نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 63

العودة إلى الميناء

العودة إلى الميناء

الفصل 63 “العودة إلى الميناء”

تحت قبة السماء الليلية المرصعة بالنجوم التي لا حدود لها، وقف دنكان على سطح سفينته، الضائعة، وثبت بصره بقوة على مشهد مثير للإعجاب: شق ضخم متوهج شق طريقه عبر الكون. إن الضباب الغامض والأثيري الذي أحاط بهذا الشذوذ الكوني أضاف فقط إلى طبيعته الغامضة. لقد أجهد عينيه، على أمل أن يلتقط بعض الملامح التي يمكن التعرف عليها داخل الندبة المتوهجة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إثبات النظرية الرائعة التي بدأت تتشكل في ذهنه.

رفع رأسه، وفحص محيطه. كان كل شيء كما تركه قبل رحلته غير المتوقعة؛ ولا يبدو أن حتى ذرة من الغبار قد تحركت في غيابه.

وتساءل هل من الممكن أن يكون المنظر من أسفل هيكل الضائعة، في الواقع، انعكاسًا أرضيًا للندبة السماوية العملاقة التي كانت معلقة فوقهم في السماء؟

إنها البلوط الأبيض.

إذا كان الواقع وراء عالمنا هو بالفعل فضاء فرعي، كما توقع البعض، فهل يمكن أن تكون ولادة العالم مرتبطة بطريقة أو بأخرى بهذا العالم الآخر؟

كما وقف عشرات من المشاة البخاريين الشاهقين للحراسة، مما أدى إلى تحصين الطرق المؤدية إلى منطقة الرصيف.

على الرغم من جهوده الجادة، وجد دنكان أنه من المستحيل استخلاص أي أدلة محددة من الندبة السماوية المتوهجة. ظلت أفكاره المثيرة للاهتمام مجرد تخمينات. كانت الندبة السماوية بعيدة جدًا، وكان من المستحيل تمييز تفاصيلها المعقدة باستخدام تلسكوبه البسيط المحمول باليد. مما استطاع ملاحظته، فإن الندبة تحمل فقط تشابهًا غامضًا مع المنظر الموجود أسفل هيكل الضائعة. ربما كان الاستكشاف المرهق للأعصاب أسفل سطح السفينة قد جعله عرضة لتخيل روابط غير موجودة.

ظهرت فكرة غريبة في ذهن تشو مينغ. لقد كان توقعًا غريبًا -فهو لم يفهم سبب توقعه رؤية “أليس” في هذا التكرار الصغير للضائعة، وهي فكرة وجدها سخيفة تمامًا.

قضى دنكان قدرًا كبيرًا من الوقت على سطح السفينة، مما سمح لنسيم البحر الهادئ بتسوية أفكاره المتسارعة بينما واصل التفكير في هذا اللغز. لقد كان يراقب من حين لآخر المساعد الأول رأس الماعز، الذي بدا أنه استعاد رباطة جأشه وأصبح الآن يقود السفينة ببراعة.

بعد عودته من قاع السفينة، كان الأمر كما لو أن علاقته بالسفينة قد تعمقت. الآن، يبدو أن السفينة تدرك تمامًا قبطانها، وتراقب أي سلوك غير عادي قد يظهره بعد رحلته خارج الباب الغامض.

ومع ذلك، على الرغم من جهوده لتهدئة نفسه، وجد دنكان أنه من المستحيل تجاهل تيار الشؤم الخفي الذي ساد السفينة بأكملها. لقد كان شعورًا واضحًا بالترقب المتوتر الذي يبدو أنه ليس له أصل واضح. بدا الأمر كما لو أنه يتغلغل في كل جزء من أجزاء السفينة: الصاري الشاهق، والأشرعة المعقودة، والحبال المتناثرة المنتشرة عبر سطح السفينة. بدا أن كل جسم جامد على متن السفينة يهمس بغمغمات قلقة، كما لو كان يناقش “الباب” الغامض.

مع الضائعة المصغرة في قبضته، وضع تشو مينغ “النموذج” المعقد بدقة على المساحة الفارغة على رفه.

هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها دنكان بمثل هذا التحول العاطفي داخل الضائعة.

لقد أدرك أنه لا يزال بإمكانه “الإحساس” بالظروف خارج الباب. كان بإمكانه أن يشعر بوجود الضائة، ورأس الماعز، وحتى… دولة المدينة بلاند البعيدة وال… “الصدفة” الثانية الموجودة داخل متجر التحف.

بعد عودته من قاع السفينة، كان الأمر كما لو أن علاقته بالسفينة قد تعمقت. الآن، يبدو أن السفينة تدرك تمامًا قبطانها، وتراقب أي سلوك غير عادي قد يظهره بعد رحلته خارج الباب الغامض.

قضى دنكان قدرًا كبيرًا من الوقت على سطح السفينة، مما سمح لنسيم البحر الهادئ بتسوية أفكاره المتسارعة بينما واصل التفكير في هذا اللغز. لقد كان يراقب من حين لآخر المساعد الأول رأس الماعز، الذي بدا أنه استعاد رباطة جأشه وأصبح الآن يقود السفينة ببراعة.

وبينما يداعب نسيم المساء وجهه، أخذ دنكان نفسًا عميقًا ومهدئًا وبدأ بالسير ببطء نحو مسكنه. نقرت أصابعه بشكل إيقاعي على الدرابزين الخشبي، بينما يهمس لنفسه بكلمات مهدئة، “استرخي، لا يوجد شيء غير طبيعي في هذا.”

يبدو أن السفينة تستجيب لسلوكه المهدئ. بدأ التوتر على متن الضائعة ينحسر، وتراخت الحبال، ووقفت الأشرعة شامخة وفخورة، وهدأ الصرير الذي كان مسموعًا سابقًا من أسفل سطح السفينة.

يبدو أن السفينة تستجيب لسلوكه المهدئ. بدأ التوتر على متن الضائعة ينحسر، وتراخت الحبال، ووقفت الأشرعة شامخة وفخورة، وهدأ الصرير الذي كان مسموعًا سابقًا من أسفل سطح السفينة.

أطلق تشو مينغ تنهيدة طويلة، لكن تعبيره تجمد فجأة في مكانه -لقد كان هناك تغيير بعد كل شيء!

يبدو كما لو أن الضائعة قد قبلت أخيرًا أن قبطانها لا يزال في القيادة.

تخلص من صدمته، ورمش ببطء قبل أن يمد يده ليرفع بعناية “النموذج” غير المتوقع الذي ظهر بشكل غامض على مكتبه. لقد فحصه بعناية شديدة.

عند وصوله إلى باب مقصورته، توقف دنكان مؤقتًا. وبدلاً من فعله المعتاد المتمثل في فتح الباب، أمسك بالمقبض ودفع الباب إلى الداخل، كاشفًا عن دوامة الضباب الداكن.

بمجرد أن استقرت السفينة في موقعها الجديد، تراجع خطوة إلى الوراء لتقييم “عمله اليدوي”، وقد غمره شعور خافت بالرضا عندما لاحظ الموضع المناسب للنموذج.

أثناء تقدمه بجرأة نحو الظلام الغامض المنذر بالخطر، شعر دنكان بحركة مفاجئة عندما طارت آي، الحمامة التي عادة ما تجلس على كتفه، في الهواء في موجة مفاجئة من الحركة. برفرفة سريعة من جناحيها، وجدت آي مكانًا على سارية قريبة، وتردد صدى إنذارها في صرخات مذعورة، “الطريق أمامنا مقطوع! الطريق أمامنا مكسور!”

وبينما يداعب نسيم المساء وجهه، أخذ دنكان نفسًا عميقًا ومهدئًا وبدأ بالسير ببطء نحو مسكنه. نقرت أصابعه بشكل إيقاعي على الدرابزين الخشبي، بينما يهمس لنفسه بكلمات مهدئة، “استرخي، لا يوجد شيء غير طبيعي في هذا.”

ألقى دنكان نظرة خاطفة على الحمامة المذهولة، وقد أثار فضوله بشكل طفيف قبل أن يتخذ خطوة أخرى إلى الأمام. وبعد ذلك، ولسبب غير مفهوم، وجد نفسه واقفاً داخل حدود شقته المتواضعة والمريحة.

في البحر، احتضنت الأمواج اللطيفة باخرة أنيقة وهي تقترب تدريجياً من الرصيف.

خفض تشو مينغ نظرته، وأجرى فحصًا سريعًا لمظهره الجسدي. كانت يداه متماثلتين، مألوفتين حتى أدق التفاصيل؛ كان يرتدي ملابسه المعتادة -قميص وسروال لا يوصف. لقد كان بعيدًا عن الشكل القوي للقبطان دنكان؛ مجرد إنسان عادي، غير ملحوظ في كل جانب.

كما وقف عشرات من المشاة البخاريين الشاهقين للحراسة، مما أدى إلى تحصين الطرق المؤدية إلى منطقة الرصيف.

رفع رأسه، وفحص محيطه. كان كل شيء كما تركه قبل رحلته غير المتوقعة؛ ولا يبدو أن حتى ذرة من الغبار قد تحركت في غيابه.

بمجرد أن استقرت السفينة في موقعها الجديد، تراجع خطوة إلى الوراء لتقييم “عمله اليدوي”، وقد غمره شعور خافت بالرضا عندما لاحظ الموضع المناسب للنموذج.

تجولت نظراته في الأثاث المتناثر في شقته، ودوامة من الأفكار والتخمينات تدور في ذهنه. ثم وقعت عيناه على باب شقته، وعادت إليه ذكرى الباب الذي واجهه في الطابق السفلي من الضائعة. لقد تذكر موضع الباب، والزاوية التي كان يقع فيها.

اتخذ موقفًا موازيًا للمكان الذي يتذكره، وتخيل شخصًا افتراضيًا يقف على الجانب الآخر من باب شقته. ثم دار حوله لينظر في الاتجاه المعاكس تمامًا.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

ومن خلال النظر من خلال الشق الضيق للباب، استطاع أن يرى قلب غرفته. وسقطت نظراته على الخليط الفوضوي من الأشياء المكدسة عاليا على مكتبه – جهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص به، والكتب، والأوراق، والأقلام؛ المكان الذي قضى فيه ساعات لا تحصى منشغلاً في القراءة والكتابة وتقييم واجبات طلابه وامتحاناتهم.

لقد أدرك أنه لا يزال بإمكانه “الإحساس” بالظروف خارج الباب. كان بإمكانه أن يشعر بوجود الضائة، ورأس الماعز، وحتى… دولة المدينة بلاند البعيدة وال… “الصدفة” الثانية الموجودة داخل متجر التحف.

مع حركات مؤقتة، فتح تشو مينغ الباب بسهولة، بما يكفي للسماح له بالنظر من خلال الفجوة الضيقة. تقطّعت أنفاسه إلى حنجرته، وتزايد الترقب والخوف في داخله.

ومع ذلك، على الرغم من جهوده لتهدئة نفسه، وجد دنكان أنه من المستحيل تجاهل تيار الشؤم الخفي الذي ساد السفينة بأكملها. لقد كان شعورًا واضحًا بالترقب المتوتر الذي يبدو أنه ليس له أصل واضح. بدا الأمر كما لو أنه يتغلغل في كل جزء من أجزاء السفينة: الصاري الشاهق، والأشرعة المعقودة، والحبال المتناثرة المنتشرة عبر سطح السفينة. بدا أن كل جسم جامد على متن السفينة يهمس بغمغمات قلقة، كما لو كان يناقش “الباب” الغامض.

قصف قلبه إيقاعًا يصم الآذان على صدره. كان يعلم أن هذا غير عقلاني، لكنه لم يستطع تبديد الخوف… هل ستظهر عين فجأة على الجانب الآخر من الباب؟ هل سيواجهه الوجه الصارم لقبطان سفينة شبحي؟ أو الأسوأ من ذلك، هل سيخترقه سيف القرصان فجأة؟

يبدو أن السفينة تستجيب لسلوكه المهدئ. بدأ التوتر على متن الضائعة ينحسر، وتراخت الحبال، ووقفت الأشرعة شامخة وفخورة، وهدأ الصرير الذي كان مسموعًا سابقًا من أسفل سطح السفينة.

ألصق وجهه بالباب، ومسح عينيه عبر المساحة الموجودة خلفه.

كانت عيناه مثبتتين على أحد أركان المكتب. في تلك المساحة التي تبدو غير ذات أهمية، ظهر شيء جديد -زخرفة صغيرة ومعقدة. لقد كان نموذجًا نابضًا بالحياة ومفصلاً بشكل مذهل لـ… الضائعة.

كل ما قابل بصره هو المنظر المألوف للضباب الداكن الملتف.

لقد شُريَّ هذا الرف منذ سنوات، ولكن حتى هذا الحدث الغريب، لم يجد سببًا لملئه. في الوقت الحالي، لم يُزين إلا بعدد قليل من زجاجات الكريستال المزخرفة التي شُريت من خلال موجة تسوق مؤسفة عبر الإنترنت، مما ترك غالبية المقصورات شاغرة.

غمرت موجة من الارتياح تشو مينغ، لكنها كانت مشوبة بلمحة غريبة من خيبة الأمل -شعور غريب بالفشل كما لو أنه حُرم من شكل غريب من أشكال الإثارة.

ومع ذلك، على الرغم من جهوده لتهدئة نفسه، وجد دنكان أنه من المستحيل تجاهل تيار الشؤم الخفي الذي ساد السفينة بأكملها. لقد كان شعورًا واضحًا بالترقب المتوتر الذي يبدو أنه ليس له أصل واضح. بدا الأمر كما لو أنه يتغلغل في كل جزء من أجزاء السفينة: الصاري الشاهق، والأشرعة المعقودة، والحبال المتناثرة المنتشرة عبر سطح السفينة. بدا أن كل جسم جامد على متن السفينة يهمس بغمغمات قلقة، كما لو كان يناقش “الباب” الغامض.

هز تشو مينغ رأسه في محاولة للتخلص من هذه المشاعر الغريبة، وشق طريقه ببطء نحو مكتبه. كل عنصر تركه قبل مغادرته موجود بالضبط حيث تركه. كانت قصاصات الورق مزينة برسومات الشعار المبتكرة الغائبة، والمذكرات منظمة بشكل أنيق، وشاشة الكمبيوتر التي لا تزال متوهجة بضوء غريب على الرغم من غياب الطاقة.

فجأة، ومضت فكرة في ذهن تشو مينغ. قام بتقريب نموذج السفينة من وجهه، وبدقة متأنية، فتح الباب الصغير لمقر القبطان الموجود في مؤخرة السفينة. دارت عيناه حول الجزء الداخلي المصغر للغرفة.

يبدو أن كل شيء لم يتغير.

بعد فترة غير محددة من التأمل، عاد تشو مينغ إلى الواقع. ظلت نظراته معلقة على سفينة الأشباح المصغرة التي لا تزال محتضنة بين يديه، ثم انجرفت إلى رف فارغ في أقصى نهاية الغرفة.

أطلق تشو مينغ تنهيدة طويلة، لكن تعبيره تجمد فجأة في مكانه -لقد كان هناك تغيير بعد كل شيء!

تحطم صمت البحر الهادئ فجأة بفعل صوت البوق الرنان. بعد أن وصلت إلى الميناء في وقت سابق من اليوم، شقت فانا طريقها إلى حافة برج المراقبة، وعيناها تتفحصان المشهد الذي يتكشف على الرصيف أدناه.

كانت عيناه مثبتتين على أحد أركان المكتب. في تلك المساحة التي تبدو غير ذات أهمية، ظهر شيء جديد -زخرفة صغيرة ومعقدة. لقد كان نموذجًا نابضًا بالحياة ومفصلاً بشكل مذهل لـ… الضائعة.

لم يكن هناك أي أثر لرأس الماعز على طاولة الملاحة المصغرة.

ضرب مشهد السفينة النموذجية تشو مينغ مثل صاعقة البرق. متحجرًا في عدم التصديق المطلق، جلس هناك لما بدا وكأنه الأبدية. لقد كان متأكدًا تمامًا من أن هذا النموذج -وهو نموذج للضائة على الأقل- لم يكن موجودًا على مكتبه من قبل.

وبينما يداعب نسيم المساء وجهه، أخذ دنكان نفسًا عميقًا ومهدئًا وبدأ بالسير ببطء نحو مسكنه. نقرت أصابعه بشكل إيقاعي على الدرابزين الخشبي، بينما يهمس لنفسه بكلمات مهدئة، “استرخي، لا يوجد شيء غير طبيعي في هذا.”

تخلص من صدمته، ورمش ببطء قبل أن يمد يده ليرفع بعناية “النموذج” غير المتوقع الذي ظهر بشكل غامض على مكتبه. لقد فحصه بعناية شديدة.

وبينما كان في حيرة من أمره بسبب المظهر الغامض لنموذج السفينة على مكتبه، لم يستطع أن ينكر الحقيقة الواضحة المتمثلة في أن العلاقة بين شقته التي تبدو معزولة و”العالم وراء الباب” أعمق بكثير مما كان يتخيله في البداية.

كان طول النسخة المتماثلة المفصلة بدقة من “السفينة الوهمية” ست بوصات فقط. ولم يكن وزنه يختلف عن وزن أي نموذج عادي، إلا أن مستوى الصنعة كان خارقًا للطبيعة. بعد الفحص الدقيق، تمكن تشو مينغ من تمييز حتى أصغر التفاصيل، مثل الحبال وبراميل المياه المتناثرة على سطح السفينة…

في البحر، احتضنت الأمواج اللطيفة باخرة أنيقة وهي تقترب تدريجياً من الرصيف.

يبدو أن الاختلاف الوحيد عن الضائعة الفعلية هو حجم النموذج.

وبالمثل، لم تحمل السفينة المصغرة أي دليل على وجود أليس.

فجأة، ومضت فكرة في ذهن تشو مينغ. قام بتقريب نموذج السفينة من وجهه، وبدقة متأنية، فتح الباب الصغير لمقر القبطان الموجود في مؤخرة السفينة. دارت عيناه حول الجزء الداخلي المصغر للغرفة.

يبدو أن كل شيء لم يتغير.

لم يكن هناك أي أثر لرأس الماعز على طاولة الملاحة المصغرة.

ألصق وجهه بالباب، ومسح عينيه عبر المساحة الموجودة خلفه.

وبالمثل، لم تحمل السفينة المصغرة أي دليل على وجود أليس.

تحطم صمت البحر الهادئ فجأة بفعل صوت البوق الرنان. بعد أن وصلت إلى الميناء في وقت سابق من اليوم، شقت فانا طريقها إلى حافة برج المراقبة، وعيناها تتفحصان المشهد الذي يتكشف على الرصيف أدناه.

ظهرت فكرة غريبة في ذهن تشو مينغ. لقد كان توقعًا غريبًا -فهو لم يفهم سبب توقعه رؤية “أليس” في هذا التكرار الصغير للضائعة، وهي فكرة وجدها سخيفة تمامًا.

بقي اللغز المحير المتمثل في ظهوره في شقته دون حل، ولكن على الأقل… في خضم هذه الأيام المقيدة، تمكن من إضفاء لمسة من السحر على أماكنه العادية.

أو ربما أن حقيقة ظهور نموذج السفينة من لا شيء في حد ذاتها أمر سخيف؟

في البحر، احتضنت الأمواج اللطيفة باخرة أنيقة وهي تقترب تدريجياً من الرصيف.

احتضن تشو مينغ النسخة الصغيرة من الضائعة، ونزل إلى بئر عميق من التأمل.

أطلق تشو مينغ تنهيدة طويلة، لكن تعبيره تجمد فجأة في مكانه -لقد كان هناك تغيير بعد كل شيء!

وبينما كان في حيرة من أمره بسبب المظهر الغامض لنموذج السفينة على مكتبه، لم يستطع أن ينكر الحقيقة الواضحة المتمثلة في أن العلاقة بين شقته التي تبدو معزولة و”العالم وراء الباب” أعمق بكثير مما كان يتخيله في البداية.

إذا كان الواقع وراء عالمنا هو بالفعل فضاء فرعي، كما توقع البعض، فهل يمكن أن تكون ولادة العالم مرتبطة بطريقة أو بأخرى بهذا العالم الآخر؟

ربما حدثت التعديلات بعد أن “تولى قيادة” الضائعة، أو بعد أن غامر بإلقاء نظرة خاطفة من خلال فتحة الباب إلى الفضاء الفرعي.

رفع رأسه، وفحص محيطه. كان كل شيء كما تركه قبل رحلته غير المتوقعة؛ ولا يبدو أن حتى ذرة من الغبار قد تحركت في غيابه.

انحنى تشو مينغ إلى كرسيه وسمح لموجة أفكاره أن تستقر تدريجياً.

هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها دنكان بمثل هذا التحول العاطفي داخل الضائعة.

لقد أدرك أنه لا يزال بإمكانه “الإحساس” بالظروف خارج الباب. كان بإمكانه أن يشعر بوجود الضائة، ورأس الماعز، وحتى… دولة المدينة بلاند البعيدة وال… “الصدفة” الثانية الموجودة داخل متجر التحف.

وبينما يداعب نسيم المساء وجهه، أخذ دنكان نفسًا عميقًا ومهدئًا وبدأ بالسير ببطء نحو مسكنه. نقرت أصابعه بشكل إيقاعي على الدرابزين الخشبي، بينما يهمس لنفسه بكلمات مهدئة، “استرخي، لا يوجد شيء غير طبيعي في هذا.”

بعد فترة غير محددة من التأمل، عاد تشو مينغ إلى الواقع. ظلت نظراته معلقة على سفينة الأشباح المصغرة التي لا تزال محتضنة بين يديه، ثم انجرفت إلى رف فارغ في أقصى نهاية الغرفة.

إنها البلوط الأبيض.

لقد شُريَّ هذا الرف منذ سنوات، ولكن حتى هذا الحدث الغريب، لم يجد سببًا لملئه. في الوقت الحالي، لم يُزين إلا بعدد قليل من زجاجات الكريستال المزخرفة التي شُريت من خلال موجة تسوق مؤسفة عبر الإنترنت، مما ترك غالبية المقصورات شاغرة.

أثناء تقدمه بجرأة نحو الظلام الغامض المنذر بالخطر، شعر دنكان بحركة مفاجئة عندما طارت آي، الحمامة التي عادة ما تجلس على كتفه، في الهواء في موجة مفاجئة من الحركة. برفرفة سريعة من جناحيها، وجدت آي مكانًا على سارية قريبة، وتردد صدى إنذارها في صرخات مذعورة، “الطريق أمامنا مقطوع! الطريق أمامنا مكسور!”

مع الضائعة المصغرة في قبضته، وضع تشو مينغ “النموذج” المعقد بدقة على المساحة الفارغة على رفه.

بعد عودته من قاع السفينة، كان الأمر كما لو أن علاقته بالسفينة قد تعمقت. الآن، يبدو أن السفينة تدرك تمامًا قبطانها، وتراقب أي سلوك غير عادي قد يظهره بعد رحلته خارج الباب الغامض.

بمجرد أن استقرت السفينة في موقعها الجديد، تراجع خطوة إلى الوراء لتقييم “عمله اليدوي”، وقد غمره شعور خافت بالرضا عندما لاحظ الموضع المناسب للنموذج.

يبدو أن كل شيء لم يتغير.

بقي اللغز المحير المتمثل في ظهوره في شقته دون حل، ولكن على الأقل… في خضم هذه الأيام المقيدة، تمكن من إضفاء لمسة من السحر على أماكنه العادية.

تخلص من صدمته، ورمش ببطء قبل أن يمد يده ليرفع بعناية “النموذج” غير المتوقع الذي ظهر بشكل غامض على مكتبه. لقد فحصه بعناية شديدة.

بمجرد أن استقرت السفينة في موقعها الجديد، تراجع خطوة إلى الوراء لتقييم “عمله اليدوي”، وقد غمره شعور خافت بالرضا عندما لاحظ الموضع المناسب للنموذج.

تحطم صمت البحر الهادئ فجأة بفعل صوت البوق الرنان. بعد أن وصلت إلى الميناء في وقت سابق من اليوم، شقت فانا طريقها إلى حافة برج المراقبة، وعيناها تتفحصان المشهد الذي يتكشف على الرصيف أدناه.

يبدو أن كل شيء لم يتغير.

علق النشاط الصاخب الذي يميز الميناء الرئيسي في بلاند تمامًا طوال اليوم، مما ترك المركز الذي كان مزدهرًا في السابق مهجورًا بشكل مخيف. وتغيب عمال الرصيف وضباط الاتصال المعتادون بشكل واضح، وحل محلهم بدلاً من ذلك قوة أمنية هائلة مدججة بالسلاح وحراس مؤخرة الكنيسة.

أو ربما أن حقيقة ظهور نموذج السفينة من لا شيء في حد ذاتها أمر سخيف؟

كما وقف عشرات من المشاة البخاريين الشاهقين للحراسة، مما أدى إلى تحصين الطرق المؤدية إلى منطقة الرصيف.

ومن خلال النظر من خلال الشق الضيق للباب، استطاع أن يرى قلب غرفته. وسقطت نظراته على الخليط الفوضوي من الأشياء المكدسة عاليا على مكتبه – جهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص به، والكتب، والأوراق، والأقلام؛ المكان الذي قضى فيه ساعات لا تحصى منشغلاً في القراءة والكتابة وتقييم واجبات طلابه وامتحاناتهم.

في البحر، احتضنت الأمواج اللطيفة باخرة أنيقة وهي تقترب تدريجياً من الرصيف.

فجأة، ومضت فكرة في ذهن تشو مينغ. قام بتقريب نموذج السفينة من وجهه، وبدقة متأنية، فتح الباب الصغير لمقر القبطان الموجود في مؤخرة السفينة. دارت عيناه حول الجزء الداخلي المصغر للغرفة.

إنها البلوط الأبيض.

يبدو أن الاختلاف الوحيد عن الضائعة الفعلية هو حجم النموذج.


إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

رفع رأسه، وفحص محيطه. كان كل شيء كما تركه قبل رحلته غير المتوقعة؛ ولا يبدو أن حتى ذرة من الغبار قد تحركت في غيابه.

خفض تشو مينغ نظرته، وأجرى فحصًا سريعًا لمظهره الجسدي. كانت يداه متماثلتين، مألوفتين حتى أدق التفاصيل؛ كان يرتدي ملابسه المعتادة -قميص وسروال لا يوصف. لقد كان بعيدًا عن الشكل القوي للقبطان دنكان؛ مجرد إنسان عادي، غير ملحوظ في كل جانب.

 

هز تشو مينغ رأسه في محاولة للتخلص من هذه المشاعر الغريبة، وشق طريقه ببطء نحو مكتبه. كل عنصر تركه قبل مغادرته موجود بالضبط حيث تركه. كانت قصاصات الورق مزينة برسومات الشعار المبتكرة الغائبة، والمذكرات منظمة بشكل أنيق، وشاشة الكمبيوتر التي لا تزال متوهجة بضوء غريب على الرغم من غياب الطاقة.

كل ما قابل بصره هو المنظر المألوف للضباب الداكن الملتف.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط