يده، ثم الخرقة المتبقية التي أطلق عليها ذات مرة زيه العسكري.

 

 

 

“…..”

 

إبتلع غافيد الغضب الذي إندلع من أعماق قلبه. أراد أن يقطع هذا الإنسان في هذه اللحظة، لكنه يعلم أنه لا يستطيع. فَـأمر سيدهِ مُطلق. حتى مع ذلك….لقد إستلَّ المجد. لقد شعر بالعار والإذلال لكونه قد أخرج سيفه دون أوامر من ملك الحصار الشيطاني.

وجَّهَ الإمبراطور نظرته الغبية نحو البابا. “يا له….من عذر سخيف….! أُنظر هنا، أيها البابا آيوريوس. هل تخطط للسماح له بإستخدام إله النور، العظيم الرائع، كذريعة هكذا؟”

 

 

كرررك….!

 

استدار غافيد بينما يقضم شفته السفلية. أعاد المجد إلى غمده، ثم قفز فوق الجدار الساقط. لم يعد يريد البقاء في القلعة. لم يعرف هل سَـيستطيع كبت غضبه إذا رأى وجه يوجين لايونهارت مرة أخرى بسبب هذا الإذلال. أُصيب فرسان الشياطين بالإرتباك من أفعاله، لكنهم سرعان ما تجمعوا وتبعوا غافيد فوق الجدار الساقط وخارج القلعة بعد تغطية أنفسهم بالضباب.

“وحي النور!” صرخت.

 

 

“حسنًا، كانت هذه مفاجأة.” تذمر يوجين، وهو يهز يده اليسرى. كان ينوي فقط تعزيز هجومه قليلًا، لكن حلقة آغاروث تفاعلت بشكل غير متناسب من تلقاء نفسها. ظل خاتم إله الحرب هادئًا عادة، لكنه يتصرف من تلقاء نفسه كلما إستخدم يوجين السيف المقدس.

 

 

هذا كل شيء. يوجين الآن يطلق كل المشاعر التي يحملها من حياته الماضية، مع العلم أن غافيد لا يستطيع الرد أو إستخدام سيفه بحرية. هذا هو السبب الوحيد وراء هجومه الدؤوب.

“يوجين لايونهارت!” بمجرد عودة يوجين، هدر إمبراطور كيهل. “ماذا فعلت!؟ كيف أمكنك مهاجمة دوق هيلموث؟”

تابع يوجين: “لأنني لا أمتلك سببًا للإستمرار بعد الآن.”

“الوحي!” صاح يوجين بينما رفع يديه. تركت صرخته الدرامية الصاخبة الإمبراطور عاجزًا عن الكلام. “وهذا ما حدث.”

إنحنت شفاه يوجين لأعلى بإبتسامة عندما سحب رمح التنين خاربوس إلى عباءته بعد أن تم إلقاء غافيد مسافة كبيرة بعيدًا. ومع ذلك، هو يعلم أن إستخدام رمح الشيطان لوينتوس، أو مطرقة الإبادة جيغولاث، أو سيف المون لايت من شأنه أن يستفز غافيد ويدفعه إلى إستلال المجد. على الرغم من خضوع غافيد تمامًا لإرادة ملك الحصار الشيطاني، يدرك يوجين جيدًا أن غافيد لن يتردد في سحب السيف إذا تم دفعه إلى حدوده.

وجَّهَ الإمبراطور نظرته الغبية نحو البابا. “يا له….من عذر سخيف….! أُنظر هنا، أيها البابا آيوريوس. هل تخطط للسماح له بإستخدام إله النور، العظيم الرائع، كذريعة هكذا؟”

 

“لم يكن في يد سيد السيف المقدس حيلة.” تمتم البابا بعد توقف طفيف بينما يتذكر الأحداث التي وقعت في غرفة الجمهور. لم يتخيل أحد أن مثل هذه الكلمات ستخرج من شفاه هذا المُتعصب العنيد.

إرتجفت شفاه غافيد.

 

بينما إستمرت انيسيه في التظاهر بأن الوحي الإلهي ينزل عليها، دفع يوجين غافيد بلا هوادة حتى إصطدم بالحائط. لم يتم إستخدام عين المجد الإلهي الشيطانية، وظل سيف المجد في غمده. نظر غافيد إلى يوجين بنية قتل شرسة.

“أوهاهاهاها!” هدر مولون. بدت ضحكة مفاجئة وغير مناسبة أيضًا. ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لمولون. شعر مولون بالسعادة فقط لأن هامل غير مختلف عما كان عليه قبل ثلاثمائة عام، وأنه لم يتغير.

“يـ-يرجى الإنتظار قليلًا.”حاولت انيسيه إيقاف أفراد عائلة لايونهارت، لكنها لم تستطِع معرفة ما ستقوله. ترددت للحظة، ثم أغلقت عينيها بإحكام. “آ-آآآآآآه!”

 

“أنت. ماذا تفعل؟” سألت أميليا بينما ترتعش شفتاها.

“أوهاهاهاهاها!” تبعه أمان الرور وإنفجر في الضحك لمجرد أن سلفه قد ضحك.

إلتوى تعبير غافيد بعد سماع كلمات يوجين. بعض الأشياء لم تتغير على مدار ثلاثمائة عام، هذه أحدها. غافيد، هذا الشخص المباشر الواضح، لا يزال مطيعًا تمامًا لأوامر سيده.

 

 

انيسيه، ومع ذلك، لم تضحك. أعادت بهدوء جناحيها ونظرت إلى يوجين بعيون يمكن أن تقتل.

يستحيل أن يكون شفرة الحصار، غافيد ليندمان، غير مدركًا لسيف يوجين المُقتَرِب من رأسه. ومع ذلك، على الرغم من أنه شعر بنهج السيف في وقت مبكر، إلا أنه فشل في الرد.

 

 

قال لِـكريستينا.

 

 

 

‘الإله سَـيغفر لنا حتى لو سحقنا رأسه بالفركل.’

 

[لا أستطيع إلقاء معجزة لإصلاح رأس مكسور حتى الآن.]

 

‘إذن سنكتفي بكسر بعض العظام فقط.’ فكَّرتْ انيسيه بهذا وأمسكت الفركل.

بابل، قلعة ملك الحصار الشيطاني في بانديمونيوم، وقفت شامخة من تسعة وتسعين طابقًا، كل منها يعمل بالمسؤولين والعمال الذين أداروا أمن القلعة في أوقات السلم. ولكن عندما يتجرأ شخص ما على تحدي عرش ملك الشياطين، تتحول القلعة إلى قلعة شيطانية تمامًا كما كانت قبل ثلاثمائة عام. هناك عدد لا يحصى من الفخاخ والشياطين والوحوش الكامنة في كل زاوية، كل ذلك لعرقلة طريق المتحدي. ويحرس غافيد ليندمان، شفرة الحصار، الطابق الذي يقع أسفل القصر مباشرة، وعلى الرغم من المحاولات العديدة من قبل المنافسين، لم يتخطاه أحد على الإطلاق بإستثناء فيرموث العظيم ورفاقه.

“…..”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط