نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 260

دوقة التنين (6)

دوقة التنين (6)

الفصل 260: دوقة التنين (6)

‘نذلٌ مجنون!’ فكر الكونت كاراد قبل أن يُظهِرَ إبتسامة على وجهه.

فقط بعد أن وعدت رايميرا بإستعمال الدراكونية بعدم إخبار أي شخص عن الدخيل وخطة الهروب من قلعة التنين الشيطاني، سمح لها أخيرًا بالعودة إلى القلعة.

 

 

الكونت كاراد هو مخلوقا هائلا، مزيجٌ من عرق العمالقة والشياطين، مما جعله شيطانًا عملاقًا. ومع ذلك، فإن شكله الحقيقي جلب معه مجموعة من المضايقات، لذلك إختار تقليل حجمه إلى مترين فقط في الوقت الحالي. على الرغم من حجمه المُصغر، لا ينكر أحدٌ القوة المطلقة التي يمتلكها. في حين أنه لم يستطع أن يرقى إلى مستوى مزلزل الأرض الأسطوري، كاماش، من حيث الحجم، إلا أن الشكل الحقيقي للكونت كاراد هو شاهقٌ على معظم المخلوقات التي يزيد إرتفاعها عن خمسة أمتار.

“أنتِ هنا.”

“هذه السيدة ذكيةٌ حقًا.” إبتسمت رايميرا بسعادة ظننًا منها أنها حكيمة عظيمة.

إجتمع جميع الجنرالات الإلهيين الأربعة لتحيتها عند البوابات المفتوحة على مصراعيها. إنهم، الذين ظلوا تابعين للتنين الأسود منذ ثلاثمائة عام، من بين أكثر أتباع التنين الأسود ولاء. مرت مائتي عام بالفعل منذ إختفاء التنين الأسود من القلعة، وقاد الجنرالات الإلهيون الأربعة قلعة التنين الشيطاني معًا من خلال العمل كَـنواب لورد قلعة التنين الشيطاني.

 

 

لا يمكن إقناع جاغون، ولم يرغب الكونت كاراد في النظر إلى عيون جاغون من مسافة قريبة.

تجعدت حواجب رايميرا بإرتباك أثناء قيامها بمراقبة حشد الأشخاص الذين إصطفوا داخل البوابة.

 

 

 

“ماذا يحدث؟” سألت.

أضاف الشيطان الضخم، “ليس فقط التابعون أيضا. جميع من يعيش في المدينة سَـيعرف اليوم أن جلالتك صارت اللورد الجديد للقلعة.”

 

قاطعه جاغون قائلا: “التنين الذي أردته هو رايزاكيا، التنين الأسود. التنين الشيطاني من عصر الحرب.”

على الرغم من أنها تعرفت على الجنرالات الإلهيين الأربعة بين حشود الناس، إلا أن البقية كلهم غرباء عنها. من الواضح أن جميع الخدم في قلعة التنين الشيطاني قد تجمعوا على الطريق المؤدي إلى هناك، ولكن لأي غرض، لم تستطع أن تعرف. عندما نظرت إلى المشهد أمامها، ظل تعبير رايميرا غامضًا، ولم تُظهِر شيئًا من أفكارها الداخلية.

لم يعتقد الكونت كاراد أن كل من نجا من الحرب قد عفا عليه الزمن. ومع ذلك، هو يعلم أن هناك بالتأكيد شياطين بين المستويات العليا لِـهيلموث صاروا ضعفاء وغير مؤهلين على مدى قرون من السلام. هؤلاء ليس لديهم مؤهلات أو سلطة حقيقية، لكنهم طالبوا بالإحترام والمعاملة الخاصة.

 

أعلن جاغون، “غدًا، سَـأهاجم قلعة التنين الشيطاني مع أتباعي. سَـأقفز إلى السماء وأسحق هذا الحاجز. سَـأقتل وآكل كل شخص في القلعة دون منحهم الوقت للهرب.”

أجاب أحد الجنرالات الإلهيين الأربعة، وهو شيطان ضخم مع طبقة سميكة من الدهون حول بطنه: “يجب الإعلان عن وصول لورد جديد لجميع أتباع القلعة.” على الرغم من حجمه، تحدث بنبرة مهذبة ومدروسة. “الآن بعد أن إتخذتِ منصبكِ الصحيح كَـلورد القلعة، من المناسب فقط أن يعرف الجميع عن وجود جلالتِك.”

 

فكرت رايميرا بهذا الشيطان بِـتمعن. تميز دور هذا الشيطان كواحد من الجنرالات الإلهيين الأربعة بأنه محارب وقائد هائل. في الواقع، هو يعتبر الأقوى من بين الأربعة. ومع ذلك، من الواضح أن مائتي عام من السلام أثرت على جسده.

 

 

 

أضاف الشيطان الضخم، “ليس فقط التابعون أيضا. جميع من يعيش في المدينة سَـيعرف اليوم أن جلالتك صارت اللورد الجديد للقلعة.”

حاصر الجنرالات الإلهيون الأربعة رايميرا وتحدثوا دون راحة. لم يخططوا لمنحها أي وقت للتفكير أو الرد على كلماتهم.

“لقد تم التخطيط لإستعدادات وصولك بدقة.” أعلن أحد الجنرالات الإلهيين الأربعة الآخرين: “لقد هيئنا لكِ مطيةً رائعة حتى يرى الجميع نعمتك وجمالك.”

 

أومأ زملائه الجنرالات بالإتفاق، مضيفين إشادة خاصة بهم للاستعدادات التي تم إجراؤها على شرف رايميرا. لم تستطع رايميرا إلا أن تشعر بالسعادة في كلماتهم، على الرغم من الشكوك العالقة التي شعرت بها حول ما سمعته من الدخيل. لقد قطعت وعدًا بالدراكونية، لكن صوتًا مزعجًا في ذهنها إستمر في التساؤل هل تستطيع الوثوق بدوافع الغريب.

 

 

هي تعلم أن سؤالها ليس جريئا، حيث أوضح الجو في المدينة خارج القلعة أن هناك شيئًا ما خاطئًا. علاوة على ذلك، إذا كان الجنرالات الإلهيون الأربعة يعتزمون حقًا إبقاء الصراع الذي يلوح في الأفق سرًا عنها، لَـما سمحوا لها بمغادرة القصر من الأساس.

“لقد سمعتُ شائعاتٍ عن حرب وشيكة.” قالت رايميرا، نبرة صوتها هادئة عندما خاطبت الجنرالات الإلهيين الأربعة. “هل هذا هو السبب في إختياري كَـلورد جديد للقلعة؟ للتحضير للمعركة؟”

“لقد سمعتُ شائعاتٍ عن حرب وشيكة.” قالت رايميرا، نبرة صوتها هادئة عندما خاطبت الجنرالات الإلهيين الأربعة. “هل هذا هو السبب في إختياري كَـلورد جديد للقلعة؟ للتحضير للمعركة؟”

هي تعلم أن سؤالها ليس جريئا، حيث أوضح الجو في المدينة خارج القلعة أن هناك شيئًا ما خاطئًا. علاوة على ذلك، إذا كان الجنرالات الإلهيون الأربعة يعتزمون حقًا إبقاء الصراع الذي يلوح في الأفق سرًا عنها، لَـما سمحوا لها بمغادرة القصر من الأساس.

“كان والدك، التنين الأسود، شيطانًا عظيمًا وقويًا، وعلى مدار المائتي عام الماضية، تمكنا من الحفاظ على السلام في قلعة التنين الشيطاني بإسمه. ومع ذلك… ” سكت الجنرال، مظهرًا عبوسه ثم أكمل. “قرنان ليست فترة زمنية صغيرة، حتى بالنسبة للشياطين. وهكذا، أدرك الشياطين في المناطق المجاورة غياب التنين الأسود، وهم يرون هذه كَـفرصة لغزو قلعتنا والمطالبة بها على أنها خاصة بهم.”

 

 

“هل أتيتِ بعد تفتيش المدينة شخصيًا؟ كما هو متوقع من جلالتك!” أجاب أحد الجنرالات الإلهيين الأربعة.

 

 

“هم على إستعداد للإستسلام دون قيد أو شرط. لإثبات ذلك، سَـيعطوننا إبنة التنين الأسود، التي صعدت للتو إلى منصب لورد القلعة….بما أنهم مستعدون للتراجع إلى هذا الحد، أعتقد أن هذا قد يكون إقتراحًا جيدًا. بدلا من الذهاب إلى الحرب….”

“لماذا لم تبلغ هذه السيدة عن الحرب؟ أنا….” قال رايميرا: “لا أستطيع فهم هذا الوضع جيدًا.”

“جلالتكِ هي نسل التنين الأسود الوحيد، أحد التنانين في إمبراطورية هيلموث الشاسعة وخليفة سلالة التنين الشيطاني. حتى لو كان الكونت كاراد مجنونا بالحرب، فلن يجرؤ على شن الحرب إذا صار جلالتكِ اللورد الجديد.”

 

“هذا—”

“جلالتك.” بدأ أحد الجنرالات الإلهيين الأربعة الذي لم يتحدث بعد إلى رايميرا مباشرة، مخاطبًا إياها بعد إنحناءة عميقة. “على مدى ثلاثمائة عام، ظل التنين الأسود سيد هذه القلعة، وكل من يسكن في الداخل، بما في ذلك نحن، هم أتباعه المخلصون. ومع ذلك، فقد مرت مائتي عام منذ إختفاء التنين الأسود دون أن يترك أثرًا.”

 

 

“قد ترثين حتى التنين الأسود وتصيرين الدوق.”

“خلال ذلك الوقت، بصفتنا الجنرالات الإلهيين الأربعة، أخذنا على عاتقنا قيادة قلعة التنين الشيطاني بينما ننتظر عودة سيدنا. ومع ذلك، نظرًا لإفتقارنا إلى المؤهلات المناسبة، تمكنا فقط من الحفاظ على القلعة بتقديم حياتنا على المحك دائمًا.”

 

“كان والدك، التنين الأسود، شيطانًا عظيمًا وقويًا، وعلى مدار المائتي عام الماضية، تمكنا من الحفاظ على السلام في قلعة التنين الشيطاني بإسمه. ومع ذلك… ” سكت الجنرال، مظهرًا عبوسه ثم أكمل. “قرنان ليست فترة زمنية صغيرة، حتى بالنسبة للشياطين. وهكذا، أدرك الشياطين في المناطق المجاورة غياب التنين الأسود، وهم يرون هذه كَـفرصة لغزو قلعتنا والمطالبة بها على أنها خاصة بهم.”

الكونت كاراد هو مخلوقا هائلا، مزيجٌ من عرق العمالقة والشياطين، مما جعله شيطانًا عملاقًا. ومع ذلك، فإن شكله الحقيقي جلب معه مجموعة من المضايقات، لذلك إختار تقليل حجمه إلى مترين فقط في الوقت الحالي. على الرغم من حجمه المُصغر، لا ينكر أحدٌ القوة المطلقة التي يمتلكها. في حين أنه لم يستطع أن يرقى إلى مستوى مزلزل الأرض الأسطوري، كاماش، من حيث الحجم، إلا أن الشكل الحقيقي للكونت كاراد هو شاهقٌ على معظم المخلوقات التي يزيد إرتفاعها عن خمسة أمتار.

حاصر الجنرالات الإلهيون الأربعة رايميرا وتحدثوا دون راحة. لم يخططوا لمنحها أي وقت للتفكير أو الرد على كلماتهم.

تمتم جاغون قائلًا: “هذا يختلف عما قلته في البداية.” مما تسبب في تبدد أحلام يقظة الكونت كاراد من خططه الطموحة بسرعة.

 

على الرغم من الفراء الكثيف الذي غطى جسم الرجل، إلا أن كل عضلة في جسده بدت محددةً ومصقولةً جيدًا. ذراعاه وساقاه تشبه الأشجار القديمة، سميكة ومملوءة بالقوة. ومع ذلك، يداه هما المخيفتان حقًا. يداه كبيرتان بما يكفي لسحق رأس الكونت كاراد، وهو شيطان عملاق قوي، بسهولة.

“كما رأت جلالتك، تقترب غيوم الحرب حاليًا من قلعة التنين الشيطاني.”

 

“المسؤول هو الكونت كاراد — لورد إقطاعية رول، التي تقع بجوار قلعة التنين الشيطاني. إنه شيطان بغيض لا يعرف كيف يظهر الإحترام والشرف لأسلافه، وهو طفل كان بالكاد يثرثر في عهد التنين الأسود.”

أدار رأسه مرة أخرى نحو قلعة التنين الشيطاني. بالنسبة له، هذه القلعة العائمة ليست مختلفة عن طبق بغطاء ينتظره للإستمتاع به وإلتهامه.

“الكونت كاراد يخطط لحرب، مع العلم أن التنين الأسود غائب حاليًا عن قلعة التنين الشيطاني. ومع ذلك، إذا تُوِجَتْ جلالتكِ كَـسيدٍ جديد للقلعة، فلن يكون لدى الكونت كاراد أي سبب لإعلان الحرب.”

قال جاغون، شفتاه تلتفان بإبتسامة ملتوية: “طالما أنك لا تعترض طريقي.”

“جلالتكِ هي نسل التنين الأسود الوحيد، أحد التنانين في إمبراطورية هيلموث الشاسعة وخليفة سلالة التنين الشيطاني. حتى لو كان الكونت كاراد مجنونا بالحرب، فلن يجرؤ على شن الحرب إذا صار جلالتكِ اللورد الجديد.”

 

توقفت كلماتهم أخيرًا للحظة. أُعطيَّتْ رايميرا أخيرًا فرصة لأخذ قسط من الراحة، وأومأت برأسها ردًا على ما سمعته.

قاطعه جاغون قائلا: “التنين الذي أردته هو رايزاكيا، التنين الأسود. التنين الشيطاني من عصر الحرب.”

 

 

“إذا جاء السلام إلى قلعة التنين الشيطاني مرة أخرى، فإن جلالة ملك الحصار الشيطاني سَـيُضفي شخصيًا لقبًا على جلالتك.”

 

“قد ترثين حتى التنين الأسود وتصيرين الدوق.”

 

لا يزال قلب رايميرا يتمايل وهي تستمع بإهتمام إلى كلمات الجنرالات الإلهيين الأربعة. فكرت بعناية في كلماتهم، متسائلة هل يمكن أن يكونوا يقولون الحقيقة. حجتهم معقولة بالتأكيد. ماذا لو إتضح أنهم يقولون الحقيقة حقًا؟ لا تمتلك رايميرا خبرة كبيرة في الحروب، لكنها تعلم أن بدء واحدة ليس بالأمر الهين. لم تستطع إلا أن تفكر في إحتمال أن الكونت كاراد قد يستخدم غياب التنين الأسود لصالحه. ربما صعودها إلى منصب اللورد الجديد لقلعة التنين الشيطاني يمكن أن يمنع الحرب حقًا.

فكر في مصير التنين الأسود، لكن ما يعرفه على وجه اليقين هو أن سيد قلعة التنين الشيطاني الحالي ليس رايزاكيا بل نسله الذي عاش لما يقرب من مائتي عام.

 

“لقد سمعتُ شائعاتٍ عن حرب وشيكة.” قالت رايميرا، نبرة صوتها هادئة عندما خاطبت الجنرالات الإلهيين الأربعة. “هل هذا هو السبب في إختياري كَـلورد جديد للقلعة؟ للتحضير للمعركة؟”

“همم. في الواقع، كل واحد منكم يقول الحقيقة. هذه السيدة لا تعرف من هو هذا الكونت كاراد، لكنه لن يجرؤ على شن الحرب إذا علم بوجود هذه السيدة، نسل التنين الأسود.”

 

“أنا متأكد.”

 

“الآن، يا جلالتك، من فضلك إدخُلي القصر. لدينا مأدبة رائعة ومسيرة على إستعداد للترحيب بك الليلة.”

أجاب أحد الجنرالات الإلهيين الأربعة، وهو شيطان ضخم مع طبقة سميكة من الدهون حول بطنه: “يجب الإعلان عن وصول لورد جديد لجميع أتباع القلعة.” على الرغم من حجمه، تحدث بنبرة مهذبة ومدروسة. “الآن بعد أن إتخذتِ منصبكِ الصحيح كَـلورد القلعة، من المناسب فقط أن يعرف الجميع عن وجود جلالتِك.”

دخلت رايميرا قلعة التنين الشيطاني بثقة مع كتفيها واسعَين. لم تضطر للقلق حقًا بشأن ذلك الدخيل الرهيب، ومع وجود الوعد، لم تستطِع التحدث عنه على أي حال.

إستمع جاغون إلى الوضع بصمت.

 

 

‘سَـأتركك كَـتأمين، فقط في حال حدوث شيء.’

 

الدخيل عنيفٌ ووقح، لكن لا حاجة للتخلص منه الآن. يمكنها ببساطة العثور عليه وجعله يدفع ثمن خطاياه بمجرد التأكد من تجنب الحرب. ومع ذلك، إذا إتضح أن الحرب لا مفر منها، فلا يزال بإمكانها الهروب من قلعة التنين الشيطاني بمساعدته.

 

 

 

“هذه السيدة ذكيةٌ حقًا.” إبتسمت رايميرا بسعادة ظننًا منها أنها حكيمة عظيمة.

لم يستطع سرقة لقب التنين الأسود في غيابه. ومع ذلك، إذا تمكن الكونت كاراد من إستخدام هذه الحرب للتسبب في سقوط قلعة التنين الشيطاني، فَسَـيحظى بإهتمام كل هيلموث.

 

***

***

 

عندما بدأت الشمس تشرق، إنتشرت كلمة أن طفل رايزاكيا سَـتأخذ الحكم مؤقتًا عبر المملكة. نشأت الأخبار من القصر وإنتشرت على نطاق واسع. الكونت كاراد، وهو مراقب حريص لِـشؤون قلعة التنين الشيطاني، هو من بين أولئك الذين سمعوا الشائعات. من بعيد، نظر إلى القلعة التي تلوح في الأفق بتعبير مضطرب، جبينه مجعد بقلق.

لا يمكن إقناع جاغون، ولم يرغب الكونت كاراد في النظر إلى عيون جاغون من مسافة قريبة.

 

“هم على إستعداد للإستسلام دون قيد أو شرط. لإثبات ذلك، سَـيعطوننا إبنة التنين الأسود، التي صعدت للتو إلى منصب لورد القلعة….بما أنهم مستعدون للتراجع إلى هذا الحد، أعتقد أن هذا قد يكون إقتراحًا جيدًا. بدلا من الذهاب إلى الحرب….”

الكونت كاراد هو مخلوقا هائلا، مزيجٌ من عرق العمالقة والشياطين، مما جعله شيطانًا عملاقًا. ومع ذلك، فإن شكله الحقيقي جلب معه مجموعة من المضايقات، لذلك إختار تقليل حجمه إلى مترين فقط في الوقت الحالي. على الرغم من حجمه المُصغر، لا ينكر أحدٌ القوة المطلقة التي يمتلكها. في حين أنه لم يستطع أن يرقى إلى مستوى مزلزل الأرض الأسطوري، كاماش، من حيث الحجم، إلا أن الشكل الحقيقي للكونت كاراد هو شاهقٌ على معظم المخلوقات التي يزيد إرتفاعها عن خمسة أمتار.

 

 

 

الرجل الذي وقف إلى جانب الكونت كاراد ليس عملاقا ولا شيطانًا عملاقًا. ومع ذلك، هذا الرجل أكبر من الكونت كاراد، والفراء البني الرمادي الذي غطى جسده كله سميكٌ وحاد. بدلًا من الفراء، بدا الأمر أشبه بِـإبرٍ حديدية حادة.

فكر في مصير التنين الأسود، لكن ما يعرفه على وجه اليقين هو أن سيد قلعة التنين الشيطاني الحالي ليس رايزاكيا بل نسله الذي عاش لما يقرب من مائتي عام.

 

شعر الكونت كاراد بالتفاجئ من إعلان جاغون المفاجئ. إنهم قريبون بما يكفي من قلعة التنين الشيطاني لشن هجوم غدًا، لكن الكونت كاراد يعلم أن هناك بروتوكولات يجب إتباعها. إضطر إلى الرد على الرسالة بطريقة تظهر إزدرائه وتقديم تقرير إلى بابل حول الحرب الإقليمية المستمرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الإستعدادات الأخرى التي لا بد من القيام بها قبل أن يتمكنوا من شن هجوم واسع النطاق.

على الرغم من الفراء الكثيف الذي غطى جسم الرجل، إلا أن كل عضلة في جسده بدت محددةً ومصقولةً جيدًا. ذراعاه وساقاه تشبه الأشجار القديمة، سميكة ومملوءة بالقوة. ومع ذلك، يداه هما المخيفتان حقًا. يداه كبيرتان بما يكفي لسحق رأس الكونت كاراد، وهو شيطان عملاق قوي، بسهولة.

 

 

 

إنبثقت الرائحة الكريهة للدمِ القديم من الرجل، دليل على روتينه في قتل الآخرين وإلتهامهم. إنه مفترسٌ بكل معنى الكلمة. في الواقع، لقد تغذى على لحم أربعة وحوش شيطانية وإثنين من الشياطين قبل ساعات قليلة فقط.

 

 

“كان والدك، التنين الأسود، شيطانًا عظيمًا وقويًا، وعلى مدار المائتي عام الماضية، تمكنا من الحفاظ على السلام في قلعة التنين الشيطاني بإسمه. ومع ذلك… ” سكت الجنرال، مظهرًا عبوسه ثم أكمل. “قرنان ليست فترة زمنية صغيرة، حتى بالنسبة للشياطين. وهكذا، أدرك الشياطين في المناطق المجاورة غياب التنين الأسود، وهم يرون هذه كَـفرصة لغزو قلعتنا والمطالبة بها على أنها خاصة بهم.”

إسم الرجل هو جاغون — وحش رافيستا.

أومأ زملائه الجنرالات بالإتفاق، مضيفين إشادة خاصة بهم للاستعدادات التي تم إجراؤها على شرف رايميرا. لم تستطع رايميرا إلا أن تشعر بالسعادة في كلماتهم، على الرغم من الشكوك العالقة التي شعرت بها حول ما سمعته من الدخيل. لقد قطعت وعدًا بالدراكونية، لكن صوتًا مزعجًا في ذهنها إستمر في التساؤل هل تستطيع الوثوق بدوافع الغريب.

 

 

والحق يقال، الكونت كاراد خائفٌ منه. المخاطر كبيرة في المعركة الوشيكة ضد قلعة التنين الشيطاني، بما في ذلك مصير إقطاعية الكونت كاراد وحياته ذاتها. لهذا السبب لم يدخر أي نفقات في توظيف جاغون ومرؤوسيه من الوحوش كَـمرتزقة. لقد أحضر الكونت كاراد جاغون إلى هنا وقدم له الشياطين من أراضيه كل يوم كَـوجبات.

“جلالتك.” بدأ أحد الجنرالات الإلهيين الأربعة الذي لم يتحدث بعد إلى رايميرا مباشرة، مخاطبًا إياها بعد إنحناءة عميقة. “على مدى ثلاثمائة عام، ظل التنين الأسود سيد هذه القلعة، وكل من يسكن في الداخل، بما في ذلك نحن، هم أتباعه المخلصون. ومع ذلك، فقد مرت مائتي عام منذ إختفاء التنين الأسود دون أن يترك أثرًا.”

 

 

على الرغم من كونه الشخص الذي إستأجر جاغون بأمواله، لم يستطِع الكونت كاراد أن يعتبر نفسه صاحب عمل حقًا. لا يمتلك جاغون لقبًا رسميًا، لكنه تابعٌ لملك الدمار الشيطاني سيء السمعة — وهو إبن غير شرعي قتل والده، ناشر الفساد أوبيرون. حتى مع كونهما مُتحدَينِ معًا، فَـالكونت كاراد يدرك تمامًا أنه إذا قرر جاغون فجأة الإنقلاب عليه، فَـيمكن لِـجاغون أن يمزق رأسه بسهولة من كتفيه.

 

 

‘إنه خطير…..ولكن أيضا حازم.’

‘إنه خطير…..ولكن أيضا حازم.’

 

ظهرت إبتسامة على شفاه الكونت كاراد وهو يلقي نظرة سريعة على جاغون. يعلم كاراد أن التنين الأسود هو أكبر مسبب للحرب القادمة، وقد شكَّ منذ فترة طويلة في أن التنين القوي غير موجود في القلعة. الآن، مع تأكيد غياب التنين الأسود، شعر الكونت كاراد بزيادة ثقته.

 

 

 

فكر في مصير التنين الأسود، لكن ما يعرفه على وجه اليقين هو أن سيد قلعة التنين الشيطاني الحالي ليس رايزاكيا بل نسله الذي عاش لما يقرب من مائتي عام.

 

 

قال الكونت كاراد: “جاغون، أردت أن أذكر أن رسالةً وصلت من قلعة التنين الشيطاني.”

قال الكونت كاراد: “جاغون، أردت أن أذكر أن رسالةً وصلت من قلعة التنين الشيطاني.”

‘سَـأتركك كَـتأمين، فقط في حال حدوث شيء.’

 

 

ظل جاغون يقف في مكانه لفترة من الوقت، يحدق في قلعة التنين الشيطاني. على الرغم من أن الكونت كاراد جاء ليقف بجانبه مباشرة، إلا أن جاغون لم يدخر له نظرة واحدة حتى.

تابع جاغون، “كما هو وعدنا، سيكون لي دم ولحم وقلب دوقة التنين. سَـأدمر المدينة بعد قتل كل من بداخلها. ثم، سوف أغرس علم عائلتك هناك. هذا سوف يُكمل عقدي معك.”

 

 

بعد تطهير حلقه، تابع الكونت كاراد، “هناك أربعة شياطين قدماء في قلعة التنين الشيطاني. يسمون أنفسهم الجنرالات الإلهيين الأربعة. كانوا مشهورين جدًا قبل ثلاثمائة عام، ولكن تم غمرهم بالثقة العمياء بسبب إتِّباعِهِم للتنين الأسود، وصاروا يشبهون الخنازير بسبب السلام والراحة. يقولون إنهم لا يمتلكون النية لخوض هذه الحرب.”

إنتشرت رائحة الدم حول جاغون وطغت على حاسة الشم لدى الكونت كاراد.

إستمع جاغون إلى الوضع بصمت.

 

 

“لقد سمعتُ شائعاتٍ عن حرب وشيكة.” قالت رايميرا، نبرة صوتها هادئة عندما خاطبت الجنرالات الإلهيين الأربعة. “هل هذا هو السبب في إختياري كَـلورد جديد للقلعة؟ للتحضير للمعركة؟”

“هم على إستعداد للإستسلام دون قيد أو شرط. لإثبات ذلك، سَـيعطوننا إبنة التنين الأسود، التي صعدت للتو إلى منصب لورد القلعة….بما أنهم مستعدون للتراجع إلى هذا الحد، أعتقد أن هذا قد يكون إقتراحًا جيدًا. بدلا من الذهاب إلى الحرب….”

 

ظل تعبير جاغون غير عاطفي عندما أدار رأسه لمواجهة الكونت كاراد. وجهه يتألف من مزيج من ملامح الدب والبشر، ولم تُعطِ عيناه السوداوتان أي إشارة إلى الأفكار التي تتسابق في ذهنه.

‘ثم سوف أكون قادرًا على تحقيق رتبة أعلى ولقب يعززني.’

 

 

“جئت كل هذا الطريق للذهاب إلى الحرب.” أعلن جاغون بصوت منخفض، متكلمًا بنبرة هادرة. لا يمكن العثور على أي مشاعر في عينيه السوداوتَين وهو ينظر إلى الكونت كاراد. “إذا لم تكن على إستعداد لشن الحرب، فليس لدي خيار سوى الذهاب إلى الحرب ضدك بدلًا من ذلك.”

***

“إنتظر، إنتظر! اهدأ يا جاغون. حربٌ معي—”

 

أعلن جاغون: “سأقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص في إقطاعيتك مثل عدد الأشخاص المقيمين في تلك القلعة العائمة.”

“هل أتيتِ بعد تفتيش المدينة شخصيًا؟ كما هو متوقع من جلالتك!” أجاب أحد الجنرالات الإلهيين الأربعة.

 

 

‘نذلٌ مجنون!’ فكر الكونت كاراد قبل أن يُظهِرَ إبتسامة على وجهه.

 

 

 

قال: “اهدأ يا جاغون. قلتُ فقط….أنه عرضٌ جيد، ولكن ليس لدي أي نية لقبوله. والغرض من هذه الحرب هو أيضًا للقضاء على تلك الخنازير القديمة الذين أرسلوا إليَّ هذه الرسالة.”

فكر في مصير التنين الأسود، لكن ما يعرفه على وجه اليقين هو أن سيد قلعة التنين الشيطاني الحالي ليس رايزاكيا بل نسله الذي عاش لما يقرب من مائتي عام.

الكونت كاراد لا يقول هذا فقط لإرضاء جاغون، حيث أن لديه طموحاته ومعتقداته الخاصة. أُعتُبِرَ شيطانًا شابًا في هيلموث، ولم يُشارك في الحرب قبل ثلاثمائة عام. ومع ذلك، عَلِمَ من القصص أن الحرب الضخمة كانت رهيبة. جميع شياطين هيلموث رفيعي المستوى شاركوا بنشاط في الحرب، وكان الدوقات الثلاثة أبطالًا من تلك الحرب ظلوا أحياءً لمدة ثلاثمائة عام بعدها.

 

 

 

لم يعتقد الكونت كاراد أن كل من نجا من الحرب قد عفا عليه الزمن. ومع ذلك، هو يعلم أن هناك بالتأكيد شياطين بين المستويات العليا لِـهيلموث صاروا ضعفاء وغير مؤهلين على مدى قرون من السلام. هؤلاء ليس لديهم مؤهلات أو سلطة حقيقية، لكنهم طالبوا بالإحترام والمعاملة الخاصة.

“الآن، يا جلالتك، من فضلك إدخُلي القصر. لدينا مأدبة رائعة ومسيرة على إستعداد للترحيب بك الليلة.”

 

قاطعه جاغون قائلا: “التنين الذي أردته هو رايزاكيا، التنين الأسود. التنين الشيطاني من عصر الحرب.”

من الصعب تجاهل فخامة النبلاء المتفاخرين. حيث يقيمون في قلعة كبيرة ويتمتعون بإمتيازاتهم بينما السكان غير المتميزين يعملون في كارابلوم، ويعملون لصالح أولئك الذين يعيشون في السماء.

“إذا أعطيناهم الوقت بعد إعلان الحرب، فإن فريسة قلعة التنين الشيطاني سَـتهرب. كونت، أنت إستأجرتني وأتباعي للذهاب إلى الحرب.” قال جاغون وهو يميل رأسه: “سَـيكون لديك شرف النصر، لكنني سأخوض الحرب.”

 

“هل أتيتِ بعد تفتيش المدينة شخصيًا؟ كما هو متوقع من جلالتك!” أجاب أحد الجنرالات الإلهيين الأربعة.

في هذا الهيكل، بدا التسلسل الهرمي تالفًا تمامًا، بدءًا من الأعلى. نعم هذا صحيح، التنين الأسود ظل غائبًا لأكثر من قرن، ولكن ما الذي أنجزه الجنرالات الإلهيون الأربعة أثناء غيابه؟

“جلالتكِ هي نسل التنين الأسود الوحيد، أحد التنانين في إمبراطورية هيلموث الشاسعة وخليفة سلالة التنين الشيطاني. حتى لو كان الكونت كاراد مجنونا بالحرب، فلن يجرؤ على شن الحرب إذا صار جلالتكِ اللورد الجديد.”

لقد تم تكليفهم بإدارة الأرض في غياب اللورد، لكنهم لم يفعلوا شيئًا على الإطلاق. بدلًا من ذلك، إنغمسوا في الرفاهية مثل الخنازير البدينة الكسولة. سَـتكون الحرب ضد قلعة التنين الشيطاني خطوة مهمة نحو مستقبل الكونت كاراد الطَموح.

هي تعلم أن سؤالها ليس جريئا، حيث أوضح الجو في المدينة خارج القلعة أن هناك شيئًا ما خاطئًا. علاوة على ذلك، إذا كان الجنرالات الإلهيون الأربعة يعتزمون حقًا إبقاء الصراع الذي يلوح في الأفق سرًا عنها، لَـما سمحوا لها بمغادرة القصر من الأساس.

 

 

لم يستطع سرقة لقب التنين الأسود في غيابه. ومع ذلك، إذا تمكن الكونت كاراد من إستخدام هذه الحرب للتسبب في سقوط قلعة التنين الشيطاني، فَسَـيحظى بإهتمام كل هيلموث.

 

 

“هل أتيتِ بعد تفتيش المدينة شخصيًا؟ كما هو متوقع من جلالتك!” أجاب أحد الجنرالات الإلهيين الأربعة.

‘ثم سوف أكون قادرًا على تحقيق رتبة أعلى ولقب يعززني.’

 

خطته الطموحة ستبدأ هناك. تأخر عقل الكونت كاراد إلى قطار فكري آخر حيث تصور نفسه واقفًا بين أعلى المستويات في مجتمع مملكة الشياطين هيلموث. هو يعلم أن لديه المكر والطموح لتسلق الرتب، وسَـتكون هزيمة قلعة التنين الشيطاني هي الخطوة الأولى. صمم الكونت كاراد على إظهار أنه لا ينبغي الإستهانة به للشياطين الآخرين — وأنه قادرٌ على الوصول إلى العظمة. في أحد الأيام، سَـيقف عند على أعلى قمم بانديمونيوم، عاصمة هيلموث، إلى جانب الدوقات الثلاثة.

“قد ترثين حتى التنين الأسود وتصيرين الدوق.”

 

توقفت كلماتهم أخيرًا للحظة. أُعطيَّتْ رايميرا أخيرًا فرصة لأخذ قسط من الراحة، وأومأت برأسها ردًا على ما سمعته.

تمتم جاغون قائلًا: “هذا يختلف عما قلته في البداية.” مما تسبب في تبدد أحلام يقظة الكونت كاراد من خططه الطموحة بسرعة.

 

 

هي تعلم أن سؤالها ليس جريئا، حيث أوضح الجو في المدينة خارج القلعة أن هناك شيئًا ما خاطئًا. علاوة على ذلك، إذا كان الجنرالات الإلهيون الأربعة يعتزمون حقًا إبقاء الصراع الذي يلوح في الأفق سرًا عنها، لَـما سمحوا لها بمغادرة القصر من الأساس.

“الكونت، لقد وعدتني بحرب ضد التنين.” ذكَّرهُ جاغون، بِـلهجته التي لا تتزعزع.

 

 

 

“رايميرا، دوقة التنين. هي أيضا تنين—”

‘سَـأتركك كَـتأمين، فقط في حال حدوث شيء.’

قاطعه جاغون قائلا: “التنين الذي أردته هو رايزاكيا، التنين الأسود. التنين الشيطاني من عصر الحرب.”

“أنا متأكد.”

“حتى التنين….سيكون لديه عاطفة تجاه طفله. ألا تظن ذلك؟ من كان يتخيل أن التنين الأسود سَـينجب طفلا؟ علاوة على ذلك، فقد حرص على إخفاء نسله الوحيد في عمق القلعة، بعيدًا عن أعين هيلموث المتطفلة.” تابع الكونت كاراد أثناء إستراق نظرة إلى جاغون. “إذا قتلتَ دوقة التنين وجعلت ذلك معروفًا للعالم، فإن التنين الأسود سَـيخرج من مخبئه. وحتى مع كون الدوقة هي مجرد طفلة، فإن التنين لا يزال تنينًا. قد تكون تفتقر أمامك، لكنها سوف تجعلك تذوق طعمًا لم تذقه في حياتك.”

لا يمكن إقناع جاغون، ولم يرغب الكونت كاراد في النظر إلى عيون جاغون من مسافة قريبة.

قال جاغون: “غدًا، سَـنهاجم قلعة التنين الشيطاني.”

إجتمع جميع الجنرالات الإلهيين الأربعة لتحيتها عند البوابات المفتوحة على مصراعيها. إنهم، الذين ظلوا تابعين للتنين الأسود منذ ثلاثمائة عام، من بين أكثر أتباع التنين الأسود ولاء. مرت مائتي عام بالفعل منذ إختفاء التنين الأسود من القلعة، وقاد الجنرالات الإلهيون الأربعة قلعة التنين الشيطاني معًا من خلال العمل كَـنواب لورد قلعة التنين الشيطاني.

شعر الكونت كاراد بالتفاجئ من إعلان جاغون المفاجئ. إنهم قريبون بما يكفي من قلعة التنين الشيطاني لشن هجوم غدًا، لكن الكونت كاراد يعلم أن هناك بروتوكولات يجب إتباعها. إضطر إلى الرد على الرسالة بطريقة تظهر إزدرائه وتقديم تقرير إلى بابل حول الحرب الإقليمية المستمرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الإستعدادات الأخرى التي لا بد من القيام بها قبل أن يتمكنوا من شن هجوم واسع النطاق.

قال الكونت كاراد: “جاغون، أردت أن أذكر أن رسالةً وصلت من قلعة التنين الشيطاني.”

 

 

قال جاغون بصوت غير مبالٍ: “الكمين يجب أن يكون سريعًا ومباغتًا.”

أعلن جاغون: “سأقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص في إقطاعيتك مثل عدد الأشخاص المقيمين في تلك القلعة العائمة.”

 

“هذه السيدة ذكيةٌ حقًا.” إبتسمت رايميرا بسعادة ظننًا منها أنها حكيمة عظيمة.

هذا مثل رافضًا لحذر الكونت كاراد. رافيستا، حيث عاش جاغون، هي مكانٌ ينعدم فيه القانون، على عكس بقية هيلموث، حيث القواعد والأوامر سائدة. كان هذا هو السبب في أن جاغون يؤمن بإتخاذ الإجراءات السريعة دون القلق بشأن قواعد مثل الحروب الإقليمية أو التصنيفات الهرمية. في رافيستا، فعل الجميع ما يحلو لهم؛ قتلوا إذا أرادوا القتل وأكلوا إذا أرادوا الأكل.

قال جاغون، شفتاه تلتفان بإبتسامة ملتوية: “طالما أنك لا تعترض طريقي.”

 

 

“إذا أعطيناهم الوقت بعد إعلان الحرب، فإن فريسة قلعة التنين الشيطاني سَـتهرب. كونت، أنت إستأجرتني وأتباعي للذهاب إلى الحرب.” قال جاغون وهو يميل رأسه: “سَـيكون لديك شرف النصر، لكنني سأخوض الحرب.”

 

 

 

إنتشرت رائحة الدم حول جاغون وطغت على حاسة الشم لدى الكونت كاراد.

 

 

تابع جاغون، “كما هو وعدنا، سيكون لي دم ولحم وقلب دوقة التنين. سَـأدمر المدينة بعد قتل كل من بداخلها. ثم، سوف أغرس علم عائلتك هناك. هذا سوف يُكمل عقدي معك.”

أعلن جاغون، “غدًا، سَـأهاجم قلعة التنين الشيطاني مع أتباعي. سَـأقفز إلى السماء وأسحق هذا الحاجز. سَـأقتل وآكل كل شخص في القلعة دون منحهم الوقت للهرب.”

 

“هذا—”

دخلت رايميرا قلعة التنين الشيطاني بثقة مع كتفيها واسعَين. لم تضطر للقلق حقًا بشأن ذلك الدخيل الرهيب، ومع وجود الوعد، لم تستطِع التحدث عنه على أي حال.

تابع جاغون، “كما هو وعدنا، سيكون لي دم ولحم وقلب دوقة التنين. سَـأدمر المدينة بعد قتل كل من بداخلها. ثم، سوف أغرس علم عائلتك هناك. هذا سوف يُكمل عقدي معك.”

 

لا يمكن إقناع جاغون، ولم يرغب الكونت كاراد في النظر إلى عيون جاغون من مسافة قريبة.

إستمع جاغون إلى الوضع بصمت.

 

حاصر الجنرالات الإلهيون الأربعة رايميرا وتحدثوا دون راحة. لم يخططوا لمنحها أي وقت للتفكير أو الرد على كلماتهم.

أخذ الكونت كاراد بضع خطوات إلى الوراء وأومأ برأسه. “أنا أفهم. ومع ذلك، إذا كنت تريد الغزو بهذه بسرعة، فَسَـأذهب معك. أنا من بدأ هذه الحرب، وسَـتكون لحظة تاريخية بالنسبة لي. لذا، يجب أن أكون حاضرًا.”

على الرغم من كونه الشخص الذي إستأجر جاغون بأمواله، لم يستطِع الكونت كاراد أن يعتبر نفسه صاحب عمل حقًا. لا يمتلك جاغون لقبًا رسميًا، لكنه تابعٌ لملك الدمار الشيطاني سيء السمعة — وهو إبن غير شرعي قتل والده، ناشر الفساد أوبيرون. حتى مع كونهما مُتحدَينِ معًا، فَـالكونت كاراد يدرك تمامًا أنه إذا قرر جاغون فجأة الإنقلاب عليه، فَـيمكن لِـجاغون أن يمزق رأسه بسهولة من كتفيه.

قال جاغون، شفتاه تلتفان بإبتسامة ملتوية: “طالما أنك لا تعترض طريقي.”

“الكونت، لقد وعدتني بحرب ضد التنين.” ذكَّرهُ جاغون، بِـلهجته التي لا تتزعزع.

 

من الصعب تجاهل فخامة النبلاء المتفاخرين. حيث يقيمون في قلعة كبيرة ويتمتعون بإمتيازاتهم بينما السكان غير المتميزين يعملون في كارابلوم، ويعملون لصالح أولئك الذين يعيشون في السماء.

أدار رأسه مرة أخرى نحو قلعة التنين الشيطاني. بالنسبة له، هذه القلعة العائمة ليست مختلفة عن طبق بغطاء ينتظره للإستمتاع به وإلتهامه.

حاصر الجنرالات الإلهيون الأربعة رايميرا وتحدثوا دون راحة. لم يخططوا لمنحها أي وقت للتفكير أو الرد على كلماتهم.

“إذا أعطيناهم الوقت بعد إعلان الحرب، فإن فريسة قلعة التنين الشيطاني سَـتهرب. كونت، أنت إستأجرتني وأتباعي للذهاب إلى الحرب.” قال جاغون وهو يميل رأسه: “سَـيكون لديك شرف النصر، لكنني سأخوض الحرب.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط