نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 91

تاريخ فوضوي

تاريخ فوضوي

الفصل 91 “تاريخ فوضوي”

بدا دنكان مفتونًا. “لذا فإن الإبادة الكبرى تعمل مثل “أفق الحدث” في تدفق التاريخ؟”

في دلوة مدينة بلاند الفريدة من نوعها، تخدم المؤسسات التعليمية المعروفة باسم “المدارس العامة” غرضًا مختلفًا إلى حد كبير عن الجامعات المرموقة الموجودة في المناطق العليا الغنية بالمدينة. وعلى النقيض من تلك الجامعات، التي تهدف إلى رعاية العلماء والمثقفين، فإن المدارس العامة هي مؤسسات تمولها الحكومة ومصممة لتلبية احتياجات أكثر واقعية. وتتمثل مهمتهم الأساسية في إعداد الطلاب ليصبحوا عمالاً ماهرين، وتحديداً في المصانع التي تسيطر على الأجزاء السفلية من المدينة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم هذه المدارس التدريب الفني لتشغيل آلات الكنيسة المعقدة التي تعمل بالطاقة البخارية. ويوفر أيضًا محو الأمية والتعليم الأساسي، لكنها أهداف ثانوية.

من الناحية الموضوعية، بدا موريس في غير مكانه في بيئة متواضعة لمدرسة مفترق الطرق العامة. أخبرت نينا، إحدى طلابه، دنكان أن زملائها في الفصل غير مهتمين عمومًا بالمواضيع التي يدرسها موريس. بالنسبة لمعظم الطلاب، فمجرد البقاء مستيقظًا أثناء محاضراته علامة على الاحترام.

نظرًا لهذا المشهد التعليمي، فمن السهل فهم القيود المفروضة على الميزانية وقيود الموارد لمدرسة عامة معينة تقع في منطقة الطبقة العاملة المعروفة باسم حي مفترق الطرق.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

هذا هو المكان الذي التقى فيه دنكان بموريس لأول مرة، وقد أذهل على الفور السلوك الأكاديمي للرجل الأكبر سنًا. لقد أظهر موريس مستوى من الخبرة جدير بالملاحظة حتى بين أعضاء هيئة التدريس في الجامعات رفيعة المستوى في المستويات العليا بالمدينة. انه من النوع الأكاديمي الذي يمكنه، بنظرة سريعة فقط، تحديد الأهمية التاريخية والعمر التقريبي لقطعة أثرية قديمة مدفونة في كومة من العناصر المتنوعة.

بدا موريس مندهشًا حقًا من هذا المصطلح. “أفق الحدث؟ استمر.”

من الناحية الموضوعية، بدا موريس في غير مكانه في بيئة متواضعة لمدرسة مفترق الطرق العامة. أخبرت نينا، إحدى طلابه، دنكان أن زملائها في الفصل غير مهتمين عمومًا بالمواضيع التي يدرسها موريس. بالنسبة لمعظم الطلاب، فمجرد البقاء مستيقظًا أثناء محاضراته علامة على الاحترام.

“آه، من الضروري إجراء تعديل طفيف هنا،” فقاطعه موريس بسرعة. “تبدأ خبرتي حيث ظهرت ممالك كريت القديمة، بعد العصر الذي سيطرت عليه البحار العميقة. قبل تلك الفترة، كان لدينا ما يعرف بالإبادة الكبرى، وهو حدث كارثي كان بمثابة خط فاصل في تاريخ الحضارة. لا أحد يعرف حقًا كيف كانت الحياة قبل تلك المرحلة. كل ما لدينا هو روايات متناقضة، أسطورية من قبل دول المدن المختلفة.”

بالإضافة إلى ذلك، لم يكن موريس مواطنًا عاديًا يكافح من أجل تغطية نفقاته. هو يمتلك الموارد المالية اللازمة للحصول على خنجر عتيق عمره قرن من الزمان -وهو إسراف يشير إلى أنه أكثر من مجرد فرد من راتب إلى راتب.

بدا موريس مندهشًا حقًا من هذا المصطلح. “أفق الحدث؟ استمر.”

في حيرة من هذا التناقض، اختار دنكان كلماته بعناية، متسائلاً، “لا يسعني إلا أن أتساءل، لماذا يختار شخص من قدرتك العلمية التدريس في مدرسة عامة متواضعة في حي مفترق الطرق؟”

“كان العالم عبارة عن كرة معلقة في محيط لا نهاية له من النجوم. كانت سماء الليل مزينة بالأجرام السماوية، بما في ذلك ليس قمرًا واحدًا فحسب، بل ثلاثة أقمار. عاشت الإنسانية في ثلاث قارات متميزة؛ واحدة منها كانت مغطاة بالجليد. وببراعة، قام الناس ببناء “القبة”، وهي أعجوبة ميكانيكية غطت هذه الأرض الجليدية، مما جعل مناخها “ربيعًا أبديًا”. تستمد هذه القبة قوتها من محاكاة الشمس وتعمل على مادة خاصة موجودة في مياه البحر، مما يوفر مصدرًا لا نهاية له تقريبًا من الطاقة.”

أجاب موريس، الذي بدا معتادًا على مثل هذه الاستفسارات، بابتسامة وهو يحزم أمتعته بشكل أنيق. “الحقيقة هي أنه مع تقدمي في العمر، أصبحت أشعر بالضجر من المنافسة الشرسة في الدوائر الأكاديمية في المدينة العليا. بدلًا من التدافع على الموارد المحدودة مع الباحثين الشباب الطموحين، أفضل بيئة أكثر هدوءًا للتركيز على بحثي. بالإضافة إلى ذلك، في سنواتي الأخيرة، كان هناك رضا فريد من نوعه في نقل معرفتي إلى الجيل القادم. ما العيب في ذلك؟”

في دلوة مدينة بلاند الفريدة من نوعها، تخدم المؤسسات التعليمية المعروفة باسم “المدارس العامة” غرضًا مختلفًا إلى حد كبير عن الجامعات المرموقة الموجودة في المناطق العليا الغنية بالمدينة. وعلى النقيض من تلك الجامعات، التي تهدف إلى رعاية العلماء والمثقفين، فإن المدارس العامة هي مؤسسات تمولها الحكومة ومصممة لتلبية احتياجات أكثر واقعية. وتتمثل مهمتهم الأساسية في إعداد الطلاب ليصبحوا عمالاً ماهرين، وتحديداً في المصانع التي تسيطر على الأجزاء السفلية من المدينة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم هذه المدارس التدريب الفني لتشغيل آلات الكنيسة المعقدة التي تعمل بالطاقة البخارية. ويوفر أيضًا محو الأمية والتعليم الأساسي، لكنها أهداف ثانوية.

شعر دنكان أن موريس كان متحفظًا إلى حد ما لكنه اختار عدم دفع الأمر إلى أبعد من ذلك. ومع ذلك، أضاف، “ذكرت نينا أن تعاليمك لا تحظى بتقدير كبير من قبل زملائها في الفصل. نظرًا للصعوبات الاقتصادية التي يواجهها سكان هذا الجزء السفلي من المدينة، ألا تعتقد أن الدروس حول الحضارات القديمة مثل جزيرة كريت قد تبدو غير ذات صلة بالنسبة لهم؟”

“هناك رواية أخرى، اكتشفت على جزيرة صخرية بالقرب من ميناء متجمد، ترسم صورة مختلفة تمامًا. لقد دمر الأكاديميون أدمغتهم وهم يحاولون تفسير هذا:

هز موريس رأسه غير موافق. “حتى في أركان المدينة الأكثر كآبة والأكثر نسيانًا، طالما أن هناك عقول قادرة على التفكير، فإن التاريخ سيحتفظ دائمًا بقيمته. إن الحكمة الجماعية المتراكمة على مدى آلاف السنين هي التي دفعتنا إلى حالتنا الحضارية الحالية. عمر البشر قصير، لكن احترامنا للتاريخ والتزامنا بنقله هو ما يمكّن ثقافتنا من الاستمرار إلى ما هو أبعد من حياة الفرد. وهذا ما يميزنا عن مخلوقات أعماق البحار طويلة العمر ولكن ليس لها تاريخ. ربما يعيشون لقرون، لكن افتقارهم إلى التاريخ المسجل يعني أنهم لن يشكلوا تهديدًا لحضارتنا أبدًا.”

“آه، في الواقع، أساطير وخرافات،” بدأ موريس بنبرة تأملية وهو ينتقي كلماته بعناية. “لنأخذ على سبيل المثال دولة مدينة بلاند، التي لديها وثيقة يرجع تاريخها إلى عام 1069 في نظام تقويمها الجديد. لقد فُقد النص الأصلي لسوء الحظ، لكن النسخة الباقية تتحدث عن عالم ما قبل الإبادة الكبرى والذي قد يبدو خياليًا تمامًا للآذان الحديثة. وفقا لذلك:

“في الواقع يا سيد دنكان، لقد قدمت نقطة صحيحة. هنا في الأجزاء الأقل ثراءً من المدينة، من المسلم به أن جمهور محاضراتي التفصيلية حول التعقيدات التاريخية محدود،” قال موريس، وهو يعبر عن كلماته بعناية وبوتيرة محسوبة. كما لو أن بصيرة قد أصابته فجأة، تحول وجهه إلى ابتسامة اعتذارية لطيفة. “يجب أن أستميحك عذراً بسبب ميلي إلى إلقاء الوعظ. مخاطرة مهنية، أنا خائف.”

شعر دنكان أن موريس كان متحفظًا إلى حد ما لكنه اختار عدم دفع الأمر إلى أبعد من ذلك. ومع ذلك، أضاف، “ذكرت نينا أن تعاليمك لا تحظى بتقدير كبير من قبل زملائها في الفصل. نظرًا للصعوبات الاقتصادية التي يواجهها سكان هذا الجزء السفلي من المدينة، ألا تعتقد أن الدروس حول الحضارات القديمة مثل جزيرة كريت قد تبدو غير ذات صلة بالنسبة لهم؟”

رفض دنكان الاعتذار بإشارة لطيفة من يده. “لا داعي للإعتذار. أجد “وعظك”، كما تسميها، مفيدة للغاية. في الحقيقة، أنا أتطلع إلى الدخول في محادثات أكثر عمقًا معك. ففي النهاية، أنت مؤرخ، وأنا تاجر تحف؛ يمكنك القول إننا مصنوعون من نفس القماش في بعض النواحي.”

من الناحية الموضوعية، بدا موريس في غير مكانه في بيئة متواضعة لمدرسة مفترق الطرق العامة. أخبرت نينا، إحدى طلابه، دنكان أن زملائها في الفصل غير مهتمين عمومًا بالمواضيع التي يدرسها موريس. بالنسبة لمعظم الطلاب، فمجرد البقاء مستيقظًا أثناء محاضراته علامة على الاحترام.

ثم أضاف لنفسه بصمت، “وبمعنى ما، كلانا مُعلم.”

“آه، في الواقع، أساطير وخرافات،” بدأ موريس بنبرة تأملية وهو ينتقي كلماته بعناية. “لنأخذ على سبيل المثال دولة مدينة بلاند، التي لديها وثيقة يرجع تاريخها إلى عام 1069 في نظام تقويمها الجديد. لقد فُقد النص الأصلي لسوء الحظ، لكن النسخة الباقية تتحدث عن عالم ما قبل الإبادة الكبرى والذي قد يبدو خياليًا تمامًا للآذان الحديثة. وفقا لذلك:

أشار موريس على نطاق واسع، متظاهرًا بعدم التصديق. “إذا كنت سأعتمد فقط على انطباعي الأولي عند دخول متجر التحف هذا، فسوف أجد صعوبة في قبول فكرة أننا في مهن مماثلة. ومع ذلك، نظرًا لأنك تمتلك قطعة أثرية تاريخية حقيقية واحدة على الأقل، فقد أصبحت أكثر ميلًا إلى تصديقك. ”

في حيرة من هذا التناقض، اختار دنكان كلماته بعناية، متسائلاً، “لا يسعني إلا أن أتساءل، لماذا يختار شخص من قدرتك العلمية التدريس في مدرسة عامة متواضعة في حي مفترق الطرق؟”

لم يستطع دنكان إلا أن يبتسم عن علم لنفسه. “إذا كنت تعرف فقط،” فكر. في اللحظة التي بدأ فيها موريس بتحرير شيك للخنجر العتيق، فحص دنكان المجموعات الموجودة في جميع متاجره عقليًا. إذا لم يكن قلقًا بشأن إغراق السوق، لكان قد خطط بالفعل للديكور لموقعه الثامن.

في حيرة من هذا التناقض، اختار دنكان كلماته بعناية، متسائلاً، “لا يسعني إلا أن أتساءل، لماذا يختار شخص من قدرتك العلمية التدريس في مدرسة عامة متواضعة في حي مفترق الطرق؟”

كبح جماح أفكاره، واستأنف دنكان المحادثة بابتسامة مهذبة وخافتة. “ذكرت نينا أن مجال تخصصك يكمن في التاريخ القديم، مع التركيز بشكل خاص على ممالك كريت القديمة. هل هذا صحيح؟”

“آه، من الضروري إجراء تعديل طفيف هنا،” فقاطعه موريس بسرعة. “تبدأ خبرتي حيث ظهرت ممالك كريت القديمة، بعد العصر الذي سيطرت عليه البحار العميقة. قبل تلك الفترة، كان لدينا ما يعرف بالإبادة الكبرى، وهو حدث كارثي كان بمثابة خط فاصل في تاريخ الحضارة. لا أحد يعرف حقًا كيف كانت الحياة قبل تلك المرحلة. كل ما لدينا هو روايات متناقضة، أسطورية من قبل دول المدن المختلفة.”

“مفهومك رائع للغاية!” لم تتسع عينا موريس فحسب، بل بدت أيضًا وكأنها تتلألأ كما لو أن ضوءًا جديدًا من الفهم قد أشعل فجأة بداخلهما. “إن فكرة أفق الحدث في الجدول الزمني التاريخي مناسبة للغاية. سيد دنكان، أرجو أن تقبل اعتذاري عن أي شك مبدئي أو حتى تنازل من جانبي. من الواضح أنك أكثر علمية بكثير مما توقعت في البداية. هل تتعمق بانتظام في الدراسات التاريخية؟”

بدا دنكان مفتونًا. “لذا فإن الإبادة الكبرى تعمل مثل “أفق الحدث” في تدفق التاريخ؟”

أجاب موريس، الذي بدا معتادًا على مثل هذه الاستفسارات، بابتسامة وهو يحزم أمتعته بشكل أنيق. “الحقيقة هي أنه مع تقدمي في العمر، أصبحت أشعر بالضجر من المنافسة الشرسة في الدوائر الأكاديمية في المدينة العليا. بدلًا من التدافع على الموارد المحدودة مع الباحثين الشباب الطموحين، أفضل بيئة أكثر هدوءًا للتركيز على بحثي. بالإضافة إلى ذلك، في سنواتي الأخيرة، كان هناك رضا فريد من نوعه في نقل معرفتي إلى الجيل القادم. ما العيب في ذلك؟”

بدا موريس مندهشًا حقًا من هذا المصطلح. “أفق الحدث؟ استمر.”

أوضح دنكان قائلاً. “إنه مفهوم نظري. في إطار “الإبادة الكبرى”، يمكنك اعتبارها حاجزًا لا يمكن اختراقه في الوقت المناسب. أي معلومات موجودة خارج هذا الجدار لا يمكن استرجاعها بشكل أساسي. سواء يتعلق الأمر ببيانات المراقبة أو العلاقات بين السبب والنتيجة، فإن كل شيء يقطع بهذه الحدود الزمنية. لذا، من وجهة نظرنا، يبدو الأمر كما لو أن تاريخ العالم ظهر إلى الوجود فجأة عند تلك النقطة المحددة، مما يجعل كل ما حدث قبله غير معروف إلى الأبد.”

بدا موريس مندهشًا حقًا من هذا المصطلح. “أفق الحدث؟ استمر.”

رأى دنكان أن موريس يفكر في هذه الفكرة، ويبدو أنه مفتون بهذه الطريقة الجديدة لتصور ما كان يعتبره دائمًا نقطة توقف في سلسلة التاريخ المتواصلة.

اختتم موريس روايته، مما أتاح لدنكان لحظة لاستيعاب النسيج المعقد من الأساطير والخرافات والتواريخ المكسورة التي نشرها ببلاغة كبيرة.

“مفهومك رائع للغاية!” لم تتسع عينا موريس فحسب، بل بدت أيضًا وكأنها تتلألأ كما لو أن ضوءًا جديدًا من الفهم قد أشعل فجأة بداخلهما. “إن فكرة أفق الحدث في الجدول الزمني التاريخي مناسبة للغاية. سيد دنكان، أرجو أن تقبل اعتذاري عن أي شك مبدئي أو حتى تنازل من جانبي. من الواضح أنك أكثر علمية بكثير مما توقعت في البداية. هل تتعمق بانتظام في الدراسات التاريخية؟”

“هناك رواية أخرى، اكتشفت على جزيرة صخرية بالقرب من ميناء متجمد، ترسم صورة مختلفة تمامًا. لقد دمر الأكاديميون أدمغتهم وهم يحاولون تفسير هذا:

“ليس على وجه التحديد،” اعترف دنكان، مستخدماً لهجة متواضعة، لأنه شعر أن هذا هو النهج الحكيم في هذه المرحلة. “ليس لدي معرفة واسعة بالتاريخ القديم. ومع ذلك، فأنا أحب التفكير بشكل إبداعي وتطبيق القياسات غير التقليدية عند استكشاف مواضيع جديدة. ومع ذلك، فقد أثار فضولي حقًا فكرة الإبادة الكبرى التي ذكرتها. لقد ذكرت سابقًا أنه على الرغم من عدم وجود وجهة نظر أكاديمية موحدة بشأن ما حدث قبل هذا الحدث المحوري، إلا أن هناك تاريخًا بديلاً أو “شعبيًا” في مختلف الدول المدن. هل يمكن توضيح ذلك؟”

رفض دنكان الاعتذار بإشارة لطيفة من يده. “لا داعي للإعتذار. أجد “وعظك”، كما تسميها، مفيدة للغاية. في الحقيقة، أنا أتطلع إلى الدخول في محادثات أكثر عمقًا معك. ففي النهاية، أنت مؤرخ، وأنا تاجر تحف؛ يمكنك القول إننا مصنوعون من نفس القماش في بعض النواحي.”

“آه، في الواقع، أساطير وخرافات،” بدأ موريس بنبرة تأملية وهو ينتقي كلماته بعناية. “لنأخذ على سبيل المثال دولة مدينة بلاند، التي لديها وثيقة يرجع تاريخها إلى عام 1069 في نظام تقويمها الجديد. لقد فُقد النص الأصلي لسوء الحظ، لكن النسخة الباقية تتحدث عن عالم ما قبل الإبادة الكبرى والذي قد يبدو خياليًا تمامًا للآذان الحديثة. وفقا لذلك:

 

“كان العالم عبارة عن كرة معلقة في محيط لا نهاية له من النجوم. كانت سماء الليل مزينة بالأجرام السماوية، بما في ذلك ليس قمرًا واحدًا فحسب، بل ثلاثة أقمار. عاشت الإنسانية في ثلاث قارات متميزة؛ واحدة منها كانت مغطاة بالجليد. وببراعة، قام الناس ببناء “القبة”، وهي أعجوبة ميكانيكية غطت هذه الأرض الجليدية، مما جعل مناخها “ربيعًا أبديًا”. تستمد هذه القبة قوتها من محاكاة الشمس وتعمل على مادة خاصة موجودة في مياه البحر، مما يوفر مصدرًا لا نهاية له تقريبًا من الطاقة.”

في دلوة مدينة بلاند الفريدة من نوعها، تخدم المؤسسات التعليمية المعروفة باسم “المدارس العامة” غرضًا مختلفًا إلى حد كبير عن الجامعات المرموقة الموجودة في المناطق العليا الغنية بالمدينة. وعلى النقيض من تلك الجامعات، التي تهدف إلى رعاية العلماء والمثقفين، فإن المدارس العامة هي مؤسسات تمولها الحكومة ومصممة لتلبية احتياجات أكثر واقعية. وتتمثل مهمتهم الأساسية في إعداد الطلاب ليصبحوا عمالاً ماهرين، وتحديداً في المصانع التي تسيطر على الأجزاء السفلية من المدينة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم هذه المدارس التدريب الفني لتشغيل آلات الكنيسة المعقدة التي تعمل بالطاقة البخارية. ويوفر أيضًا محو الأمية والتعليم الأساسي، لكنها أهداف ثانوية.

هنا، توقف موريس، ربما ليمنح دنكان الفرصة لمعالجة المحتوى الذي شاركه للتو والتأمل فيه وتنقيته. وتابع بعد لحظة:

 

“هناك رواية أخرى، اكتشفت على جزيرة صخرية بالقرب من ميناء متجمد، ترسم صورة مختلفة تمامًا. لقد دمر الأكاديميون أدمغتهم وهم يحاولون تفسير هذا:

الفصل 91 “تاريخ فوضوي”

“تحكي النقوش الموجودة على الألواح الحجرية عن “النجمة الأم” التي استنفدت. سافر السكان على متن مركبة فضائية ضخمة تسمى “أبينيكسوس”، والتي كانت تتحرك عبر هذا البحر السماوي. جمعت السفينة وقودها من الغبار والغاز الكوني، واستمرت في رحلتها لمدة 47 ألف يوم وليلة مذهلة قبل أن يبتلعها “وميض ودوامة عملاقان”. تمزقت السفينة في هذه الدوامة السماوية، وعاش الناجون منها بطريقة ما في مياه البحر، مسجلين ذكريات أسلافهم في الكهوف الجوفية.”

في دلوة مدينة بلاند الفريدة من نوعها، تخدم المؤسسات التعليمية المعروفة باسم “المدارس العامة” غرضًا مختلفًا إلى حد كبير عن الجامعات المرموقة الموجودة في المناطق العليا الغنية بالمدينة. وعلى النقيض من تلك الجامعات، التي تهدف إلى رعاية العلماء والمثقفين، فإن المدارس العامة هي مؤسسات تمولها الحكومة ومصممة لتلبية احتياجات أكثر واقعية. وتتمثل مهمتهم الأساسية في إعداد الطلاب ليصبحوا عمالاً ماهرين، وتحديداً في المصانع التي تسيطر على الأجزاء السفلية من المدينة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم هذه المدارس التدريب الفني لتشغيل آلات الكنيسة المعقدة التي تعمل بالطاقة البخارية. ويوفر أيضًا محو الأمية والتعليم الأساسي، لكنها أهداف ثانوية.

“وبعد ذلك، يقدم مأوى الرياح الخاص بالجان التاريخ الأكثر إثارة للحيرة على الإطلاق.”

“ليس على وجه التحديد،” اعترف دنكان، مستخدماً لهجة متواضعة، لأنه شعر أن هذا هو النهج الحكيم في هذه المرحلة. “ليس لدي معرفة واسعة بالتاريخ القديم. ومع ذلك، فأنا أحب التفكير بشكل إبداعي وتطبيق القياسات غير التقليدية عند استكشاف مواضيع جديدة. ومع ذلك، فقد أثار فضولي حقًا فكرة الإبادة الكبرى التي ذكرتها. لقد ذكرت سابقًا أنه على الرغم من عدم وجود وجهة نظر أكاديمية موحدة بشأن ما حدث قبل هذا الحدث المحوري، إلا أن هناك تاريخًا بديلاً أو “شعبيًا” في مختلف الدول المدن. هل يمكن توضيح ذلك؟”

“نظريًا، يجب أن يتمتع الجان، نظرًا لكونهم طويلي العمر، بأكثر التواريخ تفصيلاً وموثوقية. ولكن لسبب غامض، فإن رواياتهم التاريخية هي الأكثر تجزؤا وغير منطقية. لقد أصبحت العديد من نصوصهم القديمة غير قابلة للقراءة، وأتلفت بواسطة قوة غير معروفة إلى “مجلدات مفقودة” كان لا بد من إغلاقها. وبحسب الملاحم التي تتناقل بينهم شفويا، قبل الإبادة العظيمة، كان العالم في الأساس حلما. استحضر أثناء نوم الشفق لسماوي شيطان عظيم اسمه ساسلوخا. كان الجان موجودين في هذا الحلم ليحافظوا على نوم ساسلوخا الهادئ. عندما رأى السماوي الشيطان كابوسًا عن الطوفان العظيم، استيقظ فجأة. ثم انتقل هذا الطوفان من عالم الحلم إلى عالم الواقع. مع اختفاء ساسلوخا عند الاستيقاظ، وجد الجان أنفسهم في واقع جديد أكثر قسوة.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

اختتم موريس روايته، مما أتاح لدنكان لحظة لاستيعاب النسيج المعقد من الأساطير والخرافات والتواريخ المكسورة التي نشرها ببلاغة كبيرة.

نظرًا لهذا المشهد التعليمي، فمن السهل فهم القيود المفروضة على الميزانية وقيود الموارد لمدرسة عامة معينة تقع في منطقة الطبقة العاملة المعروفة باسم حي مفترق الطرق.


آآهه.. قول السؤال تاني!

“نظريًا، يجب أن يتمتع الجان، نظرًا لكونهم طويلي العمر، بأكثر التواريخ تفصيلاً وموثوقية. ولكن لسبب غامض، فإن رواياتهم التاريخية هي الأكثر تجزؤا وغير منطقية. لقد أصبحت العديد من نصوصهم القديمة غير قابلة للقراءة، وأتلفت بواسطة قوة غير معروفة إلى “مجلدات مفقودة” كان لا بد من إغلاقها. وبحسب الملاحم التي تتناقل بينهم شفويا، قبل الإبادة العظيمة، كان العالم في الأساس حلما. استحضر أثناء نوم الشفق لسماوي شيطان عظيم اسمه ساسلوخا. كان الجان موجودين في هذا الحلم ليحافظوا على نوم ساسلوخا الهادئ. عندما رأى السماوي الشيطان كابوسًا عن الطوفان العظيم، استيقظ فجأة. ثم انتقل هذا الطوفان من عالم الحلم إلى عالم الواقع. مع اختفاء ساسلوخا عند الاستيقاظ، وجد الجان أنفسهم في واقع جديد أكثر قسوة.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“وبعد ذلك، يقدم مأوى الرياح الخاص بالجان التاريخ الأكثر إثارة للحيرة على الإطلاق.”

 

هز موريس رأسه غير موافق. “حتى في أركان المدينة الأكثر كآبة والأكثر نسيانًا، طالما أن هناك عقول قادرة على التفكير، فإن التاريخ سيحتفظ دائمًا بقيمته. إن الحكمة الجماعية المتراكمة على مدى آلاف السنين هي التي دفعتنا إلى حالتنا الحضارية الحالية. عمر البشر قصير، لكن احترامنا للتاريخ والتزامنا بنقله هو ما يمكّن ثقافتنا من الاستمرار إلى ما هو أبعد من حياة الفرد. وهذا ما يميزنا عن مخلوقات أعماق البحار طويلة العمر ولكن ليس لها تاريخ. ربما يعيشون لقرون، لكن افتقارهم إلى التاريخ المسجل يعني أنهم لن يشكلوا تهديدًا لحضارتنا أبدًا.”

“في الواقع يا سيد دنكان، لقد قدمت نقطة صحيحة. هنا في الأجزاء الأقل ثراءً من المدينة، من المسلم به أن جمهور محاضراتي التفصيلية حول التعقيدات التاريخية محدود،” قال موريس، وهو يعبر عن كلماته بعناية وبوتيرة محسوبة. كما لو أن بصيرة قد أصابته فجأة، تحول وجهه إلى ابتسامة اعتذارية لطيفة. “يجب أن أستميحك عذراً بسبب ميلي إلى إلقاء الوعظ. مخاطرة مهنية، أنا خائف.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط