نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 239

ليهاين (10)

ليهاين (10)

الفصل 239: ليهاين (10)

[أ-أنا لا أريد مثل هذا الشيء.]

“أنا آسف.” أدار يوجين رأسه في ندم ولم يتحرك للدفاع عن نفسه. هو يدرك تمامًا أنه عندما تكون انيسيه في هذه الحالة، فَـلا فائدة من محاولة تبرير سلوكه. ربما سَـيحاول أي شخص آخر تقديم بعض المبررات الضعيفة، لكن يوجين يعرف أنه من الأفضل عدم تضييع جهده. بدلًا من ذلك، الإعتذار فورًا ودون تحفظ هو خياره الوحيد.

فجأة، تلاشت إًبتسامتها قليلا، وفتحت عيناها، وكشفت عن نظرة باردة ومخيفة جعلت يوجين يرتجف. بدا الأمر أكثر ترويعًا مما يتذكره. حبس أنفاسه، غير قادرٍ على التوصل إلى إجابة مناسبة، وشعر كما لو أنه يخضع حاليًا لتدقيق شديد.

 

“هذا شيء لا يمكننا التأكد منه أبدًا.” هزَّتْ انيسيه رأسها أثناء التحدث “إذن، أخبرنى، ماذا كسبت من مهاجمة غافيد؟” تألق الأدمانتيوم بلمعان خطير، إبتلع يوجين لعابه، ولم يسمح أبدًا لعينيه بتفويت مسار السلاح الفتاك.

إمتلأ صوت انيسيه بالشك عندما سألت يوجين، “هل تفهم حتى الخطأ الذي إرتكبته؟”

‘لو ترغبين، أستطيع إضافة إسمك كذلك.’ وعدتها انيسيه.

رغم المنحنيات الثلاثة المميزة على وجهها — الزوايا المقلوبة لشفتيها والتجاعيد على جوانب عينيها بسبب ضحكها الغريب — إنبثقت منها هالة تنذر بالخطر. لم يستطِع يوجين إلا أن يرتجف من الخوف، على الرغم من أنه لم يستطع رؤية عينيها بوضوح، واللتان ضاقتا على شكل هلال، إلا أنه يعرف جيدًا تلك النظرة المتجمدة والثاقبة المخفية خلف تلك الجفون نصف المغلقة.

 

 

“هامل. لماذا يجب أن أعاني بسبب أفعالك الطائشة، الغبية غير المسؤولة؟” تابعت انيسيه.

“إحم….” قام مولون بتطهير حلقه فجأة، دون سبب معين سوى كسر التوتر في الغرفة. كَـزميل ومحارب، شعر بشعور من الإلتزام بالدفاع عن يوجين وإسترضاء غضب انيسيه. ولكن بمجرد أن حوَّلتْ انيسيه نظرتها المبتهجة نحوه، مع ميل طفيف في رأسها، وجد مولون نفسه يحبس أنفاسه، غير متأكد مما سيقوله بعد ذلك.

 

 

 

تحمل مولون العبء الأكبر من غضب انيسيه لفترة أطول بكثير مما واجه هامل قبل ثلاثة قرون. أو بالأحرى، من الأدق القول أن انيسيه تحملت أكبر معاناة بسبب تهور مولون. في كل مرة يتقدم فيها مولون إلى الأمام مثل مهرجٍ جاهل، غافل عن الخطر وراءه، تضطر انيسيه إلى السير على خطاه، مطلقةً العنان لسيل من اللعنات، التي يمكن أن تجعل حتى المحارب الأكثر صلابة يتوانى، طوال الوقت. كلما إستخدم مولون فأسه ومطرقته بعنف، لم يُترَك لانيسيه أي خيار سوى أداء قدراتها العلاجية الإعجازية على الفور لإصلاح إصابات مولون.

 

 

 

مكنته شجاعة مولون الرائعة وشجاعته التي لا تتزعزع من قيادة معارك لا حصر لها للإنتصار. ومع ذلك، لم يتمكن مولون من النجاة من كل معركة إلا من خلال علاج انيسيه الإلهي المتكرر، حيث ظل يقاتل دائمًا في الخطوط الأمامية. منعت معجزات انيسيه مولون من التعرض لإصابات قاتلة أو أن يصبح معاقًا بشكلٍ دائم، مما سمح له بمواصلة القتال وقيادة قواتهم إلى النصر مرارًا وتكرارًا.

قال يوجين: “أنا آسف.”

 

“أنا….تماما كما حدث عندما سلَّمتُ حياتي في الماضي، سأختفي عبثًا دون أن أحقق أي شيء كنت أتمناه. ومع ذلك، لن ألوم أحدًا. ليس أنت، مير ميردين، التي عاملتني مثل قطة سارقة، ولا سيينا، التي قد تنتقد أفعالي، ولا أنت، هامل، لعدم تمسكك بي. تماما كما تعود التربة إلى الأرض، والغبار إلى غبار، سأعود إلى التربة والغبار وأصلي من أجل السعادة والراحة المترفة لأولئك الذين أحببتهم في الجنة.” قالت انيسيه قبل التوقف عن عمد. أخذت نفسًا عميقًا، ثم أعطت الإبتسامة الأكثر إحسانا التي يمكن أن تحشدها. “على الرغم من أنني قد لا أكون أكثر من وجود خافت، شبح، فأنا أحبكم جميعا.”

كلما وصل الألم الناتج عن الندبات والإحباط والغضب إلى ذروته، تطلق انيسيه العنان لمشاعرها دون ضبط النفس، وتوجه وابلها المميت بشكل حصري تقريبا إلى مولون وهامل. على الرغم من ذلك، شعر مولون بشعور من الفرح لرؤية انيسيه تُنَفِسُ أخيرًا عن مشاعرها بعد هذا الوقت الطويل. ومع ذلك، لم يقترب منها بإبتسامة أو يحاول معانقتها، على الرغم من أنه معروفٌ بحماقته، إلا أنه يمتلك ما يكفي من العقل ليعرف أنه لا يجب أن يقترب منها الآن.

“لماذا تتجنب ذلك!؟” صاحت انيسيه.

 

 

حوَّل مولون نظرته بعيدًا، ولا يزال يحبس أنفاسه، صامتا بلا كلام. بدا هذا كإعلانٍ غير معلن بِـأنه لا يريد أن يلعب أي دور في هذا الوضع. لم يستطع يوجين إلا أن يشعر بخيبة الأمل والخيانة من إفتقار مولون إلى الشجاعة لتقديم الدعم له.

[الأخت! ما تقوليه يختلف كثيرًا عما قلتيه من قبل.] صرخت كريستينا، لكن انيسيه لم ترد.

 

***

‘ما كان يجب أن تحاول التدخل من الأساس. لماذا إستفززتها أكثر عن طريق الإحم اللعينة تلك؟ أنت معتوه مثير للشفقة.’ وبخ يوجين مولون في أفكاره.

 

 

 

تردد يوجين، متسائلًا هل يجب أن يذهب إلى حد الركوع على ركبتيه لتهدئة غضب انيسيه. إسترق نظرة سريعة عليها، وجعله مشهد تعبيرها الغاضب أكثر قلقًا. الثلاثة الآن يقفون فوق أعلى طابق في البرج، حيث الرياح المخيفة لحقل الثلج تهب من النوافذ والجدران المحطمة، مما زاد من الأجواء المتوترة.

 

 

 

مولون هو المسؤول عن البرد الجليدي الذي ملأ الهواء. عندما دخل ملك الحصار الشيطاني القلعة، إنطلق مولون مباشرة وشق طريقه بتحطيم النوافذ والجدران، مما تسبب في النهاية في رياح شديدة البرودة في حقل الثلج الذي ملأ الغرفة.

رجل طويل يحدق في يوجين. قائد أفضل إثني عشر شيموين، الفارس الأول — أورتوس نيومان.

 

“هذا شيء لا يمكننا التأكد منه أبدًا.” هزَّتْ انيسيه رأسها أثناء التحدث “إذن، أخبرنى، ماذا كسبت من مهاجمة غافيد؟” تألق الأدمانتيوم بلمعان خطير، إبتلع يوجين لعابه، ولم يسمح أبدًا لعينيه بتفويت مسار السلاح الفتاك.

قَلِقَ يوجين داخليًا بشأن عواقب هجومه على غافيد ليندمان. ومع ذلك، إنتهى الأمر بغافيد بمغادرة القلعة مع الضباب الأسود. في هذه الأثناء، لعبت انيسيه دورها بالتظاهر بتلقي رسالة إلهية، بينما إعترف بابا يوراس بالسيف المقدس وذلك التي من المفترض أن يكون وحيًا إلهيًا. أظهر مولون أيضًا دعمه لأفعال يوجين من خلال التربيت على كتفه وإحتضانه.

 

 

 

بفضل مساعدتهم، لم يتمكن الآخرون من التشكيك في تصرفات يوجين المفاجئة وغير المتوقعة. على الرغم من أن إمبراطور كيهل بدا غير مقتنع تمامًا، إلا أنه لم يعُد قادرا على الضغط على يوجين عندما تقدم فارسه الوصي، ألتشستر دراغونيك، لحماية اللايونهارت الشاب.

 

 

“لماذا تتجنب ذلك!؟” صاحت انيسيه.

‘بالنظر إلى عيون ذلك اللقيط، فَسَـيجد بالتأكيد شيئًا ليستعمله كذريعة لإستجوابي. حسنًا، هذا ليس من شأني في الوقت الحالي….’ أجرى يوجين بعض الحسابات الذهنية السريعة لقياس الموقف.

 

 

 

ليس فقط إمبراطور كيهل ولكن أيضا سلطان نهاما قد أعرب عن عدم رضاه عن يوجين، محدقًا بغضب في وجهه علانية. هذا الأمر ليس مفاجئًا، بالنظر إلى أن أميليا ميروين، إحدى سحرة الحصار الثلاثة، متواطئة علانية مع السلطان. نظر قائد التحالف المناهض للشيطان وملك شيموين أيضًا إلى يوجين بنظرات شديدة، لكن يوجين لم يمتلك أي طريقة لمعرفة نواياهما.

“إفعلي ما يحلو لك.” قالت انيسيه: “إذا كان لدى سيينا ضمير، فلن تلومني.”

 

“انيسيه، قولي الحقيقة. أنتِ مستاءة من كيف أحرجتِ نفسك أمام الآخرين أكثر من القلق علي، أليس كذلك؟” سأل يوجين.

أمالت انيسيه رأسها قليلًا وتحولت نظرتها نحو يوجين، وعيناها لا تزال مخبأة وراء إبتسامة. بدا صوتها ناعمًا وفضوليًا عندما تحدثت، “بماذا تفكر؟”

إستمتعت انيسيه سرًا بصراخ كريستينا.

فجأة، تلاشت إًبتسامتها قليلا، وفتحت عيناها، وكشفت عن نظرة باردة ومخيفة جعلت يوجين يرتجف. بدا الأمر أكثر ترويعًا مما يتذكره. حبس أنفاسه، غير قادرٍ على التوصل إلى إجابة مناسبة، وشعر كما لو أنه يخضع حاليًا لتدقيق شديد.

مكنته شجاعة مولون الرائعة وشجاعته التي لا تتزعزع من قيادة معارك لا حصر لها للإنتصار. ومع ذلك، لم يتمكن مولون من النجاة من كل معركة إلا من خلال علاج انيسيه الإلهي المتكرر، حيث ظل يقاتل دائمًا في الخطوط الأمامية. منعت معجزات انيسيه مولون من التعرض لإصابات قاتلة أو أن يصبح معاقًا بشكلٍ دائم، مما سمح له بمواصلة القتال وقيادة قواتهم إلى النصر مرارًا وتكرارًا.

 

 

“هامل. لماذا يجب أن أعاني بسبب أفعالك الطائشة، الغبية غير المسؤولة؟” تابعت انيسيه.

 

 

“لا تكُن طفلًا. أعلم جيدا أن جسمك الحالي أكثر صحة وثباتًا من ذلك الجسم الضعيف في حياتك السابقة.”

“أنا آسف.” كرر يوجين إعتذاره.

 

 

“أنا أحب انيسيه أيضًا.” أخذ مولون يوجين وانيسيه ومير جميعًا في حضنه أثناء البكاء. أظهرت انيسيه إبتسامة راضية، محصورة بين الأشخاص الذين أحبتهم.

“لماذا تعتذر؟ هل تعرف حقًا ما قمت به من خطأ؟ هامل، أنا أعلم أنك لست نادمًا بصدق عن أفعالك.” قالت انيسيه: “لقد عرفنا أنا وأنت بعضنا البعض لفترة طويلة جدا، وأنا أعرفك أفضل مما تعتقد.”

“احم….” طهرت انيسيه حلقها وإستمرت، “على أي حال… لأكون صادقة، قبل ثلاثمائة عام، كان لدينا السير فيرموث، حتى لو مُتَّ أنت.”

 

 

“أنا آسف.”

 

 

 

“إذن، ما الخطأ الذي فعلته؟” سألت انيسيه.

 

 

 

“الهجوم على غافيد….” تمتم يوجين.

“الهجوم على غافيد….” تمتم يوجين.

 

تحمل مولون العبء الأكبر من غضب انيسيه لفترة أطول بكثير مما واجه هامل قبل ثلاثة قرون. أو بالأحرى، من الأدق القول أن انيسيه تحملت أكبر معاناة بسبب تهور مولون. في كل مرة يتقدم فيها مولون إلى الأمام مثل مهرجٍ جاهل، غافل عن الخطر وراءه، تضطر انيسيه إلى السير على خطاه، مطلقةً العنان لسيل من اللعنات، التي يمكن أن تجعل حتى المحارب الأكثر صلابة يتوانى، طوال الوقت. كلما إستخدم مولون فأسه ومطرقته بعنف، لم يُترَك لانيسيه أي خيار سوى أداء قدراتها العلاجية الإعجازية على الفور لإصلاح إصابات مولون.

قالت انيسيه: “إشرح لي لماذا كان ذلك خطأ.”

 

 

“هامل! أنت تطلب الضرب بقولك هذا.” ردت انيسيه.

عرف يوجين في أعماقه سبب مهاجمته لـغافيد ليندمان، لكن التعبير عن ذلك بالكلمات أثبت أنه مهمة شاقة. عندما تردد، أطلقت انيسيه شخيرًا وسخرت منه. “لا يمكنك حتى توضيح السبب وراء الهجوم الذي قمت به أنت، هل تستطيع؟” قالت مع إمالة رأسها. “ذلك لأن أفعالك كانت مدفوعة بالعاطفة البحتة، هامل. لهذا السبب لا يمكنك أن تشرح لأي شخص بشكل متماسك السبب وراء أفعالك.”

 

أجاب يوجين: “كان ذلك اللقيط يطلب هذا.”

‘حقًا؟ هل حقًا لا تريدين ذلك؟ كريستينا روجرس، التي تخدع نفسها ولا تستطيع الحصول على الخلاص بالنور والصعود إلى الجنة.’

 

 

“هامل! أنت تطلب الضرب بقولك هذا.” ردت انيسيه.

 

 

 

“أليس من غير المناسب قليلًا بالنسبة لك أن تقولي شيئًا كهذا؟ أنتِ متعلمة جدًا ولبقة جدًا، على عكسي، لذلك يجب عليك—”

 

سكت يوجين في منتصف كلام، محاولًا التعبير عن رفضه، حيث فاجأه هجوم انيسيه المفاجئ. قبل أن يتمكن حتى من إنهاء ما يقوله، سلاحها، الفركل المصنوع من الأدمانتيوم الخطير، إندفع نحوه بقوة مميتة. مهددًا بِـشق جمجمة يوجين مفتوحة.

إمتلأ صوت انيسيه بالشك عندما سألت يوجين، “هل تفهم حتى الخطأ الذي إرتكبته؟”

 

 

“لماذا تتجنب ذلك!؟” صاحت انيسيه.

 

 

تلا يوجين، “من هذه اللحظة فصاعدًا، لن أتصرف بتهور أبدًا. أتعهد بألَّا أسبب المتاعب….لِحـ-لِـحبيبتي انيسيه مرة أخرى.”

“سأموت إذا تعرضت للضرب!” صرخ يوجين ردًا عليها.

“أنا آسف.” أدار يوجين رأسه في ندم ولم يتحرك للدفاع عن نفسه. هو يدرك تمامًا أنه عندما تكون انيسيه في هذه الحالة، فَـلا فائدة من محاولة تبرير سلوكه. ربما سَـيحاول أي شخص آخر تقديم بعض المبررات الضعيفة، لكن يوجين يعرف أنه من الأفضل عدم تضييع جهده. بدلًا من ذلك، الإعتذار فورًا ودون تحفظ هو خياره الوحيد.

 

 

“لا تكُن طفلًا. أعلم جيدا أن جسمك الحالي أكثر صحة وثباتًا من ذلك الجسم الضعيف في حياتك السابقة.”

 

 

“قول هراء كهذا….أليس هذا قليلًا….” رد يوجين.

“لم يكُن هامل ضعيفًا.” تدخل مولون فجأة.

 

 

 

“مولون، أنت فقط إصمت وإبقَ ساكنًا. وأيضًا، ما الذي لم يكن ضعيفًا عنه؟” قالت انيسيه: “نزف هامل وفقد وعيه مع كل خطوة خطاها، مما جعل الحياة صعبة بالنسبة لي.”

[الأخت!] إحتجَّتْ كريستينا.

 

‘ما كان يجب أن تحاول التدخل من الأساس. لماذا إستفززتها أكثر عن طريق الإحم اللعينة تلك؟ أنت معتوه مثير للشفقة.’ وبخ يوجين مولون في أفكاره.

“دفع هامل نفسه حتى وصل إلى مثل هذه الحالة. كان هامل محاربًا عظيمًا.” رد مولون.

 

 

 

“فقط إخرس.” حدقت انيسيه بغضب عارم في عينيها، وأغلق مولون شفتيه بطاعة وبهدوء. “هامل. أعلم أنه لم يكن من غير المعتاد أن تتصرف عاطفيًا من قبل، لذا يمكنني تفهم ذلك. كان من الجيد أن تتصرف على هذا النحو قبل ثلاثمائة عام. ولك الآن بحق القرف—”

 

“قول هراء كهذا….أليس هذا قليلًا….” رد يوجين.

“لماذا تعتذر؟ هل تعرف حقًا ما قمت به من خطأ؟ هامل، أنا أعلم أنك لست نادمًا بصدق عن أفعالك.” قالت انيسيه: “لقد عرفنا أنا وأنت بعضنا البعض لفترة طويلة جدا، وأنا أعرفك أفضل مما تعتقد.”

 

“لماذا لا تلومك؟” ردت مير.

قالت انيسيه: “توقف عن مقاطعتي إلا إذا كنت تريد حقًا قتل نفسك.”

“احم….” طهرت انيسيه حلقها وإستمرت، “على أي حال… لأكون صادقة، قبل ثلاثمائة عام، كان لدينا السير فيرموث، حتى لو مُتَّ أنت.”

 

“أنا أحب انيسيه أيضًا.” أخذ مولون يوجين وانيسيه ومير جميعًا في حضنه أثناء البكاء. أظهرت انيسيه إبتسامة راضية، محصورة بين الأشخاص الذين أحبتهم.

قال يوجين: “أنا آسف.”

أجابت انيسيه: “لا تهتم بهذا لاجزء لو كنت تُكنُّ الكثير من الكراهية والحقد تجاه.”

 

 

“احم….” طهرت انيسيه حلقها وإستمرت، “على أي حال… لأكون صادقة، قبل ثلاثمائة عام، كان لدينا السير فيرموث، حتى لو مُتَّ أنت.”

التدريب قائمٌ خارج القلعة. تعاون بين فيلق آروث السحري والسحرة الذين ينتمون إلى مدرسة نهاما للأبراج المحصنة. الفرسان يقاتلون حاليًا ضد جيش مُستدعى من الوحوش.

تدلت شفاه يوجين عابسًا عند سماع كلماتها. لم يستطِع إلا أن يشعر بالضيق. حتى مع كون ذلك صحيحًا، أليس من المؤلم قول مثل هذه الأشياء مباشرة في وجهه؟

“لماذا لا تلومني سيينا؟” ضحكة انيسيه بسخرية ردًا على سؤال مير. “فكري في الأمر يا طفلة. هذا واضح تمامًا، أليس كذلك؟ ربما تكون سيينا قد أصيبت، لكنها نجت. إنها مختومة، نعم، لكنها لا تزال تتنفس. ولكن ماذا عني؟ تم تدمير جسدي، تحولت عظامي إلى غبار، وتم تحويل جسدي إلى سماد للجيل القادم من الانيسيات….” وضعت انيسيه تعبيرًا مفكرًا وهي تتحدث عن ماضيها الرهيب. إنفصلت شفاه مير وأغلقت بشكل متكرر، وهو مؤشر صامت على عدم قدرتها على تكوين استجابة.

“كان لدينا السير فيرموث، لذلك كان من الجيد أن تتصرف بتهور بين الحين والآخر. حتى لو أوقعت نفسك في ورطة أثناء ما أنت تعبث، إمتلكنا السير فيرموث لرعاية ذلك نيابةً عنك. حسنًا، كنتُ هناك أيضًا، وكذلك سيينا ومولون. لكن لا يمكنك الإستمرار في التصرف هكذا. هامل، ظننت أنني أخبرتك آخر مرة. في هذا العصر، يجب أن تكون مثل السير فيرموث.” أوضحت انيسيه.

قال يوجين وهو يدير رأسه: “يختفي الملل قليلًا بمجرد أن تشاهدهم لفترة من الوقت.”

 

 

“أنتِ لئيمة جدًا.” تمتم يوجين.

أمالت انيسيه رأسها قليلًا وتحولت نظرتها نحو يوجين، وعيناها لا تزال مخبأة وراء إبتسامة. بدا صوتها ناعمًا وفضوليًا عندما تحدثت، “بماذا تفكر؟”

 

في اليوم التالي، إستيقظ يوجين في غرفة القصر التي تم تخصيصها له. إستمر النقاش مع انيسيه — أو بالأحرى كريستينا — ومولون حتى ساعات متأخرة، لكن لم يرفع أحد حاجبه. بعد كل شيء، من الطبيعي تماما أن يقدم مولون الشجاع، البطل الأسطوري الذي واجه ملوك الشياطين منذ ثلاثة قرون، المشورة للبطل والقديسة الحاليين. لا شيء يبدو في غير محله.

“أعتقد أن سلوكك الطائش أسوأ! ماذا لو ذهب غافيد ليندمان ضد إرادة ملك الحصار الشيطاني وحاول قتلك بدلًا من ذلك؟” سألت انيسيه.

 

 

“أنا آسف.” كرر يوجين إعتذاره.

“إنهُ طفل يفخر بكونه فارس وسيف الحصار. لن يفعل ذلك أبدًا.” رد يوجين.

“إذا قمت بفتح فمك مرة أخرى، أُقسِم….!” هدرت انيسيه.

 

“إذن فَـقد كان ذلك بسبب مشاعرك في النهاية! هامل! ما الفرق بين الرجل الذي لا يستطيع التحكم في دوافعه والعاهرة؟” صرخت انيسيه.

“هذا شيء لا يمكننا التأكد منه أبدًا.” هزَّتْ انيسيه رأسها أثناء التحدث “إذن، أخبرنى، ماذا كسبت من مهاجمة غافيد؟” تألق الأدمانتيوم بلمعان خطير، إبتلع يوجين لعابه، ولم يسمح أبدًا لعينيه بتفويت مسار السلاح الفتاك.

***

 

 

“لقد إكتسبت الثقة في أشياء كثيرة. أولًا، لن يتدخل غافيد وملك الحصار الشيطاني أبدا في ما أفعله ما لم أذهب إلى بابل.” قال يوجين: “لن يخرج ملك الحصار الشيطاني من بابل لسحقي، ولن يجبرني على الذهاب إلى بابل بإستخدام غافيد.”

التدريب قائمٌ خارج القلعة. تعاون بين فيلق آروث السحري والسحرة الذين ينتمون إلى مدرسة نهاما للأبراج المحصنة. الفرسان يقاتلون حاليًا ضد جيش مُستدعى من الوحوش.

 

“أنا….تماما كما حدث عندما سلَّمتُ حياتي في الماضي، سأختفي عبثًا دون أن أحقق أي شيء كنت أتمناه. ومع ذلك، لن ألوم أحدًا. ليس أنت، مير ميردين، التي عاملتني مثل قطة سارقة، ولا سيينا، التي قد تنتقد أفعالي، ولا أنت، هامل، لعدم تمسكك بي. تماما كما تعود التربة إلى الأرض، والغبار إلى غبار، سأعود إلى التربة والغبار وأصلي من أجل السعادة والراحة المترفة لأولئك الذين أحببتهم في الجنة.” قالت انيسيه قبل التوقف عن عمد. أخذت نفسًا عميقًا، ثم أعطت الإبتسامة الأكثر إحسانا التي يمكن أن تحشدها. “على الرغم من أنني قد لا أكون أكثر من وجود خافت، شبح، فأنا أحبكم جميعا.”

“ولكن تلك لم تكن نيتك في البداية، أليس كذلك؟” قالت انيسيه.

“أليس من غير المناسب قليلًا بالنسبة لك أن تقولي شيئًا كهذا؟ أنتِ متعلمة جدًا ولبقة جدًا، على عكسي، لذلك يجب عليك—”

 

‘آمل ألا يقول ذلك الأبله أي شيء في غير محله….’

“لا، حسنًا، انيسيه، لقد رأيتِ ذلك النذل راكعًا على الأرض، صحيح؟ هناك شيء حول كيف يعكس شعره الدهني الضوء. مجرد النظر إلى ذلك جعلني أريد أن أعطيه ركلة جيدة….لكنني إعتقدت أن قطعه بالسيف سيكون أفضل من ركله….” أوضح يوجين.

ينتمي الفرسان المنخرطين في المعركة المستمرة إلى التحالف المناهض للشيطان. يقف خلفهم السحرة والكهنة من التحالف ويوراس، على إستعداد لعلاج أي إصابات قد تنشأ. بينما يبذلون جميعًا قصارى جهدهم، إلا أن ذلك لم يثِر إعجاب يوجين بشكل خاص. حيث يعلم أن الوحوش الشيطانية ليسوا خصومًا أكثر قوة من الوحوش العادية بكثير. علاوة على ذلك، الوحوش الملوثة بالطاقة الشيطانية أكثر شراسة وخطورة من نظيراتها غير الفاسدة. بالنسبة لِـيوجين، بدا أن التدريب الذي تلقوه ليس أكثر من غيض من فيض مما هو ضروري للتعامل مع مثل هذه التهديدات.

 

‘بالنظر إلى عيون ذلك اللقيط، فَسَـيجد بالتأكيد شيئًا ليستعمله كذريعة لإستجوابي. حسنًا، هذا ليس من شأني في الوقت الحالي….’ أجرى يوجين بعض الحسابات الذهنية السريعة لقياس الموقف.

“إذن فَـقد كان ذلك بسبب مشاعرك في النهاية! هامل! ما الفرق بين الرجل الذي لا يستطيع التحكم في دوافعه والعاهرة؟” صرخت انيسيه.

 

 

 

“الآن أنتِ تعاملينني مثل الكلب….” تذمر يوجين.

 

 

 

إنحنت شفاه انيسيه مظهرة إبتسامة رقيقة، وتحدثت بنبرة سلسة وثابتة. “لا، هامل. أنت لست مجرد كلب نغل، لا، ليس إلى هذا الحد. أنت أعلى من ذلك بدرجة واحدة فقط.” أشارت بيديها، ودعت يوجين للإنضمام إليها في الصلاة. يداها مشدودتان أمام صدرها، وأغلقت عينيها بتعبير تقي. “دعونا نصلي معًا، هلا فعلنا؟ تُب عن خطاياك، وعِدني أنك لن تخضع لعواطفك مرة أخرى. هيا الآن، كرر بعدي: من هذه اللحظة فصاعدًا، أعِدُكِ ألَّا أتصرف بتهور هكذا أبدًا، وأتعهد ألا أُزعج حبيبتي انيسيه أبدًا.”

 

[الأخت!] إحتجَّتْ كريستينا.

 

 

 

‘لو ترغبين، أستطيع إضافة إسمك كذلك.’ وعدتها انيسيه.

تدلت شفاه يوجين عابسًا عند سماع كلماتها. لم يستطِع إلا أن يشعر بالضيق. حتى مع كون ذلك صحيحًا، أليس من المؤلم قول مثل هذه الأشياء مباشرة في وجهه؟

 

“هامل. لماذا يجب أن أعاني بسبب أفعالك الطائشة، الغبية غير المسؤولة؟” تابعت انيسيه.

[أ-أنا لا أريد مثل هذا الشيء.]

كلما وصل الألم الناتج عن الندبات والإحباط والغضب إلى ذروته، تطلق انيسيه العنان لمشاعرها دون ضبط النفس، وتوجه وابلها المميت بشكل حصري تقريبا إلى مولون وهامل. على الرغم من ذلك، شعر مولون بشعور من الفرح لرؤية انيسيه تُنَفِسُ أخيرًا عن مشاعرها بعد هذا الوقت الطويل. ومع ذلك، لم يقترب منها بإبتسامة أو يحاول معانقتها، على الرغم من أنه معروفٌ بحماقته، إلا أنه يمتلك ما يكفي من العقل ليعرف أنه لا يجب أن يقترب منها الآن.

‘حقًا؟ هل حقًا لا تريدين ذلك؟ كريستينا روجرس، التي تخدع نفسها ولا تستطيع الحصول على الخلاص بالنور والصعود إلى الجنة.’

“لا تكُن طفلًا. أعلم جيدا أن جسمك الحالي أكثر صحة وثباتًا من ذلك الجسم الضعيف في حياتك السابقة.”

[لقد تم إنقاذي بالفعل، لذلك لا بأس.]

 

‘هل هذا صحيح حقًا؟ كريستينا، هل خلاصك ضئيل للغاية لدرجة أنكِ ستكونين راضية عن مجرد مشاهدة الألعاب النارية مع هامل؟ حسنًا، الأمر ليس مشابهًا معي. أنا جشعة، لذلك سأعتقِدُ فقط أنني قد أُنقِذتُ بعد أن أكتُبَ تاريخًا جديدًا مع يوجين، أشياء لم تفعليها معه.’

 

[الأخت! ما تقوليه يختلف كثيرًا عما قلتيه من قبل.] صرخت كريستينا، لكن انيسيه لم ترد.

 

 

 

“….هل يجب علي حقًا تضمين جزء حبيبتي؟” سأل يوجين.

“لماذا لا تلومك؟” ردت مير.

 

‘آمل ألا يقول ذلك الأبله أي شيء في غير محله….’

أجابت انيسيه: “لا تهتم بهذا لاجزء لو كنت تُكنُّ الكثير من الكراهية والحقد تجاه.”

 

 

 

“أنا أحب انيسيه وهامل.” تدخل مولون.

أجاب يوجين: “لقد تلعثمت فقط…”.

 

 

“إذا قمت بفتح فمك مرة أخرى، أُقسِم….!” هدرت انيسيه.

 

 

 

“انيسيه، قولي الحقيقة. أنتِ مستاءة من كيف أحرجتِ نفسك أمام الآخرين أكثر من القلق علي، أليس كذلك؟” سأل يوجين.

“لماذا لا تلومني سيينا؟” ضحكة انيسيه بسخرية ردًا على سؤال مير. “فكري في الأمر يا طفلة. هذا واضح تمامًا، أليس كذلك؟ ربما تكون سيينا قد أصيبت، لكنها نجت. إنها مختومة، نعم، لكنها لا تزال تتنفس. ولكن ماذا عني؟ تم تدمير جسدي، تحولت عظامي إلى غبار، وتم تحويل جسدي إلى سماد للجيل القادم من الانيسيات….” وضعت انيسيه تعبيرًا مفكرًا وهي تتحدث عن ماضيها الرهيب. إنفصلت شفاه مير وأغلقت بشكل متكرر، وهو مؤشر صامت على عدم قدرتها على تكوين استجابة.

 

 

“أنت تعرف بالفعل الجواب، فلماذا تتكبد حتى عناء أن تسألني، هامل؟ لقد تجاوز عمري الثلاثمائة سنة، وحتى رغم ذلك، بسببك، إضطررت لمواجهة الكثير من المتاعب، نشر جناحي، الرقص، وحتى تمزيق شعري بإحباط. كُنتَ مشغولًا جدًا بالتشاجر مع غافيد بحيث لم يمكنك ملاحظة ذلك، لكن الطريقة التي عاملني بها كهنة يوراس….هل لديك أي فكرة عن كيف نظر أولئك الأطفال، الذين بجلوني ذات مرة كقديسة وإتبعوا كل كلمة قلتها وعمل فعلته، إلي؟ هل تعرف أي نوع من التعبيرات أظهروا على وجوههم؟” تسبب التفكير في ذلك وحده بإحمرار وجه انيسيه، مما جعل خديها يبدوان كما لو أنهما يشتعلان. سرعان ما رفعت يديها لتغطية وجهها، وشبكتهما معا.

 

 

 

وافق يوجين دون أن ينطق بحرف على تصريح انيسيه، وشبك يديه معا أمام صدره. عندما نظر في الموقف، أدرك أن انيسيه قد تم دفعها بعيدًا. وصحيح أيضًا أنه هاجم غافيد دون سابق إنذار.

[أ-أنا لا أريد مثل هذا الشيء.]

 

الفصل 239: ليهاين (10)

تلا يوجين، “من هذه اللحظة فصاعدًا، لن أتصرف بتهور أبدًا. أتعهد بألَّا أسبب المتاعب….لِحـ-لِـحبيبتي انيسيه مرة أخرى.”

 

“لقد قلت حبيبتي مرتين. هل هذا يعني أنك تحبني مرتين؟ أم تحاول القول أنك تحب كريستينا بنفس القدر؟” قالت انيسيه: “إنها تستمع من داخلي.”

 

 

 

أجاب يوجين: “لقد تلعثمت فقط…”.

“هامل، يبدو أنك قد تُبتَ بصدق، لذلك سأغفر أنا أيضًا لحبيبي هامل.” قالت انيسيه بإبتسامة سعيدة قبل أن تضع الفركل جانبًا.

 

 

“هامل، يبدو أنك قد تُبتَ بصدق، لذلك سأغفر أنا أيضًا لحبيبي هامل.” قالت انيسيه بإبتسامة سعيدة قبل أن تضع الفركل جانبًا.

 

 

“لقد إكتسبت الثقة في أشياء كثيرة. أولًا، لن يتدخل غافيد وملك الحصار الشيطاني أبدا في ما أفعله ما لم أذهب إلى بابل.” قال يوجين: “لن يخرج ملك الحصار الشيطاني من بابل لسحقي، ولن يجبرني على الذهاب إلى بابل بإستخدام غافيد.”

خرجت مير من تحت عباءته، وتمتمت بغضب، “السير يوجين ليس سوى لقيط كافر.” تم تثبيت عينيها الباهتة التي لا حياة لها على يوجين، مما تسبب في شعور ثقيل بالذنب يغسله. “سوف أتذكر كل شيء، كل حرفٍ قلته. في أحد الأيام، عندما يتم إطلاق سراح السيدة سيينا من ختمها، سأحرص على إخبارها بكل ما سمعته وفعلته.”

 

“إفعلي ما يحلو لك.” قالت انيسيه: “إذا كان لدى سيينا ضمير، فلن تلومني.”

 

 

“لا، حسنًا، انيسيه، لقد رأيتِ ذلك النذل راكعًا على الأرض، صحيح؟ هناك شيء حول كيف يعكس شعره الدهني الضوء. مجرد النظر إلى ذلك جعلني أريد أن أعطيه ركلة جيدة….لكنني إعتقدت أن قطعه بالسيف سيكون أفضل من ركله….” أوضح يوجين.

“لماذا لا تلومك؟” ردت مير.

“قول هراء كهذا….أليس هذا قليلًا….” رد يوجين.

 

“إذن فَـقد كان ذلك بسبب مشاعرك في النهاية! هامل! ما الفرق بين الرجل الذي لا يستطيع التحكم في دوافعه والعاهرة؟” صرخت انيسيه.

“لماذا لا تلومني سيينا؟” ضحكة انيسيه بسخرية ردًا على سؤال مير. “فكري في الأمر يا طفلة. هذا واضح تمامًا، أليس كذلك؟ ربما تكون سيينا قد أصيبت، لكنها نجت. إنها مختومة، نعم، لكنها لا تزال تتنفس. ولكن ماذا عني؟ تم تدمير جسدي، تحولت عظامي إلى غبار، وتم تحويل جسدي إلى سماد للجيل القادم من الانيسيات….” وضعت انيسيه تعبيرًا مفكرًا وهي تتحدث عن ماضيها الرهيب. إنفصلت شفاه مير وأغلقت بشكل متكرر، وهو مؤشر صامت على عدم قدرتها على تكوين استجابة.

بفضل مساعدتهم، لم يتمكن الآخرون من التشكيك في تصرفات يوجين المفاجئة وغير المتوقعة. على الرغم من أن إمبراطور كيهل بدا غير مقتنع تمامًا، إلا أنه لم يعُد قادرا على الضغط على يوجين عندما تقدم فارسه الوصي، ألتشستر دراغونيك، لحماية اللايونهارت الشاب.

 

 

“مع وجود مقر إقامتي الحالي داخل كريستينا، التي أتوافق معها من نواح كثيرة، لا يمكن إنكار أنني لست سوى روح بائسة. أنا مثل شمعة تخفق في مهب الريح، عرضة لتختفي في أي لحظة. علاوة على ذلك، إذا رفضتني كريستينا بسبب عدم رغبتها في قبول وجودي….”

“أنت تشاهد شيئًا مملًا للغاية.” إقترب صاحب الصوت دون إخفاء وجوده، وبمجرد أن لاحظ عدم إستجابة يوجين، تحدث أولًا.

[الأخت، الأخت! لن أفعل شيئا كهذا أبدًا. لذا من فضلكِ لا تقولي شيئًا حزينًا جدًا.] تدخلت كريستينا وهي تصرخ.

“إفعلي ما يحلو لك.” قالت انيسيه: “إذا كان لدى سيينا ضمير، فلن تلومني.”

 

 

إستمتعت انيسيه سرًا بصراخ كريستينا.

الفصل 239: ليهاين (10)

 

رجل طويل يحدق في يوجين. قائد أفضل إثني عشر شيموين، الفارس الأول — أورتوس نيومان.

“أنا….تماما كما حدث عندما سلَّمتُ حياتي في الماضي، سأختفي عبثًا دون أن أحقق أي شيء كنت أتمناه. ومع ذلك، لن ألوم أحدًا. ليس أنت، مير ميردين، التي عاملتني مثل قطة سارقة، ولا سيينا، التي قد تنتقد أفعالي، ولا أنت، هامل، لعدم تمسكك بي. تماما كما تعود التربة إلى الأرض، والغبار إلى غبار، سأعود إلى التربة والغبار وأصلي من أجل السعادة والراحة المترفة لأولئك الذين أحببتهم في الجنة.” قالت انيسيه قبل التوقف عن عمد. أخذت نفسًا عميقًا، ثم أعطت الإبتسامة الأكثر إحسانا التي يمكن أن تحشدها. “على الرغم من أنني قد لا أكون أكثر من وجود خافت، شبح، فأنا أحبكم جميعا.”

 

تشكلت قطرات كبيرة على عيون مولون، وشهقت مير أيضًا، على وشك البكاء. حتى يوجين إقترب من انيسيه بتعبير حزين ومد ذراعيه قبل أن يأخذها إلى حضنه. كما خرجت مير من العباءة وإنضمت إلى العناق.

عرف يوجين في أعماقه سبب مهاجمته لـغافيد ليندمان، لكن التعبير عن ذلك بالكلمات أثبت أنه مهمة شاقة. عندما تردد، أطلقت انيسيه شخيرًا وسخرت منه. “لا يمكنك حتى توضيح السبب وراء الهجوم الذي قمت به أنت، هل تستطيع؟” قالت مع إمالة رأسها. “ذلك لأن أفعالك كانت مدفوعة بالعاطفة البحتة، هامل. لهذا السبب لا يمكنك أن تشرح لأي شخص بشكل متماسك السبب وراء أفعالك.”

“أنا آسف. قد تكون السيدة انيسيه لئيمة، لكنكِ ما زلتِ شخصًا جيدًا. أحبك، سيدة انيسيه.” قالت مير.

قالت انيسيه: “توقف عن مقاطعتي إلا إذا كنت تريد حقًا قتل نفسك.”

 

أمالت انيسيه رأسها قليلًا وتحولت نظرتها نحو يوجين، وعيناها لا تزال مخبأة وراء إبتسامة. بدا صوتها ناعمًا وفضوليًا عندما تحدثت، “بماذا تفكر؟”

“أنا أحب انيسيه أيضًا.” أخذ مولون يوجين وانيسيه ومير جميعًا في حضنه أثناء البكاء. أظهرت انيسيه إبتسامة راضية، محصورة بين الأشخاص الذين أحبتهم.

 

 

***

***

“لقد إكتسبت الثقة في أشياء كثيرة. أولًا، لن يتدخل غافيد وملك الحصار الشيطاني أبدا في ما أفعله ما لم أذهب إلى بابل.” قال يوجين: “لن يخرج ملك الحصار الشيطاني من بابل لسحقي، ولن يجبرني على الذهاب إلى بابل بإستخدام غافيد.”

في اليوم التالي، إستيقظ يوجين في غرفة القصر التي تم تخصيصها له. إستمر النقاش مع انيسيه — أو بالأحرى كريستينا — ومولون حتى ساعات متأخرة، لكن لم يرفع أحد حاجبه. بعد كل شيء، من الطبيعي تماما أن يقدم مولون الشجاع، البطل الأسطوري الذي واجه ملوك الشياطين منذ ثلاثة قرون، المشورة للبطل والقديسة الحاليين. لا شيء يبدو في غير محله.

“إفعلي ما يحلو لك.” قالت انيسيه: “إذا كان لدى سيينا ضمير، فلن تلومني.”

 

“أنا أحب انيسيه وهامل.” تدخل مولون.

علاوة على ذلك، على الرغم من عدم وجود أي راحة، وجه مولون دعوة لجميع أفراد عائلة لايونهارت مباشرة عند بزوغ الفجر. هدفه هو نقل التوجيه وتقديم كلمات الدعم إلى ورثة فيرموث العظيم.

 

 

 

‘آمل ألا يقول ذلك الأبله أي شيء في غير محله….’

وافق يوجين دون أن ينطق بحرف على تصريح انيسيه، وشبك يديه معا أمام صدره. عندما نظر في الموقف، أدرك أن انيسيه قد تم دفعها بعيدًا. وصحيح أيضًا أنه هاجم غافيد دون سابق إنذار.

تم نصح مولون منذ الفجر. لم يعرف الكثير من الناس أن يوجين هو تناسخ هامل، لذلك توجب على مولون أن يراقب ما سيقوله.

“لماذا تتجنب ذلك!؟” صاحت انيسيه.

 

ينتمي الفرسان المنخرطين في المعركة المستمرة إلى التحالف المناهض للشيطان. يقف خلفهم السحرة والكهنة من التحالف ويوراس، على إستعداد لعلاج أي إصابات قد تنشأ. بينما يبذلون جميعًا قصارى جهدهم، إلا أن ذلك لم يثِر إعجاب يوجين بشكل خاص. حيث يعلم أن الوحوش الشيطانية ليسوا خصومًا أكثر قوة من الوحوش العادية بكثير. علاوة على ذلك، الوحوش الملوثة بالطاقة الشيطانية أكثر شراسة وخطورة من نظيراتها غير الفاسدة. بالنسبة لِـيوجين، بدا أن التدريب الذي تلقوه ليس أكثر من غيض من فيض مما هو ضروري للتعامل مع مثل هذه التهديدات.

لم يعد غافيد ليندمان والضباب الأسود منذ مغادرتهما الليلة السابقة. شعر مولون بشعور من عدم الإرتياح يختمر بداخله. كما ذكر عند البوابة، لم يستطِع إلا أن يفكر فيما يكيده غافيد في حقل الثلج الشاسع. ومع ذلك، أصرَّ يوجين على أن غافيد غير قادر على فعل مثل هذه الخيانة. على الرغم من خروجه المشين في وقت سابق، إعتقد يوجين أن غافيد هو شخص فخور مخلص لملك الحصار الشيطاني. وفكرة سعيه للانتقام منافية للعقل في ذهن يوجين. بالإضافة إلى ذلك، رفض يوجين أي مخاوف من شن غافيد هجومًا على الحصن بالضباب الأسود. بالنسبة له، هذا مصدر قلق لا داعي له.

أجابت انيسيه: “لا تهتم بهذا لاجزء لو كنت تُكنُّ الكثير من الكراهية والحقد تجاه.”

 

[أ-أنا لا أريد مثل هذا الشيء.]

لم يستطع يوجين إحتواء تسليته بينما هو يتجول بالقرب من جدار القلعة. “أوهوهوهو، ها.” ضحك عبثًا مع نفسه. كريستينا لا تمشي بجانبه في الوقت الحالي. إنتمى ولاءها للإمبراطورية المقدسة، وبإعتبارها أسقف النور، هي تابعة للنور، كما هو الحال مع جميع الأساقفة. وبالتالي، هي حاليًا معهم.

 

 

أجابت انيسيه: “لا تهتم بهذا لاجزء لو كنت تُكنُّ الكثير من الكراهية والحقد تجاه.”

التدريب قائمٌ خارج القلعة. تعاون بين فيلق آروث السحري والسحرة الذين ينتمون إلى مدرسة نهاما للأبراج المحصنة. الفرسان يقاتلون حاليًا ضد جيش مُستدعى من الوحوش.

“لا تكُن طفلًا. أعلم جيدا أن جسمك الحالي أكثر صحة وثباتًا من ذلك الجسم الضعيف في حياتك السابقة.”

 

“لا، حسنًا، انيسيه، لقد رأيتِ ذلك النذل راكعًا على الأرض، صحيح؟ هناك شيء حول كيف يعكس شعره الدهني الضوء. مجرد النظر إلى ذلك جعلني أريد أن أعطيه ركلة جيدة….لكنني إعتقدت أن قطعه بالسيف سيكون أفضل من ركله….” أوضح يوجين.

ينتمي الفرسان المنخرطين في المعركة المستمرة إلى التحالف المناهض للشيطان. يقف خلفهم السحرة والكهنة من التحالف ويوراس، على إستعداد لعلاج أي إصابات قد تنشأ. بينما يبذلون جميعًا قصارى جهدهم، إلا أن ذلك لم يثِر إعجاب يوجين بشكل خاص. حيث يعلم أن الوحوش الشيطانية ليسوا خصومًا أكثر قوة من الوحوش العادية بكثير. علاوة على ذلك، الوحوش الملوثة بالطاقة الشيطانية أكثر شراسة وخطورة من نظيراتها غير الفاسدة. بالنسبة لِـيوجين، بدا أن التدريب الذي تلقوه ليس أكثر من غيض من فيض مما هو ضروري للتعامل مع مثل هذه التهديدات.

 

 

ليس فقط إمبراطور كيهل ولكن أيضا سلطان نهاما قد أعرب عن عدم رضاه عن يوجين، محدقًا بغضب في وجهه علانية. هذا الأمر ليس مفاجئًا، بالنظر إلى أن أميليا ميروين، إحدى سحرة الحصار الثلاثة، متواطئة علانية مع السلطان. نظر قائد التحالف المناهض للشيطان وملك شيموين أيضًا إلى يوجين بنظرات شديدة، لكن يوجين لم يمتلك أي طريقة لمعرفة نواياهما.

ولكن هذا لا مفر منه. كما ذكر أمان الرور، تكمن القيمة الحقيقية لمسيرة الفرسان في تجمع الشخصيات الأكثر نفوذًا في القارة. في الواقع، حتى ملك الحصار الشيطاني ظهر في اليوم السابق فقط، مما يعني أن الملوك مشغولون حاليًا بالمناقشات حول الإستعدادات المستقبلية داخل القلعة.

“….هل يجب علي حقًا تضمين جزء حبيبتي؟” سأل يوجين.

 

 

ومع ذلك، فإن ترك الفرسان دون رقابة خلال هذا الوقت ليس خيارًا. لذلك، سيستمر الفرسان في تدريبهم، على الرغم من أن ذلك ممل وغير عملي إلى حد ما. ومع ذلك، وجد الفرسان بعض الرضا في مقارنة مهاراتهم بمهارات أقرانهم، مما منحهم إحساسًا بالتفوق. هناك أيضًا فرصة للبحث عن المواهب، حيث تم جمع العديد من الفرسان والمرتزقة في مسيرة الفرسان. سيحصل بعض المرتزقة على عقود حصرية، وسيحصل آخرون على لقب فارس.

خرجت مير من تحت عباءته، وتمتمت بغضب، “السير يوجين ليس سوى لقيط كافر.” تم تثبيت عينيها الباهتة التي لا حياة لها على يوجين، مما تسبب في شعور ثقيل بالذنب يغسله. “سوف أتذكر كل شيء، كل حرفٍ قلته. في أحد الأيام، عندما يتم إطلاق سراح السيدة سيينا من ختمها، سأحرص على إخبارها بكل ما سمعته وفعلته.”

 

“مع وجود مقر إقامتي الحالي داخل كريستينا، التي أتوافق معها من نواح كثيرة، لا يمكن إنكار أنني لست سوى روح بائسة. أنا مثل شمعة تخفق في مهب الريح، عرضة لتختفي في أي لحظة. علاوة على ذلك، إذا رفضتني كريستينا بسبب عدم رغبتها في قبول وجودي….”

“أنت تشاهد شيئًا مملًا للغاية.” إقترب صاحب الصوت دون إخفاء وجوده، وبمجرد أن لاحظ عدم إستجابة يوجين، تحدث أولًا.

“إحم….” قام مولون بتطهير حلقه فجأة، دون سبب معين سوى كسر التوتر في الغرفة. كَـزميل ومحارب، شعر بشعور من الإلتزام بالدفاع عن يوجين وإسترضاء غضب انيسيه. ولكن بمجرد أن حوَّلتْ انيسيه نظرتها المبتهجة نحوه، مع ميل طفيف في رأسها، وجد مولون نفسه يحبس أنفاسه، غير متأكد مما سيقوله بعد ذلك.

 

“أنت تعرف بالفعل الجواب، فلماذا تتكبد حتى عناء أن تسألني، هامل؟ لقد تجاوز عمري الثلاثمائة سنة، وحتى رغم ذلك، بسببك، إضطررت لمواجهة الكثير من المتاعب، نشر جناحي، الرقص، وحتى تمزيق شعري بإحباط. كُنتَ مشغولًا جدًا بالتشاجر مع غافيد بحيث لم يمكنك ملاحظة ذلك، لكن الطريقة التي عاملني بها كهنة يوراس….هل لديك أي فكرة عن كيف نظر أولئك الأطفال، الذين بجلوني ذات مرة كقديسة وإتبعوا كل كلمة قلتها وعمل فعلته، إلي؟ هل تعرف أي نوع من التعبيرات أظهروا على وجوههم؟” تسبب التفكير في ذلك وحده بإحمرار وجه انيسيه، مما جعل خديها يبدوان كما لو أنهما يشتعلان. سرعان ما رفعت يديها لتغطية وجهها، وشبكتهما معا.

قال يوجين وهو يدير رأسه: “يختفي الملل قليلًا بمجرد أن تشاهدهم لفترة من الوقت.”

“فقط إخرس.” حدقت انيسيه بغضب عارم في عينيها، وأغلق مولون شفتيه بطاعة وبهدوء. “هامل. أعلم أنه لم يكن من غير المعتاد أن تتصرف عاطفيًا من قبل، لذا يمكنني تفهم ذلك. كان من الجيد أن تتصرف على هذا النحو قبل ثلاثمائة عام. ولك الآن بحق القرف—”

 

 

رجل طويل يحدق في يوجين. قائد أفضل إثني عشر شيموين، الفارس الأول — أورتوس نيومان.

مكنته شجاعة مولون الرائعة وشجاعته التي لا تتزعزع من قيادة معارك لا حصر لها للإنتصار. ومع ذلك، لم يتمكن مولون من النجاة من كل معركة إلا من خلال علاج انيسيه الإلهي المتكرر، حيث ظل يقاتل دائمًا في الخطوط الأمامية. منعت معجزات انيسيه مولون من التعرض لإصابات قاتلة أو أن يصبح معاقًا بشكلٍ دائم، مما سمح له بمواصلة القتال وقيادة قواتهم إلى النصر مرارًا وتكرارًا.

[الأخت! ما تقوليه يختلف كثيرًا عما قلتيه من قبل.] صرخت كريستينا، لكن انيسيه لم ترد.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط