نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 103

قبر الملك المجهول

قبر الملك المجهول

الفصل 103 “قبر الملك المجهول”

وبينما تفكر في هذا، بدأت شخصية غامضة مألوفة تنجرف نحوها. حتى قبل أن يتحدث، تعرفت عليه فانا على أنه رئيس الأساقفة فالنتين، والذي تحدد من خلال توقيع الطاقة المحدد الذي ربطته به على مر السنين. وبدا رئيس الأساقفة محرجا إلى حد ما. “يبدو أنني آخر من يصل مرة أخرى، تمامًا كما حدث في اجتماعنا السابق.”

في وقت مبكر من المساء، قرع جرس الكاتدرائية الكبرى ثلاث مرات مختلفة، وتردد صداه في جميع أنحاء الممرات والغرف الواسعة. كانت كل حصيلة بمثابة موجة من الصوت تغمر البناء المعقد، لتنبه كل من سمعها إلى أن شيئًا مهمًا يتكشف. كانت فانا، المعروفة باسم المحققة، قد دخلت الحرم بالفعل حتى قبل أن يكمل الرنين الثالث صداه. تردد صدى خطواتها بهدوء على الأرضية الحجرية وهي تتحرك نحو المذبح.

بضحكة مكتومة، هز فالنتين رأسه. “كما تعلمين، منذ أن قام القديس فورلسون بتسجيل كلمة “الأول” بجوار اسمه في قائمة الحضور قبل حوالي عشرين عامًا، أصبحت هذه المنافسة السخيفة للوصول مبكرًا هي الاتجاه السائد. أنا بصراحة لا أفهم ذلك. السماوية لا تمنح بركات إضافية لمجرد الالتزام بالمواعيد.”

وكان رئيس الأساقفة فالنتين، وهو شخصية مسنة وموقرة يرتدي ثيابه الكنسية الداكنة والمتقنة، هناك بالفعل. وقف بلا حراك أمام تمثال شاهق لسماوية العاصفة جومونا. كانت عيناه مغمضتين ويداه متشابكتان معًا كما بدا منهمكًا في صلاة تأملية عميقة. مستشعرًا للخطى، عرف فالنتاين بشكل غريزي أن فانا هي التي دخلت المكان المقدس. كانت لديه حاسة سادسة تجاه هذه الأشياء، وقد شحذها خلال سنوات من التفاني الروحي.

وبينما تفكر في هذا، بدأت شخصية غامضة مألوفة تنجرف نحوها. حتى قبل أن يتحدث، تعرفت عليه فانا على أنه رئيس الأساقفة فالنتين، والذي تحدد من خلال توقيع الطاقة المحدد الذي ربطته به على مر السنين. وبدا رئيس الأساقفة محرجا إلى حد ما. “يبدو أنني آخر من يصل مرة أخرى، تمامًا كما حدث في اجتماعنا السابق.”

“المحققة فانا،” كسر صوت فالنتين العميق الصمت عندما استدار لمواجهتها. “أصدر أمر باستدعاء المستمع مباشرة من كاتدرائية العاصفة الكبرى.”

على الرغم من أن فانا قد التقت بحارس المقبرة في مناسبات سابقة، إلا أنها وجدت نفسها تحبس أنفاسها بشكل لا إرادي، وتشد عضلاتها بشكل انعكاسي تحسبًا.

اتسعت عيون فانا في مفاجأة وهي تتحرك بسرعة نحو التمثال، وتضع نفسها في دائرة الضوء التي تلقيها مصابيح الزيت المعلقة فوق المذبح. “مباشرة من كاتدرائية العاصفة الكبرى؟ هل يمكن أن يرتبط هذا بشذوذ أو رؤية مكتشفة حديثًا؟”

الفصول أصبحت طويلة جدا فجاءة، كل فصل حول ال ١٨٠٠ وغالبًا هذه هي طريقة تحديد ارقام الشذوذات والرؤى..

هز فالنتين رأسه رسميًا، وبدد أفكارها الأولية. “إذا كان الأمر يتعلق فقط بشذوذ أو رؤية جديدة، فلن يدق جرس الكاتدرائية ثلاث مرات. لا، هذا الأمر أكثر إلحاحاً بكثير. استلمت رسالة من حفظة المقابر المقيمين في “الغرفة”. لقد أبلغوا عن شكل من أشكال النشاط غير العادي المنبثق من جسد الملك الذي لا اسم له. التفاصيل لا تزال غامضة، ولكن يبدو أن القائمة الحالية للأسماء المرتبطة بالملك تخضع لبعض التغييرات الغامضة.”

وبينما يتحدث، نظر رئيس الأساقفة إلى فانا، مشددًا على خطورة الوضع.

على الرغم من أن فانا قد التقت بحارس المقبرة في مناسبات سابقة، إلا أنها وجدت نفسها تحبس أنفاسها بشكل لا إرادي، وتشد عضلاتها بشكل انعكاسي تحسبًا.

“نحن بحاجة إلى إرسال مستمع إلى “الغرفة” للتحقيق في هذه الظاهرة، لجمع أي معلومات محتملة من جسد الملك الذي لا اسم له. في الوقت الحالي، الغرفة تحت إشراف كنيسة العاصفة الخاصة بنا. أنت وأنا من بين المرشحين المدرجين ليصبحوا المستمعين.”

ثبتت فانا نظرتها على حفرة النار، التي بدا لهبها غير متأثر بالاضطرابات المائية الوهمية، وأغلقت عينيها وسمحت لروحها بأن تبتلعها مياه البحر الميتافيزيقية بالكامل. [**: ما وراء الطبيعة أو الماورائيات أو الميتافيزيقا ‏ هو فرع من الفلسفة يدرس جوهر الأشياء.]

أجابت فانا بهدوء، وهي تحافظ على رباطة جأشها، “متى سنغادر؟”

“الآن،” أومأ رئيس الأساقفة فالنتين، وأعطى لها إشارة لتتبعه. سار نحو منطقة مخفية سابقًا تقع خلف التمثال الشاهق للإلهة. انفتح باب مزين بالعديد من الرموز الغامضة والمقدسة، وكشف خلفه عن ممر طويل ذو إضاءة خافتة. “لقد أعد النفق النفسي لرحلتنا.”

وقفت الشخصيتان الدينيتان بجانب حفرة النار المركزية في الغرفة، وانحنى رأساهما بوقار بينما ركزا على النيران المقدسة الوامضة أمامهما. في انسجام متزامن، بدأوا يرددون الاسم المقدس لسماوية العاصفة، جومونا. ومع استمرارهما في الدعاء، بدا وكأن الغرفة تستجيب.

مع انحناءة أخيرة محترمة نحو تمثال جومونا، دارت فانا وتبعت رئيس الأساقفة. سارا معًا في الممر، وكان ضوء المصباح يومض بشكل مخيف أثناء تقدمهما إلى أعماق الكاتدرائية القديمة. وأخيرًا، وصلا إلى غرفة منعزلة في نهاية الردهة.

تمتلك كل كاتدرائية مركزية في كل دولة مدينة مختلفة غرفًا مماثلة، صممت كل منها وفقًا للتكنولوجيا الدينية الخاصة بسماويها. في حين أن الكهنة المكرسين لسماوية العاصفة، جومونا، استخدموا غرفًا مثل هذه، المصممة على أنها “كهوف مغمورة”، كان لمساعدي سماوي الموت نسخهم الخاصة، والتي أشاروا إليها باسم “السراديب الشاحبة”. هذه الغرف، على الرغم من أنها قد تبدو مظلمة وخانقة للمبتدئين، إلا أنها تحتوي على غرض سري ومعجزة: يمكنها فصل روح المستخدم عن شكله المادي وإرسالها عبر شبكة مترامية الأطراف من المساحات النفسية المترابطة. لقد تجاوز هذا الشكل المتسامي من التواصل الحواجز الجغرافية، مما أتاح التواصل الفوري بين دول المدن التي تفصلها مساحات مضطربة من البحار التي لا حدود لها.

كانت هذه الغرفة لا تشبه أي غرفة أخرى داخل الكاتدرائية. وبدلاً من البناء المألوف من الخرسانة والطوب، بنيت هذه الغرفة بالكامل من كتل حجرية رمادية غير مستوية. تتلاءم الكتل بشكل مريح معًا لتشكل الجدران والسقف. كانت حفرة النار تسيطر على وسط الغرفة، حيث تشققت ألسنة اللهب وتراقصت بقوة على الرغم من عدم وجود أي مصدر واضح للوقود – كان الأمر كما لو أن النار قد انبثقت من الهواء نفسه.

وبينما وقفت فانا ورئيس الأساقفة فالنتاين في الغرفة، انغلقت الأبواب المعدنية الثقيلة خلفهما ببطء محدثة صوت ارتطام مكتوم. بدأت الأحرف الرونية المعقدة المنقوشة على الأسطح المعدنية الداكنة للأبواب تنبض بالحياة كما لو كانت تمتلكها قوة حياة خاصة بها. لقد تشابكوا وتشابكوا في رقصة معقدة، مما أدى إلى إغلاق الغرفة بشكل مثالي من أي تأثيرات خارجية.

وكانت الغرفة خالية من أي أثاث أو زخارف إضافية. تردد من حولهم صوت ناعم ومستمر لقطرات الماء، مما يضفي جوًا من الرطوبة على الجدران الرطبة بالفعل. حتى الأرضية الحجرية بدت مبللة كما لو كانت مغطاة بجداول صغيرة متعرجة. بدا الأمر وكأنه ملحق بالكاتدرائية أكثر من كونه كهفًا مخفيًا مغمورًا في أعماق المحيط.

في وقت مبكر من المساء، قرع جرس الكاتدرائية الكبرى ثلاث مرات مختلفة، وتردد صداه في جميع أنحاء الممرات والغرف الواسعة. كانت كل حصيلة بمثابة موجة من الصوت تغمر البناء المعقد، لتنبه كل من سمعها إلى أن شيئًا مهمًا يتكشف. كانت فانا، المعروفة باسم المحققة، قد دخلت الحرم بالفعل حتى قبل أن يكمل الرنين الثالث صداه. تردد صدى خطواتها بهدوء على الأرضية الحجرية وهي تتحرك نحو المذبح.

لم تكن فانا غريبة على هذه الغرفة الفريدة. وباعتبارها محققة تتمتع بسلطة متساوية مع رئيس الأساقفة فالنتين داخل الدولة المدينة، فقد مُنحت أيضًا امتياز استخدام هذه الغرفة باعتبارها “بوابة نفسية”. كانت هذه الغرفة المتواضعة على ما يبدو في الواقع منشأة متخصصة، وبمثابة نقطة انطلاق لبناء قنوات أو أنفاق نفسية إلى عوالم بعيدة.

“نحن بحاجة إلى إرسال مستمع إلى “الغرفة” للتحقيق في هذه الظاهرة، لجمع أي معلومات محتملة من جسد الملك الذي لا اسم له. في الوقت الحالي، الغرفة تحت إشراف كنيسة العاصفة الخاصة بنا. أنت وأنا من بين المرشحين المدرجين ليصبحوا المستمعين.”

تمتلك كل كاتدرائية مركزية في كل دولة مدينة مختلفة غرفًا مماثلة، صممت كل منها وفقًا للتكنولوجيا الدينية الخاصة بسماويها. في حين أن الكهنة المكرسين لسماوية العاصفة، جومونا، استخدموا غرفًا مثل هذه، المصممة على أنها “كهوف مغمورة”، كان لمساعدي سماوي الموت نسخهم الخاصة، والتي أشاروا إليها باسم “السراديب الشاحبة”. هذه الغرف، على الرغم من أنها قد تبدو مظلمة وخانقة للمبتدئين، إلا أنها تحتوي على غرض سري ومعجزة: يمكنها فصل روح المستخدم عن شكله المادي وإرسالها عبر شبكة مترامية الأطراف من المساحات النفسية المترابطة. لقد تجاوز هذا الشكل المتسامي من التواصل الحواجز الجغرافية، مما أتاح التواصل الفوري بين دول المدن التي تفصلها مساحات مضطربة من البحار التي لا حدود لها.

هز فالنتين رأسه رسميًا، وبدد أفكارها الأولية. “إذا كان الأمر يتعلق فقط بشذوذ أو رؤية جديدة، فلن يدق جرس الكاتدرائية ثلاث مرات. لا، هذا الأمر أكثر إلحاحاً بكثير. استلمت رسالة من حفظة المقابر المقيمين في “الغرفة”. لقد أبلغوا عن شكل من أشكال النشاط غير العادي المنبثق من جسد الملك الذي لا اسم له. التفاصيل لا تزال غامضة، ولكن يبدو أن القائمة الحالية للأسماء المرتبطة بالملك تخضع لبعض التغييرات الغامضة.”

وبفضل النعمة السماوية، سمحت هذه التكنولوجيا المعجزة للفروع المعزولة للكنيسة بالتواصل بسرعة عبر مسافات محيطية لا يمكن فهمها. في العصور القديمة، قبل ظهور السفن المحيطية الموثوقة، كانت هذه الشبكة النفسية في كثير من الأحيان هي شريان الحياة الوحيد الذي يتعين على دول المدن أن تؤكد وجود ورفاهية بعضها البعض.

بدلاً من القصر، كان من الأدق وصف هذا الهيكل العملاق بأنه قبر ضخم، وربما حتى ضريح مصمم لإيواء بقايا كيان قوي قديم.

وبينما وقفت فانا ورئيس الأساقفة فالنتاين في الغرفة، انغلقت الأبواب المعدنية الثقيلة خلفهما ببطء محدثة صوت ارتطام مكتوم. بدأت الأحرف الرونية المعقدة المنقوشة على الأسطح المعدنية الداكنة للأبواب تنبض بالحياة كما لو كانت تمتلكها قوة حياة خاصة بها. لقد تشابكوا وتشابكوا في رقصة معقدة، مما أدى إلى إغلاق الغرفة بشكل مثالي من أي تأثيرات خارجية.

وبفضل النعمة السماوية، سمحت هذه التكنولوجيا المعجزة للفروع المعزولة للكنيسة بالتواصل بسرعة عبر مسافات محيطية لا يمكن فهمها. في العصور القديمة، قبل ظهور السفن المحيطية الموثوقة، كانت هذه الشبكة النفسية في كثير من الأحيان هي شريان الحياة الوحيد الذي يتعين على دول المدن أن تؤكد وجود ورفاهية بعضها البعض.

وقفت الشخصيتان الدينيتان بجانب حفرة النار المركزية في الغرفة، وانحنى رأساهما بوقار بينما ركزا على النيران المقدسة الوامضة أمامهما. في انسجام متزامن، بدأوا يرددون الاسم المقدس لسماوية العاصفة، جومونا. ومع استمرارهما في الدعاء، بدا وكأن الغرفة تستجيب.

“نحن بحاجة إلى إرسال مستمع إلى “الغرفة” للتحقيق في هذه الظاهرة، لجمع أي معلومات محتملة من جسد الملك الذي لا اسم له. في الوقت الحالي، الغرفة تحت إشراف كنيسة العاصفة الخاصة بنا. أنت وأنا من بين المرشحين المدرجين ليصبحوا المستمعين.”

الأصوات الوهمية للمياه، التي كانت تتدفق بهدوء من مصدر غير مرئي، زادت من حيث الحجم والشدة. عندما استحضرا اسم السماوية، تقاربت الأصوات الرقيقة في هدير يصم الآذان، مقلدًا صوت البحر المضطرب. أصبح الجو في الغرفة رطبًا بشكل متزايد، وشبه واضح، ولاحظت فانا أن الجداول الصغيرة التي كانت تتدفق على طول أرضية الغرفة تتحول فجأة إلى أمواج صاعدة ومضطربة.

في غضون ثوان، أصبح هذا البرج الغامض بأكمله واضحا للعيان – وهو هيكل ضخم يلوح في الأفق يتكون من حجارة شاحبة هائلة. كان هذا المبنى الضخم قاتمًا ومتقشفًا، ويشبه الهرم في قلبه وتحيط به المسلات والأبراج المروعة. لم تكن هناك دولة مدينة معروفة تتباهى بالهندسة المعمارية لهذا النمط المعين؛ كان المبنى ينضح بجو قاتم وقمعي بدا غير مضياف للحياة.

ثبتت فانا نظرتها على حفرة النار، التي بدا لهبها غير متأثر بالاضطرابات المائية الوهمية، وأغلقت عينيها وسمحت لروحها بأن تبتلعها مياه البحر الميتافيزيقية بالكامل. [**: ما وراء الطبيعة أو الماورائيات أو الميتافيزيقا ‏ هو فرع من الفلسفة يدرس جوهر الأشياء.]

“اكتبي ما تسمعيه،” أمر بصوت مشوب بإلحاح يتناقض مع رباطة جأشه. كان الأمر مقتضبًا، لكن في إيجازه هناك قدر كبير من المسؤولية. مهما كانت الرسائل التي ستسمعها في القبر، فمن المرجح أن تكون ذات أهمية كبيرة – ليس لها فقط، ولكن ربما للعالم بأسره.

اختفى الإحساس الأولي بالبرد بسرعة. وعندما أعادت فتح عينيها، لم تجد نفسها بعد الآن في الغرفة المحصورة المبنية بالحجارة والمصممة لتقليد الكهف المغمور بالمياه. وبدلاً من ذلك، نقل وعيها إلى ساحة فوضوية واسعة بشكل غير مفهوم. أعمدة شاهقة، كل منها نصب تذكاري للجلالة السماوية، تمتد على مد البصر. بدت قممها مكسورة أو مجزأة كما لو أنها تحطمت وانتشرت في السماء أعلاه. كان يطفو فوق هذه الساحة الكبرى نهر ضبابي من الضوء، يحجب شيئًا بعيد جدًا وغامضًا لدرجة أنه يقع خارج نطاق الفهم الفاني.

في غضون ثوان، أصبح هذا البرج الغامض بأكمله واضحا للعيان – وهو هيكل ضخم يلوح في الأفق يتكون من حجارة شاحبة هائلة. كان هذا المبنى الضخم قاتمًا ومتقشفًا، ويشبه الهرم في قلبه وتحيط به المسلات والأبراج المروعة. لم تكن هناك دولة مدينة معروفة تتباهى بالهندسة المعمارية لهذا النمط المعين؛ كان المبنى ينضح بجو قاتم وقمعي بدا غير مضياف للحياة.

استجمعت فانا رباطة جأشها وقامت بمسح الساحة الواسعة. كانت مليئة بأشكال غامضة، تم اختزال أشكالها إلى مجرد صور ظلية سوداء محددة بضوء أثيري خافت. على الرغم من أن وجوههم محجوبة، إلا أنها تمكنت من التعرف على كل فرد من خلال الهالات المميزة التي تشع منهم. كان هؤلاء أتباعًا مخلصين لسماوية العاصفة، ينحدرون من دول مدن مختلفة وبعضهم حتى من كاتدرائية العاصفة الكبرى التي أبحرت في البحر اللامحدود.

مع انحناءة أخيرة محترمة نحو تمثال جومونا، دارت فانا وتبعت رئيس الأساقفة. سارا معًا في الممر، وكان ضوء المصباح يومض بشكل مخيف أثناء تقدمهما إلى أعماق الكاتدرائية القديمة. وأخيرًا، وصلا إلى غرفة منعزلة في نهاية الردهة.

كان من المفهوم أنه يمكن اختيار “القديسين” فقط ليكونوا “مستمعين”، وذلك في المقام الأول لأن بعض “الأصوات” السماوية لا يمكن فهمها إلا من قبل هؤلاء الأفراد المتقدمين روحياً دون فقدان سلامة الرسالة.

الأصوات الوهمية للمياه، التي كانت تتدفق بهدوء من مصدر غير مرئي، زادت من حيث الحجم والشدة. عندما استحضرا اسم السماوية، تقاربت الأصوات الرقيقة في هدير يصم الآذان، مقلدًا صوت البحر المضطرب. أصبح الجو في الغرفة رطبًا بشكل متزايد، وشبه واضح، ولاحظت فانا أن الجداول الصغيرة التي كانت تتدفق على طول أرضية الغرفة تتحول فجأة إلى أمواج صاعدة ومضطربة.

وبينما تفكر في هذا، بدأت شخصية غامضة مألوفة تنجرف نحوها. حتى قبل أن يتحدث، تعرفت عليه فانا على أنه رئيس الأساقفة فالنتين، والذي تحدد من خلال توقيع الطاقة المحدد الذي ربطته به على مر السنين. وبدا رئيس الأساقفة محرجا إلى حد ما. “يبدو أنني آخر من يصل مرة أخرى، تمامًا كما حدث في اجتماعنا السابق.”

في الوقت نفسه، رفع كل من فانا وفالنتين أعينهما ليشهدا ظاهرة غير عادية: بدأت الأرض في وسط الساحة في الارتفاع. بدأ الطوب الحجري القديم، الذي بدا ثابتًا مثل الأرض نفسها، في التموج مثل سطح البركة الذي أزعجه حجر مرمي. صعودًا سريعًا عبر هذه الموجات المتموجة من الحجر، كانت قمة شاحبة هي أول من كسر السطح، وسرعان ما تبعتها جدران مائلة وأعمدة قديمة مصنوعة من نفس المادة الشاحبة.

فكرت فانا بصوت عالٍ، “هل يقيم القديسون من دول المدن الأخرى بشكل دائم في غرف مثل غرفنا؟ في اللحظة التي يصدر فيها إصدار الاستدعاء، يبدو أن نصفهم يمكنهم التجمع هنا في غضون عشر دقائق. ”

وبينما وقفت فانا ورئيس الأساقفة فالنتاين في الغرفة، انغلقت الأبواب المعدنية الثقيلة خلفهما ببطء محدثة صوت ارتطام مكتوم. بدأت الأحرف الرونية المعقدة المنقوشة على الأسطح المعدنية الداكنة للأبواب تنبض بالحياة كما لو كانت تمتلكها قوة حياة خاصة بها. لقد تشابكوا وتشابكوا في رقصة معقدة، مما أدى إلى إغلاق الغرفة بشكل مثالي من أي تأثيرات خارجية.

بضحكة مكتومة، هز فالنتين رأسه. “كما تعلمين، منذ أن قام القديس فورلسون بتسجيل كلمة “الأول” بجوار اسمه في قائمة الحضور قبل حوالي عشرين عامًا، أصبحت هذه المنافسة السخيفة للوصول مبكرًا هي الاتجاه السائد. أنا بصراحة لا أفهم ذلك. السماوية لا تمنح بركات إضافية لمجرد الالتزام بالمواعيد.”

الفصول أصبحت طويلة جدا فجاءة، كل فصل حول ال ١٨٠٠ وغالبًا هذه هي طريقة تحديد ارقام الشذوذات والرؤى..

قبل أن تتمكن فانا من الرد، تردد صدى صوت مدو مفاجئ من أقصى نهاية الساحة، مما عطل أفكارها وأوقف فجأة المناقشات الغامضة بين تجمع القديسين.

لم تكن فانا غريبة على هذه الغرفة الفريدة. وباعتبارها محققة تتمتع بسلطة متساوية مع رئيس الأساقفة فالنتين داخل الدولة المدينة، فقد مُنحت أيضًا امتياز استخدام هذه الغرفة باعتبارها “بوابة نفسية”. كانت هذه الغرفة المتواضعة على ما يبدو في الواقع منشأة متخصصة، وبمثابة نقطة انطلاق لبناء قنوات أو أنفاق نفسية إلى عوالم بعيدة.

في الوقت نفسه، رفع كل من فانا وفالنتين أعينهما ليشهدا ظاهرة غير عادية: بدأت الأرض في وسط الساحة في الارتفاع. بدأ الطوب الحجري القديم، الذي بدا ثابتًا مثل الأرض نفسها، في التموج مثل سطح البركة الذي أزعجه حجر مرمي. صعودًا سريعًا عبر هذه الموجات المتموجة من الحجر، كانت قمة شاحبة هي أول من كسر السطح، وسرعان ما تبعتها جدران مائلة وأعمدة قديمة مصنوعة من نفس المادة الشاحبة.

وكانت الغرفة خالية من أي أثاث أو زخارف إضافية. تردد من حولهم صوت ناعم ومستمر لقطرات الماء، مما يضفي جوًا من الرطوبة على الجدران الرطبة بالفعل. حتى الأرضية الحجرية بدت مبللة كما لو كانت مغطاة بجداول صغيرة متعرجة. بدا الأمر وكأنه ملحق بالكاتدرائية أكثر من كونه كهفًا مخفيًا مغمورًا في أعماق المحيط.

في غضون ثوان، أصبح هذا البرج الغامض بأكمله واضحا للعيان – وهو هيكل ضخم يلوح في الأفق يتكون من حجارة شاحبة هائلة. كان هذا المبنى الضخم قاتمًا ومتقشفًا، ويشبه الهرم في قلبه وتحيط به المسلات والأبراج المروعة. لم تكن هناك دولة مدينة معروفة تتباهى بالهندسة المعمارية لهذا النمط المعين؛ كان المبنى ينضح بجو قاتم وقمعي بدا غير مضياف للحياة.

على الرغم من أن فانا قد التقت بحارس المقبرة في مناسبات سابقة، إلا أنها وجدت نفسها تحبس أنفاسها بشكل لا إرادي، وتشد عضلاتها بشكل انعكاسي تحسبًا.

بدلاً من القصر، كان من الأدق وصف هذا الهيكل العملاق بأنه قبر ضخم، وربما حتى ضريح مصمم لإيواء بقايا كيان قوي قديم.

قبل أن تتمكن فانا من الرد، تردد صدى صوت مدو مفاجئ من أقصى نهاية الساحة، مما عطل أفكارها وأوقف فجأة المناقشات الغامضة بين تجمع القديسين.

مثل أي شخص آخر متجمع في الساحة، انجذب انتباه فانا بشكل لا يقاوم إلى قاعدة هذا الهرم المذهل. كما لو كان تحت التدقيق الجماعي لأزواج لا تعد ولا تحصى من العيون الأثيرية، بدأ الباب الضخم عند مدخل القبر ينفتح ببطء شديد، ليكشف عن أي أسرار كان يخفيها منذ فترة طويلة.

هز فالنتين رأسه رسميًا، وبدد أفكارها الأولية. “إذا كان الأمر يتعلق فقط بشذوذ أو رؤية جديدة، فلن يدق جرس الكاتدرائية ثلاث مرات. لا، هذا الأمر أكثر إلحاحاً بكثير. استلمت رسالة من حفظة المقابر المقيمين في “الغرفة”. لقد أبلغوا عن شكل من أشكال النشاط غير العادي المنبثق من جسد الملك الذي لا اسم له. التفاصيل لا تزال غامضة، ولكن يبدو أن القائمة الحالية للأسماء المرتبطة بالملك تخضع لبعض التغييرات الغامضة.”

ومع افتراق الأبواب الحجرية الضخمة ذات اللون الباهت تدريجيًا، بدأ شكل شاهق في الظهور من تجاويف المقبرة المظلمة. لم يكن هذا كائنا عاديا. كان حارس قبر الملك المجهول.

وتصاعد توترها عندما أدركت أن الحارس يسير نحوها مباشرة. متجاهلاً الشخصيات الأخرى التي ملأت الساحة، واصل نهجه الذي لا يرحم حتى وقف أمامها مباشرة. كان رأسه عبارة عن نشاز من الأكفان والسلاسل، مع عين واحدة مرئية – عين تحمل نظرتها بهدوء مقلق. لم تكن فانا امرأة قصيرة بأي حال من الأحوال، ولكن على الرغم من ذلك، جعلها الحارس تبدو قزمة، حيث كان طول على الأقل رأسًا أطول.

بالنسبة لفانا، لم يكن مصطلح “الإنسان” كافيًا لوصفه. كان جسده عبارة عن خليط معقد من الأكفان. كانت هذه الأقمشة محروقة وشبه سوداء فحمية من جانب واحد، كما لو أنها شهدت دهورًا من النيران الجهنمية. النصف الآخر من جسده لم يكن في حالة أفضل – كان مقيدًا بسلاسل حديدية ثقيلة منقوشة بالرونية الداكنة التي بدت وكأنها تتلوى كما لو أنها حية. يبدو أن بعض هذه السلاسل الغريبة كانت مدمجة في جسده، وتلتف حول الأوردة النابضة وتكشف عن الأعصاب كما لو كانت مندمجة مع تكوينه البيولوجي. كان هذا الحارس عبارة عن مزيج مقلق من اللحم المتحلل، والسلاسل القمعية، والسحر الداكن العالق. بخطوات ثقيلة ومتعمدة، تقدم نحو جماعة الشخصيات الغامضة المجتمعة في الساحة الأثيرية.

كان من المفهوم أنه يمكن اختيار “القديسين” فقط ليكونوا “مستمعين”، وذلك في المقام الأول لأن بعض “الأصوات” السماوية لا يمكن فهمها إلا من قبل هؤلاء الأفراد المتقدمين روحياً دون فقدان سلامة الرسالة.

على الرغم من أن فانا قد التقت بحارس المقبرة في مناسبات سابقة، إلا أنها وجدت نفسها تحبس أنفاسها بشكل لا إرادي، وتشد عضلاتها بشكل انعكاسي تحسبًا.

الأصوات الوهمية للمياه، التي كانت تتدفق بهدوء من مصدر غير مرئي، زادت من حيث الحجم والشدة. عندما استحضرا اسم السماوية، تقاربت الأصوات الرقيقة في هدير يصم الآذان، مقلدًا صوت البحر المضطرب. أصبح الجو في الغرفة رطبًا بشكل متزايد، وشبه واضح، ولاحظت فانا أن الجداول الصغيرة التي كانت تتدفق على طول أرضية الغرفة تتحول فجأة إلى أمواج صاعدة ومضطربة.

وتصاعد توترها عندما أدركت أن الحارس يسير نحوها مباشرة. متجاهلاً الشخصيات الأخرى التي ملأت الساحة، واصل نهجه الذي لا يرحم حتى وقف أمامها مباشرة. كان رأسه عبارة عن نشاز من الأكفان والسلاسل، مع عين واحدة مرئية – عين تحمل نظرتها بهدوء مقلق. لم تكن فانا امرأة قصيرة بأي حال من الأحوال، ولكن على الرغم من ذلك، جعلها الحارس تبدو قزمة، حيث كان طول على الأقل رأسًا أطول.

“اكتبي ما تسمعيه،” أمر بصوت مشوب بإلحاح يتناقض مع رباطة جأشه. كان الأمر مقتضبًا، لكن في إيجازه هناك قدر كبير من المسؤولية. مهما كانت الرسائل التي ستسمعها في القبر، فمن المرجح أن تكون ذات أهمية كبيرة – ليس لها فقط، ولكن ربما للعالم بأسره.

“يمكنك أن تدخل القبر،” قال الحارس بصوت عالٍ، وكان صوته يحمل كشطًا مزعجًا كما لو أن فعل الكلام ذاته كان صراعًا من أجل جثة ماتت منذ زمن طويل. وبينما يتحدث، رفع ما بدا أنه يده اليمنى – وهي أطراف متفحمة شبه هيكلية – وكان يحمل فيها قلم ريشة مع لفافة من الرق البالية.

أجابت فانا بهدوء، وهي تحافظ على رباطة جأشها، “متى سنغادر؟”

“اكتبي ما تسمعيه،” أمر بصوت مشوب بإلحاح يتناقض مع رباطة جأشه. كان الأمر مقتضبًا، لكن في إيجازه هناك قدر كبير من المسؤولية. مهما كانت الرسائل التي ستسمعها في القبر، فمن المرجح أن تكون ذات أهمية كبيرة – ليس لها فقط، ولكن ربما للعالم بأسره.

على الرغم من أن فانا قد التقت بحارس المقبرة في مناسبات سابقة، إلا أنها وجدت نفسها تحبس أنفاسها بشكل لا إرادي، وتشد عضلاتها بشكل انعكاسي تحسبًا.


الفصول أصبحت طويلة جدا فجاءة، كل فصل حول ال ١٨٠٠
وغالبًا هذه هي طريقة تحديد ارقام الشذوذات والرؤى..

“المحققة فانا،” كسر صوت فالنتين العميق الصمت عندما استدار لمواجهتها. “أصدر أمر باستدعاء المستمع مباشرة من كاتدرائية العاصفة الكبرى.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

قبل أن تتمكن فانا من الرد، تردد صدى صوت مدو مفاجئ من أقصى نهاية الساحة، مما عطل أفكارها وأوقف فجأة المناقشات الغامضة بين تجمع القديسين.

الأصوات الوهمية للمياه، التي كانت تتدفق بهدوء من مصدر غير مرئي، زادت من حيث الحجم والشدة. عندما استحضرا اسم السماوية، تقاربت الأصوات الرقيقة في هدير يصم الآذان، مقلدًا صوت البحر المضطرب. أصبح الجو في الغرفة رطبًا بشكل متزايد، وشبه واضح، ولاحظت فانا أن الجداول الصغيرة التي كانت تتدفق على طول أرضية الغرفة تتحول فجأة إلى أمواج صاعدة ومضطربة.

 

الفصول أصبحت طويلة جدا فجاءة، كل فصل حول ال ١٨٠٠ وغالبًا هذه هي طريقة تحديد ارقام الشذوذات والرؤى..

الفصول أصبحت طويلة جدا فجاءة، كل فصل حول ال ١٨٠٠ وغالبًا هذه هي طريقة تحديد ارقام الشذوذات والرؤى..

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط