نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 273

قصة - فصل جانبي (4)

قصة - فصل جانبي (4)

الفصل 273: قصة – فصل جانبي (4)

 

تقع القلعة الهائلة لملك الحصار الشيطاني داخل جبال الحريش العملاق، تشبه قممها الملتوية الجسم المنزلق لحشرة وحشية. علاوة على ذلك، فإن الجبال تتلوى في الواقع مثل الكائنات الحية. مثل الحارس الساهر، تعمل سلسلة الجبال بمثابة حاجز طبيعي، تحرس معقل ملك الشياطين وتحبس أي شخص يجرؤ على عبور تضاريسها الغادرة. لم تحمي الجدران العالية التي أحاطت بالقلعة ملك الشياطين فحسب، بل ضمنت أيضًا أن أي متسللين يغامرون في أعماق الجبل القاتل سَـيواجهون موتا سريعًا بلا رحمة.

 

 

قوة الضباب الأسود لا مثيل لها. بلغ عدد الفرسان في هذا التنظيم العسكري الثلاثمائة، وقد حصلوا على شعار كابوس هيلموث. عدد لا يحصى من الجيوش وأوامر الفرسان التي تجرأت على تحدي قلعة ملك الحصار الشيطاني قد لقيت نهايتها على يد الضباب الأسود المخيف، ولم تترك أي ناجين لِـيرووا الحكاية.

بمجرد أن يعبر المرء جبال الحريش العملاق الهائلة والمخيفة، ستبدو السماء أعلاه مختلفة، ويتغير شكلها بسبب الهالة الساحقة لملك الحصار الشيطاني. حيث تنتشر قوتهُ الهائلة تدريجيًا عبر العالم من حوله، ويرسمها بألوانه الخاصة مُعلِنًا قوته المرعبة لأي شخص يقترب.

 

 

 

ما وراء الجبال الحريش العملاق، لا يوجد ليلٌ أو نهار. لم تستطع الشمس الحارقة إختراق حجاب الظلام الذي يلف السماء فوق ملك الحصار الشيطاني، وحتى أكثر الليالي سوادًا لم تستطع منافسة الظلال القمعية التي ألقتها القوة المظلمة لملك الشياطين.

 

 

“لقد إنتهى الأمر. سيينا الغبية! على الرغم من أنك دائمًا ما توبخين مولون وهامل، إلا أنكِ لا تختلفين عنهما. هل تم إستنزافُكِ مرةً أُخرى؟” سألت انيسيه.

لم يوجد شروق ولا غروب تحت تلك السماء الرمادية. هناك فقط الأرض الحمراء، السهول الحمراء والشيء الآخر الوحيد الذي يمكن العثور عليه هناك هو ضبابٌ أسود باهت.

في هذه الأثناء، واصلت سيينا مراقبة هامل وفيرموث أثناء دفعهما لقائد العدو. كلما رأت أن هناك فرصة، هاجمت غافيد بسحرها.

 

 

هذا الضباب الأسود هو سلاح فرسان مكون من الشياطين برئاسة غافيد ليندمان، شفرة الحصار وأتباع ملك الحصار الشيطاني. من أجل الوصول إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني، يجب على المرء أن يعبر السهول الحمراء، معسكر الضباب الأسود.

إنه أمر معروف أن عين المجد الإلهي الشيطانية قد مُنِحتْ إلى غافيد ليندمان من قبل ملك الحصار الشيطاني مباشرة.

 

بين بحر الجثث التي لا حياة لها، برز وجه واحد — وجه فارس واجهته المجموعة قبل عبور الجبال. إنه واحدٌ من الفرسان الثلاثة المحطمين الذين صادفوهم، ذات الأشخاص الذين ناشدوهم بعيون باكية لهزيمة ملك الشياطين وقدموا لهم الكحول الذي لا طعم له.

قوة الضباب الأسود لا مثيل لها. بلغ عدد الفرسان في هذا التنظيم العسكري الثلاثمائة، وقد حصلوا على شعار كابوس هيلموث. عدد لا يحصى من الجيوش وأوامر الفرسان التي تجرأت على تحدي قلعة ملك الحصار الشيطاني قد لقيت نهايتها على يد الضباب الأسود المخيف، ولم تترك أي ناجين لِـيرووا الحكاية.

 

 

 

على الرغم من التدفق اللامتناهي على ما يبدو للتقارير اليائسة، هناك من رفض التخلي عن الأمل. بينما تم دفع البعض إلى الفرار خوفًا، ظل آخرون صامدين، مقتنعين بأن تضحياتهم سَـتُلهِمُ الآخرين لحمل السلاح ومواصلة القتال — حتى لو عنى ذلك أنهم هم أنفسهم سَـيسقطون في ساحة المعركة بِـسيوف مغروسة في أجسادهم. إختار هؤلاء الشجعان رفض الهرب وقرروا التضحية بحياتهم من أجل بصيص أمل.

“لا بأس.” أكد هامل بإبتسامة.

 

غُطيَّ بدماء الشياطين الذين ذبحهم وكذلك الدم المتدفق من جروحه. شعرت سيينا بالدماء تبلل رداءها وهي تشد قبضتها على ياقة رداء هامل.

‘آه.’

 

بين بحر الجثث التي لا حياة لها، برز وجه واحد — وجه فارس واجهته المجموعة قبل عبور الجبال. إنه واحدٌ من الفرسان الثلاثة المحطمين الذين صادفوهم، ذات الأشخاص الذين ناشدوهم بعيون باكية لهزيمة ملك الشياطين وقدموا لهم الكحول الذي لا طعم له.

 

 

 

الجزء العلوي من جسم الفارس ملقى وسط الجثث، منفصلًا عن بقية جسده. ومع ذلك، فإن التعبير على وجهه ليس تعبيرًا يدل على الكَربِ أو الإستياء. بدا الأمر كما لو أن حياته قد إنتهت قبل أن تتاح له الفرصة للرد. ومع ذلك، لم تستطِع سيينا تحمل التفكير في مثل هذه النهاية القاتمة والمخيفة.

لم يصدر أي صوت. لم يحدث إنفجار ولا هدير، لا شيء. تمامًا هكذا، إختفى النيزك الضخم. تعثرت سيينا في الهواء، غير قادرة على تصديق ما حدث للتو.

 

تلت سيينا التعويذات بعيون هامدة. جفت شفتاها وتمزقت، مما تسبب في تقطر الدم من شفتيها، لكنها لم تتوقف عن إلقاء التعاويذ بينما تتعثر إلى الأمام.

تساءلت لماذا إلتقى هذا الفارس بنهايته هنا بعد أن أعرب عن رغبته في مغادرة هيلموث والعودة إلى مسقط رأسه. وأين الفارسان الآخران اللذان واجهتهما المجموعة معه؟ هل غيروا رأيهم، أو تصرف هذا الفارس بمفرده وقرر مواجهة ملك الشياطين؟

 

هناك رمزٌ خام محفور على درع الصدر المجعد للفارس، وهو شعار نبالة يصور أسدًا. إنهُ رمزٌ صار يُمَثِّلُ فيرموث لايونهارت في مرحلة ما.

 

 

“لكن—”

“آآآآآآه!”

 

ملأت الصيحات الصاخبة محيط سيينا. هناك الآن أكثر من ألف فارس وجندي يسيرون على السهول الحمراء، مع نقش رمز الأسد على صدور كل من يتقدمون للأمام.

 

 

ملأت الصيحات الصاخبة محيط سيينا. هناك الآن أكثر من ألف فارس وجندي يسيرون على السهول الحمراء، مع نقش رمز الأسد على صدور كل من يتقدمون للأمام.

عند سماع أن فيرموث، البطل، يقود مجموعةً إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني، إحتشد المحاربون. على الرغم من أن دروعهم صدئة ومهترئة، فقد قاموا بتزيينها بشعار أسد وإنضموا إلى فيرموث ورفاقه لعبور جبال الحريش الغادرة. الآن، هم يتجهون بتهور نحو الضباب الأسود، الذي وقف في طريقهم على السهول الحمراء.

كواااااااااااا!

 

 

ركضت الطليعة إلى وفاتهم فقط. إتضح أن الضباب الأسود قوي لا بل أقوى مما إدعت الشائعات. لم يتسلح الفرسان البشريون بشكل صحيح، ولم يتمكنوا من فعل أكثر من مجرد العمل كدروع بشرية، وتحمل ضربة من الشياطين قبل السقوط أمواتًا.

 

 

 

ومع ذلك، الضباب الأسود ليس العقبة الوحيدة التي واجهها المحاربون. ظهر عدد لا يحصى من الوحوش الشيطانية من القلعة ولَحِقَتْ بالضباب الأسود، مما زاد من قوى الصد الساحقة بالفعل. ومع ذلك، على الرغم من الخسائر الحتمية التي لا يمكن تعويضها، إلا أن وفاة زملائهم المحاربين غذت فقط تصميم الناجين. صاروا في وقت قصير أكثر هياجًا وعزمًا على القتال.

“نعم، خمسة.” تمتم هامل وهو جالس على جسد وحش شيطاني.

 

 

لم يخف الفرسان والجنود لأنهم يعرفون أن تضحياتهم لن تذهب سدى. حيث أن البطل، فيرموث لايونهارت، موجود بينهم يقود المقدمة ويعزز أرواحهم وهو يرفع السيف المقدس اللامع عاليًا فوق رأسه.

“أما عن أضرارنا….بإختصار، نجا حوالي مائتي شخص. أقل من مائة، لو إستبعدنا أولئك الذين نجوا بالكاد، ولكن نعم، المهم هو أنهم ما زالوا على قيد الحياة.” تابعت انيسيه.

 

 

علاوة على ذلك، هم لا يتبعون فيرموث فقط. في الواقع، أتى جميع رفاقه الأربعة إلى جانبه، يقاتلون إلى جانب الفرسان والجنود وهم ينطلقون إلى الأمام.

بدت محبطة وهي تعض شفتيها.

 

تدفق الدم بحرية من شفاه أولئك الذين يرددون التعاويذ. عملوا على توجيه النيزك بينما يغلفونه بالعشرات من تعاويذ الهجوم.

إنطلق مولون إلى الأمام، جسده منيع ضد الشفرات الحادة للضباب الأسود. تردد صدى عوائه في ساحة المعركة وهو يلوح بفأسه ومطرقته، ويسحق جثث الشياطين ويشتت الضباب. عزمه على حماية رفاقه غذى أفعاله حتى رغم تساقط من حوله بسرعة.

“كيف هو مولون؟” سألت سيينا.

 

بدأت الترتيل، وفي كل مرة تتحرك فيها شفتيها، تتشكل كميات هائلة من حلقات الطاقة السحرية في جسد سيينا. سرعان ما تشكلت تسع حلقات في المجموع، وتداخلت في حلقة واحدة كبيرة.

تبع هامل خلفه مباشرة. تمامًا كما فعل في جميع المعارك السابقة، وقف هامل بجانب فيرموث وتزامن معه. حتى في خضم المعركة الفوضوية، شارك كل من هامل وفيرموث في المذبحة غير المقيدة من جانب واحد.

توهجت عيناه باللون الأحمر القرمزي، وإنفجرت سلسلة الرصاص السحري وإختفت.

 

“آه….”

‘لم يستخدم الاشتعال….يا له من أمر مريح.’ فكرت سيينا.

على الرغم من أن ساحة المعركة قد وقعت في حالة فوضى كاملة، إلا أن هجوم سيينا السحري تحرك بدقة وضرب فرسان الشياطين فقط. تم ذبح فرسان الضباب الأسود الأضعف بالجملة بعد أن ضربهم الرصاص السحري، وأغرقت دماء أكثر من مائة وحش شيطاني السهول حيث طُحِنوا وتحولوا إلى أشكال لا يمكن التعرف عليها.

 

لم يخف الفرسان والجنود لأنهم يعرفون أن تضحياتهم لن تذهب سدى. حيث أن البطل، فيرموث لايونهارت، موجود بينهم يقود المقدمة ويعزز أرواحهم وهو يرفع السيف المقدس اللامع عاليًا فوق رأسه.

وجدت إرتياحا مؤقتا في حقيقة أنه مع وجود الكثير من الناس الذين يقاتلون من جانبهم، تم تقليل العبء الملقى على عاتق هامل بشكل كبير. كانت هذه هي إحدى رغبات هؤلاء الفرسان المرافقين للأبطال.

“يجب أن نذهب معا من البداية إلى النهاية.” قال فيرموث: “إذا شعرت أنك سَـتنهار في المنتصف، فلا تجبر نفسك وإعتمد علينا.”

 

 

لقد جاءوا ليضحوا بحياتهم من أجل البطل، فيرموث، ورفاقه للتأكد من أنهم لن يتعرضوا لأضرار كبيرة في طريقهم لإسقاط ملك الحصار الشيطاني. سَـيساعد المحاربون البطل ومجموعته على أن يكونوا في أفضل حالة ممكنة، حتى لو كلف ذلك الفرسان والجنود حياتهم في النهاية.

مجرد إلتقاء نظرتها مع ملك الحصار الشيطاني جعل سيينا تشعر كما لو أن عقلها سَـينهار. أصاب جسدها صداعٌ حاد كاد يفقدها الوعي، وإنهار جسدها.

 

‘لم يستخدم الاشتعال….يا له من أمر مريح.’ فكرت سيينا.

فوقهم، أشرق شعاع لامع من الضوء في السماء، على الرغم من غياب الشمس. نظرت سيينا لأعلى ورأت انيسيه تصلي بينما هي محاطة بالكهنة المصابين. تم توجيه قوتهم الإلهية إلى انيسيه، التي أطلقت العنان لقدرات خارقة يستحيل على الآخرين تكرارها.

سرعان ما شفى الضوء المتدفق إصابات حلفاء المجموعة وحول الخوف المتلألئ في أعينهم، والذي عكس شفرات أعدائهم، إلى شجاعة. قام الضوء بتنشيط الأجسام المتعبة ودفع الضباب الأسود إلى الوراء بالسيف المقدس بينما يعوض القوة المظلمة للشياطين. بالإضافة إلى ذلك، تم تنقية الشياطين الذين تم تفريق قوتهم المظلمة بمجرد تعرضهم للضوء.

 

“آآآآآآه!”

