نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 312

سيينا ميردين (8)

سيينا ميردين (8)

الفصل 312: سيينا ميردين (8)

بعد ذلك، تلاعب ملك الحصار الشيطاني بفيرموث لتوجيه ضربة قاتلة لسيينا. من الواضح أن موتها كان مقصودًا، لكن فيرموث إستعاد السيطرة على نفسه ومنع نفسه من توجيه ضربة القتل.

لم يكن إدعاء يوجين بلا أساس. صحيحٌ أنه لا يملك دليلًا كافيًا لكي يتيقن من الأمر بشكل مطلق، ومع ذلك لم يستطع الشعور بِـفيرموث في فيرموث الذي رآه مصورًا في الرؤيا.

 

 

 

الضغط الذي لا هوادة فيه على سيينا، هجماته، تحركاته، كل ذلك قد طغى على سيينا، ومع ذلك لم يستطِع يوجين الشعور بِـفيرموث الذي يتذكره منذ ثلاثمائة عام.

تصارع يوجين مع صداعه المتزايد. إلى جانبيه جلست سيينا وانيسيه، تخوضان شجارًا صغيرًا. نهض يوجين، واقفًا طويلًا كحاجزٍ لمنعهما من شد شعر بعضهما البعض.

 

حتى لو كان شعره سَـينمو يومًا ما، ليس لديه الرغبة في أن يصير أصلعًا أبدًا.

ولم يستطع يوجين إلا أن يضع ثقة كبيرة في تصوره هذا. لأن هامل، الذي قاتل بالقرب من فيرموث قبل ثلاثة قرون، هو الوحيد بين رفاقه الذي إشتبك مرارًا وتكرارًا مع فيرموث في قتال.

لم تستطِع أن تصدق أن مثل هذا الرجل قد أُصيب بالجنون بسبب العزلة والعبء اللامتناهي، وأنه ظل يجلد نفسه في عالم خالٍ من كل شيء ما عدا أفكاره.

 

نظرت انيسيه إلى وجه سيينا، وضيَّقَتْ عينيها بنظرة إستجواب. “على سبيل المثال، فركها على وجهك والنداء بإسم هامل عندما تشعرين بالإرهاق من عواطفك….”

“صحيح؟” قالت سيينا، وتحولت إلى يوجين بتعبير مشرق.

أومأ يوجين برأسه أيضًا أثناء السعال بشكل محرج.

 

“لا تكذبي! لقد كُنتِ تتحدثين عني!” صرخت سيينا.

“أعتقد أنه كان السير فيرموث في النهاية….” أعطى انيسيه إيماءة طفيفة متفقة معهما.

ردت انيسيه قائلة: “لم يسفك مولون قطرة دم واحدة.”

 

 

قال يوجين: “مبدئيًا، لقد كان ينوي قتلها.”

 

 

‘إذا بقيت هناك لفترة أطول، فسوف أفقد كل شعري حقًا.’

كانت المعركة من جانب واحد منذ اللحظة التي إستدرج فيها فيرموث سيينا ووجهها إلى الممر. لقد تلاعب بأفعال سيينا بإلقاء جثة هامل وإستهداف رقبتها بإصرار.

 

 

“آه….صحيح. حسنًا، إستمتعوا. أنا ذاهب إلى غرفتي للنوم.” بعد هذه الكلمات، وجَّه يوجين نظره نحو مير، الجالسة على السرير.

عندما إتخذت سيينا قرار الفرار مع الجثة وعادت إلى الممر، ظل فيرموث يتربص خلفها وكان من الممكن أن يقتل سيينا بسهولة لو أراد ذلك. لقد أمكنه حقًا إختيار سحق جمجمتها أو شق حلقها.

“حسنا…. من الناحية الفنية، يموت الشخص عادةً عندما يتم ثقب صدره.” تمتمت سيينا.

 

“فيرموث.” نطق يوجين الإسم بهدوء. “ربما عرض فيرموث نفسه على أنه ثمن القسم.”

ومع ذلك، لم يفعل فيرموث أيًّ من هذه الأشياء. خلال المعركة، صوب بإستمرار إلى نقاطها الحيوية. ومع ذلك، عندما أتيحت له الفرصة لقتلها بشكل أكيد، إخترق جسدها فقط.

“إذا حكمنا على ما حدث بعد القسم، فإن ملك الحصار الشيطاني تكبد الخسائر فقط. لقد أنقذ أولئك الذين كان يمكن أن يقتلهم وأعاد جسدك وروحك بعد أن نجح في أسرهما. حتى أنه أنهى حربًا إمتدت لعقود. رغبته في تحويل هيلموث إلى إمبراطورية؟” قالت سيينا: “لو واصل الحرب ببساطة، لصارت القارة بأكملها أرضه.”

 

الضغط الذي لا هوادة فيه على سيينا، هجماته، تحركاته، كل ذلك قد طغى على سيينا، ومع ذلك لم يستطِع يوجين الشعور بِـفيرموث الذي يتذكره منذ ثلاثمائة عام.

“حسنا…. من الناحية الفنية، يموت الشخص عادةً عندما يتم ثقب صدره.” تمتمت سيينا.

“على وجه الدقة، كنت أنا ومولون نضرب بعضنا البعض بمرح.” صححها يوجين بكل جدية.

 

كانت المعركة من جانب واحد منذ اللحظة التي إستدرج فيها فيرموث سيينا ووجهها إلى الممر. لقد تلاعب بأفعال سيينا بإلقاء جثة هامل وإستهداف رقبتها بإصرار.

“نعم. إذا انفجر القلب، يموت المرء.” وافقتها انيسيه.

قالت سيينا: “إذن فَـهو لم يعُد وحيدًا.”

 

“أذني تؤلمني حقًا من صراخكما هكذا.” يوجين، الذي لم يعد قادرًا على تحمل كل هذا، نهض ببطء من مقعده. “ألا تخططان للشرب معًا؟ لماذا لا تذهبان وتبدآن فقط؟”

أومأ يوجين برأسه أيضًا أثناء السعال بشكل محرج.

“حسنا…. من الناحية الفنية، يموت الشخص عادةً عندما يتم ثقب صدره.” تمتمت سيينا.

 

 

“حسنا، هذا صحيح، ولكن إذا أراد حقًا قتلها، فلديه طرق أخرى مؤكدة. بالنظر إلى نهاية ما حدث، وصل فيرموث إلى رقبتك، سيينا، لكنه….لم يضغط عليها أو يخنقك.” قال يوجين: “لقد مزق القلادة فقط.”

يستحيل أن يكون فيرموث في وعيه حقًا إذا تصرف هكذا. إعتقد يوجين وسيينا وانيسيه ذلك. فيرموث من ذكرياتهم لن يفعل أشياء من دون سبب. الرجل الذي إحترمه العالم بإعتباره فيرموث العظيم هو فيرموث فقط بالنسبة لهم.

 

“حسنا، هذا صحيح، ولكن إذا أراد حقًا قتلها، فلديه طرق أخرى مؤكدة. بالنظر إلى نهاية ما حدث، وصل فيرموث إلى رقبتك، سيينا، لكنه….لم يضغط عليها أو يخنقك.” قال يوجين: “لقد مزق القلادة فقط.”

بدت الإجراءات اللاحقة لِـفيرموث غريبة أيضًا. لقد ألقى فيرموث بجثة سيينا في الغرفة. لم يوجد سبب يمنعه من الحركة، لكنه ترك سيينا تهرب بإستخدام ورقة شجرة العالم.

على الرغم من أنه قد دُفِعَ إلى حافة الجنون، إلا أن مولون لا يزال إستجاب لطلب فيرموث من حلمه. وقف مولون عند حدود الشمال الباردة، ودرء وحوشًا لا توصف تعرف بإسم نـور. ظل يفعل ذلك كل يوم لمدة مائة وخمسين سنة.

 

“أذني تؤلمني حقًا من صراخكما هكذا.” يوجين، الذي لم يعد قادرًا على تحمل كل هذا، نهض ببطء من مقعده. “ألا تخططان للشرب معًا؟ لماذا لا تذهبان وتبدآن فقط؟”

وحينها، أكتاف كانت ترتجف، وتعابيره تبدو حزينة، وعيونه ترتعش.

“أعتقد أنه كان السير فيرموث في النهاية….” أعطى انيسيه إيماءة طفيفة متفقة معهما.

 

 

رأى يوجين فيرموث عندما أظهر هذه التعابير. بعد رؤية التعبير الأخير لفيرموث، فهم يوجين كلمات سيينا — أنها شعرت وكأنه فيرموث، ولكن ليس أيضًا فيرموث.

 

 

 

“هل أصابه الخرف بسبب تقدمه في العمر؟” تذمر يوجين متجهمًا.

 

 

 

سخرت انيسيه وهزت رأسها قبل أن تقول، “الأشخاص الأكبر منه سنًا لم يصابوا بالخرف، لذلك لا توجد طريقة يمكن أن يصاب بها السير فيرموث بشيء كهذا.”

 

“أوي، أنتِ، هل تقصدينني بهذا؟” ردت سيينا على الفور، وأدارت رأسها نحو انيسيه.

 

 

“هذا صحيح، أيها الوغد. هل أنت فخور بأنك مُتَّ مثل أحمق غبي؟” وافقتها سيينا كذلك.

لكن انيسيه ردت بلا مبالاة. “لا تطلقي تكهناتك التي لا أساس لها علي وتكشفي عن أنيابك، سيينا. لماذا قد أتحدث عنكِ بمثل هذه الطريقة؟”

إشتكت انيسيه على الفور: “هذا لأن سيينا تستمر في القتال معي.”

“لا تكذبي! لقد كُنتِ تتحدثين عني!” صرخت سيينا.

هذا ما قاله فيرموث في الغرفة المظلمة.

 

 

“لا، لم أكن. ماذا؟ هل أصاب ذلك عصبًا حساسًا؟” سخرت انيسيه.

 

 

 

“لماذا أنتما الإنثان تتقاتلان مرةً أخرى؟” سأل يوجين بعد التنهد بعمق.

“لا أعرف ما هو نـور. أسطورة من القبائل الشمالية؟ يستحيل أن أعرف عن شيء كهذا. لذلك يجب أن أراه بنفسي في المرة القادمة. سأقول مرحبًا لمولون أيضًا.” قالت سيينا.

 

“على وجه الدقة، كنت أنا ومولون نضرب بعضنا البعض بمرح.” صححها يوجين بكل جدية.

إشتكت انيسيه على الفور: “هذا لأن سيينا تستمر في القتال معي.”

أعلى وأعلى صعدوا حتى وصلوا إلى ذروة قلعة ملك الحصار الشيطاني، أعلى طابق في بابل.

 

ثم سكت الجميع. حتى لو كانت تكهناتهم صحيحة، فلا يزال هناك العديد من الأسئلة التي تُرِكَتْ دون إجابة.

“متى فعلت هذا!؟”

 

“الإنخراط في نزاع لا داعي له ثم إنكار فعل ذلك ليس عرضًا جيدًا للنضج.”

 

تصارع يوجين مع صداعه المتزايد. إلى جانبيه جلست سيينا وانيسيه، تخوضان شجارًا صغيرًا. نهض يوجين، واقفًا طويلًا كحاجزٍ لمنعهما من شد شعر بعضهما البعض.

 

 

“نحن لا نعرف حتى محتويات القسم — الوعد الذي قطعه فيرموث مع الحصار.”

وقال: “تحديدًا، لا نعرف الكثير، لكن من الواضح أن فيرموث لم يمُت.” ثم روى لقائه مع مولون لسيينا. حقيقة أن مولون لا يزال يعيش لا يبدو أنه يفاجئ سيينا. أومأت برأسها متفهمةً على الفور.

بعد كل شيء، خطط فيرموث لإحياء هامل منذ البداية.

 

 

“هذا الأبله لن يموت أبدًا بسبب الشيخوخة.” تمتمت.

“لا أعرف ما هو نـور. أسطورة من القبائل الشمالية؟ يستحيل أن أعرف عن شيء كهذا. لذلك يجب أن أراه بنفسي في المرة القادمة. سأقول مرحبًا لمولون أيضًا.” قالت سيينا.

 

 

على الرغم من أن تعبيرها ساء تدريجيًا مع إستمرار القصة.

الفصل 312: سيينا ميردين (8)

 

مع ذلك، حل السلام. لم يعد ملك الحصار الشيطاني يتعدى على القارة، وتراجعت الشياطين والوحوش والسحرة السود الذين دمروا الأراضي ذات يوم إلى هيلموث. حتى ملك الدمار الشيطاني، الذي جاب هيلموث، عاد إلى مجاله، رافيستا، وبالتالي ظل صامتًا لمئات السنين.

على الرغم من أنه قد دُفِعَ إلى حافة الجنون، إلا أن مولون لا يزال إستجاب لطلب فيرموث من حلمه. وقف مولون عند حدود الشمال الباردة، ودرء وحوشًا لا توصف تعرف بإسم نـور. ظل يفعل ذلك كل يوم لمدة مائة وخمسين سنة.

الشيء الوحيد الذي أبقى مولون واقفًا هو طلب فيرموث. مسحت سيينا كل دموعها قبل أن تغلق عينيها.

 

 

“….لقد تساءلت لماذا لم يعد بما أنه لم يمُت.” تمتمت سيينا وهي تتنهد.

لم يكن إدعاء يوجين بلا أساس. صحيحٌ أنه لا يملك دليلًا كافيًا لكي يتيقن من الأمر بشكل مطلق، ومع ذلك لم يستطع الشعور بِـفيرموث في فيرموث الذي رآه مصورًا في الرؤيا.

 

هزَّتْ مير رأسها بقوة. “سَـأبقى مع السيدة سيينا هنا.”

كان مولون الذي تتذكره سيينا رجلًا أحمقًا، لا يصرخ أبدًا من الألم، يتقدم للأمام حتى مع تطاير أطرافه. ربما كان أبسط وأكثر سهولة في التعامل من هامل، لكن السبب في ذلك هو أن مولون كان دائمًا يشق الطريق حتى يتمكن أي شخص آخر من إتباعه.

“مـ-ماذا تقولين!؟”

 

“الأمر ليس سيئًا لدرجة أنكِ يجب أن تبكي عليه. لقد تلقى ضربًا جيدًا وعاد عقله إليه.” تدخل يوجين.

لم تستطِع أن تصدق أن مثل هذا الرجل قد أُصيب بالجنون بسبب العزلة والعبء اللامتناهي، وأنه ظل يجلد نفسه في عالم خالٍ من كل شيء ما عدا أفكاره.

“هناك طرق أخرى بالتأكيد. كان من الممكن أن تُختَمَ الروح في أي مكان.”

 

“ألم يكن العكس؟ هامل، ألم تكن أنت الشخص الذي تعرض للضرب المناسب.” قال انيسيه.

“الأمر ليس سيئًا لدرجة أنكِ يجب أن تبكي عليه. لقد تلقى ضربًا جيدًا وعاد عقله إليه.” تدخل يوجين.

“هذا الأبله لن يموت أبدًا بسبب الشيخوخة.” تمتمت.

 

لن يفعل أي شخص عاقل مثل هذه الأشياء. فيرموث على الأرجح حي، أو بالأحرى، هو حيٌ بلا شك، لكن، يبدو أن عقله يتأرجح بعنف. سواء كان ذلك بسبب إتفاقه مع ملك الحصار الشيطاني أو أي شيء آخر، هناك شيء واحد واضح — فيرموث لا يزال على قيد الحياة.

“ألم يكن العكس؟ هامل، ألم تكن أنت الشخص الذي تعرض للضرب المناسب.” قال انيسيه.

“هل أصابه الخرف بسبب تقدمه في العمر؟” تذمر يوجين متجهمًا.

 

“أنا بالتأكيد لم أفهم السبب أيضًا.”

“على وجه الدقة، كنت أنا ومولون نضرب بعضنا البعض بمرح.” صححها يوجين بكل جدية.

“حسنا…. من الناحية الفنية، يموت الشخص عادةً عندما يتم ثقب صدره.” تمتمت سيينا.

 

“أوي، أنتِ، هل تقصدينني بهذا؟” ردت سيينا على الفور، وأدارت رأسها نحو انيسيه.

ردت انيسيه قائلة: “لم يسفك مولون قطرة دم واحدة.”

 

 

 

“لو إستعملت سلاحًا مناسبًا، فَـما الذي كان سيحدث؟ لو كان لدي حتى سيف حديدي لا قيمة له، لما أصيب مولون بنزيف في الأنف فقط. كان سَـيفقد ذراعه.” أجاب يوجين بعناد وهو يطوي ذراعيه “أنا ببساطة لا أريد أن أجعل رفيقي القديم مشلولًا. وفي ذلك الوقت، كنت بحاجة إلى تلقي بعض الضربات من مولون. من خلال الحصول على فرصة لتبادل الضربات معي، تمكن مولون من التخلص من بعض جنونه، وخفف ذلك من بعض توتره—”

“لكن في النهاية، بدأت أعتقد أن فيرموث محق. أنت، الذين كنت الأضعف بيننا، أصبحت قويًا بما يكفي للوقوف إلى جانب فيرموث في غضون بضع سنوات….إذا قرر فيرموث إحيائك، فلا بد أن هناك سببًا لذلك.” تابعت سيينا.

“نعم، نعم. فهمت. من فضلك، هامل، توقف عند هذا الحد.” أوقفته انيسيه بحسرة بينما تنظر إلى يوجين بسخرية.

 

 

الضغط الذي لا هوادة فيه على سيينا، هجماته، تحركاته، كل ذلك قد طغى على سيينا، ومع ذلك لم يستطِع يوجين الشعور بِـفيرموث الذي يتذكره منذ ثلاثمائة عام.

إستمعت سيينا إلى المحادثة. ضحكت ردًا على ذلك وهي تمسح دموعها.

لذا، هزموا الوحوش الشيطانية والشياطين الذين سدوا طريقهم. تشبع سيف فيرموث بكثافة لم يسبق لها مثيل في أي من معاركهم السابقة. إندلع مولون وهو يزأر حزينًا، صراخه الساخط هز قاعات القلعة. غرق ظهر انيسيه بالعرق وهي تردد الصلوات بلا توقف. رفعت سيينا عصاها وهي تبكي، صوتها أجش من الحزن لدرجة أنها بالكاد تستطيع الكلام.

 

“القلادة تُعلق حول العنق فقط. ما الذي يمكن فعله بها غير ذلك؟” سألت سيينا وهي تدير رأسها.

قالت سيينا: “إذن فَـهو لم يعُد وحيدًا.”

“متى فعلت هذا!؟”

 

 

توقف يوجين وانيسيه عن المشاحنات وركزًا على سيينا.

يعرف ملك الحصار الشيطاني أشياء كثيرة. حيث يعلم أن يوجين هو تناسخ هامل وأن انيسيه تقيم داخل كريستينا. بالإضافة إلى ذلك، هو على ما يبدو مدركٌ لوضع مولون الحالي أيضًا. من الممكن أيضًا أنه يعلم أن سيينا على قيد الحياة، ومختومة في شجرة العالم.

 

“إلى حد ما، في الواقع.” علق انيسيه.

“أستطيع أن أفهم كيف شعر مولون. هامل، لقد مُتَّ كأحمق. فيرموث مات، انيسيه كذلك، وأنا، الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة إلى حد ما، إختفيتُ في عزلة. بينما تُرِكَ مولون وحده في العالم.” تابعت سيينا.

 

 

ظلت تفاصيل الوعد لغزًا، لكن ملك الحصار الشيطاني قد إنسحب نتيجة لذلك. سمح هذا لسيينا، انيسيه ومولون بالهروب من بابل بحياتهم بينما يستعيدون جسد هامل وروحه.

الشيء الوحيد الذي أبقى مولون واقفًا هو طلب فيرموث. مسحت سيينا كل دموعها قبل أن تغلق عينيها.

أعلى وأعلى صعدوا حتى وصلوا إلى ذروة قلعة ملك الحصار الشيطاني، أعلى طابق في بابل.

 

لن يفعل أي شخص عاقل مثل هذه الأشياء. فيرموث على الأرجح حي، أو بالأحرى، هو حيٌ بلا شك، لكن، يبدو أن عقله يتأرجح بعنف. سواء كان ذلك بسبب إتفاقه مع ملك الحصار الشيطاني أو أي شيء آخر، هناك شيء واحد واضح — فيرموث لا يزال على قيد الحياة.

“لا أعرف ما هو نـور. أسطورة من القبائل الشمالية؟ يستحيل أن أعرف عن شيء كهذا. لذلك يجب أن أراه بنفسي في المرة القادمة. سأقول مرحبًا لمولون أيضًا.” قالت سيينا.

قوة انيسيه الإلهية الضعيفة عنت أنها لا تستطيع شفاء مولون كما تفعل عادة. وهكذا، لم يتمكن مولون من القتال بتهور كما فعل ضد ملوك الشياطين الآخرين.

 

 

“أخبرت مولون أنني سَـأُحضِرُ فيرموث معي.” غمغم يوجين بإبتسامة متكلفة. “سَـنجر ذلك اللقيط من مؤخرة رقبته عندما يحين الوقت. ولكن يجب أن نلتقي بمولون معا قبل ذلك، سيينا. إنها مسافة بعيدة، رغم ذلك.”

 

من المستحيل التأكد من سبب تحول فيرموث . كل ما يمكن أن يفعله يوجين، سيينا وانيسيه هو إجراء تخمينات غامضة.

وحينها، أكتاف كانت ترتجف، وتعابيره تبدو حزينة، وعيونه ترتعش.

 

 

“نحن لا نعرف حتى محتويات القسم — الوعد الذي قطعه فيرموث مع الحصار.”

 

أصبح الخمسة أربعة بعد وفاة هامل. ومع ذلك، لم يكن التراجع خيارًا. بمجرد الدخول، يصير الهروب من قلعة ملك الحصار الشيطاني أمرًا مستحيلًا.

 

 

أومأ يوجين برأسه أيضًا أثناء السعال بشكل محرج.

لذا، هزموا الوحوش الشيطانية والشياطين الذين سدوا طريقهم. تشبع سيف فيرموث بكثافة لم يسبق لها مثيل في أي من معاركهم السابقة. إندلع مولون وهو يزأر حزينًا، صراخه الساخط هز قاعات القلعة. غرق ظهر انيسيه بالعرق وهي تردد الصلوات بلا توقف. رفعت سيينا عصاها وهي تبكي، صوتها أجش من الحزن لدرجة أنها بالكاد تستطيع الكلام.

“ألم يكن العكس؟ هامل، ألم تكن أنت الشخص الذي تعرض للضرب المناسب.” قال انيسيه.

 

توقف يوجين وانيسيه عن المشاحنات وركزًا على سيينا.

أعلى وأعلى صعدوا حتى وصلوا إلى ذروة قلعة ملك الحصار الشيطاني، أعلى طابق في بابل.

“لا تكذبي! لقد كُنتِ تتحدثين عني!” صرخت سيينا.

 

– تماما كما فعلت، عليك أن تقابل ملك الحصار الشيطاني وتجتمع مع جسده الحقيقي. ملك الحصار الشيطاني لن يسمح لك بتسلق بابل بسلام لأن شخصيته هكذا، إنه فقط من هذا النوع.

هزموا شفرة الحصار، الذي سد الطريق، بسرعة. بعد ذلك، حطموا الباب قبل مهاجمة البلاط.

كان مولون الذي تتذكره سيينا رجلًا أحمقًا، لا يصرخ أبدًا من الألم، يتقدم للأمام حتى مع تطاير أطرافه. ربما كان أبسط وأكثر سهولة في التعامل من هامل، لكن السبب في ذلك هو أن مولون كان دائمًا يشق الطريق حتى يتمكن أي شخص آخر من إتباعه.

 

سخرت انيسيه وهزت رأسها قبل أن تقول، “الأشخاص الأكبر منه سنًا لم يصابوا بالخرف، لذلك لا توجد طريقة يمكن أن يصاب بها السير فيرموث بشيء كهذا.”

تذمرت سيينا مع تجهم، “من المستحيل إستخراج الذكريات من ذلك الوقت كما فعلتُ قبل قليل.”

– ماذا سيحدث بعد ذلك هي أشياء سَـيكون عليك تجربتها بنفسك.

لقد حاولوا بالفعل عدة مرات في الماضي، بهدف فهم من هو ملك الحصار الشيطاني، وكيف سيطر على ساحة المعركة، ولماذا حُكِمَ عليهم بالهزيمة. لقد رغبوا في فحص كل شيء من البداية إلى النهاية، لكن، إكتشفوا أن ذلك مستحيل.

“نحن لا نعرف حتى محتويات القسم — الوعد الذي قطعه فيرموث مع الحصار.”

 

 

لقد حصلوا على فكرة عن السبب. عندما إنخرطوا في معركة، غزت سلاسل ملك الحصار الشيطاني الحديدية المساحة. تدخلت السلاسل في سحر سيينا وقوة انيسيه الإلهية. شابهت السلاسل لقب ملك الشياطين، قيدت ساحة المعركة بأكملها وعطلت كل شيء فيها.

رأى يوجين فيرموث عندما أظهر هذه التعابير. بعد رؤية التعبير الأخير لفيرموث، فهم يوجين كلمات سيينا — أنها شعرت وكأنه فيرموث، ولكن ليس أيضًا فيرموث.

 

“حسنًا، نعم، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، شعرت أن إرتدائك للقلادة التي تحتوي على روحه المختومة بإستمرار هو أمرٌ مفرط بعض الشيء. خاصة كإمرأة مؤمنة—”

حتى الآن، بعد مئات السنين، ربطت السلاسل ذاكرة سيينا، ومنعتها من تذكر ما شهدوه وإختبروه بالسحر.

نظرت انيسيه إلى وجه سيينا، وضيَّقَتْ عينيها بنظرة إستجواب. “على سبيل المثال، فركها على وجهك والنداء بإسم هامل عندما تشعرين بالإرهاق من عواطفك….”

 

 

“كانت المعركة من جانبٍ واحد.” واصلت، وصوتها بالكاد يهمس. “مع ربط سلاسل ملك الشياطين لنا، لم أستطع أنا وانيسيه القتال بشكل صحيح. بدا أن المساحة، التي كانت مختومة بالسلاسل، موجودة فقط لملك الشياطين. لم أستطِع إستعمال سحري بحرية، وسُرِقَ نور قوة انيسيه الإلهية المشع المعتاد.”

قالت سيينا: “عند التفكير في المسار الطبيعي، كان يجب أن نموت جميعًا داخل بابل.”

قوة انيسيه الإلهية الضعيفة عنت أنها لا تستطيع شفاء مولون كما تفعل عادة. وهكذا، لم يتمكن مولون من القتال بتهور كما فعل ضد ملوك الشياطين الآخرين.

كان مولون الذي تتذكره سيينا رجلًا أحمقًا، لا يصرخ أبدًا من الألم، يتقدم للأمام حتى مع تطاير أطرافه. ربما كان أبسط وأكثر سهولة في التعامل من هامل، لكن السبب في ذلك هو أن مولون كان دائمًا يشق الطريق حتى يتمكن أي شخص آخر من إتباعه.

 

 

قالت سيينا: “عند التفكير في المسار الطبيعي، كان يجب أن نموت جميعًا داخل بابل.”

ثم سكت الجميع. حتى لو كانت تكهناتهم صحيحة، فلا يزال هناك العديد من الأسئلة التي تُرِكَتْ دون إجابة.

 

 

“وكان سيحدث ذلك، لو لم يبرم فيرموث ذلك العهد.” تدخلت انيسيه.

– ماذا سيحدث بعد ذلك هي أشياء سَـيكون عليك تجربتها بنفسك.

 

لقد حاولوا بالفعل عدة مرات في الماضي، بهدف فهم من هو ملك الحصار الشيطاني، وكيف سيطر على ساحة المعركة، ولماذا حُكِمَ عليهم بالهزيمة. لقد رغبوا في فحص كل شيء من البداية إلى النهاية، لكن، إكتشفوا أن ذلك مستحيل.

ظلت تفاصيل الوعد لغزًا، لكن ملك الحصار الشيطاني قد إنسحب نتيجة لذلك. سمح هذا لسيينا، انيسيه ومولون بالهروب من بابل بحياتهم بينما يستعيدون جسد هامل وروحه.

إقترح يوجين: “إذا أحدثنا ثقبًا في صدره، فقد يستعيد حواسه بسبب الألم.”

 

قالت سيينا: “إذن فَـهو لم يعُد وحيدًا.”

مع ذلك، حل السلام. لم يعد ملك الحصار الشيطاني يتعدى على القارة، وتراجعت الشياطين والوحوش والسحرة السود الذين دمروا الأراضي ذات يوم إلى هيلموث. حتى ملك الدمار الشيطاني، الذي جاب هيلموث، عاد إلى مجاله، رافيستا، وبالتالي ظل صامتًا لمئات السنين.

“لا تكذبي! لقد كُنتِ تتحدثين عني!” صرخت سيينا.

 

من المستحيل التأكد من سبب تحول فيرموث . كل ما يمكن أن يفعله يوجين، سيينا وانيسيه هو إجراء تخمينات غامضة.

“إذا حكمنا على ما حدث بعد القسم، فإن ملك الحصار الشيطاني تكبد الخسائر فقط. لقد أنقذ أولئك الذين كان يمكن أن يقتلهم وأعاد جسدك وروحك بعد أن نجح في أسرهما. حتى أنه أنهى حربًا إمتدت لعقود. رغبته في تحويل هيلموث إلى إمبراطورية؟” قالت سيينا: “لو واصل الحرب ببساطة، لصارت القارة بأكملها أرضه.”

إستمعت سيينا إلى المحادثة. ضحكت ردًا على ذلك وهي تمسح دموعها.

 

إشتكت انيسيه على الفور: “هذا لأن سيينا تستمر في القتال معي.”

“فيرموث.” نطق يوجين الإسم بهدوء. “ربما عرض فيرموث نفسه على أنه ثمن القسم.”

 

“هذا هو التفسير الوحيد الذي يتبادر إلى الذهن على الفور. إذا أصبح فيرموث عبدًا للملك الحصار الشيطاني….حسنًا، هذا من شأنه أن يفسر كل شيء إلى حدٍ ما.” أجابت سيينا.

كانت المعركة من جانب واحد منذ اللحظة التي إستدرج فيها فيرموث سيينا ووجهها إلى الممر. لقد تلاعب بأفعال سيينا بإلقاء جثة هامل وإستهداف رقبتها بإصرار.

 

“الإنخراط في نزاع لا داعي له ثم إنكار فعل ذلك ليس عرضًا جيدًا للنضج.”

“إلى حد ما، في الواقع.” علق انيسيه.

لن يفعل أي شخص عاقل مثل هذه الأشياء. فيرموث على الأرجح حي، أو بالأحرى، هو حيٌ بلا شك، لكن، يبدو أن عقله يتأرجح بعنف. سواء كان ذلك بسبب إتفاقه مع ملك الحصار الشيطاني أو أي شيء آخر، هناك شيء واحد واضح — فيرموث لا يزال على قيد الحياة.

 

 

ثم سكت الجميع. حتى لو كانت تكهناتهم صحيحة، فلا يزال هناك العديد من الأسئلة التي تُرِكَتْ دون إجابة.

 

 

 

يعرف ملك الحصار الشيطاني أشياء كثيرة. حيث يعلم أن يوجين هو تناسخ هامل وأن انيسيه تقيم داخل كريستينا. بالإضافة إلى ذلك، هو على ما يبدو مدركٌ لوضع مولون الحالي أيضًا. من الممكن أيضًا أنه يعلم أن سيينا على قيد الحياة، ومختومة في شجرة العالم.

 

 

“حسنًا، نعم، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، شعرت أن إرتدائك للقلادة التي تحتوي على روحه المختومة بإستمرار هو أمرٌ مفرط بعض الشيء. خاصة كإمرأة مؤمنة—”

على الرغم من معرفة كل هذا، ظل ملك الحصار الشيطاني غير نشط. هل من الممكن أنه تظاهر فقط بأنه من دعاة السلام على السطح أثناء التخريب من وراء الكواليس؟ هل إستخدم فيرموث؟ لا حاجة للقيام بذلك.

لكن انيسيه ردت بلا مبالاة. “لا تطلقي تكهناتك التي لا أساس لها علي وتكشفي عن أنيابك، سيينا. لماذا قد أتحدث عنكِ بمثل هذه الطريقة؟”

 

 

بعد كل شيء، خطط فيرموث لإحياء هامل منذ البداية.

“حسنا…. من الناحية الفنية، يموت الشخص عادةً عندما يتم ثقب صدره.” تمتمت سيينا.

 

 

ومع ذلك، مات فيرموث قبل أن يتمكن من تنفيذ خطته. على الأقل، هذا ما قيل للعالم.

 

 

بدا كل شيء محيرًا للغاية. تصرفات فيرموث غامضة وفوضوية، حتى لو كان ملك الحصار الشيطاني متورطًا بالفعل.

بعد ذلك، تلاعب ملك الحصار الشيطاني بفيرموث لتوجيه ضربة قاتلة لسيينا. من الواضح أن موتها كان مقصودًا، لكن فيرموث إستعاد السيطرة على نفسه ومنع نفسه من توجيه ضربة القتل.

“هذا هو التفسير الوحيد الذي يتبادر إلى الذهن على الفور. إذا أصبح فيرموث عبدًا للملك الحصار الشيطاني….حسنًا، هذا من شأنه أن يفسر كل شيء إلى حدٍ ما.” أجابت سيينا.

 

“أذني تؤلمني حقًا من صراخكما هكذا.” يوجين، الذي لم يعد قادرًا على تحمل كل هذا، نهض ببطء من مقعده. “ألا تخططان للشرب معًا؟ لماذا لا تذهبان وتبدآن فقط؟”

قبل ضرب سيينا، كان فيرموث قد ختم مقبض سيف المون لايت في قبر هامل. بعد إصابة سيينا، سرق القلادة التي خُتِمتْ فيها روح هامل قبل إخفائها في قبو كنز لايونهارت للتحضير لتناسخ هامل.

 

 

 

بعد عقود، ظهر في أحلام مولون لتوجيه تحذير حول النـور.

“أعتقد أنه كان السير فيرموث في النهاية….” أعطى انيسيه إيماءة طفيفة متفقة معهما.

 

 

بدا كل شيء محيرًا للغاية. تصرفات فيرموث غامضة وفوضوية، حتى لو كان ملك الحصار الشيطاني متورطًا بالفعل.

يستحيل أن يكون فيرموث في وعيه حقًا إذا تصرف هكذا. إعتقد يوجين وسيينا وانيسيه ذلك. فيرموث من ذكرياتهم لن يفعل أشياء من دون سبب. الرجل الذي إحترمه العالم بإعتباره فيرموث العظيم هو فيرموث فقط بالنسبة لهم.

 

 

“ليس هناك شك. لقد فقد ذلك اللقيط فيرموث عقله.” أعلن يوجين بعناد.

ومع ذلك، لم يفعل فيرموث أيًّ من هذه الأشياء. خلال المعركة، صوب بإستمرار إلى نقاطها الحيوية. ومع ذلك، عندما أتيحت له الفرصة لقتلها بشكل أكيد، إخترق جسدها فقط.

 

تذمرت سيينا مع تجهم، “من المستحيل إستخراج الذكريات من ذلك الوقت كما فعلتُ قبل قليل.”

لن يفعل أي شخص عاقل مثل هذه الأشياء. فيرموث على الأرجح حي، أو بالأحرى، هو حيٌ بلا شك، لكن، يبدو أن عقله يتأرجح بعنف. سواء كان ذلك بسبب إتفاقه مع ملك الحصار الشيطاني أو أي شيء آخر، هناك شيء واحد واضح — فيرموث لا يزال على قيد الحياة.

“الأمر ليس سيئًا لدرجة أنكِ يجب أن تبكي عليه. لقد تلقى ضربًا جيدًا وعاد عقله إليه.” تدخل يوجين.

 

 

قالت انيسيه: “نحتاج فقط إلى ضربهِ جيدًا.”

“الإنخراط في نزاع لا داعي له ثم إنكار فعل ذلك ليس عرضًا جيدًا للنضج.”

 

 

طالما هو حي، هناك أشياء يمكنهم تجربتها. إذا مات، فلن يكون هناك شيء يمكنهم فعله، ولكن بما أنه على قيد الحياة، فيمكنهم على الأقل القيام بمحاولة.

 

 

الضغط الذي لا هوادة فيه على سيينا، هجماته، تحركاته، كل ذلك قد طغى على سيينا، ومع ذلك لم يستطِع يوجين الشعور بِـفيرموث الذي يتذكره منذ ثلاثمائة عام.

إقترح يوجين: “إذا أحدثنا ثقبًا في صدره، فقد يستعيد حواسه بسبب الألم.”

 

 

لذا، هزموا الوحوش الشيطانية والشياطين الذين سدوا طريقهم. تشبع سيف فيرموث بكثافة لم يسبق لها مثيل في أي من معاركهم السابقة. إندلع مولون وهو يزأر حزينًا، صراخه الساخط هز قاعات القلعة. غرق ظهر انيسيه بالعرق وهي تردد الصلوات بلا توقف. رفعت سيينا عصاها وهي تبكي، صوتها أجش من الحزن لدرجة أنها بالكاد تستطيع الكلام.

يستحيل أن يكون فيرموث في وعيه حقًا إذا تصرف هكذا. إعتقد يوجين وسيينا وانيسيه ذلك. فيرموث من ذكرياتهم لن يفعل أشياء من دون سبب. الرجل الذي إحترمه العالم بإعتباره فيرموث العظيم هو فيرموث فقط بالنسبة لهم.

 

 

 

قال يوجين ضاحكًا بمرارة: “بمجرد وصولنا إلى قلعة ملك الشياطين، بابل، قد نجد بعض الإجابات.”

 

 

“إذا حكمنا على ما حدث بعد القسم، فإن ملك الحصار الشيطاني تكبد الخسائر فقط. لقد أنقذ أولئك الذين كان يمكن أن يقتلهم وأعاد جسدك وروحك بعد أن نجح في أسرهما. حتى أنه أنهى حربًا إمتدت لعقود. رغبته في تحويل هيلموث إلى إمبراطورية؟” قالت سيينا: “لو واصل الحرب ببساطة، لصارت القارة بأكملها أرضه.”

– تماما كما فعلت، عليك أن تقابل ملك الحصار الشيطاني وتجتمع مع جسده الحقيقي. ملك الحصار الشيطاني لن يسمح لك بتسلق بابل بسلام لأن شخصيته هكذا، إنه فقط من هذا النوع.

 

 

هزَّتْ مير رأسها بقوة. “سَـأبقى مع السيدة سيينا هنا.”

هذا ما قاله فيرموث في الغرفة المظلمة.

“أعتقد أنه ليس لدي خيار آخر. هذه السيدة ستذهب مع فاعل الخير—”

 

تذمرت سيينا مع تجهم، “من المستحيل إستخراج الذكريات من ذلك الوقت كما فعلتُ قبل قليل.”

– ماذا سيحدث بعد ذلك هي أشياء سَـيكون عليك تجربتها بنفسك.

 

 

“صحيح؟” قالت سيينا، وتحولت إلى يوجين بتعبير مشرق.

‘على الرغم من أنني ما زلت أعتقد أن هذا مجرد هراء.’

“هل أصابه الخرف بسبب تقدمه في العمر؟” تذمر يوجين متجهمًا.

لا يهم كيف، عليهم تسلق بابل لقتل ملك الحصار الشيطاني ومعرفة المزيد عن فيرموث.

 

 

تذمرت سيينا مع تجهم، “من المستحيل إستخراج الذكريات من ذلك الوقت كما فعلتُ قبل قليل.”

أومأت سيينا برأسها بعد سماع قصة يوجين عن الغرفة المظلمة.

“إلى أين تعتقدين أنكِ ذاهبة؟” نادت انيسيه قبل أن تتمكن رايميرا من إنهاء كلامها.

 

 

“كان فيرموث مهووسًا بك.” قالت بإبتسامة مريرة: “هامل ديناز. قبل ثلاثمائة عام، قبل أن نلتقي بك….كُنتَ مجرد مرتزقٍ مشهور إلى حد ما. في ذلك الوقت، لم أفهم لماذا أصر فيرموث على ضمِّكَ إلينا.”

“نعم. إذا انفجر القلب، يموت المرء.” وافقتها انيسيه.

“أنا بالتأكيد لم أفهم السبب أيضًا.”

 

 

قال يوجين: “مبدئيًا، لقد كان ينوي قتلها.”

“لكن في النهاية، بدأت أعتقد أن فيرموث محق. أنت، الذين كنت الأضعف بيننا، أصبحت قويًا بما يكفي للوقوف إلى جانب فيرموث في غضون بضع سنوات….إذا قرر فيرموث إحيائك، فلا بد أن هناك سببًا لذلك.” تابعت سيينا.

 

 

“الإنخراط في نزاع لا داعي له ثم إنكار فعل ذلك ليس عرضًا جيدًا للنضج.”

“الحق يقال، كنتُ الخيار الوحيد القابل للتطبيق.” تذمر يوجين. “سيينا، كُنتِ لا تزالين على قيد الحياة، وكذلك مولون. تحولت انيسيه إلى ملاك. أنا الوحيد الذي مات بهدوء وخُتِمَتْ روحه….”

 

“هل تحاول التباهي بذلك؟” سألت انيسيه.

 

 

 

“هذا صحيح، أيها الوغد. هل أنت فخور بأنك مُتَّ مثل أحمق غبي؟” وافقتها سيينا كذلك.

ردت انيسيه قائلة: “لم يسفك مولون قطرة دم واحدة.”

 

“هذا الأبله لن يموت أبدًا بسبب الشيخوخة.” تمتمت.

“هل يمكننا ترك الحديث عن عندما مُت، رجاءً؟ بعد أن تناسخت، أدركتُ أن موتي كان غبيًا إلى حدٍ ما.” تمتم يوجين.

“حسنًا، نعم، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، شعرت أن إرتدائك للقلادة التي تحتوي على روحه المختومة بإستمرار هو أمرٌ مفرط بعض الشيء. خاصة كإمرأة مؤمنة—”

 

“ألم يكن العكس؟ هامل، ألم تكن أنت الشخص الذي تعرض للضرب المناسب.” قال انيسيه.

قالت سيينا: “كان من الجيد أن تدرك ذلك عندما كنت لا تزال على قيد الحياة.”

هذا ما قاله فيرموث في الغرفة المظلمة.

 

حتى لو كان شعره سَـينمو يومًا ما، ليس لديه الرغبة في أن يصير أصلعًا أبدًا.

“لكنني أعتقد أننا يجب أن نشعر بالإرتياح حيال هذا. لو صعدت روح هامل بالكامل، لكان التناسخ أكثر صعوبة.” تدخلت انيسيه، وإبتسامة خبيثة تلعب على شفتيها وهي تنظر إلى سيينا. “الآن بعد أن ذكرنا هذا الموضوع، سيينا، عندما قررتِ ختم روح هامل في قلادة بدلًا من السماح له بالصعود إلى الجنة….إعتقدتُ بصدق، على الرغم من حزننا، أن الأمر كان أكثر من اللازم.”

 

“ماذا، ماذا، ماذا عن ذلك!؟ هاه؟ انيسيه، لقد وافقتِ على ذلك أيضًا! لم أكن أنا فقط! هاه؟ لا أحد منكم أراد أن يولد يوجين من جديد في عالم مع ملوك الشياطين موجودين فيه، هل أنا مخطئة؟” ردت سيينا.

ومع ذلك، مات فيرموث قبل أن يتمكن من تنفيذ خطته. على الأقل، هذا ما قيل للعالم.

 

بعد كل شيء، خطط فيرموث لإحياء هامل منذ البداية.

“حسنًا، نعم، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، شعرت أن إرتدائك للقلادة التي تحتوي على روحه المختومة بإستمرار هو أمرٌ مفرط بعض الشيء. خاصة كإمرأة مؤمنة—”

 

“ماذا؟ ماذا بعد ذلك!؟ ما الذي قد أفعله بقلادة إلا تعليقها حول رقبتي؟” تساءلت سيينا.

لقد حصلوا على فكرة عن السبب. عندما إنخرطوا في معركة، غزت سلاسل ملك الحصار الشيطاني الحديدية المساحة. تدخلت السلاسل في سحر سيينا وقوة انيسيه الإلهية. شابهت السلاسل لقب ملك الشياطين، قيدت ساحة المعركة بأكملها وعطلت كل شيء فيها.

 

لقد حاولوا بالفعل عدة مرات في الماضي، بهدف فهم من هو ملك الحصار الشيطاني، وكيف سيطر على ساحة المعركة، ولماذا حُكِمَ عليهم بالهزيمة. لقد رغبوا في فحص كل شيء من البداية إلى النهاية، لكن، إكتشفوا أن ذلك مستحيل.

“هناك طرق أخرى بالتأكيد. كان من الممكن أن تُختَمَ الروح في أي مكان.”

 

“رقبتي هي المكان الأكثر أمانًا.”

إشتكت انيسيه على الفور: “هذا لأن سيينا تستمر في القتال معي.”

“هل أبقيتِها حقًا معلقة حول رقبتكِ فقط؟”

“أخبرت مولون أنني سَـأُحضِرُ فيرموث معي.” غمغم يوجين بإبتسامة متكلفة. “سَـنجر ذلك اللقيط من مؤخرة رقبته عندما يحين الوقت. ولكن يجب أن نلتقي بمولون معا قبل ذلك، سيينا. إنها مسافة بعيدة، رغم ذلك.”

“القلادة تُعلق حول العنق فقط. ما الذي يمكن فعله بها غير ذلك؟” سألت سيينا وهي تدير رأسها.

لم يكن إدعاء يوجين بلا أساس. صحيحٌ أنه لا يملك دليلًا كافيًا لكي يتيقن من الأمر بشكل مطلق، ومع ذلك لم يستطع الشعور بِـفيرموث في فيرموث الذي رآه مصورًا في الرؤيا.

 

 

نظرت انيسيه إلى وجه سيينا، وضيَّقَتْ عينيها بنظرة إستجواب. “على سبيل المثال، فركها على وجهك والنداء بإسم هامل عندما تشعرين بالإرهاق من عواطفك….”

 

“مـ-ماذا تقولين!؟”

“هذه غرفتي.” أجابت انيسيه.

“أذني تؤلمني حقًا من صراخكما هكذا.” يوجين، الذي لم يعد قادرًا على تحمل كل هذا، نهض ببطء من مقعده. “ألا تخططان للشرب معًا؟ لماذا لا تذهبان وتبدآن فقط؟”

 

“هذه غرفتي.” أجابت انيسيه.

كانت المعركة من جانب واحد منذ اللحظة التي إستدرج فيها فيرموث سيينا ووجهها إلى الممر. لقد تلاعب بأفعال سيينا بإلقاء جثة هامل وإستهداف رقبتها بإصرار.

 

 

“آه….صحيح. حسنًا، إستمتعوا. أنا ذاهب إلى غرفتي للنوم.” بعد هذه الكلمات، وجَّه يوجين نظره نحو مير، الجالسة على السرير.

بدا كل شيء محيرًا للغاية. تصرفات فيرموث غامضة وفوضوية، حتى لو كان ملك الحصار الشيطاني متورطًا بالفعل.

 

“أوي، أنتِ، هل تقصدينني بهذا؟” ردت سيينا على الفور، وأدارت رأسها نحو انيسيه.

هزَّتْ مير رأسها بقوة. “سَـأبقى مع السيدة سيينا هنا.”

“على وجه الدقة، كنت أنا ومولون نضرب بعضنا البعض بمرح.” صححها يوجين بكل جدية.

قفزت رايميرا بسرعة من السرير عند سماع كلمات مير. لقد أصابها الخوف إلى حدٍ ما من سيينا بسبب القتال السابق عندما إنطلقت وبدأت تقتلع شعر يوجين.

“….لقد تساءلت لماذا لم يعد بما أنه لم يمُت.” تمتمت سيينا وهي تتنهد.

 

 

“أعتقد أنه ليس لدي خيار آخر. هذه السيدة ستذهب مع فاعل الخير—”

“أعتقد أنه ليس لدي خيار آخر. هذه السيدة ستذهب مع فاعل الخير—”

“إلى أين تعتقدين أنكِ ذاهبة؟” نادت انيسيه قبل أن تتمكن رايميرا من إنهاء كلامها.

“حسنا، هذا صحيح، ولكن إذا أراد حقًا قتلها، فلديه طرق أخرى مؤكدة. بالنظر إلى نهاية ما حدث، وصل فيرموث إلى رقبتك، سيينا، لكنه….لم يضغط عليها أو يخنقك.” قال يوجين: “لقد مزق القلادة فقط.”

 

ومع ذلك، مات فيرموث قبل أن يتمكن من تنفيذ خطته. على الأقل، هذا ما قيل للعالم.

“تلك هناك، إنها ابنة رايزاكيا، أليس كذلك؟ كان لدي بعض الديون لتسويتها مع والدك. آه، ولكن لا تقلقي. لا شيء يدعو للقلق.”

 

بدأت رايميرا ترتجف بعد أن كلَّمتها سيينا. نظرت إلى يوجين بعيون تتوسل، لكنه صار بالفعل خارج الغرفة تقريبًا.

 

 

 

‘إذا بقيت هناك لفترة أطول، فسوف أفقد كل شعري حقًا.’

“لا تكذبي! لقد كُنتِ تتحدثين عني!” صرخت سيينا.

حتى لو كان شعره سَـينمو يومًا ما، ليس لديه الرغبة في أن يصير أصلعًا أبدًا.

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط