نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 240

ليهاين (11)

ليهاين (11)

الفصل 240: ليهاين (11)

قال يوجين: “لا أنوي الذهاب لأي شيء أقل من خمسة وعشرين عامًا، لذلك لن تكون هناك حاجة للتفاوض.”

إكسيد هو درعٌ سحري باهظ وفريد لمملكة شيموين، مصنوع من الأوريهالكون. على الرغم من أن يوجين قد رأى ديور والأميرة سكاليا مُرتديان إكسيد في حقل الثلج، إلا أن الذي يرتديه قائد فرسان المد العنيف يليق بمكانته حقًا. إكسيد أورتوس مختلف تمامًا عن الدرع الذي يرتديه الإثنان.

“هل هذا صحيح؟” سايره يوجين. بدا أورتوس فخورًا بشكل لا يصدق، ربما لأنه الشخصية الممثلة لمملكة الفرسان.

 

إرتجفتْ شفاه أورتوس عند سماع إجابة يوجين. “أنت تقول أن لديك مثل هذه القوة؟ حتى أنا لستُ واثقا من أنني يمكن أن أواجه الأميرة السحيقة.”

لفت نقش كبير إنتباه يوجين، يقع في وسط لوحة صدر أورتوس. يرمز الشعار إلى فرسان المد العنيف، الذي يتميز بموجات عاصِفة متتالية. على عكس درع الأميرة سكاليا، لم يتم نقش رمز العائلة الملكية على درع أورتوس. ومع ذلك، لاحظ يوجين شيئًا أغلى بكثير في مركز الدوامة — جوهرة حمراء بحجم الإبهام. لكن، ليس الأمر كما لو أن يوجين قد أدرك ذلك لأنه حاول تفحص الدرع بكل تفاصيله. بدلًا من ذلك، شهرة الجوهرة لا يمكن إنكارها، وكذلك درع أورتوس.

“هذا…!” صرخ أورتوس. ثم ألقى نظرة حوله قبل أن يتمالك نفسه. “هو الكنز الوطني لشيموين. لا يمكننا تسليمه إلى أجنبي.”

 

أجاب أورتوس: “لقد نما ذلك الوحش بشكل غير متناسب.”

الجوهرة هي، في الواقع، قلب تنين ليس أقل من مذهل. على الرغم من عدم تصميمه من قلب تنين كامل مثل القطع الأثرية الشهيرة فلادمير أو آكاشا، إلا أنه لا يزال يحتوي على جوهر المخلوق الأسطوري، مما يجعله موضوعًا ذا قوة هائلة وأهمية أسطورية. بطبيعة الحال، يعتز أورتوس بهذا كثيرًا، معترفًا به على أنه كنز لا يقدر بثمن.

 

 

 

ومع ذلك، هو يعلم جيدًا أنه ليس له وحده ليمتلكه. بدلًا من ذلك، إنه واحد من الكنوز الوطنية لشيموين، مصدر فخر وقوة لشعبهم. بالإضافة إلى الدروع الثمينة، هناك العديد من الأسلحة والمواد الخارجية المصنوعة بإستخدام أجزاء من قلب التنين.

 

 

 

قلب التنين هو قطعة أثرية مقدسة لها ماضٍ محفوظ. أصوله مرتبطة بتنين البحر، الحامي الأسطوري لبحر الجنوب وشيموين. لسنوات عديدة، ظل تنين البحر يراقب الأمة والبحر، ويدافع عنها ضد كل أنواع التهديدات.

“منذ أن تم إختيارك من قبل السيف المقدس، لا أعتقد أن الثروات التي يمكننا تقديمها لك ستثير إهتمامك كثيرًا. لذلك أريد أن أقدم إقتراحًا آخر. لا، بدلًا من ذلك، أعتقد أنه سيكون من الأنسب أن نسميه طلبًا.” سأل أورتوس.

 

“إذن سأقترضه لمدة خمسين عامًا وأعيده بعد ذلك. إذا رفضت، فَـليس باليد حيلة. إذا أحضرت أميرة راكشاسا أسطولها وإنتهى بها الأمر بمهاجمة شيموين….ربما، ربما فقط، سَـتسقط العاصمة والقلعة، تفتح الخزانة وتأخذ الكنوز الثمينة كما يحلو لها. تسك تسك، أنا قلق للغاية بالفعل.” أظهر يوجين نظرة من الأسف الصادق. صر أورتوس أسنانه دون أن يدرك ذلك.

ومع ذلك، في المعركة الملحمية ضد ملوك الشياطين التي وقعت قبل ثلاثة قرون، أصيب المخلوق بجروح مميتة. على الرغم من قوته المذهلة، لم يتمكن تنين البحر في النهاية من التغلب على القوى الساحقة المحتشدة ضده. وآخر ما فعله هو العودة إلى البحر الذي كان يحرسه لفترة طويلة قبل وفاته. في وقتها، ترك وراءه رفاته، بما في ذلك قلب التنين الثمين، كهدية لعائلة شيموين الملكية.

بصفته الإبن المتبنى لِـلورد عائلة لايونهارت، من المستحيل على يوجين أن ينجح في أن يصير الرئيس التالي، خاصة في الأسرة التي ركزت بشكل كبير على الشرعية. ومع ذلك، إمتلك يوجين كل الصفات والقدرات اللازمة لقيادة الأسرة بإمتياز. لهذا السبب، إفترض بعض الذين لم يعرفوه حقًا أنه غير راضٍ عن منصبه الحالي وقدموا له حوافز جذابة للتخلي عن إنتمائه إلى عائلة لايونهارت.

 

 

‘قيل إن عظام التنين، الحراشف والقلب، رغم إستعمال أجزاء فقط، إلا أنها إستُخدِمَتْ في صناعة هذا الدرع. لقد إشتهر بأنه أفضل درع في القارة بأكملها، ومن المؤكد أن مظهره يرقى إلى مستوى سمعته.’ هذا ما لاحظه يوجين.

 

 

بصفته الإبن المتبنى لِـلورد عائلة لايونهارت، من المستحيل على يوجين أن ينجح في أن يصير الرئيس التالي، خاصة في الأسرة التي ركزت بشكل كبير على الشرعية. ومع ذلك، إمتلك يوجين كل الصفات والقدرات اللازمة لقيادة الأسرة بإمتياز. لهذا السبب، إفترض بعض الذين لم يعرفوه حقًا أنه غير راضٍ عن منصبه الحالي وقدموا له حوافز جذابة للتخلي عن إنتمائه إلى عائلة لايونهارت.

إمتلأ يوجين بالرهبة وهو يحدق في الدرع عن قرب لأول مرة. لم يستطع إلا أن يتخيل القوة الهائلة التي سيمتلكها الفارس الماهر إذا ارتدى مثل هذه الدرع.

 

 

 

بالطبع، هذا لا يعني أن أورتوس لا يستحق مثل هذه البدلة الرائعة. على الرغم من أن يوجين لن يكون متأكدًا تمامًا حتى تتقاطع سيوفهما، لكن، إستنادًا إلى الجو الذي ينضح به، بدا أورتوس قويًا بما يكفي لِـيُطلقَ عليه أحد أفضل فرسان القارة.

“واحد مع قلب التنين. بقدر ما أعرف، هناك نوعان آخران مدمجان بقلب التنين في خزينة شيموين.” توقف يوجين.

 

 

سأل أورتوس، “هل تحاول قياس قدراتي؟”

 

على الرغم من إرتفاعه الطويل، إمتلك أورتوس بنية رشيقة تنضح بإحساس بالدقة والحدة، مثل شفرة مصنوعة بدقة. تم فصل شعره بدقة في المنتصف، وبدت بشرته جيدة، إضافة إلى وجود دوائر داكنة ملحوظة تحت عينيه. بصرف النظر عن مهاراته، بدا مكتئبًا إلى حد ما.

‘أعتقد أن جميع الآباء المتطرفين متشابهون.’

 

 

سرعان ما إعتذر يوجين قائلًا: “أنا آسف لو وجدت أن تصرفي هذا غير محترم. لم تكن هذه نيتي. أفترض أنه مجرد رد فعل غريزي على التواجد في حضور السير الشهير أورتوس هايمان.”

 

“لا على الإطلاق. من الطبيعي أن يتم الحكم على شخص ما عندما يكون معروفًا جيدًا. وبالتالي، ما هو رأيك بي؟” سأل أورتوس.

إرتجفتْ شفاه أورتوس عند سماع إجابة يوجين. “أنت تقول أن لديك مثل هذه القوة؟ حتى أنا لستُ واثقا من أنني يمكن أن أواجه الأميرة السحيقة.”

 

 

“لا أعرف.” رد يوجين: “أعتقد أنه سيكون لدي فكرة أفضل بعد مواجهةٍ أكثر من الانطباع الأول الذي أحصل عليه من شخص ما.”

بالطبع، هذا لا يعني أن أورتوس لا يستحق مثل هذه البدلة الرائعة. على الرغم من أن يوجين لن يكون متأكدًا تمامًا حتى تتقاطع سيوفهما، لكن، إستنادًا إلى الجو الذي ينضح به، بدا أورتوس قويًا بما يكفي لِـيُطلقَ عليه أحد أفضل فرسان القارة.

 

بالتفكير بذلك، سأل يوجين، “إذن، ما الحدث الذي دمر العلاقة الودية بين شيموين والأميرة راكشاسا؟”

“هذا يبدو وكأنه إستفزاز. آه، لا تفهمني خطأ. أنا لستُ مستاء. شعرت به بالأمس أيضًا، لكن هذا يبدو وكأنه في شخصيتك.” أجاب أورتوس بوجه مستقيم.

 

 

 

هل هو حقا غير مستاء؟ نظر يوجين إلى أورتوس مباشرة في وجهه.

 

 

 

“….آه. لا بد أنك فوجئت بما أنني جئت فجأة.” علق أورتوس.

أجاب أورتوس: “لقد نما ذلك الوحش بشكل غير متناسب.”

 

قال أورتوس: “سمعت من الأميرة وابني أنهما قد هُزِما دون أن يصابا أثناء هذيانهما بفضل مواهبك.”

“بصراحة، نعم.” أجاب يوجين.

تحدث أورتوس بسرعة. لاحظ يوجين تجعدًا عابرًا بين حواجب أورتوس عندما ذكر إسم ابنه. يعرف يوجين مثل هذه التعابير.

 

 

“أفهم أن إبني والأميرة سكاليا مدينَينِ لك.”

“إذن لماذا تقول لي كل هذا؟” سأل يوجين.

تذكر يوجين ما سمعه من سيان وسيل. حدث ذلك بسبب التصرفات الخبيثة لملكة شياطين الليل أن الأميرة سكاليا وقعت في حالة من الارتباك والاندفاع. لسوء الحظ، لم يتمكنوا من إبلاغ سكاليا بهذه الحقيقة. عرف يوجين أنه يمكن أن يترك الأمر ينزلق، لكن الأمر مختلف بالنسبة لسكاليا. بصفتها أميرة شيموين، لو فُسِّرت مزحة نوير جيابيلا بأنها كمين، فقد يتحول ذلك إلى مصدر إزعاج كبير.

“ماذا تقصد بالفظاظة؟” سأل يوجين.

 

“إذا كانت خمسين عامًا طويلةً جدًا، فأنا على استعداد للذهاب إلى النصف. دعنا نقول خمسة وعشرين عاما.”

قضى سيان وسيل وقتًا طويلًا بالتفكير في كيفية شرح الموقف للأميرة سكاليا. ومع ذلك، لحسن حظهما، لم يضطرا إلى إختلاق عذر. عند الإستيقاظ، أقنعت الأميرة سكاليا وديور نفسيهما أنهما قد تسمما أثناء سعيهما لمرتزقة الكلب الأسود. تسبب السم في تعرضهما لحالة مؤقتة من الهذيان والغضب، على الأرجح ذات طبيعة سحرية. لحسن الحظ، قام إكسيد بتحييد السم بعد فترة، لكن في غضون ذلك، فقد الإثنان عقليهما لفترة وجيزة وهاجما مجموعة يوجين. في النهاية، تم التغلب عليهم وفَقَدا وعيهما.

‘أعتقد أن جميع الآباء المتطرفين متشابهون.’

 

قلب التنين هو قطعة أثرية مقدسة لها ماضٍ محفوظ. أصوله مرتبطة بتنين البحر، الحامي الأسطوري لبحر الجنوب وشيموين. لسنوات عديدة، ظل تنين البحر يراقب الأمة والبحر، ويدافع عنها ضد كل أنواع التهديدات.

الحقيقة وراء الحادث مع الأميرة سكاليا وديور مختلفة تمامًا عما إعتقداه. في الواقع، الوهم هو خدعة من نوير جيابيلا، التي إستخدمت التنويم المغناطيسي للتلاعب بذكرياتهم. بإستعمال عين الخيال الشيطانية خاصتها، يمكنها بسهولة التلاعب بالعقل البشري وجعل من تريد يصدق أي شيء تريده. بفضل قدراتها، لم تتذكر الأميرة سكاليا وديور حتى لقاء يوجين. على الرغم من التحول الغريب للأحداث، شعر يوجين بالإرتياح لأنه غير مضطر لإبتكار الأعذار.

 

 

 

قال أورتوس: “سمعت من الأميرة وابني أنهما قد هُزِما دون أن يصابا أثناء هذيانهما بفضل مواهبك.”

“بصراحة، لا أرى لماذا أنت متردد. فرسان الوايت لايونز هم مجموعة مرموقة معترف بها في جميع أنحاء القارة. يطمح الفرسان المهرة من كل ركن من أركان العالم للإضمام إلى مستوانا. ولكن ماذا عن هؤلاء الأوصياء؟ مهاراتهم ضئيلة في أحسن الأحوال. قد تبدو مثيرة للإعجاب في دولهم الصغيرة، لكنهم ليسوا أكثر من خليط من الفرسان المتوسطين.” علقت كلمات أورتوس المزعجة في الهواء، وظل يوجين صامتًا، بعد سماع كلماته. بعد لحظة، طهر أورتوس حلقه وإستمر، مع إرتخاء تعابيره قليلًا. “لقد أظهرت لك مظهرًا مشينًا. آمل أن تفهم. الأمر ليس وكأنهم لا يعجبونني كَـفرسان. ومع ذلك، أنا منزعج من فظاظتهم.”

 

 

جاء يوجين بسرعة مع عذر. “حسنًا….يمكن أن يكون ذلك بسبب ارتباكهم، لكنني لا أعتقد أنهما قد تمكنا من عرض قدراتهما الحقيقية….”

“هل هذا صحيح؟” سايره يوجين. بدا أورتوس فخورًا بشكل لا يصدق، ربما لأنه الشخصية الممثلة لمملكة الفرسان.

“ليس عليك حماية فخر ابني.” لا يبدو أن أورتوس يصدق محاولة يوجين للتقليل من مهاراته في إخضاع الأميرة سكاليا وديور. قال: “رأيت القتال أمس. حتى لو كان ديور في وعيه وقدم كل ما لديه، لما إستطاع لمسك حتى، حتى لو وُجِدَ عشرةٌ منه.”

ولوح مودعًا أورتوس وهو يبتعد أكثر وأكثر، ينبعث منه زخم شرس.

تحدث أورتوس بسرعة. لاحظ يوجين تجعدًا عابرًا بين حواجب أورتوس عندما ذكر إسم ابنه. يعرف يوجين مثل هذه التعابير.

“سمعت من توأم لايونهارت أن الأميرة قد طلبت تفهمهما بالفعل. وإذا طلبتُ منك ذلك مرة أخرى، ألن تخبرهما أنت كذلك؟” رد أورتوس قبل إلقاء نظرة خاطفة خارج الجدران. واجه جيش صغير من الوحوش مجموعة من الفرسان. نقر أورتوس على لسانه أثناء النظر إلى المشهد بعيون رافضة. “حتى لو جمعت مجموعة من الأرانب، فسيظلون أرانبًا.”

 

ومع ذلك، في المعركة الملحمية ضد ملوك الشياطين التي وقعت قبل ثلاثة قرون، أصيب المخلوق بجروح مميتة. على الرغم من قوته المذهلة، لم يتمكن تنين البحر في النهاية من التغلب على القوى الساحقة المحتشدة ضده. وآخر ما فعله هو العودة إلى البحر الذي كان يحرسه لفترة طويلة قبل وفاته. في وقتها، ترك وراءه رفاته، بما في ذلك قلب التنين الثمين، كهدية لعائلة شيموين الملكية.

‘أعتقد أن جميع الآباء المتطرفين متشابهون.’

أظهرت تانيس تعبيرًا مشابها عندما كانت تتحدث عن إيوارد. حصل يوجين على فكرة تقريبية عن الموقف مع ديور، لكنه لم يستطِع الشعور بالفضول. حتى مع كون أورتوس يتحدث عن إبنه، بدا أنه يقلل من قيمة ديور. ومع ذلك، عرف يوجين أن ديور ليس شخصًا بسيطًأ — فقد تمكن من الحصول على سيف الأميرة سكاليا، ومع كونه بعيدًا عن مستوى يوجين، إلا أنه لا يزال فردًا موهوبا.

أظهرت تانيس تعبيرًا مشابها عندما كانت تتحدث عن إيوارد. حصل يوجين على فكرة تقريبية عن الموقف مع ديور، لكنه لم يستطِع الشعور بالفضول. حتى مع كون أورتوس يتحدث عن إبنه، بدا أنه يقلل من قيمة ديور. ومع ذلك، عرف يوجين أن ديور ليس شخصًا بسيطًأ — فقد تمكن من الحصول على سيف الأميرة سكاليا، ومع كونه بعيدًا عن مستوى يوجين، إلا أنه لا يزال فردًا موهوبا.

أدركت سكاليا في وقت مبكر أن مهاراتها غير كافية لتمثيل مملكة الفرسان. على الرغم من هذا الإدراك، دفعت نفسها إلى أقصى الحدود، وتدربت بلا كلل و سَعَتْ جاهدة لتلبية توقعات من حولها. ومع ذلك، تسلل الشعور باليأس تدريجيا إلى قلبها عندما فشلت في رؤية أي تحسن كبير. هذا الضعف هو الذي مكن نوير جيابيلا من إستغلالها، وتمكنت بسهولة من السيطرة على سكاليا.

 

بالإضافة إلى فرض الضرائب والتعريفات الجمركية على البضائع التي تنقلها السفن التجارية، أخذوا رشاوى أيضًا. إنها حقيقة قاسية ومؤلمة لضحايا هذه الهجمات، لكن أولئك الذين قبلوا الرشاوى غضوا الطرف عن معاناتهم.

أم أن معايير والده مرتفعة للغاية؟ لم يستطِع يوجين إلا أن يتساءل عن هل وضع أورتوس معايير عالية جدا لابنه. ديور أكبر بسنتين فقط من يوجين، وعلى الرغم من أن العمر ليس بالضرورة مقياسًا للقوة، من الممكن أن يكون أورتوس قد وضع توقعات كبيرة على إبنه ليصير فارسًا يمكنه تمثيل بلدهم في المستقبل.

“….آه. لا بد أنك فوجئت بما أنني جئت فجأة.” علق أورتوس.

 

“أعتقد ذلك أيضًا. لا أعتقد أن الأميرة السحيقة تريد أن تصير معاديةً علانيةً لمملكة شيموين.”

“دعنا نوقف الحديث عن ابني المُفتقر.” قال أورتوس. على الرغم من أنه الشخص الذي طرح الموضوع. “بخصوص….الحادث مع الأميرة سكاليا وابني. لم أبلغ جلالة الملك بذلك. الأميرة سكاليا لم ترغب في ذلك أيضًا.”

“بصراحة، نعم.” أجاب يوجين.

عندما تملَّكت نوير جيابيلا الأميرة سكاليا، تحدثت مع يوجين بإستخدام سكاليا كوسيلة. الأميرة سكاليا هي نائبة قائد فرسان المد العنيف، والمعروفة بإسم أميرة الفرسان، وهي تعتبر واحدة من رموز شيموين، مملكة الفرسان.

 

 

قضى سيان وسيل وقتًا طويلًا بالتفكير في كيفية شرح الموقف للأميرة سكاليا. ومع ذلك، لحسن حظهما، لم يضطرا إلى إختلاق عذر. عند الإستيقاظ، أقنعت الأميرة سكاليا وديور نفسيهما أنهما قد تسمما أثناء سعيهما لمرتزقة الكلب الأسود. تسبب السم في تعرضهما لحالة مؤقتة من الهذيان والغضب، على الأرجح ذات طبيعة سحرية. لحسن الحظ، قام إكسيد بتحييد السم بعد فترة، لكن في غضون ذلك، فقد الإثنان عقليهما لفترة وجيزة وهاجما مجموعة يوجين. في النهاية، تم التغلب عليهم وفَقَدا وعيهما.

أدركت سكاليا في وقت مبكر أن مهاراتها غير كافية لتمثيل مملكة الفرسان. على الرغم من هذا الإدراك، دفعت نفسها إلى أقصى الحدود، وتدربت بلا كلل و سَعَتْ جاهدة لتلبية توقعات من حولها. ومع ذلك، تسلل الشعور باليأس تدريجيا إلى قلبها عندما فشلت في رؤية أي تحسن كبير. هذا الضعف هو الذي مكن نوير جيابيلا من إستغلالها، وتمكنت بسهولة من السيطرة على سكاليا.

قال أورتوس: “سمعت من الأميرة وابني أنهما قد هُزِما دون أن يصابا أثناء هذيانهما بفضل مواهبك.”

 

“أووه حقًا، هذا شعورٌ جيد جدًا.” إبتسم يوجين بإرتياح.

لهذا السبب بالتحديد، شياطين الليل مروعة للغاية. لو دخل الظلام إلى قلب المرء ولم يقنع بواقعه، فَسَـيقع بشكل طبيعي في الحلم. تغزو شياطين الليل الحلم وتملؤه بالجشع والغيرة.

 

 

تذكر يوجين ما سمعه من سيان وسيل. حدث ذلك بسبب التصرفات الخبيثة لملكة شياطين الليل أن الأميرة سكاليا وقعت في حالة من الارتباك والاندفاع. لسوء الحظ، لم يتمكنوا من إبلاغ سكاليا بهذه الحقيقة. عرف يوجين أنه يمكن أن يترك الأمر ينزلق، لكن الأمر مختلف بالنسبة لسكاليا. بصفتها أميرة شيموين، لو فُسِّرت مزحة نوير جيابيلا بأنها كمين، فقد يتحول ذلك إلى مصدر إزعاج كبير.

بناء على موافقتها الخاصة، إتخذت الأميرة سكاليا قرارًا بالقضاء على مرتزقة الكلاب السوداء، ولم يملك ديور خيارًا سوى إتباع سيدته. تكتيكاتها الوحشية في قتلهم لم تكن إلا إطلاقًا للغضب والتوتر الذي تراكم بداخلها بمرور الوقت. سبب هذا التوتر هو خوفها من الأرق، مما منعها من الحصول على أي راحة في الليل، مما أدى إلى ميل طبيعي نحو القسوة.

 

 

 

ظل كل شيء على ما يرام حتى ذلك الحين. ومع ذلك، إتخذت الأمور منعطفًا مختلفًا عندما تم إدخال هوية سكاليا في المزيج. بصفتها نائب قائد فرسان المد العنيف، منظمة مشهورة كواحدة من أقوى المنظمات في القارة، كيف يمكن أن تتسمم أميرة الفرسان خلال مهمة قتل المرتزقة، تفقد السيطرة على نفسها، وينتهي بها الأمر بها تلوح بسيفها بشكل عشوائي؟

 

إذا تم الكشف عن هذا الحادث للجمهور، فإنه سيجلب العار الهائل لها، الفرسان ومملكة شيموين. لذلك، من الطبيعي أن ترغب الأميرة سكاليا في التستر على هذا الحدث ورغبة أورتوس بالتحقيق في الأمر بعد التغاضي عن أفعالها غير المتوقعة.

 

 

قال يوجين: “حسنًا، نعم، على الرغم من أنها لجأت إلى القرصنة المتهالكة الآن.”

“أنا أفهم ما تطلبه، سيدي أورتوس. ومع ذلك، إنفصلتُ عن الأميرة سكاليا في منتصف رحلتنا.” قال يوجين.

“أنا أفهم….طلبك….بشكل جيد للغاية. سأناقش الأمر مع جلالة الملك.”

 

 

“سمعت من توأم لايونهارت أن الأميرة قد طلبت تفهمهما بالفعل. وإذا طلبتُ منك ذلك مرة أخرى، ألن تخبرهما أنت كذلك؟” رد أورتوس قبل إلقاء نظرة خاطفة خارج الجدران. واجه جيش صغير من الوحوش مجموعة من الفرسان. نقر أورتوس على لسانه أثناء النظر إلى المشهد بعيون رافضة. “حتى لو جمعت مجموعة من الأرانب، فسيظلون أرانبًا.”

 

“ماذا؟” رد يوجين.

“هل هذا صحيح؟” سايره يوجين. بدا أورتوس فخورًا بشكل لا يصدق، ربما لأنه الشخصية الممثلة لمملكة الفرسان.

 

 

“يجب أن تعرف بالفعل. الفرسان الذين يقاتلون هناك هم الفرسان الأوصياء على التحالف المناهض للشيطان. إنهم مجموعة مكونة من فرسان إكتسبوا بعض السمعة في بلدانهم الصغيرة. على الرغم من أنهم قد يكونون كثيرين، إلا أن حفنة منهم فقط ماهرون حقًا.” قال أورتوس قبل أن يشير بإصبعه إلى أحد الفرسان: “هل ترى ذلك الرجل الذي يقف هناك؟ ريجيلاس، قائد الأوصياء. ما رأيك في مهاراته؟ أؤكد لك أنه نفسه غير واثق من قدرته على إرباك أي من الفرسان الذين ينتمون إلى فرسان الوايت لايونز.”

إكسيد هو درعٌ سحري باهظ وفريد لمملكة شيموين، مصنوع من الأوريهالكون. على الرغم من أن يوجين قد رأى ديور والأميرة سكاليا مُرتديان إكسيد في حقل الثلج، إلا أن الذي يرتديه قائد فرسان المد العنيف يليق بمكانته حقًا. إكسيد أورتوس مختلف تمامًا عن الدرع الذي يرتديه الإثنان.

“حسنًا….”

“حسنًا….”

“بصراحة، لا أرى لماذا أنت متردد. فرسان الوايت لايونز هم مجموعة مرموقة معترف بها في جميع أنحاء القارة. يطمح الفرسان المهرة من كل ركن من أركان العالم للإضمام إلى مستوانا. ولكن ماذا عن هؤلاء الأوصياء؟ مهاراتهم ضئيلة في أحسن الأحوال. قد تبدو مثيرة للإعجاب في دولهم الصغيرة، لكنهم ليسوا أكثر من خليط من الفرسان المتوسطين.” علقت كلمات أورتوس المزعجة في الهواء، وظل يوجين صامتًا، بعد سماع كلماته. بعد لحظة، طهر أورتوس حلقه وإستمر، مع إرتخاء تعابيره قليلًا. “لقد أظهرت لك مظهرًا مشينًا. آمل أن تفهم. الأمر ليس وكأنهم لا يعجبونني كَـفرسان. ومع ذلك، أنا منزعج من فظاظتهم.”

 

“ماذا تقصد بالفظاظة؟” سأل يوجين.

“أعتقد ذلك أيضًا. لا أعتقد أن الأميرة السحيقة تريد أن تصير معاديةً علانيةً لمملكة شيموين.”

 

رد يوجين: “البطل ليس مُتَطَوِعًا.”

طرح أورتوس سؤالًا ردا على ذلك. “ما هو السبب في عقد مسيرة الفرسان هذه؟ لماذا جئت إلى هذه الأرض الواقعة في أقصى الشمال من الجنوب الدافئ مع فرسان المد العنيف وجلالة الملك؟ أليس لأن التحالف المناهض للشيطان حاول إظهار القوة الضئيلة التي يتمتع بها على حدود هيلموث؟”

إمتلأ يوجين بالرهبة وهو يحدق في الدرع عن قرب لأول مرة. لم يستطع إلا أن يتخيل القوة الهائلة التي سيمتلكها الفارس الماهر إذا ارتدى مثل هذه الدرع.

هذه حقيقة. أومأ يوجين برأسه. أورتوس ليس مخطئًا على الإطلاق، كما حذر ملك الحصار الشيطاني من هذا الشيء بالذات. ومع ذلك، لا يمكن وضع المسؤولية بالكامل على التحالف المناهض للشيطان.

 

 

 

لقد تصرف التحالف المناهض للشيطان بجرأة شديدة لأن بالادين يوراس ظلوا يتحركون دائمًا مع تحرك هؤلاء الأوصياء. لفترة طويلة، ظلوا متمركزين بالقرب من حدود هيلموث، مطالبين بغزو هيلموث وموت ملوك الشياطين.

عُرفت إيريس، الأميرة راكشاسا، أيضًا بإسم الأميرة السحيقة، إنها بالتأكيد قوة يجب أن تكون جشعًا لها. لقد أدارت ظهرها بالفعل لِـهيلموث بعد أن خسرت أراضيها أمام نوير جيابيلا. لذلك أرادت شيموين إقناع الأميرة السحيقة بتعزيز العلاقة معهم حتى تتمكن العائلة الملكية من جعلها تتحرك بناءً على رغباتهم.

 

 

وأضاف: “ما يجعلني أكرههم أكثر هو أنه على الرغم من أننا مررنا بمشكلة التجمع هنا بسببهم…..إلا أنهم لا يظهرون أي ندم على الإطلاق. هم ضعفاء ولكن وقحون كذلك. أنا أحتقر ذلك. وبمجرد إنتهاء مسيرة الفرسان، سوف يعضُّون القوات المتمركزة بالقرب من الحدود وكأن شيئًا لم يحدث على الإطلاق، مختبئين خلف الإمبراطورية المقدسة. أفهم السبب لأن التحالف المناهض للشيطان هو عمليًا فرع يعود أصله إلى الإمبراطورية المقدسة، لكن هذا لا يغير إزدرائي لهم.” أوضح أورتوس.

سرعان ما إعتذر يوجين قائلًا: “أنا آسف لو وجدت أن تصرفي هذا غير محترم. لم تكن هذه نيتي. أفترض أنه مجرد رد فعل غريزي على التواجد في حضور السير الشهير أورتوس هايمان.”

 

لم يستطِع أورتوس قول شيء ردًا على هذا الإتهام. بعد التحديق في يوجين للحظة، أومأ برأسه. “أنت على حق. حتى قبل أن تصير قوية كما هي الآن، قامت برشوة كبار المسؤولين في البحرية. بالطبع، إنتهى الأمر بثروات أكبر في أيدي العائلة الملكية.”

“هل هذا صحيح؟” سايره يوجين. بدا أورتوس فخورًا بشكل لا يصدق، ربما لأنه الشخصية الممثلة لمملكة الفرسان.

 

 

الجوهرة هي، في الواقع، قلب تنين ليس أقل من مذهل. على الرغم من عدم تصميمه من قلب تنين كامل مثل القطع الأثرية الشهيرة فلادمير أو آكاشا، إلا أنه لا يزال يحتوي على جوهر المخلوق الأسطوري، مما يجعله موضوعًا ذا قوة هائلة وأهمية أسطورية. بطبيعة الحال، يعتز أورتوس بهذا كثيرًا، معترفًا به على أنه كنز لا يقدر بثمن.

‘أنا لا أحب هذه الأنواع من الأشخاص.’ إنتقده يوجين.

 

 

 

منذ حياته الماضية، لم يُظهِر يوجين أي ولع بأولئك الفرسان الذين تصرفوا بتعالي. لذلك إتخذ نبرة ملتوية في سؤاله التالي. “هل جئت إليَّ للتحدث عن الفرسان الأقوياء والممتازين؟”

لم يستطع أورتوس إنكار أنه بحاجة إلى مساعدة يوجين. الأميرة السحيقة، إيريس، خصمٌ هائل، هجينٌ له نسب مباشر إلى ملك الغضب الشيطاني وجان ظلام بدم نقي. لقد عَلِمَ من البداية أن الأمر سَـيتطلب وجود السيف المقدس حتى يحظى بفرصة ضد مثل هذا الوحش. بالإضافة إلى ذلك، إذا تمكن من إقناع يوجين بالإنضمام إليه، فإن كريستينا روجرس ستحذو حذوه. إنها مقامرة، لكن، لا خيار آخر أمام أورتوس. أخذ نفسًا عميقا وحاول أن تهدئة نفسه.

نظر أورتوس إلى يوجين بصمت للحظة، ثم هز رأسه. “جئت إلى هنا لتقديم اقتراح.”

 

“ما هو؟” سأل يوجين.

“هذا يبدو وكأنه إستفزاز. آه، لا تفهمني خطأ. أنا لستُ مستاء. شعرت به بالأمس أيضًا، لكن هذا يبدو وكأنه في شخصيتك.” أجاب أورتوس بوجه مستقيم.

 

“سمعت من توأم لايونهارت أن الأميرة قد طلبت تفهمهما بالفعل. وإذا طلبتُ منك ذلك مرة أخرى، ألن تخبرهما أنت كذلك؟” رد أورتوس قبل إلقاء نظرة خاطفة خارج الجدران. واجه جيش صغير من الوحوش مجموعة من الفرسان. نقر أورتوس على لسانه أثناء النظر إلى المشهد بعيون رافضة. “حتى لو جمعت مجموعة من الأرانب، فسيظلون أرانبًا.”

“أنا متأكد من أنك تعرف هذا بالفعل، لكن المشاركين في مسيرة الفرسان يخفون أهدافًا مختلفة مستمدة من المصلحة الذاتية بصرف النظر عن غرضها الأصلي. بالطبع، لا أقصد الإستخفاف بالهدف الأصلي لمسيرة الفرسان. جاء ملك الحصار الشيطاني في زيارة، والسير مولون الرور، البطل العظيم، يقيم حاليا في هذه القلعة.” قال أورتوس وهو يوجه نظرته نحو القلعة. “يتحدث السير مولون حاليًا مع فرسان عائلة لايونهارت، ولكن خلال مسيرة الفرسان، ستتاح لفرسان الدول الأخرى فرصهم أيضًا. وسيناقش قادة القارة أيضًا مستقبل العالم مع السير مولون أيضًا. أعتقد أن التدريب سيكون غير مثمر، ولكن هناك قيمة في إكتشاف إرادة ملك الحصار الشيطاني والتحدث مع السير مولون.”

 

توقف أورتوس للحظة، ثم تابع. “إسمح لي بالذهاب إلى النقطة مباشرة. هدفي من المجيء إلى هنا هو إقتراح أن تأتي إلى شيموين.”

“أنا متأكد من أنك تعرف هذا بالفعل، لكن المشاركين في مسيرة الفرسان يخفون أهدافًا مختلفة مستمدة من المصلحة الذاتية بصرف النظر عن غرضها الأصلي. بالطبع، لا أقصد الإستخفاف بالهدف الأصلي لمسيرة الفرسان. جاء ملك الحصار الشيطاني في زيارة، والسير مولون الرور، البطل العظيم، يقيم حاليا في هذه القلعة.” قال أورتوس وهو يوجه نظرته نحو القلعة. “يتحدث السير مولون حاليًا مع فرسان عائلة لايونهارت، ولكن خلال مسيرة الفرسان، ستتاح لفرسان الدول الأخرى فرصهم أيضًا. وسيناقش قادة القارة أيضًا مستقبل العالم مع السير مولون أيضًا. أعتقد أن التدريب سيكون غير مثمر، ولكن هناك قيمة في إكتشاف إرادة ملك الحصار الشيطاني والتحدث مع السير مولون.”

أجاب يوجين: “لا يبدو أن لديك أي نية للقيام بذلك الآن.”

 

 

 

“لو لم يتم إختيارك من قبل السيف المقدس، لكنتُ وعدتك بأشياء كثيرة كمبعوث لجلالة الملك. لا، حتى بدون الإضطرار إلى القيام بذلك، كان جلالة الملك سيتقدم لتقديم العرض شخصيًا.” قال أورتوس.

“بصفتي شخصًا واجهها من قبل، يمكنني أن أخبرك أنها تهرب عندما لا تكون هناك فائدة من إبداء رد فعل.” قال يوجين: “إذا قررت الأميرة راكشاسا مواجهة مهاجميها، فَسَـتدفن الأسطول بأكمله في قاع المحيط.”

 

 

هذا ليس شيئًا جديدًا بالنسبة ليوجين. خلال الفترة التي قضاها في آروث، تلقى يوجين إقتراحًا مشابهًا من هونين أبرام، ولي عهد آروث، وتريمبل فيزاردو، قائد سحرة بلاط آروث الملكي.

أجاب أورتوس بتعبير تأملي، “ليس بالضرورة. لقد أظهرت الأميرة السحيقة….المرونة في تصرفاتها. بينما تهاجم السفن وتحتلها، فإنها لا تنهب كل شيء. تأخذ ما تريد فقط وغالبًا ما تترك السفن تذهب. فقط في حالة نقل الجان كَـعبيد فإنها تسرقهم. هذا النوع من السلوك ليس غريبًا بين القراصنة الأقوياء في بحر الجنوب. هذه تعتبر تقاليدًا هناك.”

 

عُرفت إيريس، الأميرة راكشاسا، أيضًا بإسم الأميرة السحيقة، إنها بالتأكيد قوة يجب أن تكون جشعًا لها. لقد أدارت ظهرها بالفعل لِـهيلموث بعد أن خسرت أراضيها أمام نوير جيابيلا. لذلك أرادت شيموين إقناع الأميرة السحيقة بتعزيز العلاقة معهم حتى تتمكن العائلة الملكية من جعلها تتحرك بناءً على رغباتهم.

بصفته الإبن المتبنى لِـلورد عائلة لايونهارت، من المستحيل على يوجين أن ينجح في أن يصير الرئيس التالي، خاصة في الأسرة التي ركزت بشكل كبير على الشرعية. ومع ذلك، إمتلك يوجين كل الصفات والقدرات اللازمة لقيادة الأسرة بإمتياز. لهذا السبب، إفترض بعض الذين لم يعرفوه حقًا أنه غير راضٍ عن منصبه الحالي وقدموا له حوافز جذابة للتخلي عن إنتمائه إلى عائلة لايونهارت.

وأضاف: “ما يجعلني أكرههم أكثر هو أنه على الرغم من أننا مررنا بمشكلة التجمع هنا بسببهم…..إلا أنهم لا يظهرون أي ندم على الإطلاق. هم ضعفاء ولكن وقحون كذلك. أنا أحتقر ذلك. وبمجرد إنتهاء مسيرة الفرسان، سوف يعضُّون القوات المتمركزة بالقرب من الحدود وكأن شيئًا لم يحدث على الإطلاق، مختبئين خلف الإمبراطورية المقدسة. أفهم السبب لأن التحالف المناهض للشيطان هو عمليًا فرع يعود أصله إلى الإمبراطورية المقدسة، لكن هذا لا يغير إزدرائي لهم.” أوضح أورتوس.

 

الفصل 240: ليهاين (11)

“منذ أن تم إختيارك من قبل السيف المقدس، لا أعتقد أن الثروات التي يمكننا تقديمها لك ستثير إهتمامك كثيرًا. لذلك أريد أن أقدم إقتراحًا آخر. لا، بدلًا من ذلك، أعتقد أنه سيكون من الأنسب أن نسميه طلبًا.” سأل أورتوس.

ومع ذلك، في المعركة الملحمية ضد ملوك الشياطين التي وقعت قبل ثلاثة قرون، أصيب المخلوق بجروح مميتة. على الرغم من قوته المذهلة، لم يتمكن تنين البحر في النهاية من التغلب على القوى الساحقة المحتشدة ضده. وآخر ما فعله هو العودة إلى البحر الذي كان يحرسه لفترة طويلة قبل وفاته. في وقتها، ترك وراءه رفاته، بما في ذلك قلب التنين الثمين، كهدية لعائلة شيموين الملكية.

 

حتى طفل صغير يمكن أن يعرف أن يوجين يسخر منه. تعمق الوادي بين حواجب أورتوس، وبدأت قبضاته المشدودة ترتجف. لديه أشياء كثيرة أراد أن يقولها، لكنه لم يستطِع السماح لهم بالهروب من خلال شفتيه.

“وماذا سيكون ذلك؟” قال يوجين.

 

 

“بصراحة، لا أرى لماذا أنت متردد. فرسان الوايت لايونز هم مجموعة مرموقة معترف بها في جميع أنحاء القارة. يطمح الفرسان المهرة من كل ركن من أركان العالم للإضمام إلى مستوانا. ولكن ماذا عن هؤلاء الأوصياء؟ مهاراتهم ضئيلة في أحسن الأحوال. قد تبدو مثيرة للإعجاب في دولهم الصغيرة، لكنهم ليسوا أكثر من خليط من الفرسان المتوسطين.” علقت كلمات أورتوس المزعجة في الهواء، وظل يوجين صامتًا، بعد سماع كلماته. بعد لحظة، طهر أورتوس حلقه وإستمر، مع إرتخاء تعابيره قليلًا. “لقد أظهرت لك مظهرًا مشينًا. آمل أن تفهم. الأمر ليس وكأنهم لا يعجبونني كَـفرسان. ومع ذلك، أنا منزعج من فظاظتهم.”

“الأميرة السحيقة، إيريس.” أجاب أورتوس بعبوس: “أعتقد أن هذا الإسم يجب أن يكون مألوفًا.”

 

“أنت لا تشير إلى أن إيريس تحولت إلى القرصنة لأن السيدة كارمن وأنا فشلنا في القضاء عليها في ذلك الوقت، أليس كذلك؟” رد يوجين، وتحول تعبيره إلى التجهم. لقد تحدث يوجين مع أورتوس بإحترام حتى الآن، ولكن إذا استمر في إلقاء مثل هذا الهراء، فسوف يتخلص بسرعة من أي ذرة إحترام.

 

 

 

“كيف سأقول مثل هذا الشيء الوقح؟” قال أورتوس. لحسن الحظ، هو ليس لقيطًا وقحًا. هز رأسه بعنف، مرتبكًا حقا من إتهام يوجين. “ليست مسؤولية أحد أن الأميرة السحيقة هربت من كيهل. على الرغم من أنها لا تقارن بأمثال شفرة الحصار، ملكة شياطين الليل أو التنين الأسود، إلا أنها لا تزال واحدة من الوحوش التي نجت من الحرب منذ ثلاثمائة عام.”

“دعنا نوقف الحديث عن ابني المُفتقر.” قال أورتوس. على الرغم من أنه الشخص الذي طرح الموضوع. “بخصوص….الحادث مع الأميرة سكاليا وابني. لم أبلغ جلالة الملك بذلك. الأميرة سكاليا لم ترغب في ذلك أيضًا.”

قال يوجين: “حسنًا، نعم، على الرغم من أنها لجأت إلى القرصنة المتهالكة الآن.”

“إذن لماذا تقول لي كل هذا؟” سأل يوجين.

 

 

“انها ليست….متهالكة.” عبس أورتوس. “إنها وحش قوي. البحر واسع، وهناك العديد من القراصنة، لكنها تمكنت من السيطرة على معظم القراصنة في بحر الجنوب في عام واحد فقط. في البداية، لم تكن تمتلك سوى سفينة قراصنة واحدة رثة، ولكن الآن، لديها العشرات من منظمات القراصنة تحت جناحها. يسمون أنفسهم قراصنة الغضب.”

 

‘هل وصل الأمر حقًا إلى هذا الحد؟’ تُرِكَ يوجين في حالة من الحيرة وهو يحدق في أورتوس.

 

 

“لو لم يتم إختيارك من قبل السيف المقدس، لكنتُ وعدتك بأشياء كثيرة كمبعوث لجلالة الملك. لا، حتى بدون الإضطرار إلى القيام بذلك، كان جلالة الملك سيتقدم لتقديم العرض شخصيًا.” قال أورتوس.

بدأ أورتوس يشرح، “عندما إكتسَبَتْ المزيد من القوة، أصبحت الأميرة السحيقة أكثر جرأة في قَرصَنَتِها. بدأت في إستهداف مجموعات تجارية أكبر وإستولت على العديد من السفن التجارية. لقد أصبحت مشكلة كبيرة. لقد حاولنا إرسال بعثات متعددة لِـصدها، لكن بلا جدوى. إنها تتهرب منا بسهولة بسبب عينها الشيطانية.”

 

“بصفتي شخصًا واجهها من قبل، يمكنني أن أخبرك أنها تهرب عندما لا تكون هناك فائدة من إبداء رد فعل.” قال يوجين: “إذا قررت الأميرة راكشاسا مواجهة مهاجميها، فَسَـتدفن الأسطول بأكمله في قاع المحيط.”

 

 

 

“أعتقد ذلك أيضًا. لا أعتقد أن الأميرة السحيقة تريد أن تصير معاديةً علانيةً لمملكة شيموين.”

 

“ألم تفعل ذلك من خلال مهاجمة التجار والسفن التجارية؟” سأل يوجين.

 

 

 

أجاب أورتوس بتعبير تأملي، “ليس بالضرورة. لقد أظهرت الأميرة السحيقة….المرونة في تصرفاتها. بينما تهاجم السفن وتحتلها، فإنها لا تنهب كل شيء. تأخذ ما تريد فقط وغالبًا ما تترك السفن تذهب. فقط في حالة نقل الجان كَـعبيد فإنها تسرقهم. هذا النوع من السلوك ليس غريبًا بين القراصنة الأقوياء في بحر الجنوب. هذه تعتبر تقاليدًا هناك.”

 

“أنا أعرف عن ذلك قليلًا. يأخذون الرسوم ويقدمون بعضًا منها كرشاوى. أليس هذا صحيحًا؟ بصراحة، يجب أن تكون العائلة الملكية تتلقى أيضًا رشاوى الأميرة راكشاسا.” قال يوجين.

 

 

سرعان ما إعتذر يوجين قائلًا: “أنا آسف لو وجدت أن تصرفي هذا غير محترم. لم تكن هذه نيتي. أفترض أنه مجرد رد فعل غريزي على التواجد في حضور السير الشهير أورتوس هايمان.”

لم يستطِع أورتوس قول شيء ردًا على هذا الإتهام. بعد التحديق في يوجين للحظة، أومأ برأسه. “أنت على حق. حتى قبل أن تصير قوية كما هي الآن، قامت برشوة كبار المسؤولين في البحرية. بالطبع، إنتهى الأمر بثروات أكبر في أيدي العائلة الملكية.”

“وماذا سيكون ذلك؟” قال يوجين.

بالإضافة إلى فرض الضرائب والتعريفات الجمركية على البضائع التي تنقلها السفن التجارية، أخذوا رشاوى أيضًا. إنها حقيقة قاسية ومؤلمة لضحايا هذه الهجمات، لكن أولئك الذين قبلوا الرشاوى غضوا الطرف عن معاناتهم.

الجوهرة هي، في الواقع، قلب تنين ليس أقل من مذهل. على الرغم من عدم تصميمه من قلب تنين كامل مثل القطع الأثرية الشهيرة فلادمير أو آكاشا، إلا أنه لا يزال يحتوي على جوهر المخلوق الأسطوري، مما يجعله موضوعًا ذا قوة هائلة وأهمية أسطورية. بطبيعة الحال، يعتز أورتوس بهذا كثيرًا، معترفًا به على أنه كنز لا يقدر بثمن.

 

“ماذا؟” رد يوجين.

“لكن الأميرة السحيقة لم تُترَك دون رقابة فقط من أجل الرشاوى. إنها قوية، ولا يوجد شيء يمكننا فعله حيالها مع قوى شيموين. علاوة على ذلك، البحر واسع، وهناك العديد من القراصنة. كنا نظن أنها سَـتضبط القراصنة قليلًا إذا نجحت في توحيدهم.”

“ماذا تقصد؟” سأل أورتوس.

 

“بصراحة، نعم.” أجاب يوجين.

‘هل هذه هي القصة كلها حقًا؟’ لم يصدق يوجين هذا. يوجين ليس بِـساذج ويمكن أن يرى إحتمال أن شيموين ربما أرادت تسخير قوة الأميرة السحيقة لتحقيق مكاسب خاصة بهم. من الممكن أنهم سمحوا لها بالقرصنة والرشوة كوسيلة للسلطة غير المباشرة وإقامة علاقة تجارية معها.

 

 

حتى طفل صغير يمكن أن يعرف أن يوجين يسخر منه. تعمق الوادي بين حواجب أورتوس، وبدأت قبضاته المشدودة ترتجف. لديه أشياء كثيرة أراد أن يقولها، لكنه لم يستطِع السماح لهم بالهروب من خلال شفتيه.

عُرفت إيريس، الأميرة راكشاسا، أيضًا بإسم الأميرة السحيقة، إنها بالتأكيد قوة يجب أن تكون جشعًا لها. لقد أدارت ظهرها بالفعل لِـهيلموث بعد أن خسرت أراضيها أمام نوير جيابيلا. لذلك أرادت شيموين إقناع الأميرة السحيقة بتعزيز العلاقة معهم حتى تتمكن العائلة الملكية من جعلها تتحرك بناءً على رغباتهم.

لم يستطع أورتوس إنكار أنه بحاجة إلى مساعدة يوجين. الأميرة السحيقة، إيريس، خصمٌ هائل، هجينٌ له نسب مباشر إلى ملك الغضب الشيطاني وجان ظلام بدم نقي. لقد عَلِمَ من البداية أن الأمر سَـيتطلب وجود السيف المقدس حتى يحظى بفرصة ضد مثل هذا الوحش. بالإضافة إلى ذلك، إذا تمكن من إقناع يوجين بالإنضمام إليه، فإن كريستينا روجرس ستحذو حذوه. إنها مقامرة، لكن، لا خيار آخر أمام أورتوس. أخذ نفسًا عميقا وحاول أن تهدئة نفسه.

 

 

‘لا بد أن ذلك لم ينجح. حسنًا، هذا طبيعي فقط. تلك المجنونة تأمل في إحياء جان الظلام وقيامة ملك الغضب الشيطاني.’

لم يستطع أورتوس إنكار أنه بحاجة إلى مساعدة يوجين. الأميرة السحيقة، إيريس، خصمٌ هائل، هجينٌ له نسب مباشر إلى ملك الغضب الشيطاني وجان ظلام بدم نقي. لقد عَلِمَ من البداية أن الأمر سَـيتطلب وجود السيف المقدس حتى يحظى بفرصة ضد مثل هذا الوحش. بالإضافة إلى ذلك، إذا تمكن من إقناع يوجين بالإنضمام إليه، فإن كريستينا روجرس ستحذو حذوه. إنها مقامرة، لكن، لا خيار آخر أمام أورتوس. أخذ نفسًا عميقا وحاول أن تهدئة نفسه.

بالتفكير بذلك، سأل يوجين، “إذن، ما الحدث الذي دمر العلاقة الودية بين شيموين والأميرة راكشاسا؟”

 

أجاب أورتوس: “لقد نما ذلك الوحش بشكل غير متناسب.”

“ماذا تقصد بالفظاظة؟” سأل يوجين.

 

 

قال يوجين: “لا بد أنها بدأت في خفض الرشاوى.”

“أنا أفهم….طلبك….بشكل جيد للغاية. سأناقش الأمر مع جلالة الملك.”

 

 

“دعنا نتوقف عن الحديث عن الرشاوى.” قال أورتوس: “لن يكون من المفيد لأي شخص آخر أن يسمع عنها.”

قضى سيان وسيل وقتًا طويلًا بالتفكير في كيفية شرح الموقف للأميرة سكاليا. ومع ذلك، لحسن حظهما، لم يضطرا إلى إختلاق عذر. عند الإستيقاظ، أقنعت الأميرة سكاليا وديور نفسيهما أنهما قد تسمما أثناء سعيهما لمرتزقة الكلب الأسود. تسبب السم في تعرضهما لحالة مؤقتة من الهذيان والغضب، على الأرجح ذات طبيعة سحرية. لحسن الحظ، قام إكسيد بتحييد السم بعد فترة، لكن في غضون ذلك، فقد الإثنان عقليهما لفترة وجيزة وهاجما مجموعة يوجين. في النهاية، تم التغلب عليهم وفَقَدا وعيهما.

 

 

“إذن لماذا تقول لي كل هذا؟” سأل يوجين.

 

 

 

“ألم أخبرك بالفعل؟ أريد أن أطلب منكَ معروفًا.” بدأ أورتوس يغضب قليلا، مع إستمرار يوجين في مضايقته. “أنت البطل الذي تم إختياره من قبل السيف المقدس. أيضًا، أليست الأميرة السحيقة عدوك؟ لذلك أود أن أطلب مساعدتك في إسقاط الأميرة السحيقة.”

‘قيل إن عظام التنين، الحراشف والقلب، رغم إستعمال أجزاء فقط، إلا أنها إستُخدِمَتْ في صناعة هذا الدرع. لقد إشتهر بأنه أفضل درع في القارة بأكملها، ومن المؤكد أن مظهره يرقى إلى مستوى سمعته.’ هذا ما لاحظه يوجين.

رد يوجين: “البطل ليس مُتَطَوِعًا.”

بدأ أورتوس يشرح، “عندما إكتسَبَتْ المزيد من القوة، أصبحت الأميرة السحيقة أكثر جرأة في قَرصَنَتِها. بدأت في إستهداف مجموعات تجارية أكبر وإستولت على العديد من السفن التجارية. لقد أصبحت مشكلة كبيرة. لقد حاولنا إرسال بعثات متعددة لِـصدها، لكن بلا جدوى. إنها تتهرب منا بسهولة بسبب عينها الشيطانية.”

 

“سمعت من توأم لايونهارت أن الأميرة قد طلبت تفهمهما بالفعل. وإذا طلبتُ منك ذلك مرة أخرى، ألن تخبرهما أنت كذلك؟” رد أورتوس قبل إلقاء نظرة خاطفة خارج الجدران. واجه جيش صغير من الوحوش مجموعة من الفرسان. نقر أورتوس على لسانه أثناء النظر إلى المشهد بعيون رافضة. “حتى لو جمعت مجموعة من الأرانب، فسيظلون أرانبًا.”

“ماذا تقصد؟” سأل أورتوس.

 

 

“يجب أن تعرف بالفعل. الفرسان الذين يقاتلون هناك هم الفرسان الأوصياء على التحالف المناهض للشيطان. إنهم مجموعة مكونة من فرسان إكتسبوا بعض السمعة في بلدانهم الصغيرة. على الرغم من أنهم قد يكونون كثيرين، إلا أن حفنة منهم فقط ماهرون حقًا.” قال أورتوس قبل أن يشير بإصبعه إلى أحد الفرسان: “هل ترى ذلك الرجل الذي يقف هناك؟ ريجيلاس، قائد الأوصياء. ما رأيك في مهاراته؟ أؤكد لك أنه نفسه غير واثق من قدرته على إرباك أي من الفرسان الذين ينتمون إلى فرسان الوايت لايونز.”

“من حريتك تمامًا أن تطلب مني المساعدة. ومع ذلك، أنا أقول أنه لا يوجد سبب يدفعني للموافقة على طلبك دون قيد أو شرط، بلا أي سبب غير العدالة.” أجاب يوجين.

“حسنًا….”

 

قضى سيان وسيل وقتًا طويلًا بالتفكير في كيفية شرح الموقف للأميرة سكاليا. ومع ذلك، لحسن حظهما، لم يضطرا إلى إختلاق عذر. عند الإستيقاظ، أقنعت الأميرة سكاليا وديور نفسيهما أنهما قد تسمما أثناء سعيهما لمرتزقة الكلب الأسود. تسبب السم في تعرضهما لحالة مؤقتة من الهذيان والغضب، على الأرجح ذات طبيعة سحرية. لحسن الحظ، قام إكسيد بتحييد السم بعد فترة، لكن في غضون ذلك، فقد الإثنان عقليهما لفترة وجيزة وهاجما مجموعة يوجين. في النهاية، تم التغلب عليهم وفَقَدا وعيهما.

قال أورتوس: “حتى في هذه اللحظة، تقوم الأميرة السحيقة بأفعال شريرة بينما تلقي بالبحر في حالة من الفوضى.”

نظر أورتوس إلى يوجين بصمت للحظة، ثم هز رأسه. “جئت إلى هنا لتقديم اقتراح.”

 

 

“ألم تكن شيموين هي التي سمح لتلك المرأة المجنونة بالتجول بحرية دون محاولة الإمساك بها في وقت سابق؟” سأل يوجين.

لم يستطِع أورتوس قول شيء ردًا على هذا الإتهام. بعد التحديق في يوجين للحظة، أومأ برأسه. “أنت على حق. حتى قبل أن تصير قوية كما هي الآن، قامت برشوة كبار المسؤولين في البحرية. بالطبع، إنتهى الأمر بثروات أكبر في أيدي العائلة الملكية.”

 

‘قيل إن عظام التنين، الحراشف والقلب، رغم إستعمال أجزاء فقط، إلا أنها إستُخدِمَتْ في صناعة هذا الدرع. لقد إشتهر بأنه أفضل درع في القارة بأكملها، ومن المؤكد أن مظهره يرقى إلى مستوى سمعته.’ هذا ما لاحظه يوجين.

“أعلم أننا نتحمل جزءًا من المسؤولية عن هذا. ولهذا فَسَـأنضم شخصيًا إلى حملة إسقاط الأميرة السحيقة. كما أعرب جلالة الملك عن نيته في جلب نخبة فرسان المد العنيف والبحرية الفخورة لشيموين—”

أجاب أورتوس: “لقد نما ذلك الوحش بشكل غير متناسب.”

“لن نحتاج إلى أسطول كامل لهذه العملية. إذا لزم الأمر، يمكنني عبور المحيط بقارب صغير واحد. لو أردت، يمكنني أن أقتل الأميرة السحيقة وحدي دون أن أُرافَق من فرسان المد العنيف.” قطع يوجين.

 

 

“سمعت من توأم لايونهارت أن الأميرة قد طلبت تفهمهما بالفعل. وإذا طلبتُ منك ذلك مرة أخرى، ألن تخبرهما أنت كذلك؟” رد أورتوس قبل إلقاء نظرة خاطفة خارج الجدران. واجه جيش صغير من الوحوش مجموعة من الفرسان. نقر أورتوس على لسانه أثناء النظر إلى المشهد بعيون رافضة. “حتى لو جمعت مجموعة من الأرانب، فسيظلون أرانبًا.”

إرتجفتْ شفاه أورتوس عند سماع إجابة يوجين. “أنت تقول أن لديك مثل هذه القوة؟ حتى أنا لستُ واثقا من أنني يمكن أن أواجه الأميرة السحيقة.”

إمتلأ يوجين بالرهبة وهو يحدق في الدرع عن قرب لأول مرة. لم يستطع إلا أن يتخيل القوة الهائلة التي سيمتلكها الفارس الماهر إذا ارتدى مثل هذه الدرع.

قال يوجين: “هذا ليس بالضرورة ما أحاول قوله، لكن على أي حال، أتفهم ما تريد قوله.”

“لكن الأميرة السحيقة لم تُترَك دون رقابة فقط من أجل الرشاوى. إنها قوية، ولا يوجد شيء يمكننا فعله حيالها مع قوى شيموين. علاوة على ذلك، البحر واسع، وهناك العديد من القراصنة. كنا نظن أنها سَـتضبط القراصنة قليلًا إذا نجحت في توحيدهم.”

 

 

“إذن….”

“إذن سأقترضه لمدة خمسين عامًا وأعيده بعد ذلك. إذا رفضت، فَـليس باليد حيلة. إذا أحضرت أميرة راكشاسا أسطولها وإنتهى بها الأمر بمهاجمة شيموين….ربما، ربما فقط، سَـتسقط العاصمة والقلعة، تفتح الخزانة وتأخذ الكنوز الثمينة كما يحلو لها. تسك تسك، أنا قلق للغاية بالفعل.” أظهر يوجين نظرة من الأسف الصادق. صر أورتوس أسنانه دون أن يدرك ذلك.

“أنا أتفهم، لكن هذا لا يعني أنني سأفعل ذلك. أخبرتك، أليس كذلك؟ البطل ليس مُتَطوِعًا.” قال يوجين، مع قول كلماته رفع إصبعه أمام صدره. شَكَّلَ دائرة من خلال ضم السبابة والإبهام، مما تسبب في شعور أورتوس بقشعريرة أسفل عموده الفقري. ما تلك الإيماءة المبتذلة والمادية؟ ثم إتضح له أن يوجين هو نفس الشخص الذي رفع الإصبع الأوسط في وجه ملك الحصار الشيطاني بالأمس فقط.

بصفته الإبن المتبنى لِـلورد عائلة لايونهارت، من المستحيل على يوجين أن ينجح في أن يصير الرئيس التالي، خاصة في الأسرة التي ركزت بشكل كبير على الشرعية. ومع ذلك، إمتلك يوجين كل الصفات والقدرات اللازمة لقيادة الأسرة بإمتياز. لهذا السبب، إفترض بعض الذين لم يعرفوه حقًا أنه غير راضٍ عن منصبه الحالي وقدموا له حوافز جذابة للتخلي عن إنتمائه إلى عائلة لايونهارت.

 

أظهرت تانيس تعبيرًا مشابها عندما كانت تتحدث عن إيوارد. حصل يوجين على فكرة تقريبية عن الموقف مع ديور، لكنه لم يستطِع الشعور بالفضول. حتى مع كون أورتوس يتحدث عن إبنه، بدا أنه يقلل من قيمة ديور. ومع ذلك، عرف يوجين أن ديور ليس شخصًا بسيطًأ — فقد تمكن من الحصول على سيف الأميرة سكاليا، ومع كونه بعيدًا عن مستوى يوجين، إلا أنه لا يزال فردًا موهوبا.

“هذا….حسنا….اممم….بالضبط كم تريد؟” سأل أورتوس.

 

 

سأل أورتوس، “هل تحاول قياس قدراتي؟”

“أعلم أنني صنعت عملة معدنية بأصابعي، لكن لدي بالفعل الكثير من المال، لذلك لستُ بحاجة إلى المزيد. ماذا عن إكسيد؟” قال يوجين.

توقف أورتوس للحظة، ثم تابع. “إسمح لي بالذهاب إلى النقطة مباشرة. هدفي من المجيء إلى هنا هو إقتراح أن تأتي إلى شيموين.”

 

“أنا أفهم ما تطلبه، سيدي أورتوس. ومع ذلك، إنفصلتُ عن الأميرة سكاليا في منتصف رحلتنا.” قال يوجين.

“هذا، يمكننا—”

“إذا كانت خمسين عامًا طويلةً جدًا، فأنا على استعداد للذهاب إلى النصف. دعنا نقول خمسة وعشرين عاما.”

“واحد مع قلب التنين. بقدر ما أعرف، هناك نوعان آخران مدمجان بقلب التنين في خزينة شيموين.” توقف يوجين.

 

 

 

“هذا…!” صرخ أورتوس. ثم ألقى نظرة حوله قبل أن يتمالك نفسه. “هو الكنز الوطني لشيموين. لا يمكننا تسليمه إلى أجنبي.”

“أفهم أن إبني والأميرة سكاليا مدينَينِ لك.”

“إذن سأقترضه لمدة خمسين عامًا وأعيده بعد ذلك. إذا رفضت، فَـليس باليد حيلة. إذا أحضرت أميرة راكشاسا أسطولها وإنتهى بها الأمر بمهاجمة شيموين….ربما، ربما فقط، سَـتسقط العاصمة والقلعة، تفتح الخزانة وتأخذ الكنوز الثمينة كما يحلو لها. تسك تسك، أنا قلق للغاية بالفعل.” أظهر يوجين نظرة من الأسف الصادق. صر أورتوس أسنانه دون أن يدرك ذلك.

سأل أورتوس، “هل تحاول قياس قدراتي؟”

 

إرتجفتْ شفاه أورتوس عند سماع إجابة يوجين. “أنت تقول أن لديك مثل هذه القوة؟ حتى أنا لستُ واثقا من أنني يمكن أن أواجه الأميرة السحيقة.”

حتى طفل صغير يمكن أن يعرف أن يوجين يسخر منه. تعمق الوادي بين حواجب أورتوس، وبدأت قبضاته المشدودة ترتجف. لديه أشياء كثيرة أراد أن يقولها، لكنه لم يستطِع السماح لهم بالهروب من خلال شفتيه.

 

 

 

لم يستطع أورتوس إنكار أنه بحاجة إلى مساعدة يوجين. الأميرة السحيقة، إيريس، خصمٌ هائل، هجينٌ له نسب مباشر إلى ملك الغضب الشيطاني وجان ظلام بدم نقي. لقد عَلِمَ من البداية أن الأمر سَـيتطلب وجود السيف المقدس حتى يحظى بفرصة ضد مثل هذا الوحش. بالإضافة إلى ذلك، إذا تمكن من إقناع يوجين بالإنضمام إليه، فإن كريستينا روجرس ستحذو حذوه. إنها مقامرة، لكن، لا خيار آخر أمام أورتوس. أخذ نفسًا عميقا وحاول أن تهدئة نفسه.

“دعني….! أ-أتحدث مع جلالة الملك. يمكننا التفاوض بعد ذلك.” قال أورتوس بصعوبة.

 

 

“أنا أفهم….طلبك….بشكل جيد للغاية. سأناقش الأمر مع جلالة الملك.”

 

 

لم يستطِع أورتوس قول شيء ردًا على هذا الإتهام. بعد التحديق في يوجين للحظة، أومأ برأسه. “أنت على حق. حتى قبل أن تصير قوية كما هي الآن، قامت برشوة كبار المسؤولين في البحرية. بالطبع، إنتهى الأمر بثروات أكبر في أيدي العائلة الملكية.”

“إذا كانت خمسين عامًا طويلةً جدًا، فأنا على استعداد للذهاب إلى النصف. دعنا نقول خمسة وعشرين عاما.”

رد يوجين: “البطل ليس مُتَطَوِعًا.”

“دعني….! أ-أتحدث مع جلالة الملك. يمكننا التفاوض بعد ذلك.” قال أورتوس بصعوبة.

إمتلأ يوجين بالرهبة وهو يحدق في الدرع عن قرب لأول مرة. لم يستطع إلا أن يتخيل القوة الهائلة التي سيمتلكها الفارس الماهر إذا ارتدى مثل هذه الدرع.

 

“من حريتك تمامًا أن تطلب مني المساعدة. ومع ذلك، أنا أقول أنه لا يوجد سبب يدفعني للموافقة على طلبك دون قيد أو شرط، بلا أي سبب غير العدالة.” أجاب يوجين.

قال يوجين: “لا أنوي الذهاب لأي شيء أقل من خمسة وعشرين عامًا، لذلك لن تكون هناك حاجة للتفاوض.”

 

 

 

لم يعد بإمكان أورتوس البقاء في هذا المكان. إستدار ثم قفز من الجدار دون أن يقول أي شيء.

“هذا…!” صرخ أورتوس. ثم ألقى نظرة حوله قبل أن يتمالك نفسه. “هو الكنز الوطني لشيموين. لا يمكننا تسليمه إلى أجنبي.”

 

 

“أووه حقًا، هذا شعورٌ جيد جدًا.” إبتسم يوجين بإرتياح.

 

 

“بصراحة، لا أرى لماذا أنت متردد. فرسان الوايت لايونز هم مجموعة مرموقة معترف بها في جميع أنحاء القارة. يطمح الفرسان المهرة من كل ركن من أركان العالم للإضمام إلى مستوانا. ولكن ماذا عن هؤلاء الأوصياء؟ مهاراتهم ضئيلة في أحسن الأحوال. قد تبدو مثيرة للإعجاب في دولهم الصغيرة، لكنهم ليسوا أكثر من خليط من الفرسان المتوسطين.” علقت كلمات أورتوس المزعجة في الهواء، وظل يوجين صامتًا، بعد سماع كلماته. بعد لحظة، طهر أورتوس حلقه وإستمر، مع إرتخاء تعابيره قليلًا. “لقد أظهرت لك مظهرًا مشينًا. آمل أن تفهم. الأمر ليس وكأنهم لا يعجبونني كَـفرسان. ومع ذلك، أنا منزعج من فظاظتهم.”

ولوح مودعًا أورتوس وهو يبتعد أكثر وأكثر، ينبعث منه زخم شرس.

 

“بصفتي شخصًا واجهها من قبل، يمكنني أن أخبرك أنها تهرب عندما لا تكون هناك فائدة من إبداء رد فعل.” قال يوجين: “إذا قررت الأميرة راكشاسا مواجهة مهاجميها، فَسَـتدفن الأسطول بأكمله في قاع المحيط.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط