نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 68

شحن الحمامة السريع الموثوق به

شحن الحمامة السريع الموثوق به

الفصل 68 “شحن الحمامة السريع الموثوق به”

لقد أثبت الطائر أنه أكثر كفاءة وموثوقية مما كان يتوقعه في البداية.

وفجأة، هبت عاصفة منعشة من هواء البحر بقوة على سطح السفينة، مما أدى إلى مفاجأة القبطان لورانس عندما خرج من الداخل. بشكل غريزي، تحركت يداه لفرك ذراعيه، في محاولة لدرء القشعريرة التي وخزت جلده. لم يكن متأكدًا تمامًا مما إن نجمت القشعريرة عن نسيم المحيط السريع أو القصة المروعة التي روتها له المحققة الشابة للتو.

رد دنكان على آي بصوت مليء بالعاطفة المعقدة، “اهدأؤ، لا مزيد من الحديث عن البطاطس المقلية”. ثم أعاد توجيه تركيزه إلى البند الأخير على الطاولة.

كان الشذوذ 099، المعروف بشكل مشؤوم باسم تابوت الدمية، كيانًا مرعبًا. عندما لم يكن تحت السيطرة، لم يُظهر القدرة على التحرك ويتملك ميل مقلق للهروب فحسب، بل لديه أيضًا القدرة على توسيع نفوذه تدريجيًا. ولجعل الأمور أكثر رعبا، لديه قدرة مروعة على قطع رؤوس الأهداف البشرية ضمن نطاقه، وهو تأثير مميت بدا من المستحيل تجنبه إلا إذا كان أحدهم قديسا…

بصفته عضوًا في جمعية المستكشفين الموقرة وبحارًا مخضرمًا، أمضى القبطان لورانس جزءًا كبيرًا من حياته المهنية في تحدي الظروف غير المتوقعة للبحر الذي لا حدود له. وعلى عكس الصيادين الذين اختاروا الأمان النسبي للمناطق الساحلية، فقد أمضى معظم حياته في المحيط الشاسع، حيث تعامل مع مجموعة متنوعة من الانحرافات والشذوذات.

وفي الأسبوعين الماضيين من رحلتهم، وجد هو وطاقمه أنفسهم على مقربة غير مريحة من هذا الكيان الخبيث. على الرغم من أن مهمتهم كانت هادئة إلى حد كبير، باستثناء مواجهتهم مع الكيان المعروف بالضائعى، إلا أن معرفة الخطر المحتمل ما زالت قادرة على إرسال الرعشات إلى أسفل عموده الفقري.

لقد اختار العديد من أقرانه بالفعل التقاعد، وكانت حياتهم تعاني من الكوابيس المستمرة، والصدمات النفسية بسبب شدة اللعنات المختلفة، والإعاقات الجسدية التي تحدث أثناء الرحلات البحرية الطويلة … أو شيء أكثر رعبًا بكثير.

ومع ذلك، كان مجرد رعشة.

خرج زفير ناعم من شفتي دنكان عندما وصل تدريجيًا إلى وعيه الكامل، وأصبحت أحاسيس جسده أكثر وضوحًا مع مرور كل ثانية. كان الشعور بالانتقال من التحكم عن بعد إلى التحكم المباشر في جسده مرضيًا بشكل غريب. وبعد لحظات قليلة من استجماع قواه، تمكن من دفع نفسه إلى وضع مستقيم، وإسناد جسده على ذراعيه.

بصفته عضوًا في جمعية المستكشفين الموقرة وبحارًا مخضرمًا، أمضى القبطان لورانس جزءًا كبيرًا من حياته المهنية في تحدي الظروف غير المتوقعة للبحر الذي لا حدود له. وعلى عكس الصيادين الذين اختاروا الأمان النسبي للمناطق الساحلية، فقد أمضى معظم حياته في المحيط الشاسع، حيث تعامل مع مجموعة متنوعة من الانحرافات والشذوذات.

لقد كانت الضائعة عبارة عن سفينة شبحية. هذه الطبيعة الأثيرية عقدت المهام البسيطة مثل إعادة الإمداد أو “تعزيز” قدراتها، والتي كانت روتينية بالنسبة للسفن العادية. أي عنصر يحضر على متن السفينة يعتبر “إضافة خارجية”. إذا فشلت هذه العناصر في الاندماج بشكل كامل في نسيج الضائعة، فإنها ستفتقر إلى السمة المميزة المتمثلة في “التشغيل المستقل” المتأصلة في المرافق الأصلية للسفينة.

عندما تكلف السلطات المختصة أو الكنيسة بنقل هذه الانحرافات، فإنها تقدم دائمًا لمحة موجزة عن المخاطر التي تنطوي عليها. ومع ذلك، كان هذا القسم عادةً هو الأقصر في العقد بأكمله، وعادةً ما ينقل فقط الحد الأدنى: تحمل هذه المهمة مخاطر مميتة؛ لا يمكن الكشف عن تفاصيل محددة.

وكان قباطنة وبحارة السفن العابرة للمحيطات يحصلون على دخل يتجاوز بكثير ما يمكن أن يتخيله معظم سكان المدن، ولكن كان عليهم أيضا أن يتعاملوا مع “الأمراض المهنية” التي كانت أشد خطورة بكثير من تلك الموجودة في أي مهنة أخرى.

كان كل قبطان يعمل بين دول المدن مدركًا تمامًا للمخاطر التي يشتركون فيها. وانتهى الأمر بأكثر من نصفهم حتماً بالمعاناة من المخاطر المهنية المرتبطة بهذه المهنة المحفوفة بالمخاطر -حيث يترك الاضطرار إلى التعامل مع البحر اللامحدود وما يرتبط به من انحرافات وشذوذ على مدار العام يترك دائمًا انطباعًا دائمًا على مصيرهم.

……

لقد اختار العديد من أقرانه بالفعل التقاعد، وكانت حياتهم تعاني من الكوابيس المستمرة، والصدمات النفسية بسبب شدة اللعنات المختلفة، والإعاقات الجسدية التي تحدث أثناء الرحلات البحرية الطويلة … أو شيء أكثر رعبًا بكثير.

وجد دنكان نفسه مفتونًا بهذا الاحتمال المحير.

وكان قباطنة وبحارة السفن العابرة للمحيطات يحصلون على دخل يتجاوز بكثير ما يمكن أن يتخيله معظم سكان المدن، ولكن كان عليهم أيضا أن يتعاملوا مع “الأمراض المهنية” التي كانت أشد خطورة بكثير من تلك الموجودة في أي مهنة أخرى.

اقترب دنكان من الطاولة، وفحص كل قطعة بعناية، للتأكد من عدم وجود أي شيء مفقود أو تالف. فقط بعد التأكد من حالتهم المثالية، ألقى نظرة سريعة على آي، وهو يسير بقلق على السرير. ومض بصيص من الاستحسان في عينيه، اعترافًا بكفاءة الطائر التي لا تشوبها شائبة.

لم يعتبر القبطان لورانس نفسه أبدًا رجلاً ذا نوايا نبيلة؛ لقد اختار هذا النوع من العمل في المقام الأول للحصول على الراتب الجذاب. من المؤكد أن نفسه الشاب كان مليئًا بالحماس لاستكشاف المحيط الشاسع، ولكن مثل معظم الأفراد، نادرًا ما تستمر نيران العاطفة الشبابية طوال حياة المرء. والآن، فكر، ربما حان الوقت لإطفاء هذا الشغف.

ومع ذلك، فهو يعلم أن التقاعد المبكر احتمالٌ أكثر جاذبية بكثير من مواجهة الموت أثناء رحلة مستقبلية مشؤومة، أو قضاء سنواته الأخيرة محصورًا في مصحة عقلية.

ربما حان الوقت للتقاعد بينما لا يزال محتفظًا برزانته، في حين أن محلاق البحر اللامحدود لم تكن قد تشابكت مصيره بعد بشكل لا رجعة فيه.

لقد أثبت الطائر أنه أكثر كفاءة وموثوقية مما كان يتوقعه في البداية.

أطلق القبطان لورانس تنهيدة ناعمة، وجرف نسيم البحر المحمل بالملح أنفاسه. بقلب مثقل، أدار كعبه، بهدف العودة إلى ملاذ مقصورة القبطان.

بينما أوشك دنكان على مد أطرافه المتيبسة بترف، تركه سؤال آي متصلبًا فجأة، وعضلاته تتأرجح على حافة التشنج. مع تلميح بسيط من الانزعاج، هاجم آي، “كفى من هراءك غير المنطقي؟!”

وكانت السفينة لا تزال في خضم فحص مكثف بقيادة الكهنة. لقد اجتاح استجوابهم وتحقيقهم المستمر كل شبر من السفينة. وإلى أن ينتهي من عملهم، عليه أن يبقى على متن البلوط الأبيض. وبعد بحثهم الشامل، سينقل مع طاقمه إلى الكنيسة لفترة من العزلة. وهناك، سيراقبون ويخضعون لسلسلة من التقييمات العقلية الصارمة.

وبينما يعود إلى مقصورته، اجتاحت عيناه الجزء الداخلي المألوف للسفينة.

وبينما يعود إلى مقصورته، اجتاحت عيناه الجزء الداخلي المألوف للسفينة.

كان الشذوذ 099، المعروف بشكل مشؤوم باسم تابوت الدمية، كيانًا مرعبًا. عندما لم يكن تحت السيطرة، لم يُظهر القدرة على التحرك ويتملك ميل مقلق للهروب فحسب، بل لديه أيضًا القدرة على توسيع نفوذه تدريجيًا. ولجعل الأمور أكثر رعبا، لديه قدرة مروعة على قطع رؤوس الأهداف البشرية ضمن نطاقه، وهو تأثير مميت بدا من المستحيل تجنبه إلا إذا كان أحدهم قديسا…

كانت البلوط الأبيض سفينة رائعة وجديدة نسبيًا في الخدمة. لقد شغل الدور الموقر كقبطان لها لمدة خمس سنوات فقط. وفقًا للغة السائدة بين القباطنة البحارة في البحر بلا حدود، فإن “فترة شهر العسل بين القبطان والسفينة” لم تنته بعد. لقد شعر بألم في التردد عند فكرة التقاعد.

بينما أوشك دنكان على مد أطرافه المتيبسة بترف، تركه سؤال آي متصلبًا فجأة، وعضلاته تتأرجح على حافة التشنج. مع تلميح بسيط من الانزعاج، هاجم آي، “كفى من هراءك غير المنطقي؟!”

ومع ذلك، فهو يعلم أن التقاعد المبكر احتمالٌ أكثر جاذبية بكثير من مواجهة الموت أثناء رحلة مستقبلية مشؤومة، أو قضاء سنواته الأخيرة محصورًا في مصحة عقلية.

إذا أعاد قذيفة المدفع هذه إلى الضائعة، فهل ستستأنف دورها ضمن نظام الذخيرة؟ هل ستظل الضائعة “تعترف” بهذا المرؤوس المسرف؟

……

بينما أوشك دنكان على مد أطرافه المتيبسة بترف، تركه سؤال آي متصلبًا فجأة، وعضلاته تتأرجح على حافة التشنج. مع تلميح بسيط من الانزعاج، هاجم آي، “كفى من هراءك غير المنطقي؟!”

في مكان آخر، يقع متجر تحف دنكان في الشوارع المرصوفة بالحصى في الأحياء السفلية للمدينة. حمل المبنى القديم عددًا كبيرًا من الكنوز التاريخية داخل جدرانه. في الطابق الثاني من هذه المؤسسة، استيقظ رجل في منتصف العمر من سباته، ممددًا على سرير قديم يصدر صريرًا. سقطت نظرته الكئيبة على السقف الباهت المتعفن قليلاً، وهو مشهد مألوف يرحب بعينيه كل صباح.

وفي الأسبوعين الماضيين من رحلتهم، وجد هو وطاقمه أنفسهم على مقربة غير مريحة من هذا الكيان الخبيث. على الرغم من أن مهمتهم كانت هادئة إلى حد كبير، باستثناء مواجهتهم مع الكيان المعروف بالضائعى، إلا أن معرفة الخطر المحتمل ما زالت قادرة على إرسال الرعشات إلى أسفل عموده الفقري.

“أوف…”

أثناء وجودك على متن الضائعة، حتى القذائف المدفعية كان لديها إحساس “بالنشاط”. وهذا لا يعني أن كل قذيفة مدفع تمتلك فكرًا مستقلاً، بل إن نظام الذخيرة بأكمله للسفينة كان تحت سيطرة “وعي” موحد. وباعتبارها عناصر ثانوية لهذا الوعي، فإن القذائف الموجودة على متن الضائعة ستعدل موقعها على الفور وتقبل “التفتيش” عندما تقع أنظار القبطان عليها.

خرج زفير ناعم من شفتي دنكان عندما وصل تدريجيًا إلى وعيه الكامل، وأصبحت أحاسيس جسده أكثر وضوحًا مع مرور كل ثانية. كان الشعور بالانتقال من التحكم عن بعد إلى التحكم المباشر في جسده مرضيًا بشكل غريب. وبعد لحظات قليلة من استجماع قواه، تمكن من دفع نفسه إلى وضع مستقيم، وإسناد جسده على ذراعيه.

وبينما يعود إلى مقصورته، اجتاحت عيناه الجزء الداخلي المألوف للسفينة.

رفرفت إليه حمامة، كان يناديها باعتزاز بآي، وهديلت بهدوء بجانب سريره، “عزيزي، مرحبًا بك في بيتك. هل ترغب في تناول الطعام أولاً، أو الاستحمام، أو ربما…؟”

ومرة أخرى، لم تكن هناك بطاطس مقلية.

بينما أوشك دنكان على مد أطرافه المتيبسة بترف، تركه سؤال آي متصلبًا فجأة، وعضلاته تتأرجح على حافة التشنج. مع تلميح بسيط من الانزعاج، هاجم آي، “كفى من هراءك غير المنطقي؟!”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

غير منزعجة من انزعاج دنكان، تنحت آي، التي من الواضح أنها لم تكن مجرد طائر عادي، جانبًا برشاقة، واستمرت في ثرثرتها الغريبة، “فقط لكمة واحدة، مباشرة إلى الأنف، والدم يتدفق مثل النهر، والأنف منحرف مثل متجر صلصة زيت أشعث افتتح…”

متجاهلاً تعليق الطائر الغريب الأطوار، نهض دنكان من السرير، وهبطت نظراته على طاولة ليست بعيدة جدًا.

وبينما يعود إلى مقصورته، اجتاحت عيناه الجزء الداخلي المألوف للسفينة.

على الطاولة، رُتبت مجموعة متنوعة من الأشياء التي أعدها أثناء وجوده على متن “الضائعة” بدقة: تميمة الشمس، وخنجر، وقطعة من الجبن، وقذيفة مدفع ضخمة، وسمكة مملحة.

لم يعتبر القبطان لورانس نفسه أبدًا رجلاً ذا نوايا نبيلة؛ لقد اختار هذا النوع من العمل في المقام الأول للحصول على الراتب الجذاب. من المؤكد أن نفسه الشاب كان مليئًا بالحماس لاستكشاف المحيط الشاسع، ولكن مثل معظم الأفراد، نادرًا ما تستمر نيران العاطفة الشبابية طوال حياة المرء. والآن، فكر، ربما حان الوقت لإطفاء هذا الشغف.

على الرغم من التنوع العشوائي للأشياء، لم يضيع أي شيء أو في غير محله، بفضل آي.

إذا أعاد قذيفة المدفع هذه إلى الضائعة، فهل ستستأنف دورها ضمن نظام الذخيرة؟ هل ستظل الضائعة “تعترف” بهذا المرؤوس المسرف؟

لقد أثبت الطائر أنه أكثر كفاءة وموثوقية مما كان يتوقعه في البداية.

ثم حول انتباهه إلى قطعة الجبن التي حصل عليها من المطبخ على متن الضائعة. بدا الجبن عاديًا بما فيه الكفاية، ولا يزال يعطي هالة غير صالحة للأكل. وخلافًا لفرضيته الأولية، لم تظهر عليه أي علامات اضمحلال سريع أو اختفاء مفاجئ منذ رحيله عن الضائعة.

اقترب دنكان من الطاولة، وفحص كل قطعة بعناية، للتأكد من عدم وجود أي شيء مفقود أو تالف. فقط بعد التأكد من حالتهم المثالية، ألقى نظرة سريعة على آي، وهو يسير بقلق على السرير. ومض بصيص من الاستحسان في عينيه، اعترافًا بكفاءة الطائر التي لا تشوبها شائبة.

 

تحولت نظرة دنكان مرة أخرى إلى آي، المنشغلة بالتحرك ذهابًا وإيابًا على رأس السرير. وصلت ثرثرة الطائر التي لا هوادة فيها إلى حد إعادة السرد، “عندما نظر لودا، كل ما رآه هو تشنغ تو ممددًا على الأرض…”

تنهد دنكان بخفة، مما دفع بعيدًا عن الإعجاب المتزايد بآي. الآن لم يكن الوقت المناسب للتأملات الخاملة. وبدلاً من ذلك، أعاد تركيز انتباهه، وتفحص مجموعة منتقاة من الأشياء المنتشرة عبر الطاولة.

تنهد دنكان بخفة، مما دفع بعيدًا عن الإعجاب المتزايد بآي. الآن لم يكن الوقت المناسب للتأملات الخاملة. وبدلاً من ذلك، أعاد تركيز انتباهه، وتفحص مجموعة منتقاة من الأشياء المنتشرة عبر الطاولة.

اقترب دنكان من الطاولة، وفحص كل قطعة بعناية، للتأكد من عدم وجود أي شيء مفقود أو تالف. فقط بعد التأكد من حالتهم المثالية، ألقى نظرة سريعة على آي، وهو يسير بقلق على السرير. ومض بصيص من الاستحسان في عينيه، اعترافًا بكفاءة الطائر التي لا تشوبها شائبة.

أول ما لفت انتباهه هو تميمة الشمس. لم يكن هناك أي تغيير واضح في الأثر -هذا الكائن الخارق، الذي غرس بعمق وتُحكم به بواسطة لهب الروح، احتفظ بهمهمة الطاقة الناعمة. يبدو أن التحولين المتتاليين عبر عالم الروح لم يتأثر.

بصفته عضوًا في جمعية المستكشفين الموقرة وبحارًا مخضرمًا، أمضى القبطان لورانس جزءًا كبيرًا من حياته المهنية في تحدي الظروف غير المتوقعة للبحر الذي لا حدود له. وعلى عكس الصيادين الذين اختاروا الأمان النسبي للمناطق الساحلية، فقد أمضى معظم حياته في المحيط الشاسع، حيث تعامل مع مجموعة متنوعة من الانحرافات والشذوذات.

بعد ذلك، سقطت نظرته على الخنجر غير الخارق للطبيعة. لم يكن يبدو مختلفًا عن ذي قبل -بصرف النظر عن تصميمه القديم، ظلت الشفرة محتفظة بحدتها، وكان الغمد في حالة جيدة.

في مكان آخر، يقع متجر تحف دنكان في الشوارع المرصوفة بالحصى في الأحياء السفلية للمدينة. حمل المبنى القديم عددًا كبيرًا من الكنوز التاريخية داخل جدرانه. في الطابق الثاني من هذه المؤسسة، استيقظ رجل في منتصف العمر من سباته، ممددًا على سرير قديم يصدر صريرًا. سقطت نظرته الكئيبة على السقف الباهت المتعفن قليلاً، وهو مشهد مألوف يرحب بعينيه كل صباح.

ثم حول انتباهه إلى قطعة الجبن التي حصل عليها من المطبخ على متن الضائعة. بدا الجبن عاديًا بما فيه الكفاية، ولا يزال يعطي هالة غير صالحة للأكل. وخلافًا لفرضيته الأولية، لم تظهر عليه أي علامات اضمحلال سريع أو اختفاء مفاجئ منذ رحيله عن الضائعة.

قام دنكان بدفع قذيفة المدفع، فاصطدمت بسطحها الحديدي.

بعد الجبن، كانت قذيفة المدفع، التي قبعت بلا حراك على الطاولة، غافلة عن نظرة دنكان الاستقصائية.

لقد اختار العديد من أقرانه بالفعل التقاعد، وكانت حياتهم تعاني من الكوابيس المستمرة، والصدمات النفسية بسبب شدة اللعنات المختلفة، والإعاقات الجسدية التي تحدث أثناء الرحلات البحرية الطويلة … أو شيء أكثر رعبًا بكثير.

قام دنكان بدفع قذيفة المدفع، فاصطدمت بسطحها الحديدي.

لقد كانت الضائعة عبارة عن سفينة شبحية. هذه الطبيعة الأثيرية عقدت المهام البسيطة مثل إعادة الإمداد أو “تعزيز” قدراتها، والتي كانت روتينية بالنسبة للسفن العادية. أي عنصر يحضر على متن السفينة يعتبر “إضافة خارجية”. إذا فشلت هذه العناصر في الاندماج بشكل كامل في نسيج الضائعة، فإنها ستفتقر إلى السمة المميزة المتمثلة في “التشغيل المستقل” المتأصلة في المرافق الأصلية للسفينة.

يبدو أن الخصائص الخارقة التي كانت تمتلكها ذات يوم قد تبخرت.

ألقى دنكان نظرة جانبية على آي، التي جثما منذ ذلك الحين على حافة النافذة، غارقة في أحلام اليقظة.

أثناء وجودك على متن الضائعة، حتى القذائف المدفعية كان لديها إحساس “بالنشاط”. وهذا لا يعني أن كل قذيفة مدفع تمتلك فكرًا مستقلاً، بل إن نظام الذخيرة بأكمله للسفينة كان تحت سيطرة “وعي” موحد. وباعتبارها عناصر ثانوية لهذا الوعي، فإن القذائف الموجودة على متن الضائعة ستعدل موقعها على الفور وتقبل “التفتيش” عندما تقع أنظار القبطان عليها.

لقد نظر دنكان في العواقب.

بناءً على ملاحظات دنكان مع مرور الوقت، كانت ترسانة السفينة محكومة بنوعين من “الوعي” -أحدهما لنظام الذخيرة والآخر لمجموعة المدافع المتمركزة أسفل سطح السفينة. كلف هذان الوعيان بعمليات حاسمة مثل إعادة التحميل وإطلاق النار أثناء القتال وكان لهما السيطرة على كل “عضو” داخل أنظمتهما الخاصة.

وفي الأسبوعين الماضيين من رحلتهم، وجد هو وطاقمه أنفسهم على مقربة غير مريحة من هذا الكيان الخبيث. على الرغم من أن مهمتهم كانت هادئة إلى حد كبير، باستثناء مواجهتهم مع الكيان المعروف بالضائعى، إلا أن معرفة الخطر المحتمل ما زالت قادرة على إرسال الرعشات إلى أسفل عموده الفقري.

من الواضح أن قذيفة المدفع الموجودة الآن أمام دنكان قد فقدت سيطرتها الشاملة عند مغادرة الضائعة، ولم تعد أكثر من مجرد قطعة من الحديد.

ومع ذلك، فهو يعلم أن التقاعد المبكر احتمالٌ أكثر جاذبية بكثير من مواجهة الموت أثناء رحلة مستقبلية مشؤومة، أو قضاء سنواته الأخيرة محصورًا في مصحة عقلية.

لقد نظر دنكان في العواقب.

وكانت السفينة لا تزال في خضم فحص مكثف بقيادة الكهنة. لقد اجتاح استجوابهم وتحقيقهم المستمر كل شبر من السفينة. وإلى أن ينتهي من عملهم، عليه أن يبقى على متن البلوط الأبيض. وبعد بحثهم الشامل، سينقل مع طاقمه إلى الكنيسة لفترة من العزلة. وهناك، سيراقبون ويخضعون لسلسلة من التقييمات العقلية الصارمة.

إذا أعاد قذيفة المدفع هذه إلى الضائعة، فهل ستستأنف دورها ضمن نظام الذخيرة؟ هل ستظل الضائعة “تعترف” بهذا المرؤوس المسرف؟

ومع ذلك، فهو يعلم أن التقاعد المبكر احتمالٌ أكثر جاذبية بكثير من مواجهة الموت أثناء رحلة مستقبلية مشؤومة، أو قضاء سنواته الأخيرة محصورًا في مصحة عقلية.

وغامرت أفكاره إلى أبعد من ذلك. امتلكت الضائعة مخزون محدود من الذخيرة، ولم تعد قذائف المدفع التي أطلقت أبدًا -فالقذائف الثماني المستخدمة لتأمين أليس لم تعد طريقها أيضًا. هل يمكن تجديد ذخيرة السفينة؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف دمجت الذخيرة الجديدة كوحدة ثانوية للضائعة؟

ثم حول انتباهه إلى قطعة الجبن التي حصل عليها من المطبخ على متن الضائعة. بدا الجبن عاديًا بما فيه الكفاية، ولا يزال يعطي هالة غير صالحة للأكل. وخلافًا لفرضيته الأولية، لم تظهر عليه أي علامات اضمحلال سريع أو اختفاء مفاجئ منذ رحيله عن الضائعة.

وتوسع تفكيره أكثر. هل تستطيع الضائعة ترقية نظام مدفعه؟ هل يمكنها التكيف لاستخدام مدافع أكثر تقدمًا أو قذائف مدفعية أكثر تطورًا؟

بعد ذلك، سقطت نظرته على الخنجر غير الخارق للطبيعة. لم يكن يبدو مختلفًا عن ذي قبل -بصرف النظر عن تصميمه القديم، ظلت الشفرة محتفظة بحدتها، وكان الغمد في حالة جيدة.

لقد كانت الضائعة عبارة عن سفينة شبحية. هذه الطبيعة الأثيرية عقدت المهام البسيطة مثل إعادة الإمداد أو “تعزيز” قدراتها، والتي كانت روتينية بالنسبة للسفن العادية. أي عنصر يحضر على متن السفينة يعتبر “إضافة خارجية”. إذا فشلت هذه العناصر في الاندماج بشكل كامل في نسيج الضائعة، فإنها ستفتقر إلى السمة المميزة المتمثلة في “التشغيل المستقل” المتأصلة في المرافق الأصلية للسفينة.

ومرة أخرى، لم تكن هناك بطاطس مقلية.

ومع ذلك، إذا كانت هناك آلية لدمج هذه العناصر الخارجية في الضائعة… فقد تظهر السفينة الشراعية براعة مضخمة إلى حد كبير. ناهيك عن أنها يمكن أن توفر ظروفًا معيشية محسنة.

الفصل 68 “شحن الحمامة السريع الموثوق به”

وجد دنكان نفسه مفتونًا بهذا الاحتمال المحير.

ربما حان الوقت للتقاعد بينما لا يزال محتفظًا برزانته، في حين أن محلاق البحر اللامحدود لم تكن قد تشابكت مصيره بعد بشكل لا رجعة فيه.

كلما تعرف على دولة المدينة المتقدمة بلاند، كلما أدرك أن الضائعة -وهي بقايا من القرن الماضي- لم تكن خالية من العيوب أو رائعة كما قادت أسطورتها المرء إلى الاعتقاد.

تنهد دنكان بخفة، مما دفع بعيدًا عن الإعجاب المتزايد بآي. الآن لم يكن الوقت المناسب للتأملات الخاملة. وبدلاً من ذلك، أعاد تركيز انتباهه، وتفحص مجموعة منتقاة من الأشياء المنتشرة عبر الطاولة.

قد تحتوي السفينة على قوة خارقة وهائلة، لكنها تفتقر حتى إلى وسائل الراحة الأساسية مثل الإضاءة الكهربائية، ناهيك عن ترف البطاطس المقلية. وتكونت ترسانتها من مدافع قديمة، كانت فعاليتها مشكوك فيها. وبطبيعة الحال، كانت سفينة خالية من البطاطس المقلية. في حين أن أشرعتها الروحية مفيدة بالتأكيد، فإن وجود مجموعة من المحركات البخارية كقوة دفع مساعدة لن يضر. لكن السفينة لم تكن تمتلك حتى غلاية للمياه الساخنة.

رد دنكان على آي بصوت مليء بالعاطفة المعقدة، “اهدأؤ، لا مزيد من الحديث عن البطاطس المقلية”. ثم أعاد توجيه تركيزه إلى البند الأخير على الطاولة.

ومرة أخرى، لم تكن هناك بطاطس مقلية.

أثناء وجودك على متن الضائعة، حتى القذائف المدفعية كان لديها إحساس “بالنشاط”. وهذا لا يعني أن كل قذيفة مدفع تمتلك فكرًا مستقلاً، بل إن نظام الذخيرة بأكمله للسفينة كان تحت سيطرة “وعي” موحد. وباعتبارها عناصر ثانوية لهذا الوعي، فإن القذائف الموجودة على متن الضائعة ستعدل موقعها على الفور وتقبل “التفتيش” عندما تقع أنظار القبطان عليها.

ألقى دنكان نظرة جانبية على آي، التي جثما منذ ذلك الحين على حافة النافذة، غارقة في أحلام اليقظة.

ومع ذلك، فهو يعلم أن التقاعد المبكر احتمالٌ أكثر جاذبية بكثير من مواجهة الموت أثناء رحلة مستقبلية مشؤومة، أو قضاء سنواته الأخيرة محصورًا في مصحة عقلية.

أدارت آي رأسها، ونظرت إليه بعينيها الخضراء، “هل يجب أن نتوجه إلى الرصيف لتناول بعض البطاطس المقلية؟”

تحولت نظرة دنكان مرة أخرى إلى آي، المنشغلة بالتحرك ذهابًا وإيابًا على رأس السرير. وصلت ثرثرة الطائر التي لا هوادة فيها إلى حد إعادة السرد، “عندما نظر لودا، كل ما رآه هو تشنغ تو ممددًا على الأرض…”

رد دنكان على آي بصوت مليء بالعاطفة المعقدة، “اهدأؤ، لا مزيد من الحديث عن البطاطس المقلية”. ثم أعاد توجيه تركيزه إلى البند الأخير على الطاولة.

بعد الجبن، كانت قذيفة المدفع، التي قبعت بلا حراك على الطاولة، غافلة عن نظرة دنكان الاستقصائية.

كانت الأسماك المملحة، وهي طعام طبيعي شهي يُحصل عليه من أعماق البحر، شهية إلى حد ما وكانت “غريبة” أخرى عن الضائعة.

وكانت السفينة لا تزال في خضم فحص مكثف بقيادة الكهنة. لقد اجتاح استجوابهم وتحقيقهم المستمر كل شبر من السفينة. وإلى أن ينتهي من عملهم، عليه أن يبقى على متن البلوط الأبيض. وبعد بحثهم الشامل، سينقل مع طاقمه إلى الكنيسة لفترة من العزلة. وهناك، سيراقبون ويخضعون لسلسلة من التقييمات العقلية الصارمة.

بعد رحلتها عبر عالم الروح، يبدو أن السمكة المملحة ظلت دون تغيير.

من الواضح أن قذيفة المدفع الموجودة الآن أمام دنكان قد فقدت سيطرتها الشاملة عند مغادرة الضائعة، ولم تعد أكثر من مجرد قطعة من الحديد.

سيستخدمها في صنع حساء لنينا في ذلك المساء.


إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

قام دنكان بدفع قذيفة المدفع، فاصطدمت بسطحها الحديدي.

خرج زفير ناعم من شفتي دنكان عندما وصل تدريجيًا إلى وعيه الكامل، وأصبحت أحاسيس جسده أكثر وضوحًا مع مرور كل ثانية. كان الشعور بالانتقال من التحكم عن بعد إلى التحكم المباشر في جسده مرضيًا بشكل غريب. وبعد لحظات قليلة من استجماع قواه، تمكن من دفع نفسه إلى وضع مستقيم، وإسناد جسده على ذراعيه.

 

إذا أعاد قذيفة المدفع هذه إلى الضائعة، فهل ستستأنف دورها ضمن نظام الذخيرة؟ هل ستظل الضائعة “تعترف” بهذا المرؤوس المسرف؟

أثناء وجودك على متن الضائعة، حتى القذائف المدفعية كان لديها إحساس “بالنشاط”. وهذا لا يعني أن كل قذيفة مدفع تمتلك فكرًا مستقلاً، بل إن نظام الذخيرة بأكمله للسفينة كان تحت سيطرة “وعي” موحد. وباعتبارها عناصر ثانوية لهذا الوعي، فإن القذائف الموجودة على متن الضائعة ستعدل موقعها على الفور وتقبل “التفتيش” عندما تقع أنظار القبطان عليها.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط