نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 270

قصة - فصل جانبي (1)

قصة - فصل جانبي (1)

الفصل 270: قصة – فصل جانبي (1)

فتحت سيينا ميردين شفتيها العابستَين وحملت الكأس إلى فمها. إنزلق الكحول القوي في حلقها بسهولة مدهشة لكنه ترك بقايا لزجة في أعقابه. يبدو أن اللحم الذي كانت تمضغه لِـما شعرت أنه أبدية قد فقد كل النكهة على الرغم من التوابل التي زيَّنته.

قضموا على اللحم. ربما يكون غير مطبوخ جيدًا بعض الشيء. نتج عن كل مضغة قطرة من الدم القرمزي العميق تنهمر على ذقونهم، هذا اللحم قاسٍ لدرجة أنه جعل أفواههم وعظام وجوههم تتألم من مجرد أكله.

 

 

 

إنه ليس لحم حيوان عادي؛ بل لحم شيطان. على الرغم من أنه ليس شيئًا قد يستمتع به أي شخص عقله يعمل، إلا أن مذاقه يمكن أن يُحتَمَل.

“هل هو جيد؟”

 

ومع ذلك، لقد كانت ضعيفة بالفعل قبل ستة عشر عاما. كونها ضعيفة يعني أنها إرتكبت العديد من الأخطاء القاتلة خلال المعارك في ذلك الوقت. لطالما جعلت أخطائها سيينا أقرب إلى الموت، لكن هامل كان دائما هناك للتدخل، ومنع الموت من الوصول إليها.

على مر السنين، صارت هذه الوجبات شائعة. من خلال تطهير القوة المظلمة، القاتلة للبشر العاديين، من اللحم، يصير لحم الشيطان صالحًا للأكل، على الرغم من أنه لا يزال سيء الطعم.

 

 

عليهم أن يكونوا سعداء. عليهم أن يقضوا بقية حياتهم أكثر سعادة من أي شخص آخر في العالم. كَـأبطال أنقذوا العالم، إنهم يستحقون ذلك أكثر من أي شخص آخر.

لقد تعلموا طرقًا مختلفة لتحسين طعم لحم الشياطين، لكن هذه المرة إختاروا عدم استخدام أي وصفات خاصة. مع محدودية الوقت والموارد، لم يتمكنوا من الإنغماس في عمليات الطهي المعقدة. على كل حال، هذا لا يعني أنهم إضطروا إلى أكل هذه اللحوم كما هي، لذلك أضافوا بعض التوابل البسيطة مثل الملح والفلفل وغيرها لتعزيز نكهة وجبتهم.

“لم يكُن خطأك، وهذه ليست المرة الأولى التي أُصابُ فيها، صحيح؟ سيينا، أنت وأنا وقعنا في سوء حظٍ فقط. من كان يتخيل أننا سَـنصطدم بشفرة الحصار أثناء الإستطلاع؟” قال هامل محاولًا طمئنتها.

 

لماذا طلبوا النجاح فيما أخفقوا فيه من سيينا ومجموعتها؟

لقد أُخِذَتْ معظم التوابل من الشياطين. ليس الأمر كما لو أن الأرض هنا خالية تمامًا مما يمكن للبشر أكله. في الواقع، لدى الشياطين الذواقة ثقافة خاصة بهم عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام. على الرغم من أن المكونات التي يستخدمونها مختلفة إلى حد كبير، إلا أن هناك بعض المكونات والتوابل التي تناسب الذوق البشري نوعًا ما.

في النهاية، فشلوا في رؤية نجاح مهمتهم حتى النهاية وإختاروا التراجع. لقد غمرهم الخوف واليأس، وإتخذوا قرارًا بالتخلي عن سعيهم لإنقاذ العالم والعودة بدلًا من ذلك إلى حياتهم السابقة.

 

لم يعجبه كيف تدلت أكتاف سيينا وظلت تعض شفتيها. كان لقائهما مع شفرة الحصار حقًا حادِثًا لا مفر منه.

“هل هو جيد؟”

“….أنا أتفق مع السير فيرموث.” قالت انيسيه.

“لا. إنه مثير للاشمئزاز، وليس مناسبًا حقا للشرب.”

“الطعم لا يجامل حتى المرضى. انيسيه، الجميع يعرف أنكِ تحبين الكحول، لكن لا يمكنك حقًا تسمية هذا بالكحول، هل تستطيعين؟” تابع هامل.

“على الرغم من ذلك، فأنت تواصل شربه.”

على مر السنين، صارت هذه الوجبات شائعة. من خلال تطهير القوة المظلمة، القاتلة للبشر العاديين، من اللحم، يصير لحم الشيطان صالحًا للأكل، على الرغم من أنه لا يزال سيء الطعم.

“لقد مر وقت طويل منذ أن صادفنا الكحول البشري، بدلًا من كحول للشياطين. حسنا، لا يمكنك حقا تسمية هذا بالكحول. إنه في الأساس قمامة، وليس له طعم. فقط ماء قوي….وحتى مع ذلك، لقد أُعطيَّ لنا كهدية، لذلك ألا ينبغي عليَّ أن أتذوقه بشكل محترم؟” تذمر الشخص أثناء إعادة تعبئة كأسه.

 

 

 

على الرغم من ظروفهم غير المواتية، هناك خمسة أكواب شرب مزخرفة بإسراف على الأرض. هذه تذكارات من مغامرة سابقة، إستخدموها للمناسبات الخاصة. مُلِئَتْ بسائل سميك غامض.

أعطى هامل كتف سيينا تربيتة مريحة. أرادت الرد، لكن حلقها آلمها وشعرت بالجفاف بسبب الكحول. قلبها لا يزال ينبض بتوتر، وعيناها تؤلِماها، مما جعل رؤيتها ضبابية. على الرغم من ذلك، تمكنت من رؤية هامل بوضوح.

 

هل تصرفا بإهمال؟ لا، على الإطلاق. كالعادة، ظلت سيينا على أهبة الاستعداد، خاصة بالنظر إلى مكان وجودهم. وينطبق الشيء نفسه على هامل. لم يعتبر هذا أبدًا نزهة، لمجرد أنها مهمة روتينية. لقد فهموا مخاطر مهمتهما الروتينية ولم يقللا من حذرهما أبدًا.

قالت انيسيه سليوود: “حسنًا، إذن، دعونا نقيم نخبًا.”

“مذاقه كالبراز، أليس كذلك؟”

 

لم يأتِ إليها النوم، بدأت تخاف النوم. لجأت سيينا إلى تطوير تعويذة لتطهير العقل وإستقراره، حتى أنها حاولت التخلص من خوفها بِـسحر انيسيه الإلهي.

كَـشاربة كحول متعطشة، أخذت زمام المبادرة ورفعت كأسها عاليًا في الهواء. على الرغم من كونه مجرد كوب، إلا أنه ثقيل نوعًا ما، ربما بسبب السائل الكثيف الذي يملأه.

 

 

بينما هامل يقف في مهمة المراقبة، إسترقت سيينا النظرات إلى هامل وتقفز في كل مرة متفاجئة كلما إلتقت أعينهما.

لقد حصلوا على الكحول من ثلاثة فرسان عثروا عليهم قبل أيام قليلة. من الواضح أنهم كانوا جزءًا من مجموعة أكبر، لكنهم واجهوا الضباب الأسود.

 

 

 

ثلاثة أعضاء فقط من مجموعتهم نجوا من المعركة….أو بالأحرى المذبحة. لقد بدا أن أرواحهم قد إستُهلِكَتْ وقد أُستُنزِفوا تمامًا أثناء محاولتهم الهروب من المنطقة والعودة إلى ديارهم. لقد عبَّروا بوضوح عن رغبتهم في الفرار من هيلموث والعودة إلى مسقط رأسهم، بعيدًا عن هذا المكان الجهنمي.

مع إقتراب المجموعة من قلب هيلموث، صار العبء الذي تحملوه قمعيًا بشكل متزايد. كل لقاء أجروه مع أولئك الذين يفرون أو تم هزيمتهم أضاف وزنًا إلى حمولتهم الثقيلة بالفعل.

 

لقد حصلوا على الكحول من ثلاثة فرسان عثروا عليهم قبل أيام قليلة. من الواضح أنهم كانوا جزءًا من مجموعة أكبر، لكنهم واجهوا الضباب الأسود.

لسوء الحظ، من المحتمل ألا تتحقق رغباتهم أبدا. على الرغم من أن الثلاثي قد عولجوا، لا يوجد شيء يمكن فعله حيال معنوياتهم المكسورة. إذا تمكن ثلاثة فرسان مهزومين ويائسين من الخروج من هذا المكان، لما أُطلِقَ عليه إسم مملكة الشياطين أساسًا.

“إذن، متى سَـنغادر؟” سأل هامل.

 

 

– أصلي من أجل عودتكم الآمنة إلى موطنكم.

“لم يكُن خطأك، وهذه ليست المرة الأولى التي أُصابُ فيها، صحيح؟ سيينا، أنت وأنا وقعنا في سوء حظٍ فقط. من كان يتخيل أننا سَـنصطدم بشفرة الحصار أثناء الإستطلاع؟” قال هامل محاولًا طمئنتها.

 

 

في مثل هذه اللحظات بدت انيسيه حقًا قديسة. صلت من أجل الفرسان المهزومين بإبتسامة خيرة وحزنت على رفاقهم القتلى. علاوة على ذلك، لقد شفيت جروحهم أيضًا.

 

 

 

جاء الكحول من هؤلاء الفرسان الثلاثة، وعلى الرغم من أنهم لم يقولوا صراحة لماذا يحملونه معهم، إلا أنه يسهل استنتاج نواياهم. من الواضح أن الجنود المهزومين خططوا لإنهاء حياتهم بشرب الخمور القوية بمجرد أن يصبح الخوف واليأس أكثر من اللازم.

 

 

 

هكذا صادف الفرسان مجموعتهم. بصراحة، حدث كهذا ليس غير مألوف حقًا. واجهت مجموعتهم الكثير من المواقف المماثلة. إلى الحد الذي صار من الصعب فيه تذكر عدد مرات حدوث ذلك.

في مثل هذه اللحظات بدت انيسيه حقًا قديسة. صلت من أجل الفرسان المهزومين بإبتسامة خيرة وحزنت على رفاقهم القتلى. علاوة على ذلك، لقد شفيت جروحهم أيضًا.

 

– في بعض الأحيان، سَـنغرق في ذكرياتنا أثناء التخييم في الخارج. سَـنتصل بِـانيسيه، مولون وفيرموث، نجلس كَـالعجائز نضحك طوال الليل مع حنين إلى قصص الماضي.

لقد تعمقوا كثيرًا لكي يبدأوا بالتفكير في الفرار الآن، ولكن لسبب ما….يقرر أمثالهم الهرب دائمًا في مرحلة فوات الأوان. بعضهم ناجون حزينون على رفاقهم القتلى، وهناك حتى جيوش كاملة تستدير بقرار من قائدهم الحكيم.

قالت انيسيه سليوود: “حسنًا، إذن، دعونا نقيم نخبًا.”

 

 

لقد رأوا الفرسان والجنود الذين يرتدون دروعا قديمة ومسلحين بأسلحة متصدعة بلا حواف. البعض يرتدي العديد من قلادات الألقاب — بعضها من بقايا رفاقهم والبعض الآخر لقادتهم — على معصميهم أو حول أعناقهم.

“أنا بخير.” قال هامل بإنزعاج عندما لم يرد أحد “أنا مستعد وأستطيع القتال.”

 

 

في النهاية، فشلوا في رؤية نجاح مهمتهم حتى النهاية وإختاروا التراجع. لقد غمرهم الخوف واليأس، وإتخذوا قرارًا بالتخلي عن سعيهم لإنقاذ العالم والعودة بدلًا من ذلك إلى حياتهم السابقة.

 

 

“بالنظر إلى حدة لسانك القذر هذا، يجب أن تكون أفضل حالًا الآن، صحيح؟” سألت انيسيه.

ليس من العدل إلقاء اللوم عليهم رغم ذلك. في الواقع، لا يمكن لأحد أن يلومهم حقا على قرارهم….على كل حال، شعر العديد من المحاربين المهزومين الذين صادفوهم بالخجل من أنفسهم وخافوا من تلقي اللوم. ومع ذلك، فقد تمسكوا أيضًا بالأمل عندما واجهوا المجموعة.

 

 

هل تصرفا بإهمال؟ لا، على الإطلاق. كالعادة، ظلت سيينا على أهبة الاستعداد، خاصة بالنظر إلى مكان وجودهم. وينطبق الشيء نفسه على هامل. لم يعتبر هذا أبدًا نزهة، لمجرد أنها مهمة روتينية. لقد فهموا مخاطر مهمتهما الروتينية ولم يقللا من حذرهما أبدًا.

عند مواجهة هؤلاء الأشخاص، توجب على المجموعة التحكم بتعابير وجوههم والتأكد من أن مواقفهم تبقى مستقيمة. إضطروا لإظهار مظهرٍ حازم وهادئ — قائلين أشياء كـ ‘نحن بخير، وليس لدينا خوف أو يأس.’ لم يستطيعوا إلا إظهار ثقة مطلقة.

 

 

قال هامل وهو ينظر إلى سيينا: “لا تقلقي بشأن ذلك.”

لقد أصبحت مجموعة الخمسة رمزًا للأمل لكل من واجههم. النظرات الجادة لأولئك الذين إلتقوا بهم والإحترام الذي تلقوه جعلهم يشعرون وكأنهم يحملون ثقل العالم على أكتافهم. الطلبات المتكررة التي سمعوها هي نفسها دائما: “من فضلكم إهزموا ملوك الشياطين.” و “من فضلكم أنقذوا العالم.”

 

‘إنه ثقيل.’

قضموا على اللحم. ربما يكون غير مطبوخ جيدًا بعض الشيء. نتج عن كل مضغة قطرة من الدم القرمزي العميق تنهمر على ذقونهم، هذا اللحم قاسٍ لدرجة أنه جعل أفواههم وعظام وجوههم تتألم من مجرد أكله.

مع إقتراب المجموعة من قلب هيلموث، صار العبء الذي تحملوه قمعيًا بشكل متزايد. كل لقاء أجروه مع أولئك الذين يفرون أو تم هزيمتهم أضاف وزنًا إلى حمولتهم الثقيلة بالفعل.

 

 

 

فتحت سيينا ميردين شفتيها العابستَين وحملت الكأس إلى فمها. إنزلق الكحول القوي في حلقها بسهولة مدهشة لكنه ترك بقايا لزجة في أعقابه. يبدو أن اللحم الذي كانت تمضغه لِـما شعرت أنه أبدية قد فقد كل النكهة على الرغم من التوابل التي زيَّنته.

 

 

 

وينطبق الشيء نفسه على الخمور. إنها قوية، لكن طعمها بدا كأنه لا شيء. عرفت سيينا السبب — ربما لأن رأسه قد أُفسِد.

جاء الكحول من هؤلاء الفرسان الثلاثة، وعلى الرغم من أنهم لم يقولوا صراحة لماذا يحملونه معهم، إلا أنه يسهل استنتاج نواياهم. من الواضح أن الجنود المهزومين خططوا لإنهاء حياتهم بشرب الخمور القوية بمجرد أن يصبح الخوف واليأس أكثر من اللازم.

 

 

وضعت سيينا كأسها بينما تعض شفتيها.

“على الرغم من ذلك، فأنت تواصل شربه.”

 

‘إنه ثقيل.’

“مذاقه كالبراز، أليس كذلك؟”

‘لأنني ضعيفة.’

سمعت سيينا صوتًا وشدت قبضتيها قبل أن تحول نظرتها إلى المصدر. هامل ديناس، رجل الضمادات، يلوح بكأسه وهو ملقىً على الأرض.

 

 

 

“الطعم لا يجامل حتى المرضى. انيسيه، الجميع يعرف أنكِ تحبين الكحول، لكن لا يمكنك حقًا تسمية هذا بالكحول، هل تستطيعين؟” تابع هامل.

يجب أن يبقى خمستهم على قيد الحياة. هامل هو الأقرب إلى الموت الآن، وجسده ليس في حالة جيدة. من الطبيعي أن يبقى في الخلف. حتى لو لم يوافق هامل على ذلك، عرفت سيينا أنه يجب أن يفعل.

 

 

“ألم أخبرك سابقًا، هامل؟ هذا ليس كحولًا. لقد قلتها بنفسك، إنه ماء طعمه كالبراز.” أجابت انيسيه.

في الوقت الحاضر، حبست سيينا أنفاسها وهي تنظر إلى هامل. لم تستطِع تخيل نوع التعبير الذي تُظهِرُه على وجهها الآن.

 

 

“كم هو لطيف منكِ أن تقولي ذلك. للحظة هناك، إعتقدت أنك فقدت عقلك وبدأتِ تَرَينَ هذا على أنه كحول.” قال هامل ساخرًا.

 

 

قضموا على اللحم. ربما يكون غير مطبوخ جيدًا بعض الشيء. نتج عن كل مضغة قطرة من الدم القرمزي العميق تنهمر على ذقونهم، هذا اللحم قاسٍ لدرجة أنه جعل أفواههم وعظام وجوههم تتألم من مجرد أكله.

إلتقت عيناه بعيني سيينا وأعطاها غمزة مرحة بعينه المرئية من خلال ضمادته.

إلتقت عيناه بعيني سيينا وأعطاها غمزة مرحة بعينه المرئية من خلال ضمادته.

 

 

ضحكت سيينا دون أن تدرك ذلك وفكرت، ‘يا له من أحمق.’

 

هي تعرف مدى مراعات هامل لِـمن حوله. يبدو أنه لاحظ العبوس على وجهها، على الرغم من أنه ظهر لِـلحظة فقط.

 

 

لم تُرِد أن تموت.

قالت انيسيه: “لقد عرضته عليك حتى نتمكن من تذوقه معا، لكن يبدو أنك لست بحاجة إلى أي مراعاة، هامل.”

 

 

 

“على العكس من ذلك، أود أن أقول إنك الشخص الذي يفتقر إلى المراعاة. إنه ليس هذا الكحول فحسب، بل هذه العصيدة أيضًا.” رد هامل.

– عليكَ أن تكونَ كما أنتَ. بعد تعرق كَـالمجنون وأنتَ تتدرب مع جميع أنواع الأسلحة، ثم تسير لتأتي إلى الدراسة بعد الإغتسال، تهز شعرك الرطب. سَـأُؤنِبُكَ على موقفك اللامبالي ولكن في نهاية المطاف سَـأضحك على نكاتكَ التافهة.

 

 

“ألم تمسح الطبق كاملًا؟” قال انيسيه.

هي تعرف مدى مراعات هامل لِـمن حوله. يبدو أنه لاحظ العبوس على وجهها، على الرغم من أنه ظهر لِـلحظة فقط.

 

في الوقت الحاضر، حبست سيينا أنفاسها وهي تنظر إلى هامل. لم تستطِع تخيل نوع التعبير الذي تُظهِرُه على وجهها الآن.

“حسنا، لقد قُدِّمَ إلي لآكله، لذلك يجب أن آكله، أليس كذلك؟” قال هامل: “أنا أعرف بالفعل مدى كارثية مهاراتك في الطهي على أي حال.”

 

 

رفع فيرموث نظرته. شعره الرمادي يبدو كَـبدة الأسد، يليق بإسمه الأخير لايونهارت. تحت حاجبه، تلألأت عيناه الذهبيتان بضوء باهت.

“بالنظر إلى حدة لسانك القذر هذا، يجب أن تكون أفضل حالًا الآن، صحيح؟” سألت انيسيه.

 

 

 

“هذا صحيح.” وقف هامل ضاحكًا وهو يفك الضمادة من وجهه. “كنت أخطط للتظاهر بالتعب والراحة، ولكن لم أستطِع بسبب مذاق الكحول والعصيدة المقرف. كما قلت، أنا أفضل الآن، لذلك دعونا نتوقف مع هذه المراعاة التي لا داعي لها.”

 

سقطت الضمادة على الأرض، وكشفت عن وجه هامل. بقي حوالي نصف أذنه اليسرى ممزقة فقط، وهناك ندوب عديدة على وجهه، بما في ذلك علامة عميقة بشكل خاص.

 

 

إنه غالبًا نوع من التعابير الوقحة.

هبطت نظرة سيينا على الندبة المائلة التي إمتدت من طرف فك هامل الأيمن إلى عينه اليسرى، وإستمرت حتى جبهته. بدت الندبة جديدة، وهي تعلم أنها حديثة أُصيب بها قبل أيام قليلة فقط. بمجرد رأت عيناها الجرح، شعرت سيينا بقلبها ينبض بتوتر، وبدأ صدرها يضغط على رئتيها.

كما هو الحال دائمًا، إفترضت سيينا أنه لن يحدث شيء. إستطلاع روتيني من إثنين فقط، وهو وقت مخصص فقط لِـسيينا وهامل. أحبت سيينا الإستطلاع مع هامل فقط. على الرغم من أنهما شاركا محادثات الشتائم فقط، إلا أنها أحبت المشي معه بمفردها. لقد أحببت ذلك بشكل خاص عندما تستطيع الحصول على إهتمامه الكامل.

 

 

قال هامل وهو ينظر إلى سيينا: “لا تقلقي بشأن ذلك.”

 

 

 

لقد تجنب بصعوبة فقدان عينه للهجوم الذي تسبب في الندبة المائلة، والتي تزين وجهه الآن، كل هذا بسبب رد فعله السريع، تمكن من تجنب إصابة أكثر خطورة. عند التفكير في الحادث مرةً أخرى، أدرك أنهما كانا محظوظَينِ لأن الإصابة لم تكن أسوأ.

“قلتُ لكِ لا داعي للقلق حول هذا الموضوع.” قال هامل عابسًا.

 

قال فيرموث: “أنت سَـتبقى في الخلف.”

غافيد ليندمان، قائد الضباب الأسود، قوي بشكل لا يصدق، يليق بلقبه – شفرة الحصار.

إختتمت سيينا حديثها قائلة: “لذا، هامل، إنتظر هنا.”

“لم يكُن خطأك، وهذه ليست المرة الأولى التي أُصابُ فيها، صحيح؟ سيينا، أنت وأنا وقعنا في سوء حظٍ فقط. من كان يتخيل أننا سَـنصطدم بشفرة الحصار أثناء الإستطلاع؟” قال هامل محاولًا طمئنتها.

كما هو الحال دائمًا، إفترضت سيينا أنه لن يحدث شيء. إستطلاع روتيني من إثنين فقط، وهو وقت مخصص فقط لِـسيينا وهامل. أحبت سيينا الإستطلاع مع هامل فقط. على الرغم من أنهما شاركا محادثات الشتائم فقط، إلا أنها أحبت المشي معه بمفردها. لقد أحببت ذلك بشكل خاص عندما تستطيع الحصول على إهتمامه الكامل.

 

 

ردت سيينا بصوت مرتعش بينما إستمرت في الضغط على صدرها: “….كان يجب أن آخذك وأهرب في الوقت المناسب.”

سحر سيينا مشابهٌ لسحر التنانين، وهي قوية بما يكفي لإستهداف رؤوس ملوك الشياطين. هذا هو مدى قوتها الآن. لقد وصلت إلى مستواها الحالي بعد أن تجولت في مملكة الشياطين لمدة ستة عشر عامًا وقتلت العديد من الشياطين، بما في ذلك ثلاثةً من ملوك الشياطين.

 

لقد أصبحت مجموعة الخمسة رمزًا للأمل لكل من واجههم. النظرات الجادة لأولئك الذين إلتقوا بهم والإحترام الذي تلقوه جعلهم يشعرون وكأنهم يحملون ثقل العالم على أكتافهم. الطلبات المتكررة التي سمعوها هي نفسها دائما: “من فضلكم إهزموا ملوك الشياطين.” و “من فضلكم أنقذوا العالم.”

صوتها يهتز وجسدها يرتجف.

 

 

عليهم أن يكونوا سعداء. عليهم أن يقضوا بقية حياتهم أكثر سعادة من أي شخص آخر في العالم. كَـأبطال أنقذوا العالم، إنهم يستحقون ذلك أكثر من أي شخص آخر.

“قاتلنا لأننا لم نتمكن من الهرب. دعينا لا نتحدث عن التفاصيل عديمة الفائدة. كلانا نجا، أليس كذلك؟” قال هامل.

 

 

هل تصرفا بإهمال؟ لا، على الإطلاق. كالعادة، ظلت سيينا على أهبة الاستعداد، خاصة بالنظر إلى مكان وجودهم. وينطبق الشيء نفسه على هامل. لم يعتبر هذا أبدًا نزهة، لمجرد أنها مهمة روتينية. لقد فهموا مخاطر مهمتهما الروتينية ولم يقللا من حذرهما أبدًا.

لم تُصَب سيينا. لقد تولى هامل أمر الطليعة، كما هو الحال دائمًا. لم يتم تكليفها أبدًا بأخذ المقدمة في مجموعتهم. هذا الدور دائمًا ما يقع على عاتق هامل أو مولون أو فيرموث؛ يقاتلون بشجاعة في المقدمة بينما تطلق سيينا تعاويذها القوية من الخلف.

صوتها يهتز وجسدها يرتجف.

 

هي تعرف مدى مراعات هامل لِـمن حوله. يبدو أنه لاحظ العبوس على وجهها، على الرغم من أنه ظهر لِـلحظة فقط.

حدث الأمر ذاته عندما واجهوا شفرة الحصار، لكن لسوء الحظ، كانت سيينا وهامل لوحدهما هناك — الإثنان، بدون فيرموث أو مولون أو انيسيه.

 

 

 

كما هو الحال دائمًا، إفترضت سيينا أنه لن يحدث شيء. إستطلاع روتيني من إثنين فقط، وهو وقت مخصص فقط لِـسيينا وهامل. أحبت سيينا الإستطلاع مع هامل فقط. على الرغم من أنهما شاركا محادثات الشتائم فقط، إلا أنها أحبت المشي معه بمفردها. لقد أحببت ذلك بشكل خاص عندما تستطيع الحصول على إهتمامه الكامل.

 

 

لم تُرِد أن تموت.

“قلتُ لكِ لا داعي للقلق حول هذا الموضوع.” قال هامل عابسًا.

 

 

 

لم يعجبه كيف تدلت أكتاف سيينا وظلت تعض شفتيها. كان لقائهما مع شفرة الحصار حقًا حادِثًا لا مفر منه.

 

 

“إذن، متى سَـنغادر؟” سأل هامل.

هل تصرفا بإهمال؟ لا، على الإطلاق. كالعادة، ظلت سيينا على أهبة الاستعداد، خاصة بالنظر إلى مكان وجودهم. وينطبق الشيء نفسه على هامل. لم يعتبر هذا أبدًا نزهة، لمجرد أنها مهمة روتينية. لقد فهموا مخاطر مهمتهما الروتينية ولم يقللا من حذرهما أبدًا.

لم تُصَب سيينا. لقد تولى هامل أمر الطليعة، كما هو الحال دائمًا. لم يتم تكليفها أبدًا بأخذ المقدمة في مجموعتهم. هذا الدور دائمًا ما يقع على عاتق هامل أو مولون أو فيرموث؛ يقاتلون بشجاعة في المقدمة بينما تطلق سيينا تعاويذها القوية من الخلف.

 

– عندما يحين ذلك الوقت، هامل، سَـتكون بجواري مباشرة، في أقرب مكان إلي.

ومع ذلك، فقد فوجئا بلقائهما مع غافيد. عين المجد الإلهي الشيطانية، التي سمعوا عنها فقط في الشائعات، سمحت لغافيد بالتسلل إليهم. على الرغم من حواس هامل الحادة وسِحر سيينا القوي، إلا أن احتياطاتهم فشلت تماما في ردع تحركات غافيد.

 

 

 

“على العكس من ذلك، لقد خرجنا بهذا القدر فقط لأننا كنا أنا وأنت فقط، سيينا. لو كان مولون معنا، لَـفقد رأسه بالتأكيد أثناء القتال مثل الأحمق.” تابع يوجين.

لا شيء حتمي. بعد كل شيء، لم يعتقد أحدٌ حقًا أنه يمكن أن يُنقَذَ العالم في ذلك الوقت. ومع ذلك، الأمر مختلفٌ الآن. لقد قتلوا بالفعل ثلاثةً من ملوك الشياطين، ولم يتبق سوى إثنين. ما كان يبدو غامضًا وبعيدًا في يوم من الأيام بدأ يصبح مرئيًا في الأفق.

 

 

“هل كان شفرة الحصار حادًا جدًا؟” سأل مولون.

على الرغم من ظروفهم غير المواتية، هناك خمسة أكواب شرب مزخرفة بإسراف على الأرض. هذه تذكارات من مغامرة سابقة، إستخدموها للمناسبات الخاصة. مُلِئَتْ بسائل سميك غامض.

 

– أريد مُلحَقًا كاملًا لإستخدامه في الدراسة. عندما تغرب الشمس، سَـأضيء الموقد، وأستمر في الدراسة مع ضوء برتقالي دافئ يغمر كُتُبي. جالسةً على كرسي هزاز أقرأ كتابًا، أو ربما أكتب شيئًا ما.

“بالطبع، أنت أيها أحمق. هذا الوغد يدعى بالشفرة لسبب ما. إذا لم يكن حادًا، لَـسُميَّ بشيء آخر. ولكن أنا سعيد لتجربة ذلك. أنا أعرف تقريبًا الفجوة بيننا.” أجاب هامل: “لا أعتقد أنني سأكون قادرًا على الفوز بنفسي.”

 

 

“كم هو لطيف منكِ أن تقولي ذلك. للحظة هناك، إعتقدت أنك فقدت عقلك وبدأتِ تَرَينَ هذا على أنه كحول.” قال هامل ساخرًا.

أعطى هامل كتف سيينا تربيتة مريحة. أرادت الرد، لكن حلقها آلمها وشعرت بالجفاف بسبب الكحول. قلبها لا يزال ينبض بتوتر، وعيناها تؤلِماها، مما جعل رؤيتها ضبابية. على الرغم من ذلك، تمكنت من رؤية هامل بوضوح.

ثلاثة أعضاء فقط من مجموعتهم نجوا من المعركة….أو بالأحرى المذبحة. لقد بدا أن أرواحهم قد إستُهلِكَتْ وقد أُستُنزِفوا تمامًا أثناء محاولتهم الهروب من المنطقة والعودة إلى ديارهم. لقد عبَّروا بوضوح عن رغبتهم في الفرار من هيلموث والعودة إلى مسقط رأسهم، بعيدًا عن هذا المكان الجهنمي.

 

 

“فيرموث، لو قاتلنا معًا، يمكننا الفوز. بينما أتولى المقدمة….حسنا، ما هو الهدف من قول هذا الآن. أنت تعرف ما يجب القيام به أفضل من أي شخص آخر.” قال هامل.

 

 

 

إنها عملية مألوفة. طوال رحلتهم حتى الآن، قاتل هامل دائما مع فيرموث. حدث هذا عندما قتلوا ملك المذبحة الشيطاني، ملك القسوة الشيطاني، وأطفال الغضب. حدث هذا عندما قتلوا كاماش — سيد العمالقة وأكبر وأقوى الملوك السماويين.

سحر سيينا مشابهٌ لسحر التنانين، وهي قوية بما يكفي لإستهداف رؤوس ملوك الشياطين. هذا هو مدى قوتها الآن. لقد وصلت إلى مستواها الحالي بعد أن تجولت في مملكة الشياطين لمدة ستة عشر عامًا وقتلت العديد من الشياطين، بما في ذلك ثلاثةً من ملوك الشياطين.

 

 

“وأنا بخير أيضًا. يمكنني أن أقوم بعمل جيد بمفردي.” قال هامل بلا مبالاة.

 

 

 

ومع ذلك، تمكنت سيينا من رؤية أن أطراف أصابع هامل تهتز، وعند الفحص الدقيق، لاحظت أنها ليست فقط أطراف أصابعه. الأمر غير ملحوظ تقريبًا، لكن جسده كله يهتز. على الرغم من أنه يتجول بتعبيره المعتاد المفرط في الثقة، إلا أنها تمكنت من رؤية بريق من العرق البارد على جبهته.

 

 

إعتقدت أنها أفكار محرجة، مشاهد لم تستطع إخبار الآخرين بها.

إنفصلت الضمادات الملفوفة حول جسده، وكشفت عن جسد مليء بالندوب. هناك ندبة كبيرة على كتفه الأيمن بسبب إصابته بمطرقة الإبادة، بالإضافة إلى عشرات الندوب الأُخرى. لديه الكثير من الجروح التي قاومت حتى سحر انيسيه الإلهي.

في الليالي الطوال، إعتادت أن ترسم صورة غامضة للمستقبل.

 

“هذا صحيح.” وقف هامل ضاحكًا وهو يفك الضمادة من وجهه. “كنت أخطط للتظاهر بالتعب والراحة، ولكن لم أستطِع بسبب مذاق الكحول والعصيدة المقرف. كما قلت، أنا أفضل الآن، لذلك دعونا نتوقف مع هذه المراعاة التي لا داعي لها.”

عرفت سيينا عن سبب كل واحد منهم، لذلك عرفت أنه حصل على حوالي عشرة منهم بينما هو يحميها. لقد فهمت أن إلقاء التعاويذ السحرية القوية يتطلب المزيد من الوقت والتركيز، مما يجعلها عرضة للهجمات. ومع ذلك، كان هامل دائما هناك، يحميها بجسده ويتحمل العبء الأكبر من الضربات الموجهة إليها.

 

 

 

‘لأنني ضعيفة.’

“على الرغم من ذلك، فأنت تواصل شربه.”

ذلك غير صحيح. سيينا قوية. في الواقع، إنها أقوى ساحر في الوقت الحاضر، وحتى بين جميع سحرة الماضي، لا يوجد أي شخص آخر عظيم وقوي مثلها.

 

 

 

سحر سيينا مشابهٌ لسحر التنانين، وهي قوية بما يكفي لإستهداف رؤوس ملوك الشياطين. هذا هو مدى قوتها الآن. لقد وصلت إلى مستواها الحالي بعد أن تجولت في مملكة الشياطين لمدة ستة عشر عامًا وقتلت العديد من الشياطين، بما في ذلك ثلاثةً من ملوك الشياطين.

 

 

 

ومع ذلك، لقد كانت ضعيفة بالفعل قبل ستة عشر عاما. كونها ضعيفة يعني أنها إرتكبت العديد من الأخطاء القاتلة خلال المعارك في ذلك الوقت. لطالما جعلت أخطائها سيينا أقرب إلى الموت، لكن هامل كان دائما هناك للتدخل، ومنع الموت من الوصول إليها.

لا شيء حتمي. بعد كل شيء، لم يعتقد أحدٌ حقًا أنه يمكن أن يُنقَذَ العالم في ذلك الوقت. ومع ذلك، الأمر مختلفٌ الآن. لقد قتلوا بالفعل ثلاثةً من ملوك الشياطين، ولم يتبق سوى إثنين. ما كان يبدو غامضًا وبعيدًا في يوم من الأيام بدأ يصبح مرئيًا في الأفق.

 

في مثل هذه اللحظات بدت انيسيه حقًا قديسة. صلت من أجل الفرسان المهزومين بإبتسامة خيرة وحزنت على رفاقهم القتلى. علاوة على ذلك، لقد شفيت جروحهم أيضًا.

لن تختفي الندوب على جسده أبدًا، وهناك علامات المعارك أيضًا، أشياء لن تعتاد عليها سيينا أبدًا. ومع ذلك، اليوم على وجه الخصوص، أزعجتها الندوب أكثر.

لن تختفي الندوب على جسده أبدًا، وهناك علامات المعارك أيضًا، أشياء لن تعتاد عليها سيينا أبدًا. ومع ذلك، اليوم على وجه الخصوص، أزعجتها الندوب أكثر.

 

 

“إذن، متى سَـنغادر؟” سأل هامل.

“….أنا أتفق مع السير فيرموث.” قالت انيسيه.

 

 

لم ينتبه إلى إرتجافه. أُصيب قلبه، ولم يستطع وضع القوة في عضلاته، على الرغم من حصوله على قسط كبير من الراحة. إنه يعرف السبب رغم ذلك — جسده يتوسل إليه أن يتوقف بعد أن عمل فوق طاقته لمدة ستة عشر عامًا.

جاء الكحول من هؤلاء الفرسان الثلاثة، وعلى الرغم من أنهم لم يقولوا صراحة لماذا يحملونه معهم، إلا أنه يسهل استنتاج نواياهم. من الواضح أن الجنود المهزومين خططوا لإنهاء حياتهم بشرب الخمور القوية بمجرد أن يصبح الخوف واليأس أكثر من اللازم.

 

 

“أنا بخير.” قال هامل بإنزعاج عندما لم يرد أحد “أنا مستعد وأستطيع القتال.”

على الرغم من أنهم رفعوا أكوابهم، إلا أن فيرموث لم ينهي مشروبه بعد. لقد ظل هادئًا طوال الوقت بينما ينظر بإهتمام إلى كوبه، ولم يلمس شرابه.

 

 

لقد توقع أن تظل انيسيه وسيينا صامتَينِ بما أنهما قد حذراه مرات لا تحصى. ومع ذلك، فقد أزعجه حقًا أن الأبله، مولون، ظل ينظر إليه دون قول حرفٍ أيضًا.

 

 

عرفت سيينا أنها لا تستطيع إلقاء اللوم عليهم، لكنها شعرت بإحساس بالكراهية تجاههم. حتى أنها شعرت بالغيرة.

“هامل.” فيرموث هو الذي كسر الصمت.

 

 

“حسنا، لقد قُدِّمَ إلي لآكله، لذلك يجب أن آكله، أليس كذلك؟” قال هامل: “أنا أعرف بالفعل مدى كارثية مهاراتك في الطهي على أي حال.”

على الرغم من أنهم رفعوا أكوابهم، إلا أن فيرموث لم ينهي مشروبه بعد. لقد ظل هادئًا طوال الوقت بينما ينظر بإهتمام إلى كوبه، ولم يلمس شرابه.

إنه غالبًا نوع من التعابير الوقحة.

 

“كم هو لطيف منكِ أن تقولي ذلك. للحظة هناك، إعتقدت أنك فقدت عقلك وبدأتِ تَرَينَ هذا على أنه كحول.” قال هامل ساخرًا.

رفع فيرموث نظرته. شعره الرمادي يبدو كَـبدة الأسد، يليق بإسمه الأخير لايونهارت. تحت حاجبه، تلألأت عيناه الذهبيتان بضوء باهت.

 

 

تنهدت انيسيه وأومأت برأسها. ‘هذا هو الشيء الصحيح.’

قال فيرموث: “أنت سَـتبقى في الخلف.”

عرفت انيسيه حالة هامل أفضل من أي شخص آخر لأنها هي مسؤولة عن علاج المصابين. صحيحٌ أن مولون لديه العديد من الندوب مثل هامل، لكن أجسادهما مختلفة إختلافًا جوهريًا.

 

 

تصلب تعبير هامل، ونظرت سيينا إلى فيرموث بتفاجئ.

تعرف سيينا أكثر من أي شخص آخر أن هذا مجرد حلم بعيد المنال. لم تستطع التصرف بناء على أحلامها الأنانية.

 

لقد تعلموا طرقًا مختلفة لتحسين طعم لحم الشياطين، لكن هذه المرة إختاروا عدم استخدام أي وصفات خاصة. مع محدودية الوقت والموارد، لم يتمكنوا من الإنغماس في عمليات الطهي المعقدة. على كل حال، هذا لا يعني أنهم إضطروا إلى أكل هذه اللحوم كما هي، لذلك أضافوا بعض التوابل البسيطة مثل الملح والفلفل وغيرها لتعزيز نكهة وجبتهم.

تنهدت انيسيه وأومأت برأسها. ‘هذا هو الشيء الصحيح.’

 

عرفت انيسيه حالة هامل أفضل من أي شخص آخر لأنها هي مسؤولة عن علاج المصابين. صحيحٌ أن مولون لديه العديد من الندوب مثل هامل، لكن أجسادهما مختلفة إختلافًا جوهريًا.

لا شيء حتمي. بعد كل شيء، لم يعتقد أحدٌ حقًا أنه يمكن أن يُنقَذَ العالم في ذلك الوقت. ومع ذلك، الأمر مختلفٌ الآن. لقد قتلوا بالفعل ثلاثةً من ملوك الشياطين، ولم يتبق سوى إثنين. ما كان يبدو غامضًا وبعيدًا في يوم من الأيام بدأ يصبح مرئيًا في الأفق.

 

 

يمتلك مولون جسدًا قويًا بشكل لا يصدق، يكفي أن يطلق عليه معجزة الآلهة. حتى المعارك المتهورة المتكررة لم تسبب أي ضرر دائم لجسده. أما بالنسبة لِـفيرموث، فَـنادرا ما يصاب في المعركة، وجسده قادرٌ على تحمل فترات طويلة من القتال دون الحاجة إلى الراحة.

لم تعرف سيينا أي شيء عن ذلك، ولم تهتم أيضًا. حالة هامل غير طبيعية؛ لم تفكر في حالة جسده فقط بل في عقله. لم تفهم سبب إصراره على أن يكون عنيدًا جدًا رغم كونه محطمًا. ألم يتناقشوا مع بعضهم ضاحكين؟ ألم يشاركوا مع بعضهم ما سَـيفعلونه بعد إنقاذ العالم والعودة؟

 

– أريد مُلحَقًا كاملًا لإستخدامه في الدراسة. عندما تغرب الشمس، سَـأضيء الموقد، وأستمر في الدراسة مع ضوء برتقالي دافئ يغمر كُتُبي. جالسةً على كرسي هزاز أقرأ كتابًا، أو ربما أكتب شيئًا ما.

لم ينعم هامل بجسد قوي مثل رفاقه مولون وفيرموث. على الرغم من متانته، إلا أنه ليس قريبًا من مستواهما. ومع ذلك، ما يفتقر إليه في القوة البدنية، عُوِّضَ بِـمهارته في القتال. قدرته القتالية هي التي سمحت له بالبقاء على قيد الحياة لفترة طويلة وصار أحد أكثر أعضاء المجموعة قيمة، في المرتبة الثانية بعد فيرموث.

لن تختفي الندوب على جسده أبدًا، وهناك علامات المعارك أيضًا، أشياء لن تعتاد عليها سيينا أبدًا. ومع ذلك، اليوم على وجه الخصوص، أزعجتها الندوب أكثر.

 

قضموا على اللحم. ربما يكون غير مطبوخ جيدًا بعض الشيء. نتج عن كل مضغة قطرة من الدم القرمزي العميق تنهمر على ذقونهم، هذا اللحم قاسٍ لدرجة أنه جعل أفواههم وعظام وجوههم تتألم من مجرد أكله.

ومع ذلك، وضع الإشتعال عبئًا كبيرًا على قلبه وجوهر الطاقة السحرية خاصته. إنها تقنية دفعت جسده إلى ما هو أبعد مما يتحمله. علاوة على ذلك، عندما توجهوا إلى عمق مملكة الشياطين، صار الأعداء الذين واجهوهم أقوى فقط. على الرغم من تحسن مهارات هامل أيضًا، إلا أنها لا تكفي.

“لا. إنه مثير للاشمئزاز، وليس مناسبًا حقا للشرب.”

 

 

عدد المرات التي إضطر فيها إلى اللجوء للإشتعال، كلما تعمقوا، زاد فقط. لقد ظلوا يتجولون في أراضي الشياطين لمدة ستة عشر عامًا. ومع ذلك، بعد دخول أراضي ملك الحصار الشيطاني قبل ثلاث سنوات، لجأ هامل إلى إستخدام الاشتعال مرات أكثر مما فعل في السنوات الثلاث عشرة السابقة مجتمعة.

في الوقت الحاضر، حبست سيينا أنفاسها وهي تنظر إلى هامل. لم تستطِع تخيل نوع التعبير الذي تُظهِرُه على وجهها الآن.

 

سحر سيينا مشابهٌ لسحر التنانين، وهي قوية بما يكفي لإستهداف رؤوس ملوك الشياطين. هذا هو مدى قوتها الآن. لقد وصلت إلى مستواها الحالي بعد أن تجولت في مملكة الشياطين لمدة ستة عشر عامًا وقتلت العديد من الشياطين، بما في ذلك ثلاثةً من ملوك الشياطين.

نتيجة لذلك، تم تدمير جسد هامل بالكامل تقريبًا. لن يكون غريبًا إذا مات في أي لحظة بسبب توقف قلبه أو إنفجار عروقه. في أسوأ السيناريوهات، سَـينفجر جوهره تمامًا، مما يتسبب في إنفجار جسده جنبًا إلى جنبٍ مع الطاقة السحرية التي تدور في جسده.

 

 

إنها عملية مألوفة. طوال رحلتهم حتى الآن، قاتل هامل دائما مع فيرموث. حدث هذا عندما قتلوا ملك المذبحة الشيطاني، ملك القسوة الشيطاني، وأطفال الغضب. حدث هذا عندما قتلوا كاماش — سيد العمالقة وأكبر وأقوى الملوك السماويين.

“….أنا أتفق مع السير فيرموث.” قالت انيسيه.

 

 

لو أمكن، أرادت الاستسلام والعودة. لقد قتلوا بالفعل ثلاثة ملوك شياطين. لقد قاموا بعمل جيد. حتى لو إضطروا، سَـيعودون إلى هنا لقتل ملكي الشياطين المُتَبَقيَّينِ يومًا ما….في الوقت الحالي، يمكنهم العودة، على الأقل….فقط حتى يلتئم جسد هامل.

هي تعلم أنها لا تستطيع إجباره بالقوة، بمعرفتها لِـهامل. إنها تعلم أن هامل سَـيعتبر هذه التوصية إذلالًا. من الأساس، عرفت انيسيه أن هامل يميل إلى إهمال راحته. ما كان لِـيَدفَعَ نفسه إلى نقطة الإنهيار لو إعتنى بنفسه بشكل أفضل منذ البداية.

قضموا على اللحم. ربما يكون غير مطبوخ جيدًا بعض الشيء. نتج عن كل مضغة قطرة من الدم القرمزي العميق تنهمر على ذقونهم، هذا اللحم قاسٍ لدرجة أنه جعل أفواههم وعظام وجوههم تتألم من مجرد أكله.

 

قال هامل وهو ينظر إلى سيينا: “لا تقلقي بشأن ذلك.”

قال هامل: “لا تعبثوا معي.”

“حسنا، لقد قُدِّمَ إلي لآكله، لذلك يجب أن آكله، أليس كذلك؟” قال هامل: “أنا أعرف بالفعل مدى كارثية مهاراتك في الطهي على أي حال.”

 

 

كما هو متوقع، غَضِبَ هامل. قفز من مقعده وهو يمسك بالسيف بجانبه. متفاجئة، حاولت سيينا الإمساك به، لكن مولون مد يده الكبيرة وأمسكها من كتفها لإيقافها.

 

 

 

“ما الذي تقوله أيها الأحمق!؟” صاحت سيينا.

 

 

 

قال مولون بصوت منخفض: “غَضَبُ هامل معقول.”

 

 

هل تصرفا بإهمال؟ لا، على الإطلاق. كالعادة، ظلت سيينا على أهبة الاستعداد، خاصة بالنظر إلى مكان وجودهم. وينطبق الشيء نفسه على هامل. لم يعتبر هذا أبدًا نزهة، لمجرد أنها مهمة روتينية. لقد فهموا مخاطر مهمتهما الروتينية ولم يقللا من حذرهما أبدًا.

يعلم مولون جيدًا أن جسد هامل على حافة الهاوية، لكنه لم يستطِع أن يتقبل تمامًا كلمات فيرموث.

عرفت سيينا عن سبب كل واحد منهم، لذلك عرفت أنه حصل على حوالي عشرة منهم بينما هو يحميها. لقد فهمت أن إلقاء التعاويذ السحرية القوية يتطلب المزيد من الوقت والتركيز، مما يجعلها عرضة للهجمات. ومع ذلك، كان هامل دائما هناك، يحميها بجسده ويتحمل العبء الأكبر من الضربات الموجهة إليها.

 

هبطت نظرة سيينا على الندبة المائلة التي إمتدت من طرف فك هامل الأيمن إلى عينه اليسرى، وإستمرت حتى جبهته. بدت الندبة جديدة، وهي تعلم أنها حديثة أُصيب بها قبل أيام قليلة فقط. بمجرد رأت عيناها الجرح، شعرت سيينا بقلبها ينبض بتوتر، وبدأ صدرها يضغط على رئتيها.

هامل محارب. إذا رغب في القتال، يجب السماح له بالقتال. إذا مات هامل في المعركة، عرف مولون أنه سَـيندم على إختياره بعدم إيقاف هامل، لكنه شعر أيضًا أنه يجب إحترام رغبات هامل.

 

 

 

لم تعرف سيينا أي شيء عن ذلك، ولم تهتم أيضًا. حالة هامل غير طبيعية؛ لم تفكر في حالة جسده فقط بل في عقله. لم تفهم سبب إصراره على أن يكون عنيدًا جدًا رغم كونه محطمًا. ألم يتناقشوا مع بعضهم ضاحكين؟ ألم يشاركوا مع بعضهم ما سَـيفعلونه بعد إنقاذ العالم والعودة؟

 

لا شيء حتمي. بعد كل شيء، لم يعتقد أحدٌ حقًا أنه يمكن أن يُنقَذَ العالم في ذلك الوقت. ومع ذلك، الأمر مختلفٌ الآن. لقد قتلوا بالفعل ثلاثةً من ملوك الشياطين، ولم يتبق سوى إثنين. ما كان يبدو غامضًا وبعيدًا في يوم من الأيام بدأ يصبح مرئيًا في الأفق.

 

 

عليهم أن يكونوا سعداء. عليهم أن يقضوا بقية حياتهم أكثر سعادة من أي شخص آخر في العالم. كَـأبطال أنقذوا العالم، إنهم يستحقون ذلك أكثر من أي شخص آخر.

عليهم أن يكونوا سعداء. عليهم أن يقضوا بقية حياتهم أكثر سعادة من أي شخص آخر في العالم. كَـأبطال أنقذوا العالم، إنهم يستحقون ذلك أكثر من أي شخص آخر.

وينطبق الشيء نفسه على الخمور. إنها قوية، لكن طعمها بدا كأنه لا شيء. عرفت سيينا السبب — ربما لأن رأسه قد أُفسِد.

 

عرفت سيينا أنها لا تستطيع إلقاء اللوم عليهم، لكنها شعرت بإحساس بالكراهية تجاههم. حتى أنها شعرت بالغيرة.

“إجلس، هامل.”

ومع ذلك، لقد كانت ضعيفة بالفعل قبل ستة عشر عاما. كونها ضعيفة يعني أنها إرتكبت العديد من الأخطاء القاتلة خلال المعارك في ذلك الوقت. لطالما جعلت أخطائها سيينا أقرب إلى الموت، لكن هامل كان دائما هناك للتدخل، ومنع الموت من الوصول إليها.

سيينا ليست سعيدةً الآن. في الواقع، هي خائفة ويائسة. لا شيء دفعته في حلقها له طعم، ولم تسكر بغض النظر عن كم تشرب. شعرت بالخوف من كوابيسها أكثر من تلك التي إبتكرتها ملكة شياطين الليل.

 

 

– أنا لا أحب المنازل الصغيرة.

لم يأتِ إليها النوم، بدأت تخاف النوم. لجأت سيينا إلى تطوير تعويذة لتطهير العقل وإستقراره، حتى أنها حاولت التخلص من خوفها بِـسحر انيسيه الإلهي.

لماذا طلبوا النجاح فيما أخفقوا فيه من سيينا ومجموعتها؟

 

– عندما يحين ذلك الوقت، هامل، سَـتكون بجواري مباشرة، في أقرب مكان إلي.

ومع ذلك، كل محاولاتها وقعت في حلقة مفرغة. حتى لو قامت بتطهير عقلها وإخماد مشاعرها، بمجرد أن تنظر إلى السماء الرمادية وترى قلعة ملك الحصار الشيطاني، يغمرها الخوف مرة أخرى.

هل تصرفا بإهمال؟ لا، على الإطلاق. كالعادة، ظلت سيينا على أهبة الاستعداد، خاصة بالنظر إلى مكان وجودهم. وينطبق الشيء نفسه على هامل. لم يعتبر هذا أبدًا نزهة، لمجرد أنها مهمة روتينية. لقد فهموا مخاطر مهمتهما الروتينية ولم يقللا من حذرهما أبدًا.

 

 

لم تُرِد أن تموت.

 

 

“قاتلنا لأننا لم نتمكن من الهرب. دعينا لا نتحدث عن التفاصيل عديمة الفائدة. كلانا نجا، أليس كذلك؟” قال هامل.

لقد هرب الآخرون بعد أن تركوا كل مسؤولياتهم وراءهم. ترك البعض رغباتهم العالقة كَـإرادة قبل المغادرة، وقد وضعوا جميعا أملهم فيها ورفاقها.

في الليالي الطوال، إعتادت أن ترسم صورة غامضة للمستقبل.

 

 

لماذا طلبوا النجاح فيما أخفقوا فيه من سيينا ومجموعتها؟

“لا. إنه مثير للاشمئزاز، وليس مناسبًا حقا للشرب.”

عرفت سيينا أنها لا تستطيع إلقاء اللوم عليهم، لكنها شعرت بإحساس بالكراهية تجاههم. حتى أنها شعرت بالغيرة.

 

 

ثلاثة أعضاء فقط من مجموعتهم نجوا من المعركة….أو بالأحرى المذبحة. لقد بدا أن أرواحهم قد إستُهلِكَتْ وقد أُستُنزِفوا تمامًا أثناء محاولتهم الهروب من المنطقة والعودة إلى ديارهم. لقد عبَّروا بوضوح عن رغبتهم في الفرار من هيلموث والعودة إلى مسقط رأسهم، بعيدًا عن هذا المكان الجهنمي.

لو أمكن، أرادت الاستسلام والعودة. لقد قتلوا بالفعل ثلاثة ملوك شياطين. لقد قاموا بعمل جيد. حتى لو إضطروا، سَـيعودون إلى هنا لقتل ملكي الشياطين المُتَبَقيَّينِ يومًا ما….في الوقت الحالي، يمكنهم العودة، على الأقل….فقط حتى يلتئم جسد هامل.

لا شيء حتمي. بعد كل شيء، لم يعتقد أحدٌ حقًا أنه يمكن أن يُنقَذَ العالم في ذلك الوقت. ومع ذلك، الأمر مختلفٌ الآن. لقد قتلوا بالفعل ثلاثةً من ملوك الشياطين، ولم يتبق سوى إثنين. ما كان يبدو غامضًا وبعيدًا في يوم من الأيام بدأ يصبح مرئيًا في الأفق.

 

عدد المرات التي إضطر فيها إلى اللجوء للإشتعال، كلما تعمقوا، زاد فقط. لقد ظلوا يتجولون في أراضي الشياطين لمدة ستة عشر عامًا. ومع ذلك، بعد دخول أراضي ملك الحصار الشيطاني قبل ثلاث سنوات، لجأ هامل إلى إستخدام الاشتعال مرات أكثر مما فعل في السنوات الثلاث عشرة السابقة مجتمعة.

قالت سيينا: “لا يمكنك حتى القتال بشكل صحيح.”

– عليكَ أن تكونَ كما أنتَ. بعد تعرق كَـالمجنون وأنتَ تتدرب مع جميع أنواع الأسلحة، ثم تسير لتأتي إلى الدراسة بعد الإغتسال، تهز شعرك الرطب. سَـأُؤنِبُكَ على موقفك اللامبالي ولكن في نهاية المطاف سَـأضحك على نكاتكَ التافهة.

 

 

تعرف سيينا أكثر من أي شخص آخر أن هذا مجرد حلم بعيد المنال. لم تستطع التصرف بناء على أحلامها الأنانية.

يعلم مولون جيدًا أن جسد هامل على حافة الهاوية، لكنه لم يستطِع أن يتقبل تمامًا كلمات فيرموث.

 

لقد تعلموا طرقًا مختلفة لتحسين طعم لحم الشياطين، لكن هذه المرة إختاروا عدم استخدام أي وصفات خاصة. مع محدودية الوقت والموارد، لم يتمكنوا من الإنغماس في عمليات الطهي المعقدة. على كل حال، هذا لا يعني أنهم إضطروا إلى أكل هذه اللحوم كما هي، لذلك أضافوا بعض التوابل البسيطة مثل الملح والفلفل وغيرها لتعزيز نكهة وجبتهم.

لا يزال هناك ملكا شياطين متبقيان، وطالما هما على قيد الحياة، سَـيواصل العالم الغرق في الفوضى. الشياطين والوحوش الشيطانية سَـتقتل البشر، والمرض الشيطاني سَـيقتل الجان.

 

 

حدث الأمر ذاته عندما واجهوا شفرة الحصار، لكن لسوء الحظ، كانت سيينا وهامل لوحدهما هناك — الإثنان، بدون فيرموث أو مولون أو انيسيه.

يجب على سيينا أن تنتقم للجان القتلى.

 

 

 

تابعت: “سَـتعترض طريقنا فقط إذا أتيت.”

عدد المرات التي إضطر فيها إلى اللجوء للإشتعال، كلما تعمقوا، زاد فقط. لقد ظلوا يتجولون في أراضي الشياطين لمدة ستة عشر عامًا. ومع ذلك، بعد دخول أراضي ملك الحصار الشيطاني قبل ثلاث سنوات، لجأ هامل إلى إستخدام الاشتعال مرات أكثر مما فعل في السنوات الثلاث عشرة السابقة مجتمعة.

 

 

لم ترغب سيينا في الموت، لذا فَـهي لن تفعل. لم تشعر بالسعادة، لذلك….يومًا ما سَـتجد السعادة. لماذا الطعام بلا طعم؟ ذلك لأنه حقًا بلا طعم، مثل براز الكلاب. لكن أيضًا لأن التوتر بدأ يصل إلى عقلها. في النهاية، كل شيء سَـيحل نفسه بمجرد أن يقتلوا كل ملوك الشياطين.

جاء الكحول من هؤلاء الفرسان الثلاثة، وعلى الرغم من أنهم لم يقولوا صراحة لماذا يحملونه معهم، إلا أنه يسهل استنتاج نواياهم. من الواضح أن الجنود المهزومين خططوا لإنهاء حياتهم بشرب الخمور القوية بمجرد أن يصبح الخوف واليأس أكثر من اللازم.

 

لا شيء حتمي. بعد كل شيء، لم يعتقد أحدٌ حقًا أنه يمكن أن يُنقَذَ العالم في ذلك الوقت. ومع ذلك، الأمر مختلفٌ الآن. لقد قتلوا بالفعل ثلاثةً من ملوك الشياطين، ولم يتبق سوى إثنين. ما كان يبدو غامضًا وبعيدًا في يوم من الأيام بدأ يصبح مرئيًا في الأفق.

إختتمت سيينا حديثها قائلة: “لذا، هامل، إنتظر هنا.”

 

 

 

يجب أن يبقى خمستهم على قيد الحياة. هامل هو الأقرب إلى الموت الآن، وجسده ليس في حالة جيدة. من الطبيعي أن يبقى في الخلف. حتى لو لم يوافق هامل على ذلك، عرفت سيينا أنه يجب أن يفعل.

 

 

يجب أن يبقى خمستهم على قيد الحياة. هامل هو الأقرب إلى الموت الآن، وجسده ليس في حالة جيدة. من الطبيعي أن يبقى في الخلف. حتى لو لم يوافق هامل على ذلك، عرفت سيينا أنه يجب أن يفعل.

السعادة التي حلمت بها هي أن يعيش الجميع.

 

 

ومع ذلك، فقد فوجئا بلقائهما مع غافيد. عين المجد الإلهي الشيطانية، التي سمعوا عنها فقط في الشائعات، سمحت لغافيد بالتسلل إليهم. على الرغم من حواس هامل الحادة وسِحر سيينا القوي، إلا أن احتياطاتهم فشلت تماما في ردع تحركات غافيد.

– أنا لا أحب المنازل الصغيرة.

لو أمكن، أرادت الاستسلام والعودة. لقد قتلوا بالفعل ثلاثة ملوك شياطين. لقد قاموا بعمل جيد. حتى لو إضطروا، سَـيعودون إلى هنا لقتل ملكي الشياطين المُتَبَقيَّينِ يومًا ما….في الوقت الحالي، يمكنهم العودة، على الأقل….فقط حتى يلتئم جسد هامل.

 

إلتقت عيناه بعيني سيينا وأعطاها غمزة مرحة بعينه المرئية من خلال ضمادته.

في الليالي الطوال، إعتادت أن ترسم صورة غامضة للمستقبل.

“….أنا أتفق مع السير فيرموث.” قالت انيسيه.

 

“هامل.” فيرموث هو الذي كسر الصمت.

– أُفَضِّلُ قصرًا كبيرًا.

 

 

 

إعتقدت أنهم سَـيجدونه يومًا ما.

قالت سيينا: “لا يمكنك حتى القتال بشكل صحيح.”

 

قالت انيسيه: “لقد عرضته عليك حتى نتمكن من تذوقه معا، لكن يبدو أنك لست بحاجة إلى أي مراعاة، هامل.”

– مكان محاط بالكثير من الأشجار. مكان مع الهواء النقي، حيث السماء عالية وزرقاء. مكان مليء بالنجوم في الليل. أرض ذات رياح لطيفة بدلًا من رياح مالحة.

“حسنا، لقد قُدِّمَ إلي لآكله، لذلك يجب أن آكله، أليس كذلك؟” قال هامل: “أنا أعرف بالفعل مدى كارثية مهاراتك في الطهي على أي حال.”

 

 

إعتقدت أنها أفكار محرجة، مشاهد لم تستطع إخبار الآخرين بها.

 

 

لو أمكن، أرادت الاستسلام والعودة. لقد قتلوا بالفعل ثلاثة ملوك شياطين. لقد قاموا بعمل جيد. حتى لو إضطروا، سَـيعودون إلى هنا لقتل ملكي الشياطين المُتَبَقيَّينِ يومًا ما….في الوقت الحالي، يمكنهم العودة، على الأقل….فقط حتى يلتئم جسد هامل.

– أريد مُلحَقًا كاملًا لإستخدامه في الدراسة. عندما تغرب الشمس، سَـأضيء الموقد، وأستمر في الدراسة مع ضوء برتقالي دافئ يغمر كُتُبي. جالسةً على كرسي هزاز أقرأ كتابًا، أو ربما أكتب شيئًا ما.

“حسنا، لقد قُدِّمَ إلي لآكله، لذلك يجب أن آكله، أليس كذلك؟” قال هامل: “أنا أعرف بالفعل مدى كارثية مهاراتك في الطهي على أي حال.”

 

 

تساءلت كم سَـيكون عمرها حينها.

ضحكت سيينا دون أن تدرك ذلك وفكرت، ‘يا له من أحمق.’

 

في النهاية، فشلوا في رؤية نجاح مهمتهم حتى النهاية وإختاروا التراجع. لقد غمرهم الخوف واليأس، وإتخذوا قرارًا بالتخلي عن سعيهم لإنقاذ العالم والعودة بدلًا من ذلك إلى حياتهم السابقة.

– عليكَ أن تكونَ كما أنتَ. بعد تعرق كَـالمجنون وأنتَ تتدرب مع جميع أنواع الأسلحة، ثم تسير لتأتي إلى الدراسة بعد الإغتسال، تهز شعرك الرطب. سَـأُؤنِبُكَ على موقفك اللامبالي ولكن في نهاية المطاف سَـأضحك على نكاتكَ التافهة.

 

 

 

بينما هامل يقف في مهمة المراقبة، إسترقت سيينا النظرات إلى هامل وتقفز في كل مرة متفاجئة كلما إلتقت أعينهما.

 

 

 

– في بعض الأحيان، سَـنغرق في ذكرياتنا أثناء التخييم في الخارج. سَـنتصل بِـانيسيه، مولون وفيرموث، نجلس كَـالعجائز نضحك طوال الليل مع حنين إلى قصص الماضي.

 

 

 

لم تستطِع النوم لذا قررت أن تبقى مستيقظة لأنه سَـيكون وقت مناوبتها قريبًا على أي حال. 

– عليكَ أن تكونَ كما أنتَ. بعد تعرق كَـالمجنون وأنتَ تتدرب مع جميع أنواع الأسلحة، ثم تسير لتأتي إلى الدراسة بعد الإغتسال، تهز شعرك الرطب. سَـأُؤنِبُكَ على موقفك اللامبالي ولكن في نهاية المطاف سَـأضحك على نكاتكَ التافهة.

 

 

– عندما يحين ذلك الوقت، هامل، سَـتكون بجواري مباشرة، في أقرب مكان إلي.

 

 

 

في الوقت الحاضر، حبست سيينا أنفاسها وهي تنظر إلى هامل. لم تستطِع تخيل نوع التعبير الذي تُظهِرُه على وجهها الآن.

 

 

“ما الذي تقوله أيها الأحمق!؟” صاحت سيينا.

– لا أستطيع أن أتخيل مستقبلي وسعادتي، بدونك.

“الطعم لا يجامل حتى المرضى. انيسيه، الجميع يعرف أنكِ تحبين الكحول، لكن لا يمكنك حقًا تسمية هذا بالكحول، هل تستطيعين؟” تابع هامل.

 

 

إنه غالبًا نوع من التعابير الوقحة.

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط