البحر (1)
الفصل 348: البحر (1)
في حين أنه بطبيعة الحال لا يمكن مقارنته بمولون في هذا الصدد، إلا أن يوجين طويل القامة أيضًا.
مر كل شيء بسلاسة.
بعد ذلك، حتى بعد أن تم إقتيادها إلى المحيط لأول مرة في حياتها، تأكدت إيريس من الإبحار إلى نهاية البحار الجنوبية.
الأمر ليس مجرد طول وفقط أيضًا. بعد أن خضع لتدريب مستمر منذ الطفولة المبكرة، جسد يوجين، الذي تطور وفقًا لأسلوب المعركة الذي إلتزم به من حياته السابقة، ليس نحيفًا بأي حال من الأحوال.
هذا صحيح، تمامًا مثل المعنى الحرفي لتلك الكلمات، بدا أن إيريس تبحر بسلاسة في مستقبل أحلامها.
‘ما هذا بحق السماء؟’ لم تستطع كارمن فهم ما تراه الآن. ‘هناك امرأة في ثوب أبيض، لا…. هذا يوجين….يوجين لايونهارت. لماذا يرتدي ملابسًا كهذه؟’
على الرغم من أن جارجيث، الذي يعبد العضلات عمليًا، ينتقد جسد يوجين كلما يلتقيان، في نظر يوجين، عضلات جارجيث الكبيرة الغبية هي مضيعة للجهد. على أي حال، يوجين فخورٌ جدا بالتميز الجسدي خاصته.
وبعبارة أخرى، جسد يوجين رجولي للغاية. حتى على سبيل المزاح، سيكون من الصعب الإدعاء بأنه سَـيبدو جيدًا في ملابس النساء.
* * *
على الرغم من أن يوجين قد وُلِدَ بوجه وسيم للغاية لا يزال لديه بعض آثار الطفولية، بمجرد تغطية وجهه بمساعدة شعر مستعار، كل ما تبقى هو رؤية القبح النقي.
بدلا من الشعور بالملل، وجدت نفسها دائمًا حزينة وخائبة الأمل كلما إنتهى الحلم. عند الإستيقاظ من الحلم، مسحت إيريس الدموع في زوايا عينيها. علامات الدموع الجافة على خديها إمتدت مع تعابير وجهها. بعد فرك خديها بظهر يديها عدة مرات، غمرت إيريس نفسها في أحلامها.
بدت عظام يوجين الحادة وشعره الرمادي الطويل جيدًا فوق الفستان الأبيض النقي الذي إشترته له سيينا أمس كَـجزء من المقلب.
أو على الأقل، هذا ما أصر عليه يوجين بكل إخلاص. ومع ذلك، رفض الآخرون قبول رأي يوجين. ولكن إذا كان هذا هو كل ما في الأمر، فلن يهم يوجين حقًا. بغض النظر عما قد تدعيه سيينا، كريستينا أو انيسيه، يوجين شخصٌ يمكنه التمسك بمبادئه المتمثلة في كره كل ما يكرهه.
أومأ يوجين برأسه بحزم، “أريدك أن تكوني واضحة بشأن هذا، السيدة كارمن، لكن ليس لدي أدنى اهتمام بإرتداء هذا التنكر. أنا حقًا لا أريد أن أفعل هذا، لكن….حسنًا….كيف يجب أن أضع هذا….؟ أعتقد أنه يمكنك القول أنه لم يكن لدي خيار سوى القيام بهذا….أنا….بما أنه أنتِ، سيدة كارمن، أنا على ثقة أنكِ سوف تتفهمين موقفي.”
“هل تخططين بجدية لأخذي إلى السفينة هكذا؟” سأل يوجين بصدمة.
ومع ذلك، الأمور مختلفة هذه المرة.
إنه حلمٌ غريب.
وكل ذلك بسبب طلب سيل. طلب حاقد وسيء، حقًا….
في الواقع، حتى لو رفض يوجين طلبها، كانت سيل سَـتظل تحتفظ بسر يوجين لنفسها. بعد كل شيء، إنه ليس شيئا يمكن نشره بلا مبالاة. على الرغم من أنها هددت بأنها ستخبر شقيقها بالحقيقة، إلا أن سيل ليست شخصًا قد يفعل شيئًا كهذا حقًا.
بعد ذلك، حتى بعد أن تم إقتيادها إلى المحيط لأول مرة في حياتها، تأكدت إيريس من الإبحار إلى نهاية البحار الجنوبية.
يوجين مدرك أيضًا لهذه الحقيقة، ولكن — حتى لو كان الأمر كذلك — يوجين لا يزال قرر الموافقة على طلب سيل. هذا من أجل سيل لأنه أراد أن يجعلها تشعر بتحسن. حتى لو كان ذلك بهامش صغير فقط، قرر يوجين تقديم تضحية نبيلة.
على الرغم من أن يوجين قد وُلِدَ بوجه وسيم للغاية لا يزال لديه بعض آثار الطفولية، بمجرد تغطية وجهه بمساعدة شعر مستعار، كل ما تبقى هو رؤية القبح النقي.
حتى لو عنى ذلك عض لسانه.
“احم….” طهرت كارمن حلقها بشكل محرج.
منذ تلك اللحظة فصاعدًا بدأت الأحلام.
التعاويذ لتغيير لون الشعر أو العينين في الواقع بسيطة للغاية. التعاويذ التي يمكن أن تجعل حواس شخص آخر تدرك الأشياء بشكل مختلف ليست أيضًا مجالًا صعبًا للسحر إذا ركزت على تغيير حواس الناس العاديين فقط.
عندما مات جاغون، الذي قتل أوبيرون وأكله.
ومع ذلك، فإن أي تعويذة تغير جسم الشخص تمامًا بطريقة ما هي سحرٌ متقدمٌ للغاية. ولكن بالنسبة إلى ساحر فائق، من المؤكد أنه في حدود قدراته إعادة بناء جسده والتحول إلى مظهر مختلف.
ليس باليد حيلة، هذا لأن إيريس لديها الخلفية الأكثر تواضعًا بين جميع أطفال الغضب. كان كاماش زعيم العمالقة. وأوبيرون أيضًا زعيم الوحوش الذين سقطوا. حتى سين كان سيد واحدة من أكبر عشائر مصاصي الدماء.
بعد أن فقدت أراضيها في هيلموث، وصلت إيريس إلى هذه البحار البعيدة. بمجرد أن تكتسب القوة الكافية هنا، سَـتعود ذات يوم إلى هيلموث وتدوس في جميع أنحاء جسد نوير جيابيلا. أرادت إيريس تمزيق شيطانة الليل القذرة تلك إلى أشلاء بيديها العاريتين، وإذا تمكنت نوير من البقاء على قيد الحياة، فإن إيريس سَـتحولها إلى وعاء لجميع أنواع القذارة المثيرة للاشمئزاز وتجعلها تتوسل لِـأن تقتلها….
لكن يوجين لم يصل إلى هذا المستوى بعد. يمكن القول أن يوجين بالكاد وصل إلى الدائرة الثامنة، والتي يمكن أن يطلق عليها المستوى القياسي لقوة الساحر الفائق، بسبب صيغة حلقة اللهب الخاصة به، والتي حلت محل دوائر الساحر بنجومه وتضخيم قوتها. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا دعم آكاشا.
ومع ذلك، تم تحطيم تلك الآمال من قبل سيينا. بعد كل شيء، لم تحتج إلى تعويذة معقدة مثل تعدد الأشكال يمكن أن تغير تمامًا عرق شخص ما وجنسه.
نتيجة لهذا، شعر يوجين ببصيص أمل. بغض النظر عن مدى جمال وجهه بعد المكياج، أو بغض النظر عن كيفية إطالة شعره أو تغطيته بشعر مستعار، إذا كان هذا الوجه الجميل موجودًا فوق حجمه الكبير، عضلاته المنتفخة، في النهاية، ألن يظل هذا المشهد غير جذاب؟
ومع ذلك، تم تحطيم تلك الآمال من قبل سيينا. بعد كل شيء، لم تحتج إلى تعويذة معقدة مثل تعدد الأشكال يمكن أن تغير تمامًا عرق شخص ما وجنسه.
على الرغم من أنه حتى بالنسبة لسيينا، من المستحيل القيام بشيء مثل تجديد الأطراف المقطوعة لشخص ما. ومع ذلك، إذا كان الأمر مجرد إعادة بناء جسد إلى حد تقليل طوله قليلًا وضغط عضلاته إلى حدودها، ثم….
“هذا….” سكتت سيينا بعد بلع لعابها بقوة.
لكن يوجين لم يصل إلى هذا المستوى بعد. يمكن القول أن يوجين بالكاد وصل إلى الدائرة الثامنة، والتي يمكن أن يطلق عليها المستوى القياسي لقوة الساحر الفائق، بسبب صيغة حلقة اللهب الخاصة به، والتي حلت محل دوائر الساحر بنجومه وتضخيم قوتها. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا دعم آكاشا.
حتى مع السحر، هناك حدود لما هو ممكن جسديا، لذلك لم تتمكن سيينا من إجراء تعديلات إلا في حدود ما يمكن لجسم يوجين التعامل معه. من المستحيل عليها أيضا أن تجعل الثديين ينتفخان عندما لا يكونان موجودان ببساطة.
على كل حال….حتى مع هذا التغيير البسيط….لم تستطع سيينا إلا الإعجاب بمهاراتها الخاصة في السحر، وكذلك مظهر يوجين الجديد.
تم تخفيض طوله إلى مستوى كريسيتنا تقريبًا. كما تم ضغط عضلاته السميكة إلى حدودها. حتى مع ذلك، مع كل ملابسه، يوجين لا يزال يبدو قويًا وبارزًا، ولكن عندما تم تغطيته ببعض الملابس، لم يمكن رؤية خطوط عضلاته، لذلك لم توجد مشاكل في هذا الصدد.
“هذا أفضل….حتى….مما توقعت….” تمتمت سيينا.
“هذا أفضل….حتى….مما توقعت….” تمتمت سيينا.
بدت عظام يوجين الحادة وشعره الرمادي الطويل جيدًا فوق الفستان الأبيض النقي الذي إشترته له سيينا أمس كَـجزء من المقلب.
“هل إنتهينا الآن؟” هدر يوجين من بين أسنانه المصرورة، يكافح من أجل تحمل عاره.
لم تكن سيينا الوحيدة التي إعتقدت ذلك. شعرت كريستينا وانيسيه بقلوبهما تنبض وهما ينظران إلى يوجين بعيون فارغة.
“هااااه….” تنهدت إيريس.
لكن لسبب غير معروف، شعرت إيريس أن هذا المكان مريحٌ ومُرَحِّبٌ كما لو أنه منزلها.
كم هو جميل….
كل هذه قد أُعطي لها من قبل والدها. أثناء إحتضان جسدها، أغلقت إيريس عينيها.
كلمة واحدة من إيريس يمكن أن تجعل مئات من أساطيل القراصنة تتحرك. من خلال تعبئة مثل هذه القوة الهائلة، إستولت على العديد من الجان الذين كانوا يحاولون عبور البحار لدخول سمر.
إنطباعهما لم يأتِ من وجهة نظر جمالية فقط. بعد كل شيء، هذا هو النبيل يوجين لايونهارت. هذا جانبٌ من نفسه لم يظهره أبدًا لأي شخص آخر من قبل طوال حياته، ومن الواضح أنه محرجٌ لدرجة أنه بالكاد يستطيع تحمل الأمر، لكن حقيقة أنه يعرض نفسه لهم هكذا جعل قلب القديستين المشترك ينبض.
وبعبارة أخرى، جسد يوجين رجولي للغاية. حتى على سبيل المزاح، سيكون من الصعب الإدعاء بأنه سَـيبدو جيدًا في ملابس النساء.
“هل إنتهينا الآن؟” هدر يوجين من بين أسنانه المصرورة، يكافح من أجل تحمل عاره.
الصوت الذي ترك شفتيه بدا رقيقًا لدرجة أنه فاجأه.
“الأب، هل تحاول أن تُريَّني شيئًا من خلال هذا الحلم؟” تمتمت إيريس وهي تداعب جفنها بلطف.
“أعتقد أنه سيكون من الأفضل أن نغير لون شعرك ولون عينيك.” قالت سيل وهي تفحص مظهر يوجين بتعبير جاد: “نحن نخطط لأخذك معي كخادمتي، ولكن ألن يكون واضحًا جدًا من أنت إذا إحتفظت بخصائص لايونهارت؟ بما أنك سَـتتنكر كإمرأة، يجب أن نستفيد من هذا حتى النهاية.”
لا يهم من يكون، سَـيتأكد من قتلهم. تلك قناعة يوجين الصادقة. لم يستطع السماح برؤيته بهذا المظهر من قبل أي شخص آخر.
“هل تخططين بجدية لأخذي إلى السفينة هكذا؟” سأل يوجين بصدمة.
بعد ذلك، حتى بعد أن تم إقتيادها إلى المحيط لأول مرة في حياتها، تأكدت إيريس من الإبحار إلى نهاية البحار الجنوبية.
‘الأب….’
ردت سيل قائلة: “وافقت السيدة سيينا وقديسة روجرس أيضًا على التنكر كَـخدم من أجل ركوب السفينة.”
“ما الذي لا تفهمه بالضبط؟” ردت سيل بهدوء. “بهذه الطريقة، يجب أن نكون قادرين على خداع أعدائنا تمامًا.”
“ما علاقة هذا بي؟!” إنفجر يوجين.
“ما الذي لا تفهمه بالضبط؟” ردت سيل بهدوء. “بهذه الطريقة، يجب أن نكون قادرين على خداع أعدائنا تمامًا.”
قال يوجين بيأس، “لكننا لا نحتاج حقًا إلى جعلي أتنكر كامرأة لجعلهم يخفضون حذرهم. يمكنني فقط إرتداء تمويه عادي مختلف. إذا لم يكن ذلك كافيا، يمكنني الإختباء في برميل خشبي—”
“هااااه….” تنهدت إيريس.
“ألم تعِد بالإستماع إلى طلبي؟” قاطعته سيل بإبتسامة خبيثة.
الآن بعد أن مات إبن أوبيرون أيضًا، صار سليل الغضب الوحيد المتبقي هي إيريس.
صر يوجين أسنانه وأغلق فمه.
على الرغم من أن جارجيث، الذي يعبد العضلات عمليًا، ينتقد جسد يوجين كلما يلتقيان، في نظر يوجين، عضلات جارجيث الكبيرة الغبية هي مضيعة للجهد. على أي حال، يوجين فخورٌ جدا بالتميز الجسدي خاصته.
في هيلموث، تم قمع إيريس من قبل جميع الشياطين الآخرين الذين عاشوا هناك. هذا لأنها أصرت بعناد على الإعتماد فقط على جان الظلام كَـمرؤوسيها. لهذا السبب، على الرغم من أن إيريس أمضت الثلاثمائة عام الماضية في هيلموث، إلا أنها ما زالت غير قادرة على بناء نفس القدر من القوة مثل الشياطين الآخرين رفيعي المستوى الذين نجوا من الحرب.
حسنا، الأمر كما قالت سيل. إذا تنكر يوجين كَـخادمة، فلا ينبغي لأحد أن يرى من خلال هويته. على الرغم من وجود خطر من أن السحر الذي يخفيه قد ينكشف عندما يصلون إلى بحر سولجارتا، إذا كان ذلك يعني أنهم سيكونون قادرين على الوصول إلى وجهتهم بأمان والإقتراب بما يكفي لمواجهة إيريس، فَسَـيظل ذلك مفيدًا.
منذ تلك اللحظة فصاعدًا بدأت الأحلام.
‘ولكن إذا تم القبض علي قبل ذلك….’ فكر يوجين بحزن.
‘لا، الأمر ليس هكذا.’
‘ولكن إذا تم القبض علي قبل ذلك….’ فكر يوجين بحزن.
الموت.
“هذا….” سكتت سيينا بعد بلع لعابها بقوة.
لا يهم من يكون، سَـيتأكد من قتلهم. تلك قناعة يوجين الصادقة. لم يستطع السماح برؤيته بهذا المظهر من قبل أي شخص آخر.
وقفت إيريس أمام المرآة، ولم ترتدي شيئًا على الإطلاق. رأت بشرتها الرمادية وأذنيها الطويلتين المدببتين وشعرها الأبيض وعيناها الحمراوتان تنعكس في المرآة.
صرير.
عندما فُتِحَ الباب، بدا أن الوقت توقف عن يوجين. إلتفت للنظر إلى الباب المفتوح مع تعبير من الرعب على وجهه. من خلال المدخل المفتوح، رأى كارمن تقف على الجانب الآخر.
لدى الجميع أسرار أرادوا إخفاءها. لم تتوقع كارمن أبدًا أن يوجين لايونهارت، أسد الدم، قاتل التنين والبطل، سيكون لديه مثل هذه الأذواق، لكن….تمتلك كارمن نظرة مرنة يمكن أن تتقبل قدرًا من الإنحراف إذا كان فقط على هذا المستوى.
حل الصمت.
عندما فُتِحَ الباب، بدا أن الوقت توقف عن يوجين. إلتفت للنظر إلى الباب المفتوح مع تعبير من الرعب على وجهه. من خلال المدخل المفتوح، رأى كارمن تقف على الجانب الآخر.
الأمر ليس مجرد طول وفقط أيضًا. بعد أن خضع لتدريب مستمر منذ الطفولة المبكرة، جسد يوجين، الذي تطور وفقًا لأسلوب المعركة الذي إلتزم به من حياته السابقة، ليس نحيفًا بأي حال من الأحوال.
‘ما هذا بحق السماء؟’ لم تستطع كارمن فهم ما تراه الآن. ‘هناك امرأة في ثوب أبيض، لا…. هذا يوجين….يوجين لايونهارت. لماذا يرتدي ملابسًا كهذه؟’
“احم….” طهرت كارمن حلقها بشكل محرج.
لم يستطع أن يعطيها حتى أفضل دليل لكسب ثقتها، ولكن مع ذلك، لم يستطع أن يعترف بأنه وعد بالوفاء بطلب سيل مقابل الإحتفاظ بشيء ما سرًا.
شعرت أنها ستكون فكرة سيئة أن تسأله لماذا يرتدي ملابس كهذه….
إلى ذلك البحر المليء بالألغاز، بحر سولجالتا.
لدى الجميع أسرار أرادوا إخفاءها. لم تتوقع كارمن أبدًا أن يوجين لايونهارت، أسد الدم، قاتل التنين والبطل، سيكون لديه مثل هذه الأذواق، لكن….تمتلك كارمن نظرة مرنة يمكن أن تتقبل قدرًا من الإنحراف إذا كان فقط على هذا المستوى.
وهكذا، دون أن تقول أي شيء، قررت كارمن أن تأخذ خطوة إلى الوراء في الوقت الحالي.
في هيلموث، تم قمع إيريس من قبل جميع الشياطين الآخرين الذين عاشوا هناك. هذا لأنها أصرت بعناد على الإعتماد فقط على جان الظلام كَـمرؤوسيها. لهذا السبب، على الرغم من أن إيريس أمضت الثلاثمائة عام الماضية في هيلموث، إلا أنها ما زالت غير قادرة على بناء نفس القدر من القوة مثل الشياطين الآخرين رفيعي المستوى الذين نجوا من الحرب.
حسنا، الأمر كما قالت سيل. إذا تنكر يوجين كَـخادمة، فلا ينبغي لأحد أن يرى من خلال هويته. على الرغم من وجود خطر من أن السحر الذي يخفيه قد ينكشف عندما يصلون إلى بحر سولجارتا، إذا كان ذلك يعني أنهم سيكونون قادرين على الوصول إلى وجهتهم بأمان والإقتراب بما يكفي لمواجهة إيريس، فَسَـيظل ذلك مفيدًا.
هل يجب أن تترك الباب مفتوحًا؟ أم يجب أن تغلقه؟ للحظة قصيرة، فكرت كارمن في هذا السؤال في ذهنها، ولكن لا يمكن رؤية أي أثر لترددها من خلال تعابيرها. في النهاية، تحركت كارمن لإغلاق الباب بتعبير هادئ.
إنهارت تعابير يوجين عند سماع مجاملتها.
عندما بدأت الأحلام في الظهور لأول مرة، لم تتكرر كما هي الآن، لكن الفاصل الزمني بين كل حلم وآخر تقلص ببطء. ما كان مرة واحدة في الأسبوع قبل فترة قصيرة فقط أصبح مرة واحدة كل أربعة أيام، والآن هي تحلم بنفس الحلم كل يوم تقريبًا.
“إنتظري.” قال يوجين.
إذا لم يتمكن من توضيح الأمور في الوقت المناسب، فقد ينفجر سوء الفهم هذا في الحجم مثل كرة الثلج المتدحرجة. في سباق مع الوقت، سرعان ما وضع يوجين قدمه في الفجوة المتقلصة بين المدخل وأمسك بمعصم كارمن.
لم تستمر شكوكها إلا في المرات القليلة الأولى التي حلمت فيها بالحلم. بعد نفس الحلم مرارًا وتكرارًا، أدركت إيريس أن هذا الحلم ليس كابوسا. لا، في الواقع، عرفت إيريس الحقيقة منذ اللحظة التي إختبرت فيها هذا الحلم لأول مرة. لكن في البدايه، كان لا يزال لديها بعض الشكوك العالقة في أنه قد يكون هناك مخطط آخر قادم.
“لا بأس. أنا أتفهم.” قالت كارمن، في محاولة لفهم مشاعر يوجين.
لا يوجد أي أساس لذلك، لكن إيريس متأكدة من أن هذا الحلم ليس وهمًا أوجده شوقها للماضي.
ومع ذلك، فإن أي تعويذة تغير جسم الشخص تمامًا بطريقة ما هي سحرٌ متقدمٌ للغاية. ولكن بالنسبة إلى ساحر فائق، من المؤكد أنه في حدود قدراته إعادة بناء جسده والتحول إلى مظهر مختلف.
‘هي تفهم؟ ما الذي تفهمه بالضبط؟’
“أوي، سيدة كارمن، الأمر ليس كذلك.” نفى يوجين بسرعة. “أنا لا أرتدي هذه الملابس وأغير مظهري لأنني أريد ذلك. ألم تكوني هنا معنا قبل يومين، سيدة كارمن؟ من أجل خداع الأميرة راكشاسا تمامًا، وافقت—”
هذا صحيح، تمامًا مثل المعنى الحرفي لتلك الكلمات، بدا أن إيريس تبحر بسلاسة في مستقبل أحلامها.
قاطعته كارمن، “هل تقصد أن هذا ليس مقلبًا؟ هل تفكر جديا في تمويه نفسك كامرأة؟”
على كل حال….حتى مع هذا التغيير البسيط….لم تستطع سيينا إلا الإعجاب بمهاراتها الخاصة في السحر، وكذلك مظهر يوجين الجديد.
أومأ يوجين برأسه بحزم، “أريدك أن تكوني واضحة بشأن هذا، السيدة كارمن، لكن ليس لدي أدنى اهتمام بإرتداء هذا التنكر. أنا حقًا لا أريد أن أفعل هذا، لكن….حسنًا….كيف يجب أن أضع هذا….؟ أعتقد أنه يمكنك القول أنه لم يكن لدي خيار سوى القيام بهذا….أنا….بما أنه أنتِ، سيدة كارمن، أنا على ثقة أنكِ سوف تتفهمين موقفي.”
“احم….” طهرت كارمن حلقها بشكل محرج.
لم يستطع أن يعطيها حتى أفضل دليل لكسب ثقتها، ولكن مع ذلك، لم يستطع أن يعترف بأنه وعد بالوفاء بطلب سيل مقابل الإحتفاظ بشيء ما سرًا.
أعادت إيريس فتح عينيها. بداخلها عين الظلام الشيطانية التي تلقتها من ملك الغضب الشيطاني قبل ثلاثمائة عام. تلوَّت الظلال السوداء داخل عينيها الحمراء.
حتى لو عنى ذلك عض لسانه.
“هممم….” لم تستطع كارمن تجاهل طلب يوجين.
ذلك عندما سقطت قلعة التنين الشيطاني في هيلموث.
دون طرح الكثير من الأسئلة، أومأت برأسها. تنهد يوجين بإرتياح عندما ترك معصم كارمن.
لم تستمر شكوكها إلا في المرات القليلة الأولى التي حلمت فيها بالحلم. بعد نفس الحلم مرارًا وتكرارًا، أدركت إيريس أن هذا الحلم ليس كابوسا. لا، في الواقع، عرفت إيريس الحقيقة منذ اللحظة التي إختبرت فيها هذا الحلم لأول مرة. لكن في البدايه، كان لا يزال لديها بعض الشكوك العالقة في أنه قد يكون هناك مخطط آخر قادم.
فقط لكي تقول كارمن، “يبدو الفستان جيدًا عليك.”
إنهارت تعابير يوجين عند سماع مجاملتها.
مر كل شيء بسلاسة.
عملاق، مصاص دماء ووحش. ربما هم جميعًا ينتمون إلى أعراق مختلفة، لكنهم كانوا بالتأكيد أشقاء.
* * *
إيريس تحلم.
على الرغم من أن يوجين قد وُلِدَ بوجه وسيم للغاية لا يزال لديه بعض آثار الطفولية، بمجرد تغطية وجهه بمساعدة شعر مستعار، كل ما تبقى هو رؤية القبح النقي.
ومع ذلك، الآن لم يعد لديها أي شكوك.
لقد تخلت بالفعل عن حساب عدد المرات التي حدث فيها هذا، لكنه دائمًا نفس الحلم.
عندما بدأت الأحلام في الظهور لأول مرة، لم تتكرر كما هي الآن، لكن الفاصل الزمني بين كل حلم وآخر تقلص ببطء. ما كان مرة واحدة في الأسبوع قبل فترة قصيرة فقط أصبح مرة واحدة كل أربعة أيام، والآن هي تحلم بنفس الحلم كل يوم تقريبًا.
حسنا، الأمر كما قالت سيل. إذا تنكر يوجين كَـخادمة، فلا ينبغي لأحد أن يرى من خلال هويته. على الرغم من وجود خطر من أن السحر الذي يخفيه قد ينكشف عندما يصلون إلى بحر سولجارتا، إذا كان ذلك يعني أنهم سيكونون قادرين على الوصول إلى وجهتهم بأمان والإقتراب بما يكفي لمواجهة إيريس، فَسَـيظل ذلك مفيدًا.
في البداية، شكت في أن نوير جيابيلا، ملكة العاهرات، ربما تلعب خدعة عليها. كانت آخر مرة التقيا فيها هي المعركة الإقليمية قبل بضع سنوات. ومع ذلك، فإن علاقتهما، لا، عداوتهما، لم يتم قطعها بعد.
كلمة واحدة من إيريس يمكن أن تجعل مئات من أساطيل القراصنة تتحرك. من خلال تعبئة مثل هذه القوة الهائلة، إستولت على العديد من الجان الذين كانوا يحاولون عبور البحار لدخول سمر.
عرفت إيريس أن الأمر لم ينتهِ بعد. حتى الآن، فإن التفكير في تلك الهزيمة يجعلها تطحن أسنانها بغضب.
حل الصمت.
بعد إتخاذ خطوات قليلة إلى الأمام، في مجرد لحظات، ينحسر ظهره الضخم فجأة بسبب إتساع المسافة بينهما، يلقي ظلالًا طويلة وراءه من شأنها أن تبتلع الجميع هناك. هذا صحيح، لم تكن إيريس وحدها في الحلم. الجميع ينظرون إلى نفس الظهر من الخلف ويمشون إلى الأمام معًا.
التفكير في العودة إلى تلك المعركة الإقليمية واحد على واحد….هل يمكن أن يطلق عليها حتى معركة؟ حتى إيريس نفسها شعرت أن إعتبارها كذلك هو غطرسة مفرطة وخداع الذات. لم تكن المعركة الإقليمية حتى معركة. لقد كانت مجرد مذبحة من جانب واحد….
ومع ذلك، الأمور مختلفة هذه المرة.
وهكذا، ليس لدى إيريس أي نية لقطع هذه العداوة. لم تستطع أن تنسى الضغينة التي تم ترسيخها في ذلك الوقت.
عندما فُتِحَ الباب، بدا أن الوقت توقف عن يوجين. إلتفت للنظر إلى الباب المفتوح مع تعبير من الرعب على وجهه. من خلال المدخل المفتوح، رأى كارمن تقف على الجانب الآخر.
بعد أن فقدت أراضيها في هيلموث، وصلت إيريس إلى هذه البحار البعيدة. بمجرد أن تكتسب القوة الكافية هنا، سَـتعود ذات يوم إلى هيلموث وتدوس في جميع أنحاء جسد نوير جيابيلا. أرادت إيريس تمزيق شيطانة الليل القذرة تلك إلى أشلاء بيديها العاريتين، وإذا تمكنت نوير من البقاء على قيد الحياة، فإن إيريس سَـتحولها إلى وعاء لجميع أنواع القذارة المثيرة للاشمئزاز وتجعلها تتوسل لِـأن تقتلها….
“هذا أفضل….حتى….مما توقعت….” تمتمت سيينا.
هل يجب أن تترك الباب مفتوحًا؟ أم يجب أن تغلقه؟ للحظة قصيرة، فكرت كارمن في هذا السؤال في ذهنها، ولكن لا يمكن رؤية أي أثر لترددها من خلال تعابيرها. في النهاية، تحركت كارمن لإغلاق الباب بتعبير هادئ.
يجب أن تكون نوير جيابيلا تدرك تمامًا أن إيريس تحمل مثل هذا الحقد العميق تجاهها. هذا هو السبب في أن إيريس لم تستطِع إلا أن تشك في هذا في البداية.
إلى ذلك البحر المليء بالألغاز، بحر سولجالتا.
في هيلموث، تم قمع إيريس من قبل جميع الشياطين الآخرين الذين عاشوا هناك. هذا لأنها أصرت بعناد على الإعتماد فقط على جان الظلام كَـمرؤوسيها. لهذا السبب، على الرغم من أن إيريس أمضت الثلاثمائة عام الماضية في هيلموث، إلا أنها ما زالت غير قادرة على بناء نفس القدر من القوة مثل الشياطين الآخرين رفيعي المستوى الذين نجوا من الحرب.
قالت إيريس وهي تواصل مداعبة عينيها الحمراء بأطراف أصابعها: “إذا كانت هذه هي إرادتك يا أبي.”
ومع ذلك، الأمور مختلفة هنا في البحار الجنوبية. بعد وصولها إلى هذه البحار الجنوبية، لم تتعرض إيريس للفشل ولا حتى مرة واحدة. بدلًا من ذلك، عمل كل شيء مثلما أرادت — بدا أن القدر يبتسم إلى إيريس. لقد مر عامان فقط منذ وصول إيريس إلى البحار الجنوبية، لكن القوة التي تراكمت لديها خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة أكثر مما تمكنت من الحصول عليه خلال الثلاثمائة عام في هيلموث.
الكوابيس مؤلمة، وكقاعدة عامة، تجعل المرء يرغب في الإستيقاظ منها. تستخدم الكوابيس الضارة التي تستخدمها شياطين الليل طرقًا مختلفة لمحاولة إضعاف العقل وكسر إرادة الحالم. لكن أحلام إيريس المتكررة ليست من هذا القبيل.
كلمة واحدة من إيريس يمكن أن تجعل مئات من أساطيل القراصنة تتحرك. من خلال تعبئة مثل هذه القوة الهائلة، إستولت على العديد من الجان الذين كانوا يحاولون عبور البحار لدخول سمر.
إنه بالتأكيد حنين إلى الماضي، حيث أعاد الحلم ذكريات الماضي البعيد. ومع ذلك، في ذكريات إيريس، مشهد مثل هذا لم يوجد. هل يمكن أن يكون حنينها للماضي هو الذي جعلها تحلم بذكريات ليست موجودة بالفعل؟
مر كل شيء بسلاسة.
الكوابيس مؤلمة، وكقاعدة عامة، تجعل المرء يرغب في الإستيقاظ منها. تستخدم الكوابيس الضارة التي تستخدمها شياطين الليل طرقًا مختلفة لمحاولة إضعاف العقل وكسر إرادة الحالم. لكن أحلام إيريس المتكررة ليست من هذا القبيل.
إنطباعهما لم يأتِ من وجهة نظر جمالية فقط. بعد كل شيء، هذا هو النبيل يوجين لايونهارت. هذا جانبٌ من نفسه لم يظهره أبدًا لأي شخص آخر من قبل طوال حياته، ومن الواضح أنه محرجٌ لدرجة أنه بالكاد يستطيع تحمل الأمر، لكن حقيقة أنه يعرض نفسه لهم هكذا جعل قلب القديستين المشترك ينبض.
هذا صحيح، تمامًا مثل المعنى الحرفي لتلك الكلمات، بدا أن إيريس تبحر بسلاسة في مستقبل أحلامها.
ليس باليد حيلة، هذا لأن إيريس لديها الخلفية الأكثر تواضعًا بين جميع أطفال الغضب. كان كاماش زعيم العمالقة. وأوبيرون أيضًا زعيم الوحوش الذين سقطوا. حتى سين كان سيد واحدة من أكبر عشائر مصاصي الدماء.
لكن لا بد أن أخبار مثل هذه وصلت بطريقة ما إلى ملكة العاهرات المتغطرسة والقذرة في هيلموث. إشتبهت إيريس في أن نوير ربما قررت أنه من الأفضل إعاقة إيريس الآن قبل إكتمال استعدادات إيريس بدلًا من الإنتظار حتى الحرب الشاملة التي من المؤكد أن تندلع بينهما. بعد كل شيء، تخصص نوير جيابيلا هو وضع ضحاياها في كوابيس لا تقاوم مرارًا وتكرارًا حتى تنهار عقولهم تمامًا.
الفصل 348: البحر (1)
‘لكن هذا ليس صحيحًا.’
لم تستمر شكوكها إلا في المرات القليلة الأولى التي حلمت فيها بالحلم. بعد نفس الحلم مرارًا وتكرارًا، أدركت إيريس أن هذا الحلم ليس كابوسا. لا، في الواقع، عرفت إيريس الحقيقة منذ اللحظة التي إختبرت فيها هذا الحلم لأول مرة. لكن في البدايه، كان لا يزال لديها بعض الشكوك العالقة في أنه قد يكون هناك مخطط آخر قادم.
تذكرت عندما بدأت لأول مرة في رؤية هذا الحلم.
ومع ذلك، الآن لم يعد لديها أي شكوك.
الأمر ليس مجرد طول وفقط أيضًا. بعد أن خضع لتدريب مستمر منذ الطفولة المبكرة، جسد يوجين، الذي تطور وفقًا لأسلوب المعركة الذي إلتزم به من حياته السابقة، ليس نحيفًا بأي حال من الأحوال.
الكوابيس مؤلمة، وكقاعدة عامة، تجعل المرء يرغب في الإستيقاظ منها. تستخدم الكوابيس الضارة التي تستخدمها شياطين الليل طرقًا مختلفة لمحاولة إضعاف العقل وكسر إرادة الحالم. لكن أحلام إيريس المتكررة ليست من هذا القبيل.
لكن لسبب غير معروف، شعرت إيريس أن هذا المكان مريحٌ ومُرَحِّبٌ كما لو أنه منزلها.
بدلًا من ذلك….الحلم حلو وجلب لها الحنين إلى الماضي. راودها دائمًا نفس الحلم مرارًا وتكرارًا، لكن إيريس لم تعتقد أبدًا أنه ممل.
“هذا….” سكتت سيينا بعد بلع لعابها بقوة.
في حين أنه بطبيعة الحال لا يمكن مقارنته بمولون في هذا الصدد، إلا أن يوجين طويل القامة أيضًا.
“هااااه….” تنهدت إيريس.
كم هو جميل….
كم هو جميل….
بدلا من الشعور بالملل، وجدت نفسها دائمًا حزينة وخائبة الأمل كلما إنتهى الحلم. عند الإستيقاظ من الحلم، مسحت إيريس الدموع في زوايا عينيها. علامات الدموع الجافة على خديها إمتدت مع تعابير وجهها. بعد فرك خديها بظهر يديها عدة مرات، غمرت إيريس نفسها في أحلامها.
الموت.
“لا بأس. أنا أتفهم.” قالت كارمن، في محاولة لفهم مشاعر يوجين.
ظهره الضخم ويده التي إحتضنت بلطف جسدها. من الصعب رؤية شيء لأن كل شيء كان مغطى بالضباب، ولكن حتى من خلال هذا الضباب، تمكنت من التعرف على إبتسامة المراعاة على وجهه. في الحلم، يتخذ الخطوة الأولى في الطريق، وهي تتبعه بعد ذلك، في محاولة للسفر معه.
“هممم….” لم تستطع كارمن تجاهل طلب يوجين.
بعد إتخاذ خطوات قليلة إلى الأمام، في مجرد لحظات، ينحسر ظهره الضخم فجأة بسبب إتساع المسافة بينهما، يلقي ظلالًا طويلة وراءه من شأنها أن تبتلع الجميع هناك. هذا صحيح، لم تكن إيريس وحدها في الحلم. الجميع ينظرون إلى نفس الظهر من الخلف ويمشون إلى الأمام معًا.
قال يوجين بيأس، “لكننا لا نحتاج حقًا إلى جعلي أتنكر كامرأة لجعلهم يخفضون حذرهم. يمكنني فقط إرتداء تمويه عادي مختلف. إذا لم يكن ذلك كافيا، يمكنني الإختباء في برميل خشبي—”
“كاماش، سين، أوبيرون….” غمغمت إيريس بأسماء أشقائها الذين ماتوا منذ زمن طويل.
عملاق، مصاص دماء ووحش. ربما هم جميعًا ينتمون إلى أعراق مختلفة، لكنهم كانوا بالتأكيد أشقاء.
“إنتظري.” قال يوجين.
“هااااه….” تركت إيريس تنهيدة طويلة أخرى وهي تنهض من السرير.
ومع ذلك، الأمور مختلفة هنا في البحار الجنوبية. بعد وصولها إلى هذه البحار الجنوبية، لم تتعرض إيريس للفشل ولا حتى مرة واحدة. بدلًا من ذلك، عمل كل شيء مثلما أرادت — بدا أن القدر يبتسم إلى إيريس. لقد مر عامان فقط منذ وصول إيريس إلى البحار الجنوبية، لكن القوة التي تراكمت لديها خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة أكثر مما تمكنت من الحصول عليه خلال الثلاثمائة عام في هيلموث.
إنه حلمٌ غريب.
تذكرت عندما بدأت لأول مرة في رؤية هذا الحلم.
التعاويذ لتغيير لون الشعر أو العينين في الواقع بسيطة للغاية. التعاويذ التي يمكن أن تجعل حواس شخص آخر تدرك الأشياء بشكل مختلف ليست أيضًا مجالًا صعبًا للسحر إذا ركزت على تغيير حواس الناس العاديين فقط.
إنه بالتأكيد حنين إلى الماضي، حيث أعاد الحلم ذكريات الماضي البعيد. ومع ذلك، في ذكريات إيريس، مشهد مثل هذا لم يوجد. هل يمكن أن يكون حنينها للماضي هو الذي جعلها تحلم بذكريات ليست موجودة بالفعل؟
نهاية الحلم هي نفسها دائمًا.
‘لا، الأمر ليس هكذا.’
لا يوجد أي أساس لذلك، لكن إيريس متأكدة من أن هذا الحلم ليس وهمًا أوجده شوقها للماضي.
حتى مع السحر، هناك حدود لما هو ممكن جسديا، لذلك لم تتمكن سيينا من إجراء تعديلات إلا في حدود ما يمكن لجسم يوجين التعامل معه. من المستحيل عليها أيضا أن تجعل الثديين ينتفخان عندما لا يكونان موجودان ببساطة.
لكن لا بد أن أخبار مثل هذه وصلت بطريقة ما إلى ملكة العاهرات المتغطرسة والقذرة في هيلموث. إشتبهت إيريس في أن نوير ربما قررت أنه من الأفضل إعاقة إيريس الآن قبل إكتمال استعدادات إيريس بدلًا من الإنتظار حتى الحرب الشاملة التي من المؤكد أن تندلع بينهما. بعد كل شيء، تخصص نوير جيابيلا هو وضع ضحاياها في كوابيس لا تقاوم مرارًا وتكرارًا حتى تنهار عقولهم تمامًا.
الأب الذي يسير أمامهم، ويقود جميع أطفاله باليد، هو بالتأكيد ملك الغضب الشيطاني. أولئك الذين تبعوه هم جميع إخوتها، كما تذكرتهم إيريس.
قال يوجين بيأس، “لكننا لا نحتاج حقًا إلى جعلي أتنكر كامرأة لجعلهم يخفضون حذرهم. يمكنني فقط إرتداء تمويه عادي مختلف. إذا لم يكن ذلك كافيا، يمكنني الإختباء في برميل خشبي—”
‘الأب….’
‘الأب….’
إستذكرت إيريس ملك الغضب الشيطاني، الذي توفي قبل ثلاثمائة عام. على الرغم من أنه ملك شياطين، إلا أنه كان دائمًا لطيفًا للغاية مع أطفاله. وحتى النهاية، لم تتمكن إيريس من فهم سبب إختيارها كَـطفلة للغضب.
“أوي، سيدة كارمن، الأمر ليس كذلك.” نفى يوجين بسرعة. “أنا لا أرتدي هذه الملابس وأغير مظهري لأنني أريد ذلك. ألم تكوني هنا معنا قبل يومين، سيدة كارمن؟ من أجل خداع الأميرة راكشاسا تمامًا، وافقت—”
شعرت أنها ستكون فكرة سيئة أن تسأله لماذا يرتدي ملابس كهذه….
ليس باليد حيلة، هذا لأن إيريس لديها الخلفية الأكثر تواضعًا بين جميع أطفال الغضب. كان كاماش زعيم العمالقة. وأوبيرون أيضًا زعيم الوحوش الذين سقطوا. حتى سين كان سيد واحدة من أكبر عشائر مصاصي الدماء.
لم تستمر شكوكها إلا في المرات القليلة الأولى التي حلمت فيها بالحلم. بعد نفس الحلم مرارًا وتكرارًا، أدركت إيريس أن هذا الحلم ليس كابوسا. لا، في الواقع، عرفت إيريس الحقيقة منذ اللحظة التي إختبرت فيها هذا الحلم لأول مرة. لكن في البدايه، كان لا يزال لديها بعض الشكوك العالقة في أنه قد يكون هناك مخطط آخر قادم.
ليس لدى إيريس مثل هذه الخلفية الرائعة. لقد كانت مجرد أحد الحماة من بين العديد من الآخرين، وهناك عدد كبير من جان الظلام الذين سقطوا بجانبها.
ليس لدى إيريس مثل هذه الخلفية الرائعة. لقد كانت مجرد أحد الحماة من بين العديد من الآخرين، وهناك عدد كبير من جان الظلام الذين سقطوا بجانبها.
ومع ذلك، حتى بين جان الظلام الآخرين هؤلاء، إختار ملك الغضب الشيطاني إيريس. لم يظهر ملك الغضب الشيطاني حتى أي أثر للتردد عند إتخاذ هذا الإختيار، ومن أجل تقوية إبنته الأضعف، أعطاها شخصيًا عينها الشيطانية.
لا يوجد أي أساس لذلك، لكن إيريس متأكدة من أن هذا الحلم ليس وهمًا أوجده شوقها للماضي.
وقفت إيريس أمام المرآة، ولم ترتدي شيئًا على الإطلاق. رأت بشرتها الرمادية وأذنيها الطويلتين المدببتين وشعرها الأبيض وعيناها الحمراوتان تنعكس في المرآة.
هذا صحيح، تمامًا مثل المعنى الحرفي لتلك الكلمات، بدا أن إيريس تبحر بسلاسة في مستقبل أحلامها.
كل هذه قد أُعطي لها من قبل والدها. أثناء إحتضان جسدها، أغلقت إيريس عينيها.
إبتسم لها القدر وتحول إلى رياح خلفية ضخمة دفعت إيريس إلى هذا المكان. هذا صحيح، كل هذا يجب أن يكون مصيرًا.
‘الأب….’
أعادت إيريس فتح عينيها. بداخلها عين الظلام الشيطانية التي تلقتها من ملك الغضب الشيطاني قبل ثلاثمائة عام. تلوَّت الظلال السوداء داخل عينيها الحمراء.
ومع ذلك، حتى بين جان الظلام الآخرين هؤلاء، إختار ملك الغضب الشيطاني إيريس. لم يظهر ملك الغضب الشيطاني حتى أي أثر للتردد عند إتخاذ هذا الإختيار، ومن أجل تقوية إبنته الأضعف، أعطاها شخصيًا عينها الشيطانية.
‘الأب….’
يجب أن تكون نوير جيابيلا تدرك تمامًا أن إيريس تحمل مثل هذا الحقد العميق تجاهها. هذا هو السبب في أن إيريس لم تستطِع إلا أن تشك في هذا في البداية.
نهاية الحلم هي نفسها دائمًا.
صرير.
والدها، الذي كان الأبعد أمامهم جميعا، نزل على ركبتيه. قبل أن تتمكن حتى من الإقتراب من والدها الثابت الآن، غُمِرَ العالم داخل الحلم بالماء. بفضل ذلك، غرق كل شيء في الماء وجُرِفَ بعيدًا. والدها، إيريس، أشقائها الآخرين، كل شيء.
“الأب، هل تحاول أن تُريَّني شيئًا من خلال هذا الحلم؟” تمتمت إيريس وهي تداعب جفنها بلطف.
هل يجب أن تترك الباب مفتوحًا؟ أم يجب أن تغلقه؟ للحظة قصيرة، فكرت كارمن في هذا السؤال في ذهنها، ولكن لا يمكن رؤية أي أثر لترددها من خلال تعابيرها. في النهاية، تحركت كارمن لإغلاق الباب بتعبير هادئ.
تذكرت عندما بدأت لأول مرة في رؤية هذا الحلم.
ومع ذلك، الأمور مختلفة هذه المرة.
الموت.
ذلك عندما سقطت قلعة التنين الشيطاني في هيلموث.
عندما مات جاغون، الذي قتل أوبيرون وأكله.
منذ تلك اللحظة فصاعدًا بدأت الأحلام.
لقد تخلت بالفعل عن حساب عدد المرات التي حدث فيها هذا، لكنه دائمًا نفس الحلم.
تمتمت إيريس لنفسها، “بصفتي الطفل الوحيد الباقي على قيد الحياة….هل تحاول أن تريني كيف أفتح طريقًا؟”
توفي كاماش قبل ثلاثمائة عام. كما مات سين وجميع سلالته منذ ثلاثمائة عام. من بين أطفال الغضب، الوحيدون الذين نجوا من الحرب هما إيريس وأوبيرون، وحتى أوبيرون إلتهمه ابنه في النهاية.
قالت إيريس وهي تواصل مداعبة عينيها الحمراء بأطراف أصابعها: “إذا كانت هذه هي إرادتك يا أبي.”
ومع ذلك، الآن لم يعد لديها أي شكوك.
الآن بعد أن مات إبن أوبيرون أيضًا، صار سليل الغضب الوحيد المتبقي هي إيريس.
أعادت إيريس فتح عينيها. بداخلها عين الظلام الشيطانية التي تلقتها من ملك الغضب الشيطاني قبل ثلاثمائة عام. تلوَّت الظلال السوداء داخل عينيها الحمراء.
قالت إيريس وهي تواصل مداعبة عينيها الحمراء بأطراف أصابعها: “إذا كانت هذه هي إرادتك يا أبي.”
يجب أن تكون نوير جيابيلا تدرك تمامًا أن إيريس تحمل مثل هذا الحقد العميق تجاهها. هذا هو السبب في أن إيريس لم تستطِع إلا أن تشك في هذا في البداية.
“أعتقد أنه سيكون من الأفضل أن نغير لون شعرك ولون عينيك.” قالت سيل وهي تفحص مظهر يوجين بتعبير جاد: “نحن نخطط لأخذك معي كخادمتي، ولكن ألن يكون واضحًا جدًا من أنت إذا إحتفظت بخصائص لايونهارت؟ بما أنك سَـتتنكر كإمرأة، يجب أن نستفيد من هذا حتى النهاية.”
بعد ذلك، حتى بعد أن تم إقتيادها إلى المحيط لأول مرة في حياتها، تأكدت إيريس من الإبحار إلى نهاية البحار الجنوبية.
الصوت الذي ترك شفتيه بدا رقيقًا لدرجة أنه فاجأه.
مر كل شيء بسلاسة.
إلى ذلك البحر المليء بالألغاز، بحر سولجالتا.
“كاماش، سين، أوبيرون….” غمغمت إيريس بأسماء أشقائها الذين ماتوا منذ زمن طويل.
لكن لسبب غير معروف، شعرت إيريس أن هذا المكان مريحٌ ومُرَحِّبٌ كما لو أنه منزلها.
إبتسم لها القدر وتحول إلى رياح خلفية ضخمة دفعت إيريس إلى هذا المكان. هذا صحيح، كل هذا يجب أن يكون مصيرًا.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