سرعان ما شفى الضوء المتدفق إصابات حلفاء المجموعة وحول الخوف المتلألئ في أعينهم، والذي عكس شفرات أعدائهم، إلى شجاعة. قام الضوء بتنشيط الأجسام المتعبة ودفع الضباب الأسود إلى الوراء بالسيف المقدس بينما يعوض القوة المظلمة للشياطين. بالإضافة إلى ذلك، تم تنقية الشياطين الذين تم تفريق قوتهم المظلمة بمجرد تعرضهم للضوء.

مجرد إلتقاء نظرتها مع ملك الحصار الشيطاني جعل سيينا تشعر كما لو أن عقلها سَـينهار. أصاب جسدها صداعٌ حاد كاد يفقدها الوعي، وإنهار جسدها.

 

 

“السيدة سيينا! إنه جاهز!” جاءت صيحة من وراء سيينا.

 

 

“لكن—”

نظرت سيينا إلى الوراء وأومأت برأسها وهي تمسك آكاشا بكلتا يديها.

 

 

رأت انيسيه تلهث وتتنفس بصعوبة. تفوح منها أيضًا رائحة الدماء.

بعد أن إرتفعت عاليًا عن الأرض، نظرت سيينا إلى الأسفل. رأت، في أحسن الأحوال، العشرات من الناجين من فيلق آروث السحري بالإضافة إلى سحرة القتال من دول مختلفة….لكن سيينا لم تستطِع إعتبار أي منهم على أنه ساحر فائق حقيقي.

 

 

قالت سيينا: “أنت تكذب.”

ومع ذلك، لا يهم. لقد فعَّلتْ التعويذة مسبقًا وأعدَّت كل شيء، من تطوير التعويذة إلى التنسيق. ما الذي يهم حتى لو لم يكن هناك سوى العشرات من السحرة أو حتى لو لم يكن أيٌّ منهم ساحرًا؟ سيينا وحدها أعظم من مئات السحرة مجتمعين.

 

 

قالت سيينا: “….لكن الأمر كان يستحق المحاولة.”

بدأت الترتيل، وفي كل مرة تتحرك فيها شفتيها، تتشكل كميات هائلة من حلقات الطاقة السحرية في جسد سيينا. سرعان ما تشكلت تسع حلقات في المجموع، وتداخلت في حلقة واحدة كبيرة.

بدأت السماء تتشوه، وبدأت كرة مصطنعة من الكتلة والوزن الساحقين في الهبوط على الأرض، سُحِقَتْ السماء الملبدة بالغيوم تحتها. إنه نيزك. إنه ليس نيزكًا سُحِبَ من الفضاء الخارجي، ولكنه كتلة ذات أبعاد هائلة، كافية لمسح بلد أو حتى حضارة بأكملها من الخريطة.

 

ما وراء الجبال الحريش العملاق، لا يوجد ليلٌ أو نهار. لم تستطع الشمس الحارقة إختراق حجاب الظلام الذي يلف السماء فوق ملك الحصار الشيطاني، وحتى أكثر الليالي سوادًا لم تستطع منافسة الظلال القمعية التي ألقتها القوة المظلمة لملك الشياطين.

“آه….” نظر السحرة على الأرض إلى سيينا بنظرات تقديرية.

 

 

 

لم يعرفوا بالضبط كيف شكلت سيينا تعويذاتها، لكنهم يعلمون أنه لا يمكن لأي منهم أن يأمل في الوصول إلى الحالة المتعالية التي وصلت إليها سيينا ميردين. لم يعرف السحرة متى سَـتنتهي الحرب مع الشياطين، ولكن، هناك شيء واحد واضح فيما يتعلق بسيينا. سيتم نقش إسمها بإعتبارها أكبر وأوضح حضور في تاريخ السحر، وسَـيكون إسم سيينا ميردين بمثابة نقطة تحول للسحرة ككل.

 

 

 

حتى لو إنتهى الأمر بفوز الشياطين في الحرب وتم القضاء على جميع الوجود الآخر، فلن يتمكن الشياطين من إستبعاد إسم سيينا ميردين عندما يشيرون مرة أخرى إلى دراسة السحر في المستقبل.

 

 

 

إذا إنتصرت القارة في الحرب، فإن سحرة القارة المستقبلية — أو بالأحرى، جميع السحرة في المستقبل — سَـيهدفون للوصول إلى مستوى سيينا ميردين.

“حسنًا، لا أعرف من أين أبدأ….تم قطع ذراعيه حوالي أربع مرات، وفقد الجزء السفلي من جسده بالكامل مرة واحدة. آه، هذا لا يشمل إصابات ساقيه.” أوضحت انيسيه.

 

ومع ذلك، لا يهم. لقد فعَّلتْ التعويذة مسبقًا وأعدَّت كل شيء، من تطوير التعويذة إلى التنسيق. ما الذي يهم حتى لو لم يكن هناك سوى العشرات من السحرة أو حتى لو لم يكن أيٌّ منهم ساحرًا؟ سيينا وحدها أعظم من مئات السحرة مجتمعين.

تم الإنتهاء من التعويذة، وبدأ مطر الموت في النزول. تدفقت مئات الرصاصات الصغيرة مثل زخات الشهب.

 

 

 

لكن الرصاص الذي نزل ليس بالشيء البسيط. تم بناء كل قطرة من مطر الموت بعناية وبتركيزات عالية من الطاقة السحرية، مكثفة إلى أقصى حد لها. سوف تخترق مقذوفات الطاقة السحرية القوة المظلمة التي تحمي الشياطين، وكذلك دروعهم، قبل أن تتجذر داخل قلوبهم وتنفجر.

وأضاف: “إنهم محاربون. سوف يحموننا، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم.”

 

إنبعث الظلام من القلعة الشاهقة لملك الحصار الشيطاني. بدا الظلام وكأنه يتشكل في حجاب يحيط بالقلعة، ثم تجمع في نقطة واحدة أعلى أحد الأبراج. تحرك الظلام مثل سلسلة سوداء عملاقة قبل الإلتفاف حول النيزك الساقط.

على الرغم من أن ساحة المعركة قد وقعت في حالة فوضى كاملة، إلا أن هجوم سيينا السحري تحرك بدقة وضرب فرسان الشياطين فقط. تم ذبح فرسان الضباب الأسود الأضعف بالجملة بعد أن ضربهم الرصاص السحري، وأغرقت دماء أكثر من مائة وحش شيطاني السهول حيث طُحِنوا وتحولوا إلى أشكال لا يمكن التعرف عليها.

 

 

“لقد فعَّلتُهُ للحظات وجيزة فقط، لذلك لم يحدث شيء من الأساس. بالكاد يوجد أي إرتداد.” تذمر هامل، وهو ينقر على جبهتها بإصبعه. “لماذا لا تقلقين على نفسك بدلًا مني، هاه؟ قلتُ لكِ أمس، ألم أفعل؟ لا تستهدفي القلعة. ملك الحصار الشيطاني ليسَ أحمقًا، كيف إفترضتِ بالضبط أنه سيترك نيزكًا يسقط على قلعته؟”

“سيينا الكارثة—!” تشوه تعبير غافيد وهو يقود الضباب الأسود.

الجزء العلوي من جسم الفارس ملقى وسط الجثث، منفصلًا عن بقية جسده. ومع ذلك، فإن التعبير على وجهه ليس تعبيرًا يدل على الكَربِ أو الإستياء. بدا الأمر كما لو أن حياته قد إنتهت قبل أن تتاح له الفرصة للرد. ومع ذلك، لم تستطِع سيينا تحمل التفكير في مثل هذه النهاية القاتمة والمخيفة.

 

 

توهجت عيناه باللون الأحمر القرمزي، وإنفجرت سلسلة الرصاص السحري وإختفت.

قلصت سيينا يديها المرتجفتَين بصمت وأدارت رأسها.

 

“….سَـيكون من الأفضل لنا أن نذهب بمفردنا بدلًا من أن يذهب الجميع. يمكننا نحن الخمسة القتال في أي موقف، وسَـنكون قادرين على الإعتناء ببعضنا البعض أيضًا.”

ومع ذلك، لم تنتهي سيينا بعد. تسارع ترتيل تعويذتها بينما تتلألأ عيناها المحتقنتان بالدماء. ردت آكاشا عليها بإصدار ضوء لامع، وواكبها السحرة على الأرض بشكل يائس على الرغم من تدفق الدم بحرية من جميع فتحات وجوههم.

نظر فيرموث إلى هامل لفترة ثم أومأ برأسه.

 

 

بدأت السماء تتشوه، وبدأت كرة مصطنعة من الكتلة والوزن الساحقين في الهبوط على الأرض، سُحِقَتْ السماء الملبدة بالغيوم تحتها. إنه نيزك. إنه ليس نيزكًا سُحِبَ من الفضاء الخارجي، ولكنه كتلة ذات أبعاد هائلة، كافية لمسح بلد أو حتى حضارة بأكملها من الخريطة.

إنه أمر معروف أن عين المجد الإلهي الشيطانية قد مُنِحتْ إلى غافيد ليندمان من قبل ملك الحصار الشيطاني مباشرة.

 

 

كواااااااااااا!

دوى انفجار من الجانب البعيد من ساحة المعركة، وإرتفع المون لايت الغامض في السماء. لجأ فيرموث إلى إستخدام سيف المون لايت.

عندما بدأ النيزك في الهبوط، نظر غافيد ليندمان والضباب الأسود إلى السماء بنظرة رعب على وجوههم. حتى مع وجود سيينا الكارثة وانيسيه الجحيم هنا، سَـيكون من المستحيل على أي شخص البقاء على قيد الحياة إذا تحطم نيزك بهذا الحجم على الأرض. سَـيُقضى على الجميع، الحلفاء أو الأعداء.

 

 

فووش….!

“جلالتك!” صاح غافيد.

 

 

مجرد إلتقاء نظرتها مع ملك الحصار الشيطاني جعل سيينا تشعر كما لو أن عقلها سَـينهار. أصاب جسدها صداعٌ حاد كاد يفقدها الوعي، وإنهار جسدها.

ومع ذلك، تلك القذيفة العملاقة لا يبدو أنها موجهة إلى السهل الأحمر ولكن إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني. لو كان هجومًا شكلته الطاقة السحرية، فَـهناك دائمًا إحتمال كبير بأن ملك الحصار الشيطاني سَـيصده بسهولة. إمتلك ملوك الشياطين مثل هذه القوة — القدرة على تدمير السحر البشري بتلويحة من أيديهم.

بدا هادئًا إلى حد ما على الرغم من إستخدامه للإشتعال. وكأنه لا يعاني من أي آثار لاحقة من إستخدام الإشعال.

 

“….انيسيه؟” قالت سيينا بصعوبة.

لهذا السبب أصرت سيينا على شن قصف مادي بإستخدام نيزك. تلك الكتلة العملاقة، التي تم إنشاؤها قبل أيام قليلة، كبيرة بما يكفي لسحق قلعة ملك الحصار الشيطاني بالكامل.

 

 

“….سيينا، سيينا!”

تدفق الدم بحرية من شفاه أولئك الذين يرددون التعاويذ. عملوا على توجيه النيزك بينما يغلفونه بالعشرات من تعاويذ الهجوم.

 

 

مجرد إلتقاء نظرتها مع ملك الحصار الشيطاني جعل سيينا تشعر كما لو أن عقلها سَـينهار. أصاب جسدها صداعٌ حاد كاد يفقدها الوعي، وإنهار جسدها.

‘مُت….!’ تمنت سيينا حقا أن يسحق النيزك القلعة الرهيبة وأن يدفن ملك الحصار الشيطاني حيًا دون أن تتاح له الفرصة للمقاومة.

 

 

“إلى من سَـأذهب غير ذلك النذل؟ جئت إلى هنا لأنني فوجئت برؤيتك تسقطين، لكن فيرموث ليس لقمة سائغةً أيضًا. أود أن آخذ رأس ذلك الوغد، غافيد، اليوم.” أدار هامل رأسه وهو ينقر على لسانه.

ووووووووووووو!

 

إنبعث الظلام من القلعة الشاهقة لملك الحصار الشيطاني. بدا الظلام وكأنه يتشكل في حجاب يحيط بالقلعة، ثم تجمع في نقطة واحدة أعلى أحد الأبراج. تحرك الظلام مثل سلسلة سوداء عملاقة قبل الإلتفاف حول النيزك الساقط.

قالت سيينا: “….لكن الأمر كان يستحق المحاولة.”

 

 

لم يصدر أي صوت. لم يحدث إنفجار ولا هدير، لا شيء. تمامًا هكذا، إختفى النيزك الضخم. تعثرت سيينا في الهواء، غير قادرة على تصديق ما حدث للتو.

تقع القلعة الهائلة لملك الحصار الشيطاني داخل جبال الحريش العملاق، تشبه قممها الملتوية الجسم المنزلق لحشرة وحشية. علاوة على ذلك، فإن الجبال تتلوى في الواقع مثل الكائنات الحية. مثل الحارس الساهر، تعمل سلسلة الجبال بمثابة حاجز طبيعي، تحرس معقل ملك الشياطين وتحبس أي شخص يجرؤ على عبور تضاريسها الغادرة. لم تحمي الجدران العالية التي أحاطت بالقلعة ملك الشياطين فحسب، بل ضمنت أيضًا أن أي متسللين يغامرون في أعماق الجبل القاتل سَـيواجهون موتا سريعًا بلا رحمة.

 

صُدِمَتْ انيسيه ونظرت إلى هامل بدهشة. “لا تكُن أحمقًا. أنت، من بين كل الناس، بحاجة إلى الراحة و—”

‘….ملك الحصار الشيطاني.’

ثم رأت سيينا فيرموث يدعم هامل، الذي يفرك الدم حول فمه. عندما أحس بنظرة سيينا نحوه، رفع هامل رأسه لينظر إليها.

نظرت سيينا إلى القلعة بصدمة وغضب. تمكنت من رؤية رجل يقف على قمة برج القلعة، من حيث إنطلقت السلسلة. ملك الحصار الشيطاني مختلفٌ عن أي من ملوك الشياطين الذين واجهتْهُم حتى الآن. على الرغم من أن القرون على رأسه خانت هويته، إلا أنه بدا إنسانيًا جدًا. بدا مظهره هادئًا وصغيرًا بشكل غريب مقارنة بملك الدمار الشيطاني، الذي لم يتخذ أي شكل ملموس، أو ملوك الشياطين الآخرين، الشرسين والضِخام.

 

 

 

كما لو أنه شعر بنظرة سيينا، وجَّه ملك الحصار الشيطاني نظرته بإمالة طفيفة من رأسه نحو المكان الذي تقف فيه سيينا في السماء.

 

 

ووووووووووووو!

زينغ!

“….ولكن يبدو أن هذا غير وارد.” إختتم هامل.

مجرد إلتقاء نظرتها مع ملك الحصار الشيطاني جعل سيينا تشعر كما لو أن عقلها سَـينهار. أصاب جسدها صداعٌ حاد كاد يفقدها الوعي، وإنهار جسدها.

وأضاف: “إنهم محاربون. سوف يحموننا، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم.”

 

 

“أوي. هل أنتِ بخير؟”

 

فووش!

هذا الضباب الأسود هو سلاح فرسان مكون من الشياطين برئاسة غافيد ليندمان، شفرة الحصار وأتباع ملك الحصار الشيطاني. من أجل الوصول إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني، يجب على المرء أن يعبر السهول الحمراء، معسكر الضباب الأسود.

جلبت الرياح رائحة مألوفة. فتحت سيينا عينيها وأدارت رأسها لِـتجد هامل، الذي قفز لإمساكها من بعيد، أمامها. شهقت عندما أدركت أنها بين ذراعي هامل.

 

 

إنطلق هامل عبر ساحة المعركة وإنضم إلى فيرموث. لم يمتلك خيارًا سوى إستخدام الإشتعال لمواكبة فيرموث، الذي أخرج سيف المون لايت.

علَّقتْ سيينا: “رائحتك مثل رائحة الدم.”

 

 

 

أجاب هامل بنظرة غير مبالية بينما يلعق تيارًا من الدم يسيل على خده: “بالطبع، أنا كذلك.”

 

 

 

غُطيَّ بدماء الشياطين الذين ذبحهم وكذلك الدم المتدفق من جروحه. شعرت سيينا بالدماء تبلل رداءها وهي تشد قبضتها على ياقة رداء هامل.

ومع ذلك، الضباب الأسود ليس العقبة الوحيدة التي واجهها المحاربون. ظهر عدد لا يحصى من الوحوش الشيطانية من القلعة ولَحِقَتْ بالضباب الأسود، مما زاد من قوى الصد الساحقة بالفعل. ومع ذلك، على الرغم من الخسائر الحتمية التي لا يمكن تعويضها، إلا أن وفاة زملائهم المحاربين غذت فقط تصميم الناجين. صاروا في وقت قصير أكثر هياجًا وعزمًا على القتال.

 

 

“….أنت لم تستخدم الإشتعال، أليس كذلك؟” سألت سيينا.

“يجب أن نذهب معا من البداية إلى النهاية.” قال فيرموث: “إذا شعرت أنك سَـتنهار في المنتصف، فلا تجبر نفسك وإعتمد علينا.”

 

 

أجاب هامل: “لم أفعل.”

ومع ذلك، الفرسان والجنود المشاركون في ساحة المعركة أضعف بما لا يقاس من سيينا ورفاقها. ومع ذلك، طعنوا أعدائهم دون تردد على الرغم من فقدان أطرافهم. هناك حتى أولئك الذين جعلوا الطاقة السحرية في أجسادهم تهتاج وفجروا أنفسهم مع أعدائهم.

 

“سيينا الكارثة—!” تشوه تعبير غافيد وهو يقود الضباب الأسود.

قالت سيينا: “أنت تكذب.”

 

 

 

“لقد فعَّلتُهُ للحظات وجيزة فقط، لذلك لم يحدث شيء من الأساس. بالكاد يوجد أي إرتداد.” تذمر هامل، وهو ينقر على جبهتها بإصبعه. “لماذا لا تقلقين على نفسك بدلًا مني، هاه؟ قلتُ لكِ أمس، ألم أفعل؟ لا تستهدفي القلعة. ملك الحصار الشيطاني ليسَ أحمقًا، كيف إفترضتِ بالضبط أنه سيترك نيزكًا يسقط على قلعته؟”

‘آه.’

قالت سيينا: “….لكن الأمر كان يستحق المحاولة.”

تساءلت لماذا إلتقى هذا الفارس بنهايته هنا بعد أن أعرب عن رغبته في مغادرة هيلموث والعودة إلى مسقط رأسه. وأين الفارسان الآخران اللذان واجهتهما المجموعة معه؟ هل غيروا رأيهم، أو تصرف هذا الفارس بمفرده وقرر مواجهة ملك الشياطين؟

 

إنطلق مولون إلى الأمام، جسده منيع ضد الشفرات الحادة للضباب الأسود. تردد صدى عوائه في ساحة المعركة وهو يلوح بفأسه ومطرقته، ويسحق جثث الشياطين ويشتت الضباب. عزمه على حماية رفاقه غذى أفعاله حتى رغم تساقط من حوله بسرعة.

“صحيح، صحيح. بفضلك، تمكنا من إكتشاف أن سحرك ليس له تأثير كبير على ملك الحصار الشيطاني.” قال هامل.

 

 

عند سماع أن فيرموث، البطل، يقود مجموعةً إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني، إحتشد المحاربون. على الرغم من أن دروعهم صدئة ومهترئة، فقد قاموا بتزيينها بشعار أسد وإنضموا إلى فيرموث ورفاقه لعبور جبال الحريش الغادرة. الآن، هم يتجهون بتهور نحو الضباب الأسود، الذي وقف في طريقهم على السهول الحمراء.

تركت سيينا ياقة هامل وهي تتمتم بصوت ضعيف، “يمكنني فقط إستخدام أنواع أخرى من السحر.”

 

 

“آآآآآآه!”

وضع هامل سيينا على الأرض قبل أن يهز رأسه. “لا تستخدمي أي شيء كبير، حافظي فقط على حالتك. أنا ذاهب.”

 

“أنت ذاهب إلى فيرموث؟” سألت سيينا بتردد.

 

 

 

“إلى من سَـأذهب غير ذلك النذل؟ جئت إلى هنا لأنني فوجئت برؤيتك تسقطين، لكن فيرموث ليس لقمة سائغةً أيضًا. أود أن آخذ رأس ذلك الوغد، غافيد، اليوم.” أدار هامل رأسه وهو ينقر على لسانه.

بدا هادئًا إلى حد ما على الرغم من إستخدامه للإشتعال. وكأنه لا يعاني من أي آثار لاحقة من إستخدام الإشعال.

 

‘تدفق الطاقة السحرية….مستقر كذلك. إنه بخير.’ أومأت سيينا برأسها وهي تتنهد براحة.

بووم!

 

دوى انفجار من الجانب البعيد من ساحة المعركة، وإرتفع المون لايت الغامض في السماء. لجأ فيرموث إلى إستخدام سيف المون لايت.

 

 

أجاب هامل بنظرة غير مبالية بينما يلعق تيارًا من الدم يسيل على خده: “بالطبع، أنا كذلك.”

“….ولكن يبدو أن هذا غير وارد.” إختتم هامل.

 

 

بدا هادئًا إلى حد ما على الرغم من إستخدامه للإشتعال. وكأنه لا يعاني من أي آثار لاحقة من إستخدام الإشعال.

بعد ذلك مباشرة، رأى غافيد يقفز في السماء هربًا من رشقات المون لايت المتتالية. توهجت عيناه باللون الأسود، وإرتفعت القوة المظلمة مثل اللهب من السيف الذي حمله بيد واحدة. بالإقتران مع قوة عين المجد الإلهي الشيطانية، أوقف سيف المجد الشيطاني المون لايت من تدمير كل شيء في طريقه.

 

 

وجدت إرتياحا مؤقتا في حقيقة أنه مع وجود الكثير من الناس الذين يقاتلون من جانبهم، تم تقليل العبء الملقى على عاتق هامل بشكل كبير. كانت هذه هي إحدى رغبات هؤلاء الفرسان المرافقين للأبطال.

تمتمت سيينا وهي تضغط على صدرها الذي لا يزال يخفق بيدها: “هذه ليست مجرد لحظات قصيرة.”

فوقهم، أشرق شعاع لامع من الضوء في السماء، على الرغم من غياب الشمس. نظرت سيينا لأعلى ورأت انيسيه تصلي بينما هي محاطة بالكهنة المصابين. تم توجيه قوتهم الإلهية إلى انيسيه، التي أطلقت العنان لقدرات خارقة يستحيل على الآخرين تكرارها.

 

 

إنطلق هامل عبر ساحة المعركة وإنضم إلى فيرموث. لم يمتلك خيارًا سوى إستخدام الإشتعال لمواكبة فيرموث، الذي أخرج سيف المون لايت.

 

 

قال هامل: “سَـننطلق غدًا.”

“كاذب….” إتهمته سيينا.

 

 

“جلالتك!” صاح غافيد.

وعد هامل بعدم إستخدام الاشتعال في هذه المعركة، لكن سيينا لم تتوقع منه أن يفي بوعده. من أجل دخول قلعة ملك الحصار الشيطاني، من الضروري غزو السهول الحمراء وإبادة الضباب الأسود، ولهذا السبب أُصيبَ الجميع باليأس.

ومع ذلك، لا يهم. لقد فعَّلتْ التعويذة مسبقًا وأعدَّت كل شيء، من تطوير التعويذة إلى التنسيق. ما الذي يهم حتى لو لم يكن هناك سوى العشرات من السحرة أو حتى لو لم يكن أيٌّ منهم ساحرًا؟ سيينا وحدها أعظم من مئات السحرة مجتمعين.

 

 

على الرغم من كونهم أقل شأنًا من حيث العدد، إلا أن موازين المعركة بدأت تميل لصالحهم لأن سيينا، انيسيه، مولون، فيرموث وهامل قد هيمنوا على ساحة المعركة. على الرغم من هذا، هناك ببساطة الكثير من الأعداء. على كل حليف أن يقتل العشرات من الشياطين والوحوش الشيطانية للقضاء تمامًا على قوات العدو.

ملأت الصيحات الصاخبة محيط سيينا. هناك الآن أكثر من ألف فارس وجندي يسيرون على السهول الحمراء، مع نقش رمز الأسد على صدور كل من يتقدمون للأمام.

 

تساءلت لماذا إلتقى هذا الفارس بنهايته هنا بعد أن أعرب عن رغبته في مغادرة هيلموث والعودة إلى مسقط رأسه. وأين الفارسان الآخران اللذان واجهتهما المجموعة معه؟ هل غيروا رأيهم، أو تصرف هذا الفارس بمفرده وقرر مواجهة ملك الشياطين؟

ومع ذلك، الفرسان والجنود المشاركون في ساحة المعركة أضعف بما لا يقاس من سيينا ورفاقها. ومع ذلك، طعنوا أعدائهم دون تردد على الرغم من فقدان أطرافهم. هناك حتى أولئك الذين جعلوا الطاقة السحرية في أجسادهم تهتاج وفجروا أنفسهم مع أعدائهم.

“…..لم يحدث شيء كهذا. هذا فقط….” حاولت سيينا دحض إدِّعاء انيسيه.

 

 

قاتل الجميع بِـيأس لأنهم يعرفون أهمية معركة اليوم، ولهذا السبب لم تستطع سيينا الشكوى من أكاذيب هامل. أخذت جرعة من الفضاء الجزئي داخل ردائها وإبتلعتها.

أجاب هامل: “لم أفعل.”

 

 

بعد ذلك، كررت سيينا نفس الإجراءات التي إعتادت على فعلها خلال ستة عشر عاما من المعارك. شَرِبَتْ الجرعات مثل الماء للحفاظ على مخزونها من الطاقة السحرية أثناء إطلاق العنان لقصف سحري تلو الآخر. دعمت نفسها بِـنور انيسيه وسلكت الطريق الذي فتحه مولون.

“آآآآآآه!”

 

 

في هذه الأثناء، واصلت سيينا مراقبة هامل وفيرموث أثناء دفعهما لقائد العدو. كلما رأت أن هناك فرصة، هاجمت غافيد بسحرها.

 

 

 

قاتلوا لفترة طويلة. على الرغم من عدم إمكانية تمييز النهار عن الليل هنا، إلا أنها شعرت كما لو أنهم قاتلوا ليوم كامل. تلاشت الصيحات التي لا نهاية لها على ما يبدو ببطء، وظهر الصمت من وقت لآخر. مُلِأت السهول باللون الأحمر الدموي، مظهرٌ يليق بإسمها، وإنتشرت رائحة الجثث والدماء في الهواء.

 

 

 

تلت سيينا التعويذات بعيون هامدة. جفت شفتاها وتمزقت، مما تسبب في تقطر الدم من شفتيها، لكنها لم تتوقف عن إلقاء التعاويذ بينما تتعثر إلى الأمام.

 

 

 

“….سيينا، سيينا!”

 

أمسكت ذراعان خصر سيينا من الخلف، وتوقفت. قفزت سيينا ونظرت إلى الوراء. رأت وجهًا شاحبًا وبلا حياة.

***

 

 

رأت انيسيه تلهث وتتنفس بصعوبة. تفوح منها أيضًا رائحة الدماء.

قالت سيينا: “أنت تكذب.”

 

 

قالت انيسيه: “لقد إنتهى الأمر.”

 

 

 

“….انيسيه؟” قالت سيينا بصعوبة.

 

 

قال هامل: “سَـننطلق غدًا.”

“لقد إنتهى الأمر. سيينا الغبية! على الرغم من أنك دائمًا ما توبخين مولون وهامل، إلا أنكِ لا تختلفين عنهما. هل تم إستنزافُكِ مرةً أُخرى؟” سألت انيسيه.

مجرد إلتقاء نظرتها مع ملك الحصار الشيطاني جعل سيينا تشعر كما لو أن عقلها سَـينهار. أصاب جسدها صداعٌ حاد كاد يفقدها الوعي، وإنهار جسدها.

 

وعد هامل بعدم إستخدام الاشتعال في هذه المعركة، لكن سيينا لم تتوقع منه أن يفي بوعده. من أجل دخول قلعة ملك الحصار الشيطاني، من الضروري غزو السهول الحمراء وإبادة الضباب الأسود، ولهذا السبب أُصيبَ الجميع باليأس.

هذا لا مفر منه. من أجل التمييز بدقة بين الصديق والعدو أثناء إلقاء التعاويذ بإستمرار، إضطرت إلى دمج وعيها تمامًا مع السحر. ومع ذلك، فإن القيام بذلك حَوَّلَها إلى مدفع سحري مخصص للمعارك.

 

 

وضع هامل سيينا على الأرض قبل أن يهز رأسه. “لا تستخدمي أي شيء كبير، حافظي فقط على حالتك. أنا ذاهب.”

“…..لم يحدث شيء كهذا. هذا فقط….” حاولت سيينا دحض إدِّعاء انيسيه.

 

 

من الذي إعتبره غافيد ليندمان إلهه؟ ملك الحصار الشيطاني. كما يوحي الإسم، سمحت عين المجد الإلهي الشيطانية لِـغافيد ليندمان بإستعارة قوة إلهه. بعبارة أخرى، يمكنه إستخدام قوة ملك الحصار الشيطاني.

“نعم، أنا أعرف جيدًا ما تحاولين قوله. على أي حال، إنتهى الأمر.” قالت انيسيه وهي تتحمل ألمها. نقرت على لسانها وهي تنظر إلى شفاه سيينا الممزقة. “على الأقل أنتِ أفضلُ حالًا من مولون. هذا مريحٌ حقًا.”

“ماذا عن هامل وفيرموث؟” سألت سيينا.

“كيف هو مولون؟” سألت سيينا.

 

 

 

“حسنًا، لا أعرف من أين أبدأ….تم قطع ذراعيه حوالي أربع مرات، وفقد الجزء السفلي من جسده بالكامل مرة واحدة. آه، هذا لا يشمل إصابات ساقيه.” أوضحت انيسيه.

دوى انفجار من الجانب البعيد من ساحة المعركة، وإرتفع المون لايت الغامض في السماء. لجأ فيرموث إلى إستخدام سيف المون لايت.

 

 

“…..”

 

“أما عن أضرارنا….بإختصار، نجا حوالي مائتي شخص. أقل من مائة، لو إستبعدنا أولئك الذين نجوا بالكاد، ولكن نعم، المهم هو أنهم ما زالوا على قيد الحياة.” تابعت انيسيه.

 

 

 

“ماذا عن هامل وفيرموث؟” سألت سيينا.

“ألا يجب أن نضع في إعتبارنا أيضًا أن الشياطين والوحوش الشيطانية قد توحد قواها من خارج جبال الحريش؟”

 

 

أجابت انيسيه: “إنهما بخير.”

 

 

“لا بأس.” أكد هامل بإبتسامة.

أطلقت تنهيدة طويلة قبل أن تمد يدها نحو سيينا.

 

 

 

فووش….!

 

بدا الضوء القادم من يد انيسيه خافتا مقارنة ببداية المعركة، لكن المعجزة سرعان ما شَفَتْ إصابات سيينا.

قالت انيسيه: “لقد إنتهى الأمر.”

 

 

“…..لكن شفرة الحصار قد فاتهما.”

ثم رأت سيينا فيرموث يدعم هامل، الذي يفرك الدم حول فمه. عندما أحس بنظرة سيينا نحوه، رفع هامل رأسه لينظر إليها.

“آه….”

 

“لم نتمكن من الإمساك به بمجرد أن قرر الهرب. كان من الصعب التعامل مع عين الخيال شيطانية الخاصة بِـنوير جيابيلا، لكن عين المجد الإلهي الشيطانية الخاصة بـِغافيد ليندمان كانت….بصراحة، كُنا سَـنُمحى في وقت سابق لولا وجود السير فيرموث معنا.”

فووش!

 

في هذه الأثناء، واصلت سيينا مراقبة هامل وفيرموث أثناء دفعهما لقائد العدو. كلما رأت أن هناك فرصة، هاجمت غافيد بسحرها.

بدت محبطة وهي تعض شفتيها.

أجاب هامل: “لم أفعل.”

 

 

إنه أمر معروف أن عين المجد الإلهي الشيطانية قد مُنِحتْ إلى غافيد ليندمان من قبل ملك الحصار الشيطاني مباشرة.

كما لو أنه شعر بنظرة سيينا، وجَّه ملك الحصار الشيطاني نظرته بإمالة طفيفة من رأسه نحو المكان الذي تقف فيه سيينا في السماء.

 

علَّقتْ سيينا: “رائحتك مثل رائحة الدم.”

من الذي إعتبره غافيد ليندمان إلهه؟ ملك الحصار الشيطاني. كما يوحي الإسم، سمحت عين المجد الإلهي الشيطانية لِـغافيد ليندمان بإستعارة قوة إلهه. بعبارة أخرى، يمكنه إستخدام قوة ملك الحصار الشيطاني.

هذا الضباب الأسود هو سلاح فرسان مكون من الشياطين برئاسة غافيد ليندمان، شفرة الحصار وأتباع ملك الحصار الشيطاني. من أجل الوصول إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني، يجب على المرء أن يعبر السهول الحمراء، معسكر الضباب الأسود.

 

 

قلصت سيينا يديها المرتجفتَين بصمت وأدارت رأسها.

جلبت الرياح رائحة مألوفة. فتحت سيينا عينيها وأدارت رأسها لِـتجد هامل، الذي قفز لإمساكها من بعيد، أمامها. شهقت عندما أدركت أنها بين ذراعي هامل.

 

زينغ!

نظرت حول ساحة المعركة بعيون قاسية. فاق عدد الجثث عدد الناجين إلى حد بعيد.

بووم!

 

 

‘هامل.’

أجاب هامل: “لم أفعل.”

ثم رأت سيينا فيرموث يدعم هامل، الذي يفرك الدم حول فمه. عندما أحس بنظرة سيينا نحوه، رفع هامل رأسه لينظر إليها.

لم يوجد شروق ولا غروب تحت تلك السماء الرمادية. هناك فقط الأرض الحمراء، السهول الحمراء والشيء الآخر الوحيد الذي يمكن العثور عليه هناك هو ضبابٌ أسود باهت.

 

 

لوح هامل بيده وهو يتحدث بصوت أجش، “ذلك اللقيط جيدٌ في الهرب.”

أطلقت تنهيدة طويلة قبل أن تمد يدها نحو سيينا.

***

“…..”

لقد تخلوا عن إستعادة جثث الحلفاء، لكنهم لم يتخلوا عن إقامة الجنازة. ركعت انيسيه والقليل من رجال الدين الباقين على قيد الحياة على السهول الملطخة بالدماء وصلَّوا إلى إلههم لتسليم أرواح المحاربين القتلى إلى الجنة.

“آه….” نظر السحرة على الأرض إلى سيينا بنظرات تقديرية.

 

رأت انيسيه تلهث وتتنفس بصعوبة. تفوح منها أيضًا رائحة الدماء.

“لقد قررتُ أن أترك ظهرنا لهم.” قال فيرموث وهو ينظر إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني: “لقد تم القضاء على قوى الضباب الأسود والوحوش الشيطانية. نحن الخمسة سَـنخترق القوات المتبقية في القلعة. أفترض أن عصاة، درع وشفرة الحصار لا يزالون في القلعة، لكن….نحن الخمسة يجب أن نكون قادرين على إختراقهم.”

ومع ذلك، لم تنتهي سيينا بعد. تسارع ترتيل تعويذتها بينما تتلألأ عيناها المحتقنتان بالدماء. ردت آكاشا عليها بإصدار ضوء لامع، وواكبها السحرة على الأرض بشكل يائس على الرغم من تدفق الدم بحرية من جميع فتحات وجوههم.

“نعم، خمسة.” تمتم هامل وهو جالس على جسد وحش شيطاني.

“….أنت لم تستخدم الإشتعال، أليس كذلك؟” سألت سيينا.

 

تدفق الدم بحرية من شفاه أولئك الذين يرددون التعاويذ. عملوا على توجيه النيزك بينما يغلفونه بالعشرات من تعاويذ الهجوم.

بدا هادئًا إلى حد ما على الرغم من إستخدامه للإشتعال. وكأنه لا يعاني من أي آثار لاحقة من إستخدام الإشعال.

تم الإنتهاء من التعويذة، وبدأ مطر الموت في النزول. تدفقت مئات الرصاصات الصغيرة مثل زخات الشهب.

 

 

“….سَـيكون من الأفضل لنا أن نذهب بمفردنا بدلًا من أن يذهب الجميع. يمكننا نحن الخمسة القتال في أي موقف، وسَـنكون قادرين على الإعتناء ببعضنا البعض أيضًا.”

هذا لا مفر منه. من أجل التمييز بدقة بين الصديق والعدو أثناء إلقاء التعاويذ بإستمرار، إضطرت إلى دمج وعيها تمامًا مع السحر. ومع ذلك، فإن القيام بذلك حَوَّلَها إلى مدفع سحري مخصص للمعارك.

“ألا يجب أن نضع في إعتبارنا أيضًا أن الشياطين والوحوش الشيطانية قد توحد قواها من خارج جبال الحريش؟”

“لكن—”

أجاب مولون: “لهذا السبب نحن نترك ظهورنا لهم.”

وجدت إرتياحا مؤقتا في حقيقة أنه مع وجود الكثير من الناس الذين يقاتلون من جانبهم، تم تقليل العبء الملقى على عاتق هامل بشكل كبير. كانت هذه هي إحدى رغبات هؤلاء الفرسان المرافقين للأبطال.

 

‘آه.’

على الرغم من فوزهم في المعركة، بدت القوات المتبقية بائسة مثل الجنود المهزومين. ومع ذلك، لا تزال عيونهم متوهجة بضوء لامع.

في هذه الأثناء، واصلت سيينا مراقبة هامل وفيرموث أثناء دفعهما لقائد العدو. كلما رأت أن هناك فرصة، هاجمت غافيد بسحرها.

 

بعد ذلك مباشرة، رأى غافيد يقفز في السماء هربًا من رشقات المون لايت المتتالية. توهجت عيناه باللون الأسود، وإرتفعت القوة المظلمة مثل اللهب من السيف الذي حمله بيد واحدة. بالإقتران مع قوة عين المجد الإلهي الشيطانية، أوقف سيف المجد الشيطاني المون لايت من تدمير كل شيء في طريقه.

وأضاف: “إنهم محاربون. سوف يحموننا، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم.”

إنبعث الظلام من القلعة الشاهقة لملك الحصار الشيطاني. بدا الظلام وكأنه يتشكل في حجاب يحيط بالقلعة، ثم تجمع في نقطة واحدة أعلى أحد الأبراج. تحرك الظلام مثل سلسلة سوداء عملاقة قبل الإلتفاف حول النيزك الساقط.

قال هامل: “سَـننطلق غدًا.”

 

 

 

صُدِمَتْ انيسيه ونظرت إلى هامل بدهشة. “لا تكُن أحمقًا. أنت، من بين كل الناس، بحاجة إلى الراحة و—”

 

“أنا لا أعاني من أي إرتداد.” قاطعها هامل، ونهض ليراه الجميع. “على العكس من ذلك، أشعر أن جسدي خفيف جدًا. علاوة على ذلك، إذا بقينا هنا لبضعة أيام بسببي، لن تكون هناك أي فائدة من معركة اليوم.”

 

“لكن—”

إنطلق هامل عبر ساحة المعركة وإنضم إلى فيرموث. لم يمتلك خيارًا سوى إستخدام الإشتعال لمواكبة فيرموث، الذي أخرج سيف المون لايت.

“لا بأس.” أكد هامل بإبتسامة.

 

 

قالت سيينا: “….لكن الأمر كان يستحق المحاولة.”

نظر فيرموث إلى هامل لفترة ثم أومأ برأسه.

 

 

إنبعث الظلام من القلعة الشاهقة لملك الحصار الشيطاني. بدا الظلام وكأنه يتشكل في حجاب يحيط بالقلعة، ثم تجمع في نقطة واحدة أعلى أحد الأبراج. تحرك الظلام مثل سلسلة سوداء عملاقة قبل الإلتفاف حول النيزك الساقط.

“….أنت على حق. لقد وصلنا بالفعل إلى هذا الحد، لذلك لا يمكننا الإنتظار أكثر من هذا. ومع ذلك، هامل، عِدني. تمامًا كما نفعل….تمامًا كما لن نتركك وراءك، لا يمكنك بالمثل أن تتركنا.”

 

 

 

“لماذا تجعل الأمر يبدو معقدًا للغاية؟ أنت فقط تقول لي ألَّا أموت.” أجاب هامل.

قال هامل: “سَـننطلق غدًا.”

 

بعد ذلك مباشرة، رأى غافيد يقفز في السماء هربًا من رشقات المون لايت المتتالية. توهجت عيناه باللون الأسود، وإرتفعت القوة المظلمة مثل اللهب من السيف الذي حمله بيد واحدة. بالإقتران مع قوة عين المجد الإلهي الشيطانية، أوقف سيف المجد الشيطاني المون لايت من تدمير كل شيء في طريقه.

“يجب أن نذهب معا من البداية إلى النهاية.” قال فيرموث: “إذا شعرت أنك سَـتنهار في المنتصف، فلا تجبر نفسك وإعتمد علينا.”

ما وراء الجبال الحريش العملاق، لا يوجد ليلٌ أو نهار. لم تستطع الشمس الحارقة إختراق حجاب الظلام الذي يلف السماء فوق ملك الحصار الشيطاني، وحتى أكثر الليالي سوادًا لم تستطع منافسة الظلال القمعية التي ألقتها القوة المظلمة لملك الشياطين.

 

“آه….”

“صحيح، صحيح.” لوح هامل بيده قبل أن ينزل من جثة الوحش الشيطاني.

على الرغم من كونهم أقل شأنًا من حيث العدد، إلا أن موازين المعركة بدأت تميل لصالحهم لأن سيينا، انيسيه، مولون، فيرموث وهامل قد هيمنوا على ساحة المعركة. على الرغم من هذا، هناك ببساطة الكثير من الأعداء. على كل حليف أن يقتل العشرات من الشياطين والوحوش الشيطانية للقضاء تمامًا على قوات العدو.

 

كما لو أنه شعر بنظرة سيينا، وجَّه ملك الحصار الشيطاني نظرته بإمالة طفيفة من رأسه نحو المكان الذي تقف فيه سيينا في السماء.

لاحظت سيينا حركات هامل عن كثب. من قبل، لم يكن قادرًا على التحرك بشكل صحيح بسبب إرتداد الاشتعال. يبدو أنه لا يكذب بشأن عدم التعرض لأي إرتداد.

تمتمت سيينا وهي تضغط على صدرها الذي لا يزال يخفق بيدها: “هذه ليست مجرد لحظات قصيرة.”

 

رأت انيسيه تلهث وتتنفس بصعوبة. تفوح منها أيضًا رائحة الدماء.

‘تدفق الطاقة السحرية….مستقر كذلك. إنه بخير.’ أومأت سيينا برأسها وهي تتنهد براحة.

 

 

 

غدًا، سوف يتسلقون قلعة ملك الحصار الشيطاني.

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط