بصمة إله الأرض (8)
الفصل 294: بصمة إله الأرض (8)
لقد بذل قصارى جهده لكسب الثقة. ذلك حتى يتمكن من الفوز في كل موقف قد يواجهه. ذلك لأن أعدائه أقوياء للغاية. لهذا السبب شحذ نفسه بشدة. واصل التدريب وتعلم السحر وخلق مهارات جديدة.
بعد توديع بلزاك، شرع يوجين ورفاقه في رحلة دؤوبة للتحضير لما سيأتي بعد ذلك. ومع ذلك، فإن إخضاع رايزاكيا لن يحدث داخل هذا العالم ولكن في الفراغ الأثيري الذي يقع بين الأبعاد. لاحظ يوجين منذ فترة طويلة التركيز الضئيل لطاقة السحرية الذي يتخلل هذا الفضاء الغريب. واجه السحرة قيودًا متزايدة داخل حدود هذا المكان، على عكس تلك التي واجهوها في أماكن أخرى. ومما زاد الأمر تعقيدًا هو التحدي الذي يمثله خصم يوجين، وهو تنين هائل وسيد حقيقي للفنون الغامضة. وفوق ذلك، إنه ليس تنينًا عاديًا؛ بل التنين الأسود رايزاكيا، المعروف بأنه أقوى التنانين.
“هذا ليس شيئًا جديدًا. لقد كنت أفتعل دائمًا المعارك مع الأوغاد التي يستحيل الفوز عليهم.”
إستدار يوجين إلى الجانب. تمكن من رؤية رايميرا ملتفة تحت الأغطية.
يمكن إعتبار وجود رايزاكيا نفسه لعنة السحرة. علاوة على ذلك، فرضت البيئة التي أوقعته أعباء إضافية على ملقي التعاويذ، مما زاد من تقييد قدراتهم والحد من قوتهم.
حلل يوجين الوضع بصمت، وضع نقص المساعدة من رفاقه السابقين.
لكن ذلك ليس نهاية التحدي. فَـهناك إحتمال كبير لتعطل التواصل مع ملوك الأرواح داخل الفراغ بين الأبعاد. وبالمثل، فإن قدرات إستدعاء لوفليان، التي إعتمدت على مخلوقات من أبعاد بديلة، واجهت خطر الفشل.
بالاضافة إلى ذلك، ماذا عن ملك الحصار الشيطاني؟ لِـكم من الوقت سينتظر ملك الشياطين الغامض يوجين؟ لِـكم من الوقت سيكون على إستعداد لإنتظار يوجين في بابل، كما أعلن؟
وبعبارة أخرى، لم يستطِع يوجين أن يأمل في الإعتماد على تلقي المساعدة من الآخرين. شعر لوفليان وميلكيث بخيبة أمل وحزن عميق من هذه الحقيقة.
“ثم سأخرجك من فكي ذلك الشيء الما.” قال يوجين بعد الشخير: “على الرغم من أنني لا أعرف ماذا قد يكون هذا الشيء بحق الجحيم.”
إن تصميم لوفليان الذي لا يتزعزع على إنقاذ سيينا الحكيمة، التي يمكن إعتبارها معلمه الأكبر، مسعى إعتبره جديرًا بالتضحية بحياته من أجله. وبالمثل، إمتلكت ميلكيث رغبة عميقة في تقديم مساعدتها في السعي لإنقاذ السيدة سيينا. بعد كل شيء، سيينا مثَّلتْ موضع إعجاب وتقديس بين جميع السحرة.
بالنسبة لسيان، التنانين مجرد مخلوقات أسطورية. علاوة على ذلك، رايزاكيا ليس مجرد تنين بسيط بل أسطورة حقيقية من زمن سلفه، فيرموث.
“أوقفي هذا الهراء وإذهبي للنوم.” قاطعها يوجين.
ومع ذلك، هناك فرصة جيدة أن يموتوا موتًا مثيرًا للشفقة. لذلك في مواجهة هذا الإحتمال المخيف، إتخذ يوجين قرارًا مصيريًا. بدلًا من طلب المساعدة من رفاقه، قرر مواجهة رايزاكيا وحده.
“هذا غير مهم بالنسبة لي. حتى صِرتُ غير قادر على إستخدام السحر لفترة من الوقت، أريد أن أكون قوة لك وللسيدة سيينا.” أجاب لوفليان. سوف تتجدد الطاقة السحرية بشكل طبيعي بمرور الوقت، لكن لا يزال من المميت أن يعيش السحرة بلا طاقة سحرية تمامًا، حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة.
“أوقفي هذا الهراء وإذهبي للنوم.” قاطعها يوجين.
“هل تستطيع؟” سألت ميلكيث.
بعد الانفصال عن بلزاك، اقتربت المجموعة من شجرة العالم بدلا من التوجه إلى عاصمة قبيلة كوتشيلا. من خلال القدرات المميزة لآكاشا إضافةً إلى رايميرا، إكتشفوا بابًا بالقرب من شجرة العالم — مدخلٌ لا يرتبط إلا بِـرايزاكيا نفسه.
“آآآآآآ! هذا مؤلم! هذا مؤلم!”
“الأم….المرأة المقدسة متعمقة في صلاتها. على الرغم من أن هذه السيدة تفضل أن تعانقني بدلًا من ذلك.” تمتمت رايميرا.
أجاب يوجين: “ليس الأمر كما لو أنني لا أملك فرصة.” ليس الأمر كما لو أن رايزاكيا سيكون في حالة ممتازة أيضًا. ظل التنين الأسود محاصرًا في الفضاء بين الأبعاد لمدة ثلاثمائة عام.
“هذا ليس شيئًا جديدًا. لقد كنت أفتعل دائمًا المعارك مع الأوغاد التي يستحيل الفوز عليهم.”
على الرغم من جهودها لإخفاء ذلك، حدث تغيير ملحوظ على رايميرا. تدريجيًا، توقفت عن المشاركة في وجبات الطعام وحاولت أكثر قمع أصوات كوابيسها المؤلمة التي تطاردها كل ليلة. كريستينا، التي تكفلت برعايتها، بذلت قصارى جهدها لمساعدة رايميرا في العثور على الخلاص، بإستخدام سحرها الإلهي لجلب الراحة إلى نومها المضطرب وإحتضانها في أحضان مريحة. ومع ذلك، في تلك اللحظات التي تكون فيها كريستينا مغمورة في صلواتها، لم يوجد من يقدم إحتضانًا مهدئًا.
تمتلك التنانين قدرة رائعة على التحمل دون الحاجة إلى القوت، لا الطعام ولا الشراب. ومع ذلك، فإن التركيز المتناثر للطاقة السحرية في الفجوة بين الأبعاد غير كاف على الإطلاق للحفاظ على رايزاكيا في أي مظهر من مظاهر الراحة. وهكذا، لم يجد التنين الهائل بديلًا سوى الإعتماد على إحتياطياته الخاصة من الطاقة السحرية للبقاء على قيد الحياة.
“لذلك….تعتقد هذه السيدة أنه قد يكون من الأفضل لنا العودة الآن. حسنًا، أنا قلقة عليك و—”
هناك الكثير من الأشياء للقلق بشأنها. أولًا، كم من الطاقة السحرية المخزنة في قلبه قد إستُهلِكَتْ؟ علاوة على ذلك، لم يستطع يوجين أن ينسى أن رايزاكيا ليس تنينا عاديا. إنه وجود مميز — تنين شيطاني.
على الرغم من جهودها لإخفاء ذلك، حدث تغيير ملحوظ على رايميرا. تدريجيًا، توقفت عن المشاركة في وجبات الطعام وحاولت أكثر قمع أصوات كوابيسها المؤلمة التي تطاردها كل ليلة. كريستينا، التي تكفلت برعايتها، بذلت قصارى جهدها لمساعدة رايميرا في العثور على الخلاص، بإستخدام سحرها الإلهي لجلب الراحة إلى نومها المضطرب وإحتضانها في أحضان مريحة. ومع ذلك، في تلك اللحظات التي تكون فيها كريستينا مغمورة في صلواتها، لم يوجد من يقدم إحتضانًا مهدئًا.
تميز رايزاكيا كشخصية غير مسبوقة بين التنانين الساقطة، وهو وجود فريد لا مثيل له من قبل. على عكس السحرة السود الذين أقاموا عقودًا مع ملك الشياطين، لم يختَر رايزاكيا هذا المسار. بدلًا من ذلك، إعتنق عن طيب خاطر التأثير المُفسِد لقوة هيلموث المظلمة، مما سمح لنفسه بالتلوث بحقدها.
“همم….احم. تعتقد هذه السيدة أن التنين الأسود لن يموت على يديك. الإنسان الشرير، أعلم أنك قوي بما يكفي لتكون الأقوى بين البشر، لكن، يستحيل أن تكون قويًا بما يكفي للوصول إلى التنين الأسود، أقوى التنانين.” ردت رايميرا.
لم يتجول يوجين بعيدا عن المخيم. لم يعتقد أن المشي لمسافات طويلة سَـيساعد على تهدئة قلبه. وهكذا، بعد المشي لمسافة جيدة، إستلَّ يوجين سيفه.
هناك العديد من أوجه عدم اليقين فيما يتعلق برايزاكيا. ومع ذلك، يدرك يوجين بوضوح العيوب التي يمتلكها في المعركة ضد التنين الأسود.
“همم….احم. تعتقد هذه السيدة أن التنين الأسود لن يموت على يديك. الإنسان الشرير، أعلم أنك قوي بما يكفي لتكون الأقوى بين البشر، لكن، يستحيل أن تكون قويًا بما يكفي للوصول إلى التنين الأسود، أقوى التنانين.” ردت رايميرا.
في البداية، لم يستطع إستخدام الإنبعاث في المعركة القادمة. يؤدي الإنبعاث إلى تضخيم قوة يوجين من خلال السيطرة على الطاقة السحرية والأرواح البدائية في المناطق المحيطة، لذلك سيكون من الصعب الإستفادة بشكل كامل من القدرة على أكمل وجه في مكانٍ خالٍ من الأرواح البدائية وشحيح من حيث الطاقة السحرية.
“همم….أعتقد أنني قد أكون قادرًا على تقديم بعض المساعدة فيما يتعلق بهذه المسألة.”
خرجت رايميرا من خلف الشجرة، وقدمت لنفسها جوًا من المرونة، على الرغم من عيونها الحمراء. وقفت بفخر، صدرها مرفوع.
تلقى يوجين المساعدة من كل من لوفليان وميلكيث في خلق الإنبعاث، لذلك فَـهُما يدركان جيدًا العيوب التي واجهها يوجين.
“سيد البرج الأبيض وأنا يمكن أن نقدم لك الطاقة السحرية خاصتنا، والتي يمكنك تخزينها في آكاشا. إذا إستطعنا أن نقدم لك أكبر قدر ممكن من الطاقة السحرية، فَسَـتتمكن من الإستفادة من الإنبعاث في صدع الأبعاد.” تابع لوفليان.
بالاضافة إلى ذلك، ماذا عن ملك الحصار الشيطاني؟ لِـكم من الوقت سينتظر ملك الشياطين الغامض يوجين؟ لِـكم من الوقت سيكون على إستعداد لإنتظار يوجين في بابل، كما أعلن؟
“هل لا بأس في ذلك حقًا؟” سأل يوجين.
عرفت نوير أن يوجين يمتلك سيف المون لايت. من ناحية أخرى، ظل غافيد غافلًا عن هذه التفاصيل الحاسمة. التداعيات التي قد تحدث إذا إكتشاف غافيد أنه يتم البحث عن شظايا سيف المون لايت وأن السيف نفسه في قبضة شخص آخر غير مؤكدة ولا يمكن التنبؤ بها. إنها مسألة حساسة، ويبدو أن رد الفعل الذي سيظهره غافيد عند معرفة هذه الحقيقة هو لغزٌ غير معروف.
“لماذا قد أمسك يدها؟” قال يوجين.
“هذا غير مهم بالنسبة لي. حتى صِرتُ غير قادر على إستخدام السحر لفترة من الوقت، أريد أن أكون قوة لك وللسيدة سيينا.” أجاب لوفليان. سوف تتجدد الطاقة السحرية بشكل طبيعي بمرور الوقت، لكن لا يزال من المميت أن يعيش السحرة بلا طاقة سحرية تمامًا، حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة.
أراد إنقاذ سيينا. في النهاية، هذا هو السبب في أنه سَـيمضي قدمًا في إخضاع رايزاكيا.
“…..لماذا أنا أيضًا؟” سألت ميلكيث.
أجاب لوفليان: “حتى لو نفدت الطاقة السحرية، يمكنك الحصول على مساعدة من ملوك الأرواح على أي حال.”
لكن هل ذلك يكفي؟ لم يستطع الإجابة. دوقات هيلموث الثلاثة — شفرة الحصار، ملكة شياطين الليل والتنين الشيطاني — هؤلاء الثلاثة جميعًا هم أعداء لم يستطع هزيمتهم بمفرده في حياته السابقة. بدلًا من ذلك، إنهم أعداء لا يمكنه قتلهم إلا مع حضور جميع أعضاء مجموعة البطل الخمسة.
“هذا صحيح، ولكن….همف. الآن بعد أن طرحت الفكرة، سيكون من غير اللائق قليلًا لو قُلتُ لا، صحيح؟” سألت ميلكيث.
لكن ذلك ليس نهاية التحدي. فَـهناك إحتمال كبير لتعطل التواصل مع ملوك الأرواح داخل الفراغ بين الأبعاد. وبالمثل، فإن قدرات إستدعاء لوفليان، التي إعتمدت على مخلوقات من أبعاد بديلة، واجهت خطر الفشل.
الفصل 294: بصمة إله الأرض (8)
رد لوفليان قائلًا: “لمعلوماتك، إنه من غير اللائق أن تسألي هذا السؤال من الأساس.” بطبيعة الحال، لم تشعر ميلكيث بأي خجل على الإطلاق.
إن تصميم لوفليان الذي لا يتزعزع على إنقاذ سيينا الحكيمة، التي يمكن إعتبارها معلمه الأكبر، مسعى إعتبره جديرًا بالتضحية بحياته من أجله. وبالمثل، إمتلكت ميلكيث رغبة عميقة في تقديم مساعدتها في السعي لإنقاذ السيدة سيينا. بعد كل شيء، سيينا مثَّلتْ موضع إعجاب وتقديس بين جميع السحرة.
“همف. هذه السيدة ليس لديها خيار آخر بما أنكِ تطلبين هكذا.” قفزت رايميرا نحو يوجين، ثم دخلت في عباءته.
دون أي سبب مقنع لرفض إقتراح لوفليان، رحب يوجين بعرضه بأذرع مفتوحة. وهكذا، لم يدخر لوفليان وميلكيث أي جهد، حيث جمعا بلا كلل كل أثر ضئيل لطاقة السحرية يمكنهم العثور عليه على طول رحلتهم نحو شجرة العالم وخزَّناها بدقة داخل آكاشا.
على الرغم من أن آكاشا لديها بالفعل خزان ضخم من الطاقة السحرية، إلا أنه ليس متاحًا لِـيوجين لإستخدامه بحرية. هذا بسبب تخصيص الطاقة السحرية الموجودة داخل قلب التنين لإظهار قوى آكاشا المتنوعة، وكذلك لتحقيق سحر يوجين.
عرفت نوير أن يوجين يمتلك سيف المون لايت. من ناحية أخرى، ظل غافيد غافلًا عن هذه التفاصيل الحاسمة. التداعيات التي قد تحدث إذا إكتشاف غافيد أنه يتم البحث عن شظايا سيف المون لايت وأن السيف نفسه في قبضة شخص آخر غير مؤكدة ولا يمكن التنبؤ بها. إنها مسألة حساسة، ويبدو أن رد الفعل الذي سيظهره غافيد عند معرفة هذه الحقيقة هو لغزٌ غير معروف.
‘سيكون إنتحارًا بالنسبة لي أن أشرك في معركة سحر مع رايزاكيا.’
لن يستخدم أي سحرٍ سوى الإنبعاث. في المعركة القادمة ضد رايزاكيا، سَـيحتاج يوجين إلى القتال تمامًا كمحارب.
توهج وجه يوجين باللون الأحمر الفاتح.
“هيك….هذه السيدة تفعل هذا مراعاةً لك….!”
لم يستطع إلا أن يتساءل عن هل بإمكانه فعل ذلك.
لم يرغب في التفكير بالأمر، لكن الأسئلة ظلت تظهر في ذهنه كلما إقترب من شجرة العالم.
“لا، هذا لأنكِ خائفة.”
هل ذلك ممكن بالنسبة له مع من هو الآن؟ إنه بالتأكيد أقوى مما كان عليه في حياته السابقة. في الواقع، إنه كذلك منذ فترة طويلة.
لكن هل ذلك يكفي؟ لم يستطع الإجابة. دوقات هيلموث الثلاثة — شفرة الحصار، ملكة شياطين الليل والتنين الشيطاني — هؤلاء الثلاثة جميعًا هم أعداء لم يستطع هزيمتهم بمفرده في حياته السابقة. بدلًا من ذلك، إنهم أعداء لا يمكنه قتلهم إلا مع حضور جميع أعضاء مجموعة البطل الخمسة.
لكنه لا يمتلك أحد لمساعدته هذه المرة. عمل مولون كَـحائط صد عن الشمال ضد نـور، ولم يعرف يوجين ما إذا كان فيرموث حيًا أم ميتًا أو لماذا سأل مولون عن مثل هذا الشيء.
حلل يوجين الوضع بصمت، وضع نقص المساعدة من رفاقه السابقين.
لسوء الحظ، لم تتمكن كريستينا من الإنضمام إليه في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. يحمل الإمتداد المجهول بين الأبعاد مخاطر متأصلة، وهناك إحتمال واضح بأن انيسيه، كَـشكل من أشكال الأرواح، قد تختفي خلال رحلتهم الشاقة. كل من كريستينا وانيسيه على دراية تامة بهذه المخاطر.
توهج وجه يوجين باللون الأحمر الفاتح.
وهكذا، كل يوم، قدم الإثنان صلواتهما بحرارة من أجل رفاهية يوجين. يجلسان معًا، واضعَينِ آلتاير، السيف المقدس، على أحضانهم، ويوجهون تفانيهم الصادق إلى صبها بأكبر عدد ممكن من المعجزات التي يمكن أن تحشدها قدراتهما المشتركة.
“لماذا تخاف هذه السيدة؟ لا يوجد سبب قد يدفعني للخوف من التنين الأسود. إذا إضطررت إلى اختيار شيء أخاف منه….هذ-هذه السيدة خائفة من أن التنين الأسود قد يبتلعك بالكامل.”
“أين نذهب؟” سأل يوجين.
“أوه، النور المقدس….”
أراد أن يراها، لإنقاذها في أسرع وقت ممكن. لن يكون قادرًا على تقبل ذلك إذا حدث شيء ما، ولم يعد بإمكانه إنقاذها إذا ماتت.
دعا الإثنان إلههما مرارًا وتكرارًا. توسل الإثنان لِـيحقق يوجين إرادته، وأن ينجح في القضاء على التنين الأسود الفاسد، وألَّا يموت أو يعاني من أي جروح لا يمكن إصلاحها. صلوا أنه سيعود إليهم بإبتسامة مشرقة.
هل يمكن أن تستمر معجزة شجرة العالم في حماية سيينا حتى عندما يهرب رايزاكيا من سجنه ويعود إلى هذا العالم؟
“هاها….” ضحك يوجين أثناء النظر إلى النار. أن يكون الكثير من الناس قلقين بشأنه هو….لا، بصرف النظر عن ذلك، إنجرفت نظرته نحو أصابعه الملقاة على ركبته. على الرغم من بذل قصارى جهده للحفاظ على الهدوء، إلا أن رجفة لا إرادية حدثت، وخانته حواسه التي سيطرت على كيانه.
أجاب يوجين: “لم أستطع النوم.” مبتسمًا نحو سيان، على الرغم من أن عينيه خانتاه مظهرتان التعب الذي ظل قائمًا. وأشار إلى الجزء الخلفي من المخيم. “سأقوم فقط بأرجحة سيفي قليلا، لذلك لا تقلق بشأني، واخلد إلى النوم. لا جدوى من القلق علي.”
لقد غضب وإندفع في ينبوع النور لانيسيه. من أجل كريستينا، التي تم إنشاؤها تمامًا مثل انيسيه، لعبة في يد القدر.
هل كان عصبيًا هكذا في أي وقتٍ مضى بعد أن ولد من جديد كَـيوجين؟ بصرف النظر عن عندما واجه فجأة ملك الحصار الشيطاني، هل شعر بمثل هذا القلق و….الخوف قبل قتال عدو؟
دون أي سبب مقنع لرفض إقتراح لوفليان، رحب يوجين بعرضه بأذرع مفتوحة. وهكذا، لم يدخر لوفليان وميلكيث أي جهد، حيث جمعا بلا كلل كل أثر ضئيل لطاقة السحرية يمكنهم العثور عليه على طول رحلتهم نحو شجرة العالم وخزَّناها بدقة داخل آكاشا.
‘لو إمتلكت المزيد من الوقت للتحضير….’
صيغة اللهب الأبيض لا تزال عند النجم السادس. لا يزال لديه مجال للتحسُّن. بدلا من ذلك، فكر في الشروع في السعي للبحث في عوالم هيلموث عن شظايا إضافية من سيف المون لايت. لقد إستمتع أيضًا بإمكانية أن تكشف عائلة لايونهارت، بمواردها الهائلة وتأثيرها، عن المزيد من الشظايا المشبعة بقوة السيف.
“سنكون قادرين على الذهاب إلى أي مكان. الشيء الأكثر أهمية هو هذا — سوف تمسك بيدي اليمنى، وستمسك السيدة سيينا يدي اليسرى.” بعد قول ذلك، أغلقت مير شفتيها للحظة. ثم أمالت رأسها بتأمل جاد. “….أو يمكنك فقط إمساك يد السيدة سيينا، السير يوجين.”
كلماته موجهة إلى نفسه، وهو يعلم جيدًا أنه متوترٌ وقلق.
لكن مهما كان الأمر، فقد إحتاج إلى مزيد من الوقت….هل يمتلك مثل هذه الرفاهية، الوقت؟ لم يعلم. هل يمكنه حتى البحث عن شظايا سيف المون لايت بالمال والنفوذ؟ لا، سيكون هذا مستحيلًا.
“لا بد أنك نسيت، لكن يمكنني قراءة أفكارك السطحية. أعلم بالفعل أنه كلما فكرت في السيدة سيينا، فأنت تفكر دائمًا في ذاكرتك عن فعل ذلك معها.” تابعت مير بإثارة.
ركز يوجين، منسجمًا بالكامل مع الأحاسيس التي تتجول في جسده. خاليًا من الطاقة السحرية، إحتضن السيف في قبضته، وشعر عن كثب بوزنه وملمسه كما لو أنه إمتدادٌ لذراعه. منحه هذا الوعي المتزايد القدرة على الإنخراط في المعركة دون الخضوع لتأثير أي ظرف من الظروف.
عرفت الشياطين الأقدم عن سيف المون لايت. على وجه الخصوص، عرف غافيد ليندمان ونوير جيابيلا مدى إزعاج سيف المون لايت.
عرفت نوير أن يوجين يمتلك سيف المون لايت. من ناحية أخرى، ظل غافيد غافلًا عن هذه التفاصيل الحاسمة. التداعيات التي قد تحدث إذا إكتشاف غافيد أنه يتم البحث عن شظايا سيف المون لايت وأن السيف نفسه في قبضة شخص آخر غير مؤكدة ولا يمكن التنبؤ بها. إنها مسألة حساسة، ويبدو أن رد الفعل الذي سيظهره غافيد عند معرفة هذه الحقيقة هو لغزٌ غير معروف.
ومع ذلك، هناك فرصة جيدة أن يموتوا موتًا مثيرًا للشفقة. لذلك في مواجهة هذا الإحتمال المخيف، إتخذ يوجين قرارًا مصيريًا. بدلًا من طلب المساعدة من رفاقه، قرر مواجهة رايزاكيا وحده.
بالاضافة إلى ذلك، ماذا عن ملك الحصار الشيطاني؟ لِـكم من الوقت سينتظر ملك الشياطين الغامض يوجين؟ لِـكم من الوقت سيكون على إستعداد لإنتظار يوجين في بابل، كما أعلن؟
“هذه السيدة لا تريد أن يقتلك التنين الأسود.”
‘رايزاكيا مشكلةٌ أيضًا. إنه ليس عاجزًا تمامًا. إنه يناضل من أجل وقته بينما يحمي نفسه في الفجوة بين الأبعاد، في إنتظار فرصة للهروب….’
كوابيسها تزداد سوءًا مع إقترابها من شجرة العالم.
إستدار يوجين إلى الجانب. تمكن من رؤية رايميرا ملتفة تحت الأغطية.
“ليست سهلة؟ هذا….”
هل ذلك ممكن بالنسبة له مع من هو الآن؟ إنه بالتأكيد أقوى مما كان عليه في حياته السابقة. في الواقع، إنه كذلك منذ فترة طويلة.
كوابيسها تزداد سوءًا مع إقترابها من شجرة العالم.
“إستمع إلي….! لذا، حسنًا، سوف أتوسل مباشرة إلى التنين الأسود حتى يتجنبك، الإنسان الذي يحاول قتله. وإذا أمكن، سأدعك تحافظ على حياتك كخادمٍ لهذه السيدة.”
على الرغم من جهودها لإخفاء ذلك، حدث تغيير ملحوظ على رايميرا. تدريجيًا، توقفت عن المشاركة في وجبات الطعام وحاولت أكثر قمع أصوات كوابيسها المؤلمة التي تطاردها كل ليلة. كريستينا، التي تكفلت برعايتها، بذلت قصارى جهدها لمساعدة رايميرا في العثور على الخلاص، بإستخدام سحرها الإلهي لجلب الراحة إلى نومها المضطرب وإحتضانها في أحضان مريحة. ومع ذلك، في تلك اللحظات التي تكون فيها كريستينا مغمورة في صلواتها، لم يوجد من يقدم إحتضانًا مهدئًا.
“هذ-هذه السيدة لا تعرف أيضًا.”
‘أصبح تأثير شر رايزاكيا أقوى، إنه يؤثر عليها.’
أنقذ يوجين الإثنين. دمر ينبوع النور وأنقذ روح انيسيه. لقد دمر سلاسل القدر التي سجنت كريستينا وأعطاها الحرية.
جعل هذا يوجين متوترًا لمعرفة أن رايزاكيا يستطيع إجراء مثل هذا التدخل. ماذا لو هرب رايزاكيا بينما يوجين يبني ثقته لقتل التنين الأسود؟ تمكنت سيينا من البقاء على قيد الحياة لعدة قرون بسبب معجزة شجرة العالم وغياب رايزاكيا، مصدر لعنتها، من هذا العالم.
دون أي سبب مقنع لرفض إقتراح لوفليان، رحب يوجين بعرضه بأذرع مفتوحة. وهكذا، لم يدخر لوفليان وميلكيث أي جهد، حيث جمعا بلا كلل كل أثر ضئيل لطاقة السحرية يمكنهم العثور عليه على طول رحلتهم نحو شجرة العالم وخزَّناها بدقة داخل آكاشا.
بعد الانفصال عن بلزاك، اقتربت المجموعة من شجرة العالم بدلا من التوجه إلى عاصمة قبيلة كوتشيلا. من خلال القدرات المميزة لآكاشا إضافةً إلى رايميرا، إكتشفوا بابًا بالقرب من شجرة العالم — مدخلٌ لا يرتبط إلا بِـرايزاكيا نفسه.
هل يمكن أن تستمر معجزة شجرة العالم في حماية سيينا حتى عندما يهرب رايزاكيا من سجنه ويعود إلى هذا العالم؟
ظل يوجين دائمًا مسترخيًا في ذكريات سيان. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها يوجين متوترًا ومضطربًا.
‘محالٌ أن يترك ذلك السحلية سيينا وشأنها.’
رايزاكيا هو مخلوقٌ متعجرف، ولن يترك سيينا وشأنها بعد أن حبسته لمئات السنين.
كوابيسها تزداد سوءًا مع إقترابها من شجرة العالم.
حدق يوجين في النار للحظة قبل أن يرتفع.
“هممم….” أخمد يوجين غضبه.
“همم….هذه السيدة تقول هذا فقط لأنها قلقةٌ عليك. و….حسنا، قد لا تكون هذه السيدة مستعدةً تمامًا لمقابلة التنين الأسود.” إسترقت رايميرا النظرات إلى يوجين بينما تتلعثم مترددة.
إذا أراد أن يُصفّي عقله من الأفكار السيئة، فَـتحريك جسده أفضل من النوم.
“إستمع إلي….! لذا، حسنًا، سوف أتوسل مباشرة إلى التنين الأسود حتى يتجنبك، الإنسان الذي يحاول قتله. وإذا أمكن، سأدعك تحافظ على حياتك كخادمٍ لهذه السيدة.”
“هل أنت ذاهب إلى مكان ما؟” سأل سيان، ورفع نظرته لمقابلة وجه يوجين.
ولكن كيف يمكن لمثل هذه الكلمات البسيطة أن تروي قلق سيان؟ وقف للحاق بِـيوجين، لكن يوجين هز رأسه بقوة.
دون أي سبب مقنع لرفض إقتراح لوفليان، رحب يوجين بعرضه بأذرع مفتوحة. وهكذا، لم يدخر لوفليان وميلكيث أي جهد، حيث جمعا بلا كلل كل أثر ضئيل لطاقة السحرية يمكنهم العثور عليه على طول رحلتهم نحو شجرة العالم وخزَّناها بدقة داخل آكاشا.
تأخر صوته عندما رأى وجه يوجين، متجمدًا بصلابة غير معهودة، بينما تشبث شعره الرطب بجبهته، مبتلًا بالعرق. لم يستطِع سيان إلا أن يشعر بموجة من القلق؛ توقفت أنفاسه للحظات في حلقه بسبب ما رآه.
دعا الإثنان إلههما مرارًا وتكرارًا. توسل الإثنان لِـيحقق يوجين إرادته، وأن ينجح في القضاء على التنين الأسود الفاسد، وألَّا يموت أو يعاني من أي جروح لا يمكن إصلاحها. صلوا أنه سيعود إليهم بإبتسامة مشرقة.
ظل يوجين دائمًا مسترخيًا في ذكريات سيان. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها يوجين متوترًا ومضطربًا.
أجاب يوجين: “ليس الأمر كما لو أنني لا أملك فرصة.” ليس الأمر كما لو أن رايزاكيا سيكون في حالة ممتازة أيضًا. ظل التنين الأسود محاصرًا في الفضاء بين الأبعاد لمدة ثلاثمائة عام.
رد لوفليان قائلًا: “لمعلوماتك، إنه من غير اللائق أن تسألي هذا السؤال من الأساس.” بطبيعة الحال، لم تشعر ميلكيث بأي خجل على الإطلاق.
“هل أنت….بخير؟” سأل سيان.
عادة، سيقابل هراءها هذا بضربة على الجوهرة الحمراء على جبهتها. ومع ذلك، سمح لها يوجين بالإستمرار وإستمع بصمت عندما رأى كيف إرتجف صوتها وإحمرَّت عينيها.
“وماذا لو تم مضغُكِ حتى ويموت؟” سأل يوجين.
أجاب يوجين: “لم أستطع النوم.” مبتسمًا نحو سيان، على الرغم من أن عينيه خانتاه مظهرتان التعب الذي ظل قائمًا. وأشار إلى الجزء الخلفي من المخيم. “سأقوم فقط بأرجحة سيفي قليلا، لذلك لا تقلق بشأني، واخلد إلى النوم. لا جدوى من القلق علي.”
لم يستطع إلا أن يتساءل عن هل بإمكانه فعل ذلك.
ولكن كيف يمكن لمثل هذه الكلمات البسيطة أن تروي قلق سيان؟ وقف للحاق بِـيوجين، لكن يوجين هز رأسه بقوة.
وهكذا، كل يوم، قدم الإثنان صلواتهما بحرارة من أجل رفاهية يوجين. يجلسان معًا، واضعَينِ آلتاير، السيف المقدس، على أحضانهم، ويوجهون تفانيهم الصادق إلى صبها بأكبر عدد ممكن من المعجزات التي يمكن أن تحشدها قدراتهما المشتركة.
“أريد أن أركز مع نفسي.”
“أريد أن أركز مع نفسي.”
في النهاية، جلس سيان مرة أخرى في مقعده، يداه مشدودتان بإحكام بينما يشاهد شخصية أخيه تختفي في الظلام. لم يستسلم للشعور بالعجز أو أي شعور مماثل. بدلا من ذلك، إمتلأ قلبه فقط بقلق عميق على يوجين. بينما لم يستطع سيان التعاطف تمامًا مع الأعباء التي تثقل كاهل يوجين، ظل قلقه على أخيه قائمًا.
“الأم….المرأة المقدسة متعمقة في صلاتها. على الرغم من أن هذه السيدة تفضل أن تعانقني بدلًا من ذلك.” تمتمت رايميرا.
“همم….هذه السيدة تقول هذا فقط لأنها قلقةٌ عليك. و….حسنا، قد لا تكون هذه السيدة مستعدةً تمامًا لمقابلة التنين الأسود.” إسترقت رايميرا النظرات إلى يوجين بينما تتلعثم مترددة.
بالنسبة لسيان، التنانين مجرد مخلوقات أسطورية. علاوة على ذلك، رايزاكيا ليس مجرد تنين بسيط بل أسطورة حقيقية من زمن سلفه، فيرموث.
خرجت رايميرا من خلف الشجرة، وقدمت لنفسها جوًا من المرونة، على الرغم من عيونها الحمراء. وقفت بفخر، صدرها مرفوع.
فجأة، كسر صوت مير الصمت وهي تخرج رأسها من تحت عباءة يوجين. تخبطت للعثور على كلمات الراحة لتهدئة مخاوفه وقلقه لكنها إختارت في النهاية التزام الصمت، معطية إياه المساحة لإيجاد الهدوء. كما توقعت، إنتهى الأمر بِـيوجين بإستعادة رباطة الجأش من تلقاء نفسه.
إنه إنجازٌ لا يمكن تصوره بالنسبة لسيان أن يقاتل ويقتل مثل هذا الوجود.
‘ولكن، إذا كان أنت….’
هل إعتقد ذلك حقًا؟
لم يعد بإمكان سيان رؤية شخصية يوجين.
“دعونا لا نتصرف بشكل غير لائق.” همس يوجين تحت أنفاسه بعد أن أوقف سيفه فجأة في منتصف طريقه. “سيكون من السخف إذا أنقذتها بعد فوات الأوان بعد قول مثل هذه الأشياء.”
“همم….أعتقد أنني قد أكون قادرًا على تقديم بعض المساعدة فيما يتعلق بهذه المسألة.”
أراد أن يعتقد أن يوجين سيكون على ما يرام، كما هو الحال دائمًا. حتى لو واجه يوجين تحديًا لا يمكن تصوره، أراد سيان أن يؤمن بِـيوجين. لا، بدلًا من ذلك، عليه أن يؤمن يوجين.
“أوقفي هذا الهراء وإذهبي للنوم.” قاطعها يوجين.
لم يتجول يوجين بعيدا عن المخيم. لم يعتقد أن المشي لمسافات طويلة سَـيساعد على تهدئة قلبه. وهكذا، بعد المشي لمسافة جيدة، إستلَّ يوجين سيفه.
إستدار يوجين إلى الجانب. تمكن من رؤية رايميرا ملتفة تحت الأغطية.
إنه سيفٌ عادي بسيط. ليس السيف الذي سَـيستخدمه ضد رايزاكيا في المعركة القادمة. حيث من المحتمل أن يعتمد على السيف المقدس وسيف المون لايت في المعركة.
عاد كابوس مؤلم إلى الظهور في وعي رايميرا، مستذكرةً بوضوح الإحساس بالإبتلاع الكامل. أرسلت الذاكرة المروعة الرعشات أسفل عمودها الفقري، مما جعلها تتجعد غريزيًا، بحثا عن العزاء من الهزات التي مرت عبر جسدها.
“آآآآآآ! هذا مؤلم! هذا مؤلم!”
في النهاية، أمسك يوجين بالسيف بقوة في يده. على عكس حياته السابقة، حيث كانت ترسانته هزيلة، إنه يمتلك الآن العديد من الأسلحة الإستثنائية تحت تصرفه. ومع ذلك، فإن تيارًا خفيًا من القلق شد أفكاره، وحذره من الرضا عن النفس.
“أنتِ أيتها الشقية الصغيرة المتعجرفة. من أنتِ لتخبري السير يوجين ألا يذهب؟”
“تراودني كل أنواع الأفكار.” شخر يوجين قبل أن يبدأ في أرجحة سيفه.
أجاب لوفليان: “حتى لو نفدت الطاقة السحرية، يمكنك الحصول على مساعدة من ملوك الأرواح على أي حال.”
“أوه، النور المقدس….”
بطبيعة الحال، وبخ نفسه للغرق في مثل هذه الفكرة الحمقاء. صحيحٌ أن الأسلحة التي يمتلكها الآن تجاوزت أي شيء كان يمتلكه في حياته السابقة، من كل جانب. ومع ذلك، على عكس قلقه الذي لا أساس له، لم تتضاءل مهاراته الخاصة، بل أصبحت أكثر حدة وصقلًا. كانت رحلة شحذ قدراته سعيًا لا هوادة فيه لتحقيق الكمال، ومواءمة إتقانه مع الأسلحة الرائعة الممنوحة له.
على الرغم من أن آكاشا لديها بالفعل خزان ضخم من الطاقة السحرية، إلا أنه ليس متاحًا لِـيوجين لإستخدامه بحرية. هذا بسبب تخصيص الطاقة السحرية الموجودة داخل قلب التنين لإظهار قوى آكاشا المتنوعة، وكذلك لتحقيق سحر يوجين.
“هل تستطيع؟” سألت ميلكيث.
لقد بذل قصارى جهده لكسب الثقة. ذلك حتى يتمكن من الفوز في كل موقف قد يواجهه. ذلك لأن أعدائه أقوياء للغاية. لهذا السبب شحذ نفسه بشدة. واصل التدريب وتعلم السحر وخلق مهارات جديدة.
“ليست سهلة؟ هذا….”
لقد بذل قصارى جهده. لم يضيع حتى ثانية واحدة بعد تناسخه، وكل لحظة كانت جزءًا مهمًا من السماح له بأن يصبح كما هو الآن.
توهج وجه يوجين باللون الأحمر الفاتح.
‘أستطيع قتله.’
ركز يوجين، منسجمًا بالكامل مع الأحاسيس التي تتجول في جسده. خاليًا من الطاقة السحرية، إحتضن السيف في قبضته، وشعر عن كثب بوزنه وملمسه كما لو أنه إمتدادٌ لذراعه. منحه هذا الوعي المتزايد القدرة على الإنخراط في المعركة دون الخضوع لتأثير أي ظرف من الظروف.
لسوء الحظ، لم تتمكن كريستينا من الإنضمام إليه في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. يحمل الإمتداد المجهول بين الأبعاد مخاطر متأصلة، وهناك إحتمال واضح بأن انيسيه، كَـشكل من أشكال الأرواح، قد تختفي خلال رحلتهم الشاقة. كل من كريستينا وانيسيه على دراية تامة بهذه المخاطر.
لقد بذل قصارى جهده لكسب الثقة. ذلك حتى يتمكن من الفوز في كل موقف قد يواجهه. ذلك لأن أعدائه أقوياء للغاية. لهذا السبب شحذ نفسه بشدة. واصل التدريب وتعلم السحر وخلق مهارات جديدة.
‘يمكنني إنقاذها.’
‘أصبح تأثير شر رايزاكيا أقوى، إنه يؤثر عليها.’
إحتلت سيينا، الفتاة التعيسة والساذجة، عقل يوجين. شكلها الرقيق يحمل جرحًا عميقًا، تجويفًا كبيرًا في صدرها، ووجودها ذاته مستمر فقط من خلال القوى المعجزة لشجرة العالم. كل لحظة تمر كثفت الخوف المحيط بحالتها الهشة، تُرِكَ عدم اليقين معلقًا على مستقبلهًا، حياتها على حافة الهاوية، مع التهديد الذي يلوح في الأفق بالزوال الوشيك.
“ماذا؟”
إن تصميم لوفليان الذي لا يتزعزع على إنقاذ سيينا الحكيمة، التي يمكن إعتبارها معلمه الأكبر، مسعى إعتبره جديرًا بالتضحية بحياته من أجله. وبالمثل، إمتلكت ميلكيث رغبة عميقة في تقديم مساعدتها في السعي لإنقاذ السيدة سيينا. بعد كل شيء، سيينا مثَّلتْ موضع إعجاب وتقديس بين جميع السحرة.
أراد إنقاذ سيينا. في النهاية، هذا هو السبب في أنه سَـيمضي قدمًا في إخضاع رايزاكيا.
على الرغم من جهودها لإخفاء ذلك، حدث تغيير ملحوظ على رايميرا. تدريجيًا، توقفت عن المشاركة في وجبات الطعام وحاولت أكثر قمع أصوات كوابيسها المؤلمة التي تطاردها كل ليلة. كريستينا، التي تكفلت برعايتها، بذلت قصارى جهدها لمساعدة رايميرا في العثور على الخلاص، بإستخدام سحرها الإلهي لجلب الراحة إلى نومها المضطرب وإحتضانها في أحضان مريحة. ومع ذلك، في تلك اللحظات التي تكون فيها كريستينا مغمورة في صلواتها، لم يوجد من يقدم إحتضانًا مهدئًا.
أراد أن يراها، لإنقاذها في أسرع وقت ممكن. لن يكون قادرًا على تقبل ذلك إذا حدث شيء ما، ولم يعد بإمكانه إنقاذها إذا ماتت.
“أنت تعرف، لقد فعلت ذلك. كنت أنت الشخص الذي قال هذا، يا سيدي يوجين.” قال مير.
“لا بد أنك نسيت، لكن يمكنني قراءة أفكارك السطحية. أعلم بالفعل أنه كلما فكرت في السيدة سيينا، فأنت تفكر دائمًا في ذاكرتك عن فعل ذلك معها.” تابعت مير بإثارة.
لقد غضب وإندفع في ينبوع النور لانيسيه. من أجل كريستينا، التي تم إنشاؤها تمامًا مثل انيسيه، لعبة في يد القدر.
“لماذا قد أمسك يدها؟” قال يوجين.
أنقذ يوجين الإثنين. دمر ينبوع النور وأنقذ روح انيسيه. لقد دمر سلاسل القدر التي سجنت كريستينا وأعطاها الحرية.
“سنكون قادرين على الذهاب إلى أي مكان. الشيء الأكثر أهمية هو هذا — سوف تمسك بيدي اليمنى، وستمسك السيدة سيينا يدي اليسرى.” بعد قول ذلك، أغلقت مير شفتيها للحظة. ثم أمالت رأسها بتأمل جاد. “….أو يمكنك فقط إمساك يد السيدة سيينا، السير يوجين.”
لقد خاض يوجين معركة مع مولون في ليهينجار لأنه لم يستطِع ترك مولون وشأنه، مولون الذي أُصيب بالجنون بعد مئات المعارك المرهقة. فشل يوجين في التوصل إلى حل لوضع مولون. بغض النظر عما فعله يوجين، إضطر مولون إلى مواصلة القتال ضد النـور في ليهينجار. ولكن حتى لو فشل في التوصل إلى إجابة، فَـهو لم يترك مولون وحده. حاول يوجين إعادة مولون إلى رشده بضربه، على الرغم من أن الأمر إنتهى بتلقيه للضرب.
“الأم….المرأة المقدسة متعمقة في صلاتها. على الرغم من أن هذه السيدة تفضل أن تعانقني بدلًا من ذلك.” تمتمت رايميرا.
“إ-إذا حاول التنين الأسود إبتلاعك بالكامل، فإن هذه السيدة ستحشد شجاعتها و….حسنًا….تطلب من التنين الأسود ألَّا يبتلعك.”
الأمر ذاته الآن. سَـيمضي قدمًا لأنه أراد إنقاذ سيينا ولأنه لم يستطع تركها وشأنها.
لم يرغب في التفكير بالأمر، لكن الأسئلة ظلت تظهر في ذهنه كلما إقترب من شجرة العالم.
سمع السعال من وراء شجرة. خرج رأس شخص ما من ورائها. “هذه السيدة كانت على وشك مساعدتك لأنك بدوتَ خائفًا، ولكن هل أنت أفضل الآن؟”
ذلك لأنه تكلم مع سيينا وأيضًا لأنه يعرف وضعها. لقد بكت تلك الفتاة الغبية أمامه. لقد وعد بإنقاذها بينما يحاول التصرف بشجاعة مثل الأحمق.
‘ولكن، إذا كان أنت….’
“هذا غير مهم بالنسبة لي. حتى صِرتُ غير قادر على إستخدام السحر لفترة من الوقت، أريد أن أكون قوة لك وللسيدة سيينا.” أجاب لوفليان. سوف تتجدد الطاقة السحرية بشكل طبيعي بمرور الوقت، لكن لا يزال من المميت أن يعيش السحرة بلا طاقة سحرية تمامًا، حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة.
“دعونا لا نتصرف بشكل غير لائق.” همس يوجين تحت أنفاسه بعد أن أوقف سيفه فجأة في منتصف طريقه. “سيكون من السخف إذا أنقذتها بعد فوات الأوان بعد قول مثل هذه الأشياء.”
“هل تقول أنه يمكنك إمساك يد السيدة سيينا وقتما تشاء، السير يوجين؟” صاحت مير، ولم تفوت أي كلمة همس بها يوجين. قفزت صعودًا وهبوطًا بإبتسامة مشرقة. “حسنًا، بالطبع! بعد كل شيء، فعلت أنت والسيدة سيينا ذلك معًا.”
كلماته موجهة إلى نفسه، وهو يعلم جيدًا أنه متوترٌ وقلق.
“لذلك….تعتقد هذه السيدة أنه قد يكون من الأفضل لنا العودة الآن. حسنًا، أنا قلقة عليك و—”
رد لوفليان قائلًا: “لمعلوماتك، إنه من غير اللائق أن تسألي هذا السؤال من الأساس.” بطبيعة الحال، لم تشعر ميلكيث بأي خجل على الإطلاق.
“هذا ليس شيئًا جديدًا. لقد كنت أفتعل دائمًا المعارك مع الأوغاد التي يستحيل الفوز عليهم.”
هل ذلك ممكن بالنسبة له مع من هو الآن؟ إنه بالتأكيد أقوى مما كان عليه في حياته السابقة. في الواقع، إنه كذلك منذ فترة طويلة.
كانت مثل هذه المواقف شائعة في حياة يوجين السابقة، فلماذا أمسك به القلق الآن؟ ضحك بهدوء، مستنكرًا الذات، بينما يزيل حبات العرق المتكونة على جبهته. إن أرجحة سيفه قد جلب له إحساسًا غريبًا بالعزاء، وراحة غريبة رحب بها بكل إخلاص. في حين أن العرق البارد جعله يرتجف في وجود النار تطقطق، فإن الحرارة التي تتدفق الآن عبر عروقه تتطابق مع شدة تسارع ضربات قلبه.
‘أصبح تأثير شر رايزاكيا أقوى، إنه يؤثر عليها.’
أراد إنقاذ سيينا. في النهاية، هذا هو السبب في أنه سَـيمضي قدمًا في إخضاع رايزاكيا.
فجأة، كسر صوت مير الصمت وهي تخرج رأسها من تحت عباءة يوجين. تخبطت للعثور على كلمات الراحة لتهدئة مخاوفه وقلقه لكنها إختارت في النهاية التزام الصمت، معطية إياه المساحة لإيجاد الهدوء. كما توقعت، إنتهى الأمر بِـيوجين بإستعادة رباطة الجأش من تلقاء نفسه.
“همف. هذه السيدة ليس لديها خيار آخر بما أنكِ تطلبين هكذا.” قفزت رايميرا نحو يوجين، ثم دخلت في عباءته.
إعتقدت مير أن هذا هو الوقت المناسب للتحدث لمساعدة يوجين على الإبتهاج. “سوف تقتل رايزاكيا وتنقذ السيدة سيينا، السير يوجين. بعد ذلك، ستعود بصحة جيدة، وسنذهب للعب بينما نمسك أيدي بعضنا البعض. أنت وأنا والسيدة سيينا.”
“ألن تفعل؟ يمكنك دائمًا إمساك يدي كل يوم، وحتى الآن، لكن يد السيدة سيينا لن تكون سهلة الإمساك مثل يدي.” ردت مير.
“أين نذهب؟” سأل يوجين.
“هذا صحيح، ولكن….همف. الآن بعد أن طرحت الفكرة، سيكون من غير اللائق قليلًا لو قُلتُ لا، صحيح؟” سألت ميلكيث.
لم يعد بإمكان سيان رؤية شخصية يوجين.
“سنكون قادرين على الذهاب إلى أي مكان. الشيء الأكثر أهمية هو هذا — سوف تمسك بيدي اليمنى، وستمسك السيدة سيينا يدي اليسرى.” بعد قول ذلك، أغلقت مير شفتيها للحظة. ثم أمالت رأسها بتأمل جاد. “….أو يمكنك فقط إمساك يد السيدة سيينا، السير يوجين.”
رايميرا.
“لماذا قد أمسك يدها؟” قال يوجين.
‘ولكن، إذا كان أنت….’
“ألن تفعل؟ يمكنك دائمًا إمساك يدي كل يوم، وحتى الآن، لكن يد السيدة سيينا لن تكون سهلة الإمساك مثل يدي.” ردت مير.
“ليست سهلة؟ هذا….”
‘ولكن، إذا كان أنت….’
“هل تقول أنه يمكنك إمساك يد السيدة سيينا وقتما تشاء، السير يوجين؟” صاحت مير، ولم تفوت أي كلمة همس بها يوجين. قفزت صعودًا وهبوطًا بإبتسامة مشرقة. “حسنًا، بالطبع! بعد كل شيء، فعلت أنت والسيدة سيينا ذلك معًا.”
“ماذا؟”
أجاب يوجين: “ليس الأمر كما لو أنني لا أملك فرصة.” ليس الأمر كما لو أن رايزاكيا سيكون في حالة ممتازة أيضًا. ظل التنين الأسود محاصرًا في الفضاء بين الأبعاد لمدة ثلاثمائة عام.
“أنت تعرف، لقد فعلت ذلك. كنت أنت الشخص الذي قال هذا، يا سيدي يوجين.” قال مير.
إستدار يوجين إلى الجانب. تمكن من رؤية رايميرا ملتفة تحت الأغطية.
“متى قلت ذلك!؟” رد يوجين بإرتباك.
“وماذا لو تم مضغُكِ حتى ويموت؟” سأل يوجين.
“لا بد أنك نسيت، لكن يمكنني قراءة أفكارك السطحية. أعلم بالفعل أنه كلما فكرت في السيدة سيينا، فأنت تفكر دائمًا في ذاكرتك عن فعل ذلك معها.” تابعت مير بإثارة.
“سنكون قادرين على الذهاب إلى أي مكان. الشيء الأكثر أهمية هو هذا — سوف تمسك بيدي اليمنى، وستمسك السيدة سيينا يدي اليسرى.” بعد قول ذلك، أغلقت مير شفتيها للحظة. ثم أمالت رأسها بتأمل جاد. “….أو يمكنك فقط إمساك يد السيدة سيينا، السير يوجين.”
بالاضافة إلى ذلك، ماذا عن ملك الحصار الشيطاني؟ لِـكم من الوقت سينتظر ملك الشياطين الغامض يوجين؟ لِـكم من الوقت سيكون على إستعداد لإنتظار يوجين في بابل، كما أعلن؟
توهج وجه يوجين باللون الأحمر الفاتح.
لم يرغب في التفكير بالأمر، لكن الأسئلة ظلت تظهر في ذهنه كلما إقترب من شجرة العالم.
لقد خاض يوجين معركة مع مولون في ليهينجار لأنه لم يستطِع ترك مولون وشأنه، مولون الذي أُصيب بالجنون بعد مئات المعارك المرهقة. فشل يوجين في التوصل إلى حل لوضع مولون. بغض النظر عما فعله يوجين، إضطر مولون إلى مواصلة القتال ضد النـور في ليهينجار. ولكن حتى لو فشل في التوصل إلى إجابة، فَـهو لم يترك مولون وحده. حاول يوجين إعادة مولون إلى رشده بضربه، على الرغم من أن الأمر إنتهى بتلقيه للضرب.
طبيعة مير المؤذية أغرتها لتسليط المزيد من الضغط على يوجين، لكن لقاءاتها السابقة علمتها عواقب دفع حظها بعيدًا جدًا — ضربة على الرأس هو مصيرٌ رغبت في تجنبه. على عجل، تراجعت مرة أخرى إلى ملاذ عباءته، مدركة جيدًا للإحباط الغاضب الذي يغلي بداخله.
توهج وجه يوجين باللون الأحمر الفاتح.
“هل أنت ذاهب إلى مكان ما؟” سأل سيان، ورفع نظرته لمقابلة وجه يوجين.
“هممم….” أخمد يوجين غضبه.
‘لو إمتلكت المزيد من الوقت للتحضير….’
سمع السعال من وراء شجرة. خرج رأس شخص ما من ورائها. “هذه السيدة كانت على وشك مساعدتك لأنك بدوتَ خائفًا، ولكن هل أنت أفضل الآن؟”
رايميرا.
على الرغم من أن آكاشا لديها بالفعل خزان ضخم من الطاقة السحرية، إلا أنه ليس متاحًا لِـيوجين لإستخدامه بحرية. هذا بسبب تخصيص الطاقة السحرية الموجودة داخل قلب التنين لإظهار قوى آكاشا المتنوعة، وكذلك لتحقيق سحر يوجين.
خرجت رايميرا من خلف الشجرة، وقدمت لنفسها جوًا من المرونة، على الرغم من عيونها الحمراء. وقفت بفخر، صدرها مرفوع.
على الرغم من أن إستجابة يوجين قصيرة، إلا أنها هدَّأتْ تدريجيًا إرتجاف رايميرا. مع تنهد مرتاح، رفعت رأسها، وإلتقت نظرتها بنظرة مير، التي إستدعتها إلى عباءة يوجين.
“لماذا أتيت إلى هنا دون نوم؟ ماذا عن كريستينا؟” سأل يوجين.
“أين نذهب؟” سأل يوجين.
إنه سيفٌ عادي بسيط. ليس السيف الذي سَـيستخدمه ضد رايزاكيا في المعركة القادمة. حيث من المحتمل أن يعتمد على السيف المقدس وسيف المون لايت في المعركة.
“الأم….المرأة المقدسة متعمقة في صلاتها. على الرغم من أن هذه السيدة تفضل أن تعانقني بدلًا من ذلك.” تمتمت رايميرا.
“أنتِ لا تفشلين أبدًا في نطق الكلمات غير الضرورية التي تكسبك صفعة.” رد يوجين، تلميحٌ من السخط يملأ صوته.
وهكذا، كل يوم، قدم الإثنان صلواتهما بحرارة من أجل رفاهية يوجين. يجلسان معًا، واضعَينِ آلتاير، السيف المقدس، على أحضانهم، ويوجهون تفانيهم الصادق إلى صبها بأكبر عدد ممكن من المعجزات التي يمكن أن تحشدها قدراتهما المشتركة.
“سنكون قادرين على الذهاب إلى أي مكان. الشيء الأكثر أهمية هو هذا — سوف تمسك بيدي اليمنى، وستمسك السيدة سيينا يدي اليسرى.” بعد قول ذلك، أغلقت مير شفتيها للحظة. ثم أمالت رأسها بتأمل جاد. “….أو يمكنك فقط إمساك يد السيدة سيينا، السير يوجين.”
“هيك!” ريميرا ارتدت بسرعة. “همم….هذه السيدة سعيدة لأنك تشعر بتحسن، ولكن إذا كنت خائفًا حقًا، هل هناك سبب للذهاب لمحاربة التنين الأسود….؟”
لقد غضب وإندفع في ينبوع النور لانيسيه. من أجل كريستينا، التي تم إنشاؤها تمامًا مثل انيسيه، لعبة في يد القدر.
“هل سَـتستمرين في نفث الهراء؟” سأل يوجين.
هل إعتقد ذلك حقًا؟
هل ذلك ممكن بالنسبة له مع من هو الآن؟ إنه بالتأكيد أقوى مما كان عليه في حياته السابقة. في الواقع، إنه كذلك منذ فترة طويلة.
“همم….هذه السيدة تقول هذا فقط لأنها قلقةٌ عليك. و….حسنا، قد لا تكون هذه السيدة مستعدةً تمامًا لمقابلة التنين الأسود.” إسترقت رايميرا النظرات إلى يوجين بينما تتلعثم مترددة.
هل يمكن أن تستمر معجزة شجرة العالم في حماية سيينا حتى عندما يهرب رايزاكيا من سجنه ويعود إلى هذا العالم؟
لم تكذب عندما قالت إنها قلقة بشأن يوجين. على الرغم من أن الوغد أمامها يتمتع بشخصية تافهة، إلا أنه كان جيدًا جدًا مع رايميرا خلال رحلتهم.
“لماذا أتيت إلى هنا دون نوم؟ ماذا عن كريستينا؟” سأل يوجين.
“أنت تعرف، لقد فعلت ذلك. كنت أنت الشخص الذي قال هذا، يا سيدي يوجين.” قال مير.
لقد سمح لها بدخول عباءته حتى لا تتأذى، وأمسك يدها أحيانا داخل العباءة عندما ترتجف كثيرًا….
“هل أنت ذاهب إلى مكان ما؟” سأل سيان، ورفع نظرته لمقابلة وجه يوجين.
“هذه السيدة لا تريد أن يقتلك التنين الأسود.”
“حسنًا، حسنًا.” شخر يوجين.
“لا أعرف من يقلق بشأن من.” قال يوجين: “سأقتل والدك.”
أجاب يوجين: “لم أستطع النوم.” مبتسمًا نحو سيان، على الرغم من أن عينيه خانتاه مظهرتان التعب الذي ظل قائمًا. وأشار إلى الجزء الخلفي من المخيم. “سأقوم فقط بأرجحة سيفي قليلا، لذلك لا تقلق بشأني، واخلد إلى النوم. لا جدوى من القلق علي.”
على الرغم من أن إستجابة يوجين قصيرة، إلا أنها هدَّأتْ تدريجيًا إرتجاف رايميرا. مع تنهد مرتاح، رفعت رأسها، وإلتقت نظرتها بنظرة مير، التي إستدعتها إلى عباءة يوجين.
“همم….احم. تعتقد هذه السيدة أن التنين الأسود لن يموت على يديك. الإنسان الشرير، أعلم أنك قوي بما يكفي لتكون الأقوى بين البشر، لكن، يستحيل أن تكون قويًا بما يكفي للوصول إلى التنين الأسود، أقوى التنانين.” ردت رايميرا.
خرجت رايميرا من خلف الشجرة، وقدمت لنفسها جوًا من المرونة، على الرغم من عيونها الحمراء. وقفت بفخر، صدرها مرفوع.
ظل يوجين دائمًا مسترخيًا في ذكريات سيان. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها يوجين متوترًا ومضطربًا.
“آه، هذا جيد لك.” قال يوجين: “إذا مُت، فسوف يعتني بك والدك بشكل ممتاز.”
وبعبارة أخرى، لم يستطِع يوجين أن يأمل في الإعتماد على تلقي المساعدة من الآخرين. شعر لوفليان وميلكيث بخيبة أمل وحزن عميق من هذه الحقيقة.
“حسنا، كما قلت للتو….هذه السيدة ليست مستعدة تمامًا لِـلم الشمل….”
تراجعت أكتاف رايميرا مرة أخرى، مثقلةً بعبء خوفها. أدى وجود التنين الأسود الذي يلوح في الأفق إلى تكثيف كوابيسها، مما أدى إلى تعذيبها بكثافة متزايدة حيث جعلتهم رحلتهم أقرب إلى التنين الأسود. أصاب الأرق قلبها وعقلها، مما أدى إلى تفاقم الخوف الذي إستحوذ على كيانها.
شككت رايميرا في خوفها. لماذا هي خائفة جدا من الإقتراب من والدها، التنين الأسود؟
على الرغم من جهودها لإخفاء ذلك، حدث تغيير ملحوظ على رايميرا. تدريجيًا، توقفت عن المشاركة في وجبات الطعام وحاولت أكثر قمع أصوات كوابيسها المؤلمة التي تطاردها كل ليلة. كريستينا، التي تكفلت برعايتها، بذلت قصارى جهدها لمساعدة رايميرا في العثور على الخلاص، بإستخدام سحرها الإلهي لجلب الراحة إلى نومها المضطرب وإحتضانها في أحضان مريحة. ومع ذلك، في تلك اللحظات التي تكون فيها كريستينا مغمورة في صلواتها، لم يوجد من يقدم إحتضانًا مهدئًا.
“لذلك….تعتقد هذه السيدة أنه قد يكون من الأفضل لنا العودة الآن. حسنًا، أنا قلقة عليك و—”
لكنه لا يمتلك أحد لمساعدته هذه المرة. عمل مولون كَـحائط صد عن الشمال ضد نـور، ولم يعرف يوجين ما إذا كان فيرموث حيًا أم ميتًا أو لماذا سأل مولون عن مثل هذا الشيء.
“أوقفي هذا الهراء وإذهبي للنوم.” قاطعها يوجين.
“هيك….هذه السيدة تفعل هذا مراعاةً لك….!”
“لا، هذا لأنكِ خائفة.”
“همف. هذه السيدة ليس لديها خيار آخر بما أنكِ تطلبين هكذا.” قفزت رايميرا نحو يوجين، ثم دخلت في عباءته.
“لماذا تخاف هذه السيدة؟ لا يوجد سبب قد يدفعني للخوف من التنين الأسود. إذا إضطررت إلى اختيار شيء أخاف منه….هذ-هذه السيدة خائفة من أن التنين الأسود قد يبتلعك بالكامل.”
عاد كابوس مؤلم إلى الظهور في وعي رايميرا، مستذكرةً بوضوح الإحساس بالإبتلاع الكامل. أرسلت الذاكرة المروعة الرعشات أسفل عمودها الفقري، مما جعلها تتجعد غريزيًا، بحثا عن العزاء من الهزات التي مرت عبر جسدها.
“همم….هذه السيدة تقول هذا فقط لأنها قلقةٌ عليك. و….حسنا، قد لا تكون هذه السيدة مستعدةً تمامًا لمقابلة التنين الأسود.” إسترقت رايميرا النظرات إلى يوجين بينما تتلعثم مترددة.
“إ-إذا حاول التنين الأسود إبتلاعك بالكامل، فإن هذه السيدة ستحشد شجاعتها و….حسنًا….تطلب من التنين الأسود ألَّا يبتلعك.”
لقد غضب وإندفع في ينبوع النور لانيسيه. من أجل كريستينا، التي تم إنشاؤها تمامًا مثل انيسيه، لعبة في يد القدر.
“أنتِ تقولين شيئًا غريبًا مرة أخرى.”
“سنكون قادرين على الذهاب إلى أي مكان. الشيء الأكثر أهمية هو هذا — سوف تمسك بيدي اليمنى، وستمسك السيدة سيينا يدي اليسرى.” بعد قول ذلك، أغلقت مير شفتيها للحظة. ثم أمالت رأسها بتأمل جاد. “….أو يمكنك فقط إمساك يد السيدة سيينا، السير يوجين.”
“إستمع إلي….! لذا، حسنًا، سوف أتوسل مباشرة إلى التنين الأسود حتى يتجنبك، الإنسان الذي يحاول قتله. وإذا أمكن، سأدعك تحافظ على حياتك كخادمٍ لهذه السيدة.”
عادة، سيقابل هراءها هذا بضربة على الجوهرة الحمراء على جبهتها. ومع ذلك، سمح لها يوجين بالإستمرار وإستمع بصمت عندما رأى كيف إرتجف صوتها وإحمرَّت عينيها.
“أنت تعرف، لقد فعلت ذلك. كنت أنت الشخص الذي قال هذا، يا سيدي يوجين.” قال مير.
أراد أن يعتقد أن يوجين سيكون على ما يرام، كما هو الحال دائمًا. حتى لو واجه يوجين تحديًا لا يمكن تصوره، أراد سيان أن يؤمن بِـيوجين. لا، بدلًا من ذلك، عليه أن يؤمن يوجين.
“و….إذا تم إ-إبتلاع هذه السيدة من قبل شيء ما….”
“ثم سأخرجك من فكي ذلك الشيء الما.” قال يوجين بعد الشخير: “على الرغم من أنني لا أعرف ماذا قد يكون هذا الشيء بحق الجحيم.”
لقد خاض يوجين معركة مع مولون في ليهينجار لأنه لم يستطِع ترك مولون وشأنه، مولون الذي أُصيب بالجنون بعد مئات المعارك المرهقة. فشل يوجين في التوصل إلى حل لوضع مولون. بغض النظر عما فعله يوجين، إضطر مولون إلى مواصلة القتال ضد النـور في ليهينجار. ولكن حتى لو فشل في التوصل إلى إجابة، فَـهو لم يترك مولون وحده. حاول يوجين إعادة مولون إلى رشده بضربه، على الرغم من أن الأمر إنتهى بتلقيه للضرب.
“هذ-هذه السيدة لا تعرف أيضًا.”
“همف. هذه السيدة ليس لديها خيار آخر بما أنكِ تطلبين هكذا.” قفزت رايميرا نحو يوجين، ثم دخلت في عباءته.
“وماذا لو تم مضغُكِ حتى ويموت؟” سأل يوجين.
ومع ذلك، هناك فرصة جيدة أن يموتوا موتًا مثيرًا للشفقة. لذلك في مواجهة هذا الإحتمال المخيف، إتخذ يوجين قرارًا مصيريًا. بدلًا من طلب المساعدة من رفاقه، قرر مواجهة رايزاكيا وحده.
“لا تقل شيئا فظيعًا جدًا كهذا!” صاحت رايميرا. “على أي حال، هذا وعد بيني وبينك. مفهوم؟”
“حسنًا، حسنًا.” شخر يوجين.
“ألن تفعل؟ يمكنك دائمًا إمساك يدي كل يوم، وحتى الآن، لكن يد السيدة سيينا لن تكون سهلة الإمساك مثل يدي.” ردت مير.
لكنه لا يمتلك أحد لمساعدته هذه المرة. عمل مولون كَـحائط صد عن الشمال ضد نـور، ولم يعرف يوجين ما إذا كان فيرموث حيًا أم ميتًا أو لماذا سأل مولون عن مثل هذا الشيء.
على الرغم من أن إستجابة يوجين قصيرة، إلا أنها هدَّأتْ تدريجيًا إرتجاف رايميرا. مع تنهد مرتاح، رفعت رأسها، وإلتقت نظرتها بنظرة مير، التي إستدعتها إلى عباءة يوجين.
لم يستطع إلا أن يتساءل عن هل بإمكانه فعل ذلك.
عرفت نوير أن يوجين يمتلك سيف المون لايت. من ناحية أخرى، ظل غافيد غافلًا عن هذه التفاصيل الحاسمة. التداعيات التي قد تحدث إذا إكتشاف غافيد أنه يتم البحث عن شظايا سيف المون لايت وأن السيف نفسه في قبضة شخص آخر غير مؤكدة ولا يمكن التنبؤ بها. إنها مسألة حساسة، ويبدو أن رد الفعل الذي سيظهره غافيد عند معرفة هذه الحقيقة هو لغزٌ غير معروف.
“همف. هذه السيدة ليس لديها خيار آخر بما أنكِ تطلبين هكذا.” قفزت رايميرا نحو يوجين، ثم دخلت في عباءته.
“ماذا؟”
“آغغغغ!” بمجرد دخولها، صرخت رايميرا.
“أنتِ أيتها الشقية الصغيرة المتعجرفة. من أنتِ لتخبري السير يوجين ألا يذهب؟”
“آآآآآآ! هذا مؤلم! هذا مؤلم!”
“هل تقول أنه يمكنك إمساك يد السيدة سيينا وقتما تشاء، السير يوجين؟” صاحت مير، ولم تفوت أي كلمة همس بها يوجين. قفزت صعودًا وهبوطًا بإبتسامة مشرقة. “حسنًا، بالطبع! بعد كل شيء، فعلت أنت والسيدة سيينا ذلك معًا.”
تسبب إنتقام مير في إهتزاز العباءة.
إعتقدت مير أن هذا هو الوقت المناسب للتحدث لمساعدة يوجين على الإبتهاج. “سوف تقتل رايزاكيا وتنقذ السيدة سيينا، السير يوجين. بعد ذلك، ستعود بصحة جيدة، وسنذهب للعب بينما نمسك أيدي بعضنا البعض. أنت وأنا والسيدة سيينا.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
