نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 241

مولون الشجاع (1)

مولون الشجاع (1)

الفصل 241: مولون الشجاع (1)

“لكنكِ ناديتِني بِـإبن العاهرة في وقت سابق.” جادل يوجين ردًا على كلامها.

مرت أربعة أيام على لقائهما، لكن أورتوس لا يزال لم يُعِد زيارة يوجين.

 

 

“ليس الأمر وكأن مولون لا يمكن أن يتغير على مدار الثلاثمائة عام الماضية. لقد تغير بالتأكيد، ولكن عندما يكون أمامنا، يبدو كما لو أنه لم يتغير على الإطلاق. ربما يخفي هذه التغييرات لسبب ما. لا أعرف السبب، ويبدو أن مولون لا يريد التحدث عن ذلك، لكن بما أنني إبن عاهرة، ليس علي مراعاة مولون. أريد أن أرى لماذا يفعل مولون هذا بعيني.”

‘يبدو أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم بعد.’ فكر يوجين.

 

 

 

ربما لن يكون عرضا صادمًا تقصير الخمسين عامًا إلى خمسة وعشرين عامًا فقط؟

راقب مستوى الفرسان لفترة وجيزة أثناء تدريبهم وقدم لهم أنواعًا مماثلة من النصائح، وأقام مأدبة صغيرة مع رجال قبائل بايار الآخرين الذين يعيشون في الحصن. كما أمضى بعض الوقت مع أمان الرور وفرسان الناب الأبيض. بعد ذلك، على الرغم من أنه تحدث بالفعل إلى معظمهم، إلا أنه لا يزال يأتي لزيارة لايونهارت في قصرهم حتى يتمكن شخصيًا من مقابلة جميع أولئك الذين حملوا الإسم الأخير لايونهارت وإخبارهم بقصص مختلفة.

يخطط يوجين أيضًا للعثور على إيريس في يوم من الأيام، التي تبحر حول البحار الجنوبية، وقتلها. ومع ذلك، بصراحة، ما زال ذلك بعيدًا عن قائمة أولوياته.

 

 

 

أول شيء يتوجب على يوجين القيام به هو زيارة قلعة التنين الشيطاني في هيلموث. سيجد طفل رايزاكيا هناك، وإذا أمكن، فسوف يقتله. بالطبع، قبل ذلك، سيستخدم الطفل للعثور على رايزاكيا في الفجوة بين الأبعاد.

 

 

يبعث النـور هالة مشؤومة، مثل نوع من السم. حتى لو ماتت، لن تختفي تلك الهالة المشؤومة. حتى الجثة العادية يمكن أن تصبح مصدرًا للأمراض المعدية عندما تتعفن، ولكن إذا تعفنت كتلة من القذارة المشؤومة مثل جثة نـور….ولو كانت تلك الجثث مكدسة لمدة مائة عام، فَـسيكون بقاء مظهر ليهينجار كما هو من ضرب الخيال.

إيريس وأي عمل آخر غير مكتمل سيأتي بعد ذلك. إنطلاقا من كيفية صياغة أورتوس لطلبه، بدا أن جانب شيموين لا يزال يعتقد أن إيريس مجرد مصدر إزعاج، ولم يقرر بعد الإعتناء بها في أسرع وقت ممكن.

داخل العباءة، تلهث مير من أجل التنفس. من الطبيعي أن تفعل ذلك، حيث توجب عليها تقريبًا أن تفرط في تحميل نفسها من أجل تفسير التعويذات فوق هذه المساحة. وضع يوجين يده في عباءته وربت على رأسها عدة مرات.

 

 

أيضًا، أكبر مشكلة في التقاط إيريس هي أن البحار واسعةٌ جدًا. بالإضافة إلى ذلك، عين الظلام الشيطانية الخاصة بِـإيريس هائلة ليس فقط في القتال، ولكن أيضا عندما يتعلق الأمر بالفرار.

انيسيه سليوود حقًا من هذا النوع من الأشخاص الفظيعين. في الواقع، ليست انيسيه هي الوحيدة. يوجين من نفس النوع من الأشخاص، ولو كانت سيينا هنا أيضًا، لَـتصرفت أيضًا بنفس الطريقة.

 

 

في وسط تلك البحار المفتوحة الواسعة، ماذا سَـيفعلون إذا استخدمت إيريس عين الظلام للهروب؟ ليس فقط يوجين، ولكن أي ساحر آخر في العالم لن يكون قادرًا على منع إيريس من المغادرة.

 

 

 

‘حسنًا، بالمقارنة مع نوير جيابيلا، إيريس مجنونة جدًا.’ فكر يوجين بلا حول ولا قوة وهو ينظف الثلج من على خده.

“قلت إنك لا تختلف عن ابن العاهرة، لم أقل أنك إبن عاهرة.” صححته انيسيه. “وأيضًا يا هامل، حتى لو كنت تعتقد أن ما تحاول فعله حاليًا يجعلك إبن عاهرة، حتى لو كان ذلك من أجلك فقط، ألا يجب أن تحاول ألَّا تكون إبن عاهرة؟”

 

يمكنهم تخمين سبب ذلك. ما السبب الآخر الذي يمكن أن يكون لدى مولون لكي يختفي هكذا؟ أليس واضحًا؟ في ليهينجار، خلف وادي المطرقة العظيمة، ربما عاد النـور إلى الظهور.

قبل يومين، غادر مولون الحصن فجأة.

 

 

 

تاركًا وراءه عبارة سأعود على جدار الرواق، غادر الأبله دون أن يقول أي شيء لِـيوجين أو انيسيه. بلا سابق إنذار، إختفى فجأة في منتصف الليل.

 

 

هددته انيسيه: “لو حدث ذلك بالفعل، فَسَـأقوم بتعليق مولون على الجدار عند رؤيته.”

يمكنهم تخمين سبب ذلك. ما السبب الآخر الذي يمكن أن يكون لدى مولون لكي يختفي هكذا؟ أليس واضحًا؟ في ليهينجار، خلف وادي المطرقة العظيمة، ربما عاد النـور إلى الظهور.

 

 

ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي لم تتغير. إذا كان مولون قد تغير حقًا، وإذا لم يكن لديه خيار سوى التغيُّر خلال هذه الثلاثمائة عام الطويلة، وإذا كان مولون قد أُجبر على التغيُّر خلال المائة عام التي قضاها في منع هروب النـور، إذن….

“أحمق.” تذمر يوجين وهو يفكر في مولون.

‘حسنًا، بالمقارنة مع نوير جيابيلا، إيريس مجنونة جدًا.’ فكر يوجين بلا حول ولا قوة وهو ينظف الثلج من على خده.

 

“قلت إنك لا تختلف عن ابن العاهرة، لم أقل أنك إبن عاهرة.” صححته انيسيه. “وأيضًا يا هامل، حتى لو كنت تعتقد أن ما تحاول فعله حاليًا يجعلك إبن عاهرة، حتى لو كان ذلك من أجلك فقط، ألا يجب أن تحاول ألَّا تكون إبن عاهرة؟”

بعد وصوله إلى الحصن، ظل مولون مشغولا للغاية.

ربما لن يكون عرضا صادمًا تقصير الخمسين عامًا إلى خمسة وعشرين عامًا فقط؟

 

 

في تلك الليلة الأولى، شرب هو ويوجين وانيسيه وتجاذبوا أطراف الحديث حتى الفجر. بعد رحيل ملك الحصار الشيطاني، تحدث مولون مع الفرسان من جميع أنحاء العالم، بدءًا من اللايونهارت، وحضر عدة إجتماعات مع الملوك الآخرين.

فوووش….!

 

 

راقب مستوى الفرسان لفترة وجيزة أثناء تدريبهم وقدم لهم أنواعًا مماثلة من النصائح، وأقام مأدبة صغيرة مع رجال قبائل بايار الآخرين الذين يعيشون في الحصن. كما أمضى بعض الوقت مع أمان الرور وفرسان الناب الأبيض. بعد ذلك، على الرغم من أنه تحدث بالفعل إلى معظمهم، إلا أنه لا يزال يأتي لزيارة لايونهارت في قصرهم حتى يتمكن شخصيًا من مقابلة جميع أولئك الذين حملوا الإسم الأخير لايونهارت وإخبارهم بقصص مختلفة.

 

 

 

أُغرِمَ مولون بشكل خاص بغيلياد والتوأم. على الرغم من عدم وجود تشابه كبير في الوجه، بدا أن شعر غيلياد الطويل يُذكِرُ مولون بفيرموث. وجد التوأم صعوبة في التغلب على توترهما عندما إلتقيا بِـمولون لأول مرة، ولكن على الرغم من أن ذلك لم يناسبه حقًا، فقد تصرف مولون كَـجدٍ لطيف لهم، بل وقدم لهما النصائح أثناء مراقبة قتال بين التوأم.

تذكرت انيسيه: “لم يكن المولون في ذلك الوقت مثل مولون المعتاد.”

 

 

أثناء وجوده في الحصن، لم يحصل مولون على أوقية من النوم. كل ذلك بسبب نـور. على الرغم من أن اليومين اللذين قضاهما في الحصن كانا مشغولين للغاية، إلا أن مولون ظل يراقب ليهينجار بإستمرار. لا أحد يعرف متى قد يظهر النـور مرة أخرى.

ذَكَّرَه هذا بالغرفة المظلمة. لم يتمكن من فهم التعويذات هناك، لكن يوجين لا يزال يتذكر بعض الصيغ السحرية التي تم إستخدامها لإنشاء الغرفة المظلمة.

 

 

قبل يومين، بدا أن نـور قد عاد للظهور أخيرًا. ولكن لو كان هذا هو كل ما في الأمر، لَـتقبل يوجين وانيسيه الأمر فقط على أنه أمرٌ لا مفر منه. لو عاد مولون في ذلك الصباح بالذات، لَـقبضا عليه ولعناه عدة مرات. ومع ذلك، فقد مر يومان كاملان ولم يعد مولون إلى الحصن بعد.

 

 

“لو أضعنا الوقت بالتفكير في هذا، ما كنا لنصل إلى هنا بهذه السرعة، أليس كذلك؟” أشار يوجين. “في هذه الحالة، بينما كنا نشق طريقنا عبر تلك العاصفة الثلجية، ربما قد تقاطعت مساراتنا ولم نلاحظ عودة مولون إلى الحصن الذي أمامنا.”

لذلك من أجل العثور على مولون، غادر يوجين وانيسيه لتسلق ليهينجار. من أجل منع أي شخص من القلق دون داع، قدم يوجين بعض التفسيرات الغامضة للبطريرك — أخبر غيلياد أنهم سيتلقون إختبارًا من مولون الشجاع في ليهينجار. إنه عذر مختلقٌ على عجل، لكن إجراء إختبار من قبل البطل العظيم كان له وزن كافٍ لإقناع الآخرين.

“ومع ذلك، نحن هنا، في الواقع نبحث عن مولون بعد اختفائه بمفرده.” تذمر يوجين.

 

“مير.” دعاها يوجين.

“في الواقع، كل هذا لأن مولون أحمق.” بصق يوجين وهو يحدق في الضوء الوامض في راحة يده. “لأن هذا اللقيط قام بمثل هذا العمل القاسي عندما تم جمع جميع الفرسان معًا، يعتقد الجميع أن القيام بأشياء كهذه هو فقط كيف هو مولون.”

– أيضا، ما زلت أنا كالسابق. وكلما كنت لا تريد أن تظهر لي شيئا، صِرتُ أريد رؤيته أكثر، بغض النظر عن التكلفة.

“أنت شديد القسوة على مولون.” إتسعت عيون انيسيه وهي تنظر إلى يوجين: “مولون يتصرف بالتأكيد مثل أحمق عندما يكون معنا، ولكن أمام نسله والناس من هذا العصر، تصرفاته جيدة جدًا، ألا توافقني؟”

ليس الأمر وكأنها غير مولعة بالفكرة، لكنها شعرت أنها لن تكون قادرة على تحمل الإحراج الناتج عن حمل يوجين لها. خاصة أنه من الواضح أن صوت انيسيه في رأسها سوف يضايقها بما يكفي لجعلها تريد أن تموت، لذلك لم تملك كريسيتينا الثقة في أنها ستكون قادرة على التعامل مع المضايقة والحفاظ على رباطة جأشها في الوقت ذاته.

“نعم، وبدا جادًا جدًا. يقولون أن الشدائد تصنع الرجال، ويبدو أن هذا هو الحال حقا.” تنهد يوجين.

– الشيء الذي لا تريدنا أن نراه هناك ليس مجرد أشياء عشوائية مثل بعض جثث الوحوش.

 

آكاشا، التي منحت فِهمًا دائمًا لكل السحر، بالفعل في يد يوجين. ومع ذلك، لم يواجه وقتًا سهلًا في العثور على التعويذات المخبأة داخل هذا الجرف.

“هامل، لقد كنت ميتًا بالفعل في ذلك الوقت، لذلك قد لا تكون واضحًا بشأن هذا الأمر، ولكن قبل ثلاثمائة عام، كان مولون مذهلًا حقًا.” حاضرته انيسيه. “كان مولون هو أول من إستقر في هذه الأرض المجمدة غير المستكشفة في الطرف الشمالي من القارة بقوته الشخصية فقط. في ذلك الوقت، أطلق عليه سكان القارة لقب ملك الشمال الأول.”

 

“لكن من الناحية الواقعية، ليس وكأن مولون قد فعل كل شيء بنفسه، صحيح؟” جادل يوجين. “لقد سمعت أنكِ ساعدتِ أيضا في تأسيس الرور بالضغط على بابا يوراس، ألم تفعلي؟”

 

أقرَّتْ انيسيه بكلامه. “ساعدت سيينا أيضًا، وقدم السير فيرموث أيضًا جزءًا كبيرًا من الأموال لمولون. ومع ذلك، لا يزال كل ذلك بسبب قوة مولون الشخصية وإرادته الثابتة أنه إستطاع الإستقرار في هذه الأرض وإنشاء مملكة.”

 

هذه فقط حقيقة واضحة، دون أي مبالغة. نقر يوجين على لسانه وهو يحدق في ألسنة اللهب الوامضة.

الشيء نفسه ينطبق على يوجين أيضًا. شعر بالدوار وإضطر إلى الإمساك بركبتيه لمنع نفسه من السقوط.

 

 

“على أي حال، سمحوا لنا فقط بالمجيء إلى هنا والبحث عن مولون دون إحتجاج لأنهم اعتقدوا أن إعطاء الناس هذا النوع من المهام يشبه إلى حد كبير مولون.” أصر يوجين.

“نعم، وبدا جادًا جدًا. يقولون أن الشدائد تصنع الرجال، ويبدو أن هذا هو الحال حقا.” تنهد يوجين.

 

[إياك أن تعتقد أنه يمكنك إنهاء الأمور بهذا فقط.] حذَّرته مير. [في المرة القادمة، عليك أن تأخذني لركوب جولة المرح.]

“إنها ذريعة معقولةٌ جدًا.” ذكرته انيسيه: “مؤسس الرور، البطل العظيم من قبل ثلاثمائة سنة، وقد عاد الى الظهور لأول مرة منذ مائة سنة؛ أسطورة حية تقرر إختبار بطل وقديسة العصر الحالي….ألا يبدو هذا وكأنه شيء من أسطورة أو خرافة؟”

وافقها يوجين. “يمكنكِ المضي قدمًا وتحطيم الجزء الأمامي من رأسه، وسوف أعتني أنا بالظهر.”

“ومع ذلك، نحن هنا، في الواقع نبحث عن مولون بعد اختفائه بمفرده.” تذمر يوجين.

مرت أربعة أيام على لقائهما، لكن أورتوس لا يزال لم يُعِد زيارة يوجين.

 

قبل يومين، بدا أن نـور قد عاد للظهور أخيرًا. ولكن لو كان هذا هو كل ما في الأمر، لَـتقبل يوجين وانيسيه الأمر فقط على أنه أمرٌ لا مفر منه. لو عاد مولون في ذلك الصباح بالذات، لَـقبضا عليه ولعناه عدة مرات. ومع ذلك، فقد مر يومان كاملان ولم يعد مولون إلى الحصن بعد.

على عكس المرة السابقة، لم يحتاجوا إلى توجيه هابيل. فَـبينما هم يغادرون وادي المطرقة العظيمة آخر مرة، ترك يوجين وراءه منارة سحرية كإجراء إحتياطي للمرة القادمة التي سيأتون فيها بحثًا عن مولون. الشعلة التي يحملها يوجين في راحة يده تقود الطريق أثناء بحثهم عن المنارة السحرية.

 

 

دمارٌ في شكل سيف.

بفضل كل هذا، زادت سرعة حركتهم بشكل ملحوظ. هذا بسبب قدومهم إلى هنا في المرة الأخيرة، حيث أُجبروا على مواكبة سرعة هابيل، لكن الآن لم يضطروا لفعل ذلك. رفع يوجين رأسه عاليًا وهو يطفئ اللهب الموجود في راحة يده.

أقرَّتْ انيسيه بكلامه. “ساعدت سيينا أيضًا، وقدم السير فيرموث أيضًا جزءًا كبيرًا من الأموال لمولون. ومع ذلك، لا يزال كل ذلك بسبب قوة مولون الشخصية وإرادته الثابتة أنه إستطاع الإستقرار في هذه الأرض وإنشاء مملكة.”

 

“يبدو هذا جيدًا. هامل، أنا سأذهب إلى الداخل قليلًا، لذا إهتم بِـكريستينا جيدًا وأبقِها بعيدةً عن الخطر.” طلبت انيسيه وتبادلت الأماكن مع كريستينا.

في حدود مجال رؤيته، بدأ يرى وادي المطرقة العظيمة. لا تزال هناك مسافة بعيدة قبل أن يتمكنوا من الوصول إليها، ولكن إذا إستمروا في وتيرتهم الحالية، فَـمِنَ المحتمل أن يصلوا إلى هناك في نصف يوم.

لبضع لحظات، ضاع يوجين في أفكاره وهو يسير على قمة المنحدرات.

 

وافقته مير. [نعم، هذا صحيح. لا أعرف حقا ما هو نـور، لكنك تتذكر ما قاله السير مولون، صحيح؟]

“المشكلة ستكون الحاجز، ماذا سنفعل حيال ذلك؟” سألت انيسيه.

 

 

بوم، بوم.

“لو أضعنا الوقت بالتفكير في هذا، ما كنا لنصل إلى هنا بهذه السرعة، أليس كذلك؟” أشار يوجين. “في هذه الحالة، بينما كنا نشق طريقنا عبر تلك العاصفة الثلجية، ربما قد تقاطعت مساراتنا ولم نلاحظ عودة مولون إلى الحصن الذي أمامنا.”

بوم! بوم!

هددته انيسيه: “لو حدث ذلك بالفعل، فَسَـأقوم بتعليق مولون على الجدار عند رؤيته.”

 

 

هذا المكان، وادي المطرقة العظيمة، هو بمثابة نوع من الحدود — المنطقة الحدودية التي يجب على النـور عبورها للظهور في هذا العالم. الجانب الآخر من ليهينجار، حيث قام مولون بتكديس جثث النـور، يمكن الوصول إليه أيضا من هذه النقطة.

وافقها يوجين. “يمكنكِ المضي قدمًا وتحطيم الجزء الأمامي من رأسه، وسوف أعتني أنا بالظهر.”

 

“يبدو هذا جيدًا. هامل، أنا سأذهب إلى الداخل قليلًا، لذا إهتم بِـكريستينا جيدًا وأبقِها بعيدةً عن الخطر.” طلبت انيسيه وتبادلت الأماكن مع كريستينا.

‘هذا مخفيٌّ جيدًا.’ حكم يوجين.

 

 

واقفةً في مكانها، تراجعت كريستينا بتفاجئ عدة مرات قبل أن تتجعد حواجبها وترتجف بسبب البرد.

 

 

 

“ألا تعتقد أنك تتجاوز الحدود كثيرًا؟” إشتكت كريستينا.

عندما يتحدث الاثنان فقط، تخاطب كريستينا دائما انيسيه على أنها الأخت، لكن إستخدام هذا النوع من المسميات أمام أشخاص آخرين لَـهو أمرٌ محرج إلى حد ما.

 

“لماذا توقفتِ فجأة عن الحديث عندما كنت على وشك قول شيء ما؟” سأل يوجين بقلق.

“ماذا؟” سأل يوجين.

بدا الجزء العلوي من المنحدرات هو نفسه من المرة الأخيرة. الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته هو الكثير من الثلج، ولا آثار أخرى.

 

 

أوضحت كريستينا، “أنا أتحدث عن الأخت—أعني، السيدة انيسيه!”

هناك جثة على الأرض ليست بعيدة عن المكان الذي وقفوا فيه. بدا الجسد مألوفًا لِـيوجين — تمامًا مثل الجثة التي رآها قبل بضعة أيام، جثة ذلك القرد — نـور. لكن هذه مشهد هذه الجثة بدا مشهدًا مروعًا أكثر بكثير.

عندما يتحدث الاثنان فقط، تخاطب كريستينا دائما انيسيه على أنها الأخت، لكن إستخدام هذا النوع من المسميات أمام أشخاص آخرين لَـهو أمرٌ محرج إلى حد ما.

– الشيء الذي لا تريدنا أن نراه هناك ليس مجرد أشياء عشوائية مثل بعض جثث الوحوش.

 

حاليا، لا يوجد شعور في الهواء مثل ما شعروا به في المرة الأخيرة التي ظهر فيها النـور. لم يتمكنوا من رؤية أي علامات على ذلك الوحش البشع، ولم يشعروا بالهالة المشؤومة التي تشبه ملك الدمار الشيطاني. نقر يوجين على لسانه وإستمر في المشي من حيث توقف مؤقتا.

[ما الفرق؟ لقد سبق أن قلتِ هذا من قبل، ولكن بين الراهبات، لا يوجد شيء خاص حول مناداة بعضنا البعض بالأخت، هل هناك؟]

“لو أضعنا الوقت بالتفكير في هذا، ما كنا لنصل إلى هنا بهذه السرعة، أليس كذلك؟” أشار يوجين. “في هذه الحالة، بينما كنا نشق طريقنا عبر تلك العاصفة الثلجية، ربما قد تقاطعت مساراتنا ولم نلاحظ عودة مولون إلى الحصن الذي أمامنا.”

من المؤكد أنه لا يوجد شيء غير عادي في نداء الراهبات لبعضهن البعض بالأخت، ولكن عندما إستخدمت كريستينا هذه الكلمة، فسرتها انيسيه دائمًا على أن كريستينا تطلق عليها إسم أختها الكبيرة. تدرك كريستينا ذلك جيدا، لذلك جعلها هذا تشعر بالحرج من تسمية انيسيه بالأخت أمام الآخرين.

 

 

 

بدأت كريستينا تشتكي من الظلم الذي تعاني منه. “أستطيع أن أتفهم لماذا تطلب تبديل الأماكن معي عندما يكون لديها الكثير مما تريد قوله. أستطيع أن أتفهم أيضا لماذا تركت معظم المشي عبر هذه الأرض، الباردة وغير المضيافة، لي. لكن السيدة انيسيه سيئة السلوك حقًا فَـهي تزيل كل المعجزات التي تمنع البرد من التأثير علينا في اللحظة التي تتبادل فيها الأماكن معي.”

 

إعترفت انيسيه، [من الممتع بالنسبة لي أن أراكِ ترتجفين في البرد. أيضًا، هذا كله من أجل مصلحتك، كريستينا]

 

تمتمت كريسيتنا، “كيف يمكن أن يكون هذا من أجل مصلحتي بالضبط….”

هل يمكن أن يكون مولون قد شعر بشيء مقدمًا؟ أو ربما إستجاب حاجز فيرموث لسيف المون لايت وفتح الباب؟ الآن، لم يعرف يوجين الإجابة على هذين السؤالَين.

[عندما تلاحظين فجأة كم المكان باردٌ حولك، ألن يكون لطيفًا لو ألقيت نفسك في أحضان هامل للهروب من البرد؟]

ذَكَّرَ هذا المشهد يوجين بِـهيلموث منذ ثلاثمائة عام. في مملكة الشياطين، ليس الأمر غريبًا أن يحدث أي شيء تقريبًا. لقد كانت أرضًا بشعة وغريبة، بالنسبة لأي من البشر الذين وقعوا هناك، لم تكن مختلفة عن الجحيم.

إفترقت شفاه كريستينا، التي كانت على وشك التنفيس عن إستيائها الفائض، ترفرف بلا صوت.

 

 

 

[هذا ما توقعت منك فعله دون التفكير في الأمر، ولكن الآن بعد أن قلنا كل هذا، فاتتك فرصة القيام بذلك. بينما تبين أن هذه الفرصة فاشلة، في المرة القادمة، يجب أن تركزي على إحتضان هامل. لو قفزتِ إلى أحضانه لأنك تشعرين بالبرد، فحتى لو شعر بالإحراج، لن يرفضك هامل.]

ومع ذلك، لا توجد أوجه تشابه مع العالم في الخلف. لم توجد حتى أي ثلوج على الأرض ولم تتساقط ثلوج من السماء أيضًا. سواءً الأرض تحت أقدامهم أو المشهد اللاذع للعين من حولهم، بدا كل شيء مُشَوَّهًا بشكل غريب.

“لماذا توقفتِ فجأة عن الحديث عندما كنت على وشك قول شيء ما؟” سأل يوجين بقلق.

[تم قطع المساحة هنا. أو ربما عُزِلَتْ هو وصفٌ أفضل….أنت تعرف أيضًا فيما تستخدم هذه التعاويذ، أليس كذلك؟] ذكَّرته مير.

 

قبل يومين، بدا أن نـور قد عاد للظهور أخيرًا. ولكن لو كان هذا هو كل ما في الأمر، لَـتقبل يوجين وانيسيه الأمر فقط على أنه أمرٌ لا مفر منه. لو عاد مولون في ذلك الصباح بالذات، لَـقبضا عليه ولعناه عدة مرات. ومع ذلك، فقد مر يومان كاملان ولم يعد مولون إلى الحصن بعد.

إحمرَّ وجه كريستينا بالكامل باللون الأحمر وهي تتلعثم، “شـ-شـ-شيطان، شيطان يوسوس لي في داخل رأسي.”

 

* * *

[عندما تلاحظين فجأة كم المكان باردٌ حولك، ألن يكون لطيفًا لو ألقيت نفسك في أحضان هامل للهروب من البرد؟]

على الرغم من أنه قد مر بالفعل الوقت الذي تغرب فيه الشمس عادة، لم يحل الليل في ليهينجار. حدق يوجين في السماء المليئة بالعواصف الثلجية وأشعة الشمس البعيدة، بالإضافة إلى المنحدرات الشاهقة على شكل مطرقة أدناه.

‘ليس لدي أي نية لكسرها في الواقع.’ أجاب يوجين كما وضع يديه على سيف المون لايت داخل عباءته. ‘سأطرق الباب قليلًا. لو كان لا يزال في الداخل، فسوف يرى أن هناك شيئا ما يحدث خارج الحاجز. إذا لم يحدث شيء ولم يتفاعل أحد، فهذا يعني أن مولون ليس بالداخل. أو ربما يكون هذا الأبله متبلد الرأس كثيرًا بحيث لا يتمكن من ملاحظة ذلك.’

 

بفضل كل هذا، زادت سرعة حركتهم بشكل ملحوظ. هذا بسبب قدومهم إلى هنا في المرة الأخيرة، حيث أُجبروا على مواكبة سرعة هابيل، لكن الآن لم يضطروا لفعل ذلك. رفع يوجين رأسه عاليًا وهو يطفئ اللهب الموجود في راحة يده.

في المرة الأخيرة التي أتوا فيها إلى هنا، نصبوا خيمة في مكان قريب وعسكروا هنا. ومع ذلك، لا حاجة للقيام بذلك الآن. لم يشعر يوجين ولا كريستينا بأي حاجة للراحة.

بوم! بوم!

 

[إياك أن تعتقد أنه يمكنك إنهاء الأمور بهذا فقط.] حذَّرته مير. [في المرة القادمة، عليك أن تأخذني لركوب جولة المرح.]

عند رؤية وادي المطرقة العظيمة من هنا، أعطى جوًا مختلفًا تمامًا عما شعروا به في المرة الأخيرة التي أتوا فيها إلى هنا. بدلًا من ذلك، من الأفضل القول أن وادي المطرقة العظيمة كان هكذا منذ البداية. كان الجو في ذلك الوقت غير عادي — فقد خضع لتحول مفاجئ بسبب ظهور نـور.

 

 

 

حاليا، لا يوجد شعور في الهواء مثل ما شعروا به في المرة الأخيرة التي ظهر فيها النـور. لم يتمكنوا من رؤية أي علامات على ذلك الوحش البشع، ولم يشعروا بالهالة المشؤومة التي تشبه ملك الدمار الشيطاني. نقر يوجين على لسانه وإستمر في المشي من حيث توقف مؤقتا.

 

 

 

بالفعل أسفل المنحدرات، إلتفت يوجين إلى كريستينا وسأل، “هل تحتاجين مني أن أحملك إلى أسفل؟”

 

ترددت كريستينا للحظة، غير قادرة على إعطاء إجابة فورية. خلال تلك الوقفة، التقت عيناها بالنظرة الغاضبة لمير من خلال فتحة في عباءة يوجين. بدت نظرة مير محتقرة ومريبة للغاية لدرجة أن كريستينا فكرت بجدية لبضع لحظات في قبول العرض، ولكن….

 

 

“وماذا في ذلك؟” شخر يوجين رافضًا.

في النهاية، رفضت العرض. “احم….سأكون بخير.”

إحتجَّت انيسيه: “من فضلك لا تطلق على نفسك مسمى إبن العاهرة.”

ليس الأمر وكأنها غير مولعة بالفكرة، لكنها شعرت أنها لن تكون قادرة على تحمل الإحراج الناتج عن حمل يوجين لها. خاصة أنه من الواضح أن صوت انيسيه في رأسها سوف يضايقها بما يكفي لجعلها تريد أن تموت، لذلك لم تملك كريسيتينا الثقة في أنها ستكون قادرة على التعامل مع المضايقة والحفاظ على رباطة جأشها في الوقت ذاته.

 

 

من مكان ما في المسافة وأعلى بكثير، ترددت أصوات تحطمٍ عالية وثقيلة.

[ما الذي سيكون محرجًا جدًا حول ذلك؟] إشتكت انيسيه. [إذا واصلت التردد هكذا، فسوف ينتهي بك بالكثير من الأشياء مسروقة منك.]

[ما الذي سيكون محرجًا جدًا حول ذلك؟] إشتكت انيسيه. [إذا واصلت التردد هكذا، فسوف ينتهي بك بالكثير من الأشياء مسروقة منك.]

‘مسـ-مسروقة مني؟’ كررت كريستينا كلام انيسيه بتساؤل.

هذا المكان، وادي المطرقة العظيمة، هو بمثابة نوع من الحدود — المنطقة الحدودية التي يجب على النـور عبورها للظهور في هذا العالم. الجانب الآخر من ليهينجار، حيث قام مولون بتكديس جثث النـور، يمكن الوصول إليه أيضا من هذه النقطة.

 

 

[يمكنني التفكير في عشرات الأشياء التي قد تُسرَقُ منك، لكن سيكون من المحرج جدًا بالنسبة لي أن أقولها بشفتي، واحدة تلو الأخرى.]

 

بدأت انيسيه تضايق كريستينا مرة أخرى. ومع ذلك، فإن هذا النوع من المضايقات تسبب في إندفاع خيال كريستينا. مع استمرار تساقط الثلوج، الرياح شديدة البرودة، ولكن على الرغم من النسيم البارد الذي يهب في وجهها، ظل وجه كريستينا يحترق.

[هذا ما توقعت منك فعله دون التفكير في الأمر، ولكن الآن بعد أن قلنا كل هذا، فاتتك فرصة القيام بذلك. بينما تبين أن هذه الفرصة فاشلة، في المرة القادمة، يجب أن تركزي على إحتضان هامل. لو قفزتِ إلى أحضانه لأنك تشعرين بالبرد، فحتى لو شعر بالإحراج، لن يرفضك هامل.]

 

إفترقت شفاه كريستينا، التي كانت على وشك التنفيس عن إستيائها الفائض، ترفرف بلا صوت.

بعد أن هدَّأت أنفاسها بعد سعال، نشرت جناحي الضوء خاصتها.

“لو أضعنا الوقت بالتفكير في هذا، ما كنا لنصل إلى هنا بهذه السرعة، أليس كذلك؟” أشار يوجين. “في هذه الحالة، بينما كنا نشق طريقنا عبر تلك العاصفة الثلجية، ربما قد تقاطعت مساراتنا ولم نلاحظ عودة مولون إلى الحصن الذي أمامنا.”

 

أجاب يوجين، “انيسيه، لقد رأيتِ أيضًا تلك النظرة في عيون مولون. هنا، عندما إلتقينا مولون لأول مرة، هل نسيت حقًا كيف كان شكل مولون في تلك اللحظة؟”

بدا الجزء العلوي من المنحدرات هو نفسه من المرة الأخيرة. الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته هو الكثير من الثلج، ولا آثار أخرى.

 

 

لم يرغب يوجين في تقبل أن الموقف بدا مريبًا، ولكن في هذه المرحلة، لم يملك خيارًا آخر سوى الإعتراف به. وهكذا أعرب عن مخاوفه.

لم يتمكن يوجين، الذي توقع على الأقل بضع بقع دم، من إخفاء خيبة أمله. ماذا لو تقاطعت مساراتهم مع مولون دون أن يلاحظوا ذلك حقًا؟ بصرف النظر عن كونهم غاضبين، في هذه الحالة، سيضطر يوجين وانيسيه إلى الإنتظار حتى يعود مولون ليجدهم.

من المؤكد أنه لا يوجد شيء غير عادي في نداء الراهبات لبعضهن البعض بالأخت، ولكن عندما إستخدمت كريستينا هذه الكلمة، فسرتها انيسيه دائمًا على أن كريستينا تطلق عليها إسم أختها الكبيرة. تدرك كريستينا ذلك جيدا، لذلك جعلها هذا تشعر بالحرج من تسمية انيسيه بالأخت أمام الآخرين.

 

 

تذكر يوجين أن مولون قال إنه سيكون قادرًا على رؤية ليهينجار حتى من مسافة بعيدة.

بدا الجزء العلوي من المنحدرات هو نفسه من المرة الأخيرة. الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته هو الكثير من الثلج، ولا آثار أخرى.

 

 

لبضع لحظات، ضاع يوجين في أفكاره وهو يسير على قمة المنحدرات.

هذا المكان، وادي المطرقة العظيمة، هو بمثابة نوع من الحدود — المنطقة الحدودية التي يجب على النـور عبورها للظهور في هذا العالم. الجانب الآخر من ليهينجار، حيث قام مولون بتكديس جثث النـور، يمكن الوصول إليه أيضا من هذه النقطة.

 

 

هذا المكان، وادي المطرقة العظيمة، هو بمثابة نوع من الحدود — المنطقة الحدودية التي يجب على النـور عبورها للظهور في هذا العالم. الجانب الآخر من ليهينجار، حيث قام مولون بتكديس جثث النـور، يمكن الوصول إليه أيضا من هذه النقطة.

 

 

 

‘هذا مخفيٌّ جيدًا.’ حكم يوجين.

 

 

 

آكاشا، التي منحت فِهمًا دائمًا لكل السحر، بالفعل في يد يوجين. ومع ذلك، لم يواجه وقتًا سهلًا في العثور على التعويذات المخبأة داخل هذا الجرف.

في ذلك الوقت، قُتِلَتْ جثة النـور التي عثروا عليها بشكل نظيف ووضعت على الأرض مع شق حلقها. على النقيض من ذلك، هذه الجثة ليست ملقاةً على الأرض، بل متناثرة على الأرض، ممزقة إلى قطع.

 

ومع ذلك، لا توجد أوجه تشابه مع العالم في الخلف. لم توجد حتى أي ثلوج على الأرض ولم تتساقط ثلوج من السماء أيضًا. سواءً الأرض تحت أقدامهم أو المشهد اللاذع للعين من حولهم، بدا كل شيء مُشَوَّهًا بشكل غريب.

ذَكَّرَه هذا بالغرفة المظلمة. لم يتمكن من فهم التعويذات هناك، لكن يوجين لا يزال يتذكر بعض الصيغ السحرية التي تم إستخدامها لإنشاء الغرفة المظلمة.

إبستم يوجين فقط ردا على هذا. في النهاية، قالت انيسيه كل هذه الكلمات وجادلت بأنها يجب أن تراعي مشاعر مولون، لكنها لا تزال واقفة هنا ولم ترفض في الواقع الإنتقال إلى الجانب الآخر. بعد كل شيء، ألم تكن انيسيه هي التي أشارت لأول مرة إلى التناقض في كلمات مولون قبل بضعة أيام؟

 

 

“مير.” دعاها يوجين.

 

 

بوم! بوم!

[أنا أركز.] جاء رد مير الفوري من داخل العباءة.

 

 

إحمرَّ وجه كريستينا بالكامل باللون الأحمر وهي تتلعثم، “شـ-شـ-شيطان، شيطان يوسوس لي في داخل رأسي.”

من خلال ربط وعيها بـآكاشا، مير تحاول تفسير التعاويذ الموجودة في هذا الموقع. بدون أي أدلة، من الممكن أن يستغرق الأمر وقتًا هائلًا لتفسير التعويذات في هذه المنطقة بأكملها، لكن لحسن الحظ، هي ليست جاهلة تمامًا، لأنها حصلت على بعض المعلومات من وقتهم في الغرفة المظلمة.

يوجين بالمثل غير قادر على التعود على ضوء سيف المون لايت. هالته المشؤومة مختلفة عن هالة ملك الدمار الشيطاني….لقد تم تنقيحها، لكنها ما زالت مضطربة إلى حد ما.

 

لم يرغب يوجين في تقبل أن الموقف بدا مريبًا، ولكن في هذه المرحلة، لم يملك خيارًا آخر سوى الإعتراف به. وهكذا أعرب عن مخاوفه.

تمتم يوجين: “لقد أخفى الأمر بعمق شديد.”

وافقها يوجين. “يمكنكِ المضي قدمًا وتحطيم الجزء الأمامي من رأسه، وسوف أعتني أنا بالظهر.”

 

بالفعل أسفل المنحدرات، إلتفت يوجين إلى كريستينا وسأل، “هل تحتاجين مني أن أحملك إلى أسفل؟”

وافقته مير. [نعم، هذا صحيح. لا أعرف حقا ما هو نـور، لكنك تتذكر ما قاله السير مولون، صحيح؟]

هذه فقط حقيقة واضحة، دون أي مبالغة. نقر يوجين على لسانه وهو يحدق في ألسنة اللهب الوامضة.

يبعث النـور هالة مشؤومة، مثل نوع من السم. حتى لو ماتت، لن تختفي تلك الهالة المشؤومة. حتى الجثة العادية يمكن أن تصبح مصدرًا للأمراض المعدية عندما تتعفن، ولكن إذا تعفنت كتلة من القذارة المشؤومة مثل جثة نـور….ولو كانت تلك الجثث مكدسة لمدة مائة عام، فَـسيكون بقاء مظهر ليهينجار كما هو من ضرب الخيال.

يمكنهم رؤية قمم الجبال المتعرجة والمنحدرة أعلاه. الأرض المخضبة، التي يبدو أنها تكونت عندما خرجت حمم بركانية تغلي من تحت السطح ثم بردت، مغطاة بالدماء وأجزاء من اللحم.

 

 

[تم قطع المساحة هنا. أو ربما عُزِلَتْ هو وصفٌ أفضل….أنت تعرف أيضًا فيما تستخدم هذه التعاويذ، أليس كذلك؟] ذكَّرته مير.

 

 

“هامل، لقد كنت ميتًا بالفعل في ذلك الوقت، لذلك قد لا تكون واضحًا بشأن هذا الأمر، ولكن قبل ثلاثمائة عام، كان مولون مذهلًا حقًا.” حاضرته انيسيه. “كان مولون هو أول من إستقر في هذه الأرض المجمدة غير المستكشفة في الطرف الشمالي من القارة بقوته الشخصية فقط. في ذلك الوقت، أطلق عليه سكان القارة لقب ملك الشمال الأول.”

أجاب يوجين بصمت: ‘من المفترض أن يبقوا الأمور سرية.’

دمارٌ في شكل سيف.

 

 

[نعم، ويجب أن تكون آمنة تمامًا. يجب أن تكون غير ملحوظة تمامًا ولا يمكن إختراقها من الداخل والخارج. بفضل القرائن التي وجدناها، بيني وبين آكاشا…أعتقد أننا تستطيع العثور عليها. ومع ذلك، لستُ متأكدة هل من الممكن لنا اقتحامها.] قالت مير بشكل متشكك.

“أنت شديد القسوة على مولون.” إتسعت عيون انيسيه وهي تنظر إلى يوجين: “مولون يتصرف بالتأكيد مثل أحمق عندما يكون معنا، ولكن أمام نسله والناس من هذا العصر، تصرفاته جيدة جدًا، ألا توافقني؟”

 

على عكس المرة السابقة، لم يحتاجوا إلى توجيه هابيل. فَـبينما هم يغادرون وادي المطرقة العظيمة آخر مرة، ترك يوجين وراءه منارة سحرية كإجراء إحتياطي للمرة القادمة التي سيأتون فيها بحثًا عن مولون. الشعلة التي يحملها يوجين في راحة يده تقود الطريق أثناء بحثهم عن المنارة السحرية.

إختلف يوجين معها. ‘ليس الأمر كما لو أننا لا نمتلك أي طرق على الإطلاق.’

إعترفت انيسيه، [من الممتع بالنسبة لي أن أراكِ ترتجفين في البرد. أيضًا، هذا كله من أجل مصلحتك، كريستينا]

[….هل تريد محاولة إستخدام هذا السيف السخيف؟] سألت مير بقلق.

 

 

لذلك من أجل العثور على مولون، غادر يوجين وانيسيه لتسلق ليهينجار. من أجل منع أي شخص من القلق دون داع، قدم يوجين بعض التفسيرات الغامضة للبطريرك — أخبر غيلياد أنهم سيتلقون إختبارًا من مولون الشجاع في ليهينجار. إنه عذر مختلقٌ على عجل، لكن إجراء إختبار من قبل البطل العظيم كان له وزن كافٍ لإقناع الآخرين.

إنها تتحدث عن سيف المون لايت.

أجاب يوجين بصمت: ‘من المفترض أن يبقوا الأمور سرية.’

 

أجاب يوجين بصمت: ‘من المفترض أن يبقوا الأمور سرية.’

[حسنًا، إذا إستخدمت هذا الشيء، فأنا لستُ متأكدة حقًا….قد يكون من الممكن حقًا إنشاء فتحة في هذا الحاجز السحري الذي لا يبدو تمامًا وكأنه سحر عادي.] فكَّرت مير. [ومع ذلك، السير يوجين، ماذا ستفعل بعد ذلك؟ السير مولون ليس ساحرًا. لو أن هذا الحاجز هو نتيجة السلطة التي منحها له السير فيرموث، فهذا يعني أنه فريد من نوعه. بمجرد كسر الحاجز بواسطة سيف المون لايت، قد يكون من المستحيل إصلاح الفتحة.]

في المرة الأخيرة التي أتوا فيها إلى هنا، نصبوا خيمة في مكان قريب وعسكروا هنا. ومع ذلك، لا حاجة للقيام بذلك الآن. لم يشعر يوجين ولا كريستينا بأي حاجة للراحة.

‘ليس لدي أي نية لكسرها في الواقع.’ أجاب يوجين كما وضع يديه على سيف المون لايت داخل عباءته. ‘سأطرق الباب قليلًا. لو كان لا يزال في الداخل، فسوف يرى أن هناك شيئا ما يحدث خارج الحاجز. إذا لم يحدث شيء ولم يتفاعل أحد، فهذا يعني أن مولون ليس بالداخل. أو ربما يكون هذا الأبله متبلد الرأس كثيرًا بحيث لا يتمكن من ملاحظة ذلك.’

قبل يومين، بدا أن نـور قد عاد للظهور أخيرًا. ولكن لو كان هذا هو كل ما في الأمر، لَـتقبل يوجين وانيسيه الأمر فقط على أنه أمرٌ لا مفر منه. لو عاد مولون في ذلك الصباح بالذات، لَـقبضا عليه ولعناه عدة مرات. ومع ذلك، فقد مر يومان كاملان ولم يعد مولون إلى الحصن بعد.

بالطبع، هناك أيضًا إحتمال آخر….لكن يوجين لم يرغب حقًا في إتباع هذا الخط الفكري.

 

 

مرت أربعة أيام على لقائهما، لكن أورتوس لا يزال لم يُعِد زيارة يوجين.

“لقد وصلنا بالفعل إلى هذا الحد، ولكن لأكون صادقًا، لست متأكدًا من هذا.” إعترفت كريستينا فجأة وهي تتبع يوجين، الذي لا يزال يدور حول قمم المنحدرات.

 

 

 

جاء وقع صوتها كمفاجأة، لكن يوجين لاحظ على الفور أن انيسيه قد إستأنفت مرة أخرى السيطرة على جسد كريستينا. لأن الإثنين قد تبادلا الأماكن أمامه مرات عديدة، تعلم يوجين كيفية معرفة الإختلاف الدقيق في اللهجة بين انيسيه وكريستينا.

ومع ذلك، لا توجد أوجه تشابه مع العالم في الخلف. لم توجد حتى أي ثلوج على الأرض ولم تتساقط ثلوج من السماء أيضًا. سواءً الأرض تحت أقدامهم أو المشهد اللاذع للعين من حولهم، بدا كل شيء مُشَوَّهًا بشكل غريب.

 

 

“مما أنتِ قلقة هكذا؟” سأل يوجين.

 

 

[تم قطع المساحة هنا. أو ربما عُزِلَتْ هو وصفٌ أفضل….أنت تعرف أيضًا فيما تستخدم هذه التعاويذ، أليس كذلك؟] ذكَّرته مير.

ذكَّرته انيسيه، “قال مولون إنه لا يريد أن يرينا ما على الجانب الآخر، لأن الهالة السامة هناك سميكة للغاية ولأنها قد تتلاعب برأسك. ثم قال إنها قد تجعلنا نمرض. إستمر في اختلاق المزيد من الأعذار من هذا القبيل لمنعنا من النظر.”

“مير.” دعاها يوجين.

مولون، ذلك المولون، إستمر في محاولة إختلاق الأعذار على الرغم من أنه سيء في ذلك تمامًا.

الشيء نفسه ينطبق على يوجين أيضًا. شعر بالدوار وإضطر إلى الإمساك بركبتيه لمنع نفسه من السقوط.

 

 

وإختتمت انيسيه حديثها قائلة: “هذا يعني أن هناك شيئا لا يريدنا مولون أن نراه على الجانب الآخر.”

 

 

 

“وماذا في ذلك؟” شخر يوجين رافضًا.

“المشكلة ستكون الحاجز، ماذا سنفعل حيال ذلك؟” سألت انيسيه.

 

مرت أربعة أيام على لقائهما، لكن أورتوس لا يزال لم يُعِد زيارة يوجين.

نظرت انيسيه إليه بغضب. “هامل، كنت أعرف أنك ستقول شيئًا كهذا. أنت حقًا متهور كما كنت قبل ثلاثمائة عام.”

 

أجاب يوجين، “انيسيه، لقد رأيتِ أيضًا تلك النظرة في عيون مولون. هنا، عندما إلتقينا مولون لأول مرة، هل نسيت حقًا كيف كان شكل مولون في تلك اللحظة؟”

 

تذكرت انيسيه: “لم يكن المولون في ذلك الوقت مثل مولون المعتاد.”

[إياك أن تعتقد أنه يمكنك إنهاء الأمور بهذا فقط.] حذَّرته مير. [في المرة القادمة، عليك أن تأخذني لركوب جولة المرح.]

 

تمتم يوجين: “لقد أخفى الأمر بعمق شديد.”

“هذا صحيح، لم يكن يشبه مولون الذي نعرفه.” قال يوجين. “لقد طردنا بعيدًا بضربة شرسة من فأسه. ولكن بعد كل تلك الكارثة، بعد أيام قليلة فقط، ظهر مبتسمًا مثل الأحمق، وجرنا إلى العناق، وإنتحب مثل الطفل.”

 

لم يرغب يوجين في تقبل أن الموقف بدا مريبًا، ولكن في هذه المرحلة، لم يملك خيارًا آخر سوى الإعتراف به. وهكذا أعرب عن مخاوفه.

ذَكَّرَه هذا بالغرفة المظلمة. لم يتمكن من فهم التعويذات هناك، لكن يوجين لا يزال يتذكر بعض الصيغ السحرية التي تم إستخدامها لإنشاء الغرفة المظلمة.

 

وافقها يوجين. “يمكنكِ المضي قدمًا وتحطيم الجزء الأمامي من رأسه، وسوف أعتني أنا بالظهر.”

“ليس الأمر وكأن مولون لا يمكن أن يتغير على مدار الثلاثمائة عام الماضية. لقد تغير بالتأكيد، ولكن عندما يكون أمامنا، يبدو كما لو أنه لم يتغير على الإطلاق. ربما يخفي هذه التغييرات لسبب ما. لا أعرف السبب، ويبدو أن مولون لا يريد التحدث عن ذلك، لكن بما أنني إبن عاهرة، ليس علي مراعاة مولون. أريد أن أرى لماذا يفعل مولون هذا بعيني.”

يبعث النـور هالة مشؤومة، مثل نوع من السم. حتى لو ماتت، لن تختفي تلك الهالة المشؤومة. حتى الجثة العادية يمكن أن تصبح مصدرًا للأمراض المعدية عندما تتعفن، ولكن إذا تعفنت كتلة من القذارة المشؤومة مثل جثة نـور….ولو كانت تلك الجثث مكدسة لمدة مائة عام، فَـسيكون بقاء مظهر ليهينجار كما هو من ضرب الخيال.

إحتجَّت انيسيه: “من فضلك لا تطلق على نفسك مسمى إبن العاهرة.”

“ومع ذلك، نحن هنا، في الواقع نبحث عن مولون بعد اختفائه بمفرده.” تذمر يوجين.

 

ومض نصل الضوء في قبضة يوجين. لم يخطط أبدًا لكسر الحاجز؛ كل ما أراد فعله هو هزُّهُ قليلًا. يمكنه ضبط قوة السيف إلى هذا الحد.

“لكنكِ ناديتِني بِـإبن العاهرة في وقت سابق.” جادل يوجين ردًا على كلامها.

 

 

 

“قلت إنك لا تختلف عن ابن العاهرة، لم أقل أنك إبن عاهرة.” صححته انيسيه. “وأيضًا يا هامل، حتى لو كنت تعتقد أن ما تحاول فعله حاليًا يجعلك إبن عاهرة، حتى لو كان ذلك من أجلك فقط، ألا يجب أن تحاول ألَّا تكون إبن عاهرة؟”

نظرت انيسيه إليه بغضب. “هامل، كنت أعرف أنك ستقول شيئًا كهذا. أنت حقًا متهور كما كنت قبل ثلاثمائة عام.”

إبستم يوجين فقط ردا على هذا. في النهاية، قالت انيسيه كل هذه الكلمات وجادلت بأنها يجب أن تراعي مشاعر مولون، لكنها لا تزال واقفة هنا ولم ترفض في الواقع الإنتقال إلى الجانب الآخر. بعد كل شيء، ألم تكن انيسيه هي التي أشارت لأول مرة إلى التناقض في كلمات مولون قبل بضعة أيام؟

إحمرَّ وجه كريستينا بالكامل باللون الأحمر وهي تتلعثم، “شـ-شـ-شيطان، شيطان يوسوس لي في داخل رأسي.”

– الشيء الذي لا تريدنا أن نراه هناك ليس مجرد أشياء عشوائية مثل بعض جثث الوحوش.

 

 

مرت أربعة أيام على لقائهما، لكن أورتوس لا يزال لم يُعِد زيارة يوجين.

– أيضا، ما زلت أنا كالسابق. وكلما كنت لا تريد أن تظهر لي شيئا، صِرتُ أريد رؤيته أكثر، بغض النظر عن التكلفة.

 

 

“ومع ذلك، نحن هنا، في الواقع نبحث عن مولون بعد اختفائه بمفرده.” تذمر يوجين.

انيسيه سليوود حقًا من هذا النوع من الأشخاص الفظيعين. في الواقع، ليست انيسيه هي الوحيدة. يوجين من نفس النوع من الأشخاص، ولو كانت سيينا هنا أيضًا، لَـتصرفت أيضًا بنفس الطريقة.

 

 

“وماذا في ذلك؟” شخر يوجين رافضًا.

لقد مرت مجموعة البطل بكل أنواع الأشياء معًا. لقد ماتوا تقريبًا مرارًا وتكرارًا. لقد أمضوا الكثير من السنوات يتجولون معًا بهذه الطريقة. رحلتهم عبر هيلموث غيرت كُلًّا منهم بطرق مختلفة.

 

 

أيضًا، أكبر مشكلة في التقاط إيريس هي أن البحار واسعةٌ جدًا. بالإضافة إلى ذلك، عين الظلام الشيطانية الخاصة بِـإيريس هائلة ليس فقط في القتال، ولكن أيضا عندما يتعلق الأمر بالفرار.

ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي لم تتغير. إذا كان مولون قد تغير حقًا، وإذا لم يكن لديه خيار سوى التغيُّر خلال هذه الثلاثمائة عام الطويلة، وإذا كان مولون قد أُجبر على التغيُّر خلال المائة عام التي قضاها في منع هروب النـور، إذن….

قبل ثلاثمائة عام، رأوا الكثير من المشاهد الرهيبة لدرجة أنهم كادوا يشعرون بالملل منها. ومع ذلك، بغض النظر عن مدى خبرة انيسيه نفسها، في جسد كريستينا، الذي لم يقاسِ مثل هذه الأشياء، فَـرد فعلها الأول على المشهد أمامهم هو الرفض العنيف.

 

 

هامل وانيسيه بحاجة إلى معرفة سبب ذلك.

[هذا ما توقعت منك فعله دون التفكير في الأمر، ولكن الآن بعد أن قلنا كل هذا، فاتتك فرصة القيام بذلك. بينما تبين أن هذه الفرصة فاشلة، في المرة القادمة، يجب أن تركزي على إحتضان هامل. لو قفزتِ إلى أحضانه لأنك تشعرين بالبرد، فحتى لو شعر بالإحراج، لن يرفضك هامل.]

 

 

“إنه هنا.” قال يوجين عندما توقفت خطواته.

‘مسـ-مسروقة مني؟’ كررت كريستينا كلام انيسيه بتساؤل.

 

في حدود مجال رؤيته، بدأ يرى وادي المطرقة العظيمة. لا تزال هناك مسافة بعيدة قبل أن يتمكنوا من الوصول إليها، ولكن إذا إستمروا في وتيرتهم الحالية، فَـمِنَ المحتمل أن يصلوا إلى هناك في نصف يوم.

داخل العباءة، تلهث مير من أجل التنفس. من الطبيعي أن تفعل ذلك، حيث توجب عليها تقريبًا أن تفرط في تحميل نفسها من أجل تفسير التعويذات فوق هذه المساحة. وضع يوجين يده في عباءته وربت على رأسها عدة مرات.

 

 

“لكن من الناحية الواقعية، ليس وكأن مولون قد فعل كل شيء بنفسه، صحيح؟” جادل يوجين. “لقد سمعت أنكِ ساعدتِ أيضا في تأسيس الرور بالضغط على بابا يوراس، ألم تفعلي؟”

[إياك أن تعتقد أنه يمكنك إنهاء الأمور بهذا فقط.] حذَّرته مير. [في المرة القادمة، عليك أن تأخذني لركوب جولة المرح.]

‘ليس لدي أي نية لكسرها في الواقع.’ أجاب يوجين كما وضع يديه على سيف المون لايت داخل عباءته. ‘سأطرق الباب قليلًا. لو كان لا يزال في الداخل، فسوف يرى أن هناك شيئا ما يحدث خارج الحاجز. إذا لم يحدث شيء ولم يتفاعل أحد، فهذا يعني أن مولون ليس بالداخل. أو ربما يكون هذا الأبله متبلد الرأس كثيرًا بحيث لا يتمكن من ملاحظة ذلك.’

“جولة المرح….؟” رد يوجين بإرتباك.

للوهلة الأولى، بدا أنه مجرد جزء من سيف عادي، شيءٌ يمكن أن يباع في أي ورشة حدادة.

 

أجاب يوجين، “انيسيه، لقد رأيتِ أيضًا تلك النظرة في عيون مولون. هنا، عندما إلتقينا مولون لأول مرة، هل نسيت حقًا كيف كان شكل مولون في تلك اللحظة؟”

عبست مير. [سيد يوجين، غالبًا ما تظهر رد فعل غريب على الكلمات مرح و جولة. هل يمكن أن تكون تشعر بالحرج من الركوب في جولة المرح معي؟]

هناك جثة على الأرض ليست بعيدة عن المكان الذي وقفوا فيه. بدا الجسد مألوفًا لِـيوجين — تمامًا مثل الجثة التي رآها قبل بضعة أيام، جثة ذلك القرد — نـور. لكن هذه مشهد هذه الجثة بدا مشهدًا مروعًا أكثر بكثير.

“الأمر ليس محرجًا، لكن….يبدو ذلك غريبًا بعض الشيء….” تمتم يوجين بشكل مُحرَج وهو يرفع يده عن رأس مير ويُخرِجُ سيف المون لايت.

[ما الذي سيكون محرجًا جدًا حول ذلك؟] إشتكت انيسيه. [إذا واصلت التردد هكذا، فسوف ينتهي بك بالكثير من الأشياء مسروقة منك.]

 

“أحمق.” تذمر يوجين وهو يفكر في مولون.

“….سيف المون لايت….” إشتد تعبير انيسيه قليلًا عندما قالت الإسم.

وإختتمت انيسيه حديثها قائلة: “هذا يعني أن هناك شيئا لا يريدنا مولون أن نراه على الجانب الآخر.”

 

 

حافظ السيف على نفس المظهر الذي كان عليه قبل ثلاثمائة عام، ولكن بمجرد النظر إليه، شعرت انيسيه أن قلبها يبدأ في الضرب. على الرغم من أنه تحطم، تاركًا وراءه فقط مقبض وشظايا النصل، إلا أن الهالة المشؤومة بشكل غريب التي يبعثها هذا السيف لا تزال قائمة.

حافظ السيف على نفس المظهر الذي كان عليه قبل ثلاثمائة عام، ولكن بمجرد النظر إليه، شعرت انيسيه أن قلبها يبدأ في الضرب. على الرغم من أنه تحطم، تاركًا وراءه فقط مقبض وشظايا النصل، إلا أن الهالة المشؤومة بشكل غريب التي يبعثها هذا السيف لا تزال قائمة.

 

 

للوهلة الأولى، بدا أنه مجرد جزء من سيف عادي، شيءٌ يمكن أن يباع في أي ورشة حدادة.

 

 

بوم! بوم!

أمسك يوجين بالسيف من غمده وسحب المقبض ببطء كما لو إنه يسحب النصل للخارج.

قبل يومين، بدا أن نـور قد عاد للظهور أخيرًا. ولكن لو كان هذا هو كل ما في الأمر، لَـتقبل يوجين وانيسيه الأمر فقط على أنه أمرٌ لا مفر منه. لو عاد مولون في ذلك الصباح بالذات، لَـقبضا عليه ولعناه عدة مرات. ومع ذلك، فقد مر يومان كاملان ولم يعد مولون إلى الحصن بعد.

 

قبل يومين، بدا أن نـور قد عاد للظهور أخيرًا. ولكن لو كان هذا هو كل ما في الأمر، لَـتقبل يوجين وانيسيه الأمر فقط على أنه أمرٌ لا مفر منه. لو عاد مولون في ذلك الصباح بالذات، لَـقبضا عليه ولعناه عدة مرات. ومع ذلك، فقد مر يومان كاملان ولم يعد مولون إلى الحصن بعد.

فوووش….!

 

ومض ضوء القمر الشاحب، مكونًا النصل. منذ البداية، انيسيه فقط لا تستطيع أن تعتاد على رؤية هذا الضوء.

ترددت كريستينا للحظة، غير قادرة على إعطاء إجابة فورية. خلال تلك الوقفة، التقت عيناها بالنظرة الغاضبة لمير من خلال فتحة في عباءة يوجين. بدت نظرة مير محتقرة ومريبة للغاية لدرجة أن كريستينا فكرت بجدية لبضع لحظات في قبول العرض، ولكن….

 

لبضع لحظات، ضاع يوجين في أفكاره وهو يسير على قمة المنحدرات.

يوجين بالمثل غير قادر على التعود على ضوء سيف المون لايت. هالته المشؤومة مختلفة عن هالة ملك الدمار الشيطاني….لقد تم تنقيحها، لكنها ما زالت مضطربة إلى حد ما.

عندما يتحدث الاثنان فقط، تخاطب كريستينا دائما انيسيه على أنها الأخت، لكن إستخدام هذا النوع من المسميات أمام أشخاص آخرين لَـهو أمرٌ محرج إلى حد ما.

 

هددته انيسيه: “لو حدث ذلك بالفعل، فَسَـأقوم بتعليق مولون على الجدار عند رؤيته.”

دمارٌ في شكل سيف.

[ما الفرق؟ لقد سبق أن قلتِ هذا من قبل، ولكن بين الراهبات، لا يوجد شيء خاص حول مناداة بعضنا البعض بالأخت، هل هناك؟]

 

 

ومض نصل الضوء في قبضة يوجين. لم يخطط أبدًا لكسر الحاجز؛ كل ما أراد فعله هو هزُّهُ قليلًا. يمكنه ضبط قوة السيف إلى هذا الحد.

يخطط يوجين أيضًا للعثور على إيريس في يوم من الأيام، التي تبحر حول البحار الجنوبية، وقتلها. ومع ذلك، بصراحة، ما زال ذلك بعيدًا عن قائمة أولوياته.

 

“وماذا في ذلك؟” شخر يوجين رافضًا.

مع وضع هذا الفكر في الإعتبار، رفع يوجين سيف المون لايت.

 

 

 

ومع ذلك، إتضح أنه لم تكن هناك حاجة لكي يطرق. في اللحظة التي سقط فيها سيف المون لايت بإتجاه الحاجز، كما لو أنه يستجيب لضوءه، إنفتح الحاجز على نطاق واسع. على الرغم من أن فتح الطريق إلى البعد على الجانب الآخر ليس مثل فتح باب مادي فعلي.

 

 

“لكنكِ ناديتِني بِـإبن العاهرة في وقت سابق.” جادل يوجين ردًا على كلامها.

لم يُحِس أحد بشعور إنتقال أيضًا.

راقب مستوى الفرسان لفترة وجيزة أثناء تدريبهم وقدم لهم أنواعًا مماثلة من النصائح، وأقام مأدبة صغيرة مع رجال قبائل بايار الآخرين الذين يعيشون في الحصن. كما أمضى بعض الوقت مع أمان الرور وفرسان الناب الأبيض. بعد ذلك، على الرغم من أنه تحدث بالفعل إلى معظمهم، إلا أنه لا يزال يأتي لزيارة لايونهارت في قصرهم حتى يتمكن شخصيًا من مقابلة جميع أولئك الذين حملوا الإسم الأخير لايونهارت وإخبارهم بقصص مختلفة.

 

“إنها ذريعة معقولةٌ جدًا.” ذكرته انيسيه: “مؤسس الرور، البطل العظيم من قبل ثلاثمائة سنة، وقد عاد الى الظهور لأول مرة منذ مائة سنة؛ أسطورة حية تقرر إختبار بطل وقديسة العصر الحالي….ألا يبدو هذا وكأنه شيء من أسطورة أو خرافة؟”

كما لو أن العالم من حولهم قد قرر فقط التغير من تلقاء نفسه، صار يوجين وانيسيه يقفان فجأة في مكان مختلف.

من المؤكد أنه لا يوجد شيء غير عادي في نداء الراهبات لبعضهن البعض بالأخت، ولكن عندما إستخدمت كريستينا هذه الكلمة، فسرتها انيسيه دائمًا على أن كريستينا تطلق عليها إسم أختها الكبيرة. تدرك كريستينا ذلك جيدا، لذلك جعلها هذا تشعر بالحرج من تسمية انيسيه بالأخت أمام الآخرين.

 

 

“….ماذا….ماذا فعلت؟” سأل انيسيه بتردد.

أجاب يوجين، “انيسيه، لقد رأيتِ أيضًا تلك النظرة في عيون مولون. هنا، عندما إلتقينا مولون لأول مرة، هل نسيت حقًا كيف كان شكل مولون في تلك اللحظة؟”

 

 

نفى يوجين تورطه. “لا، لم أفعل أي شيء. إنفتح الحاجز فقط من تلقاء نفسه….”

“أنت شديد القسوة على مولون.” إتسعت عيون انيسيه وهي تنظر إلى يوجين: “مولون يتصرف بالتأكيد مثل أحمق عندما يكون معنا، ولكن أمام نسله والناس من هذا العصر، تصرفاته جيدة جدًا، ألا توافقني؟”

هل يمكن أن يكون مولون قد شعر بشيء مقدمًا؟ أو ربما إستجاب حاجز فيرموث لسيف المون لايت وفتح الباب؟ الآن، لم يعرف يوجين الإجابة على هذين السؤالَين.

مع وضع هذا الفكر في الإعتبار، رفع يوجين سيف المون لايت.

 

 

“اغغ….” تأوهت انيسيه فجأة ووضعت يدها على فمها.

ذَكَّرَه هذا بالغرفة المظلمة. لم يتمكن من فهم التعويذات هناك، لكن يوجين لا يزال يتذكر بعض الصيغ السحرية التي تم إستخدامها لإنشاء الغرفة المظلمة.

 

 

قبل ثلاثمائة عام، رأوا الكثير من المشاهد الرهيبة لدرجة أنهم كادوا يشعرون بالملل منها. ومع ذلك، بغض النظر عن مدى خبرة انيسيه نفسها، في جسد كريستينا، الذي لم يقاسِ مثل هذه الأشياء، فَـرد فعلها الأول على المشهد أمامهم هو الرفض العنيف.

 

 

ذَكَّرَ هذا المشهد يوجين بِـهيلموث منذ ثلاثمائة عام. في مملكة الشياطين، ليس الأمر غريبًا أن يحدث أي شيء تقريبًا. لقد كانت أرضًا بشعة وغريبة، بالنسبة لأي من البشر الذين وقعوا هناك، لم تكن مختلفة عن الجحيم.

الشيء نفسه ينطبق على يوجين أيضًا. شعر بالدوار وإضطر إلى الإمساك بركبتيه لمنع نفسه من السقوط.

مع وضع هذا الفكر في الإعتبار، رفع يوجين سيف المون لايت.

 

 

هذا المكان لا يزال في ليهينجار، الجانب الآخر من وادي المطرقة العظيمة.

للوهلة الأولى، بدا أنه مجرد جزء من سيف عادي، شيءٌ يمكن أن يباع في أي ورشة حدادة.

 

لذلك من أجل العثور على مولون، غادر يوجين وانيسيه لتسلق ليهينجار. من أجل منع أي شخص من القلق دون داع، قدم يوجين بعض التفسيرات الغامضة للبطريرك — أخبر غيلياد أنهم سيتلقون إختبارًا من مولون الشجاع في ليهينجار. إنه عذر مختلقٌ على عجل، لكن إجراء إختبار من قبل البطل العظيم كان له وزن كافٍ لإقناع الآخرين.

ومع ذلك، لا توجد أوجه تشابه مع العالم في الخلف. لم توجد حتى أي ثلوج على الأرض ولم تتساقط ثلوج من السماء أيضًا. سواءً الأرض تحت أقدامهم أو المشهد اللاذع للعين من حولهم، بدا كل شيء مُشَوَّهًا بشكل غريب.

 

 

مرت أربعة أيام على لقائهما، لكن أورتوس لا يزال لم يُعِد زيارة يوجين.

ذَكَّرَ هذا المشهد يوجين بِـهيلموث منذ ثلاثمائة عام. في مملكة الشياطين، ليس الأمر غريبًا أن يحدث أي شيء تقريبًا. لقد كانت أرضًا بشعة وغريبة، بالنسبة لأي من البشر الذين وقعوا هناك، لم تكن مختلفة عن الجحيم.

على عكس المرة السابقة، لم يحتاجوا إلى توجيه هابيل. فَـبينما هم يغادرون وادي المطرقة العظيمة آخر مرة، ترك يوجين وراءه منارة سحرية كإجراء إحتياطي للمرة القادمة التي سيأتون فيها بحثًا عن مولون. الشعلة التي يحملها يوجين في راحة يده تقود الطريق أثناء بحثهم عن المنارة السحرية.

 

في المرة الأخيرة التي أتوا فيها إلى هنا، نصبوا خيمة في مكان قريب وعسكروا هنا. ومع ذلك، لا حاجة للقيام بذلك الآن. لم يشعر يوجين ولا كريستينا بأي حاجة للراحة.

بوم، بوم.

ومع ذلك، لا توجد أوجه تشابه مع العالم في الخلف. لم توجد حتى أي ثلوج على الأرض ولم تتساقط ثلوج من السماء أيضًا. سواءً الأرض تحت أقدامهم أو المشهد اللاذع للعين من حولهم، بدا كل شيء مُشَوَّهًا بشكل غريب.

 

 

يمكنهم رؤية قمم الجبال المتعرجة والمنحدرة أعلاه. الأرض المخضبة، التي يبدو أنها تكونت عندما خرجت حمم بركانية تغلي من تحت السطح ثم بردت، مغطاة بالدماء وأجزاء من اللحم.

 

 

– أيضا، ما زلت أنا كالسابق. وكلما كنت لا تريد أن تظهر لي شيئا، صِرتُ أريد رؤيته أكثر، بغض النظر عن التكلفة.

بوم، بوم.

لذلك من أجل العثور على مولون، غادر يوجين وانيسيه لتسلق ليهينجار. من أجل منع أي شخص من القلق دون داع، قدم يوجين بعض التفسيرات الغامضة للبطريرك — أخبر غيلياد أنهم سيتلقون إختبارًا من مولون الشجاع في ليهينجار. إنه عذر مختلقٌ على عجل، لكن إجراء إختبار من قبل البطل العظيم كان له وزن كافٍ لإقناع الآخرين.

 

من خلال ربط وعيها بـآكاشا، مير تحاول تفسير التعاويذ الموجودة في هذا الموقع. بدون أي أدلة، من الممكن أن يستغرق الأمر وقتًا هائلًا لتفسير التعويذات في هذه المنطقة بأكملها، لكن لحسن الحظ، هي ليست جاهلة تمامًا، لأنها حصلت على بعض المعلومات من وقتهم في الغرفة المظلمة.

هناك جثة على الأرض ليست بعيدة عن المكان الذي وقفوا فيه. بدا الجسد مألوفًا لِـيوجين — تمامًا مثل الجثة التي رآها قبل بضعة أيام، جثة ذلك القرد — نـور. لكن هذه مشهد هذه الجثة بدا مشهدًا مروعًا أكثر بكثير.

هل يمكن أن يكون مولون قد شعر بشيء مقدمًا؟ أو ربما إستجاب حاجز فيرموث لسيف المون لايت وفتح الباب؟ الآن، لم يعرف يوجين الإجابة على هذين السؤالَين.

 

دمارٌ في شكل سيف.

في ذلك الوقت، قُتِلَتْ جثة النـور التي عثروا عليها بشكل نظيف ووضعت على الأرض مع شق حلقها. على النقيض من ذلك، هذه الجثة ليست ملقاةً على الأرض، بل متناثرة على الأرض، ممزقة إلى قطع.

 

 

بوم، بوم.

بوم! بوم!

 

من مكان ما في المسافة وأعلى بكثير، ترددت أصوات تحطمٍ عالية وثقيلة.

 

ومع ذلك، إتضح أنه لم تكن هناك حاجة لكي يطرق. في اللحظة التي سقط فيها سيف المون لايت بإتجاه الحاجز، كما لو أنه يستجيب لضوءه، إنفتح الحاجز على نطاق واسع. على الرغم من أن فتح الطريق إلى البعد على الجانب الآخر ليس مثل فتح باب مادي فعلي.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط