نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 102

عدوة رأس الماعز

عدوة رأس الماعز

الفصل 102 “عدوة رأس الماعز”

وهناك شيء آخر يقلقه.

أخذت أليس عملية تحويل صندوقها الخشبي إلى جزء من الضائعة خطوة بخطوة. لقد بدت غير منزعجة تمامًا من الآثار التي قد تترتب على ذلك فيما يتعلق بملكة الصقيع الغامضة، راي نورا. هذه القدرة على وضع أي قلق أو مخاوف محتملة جانبًا بسهولة، أذهلت دنكان باعتبارها منفتحة بشكل ملحوظ.

“وهذا ما يفسر رغبتك الملحة في البحث عن أليس عند عودتك. لقد عثرت على أدلة أساسية حول الشذوذ 099،” قال رأس الماعز، وهو يعود إلى لهجته المعتادة. “لا عجب أن يُطلق عليك اسم “القبطان العظيم دنكان”. كل مهمة تقوم بها تؤتي ثمارها. إنه يستحضر في ذهني مقولة كتبها بحار أسطوري مفادها…”

“لقد اتخذت منزلي على هذه السفينة ولا أنوي المغادرة في أي وقت قريب. لذا، إذا كان صندوقي الآن جزءًا من الضائعة، فأنا موافقة على ذلك،” أوضحت أليس، وهي تستقر بشكل مريح على غطاء صندوقها. ابتسمت ابتسامة مبهجة وأضافت، “أما بالنسبة لملكة الصقيع، راي نورا، فالوضع أكثر وضوحًا. ليس لدي أي صلة لها. كل ما حدث قبل خمسين عامًا أصبح في الماضي، وأعتقد أنه يجب أن يبقى هناك.”

وبطبيعة الحال، أدرك دنكان أنه يجب أن يكون حذرًا بشأن القفز إلى الاستنتاجات، وخاصة عند التعامل مع الأحداث حتى الآن في الماضي. يميل التاريخ إلى تشويه الحقائق، والتعقيدات المدفونة فيه غالباً ما تستعصي على التفسيرات السهلة. بالإضافة إلى ذلك، كان فهمه يعتمد فقط على رواية رأس الماعز – بينما بدا مساعده الأول صادقًا، فإن هذا لا يعني أن رأس الماعز لديه معرفة شاملة بكل ما حدث. ومع ذلك، لم يهتم دنكان بشكل مفرط بهذه الفروق الدقيقة في هذه اللحظة بالذات لأنه لم ليس مهتمًا بتبرئة ملكة ماتت منذ نصف قرن. همه الأساسي هو الظروف الحالية المحيطة بالضائعة وأليس.

لم يستطع دنكان إلا أن يعجب بالوضوح في عيون أليس ذات اللون الأرجواني الفاتح. وفي النهاية، أومأ برأسه بلطف قائلاً، “إذا كنت تشعرين بسلام مع كل هذا، فهذا هو الأهم.”

“وهذا ما يفسر رغبتك الملحة في البحث عن أليس عند عودتك. لقد عثرت على أدلة أساسية حول الشذوذ 099،” قال رأس الماعز، وهو يعود إلى لهجته المعتادة. “لا عجب أن يُطلق عليك اسم “القبطان العظيم دنكان”. كل مهمة تقوم بها تؤتي ثمارها. إنه يستحضر في ذهني مقولة كتبها بحار أسطوري مفادها…”

لقد اختار عدم الخوض في التفاصيل المزعجة التي تطارد الجزء الخلفي من عقله أو مشاركة الكلمات المزعجة التي همست بها ملكة الصقيع قبل إعدامها مباشرة. ففي نهاية المطاف، ما الذي يمكن أن تعرفه أليس، التي بدت له وكأنها ليست أكثر من دمية حية، عن أي من ذلك؟ إن رؤيتها غير مبالية وسعيدة أمر مريح بطريقة ما.

قَبِع عند زاوية مكتبها الكبير المصنوع من خشب البلوط مصباح زيت، يومض لهب بثبات في شبه الظلام. وبجوارها مبخرة نحاسية تتصاعد منها أعمدة رقيقة من الدخان الأزرق باتجاه السقف. وحتى داخل قدسية الكاتدرائية، كانت هذه التدابير الوقائية حاسمة عند العمل في وقت متأخر من الليل. فكرت قائلة: لا يمكن للمرء أن يكون حذرًا للغاية.

“حسنًا إذن،” قال دنكان أخيرًا وهو يأخذ نفسًا خافتًا. “لقد توصلنا إلى فهم أساسي لـ”تابوتك”. إن ما إذا بإمكاننا أيضًا التحكم في “تأثير قطع الرأس” سيحتاج إلى مزيد من البحث. يجب أن أذهب الآن.”

فجأة أصبح الهواء في الغرفة ثقيلًا بسبب الآثار المترتبة على هذا التحول غير المتوقع للأحداث. كان كل من المحقق وحارسها يعلمان أن دق جرس من هذا النوع يمكن أن يشير إلى مسألة ذات أهمية بالغة، تتطلب اهتمامًا فوريًا.

“اعتني بنفسك أيها القبطان،” ودعته أليس بحرارة.

جلست آي بتحدٍ فوق أحد قرون رأس الماعز، تفرك منقارها بقوة على جبين رأس الماعز كما لو قد ادعت أن هذه البقعة ملك لها.

بعد الخروج من مسكن أليس، عاد دنكان إلى سطح السفينة متجهًا نحو مقصورته الخاصة. كانت أفكاره عبارة عن متاهة من القضايا والأسئلة التي لم تحل. في البداية، كانت مهمته هي التحقيق فيما إذا كان من الممكن ترويض “قوة قطع الرأس” الخطيرة للشذوذ 099. بدلاً من ذلك، وجد نفسه متورطًا في ألغاز لم تحل منذ نصف قرن مضى، بما في ذلك مزاعم غير مثبتة بوجود مؤامرة بين ملكة الصقيع التي تم أعدمت والضائعة. علاوة على ذلك، كان يلوح في ذهنه “مشروع الهاوية” الغامض، الذي يرفض أن يُنسى أو يُستبعد.

“اعتني بنفسك أيها القبطان،” ودعته أليس بحرارة.

وهناك شيء آخر يقلقه.

كانت الهزة في صوت رأس الماعز لا لبس فيها. “من فضلك، قم بتأمين بعض البطاطس المقلية… فقط لتهدئة حمامتك المُصرة.”

وصل دنكان إلى جيبه وأخرج شيئًا صغيرًا ومعقدًا: دبوس شعر مصنوع على شكل ريشة فضية تحتضنها الأمواج. لقد بدا الأمر في غير محله بالنسبة لشخص مثله – بحار خشن وقاس.

لم يستطع دنكان إلا أن يعجب بالوضوح في عيون أليس ذات اللون الأرجواني الفاتح. وفي النهاية، أومأ برأسه بلطف قائلاً، “إذا كنت تشعرين بسلام مع كل هذا، فهذا هو الأهم.”

وبينما يفحصه، اجتاحه شعور خافت بالحنين. يبدو أن دبوس الشعر كان من بقايا الوقت الذي كان فيه “القبطان دنكان” الحقيقي موجودًا.

“جرس الإشارة الليلية… ماذا يمكن أن يحدث؟” بعد قراءة سريعة لأهمية قرع الأجراس ونمطها، أصبح وجه فانا مهيبًا. “هذا هو جرس الاستدعاء لجلسة استماع طارئة،” قالت بصوت مشوب بالثقل. “سبع حلقات قصيرة في تتابع سريع، وهم قادمون من “قبر الملك المجهول”. وهذا يمكن أن يعني شيئًا واحدًا فقط، وهو أنه يجب اكتشاف شذوذ أو ظاهرة جديدة. نحن بحاجة إلى التصرف بسرعة.”

على الرغم من أسئلته الكثيرة وثقل مخاوفه، عرف دنكان أنه لا يستطيع الحصول على إجابات من كيان رأس الماعز الغامض. كل ما استطاع فعله هو المضي قدمًا، على أمل كشف الألغاز التي تتراكم حوله.

أخذت أليس عملية تحويل صندوقها الخشبي إلى جزء من الضائعة خطوة بخطوة. لقد بدت غير منزعجة تمامًا من الآثار التي قد تترتب على ذلك فيما يتعلق بملكة الصقيع الغامضة، راي نورا. هذه القدرة على وضع أي قلق أو مخاوف محتملة جانبًا بسهولة، أذهلت دنكان باعتبارها منفتحة بشكل ملحوظ.

أعاد دنكان بعناية دبوس الشعر الفضي الرقيق إلى جيبه وشق طريقه إلى مقر القبطان، وكان قلبه مثقلًا بقائمة متزايدة من الألغاز والأسئلة التي لم تجاب عليها. ولدهشته، لم يكن رأس الماعز، مساعده الأول والكيان المسؤول عن توجيه السفينة، وحده. كانت تشارك في الغرفة آي، حمامته الأليفة، التي كان من المفترض أن تكون محتجزة في مسكنها الخاص في انتظار أوامر أخرى.

……

جلست آي بتحدٍ فوق أحد قرون رأس الماعز، تفرك منقارها بقوة على جبين رأس الماعز كما لو قد ادعت أن هذه البقعة ملك لها.

بإفتراض أن ما يتذكره رأس الماعز كان دقيقًا، ولم يكن هناك أبدًا تحالف بين الضائعة ودولة المدينة صقيع. وفي هذه الحالة، أشارت إلى أن تهم التواطؤ التي فرضها المتمردون على الملكة راي نورا قبل خمسين عامًا ربما لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.

متفاجئًا بالمشهد، لم يستطع دنكان إلا أن يتساءل، “متى أصبحتما صديقين إلى هذا الحد؟”

لم يقدم دنكان أي ضمانات ولكنه أشار إلى آي لتأتي إليه. أطاعته الحمامة على الفور، وحطت على كتفه. ثم جلس دنكان وأعاد انتباهه إلى رأس الماعز. “أخبرني، هل تعرف شيئًا عن الملكة راي نورا حاكمة صقيع منذ خمسين عامًا؟”

نفضت آي ريشها ورفرفت بجناحيها لكنها ظلت صامتة بشكل ملحوظ. من ناحية أخرى، أدار الماعز رأسه نحو دنكان محدثًا صوت صرير خشبي، وعيناه – المصنوعتان من حجر السج – مثبتتان على عين دنكان. “قب-قبطان… في المرة القادمة التي تأخذ فيها آي في رحلة إلى عالم الروح، هل يمكنك إحضار بعض البطاطس المقلية؟”

بعد الخروج من مسكن أليس، عاد دنكان إلى سطح السفينة متجهًا نحو مقصورته الخاصة. كانت أفكاره عبارة عن متاهة من القضايا والأسئلة التي لم تحل. في البداية، كانت مهمته هي التحقيق فيما إذا كان من الممكن ترويض “قوة قطع الرأس” الخطيرة للشذوذ 099. بدلاً من ذلك، وجد نفسه متورطًا في ألغاز لم تحل منذ نصف قرن مضى، بما في ذلك مزاعم غير مثبتة بوجود مؤامرة بين ملكة الصقيع التي تم أعدمت والضائعة. علاوة على ذلك، كان يلوح في ذهنه “مشروع الهاوية” الغامض، الذي يرفض أن يُنسى أو يُستبعد.

توقف دنكان في حيرة. “هل أنت في مزاج لتناول البطاطس المقلية الآن أيضًا؟”

كانت الهزة في صوت رأس الماعز لا لبس فيها. “من فضلك، قم بتأمين بعض البطاطس المقلية… فقط لتهدئة حمامتك المُصرة.”

أعاد دنكان بعناية دبوس الشعر الفضي الرقيق إلى جيبه وشق طريقه إلى مقر القبطان، وكان قلبه مثقلًا بقائمة متزايدة من الألغاز والأسئلة التي لم تجاب عليها. ولدهشته، لم يكن رأس الماعز، مساعده الأول والكيان المسؤول عن توجيه السفينة، وحده. كانت تشارك في الغرفة آي، حمامته الأليفة، التي كان من المفترض أن تكون محتجزة في مسكنها الخاص في انتظار أوامر أخرى.

نظر دنكان ذهابًا وإيابًا بين الطائر المؤذي ورأس الماعز الذي يبدو حزينًا. لم يستطع إلا أن يضحك وهو يتأمل قائلاً، “آه، لقد قابلت أخيرًا معادلك الفكري، أليس كذلك؟”

بإفتراض أن ما يتذكره رأس الماعز كان دقيقًا، ولم يكن هناك أبدًا تحالف بين الضائعة ودولة المدينة صقيع. وفي هذه الحالة، أشارت إلى أن تهم التواطؤ التي فرضها المتمردون على الملكة راي نورا قبل خمسين عامًا ربما لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.

بدا رأس الماعز غاضبًا، كما لو كان على وشك الانهيار العاطفي. “لقد جربت ستة وسبعين موضوعًا مختلفًا للمحادثة! ستة وسبعون! لقد استندت إلى ألف عام من الحكمة المتراكمة، والتي تغطي كل شيء بدءًا من الشعر والأغاني وحتى تقنيات الطهي والطقوس والسماويين وحتى تربية الخنازير! وكل ما سمعته هو “اطهو بعض البطاطس المقلية”! كيف تتعامل عادةً مع هذا الطائر الذي لا يتواصل؟”

لم يستطع دنكان إلا أن يعجب بالوضوح في عيون أليس ذات اللون الأرجواني الفاتح. وفي النهاية، أومأ برأسه بلطف قائلاً، “إذا كنت تشعرين بسلام مع كل هذا، فهذا هو الأهم.”

هز دنكان كتفيه مبتسمًا للسخرية. “الأمر بسيط جدًا، فقط تحدث أقل. عادةً ما تهدأ آي إذا لم تشارك في المحادثة.”

في الواقع، لقد انخرطت الضائعة في صراع مع قوات الأمن التابعة لصقيع منذ سنوات – وهي مجرد واحدة من سلسلة من المناوشات التي واجهتها مع دول المدن والسفن المختلفة أثناء إبحارها عبر عالم يعج بالعجب والخطر.

يبدو أن الماعز قد أخذ هذا في الاعتبار قبل أن يطلق تنهيدة مستقيلة. “في هذه الحالة، اصنع لنا معروفًا وأعد بعض البطاطس المقلية.”

وهناك شيء آخر يقلقه.

لم يقدم دنكان أي ضمانات ولكنه أشار إلى آي لتأتي إليه. أطاعته الحمامة على الفور، وحطت على كتفه. ثم جلس دنكان وأعاد انتباهه إلى رأس الماعز. “أخبرني، هل تعرف شيئًا عن الملكة راي نورا حاكمة صقيع منذ خمسين عامًا؟”

بدا رأس الماعز غاضبًا، كما لو كان على وشك الانهيار العاطفي. “لقد جربت ستة وسبعين موضوعًا مختلفًا للمحادثة! ستة وسبعون! لقد استندت إلى ألف عام من الحكمة المتراكمة، والتي تغطي كل شيء بدءًا من الشعر والأغاني وحتى تقنيات الطهي والطقوس والسماويين وحتى تربية الخنازير! وكل ما سمعته هو “اطهو بعض البطاطس المقلية”! كيف تتعامل عادةً مع هذا الطائر الذي لا يتواصل؟”

توقف الماعز للحظة. “ملكة الصقيع، التي أطيح بها وأعدمها المتمردون قبل نصف قرن؟ نعم، لقد سمعت عنها. حتى أن سفينتنا اشتبكت مع قواتها منذ عقود في تلك المنطقة. لكن تفاعلاتنا كانت ضئيلة. لماذا هذا الاهتمام المفاجئ؟”

بدا الماعز مصدومًا حقًا، وهو عرض نادر للعاطفة لكيان عادة ما يكون هادئًا جدًا.

حدق دنكان في أعماق عيون رأس الماعز التي من السج، محاولًا تمييز أي تلميح للخداع. لم يجد شيئًا، وخلص إلى أن رأس الماعز ليس لديه أي معلومات حقًا عن الملكة راي نورا أو مدينة صقيع. يبدو أن سفينتهم ليس لها تاريخ محدد أو تعاملات مع تلك دولة المدينة.

الفصل 102 “عدوة رأس الماعز”

في الواقع، لقد انخرطت الضائعة في صراع مع قوات الأمن التابعة لصقيع منذ سنوات – وهي مجرد واحدة من سلسلة من المناوشات التي واجهتها مع دول المدن والسفن المختلفة أثناء إبحارها عبر عالم يعج بالعجب والخطر.

أخذ الحارس الشاب الوثيقة بعناية، وألقى التحية قبل أن يتحدث. “كما تأمرين أيا المحققة فانا.”

بإفتراض أن ما يتذكره رأس الماعز كان دقيقًا، ولم يكن هناك أبدًا تحالف بين الضائعة ودولة المدينة صقيع. وفي هذه الحالة، أشارت إلى أن تهم التواطؤ التي فرضها المتمردون على الملكة راي نورا قبل خمسين عامًا ربما لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.

قبل أن يتمكن رأس الماعز من الاستطراد أكثر من ذلك، حدق دنكان به بنظرة صارمة، ثم أخذ آي من كتفه ووضع الحمامة أمام رأس الماعز. “يجب أن تواصلا محادثتكما المفعمة بالحيوية.”

وبطبيعة الحال، أدرك دنكان أنه يجب أن يكون حذرًا بشأن القفز إلى الاستنتاجات، وخاصة عند التعامل مع الأحداث حتى الآن في الماضي. يميل التاريخ إلى تشويه الحقائق، والتعقيدات المدفونة فيه غالباً ما تستعصي على التفسيرات السهلة. بالإضافة إلى ذلك، كان فهمه يعتمد فقط على رواية رأس الماعز – بينما بدا مساعده الأول صادقًا، فإن هذا لا يعني أن رأس الماعز لديه معرفة شاملة بكل ما حدث. ومع ذلك، لم يهتم دنكان بشكل مفرط بهذه الفروق الدقيقة في هذه اللحظة بالذات لأنه لم ليس مهتمًا بتبرئة ملكة ماتت منذ نصف قرن. همه الأساسي هو الظروف الحالية المحيطة بالضائعة وأليس.

كانت الهزة في صوت رأس الماعز لا لبس فيها. “من فضلك، قم بتأمين بعض البطاطس المقلية… فقط لتهدئة حمامتك المُصرة.”

“قد تجد هذا ممتعا. أليس تحمل شبهًا غريبًا بالملكة راي نورا منذ خمسين عامًا،” بدأ دنكان وهو يداعب الحمامة التي تجلس على كتفه بلطف. “علاوة على ذلك، فإن الظاهرة المعروفة باسم “الشذوذ 099” هي على الأرجح نتيجة ثانوية للعنة المنبعثة من البحر اللامحدود، بعد إعدام الملكة راي نورا. وأنت تعرف ما هو الأكثر روعة؟ كان الاتهام الرئيسي ضد ملكة الصقيع هو أنها كانت تتواطأ معنا – الضائعة.”

بدا الماعز مصدومًا حقًا، وهو عرض نادر للعاطفة لكيان عادة ما يكون هادئًا جدًا.

حدق دنكان في أعماق عيون رأس الماعز التي من السج، محاولًا تمييز أي تلميح للخداع. لم يجد شيئًا، وخلص إلى أن رأس الماعز ليس لديه أي معلومات حقًا عن الملكة راي نورا أو مدينة صقيع. يبدو أن سفينتهم ليس لها تاريخ محدد أو تعاملات مع تلك دولة المدينة.

“التواطؤ مع الضائعة؟ هل يحتاج الناس في تلك الدول المدن حقًا إلى اختلاق مثل هذه المبررات السخيفة فقط لخيانة زعيمهم؟” وبعد لحظات قليلة من الصمت المذهول، انفجر رأس الماعز في موجة من الضحك الساخر، “أرجو أن تغفر عرضي العلني للسخرية، ولكن بصراحة، هؤلاء البشر ضعفاء بشكل مثير للسخرية، فمن المحتمل أن يلقوا باللوم على لعنة من الضائعة في اصطدام إصبع قدمهم! يا لها من تهمة سخيفة ومفتعلة!”

“نأمل أن يظل بقية المساء هادئًا،” تمتمت فانا لنفسها وهي ترفع ذراعيها في محاولة لإرخاء عضلاتها بشكل أكبر.

استجمع رأس الماعز نفسه، وتابع، “لكن هل تقول أن أليس تشبه ملكة الصقيع هذه بشكل لافت للنظر؟ هذا هو في الواقع… تطور القدر تمامًا. إذا كانت أليس في الواقع تناسخًا أو تحولًا للملكة راي نورا، فإن المفارقة تكاد تكون سميكة جدًا بحيث لا يمكن قطعها.”

فجأة أصبح الهواء في الغرفة ثقيلًا بسبب الآثار المترتبة على هذا التحول غير المتوقع للأحداث. كان كل من المحقق وحارسها يعلمان أن دق جرس من هذا النوع يمكن أن يشير إلى مسألة ذات أهمية بالغة، تتطلب اهتمامًا فوريًا.

“في الواقع،” وافق دنكان، متكئًا بشكل مريح على كرسيه. “أعدمت الملكة راي نورا بناءً على تهمة كاذبة بالتعاون مع الضائعة. والآن، بعد مرور خمسين عامًا، أصبحت أليس – التي تشبهها – في الواقع جزءًا من طاقمنا. وكأن اتهامات المتمردين الملفقة قد تحققت، بطريقة ملتوية، بأثر رجعي.”

أعاد دنكان بعناية دبوس الشعر الفضي الرقيق إلى جيبه وشق طريقه إلى مقر القبطان، وكان قلبه مثقلًا بقائمة متزايدة من الألغاز والأسئلة التي لم تجاب عليها. ولدهشته، لم يكن رأس الماعز، مساعده الأول والكيان المسؤول عن توجيه السفينة، وحده. كانت تشارك في الغرفة آي، حمامته الأليفة، التي كان من المفترض أن تكون محتجزة في مسكنها الخاص في انتظار أوامر أخرى.

“وهذا ما يفسر رغبتك الملحة في البحث عن أليس عند عودتك. لقد عثرت على أدلة أساسية حول الشذوذ 099،” قال رأس الماعز، وهو يعود إلى لهجته المعتادة. “لا عجب أن يُطلق عليك اسم “القبطان العظيم دنكان”. كل مهمة تقوم بها تؤتي ثمارها. إنه يستحضر في ذهني مقولة كتبها بحار أسطوري مفادها…”

لم يستطع دنكان إلا أن يعجب بالوضوح في عيون أليس ذات اللون الأرجواني الفاتح. وفي النهاية، أومأ برأسه بلطف قائلاً، “إذا كنت تشعرين بسلام مع كل هذا، فهذا هو الأهم.”

قبل أن يتمكن رأس الماعز من الاستطراد أكثر من ذلك، حدق دنكان به بنظرة صارمة، ثم أخذ آي من كتفه ووضع الحمامة أمام رأس الماعز. “يجب أن تواصلا محادثتكما المفعمة بالحيوية.”

توقف دنكان في حيرة. “هل أنت في مزاج لتناول البطاطس المقلية الآن أيضًا؟”

اتسعت عيون الماعز السج في شيء أقرب إلى الصدمة أو ربما الفزع. “…!؟”

أخذ الحارس الشاب الوثيقة بعناية، وألقى التحية قبل أن يتحدث. “كما تأمرين أيا المحققة فانا.”

……

نفضت آي ريشها ورفرفت بجناحيها لكنها ظلت صامتة بشكل ملحوظ. من ناحية أخرى، أدار الماعز رأسه نحو دنكان محدثًا صوت صرير خشبي، وعيناه – المصنوعتان من حجر السج – مثبتتان على عين دنكان. “قب-قبطان… في المرة القادمة التي تأخذ فيها آي في رحلة إلى عالم الروح، هل يمكنك إحضار بعض البطاطس المقلية؟”

داخل الكاتدرائية المركزية الكبرى في دولة مدينة بلاند، قامت المحققة فانا بتوقيع اسمها بدقة على وثيقة تبدو رسمية، وكان ورقها محملاً بثقل السلطة. وبإحساس نهائي، سلمت الوثيقة لمرافقها الشاب، المرتدي زي حارس الكاتدرائية. “تأكد من وصول هذا إلى الكنيسة الغربية في أقرب وقت ممكن. إنها مذكرة التفتيش الأخيرة التي نطلبها،” قالت.

فجأة أصبح الهواء في الغرفة ثقيلًا بسبب الآثار المترتبة على هذا التحول غير المتوقع للأحداث. كان كل من المحقق وحارسها يعلمان أن دق جرس من هذا النوع يمكن أن يشير إلى مسألة ذات أهمية بالغة، تتطلب اهتمامًا فوريًا.

أخذ الحارس الشاب الوثيقة بعناية، وألقى التحية قبل أن يتحدث. “كما تأمرين أيا المحققة فانا.”

“نأمل أن يظل بقية المساء هادئًا،” تمتمت فانا لنفسها وهي ترفع ذراعيها في محاولة لإرخاء عضلاتها بشكل أكبر.

أطلقت فانا تنهيدة ناعمة، ومدت رقبتها، وشعرت بالتوتر الذي تراكم بعد ساعات من العمل البيروقراطي. ومن الغريب أنها وجدت أن العمل الورقي أكثر إرهاقًا من المجهود البدني المتمثل في استخدام السيف العظيم ضد الأعداء المهرطقين في المعركة.

حدق دنكان في أعماق عيون رأس الماعز التي من السج، محاولًا تمييز أي تلميح للخداع. لم يجد شيئًا، وخلص إلى أن رأس الماعز ليس لديه أي معلومات حقًا عن الملكة راي نورا أو مدينة صقيع. يبدو أن سفينتهم ليس لها تاريخ محدد أو تعاملات مع تلك دولة المدينة.

قَبِع عند زاوية مكتبها الكبير المصنوع من خشب البلوط مصباح زيت، يومض لهب بثبات في شبه الظلام. وبجوارها مبخرة نحاسية تتصاعد منها أعمدة رقيقة من الدخان الأزرق باتجاه السقف. وحتى داخل قدسية الكاتدرائية، كانت هذه التدابير الوقائية حاسمة عند العمل في وقت متأخر من الليل. فكرت قائلة: لا يمكن للمرء أن يكون حذرًا للغاية.

الفصل 102 “عدوة رأس الماعز”

“نأمل أن يظل بقية المساء هادئًا،” تمتمت فانا لنفسها وهي ترفع ذراعيها في محاولة لإرخاء عضلاتها بشكل أكبر.

“اعتني بنفسك أيها القبطان،” ودعته أليس بحرارة.

ومع ذلك، بمجرد أن خرجت الكلمات من فمها، ترددت سلسلة مفاجئة من أصوات الأجراس السريعة والحادة عبر الهواء. بدا الصوت وكأنه صادر من المبنى الرئيسي للكاتدرائية، قاطعًا صمت الليل المحيط.

هز دنكان كتفيه مبتسمًا للسخرية. “الأمر بسيط جدًا، فقط تحدث أقل. عادةً ما تهدأ آي إذا لم تشارك في المحادثة.”

تجمد الحارس الشاب فجاءة، ولا يزال ممسكًا بالوثيقة التي كان على وشك تسليمها. كانت عيناه قد انطلقتا من النافذة التي تقرع الأجراس من خلالها لتعود إلى رئيسته. كما توقف روتين تمارين فانا فجأة، وتحول تعبيرها من الترقب المريح إلى القلق المباشر.

وهناك شيء آخر يقلقه.

“جرس الإشارة الليلية… ماذا يمكن أن يحدث؟” بعد قراءة سريعة لأهمية قرع الأجراس ونمطها، أصبح وجه فانا مهيبًا. “هذا هو جرس الاستدعاء لجلسة استماع طارئة،” قالت بصوت مشوب بالثقل. “سبع حلقات قصيرة في تتابع سريع، وهم قادمون من “قبر الملك المجهول”. وهذا يمكن أن يعني شيئًا واحدًا فقط، وهو أنه يجب اكتشاف شذوذ أو ظاهرة جديدة. نحن بحاجة إلى التصرف بسرعة.”

“في الواقع،” وافق دنكان، متكئًا بشكل مريح على كرسيه. “أعدمت الملكة راي نورا بناءً على تهمة كاذبة بالتعاون مع الضائعة. والآن، بعد مرور خمسين عامًا، أصبحت أليس – التي تشبهها – في الواقع جزءًا من طاقمنا. وكأن اتهامات المتمردين الملفقة قد تحققت، بطريقة ملتوية، بأثر رجعي.”

فجأة أصبح الهواء في الغرفة ثقيلًا بسبب الآثار المترتبة على هذا التحول غير المتوقع للأحداث. كان كل من المحقق وحارسها يعلمان أن دق جرس من هذا النوع يمكن أن يشير إلى مسألة ذات أهمية بالغة، تتطلب اهتمامًا فوريًا.

بدا الماعز مصدومًا حقًا، وهو عرض نادر للعاطفة لكيان عادة ما يكون هادئًا جدًا.


إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

في الواقع، لقد انخرطت الضائعة في صراع مع قوات الأمن التابعة لصقيع منذ سنوات – وهي مجرد واحدة من سلسلة من المناوشات التي واجهتها مع دول المدن والسفن المختلفة أثناء إبحارها عبر عالم يعج بالعجب والخطر.

أخذت أليس عملية تحويل صندوقها الخشبي إلى جزء من الضائعة خطوة بخطوة. لقد بدت غير منزعجة تمامًا من الآثار التي قد تترتب على ذلك فيما يتعلق بملكة الصقيع الغامضة، راي نورا. هذه القدرة على وضع أي قلق أو مخاوف محتملة جانبًا بسهولة، أذهلت دنكان باعتبارها منفتحة بشكل ملحوظ.

 

على الرغم من أسئلته الكثيرة وثقل مخاوفه، عرف دنكان أنه لا يستطيع الحصول على إجابات من كيان رأس الماعز الغامض. كل ما استطاع فعله هو المضي قدمًا، على أمل كشف الألغاز التي تتراكم حوله.

متفاجئًا بالمشهد، لم يستطع دنكان إلا أن يتساءل، “متى أصبحتما صديقين إلى هذا الحد؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط