نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 104

ملاحظات

ملاحظات

الفصل 104 “ملاحظات”

رق يعني ورقة او مستند…

عندما وقفت فانا هناك، قبلت بلطف الريشة والمخطوطة التي سلمها لها الشخص الغامض المعروف باسم حارس القبر. أخذت نفسًا هادئًا، وثبتت أعصابها بوعي قبل أن تتجرأ على طرح سؤالها التالي.

ومع ذلك، تواجد فضول عابر في ذهنها. وكانت قد سمعت أن الأروقة امتلأت برسائل من سبقوها، لكن ما رأته لم يكن سوى تلك الرسائل التحذيرية. أين كانت خدوش وخربشات أولئك الذين أصيبوا بالجنون، أو أولئك الذين فقدوا كل أمل، أو أولئك الذين صرخوا في الفراغ في يأس مطلق؟

“كم من الوقت لدي داخل القبر؟” استفسرت فانا ورفعت عينيها لتنظر إلى الحارس الغامض.

تمكنت فانا من رفع نفسها إلى وضعية الجلوس، وشعرت كما لو أنها استنزفت كل حيويتها. خيم ضباب باهت على عقلها، لكن الضباب بدأ ينقشع، مما سمح لقوتها ووضوحها بالتسرب مرة أخرى. “كم من الوقت كنت في الداخل؟” استفسرت.

أمال حارس القبر رأسه قليلاً إلى الأسفل كما لو يقيس مرونة وثبات الروح التي تقف أمامه. وأخيرًا، أجاب بإجابة مقلقة، “مجرد لحظة أو دهر كامل.”

رق يعني ورقة او مستند…

يبدو أن رده المبهم يشير إلى أن المعلومات القادمة من داخل القبر ستكون موجزة ولكنها ذات أهمية كبيرة. كما ألمح الجواب أيضًا إلى الخطر الكامن في الكشف عن “الأصل”؛ يمكن أن يكون مصدرًا محفوفًا بالمخاطر لدرجة أن مجرد الاستماع إليه قد يؤدي إلى وفاة الشخص.

تمكنت فانا من رفع نفسها إلى وضعية الجلوس، وشعرت كما لو أنها استنزفت كل حيويتها. خيم ضباب باهت على عقلها، لكن الضباب بدأ ينقشع، مما سمح لقوتها ووضوحها بالتسرب مرة أخرى. “كم من الوقت كنت في الداخل؟” استفسرت.

أومأت فانا بمهارة، وتجنبت نظرتها لحارس القبر وبدأت في السير نحو القبر المهيب الذي يقع على بعد مسافة قصيرة. تبعها الحارس عن كثب، وهو يجر سلاسل حديدية داكنة اللون كانت قد تعفنت. أثناء تحركهم، احتكت السلاسل بالأرض، مما أدى إلى إصدار صوت خشن ومزعج. كانت الظلال المتجمعة في الساحة تراقب في صمت مهيب اقتراب فانا، التي اختيرت، من القبر.

يبدو أن رده المبهم يشير إلى أن المعلومات القادمة من داخل القبر ستكون موجزة ولكنها ذات أهمية كبيرة. كما ألمح الجواب أيضًا إلى الخطر الكامن في الكشف عن “الأصل”؛ يمكن أن يكون مصدرًا محفوفًا بالمخاطر لدرجة أن مجرد الاستماع إليه قد يؤدي إلى وفاة الشخص.

عند وصولها إلى المدخل الكبير، توقفت فانا ونظرت إلى الأبواب الحجرية الشاهقة التي تنضح بطاقة قديمة ومقفرة، وتلمس شيئًا عميقًا داخل روحها.

بدا الشكل وكأنه ذكر وطويل بشكل غير عادي. قيدت أطرافه بالسلاسل بإحكام، وغُطى الجزء العلوي من جسده بفراء أسود سميك أعطاه مظهرًا حيوانيًا. وكانت قدماه ملتوية ومعقدة، وتشبه أطراف الحيوانات المشوهة المتفحمة وتركت لتتفاقم. على الرغم من شكله البشع، لم يُبدِ الشخص مقطوع الرأس أي رد فعل على وجود فانا.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها لهذا القبر الغامض أثناء تجمعات الظواهر النفسية، ولكنها المرة الأولى التي تُختير فيها كـ “مستمعة”.

أغلقت الأرض وراءها الأبواب الحجرية الثقيلة، وأغلقت عليها في الداخل، في حين تبدد وجود حارس القبر كما لو كانت جدران القبر نفسها ممتصة. مرة أخرى، أصبح الحارس القديم جزءًا أثيريًا من جوهر القبر، حيث يراقب كل حركة ونوايا فانا من خلال اتصال غير مرئي وغير معلن.

يُعرف هذا الهيكل القديم باسم الرؤية 004، “قبر الملك الذي لا اسم له”، ولم يكن خاضعًا لأي منظمة دينية محددة. بل مشروع مشترك تشرف عليه مؤسسات أرثوذكسية مختلفة. ومن الناحية المعمارية، فهو يحمل الخصائص المميزة لمملكة كريت القديمة. كما تدعم الأدلة الأثرية والتاريخية الموجودة فكرة أن هذا القبر كان من بقايا تلك الحقبة الغابرة. وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن لأحد أن يقول بشكل قاطع من الذي بناه أو لماذا تحول هذا القبر القديم إلى ما يسمى “الرؤية”.

وما كان معروفًا هو أن سيد هذا القبر كان يرسل رسائل بشكل متقطع إلى العالم الخارجي. غالبًا ما كانت هذه الرسائل قاتلة للأشخاص العاديين بسبب شكل من أشكال التلوث الذي تحمله. ومع ذلك، فقد كانت أيضًا دقيقة بشكل لا يصدق، حيث قدمت تفاصيل دقيقة حول مختلف الشذوذات ورؤى القوة العظمى.

يُعرف هذا الهيكل القديم باسم الرؤية 004، “قبر الملك الذي لا اسم له”، ولم يكن خاضعًا لأي منظمة دينية محددة. بل مشروع مشترك تشرف عليه مؤسسات أرثوذكسية مختلفة. ومن الناحية المعمارية، فهو يحمل الخصائص المميزة لمملكة كريت القديمة. كما تدعم الأدلة الأثرية والتاريخية الموجودة فكرة أن هذا القبر كان من بقايا تلك الحقبة الغابرة. وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن لأحد أن يقول بشكل قاطع من الذي بناه أو لماذا تحول هذا القبر القديم إلى ما يسمى “الرؤية”.

عندما يرغب سيد القبر في التواصل، يظهر “حارس القبر” لاختيار مستمع للدخول. كان الحارس نفسه جزءًا لا يتجزأ من الرؤية 004. ولأنه ليس له اسم ومقيد بواجب رسمي، فقد قام بحماية أسرار القبر الغامضة. لقد اختار في المقام الأول النفوس التي كانت حاضرة بالقرب من ساحة التجمع لهذه المهمة الجليلة. إذا لم يكن هناك أفراد مناسبون في مكان قريب، فإن الحارس لديه القدرة على اختيار شخص ما من أي مكان في العالم.

بدا الشكل وكأنه ذكر وطويل بشكل غير عادي. قيدت أطرافه بالسلاسل بإحكام، وغُطى الجزء العلوي من جسده بفراء أسود سميك أعطاه مظهرًا حيوانيًا. وكانت قدماه ملتوية ومعقدة، وتشبه أطراف الحيوانات المشوهة المتفحمة وتركت لتتفاقم. على الرغم من شكله البشع، لم يُبدِ الشخص مقطوع الرأس أي رد فعل على وجود فانا.

في العصر الذي سبق أن فهم الناس نمط وخصائص الرؤية 004، أودت عملية الاختيار العشوائي هذه بحياة المئات، إن لم يكن الآلاف. لم تكسر هذه الدورة المروعة أخيرًا إلا بعد ظهور قديس بالفطرة منذ آلاف السنين.

تجاوز عقلها بشكل غريزي التحذيرات القديمة التي تركها المستمعون السابقون:

لقد منح القديس الذي خرج على قيد الحياة من قبر الملك المجهول للعالم أول هدية من “الملك المجهول” الغامض: قائمة افتتاحية توضح بالتفصيل العديد من الشذوذات والرؤى. على الرغم من أنه كان معروفًا بشكل عام أن هذه القائمة وتصنيف الأحداث الخارقة نشأ من مملكة كريت القديمة، إلا أن الطريقة التي دخلت بها هذه المعرفة إلى العالم – عبر الرؤية 004 – كانت بمثابة الوحي. استغرق الأمر مئات المحاولات الفاشلة قبل أن ترسل القائمة بنجاح إلى العالم.

يُعرف هذا الهيكل القديم باسم الرؤية 004، “قبر الملك الذي لا اسم له”، ولم يكن خاضعًا لأي منظمة دينية محددة. بل مشروع مشترك تشرف عليه مؤسسات أرثوذكسية مختلفة. ومن الناحية المعمارية، فهو يحمل الخصائص المميزة لمملكة كريت القديمة. كما تدعم الأدلة الأثرية والتاريخية الموجودة فكرة أن هذا القبر كان من بقايا تلك الحقبة الغابرة. وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن لأحد أن يقول بشكل قاطع من الذي بناه أو لماذا تحول هذا القبر القديم إلى ما يسمى “الرؤية”.

فقط بعد هذا الحدث المحوري، بدأت المنظمات الدينية في التعامل بشكل استباقي مع القبر. ومن خلال سلسلة من التجمعات النفسية، بدأوا في إرسال القديسين ليكونوا بمثابة “مستمعين”، وبالتالي اكتشفوا طريقة للاستفادة من هذه الرؤية القديمة بطريقة آمنة نسبيًا للتفاعل البشري.

الفصل 104 “ملاحظات”

“ادخل القبري؛ استعدي للاستماع،” ردد صوت حارس القبر العميق والخشن من خلف فانا. دخلت بخطوة محسوبة إلى الأمام.

وما كان معروفًا هو أن سيد هذا القبر كان يرسل رسائل بشكل متقطع إلى العالم الخارجي. غالبًا ما كانت هذه الرسائل قاتلة للأشخاص العاديين بسبب شكل من أشكال التلوث الذي تحمله. ومع ذلك، فقد كانت أيضًا دقيقة بشكل لا يصدق، حيث قدمت تفاصيل دقيقة حول مختلف الشذوذات ورؤى القوة العظمى.

أغلقت الأرض وراءها الأبواب الحجرية الثقيلة، وأغلقت عليها في الداخل، في حين تبدد وجود حارس القبر كما لو كانت جدران القبر نفسها ممتصة. مرة أخرى، أصبح الحارس القديم جزءًا أثيريًا من جوهر القبر، حيث يراقب كل حركة ونوايا فانا من خلال اتصال غير مرئي وغير معلن.

على طول الممر المؤدي إلى غرفة الدفن، اشتعلت الحياة في ألسنة اللهب الشاحبة على كلا الجانبين، مما أدى إلى إضاءة مخيفة. مسترشدة بنورها الشبحي، غامرت فانا بالدخول إلى القبر بشكل أعمق. اندفعت عيناها إلى الجدران المبنية من الحجارة الضخمة، حيث لاحظت علامات باهتة. يبدو أنهم قد خدشوا بأظافر بشرية.

على طول الممر المؤدي إلى غرفة الدفن، اشتعلت الحياة في ألسنة اللهب الشاحبة على كلا الجانبين، مما أدى إلى إضاءة مخيفة. مسترشدة بنورها الشبحي، غامرت فانا بالدخول إلى القبر بشكل أعمق. اندفعت عيناها إلى الجدران المبنية من الحجارة الضخمة، حيث لاحظت علامات باهتة. يبدو أنهم قد خدشوا بأظافر بشرية.

أومأت فانا بمهارة، وتجنبت نظرتها لحارس القبر وبدأت في السير نحو القبر المهيب الذي يقع على بعد مسافة قصيرة. تبعها الحارس عن كثب، وهو يجر سلاسل حديدية داكنة اللون كانت قد تعفنت. أثناء تحركهم، احتكت السلاسل بالأرض، مما أدى إلى إصدار صوت خشن ومزعج. كانت الظلال المتجمعة في الساحة تراقب في صمت مهيب اقتراب فانا، التي اختيرت، من القبر.

تجاوز عقلها بشكل غريزي التحذيرات القديمة التي تركها المستمعون السابقون:

كان الأمر كما لو أن الرق، مثلها، قد تحمل ثقل ممر عبر العوالم، وحافظ على شكله الخاص من التآكل الغامض. ومع ذلك، فقد حيمل رسالة، غامضة ومقلقة، لكنها مع ذلك رسالة – دليل أو تحذير من القبر القديم. وبينما تحدق في هذا النص الغامض، تدفق سيل من الأسئلة والتداعيات عبر عقلها، مما جعلها مفتونة ومضطربة في آن واحد.

“استمري بشكل مستقيم، ولا تنظري إلى الوراء أبدًا.”

يُعرف هذا الهيكل القديم باسم الرؤية 004، “قبر الملك الذي لا اسم له”، ولم يكن خاضعًا لأي منظمة دينية محددة. بل مشروع مشترك تشرف عليه مؤسسات أرثوذكسية مختلفة. ومن الناحية المعمارية، فهو يحمل الخصائص المميزة لمملكة كريت القديمة. كما تدعم الأدلة الأثرية والتاريخية الموجودة فكرة أن هذا القبر كان من بقايا تلك الحقبة الغابرة. وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن لأحد أن يقول بشكل قاطع من الذي بناه أو لماذا تحول هذا القبر القديم إلى ما يسمى “الرؤية”.

“لا تسألي حارس القبر عن هوية أو اسم سيد القبر.”

“لا تركضي، لا تصرخي، لا تصلي إلى أي سماوي.”

وبينما يفعل ذلك، اهتزت الأرض تحته بصوت عالٍ، وبدأ الهيكل الحجري الضخم للمقبرة في الغرق كما لو أن الأرض ابتلعت. وفي غضون لحظات، اختفت تمامًا في أرضية الساحة، تاركة فانا غارقة في مزيج من الارتياح والارتباك والرهبة.

“حافظي على التواضع والخشوع، ولكن لا تركعي.”

“فقط لحظة،” أجاب ظل آخر، الذي أشار صوته المهيب إلى أنهم قديسون ذوو احترام كبير. “لقد دخلت عبر البوابة؛ لقد أُغلق الباب للحظة قصيرة، ثم عاودت الظهور بنفس السرعة التي دخلت بها تقريبًا.”

“لا تتكلمي بعد دخول حجرة الدفن.”

“انت مستيقظة؛ ارحلي الآن،” جاء صوت حارس القبر فجأة من بجانبها. مندهشة، كافحت فانا لرفع رأسها. عندما أعادت عينيها التركيز، أدركت أنها عادت عند مدخل الرؤية 004. من زاوية عينها، ألقت نظرة خاطفة على حارس القبر الطويل وهو يبتعد ليدخل القبر مرة أخرى.

وقد وثقت هذه التحذيرات في نصوص مقدسة، ودرست بعناية وحفظها من قبل القديسين من مختلف الطوائف الدينية. عرفتهم فانا مثل ظهر يدها؛ لقد كانت خطيئة محرمة أن تنسى ولو سطرًا واحدًا.

“لا تسألي حارس القبر عن هوية أو اسم سيد القبر.”

ومع ذلك، تواجد فضول عابر في ذهنها. وكانت قد سمعت أن الأروقة امتلأت برسائل من سبقوها، لكن ما رأته لم يكن سوى تلك الرسائل التحذيرية. أين كانت خدوش وخربشات أولئك الذين أصيبوا بالجنون، أو أولئك الذين فقدوا كل أمل، أو أولئك الذين صرخوا في الفراغ في يأس مطلق؟

الفصل 104 “ملاحظات”

الطبيعة البشرية ليست فريدة؛ إنها متعددة الأوجه ومعقدة. قبل أن تسيطر المنظمات الدينية على العملية المتعلقة بالرؤية 004، كان القبر قد ابتلع مئات، إن لم يكن الآلاف، من الأرواح. ومن بين هؤلاء، لا بد أن البعض قد استسلم للجنون، ولا بد أن البعض ألقى اللوم على العالم أو السماويين، ولا بد أن البعض كتب رسائل مسعورة، أو لعنات، أو حتى إهانات على هذه الجدران ذاتها. ومع ذلك، فإن كل ما رأته فانا كان رسائل تحذير وإرشاد، كما لو كانت منسقة بعناية، أو كما لو أن القبر نفسه لديه طريقة لاختيار الرسائل التي ستبقى وأيها ستمحى.

“لا تسألي حارس القبر عن هوية أو اسم سيد القبر.”

كان الانطباع الذي حصلت عليه فانا هو أنه فقط تلك النفوس ذات العزيمة التي لا تتزعزع والروح النبيلة هي التي سُمح لها بترك بصماتها في هذا الممر. بينما شعرت بألم من الفضول وفكرت في سؤال حارس القبر عن ذلك، اختارت عدم القيام بذلك. على الرغم من أن القواعد سمحت لها من الناحية الفنية بالتحدث معه خلال هذه المرحلة من الرحلة، وكان هو نفسه معروفًا بالإجابة على الأسئلة في الماضي، إلا أن فانا تظهر لأول مرة كمستمعة. لم تكن تريد المخاطرة بانتهاك أي آداب غير مرئية أو التسبب في عواقب غير متوقعة.

وبينما يفعل ذلك، اهتزت الأرض تحته بصوت عالٍ، وبدأ الهيكل الحجري الضخم للمقبرة في الغرق كما لو أن الأرض ابتلعت. وفي غضون لحظات، اختفت تمامًا في أرضية الساحة، تاركة فانا غارقة في مزيج من الارتياح والارتباك والرهبة.

رافقها جو من الجاذبية عندما وصلت إلى نهاية الممر. الضوء الخافت الذي بالكاد نجح في اجتياز الكآبة أمامها يشير إلى أنها وصلت إلى وجهتها النهائية – “غرفة الملك الذي لا اسم له”.

فقط بعد هذا الحدث المحوري، بدأت المنظمات الدينية في التعامل بشكل استباقي مع القبر. ومن خلال سلسلة من التجمعات النفسية، بدأوا في إرسال القديسين ليكونوا بمثابة “مستمعين”، وبالتالي اكتشفوا طريقة للاستفادة من هذه الرؤية القديمة بطريقة آمنة نسبيًا للتفاعل البشري.

عند عبور العتبة الحجرية التي تميز مدخل الغرفة، وجدت فانا نفسها في غرفة كهفية على شكل هرم. كانت جدرانه مائلة إلى الداخل ومحفورة بتصميمات غامضة ومراوغة. صفان من المواقد المعدنية ذات اللون البني الداكن يحيطان بالمدخل. احتوى كل نحاس على لهب شاحب ينبعث منها أعمدة رقيقة من الدخان. ومن الملحوظ غياب أي توابيت أونعوش في الغرفة. وبدلا من ذلك، كانت القطعة المركزية عبارة عن عرش حجري منفرد. وجلس عليه سيد القبر، جثة مقطوعة الرأس.

على طول الممر المؤدي إلى غرفة الدفن، اشتعلت الحياة في ألسنة اللهب الشاحبة على كلا الجانبين، مما أدى إلى إضاءة مخيفة. مسترشدة بنورها الشبحي، غامرت فانا بالدخول إلى القبر بشكل أعمق. اندفعت عيناها إلى الجدران المبنية من الحجارة الضخمة، حيث لاحظت علامات باهتة. يبدو أنهم قد خدشوا بأظافر بشرية.

بدا الشكل وكأنه ذكر وطويل بشكل غير عادي. قيدت أطرافه بالسلاسل بإحكام، وغُطى الجزء العلوي من جسده بفراء أسود سميك أعطاه مظهرًا حيوانيًا. وكانت قدماه ملتوية ومعقدة، وتشبه أطراف الحيوانات المشوهة المتفحمة وتركت لتتفاقم. على الرغم من شكله البشع، لم يُبدِ الشخص مقطوع الرأس أي رد فعل على وجود فانا.

تمكنت فانا من رفع نفسها إلى وضعية الجلوس، وشعرت كما لو أنها استنزفت كل حيويتها. خيم ضباب باهت على عقلها، لكن الضباب بدأ ينقشع، مما سمح لقوتها ووضوحها بالتسرب مرة أخرى. “كم من الوقت كنت في الداخل؟” استفسرت.

وبالاعتماد على تدريبها، سارعت فانا إلى فتح رقها وتجهيز ريشتها. عززت حواسها تحسبًا للتلوث النفسي المحتمل، حتى وهي تستعد لتسجيل أي رسالة على وشك تلقيها.

لقد منح القديس الذي خرج على قيد الحياة من قبر الملك المجهول للعالم أول هدية من “الملك المجهول” الغامض: قائمة افتتاحية توضح بالتفصيل العديد من الشذوذات والرؤى. على الرغم من أنه كان معروفًا بشكل عام أن هذه القائمة وتصنيف الأحداث الخارقة نشأ من مملكة كريت القديمة، إلا أن الطريقة التي دخلت بها هذه المعرفة إلى العالم – عبر الرؤية 004 – كانت بمثابة الوحي. استغرق الأمر مئات المحاولات الفاشلة قبل أن ترسل القائمة بنجاح إلى العالم.

ثم، وبدون سابق إنذار، تغير محيطها بشكل كبير. وجدت فانا نفسها ملقاة على الأرض في ساحة التجمع. وتخللت المنطقة أعمدة شاهقة ومجزأة، وربطت السماء المضطربة بالأرض المتصدعة. وعلى مسافة بعيدة، استطاعت رؤية مجموعات من الشخصيات الغامضة تقترب، ويبدو أن أحدهم هو رئيس الأساقفة فالنتين.

 

“انت مستيقظة؛ ارحلي الآن،” جاء صوت حارس القبر فجأة من بجانبها. مندهشة، كافحت فانا لرفع رأسها. عندما أعادت عينيها التركيز، أدركت أنها عادت عند مدخل الرؤية 004. من زاوية عينها، ألقت نظرة خاطفة على حارس القبر الطويل وهو يبتعد ليدخل القبر مرة أخرى.

وما كان معروفًا هو أن سيد هذا القبر كان يرسل رسائل بشكل متقطع إلى العالم الخارجي. غالبًا ما كانت هذه الرسائل قاتلة للأشخاص العاديين بسبب شكل من أشكال التلوث الذي تحمله. ومع ذلك، فقد كانت أيضًا دقيقة بشكل لا يصدق، حيث قدمت تفاصيل دقيقة حول مختلف الشذوذات ورؤى القوة العظمى.

وبينما يفعل ذلك، اهتزت الأرض تحته بصوت عالٍ، وبدأ الهيكل الحجري الضخم للمقبرة في الغرق كما لو أن الأرض ابتلعت. وفي غضون لحظات، اختفت تمامًا في أرضية الساحة، تاركة فانا غارقة في مزيج من الارتياح والارتباك والرهبة.

“فقط لحظة،” أجاب ظل آخر، الذي أشار صوته المهيب إلى أنهم قديسون ذوو احترام كبير. “لقد دخلت عبر البوابة؛ لقد أُغلق الباب للحظة قصيرة، ثم عاودت الظهور بنفس السرعة التي دخلت بها تقريبًا.”

قبل أن تتمكن فانا حتى من فهم التسلسل السريع للأحداث، كانت مجموعة من الشخصيات الغامضة قد اقتربت منها بالفعل. كان الصوت الذي كسر حاجز الصمت هو صوت رئيس الأساقفة فالنتين، الذي بدا وكأن نبرة القلق العميق تنبعث منه. “فانا، هل أنتِ بخير؟ لقد شاهدتك تخرجين من القبر، ثم اصبتي بالإغماء على الفور تقريبًا عندما وطأت قدمك خارج عتبته.”

الطبيعة البشرية ليست فريدة؛ إنها متعددة الأوجه ومعقدة. قبل أن تسيطر المنظمات الدينية على العملية المتعلقة بالرؤية 004، كان القبر قد ابتلع مئات، إن لم يكن الآلاف، من الأرواح. ومن بين هؤلاء، لا بد أن البعض قد استسلم للجنون، ولا بد أن البعض ألقى اللوم على العالم أو السماويين، ولا بد أن البعض كتب رسائل مسعورة، أو لعنات، أو حتى إهانات على هذه الجدران ذاتها. ومع ذلك، فإن كل ما رأته فانا كان رسائل تحذير وإرشاد، كما لو كانت منسقة بعناية، أو كما لو أن القبر نفسه لديه طريقة لاختيار الرسائل التي ستبقى وأيها ستمحى.

تمكنت فانا من رفع نفسها إلى وضعية الجلوس، وشعرت كما لو أنها استنزفت كل حيويتها. خيم ضباب باهت على عقلها، لكن الضباب بدأ ينقشع، مما سمح لقوتها ووضوحها بالتسرب مرة أخرى. “كم من الوقت كنت في الداخل؟” استفسرت.

“فقط لحظة،” أجاب ظل آخر، الذي أشار صوته المهيب إلى أنهم قديسون ذوو احترام كبير. “لقد دخلت عبر البوابة؛ لقد أُغلق الباب للحظة قصيرة، ثم عاودت الظهور بنفس السرعة التي دخلت بها تقريبًا.”

“كم من الوقت لدي داخل القبر؟” استفسرت فانا ورفعت عينيها لتنظر إلى الحارس الغامض.

توقفت فانا، مصعوقة، لتستوعب ما سمعته للتو. وهنا تدخل رئيس الأساقفة فالنتين مرة أخرى قائلاً، “وماذا عن الرق؟ هل سجلت أي شيء؟”

 

“آه، نعم، الرق!” انقطع عقل فانا إلى اليقظة الكاملة. وتذكرت أنها كانت تمسك بشيء في يدها. رفعت يدها وهي ترتعش بأصابعها، لكن ما رأته بعد ذلك تركها مشلولة وغير مصدقة.

“لا تسألي حارس القبر عن هوية أو اسم سيد القبر.”

لقد تحول المخطوطة، التي كانت تتذكرها بوضوح على أنها قطعة كاملة من الورق، إلى مجرد قطعة من الورق، لسبب غير مفهوم، كما لو أن الزمن أو قوة غير معروفة قد حولتها إلى قطعة صغيرة. يبلغ طول هذا الشريط الصغير بضعة سنتيمترات فقط، ويحتوي على ما يبدو أنه مزيج محموم من الأرقام والحروف: “الشذوذ 099 – الدمية.” [**: اوه شيت، يا لقوتك يا دنكان!]

كان الأمر كما لو أن الرق، مثلها، قد تحمل ثقل ممر عبر العوالم، وحافظ على شكله الخاص من التآكل الغامض. ومع ذلك، فقد حيمل رسالة، غامضة ومقلقة، لكنها مع ذلك رسالة – دليل أو تحذير من القبر القديم. وبينما تحدق في هذا النص الغامض، تدفق سيل من الأسئلة والتداعيات عبر عقلها، مما جعلها مفتونة ومضطربة في آن واحد.

على طول الممر المؤدي إلى غرفة الدفن، اشتعلت الحياة في ألسنة اللهب الشاحبة على كلا الجانبين، مما أدى إلى إضاءة مخيفة. مسترشدة بنورها الشبحي، غامرت فانا بالدخول إلى القبر بشكل أعمق. اندفعت عيناها إلى الجدران المبنية من الحجارة الضخمة، حيث لاحظت علامات باهتة. يبدو أنهم قد خدشوا بأظافر بشرية.


رق يعني ورقة او مستند…

كان الانطباع الذي حصلت عليه فانا هو أنه فقط تلك النفوس ذات العزيمة التي لا تتزعزع والروح النبيلة هي التي سُمح لها بترك بصماتها في هذا الممر. بينما شعرت بألم من الفضول وفكرت في سؤال حارس القبر عن ذلك، اختارت عدم القيام بذلك. على الرغم من أن القواعد سمحت لها من الناحية الفنية بالتحدث معه خلال هذه المرحلة من الرحلة، وكان هو نفسه معروفًا بالإجابة على الأسئلة في الماضي، إلا أن فانا تظهر لأول مرة كمستمعة. لم تكن تريد المخاطرة بانتهاك أي آداب غير مرئية أو التسبب في عواقب غير متوقعة.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

تجاوز عقلها بشكل غريزي التحذيرات القديمة التي تركها المستمعون السابقون:

 

عندما وقفت فانا هناك، قبلت بلطف الريشة والمخطوطة التي سلمها لها الشخص الغامض المعروف باسم حارس القبر. أخذت نفسًا هادئًا، وثبتت أعصابها بوعي قبل أن تتجرأ على طرح سؤالها التالي.

عند وصولها إلى المدخل الكبير، توقفت فانا ونظرت إلى الأبواب الحجرية الشاهقة التي تنضح بطاقة قديمة ومقفرة، وتلمس شيئًا عميقًا داخل روحها.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط