نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 105

بعد حل المجلس

بعد حل المجلس

الفصل 105 “بعد حل المجلس”

الفصل 105 “بعد حل المجلس”

عندما عادت فانا من قبر الملك المجهول، كانت المعلومة الوحيدة التي أحضرتها معها عبارة عن رق صغير. وقد كُتب عليه كلمات غامضة: “الشذوذ 099 – الدمية”. عندما قرأت العبارة الغامضة، تحول وجهها إلى قناع من الارتباك. كان بإمكانها رؤية نفس التعبيرات المحيرة تنعكس على وجوه من حولها، بما في ذلك الأسقف فالنتاين ومجموعة من الأشباح الغامضة التي بدت وكأنها قديسين.

عندما عادت فانا من قبر الملك المجهول، كانت المعلومة الوحيدة التي أحضرتها معها عبارة عن رق صغير. وقد كُتب عليه كلمات غامضة: “الشذوذ 099 – الدمية”. عندما قرأت العبارة الغامضة، تحول وجهها إلى قناع من الارتباك. كان بإمكانها رؤية نفس التعبيرات المحيرة تنعكس على وجوه من حولها، بما في ذلك الأسقف فالنتاين ومجموعة من الأشباح الغامضة التي بدت وكأنها قديسين.

وأخيرا، وبعد صمت غير مريح، كسر أحد القديسين حالة السكون، “يبدو أن “الشذوذ الذي عرفناه بالفعل قد خضع لنوع من التغيير. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذا حدث خارج حدود ما نعتبره العالم المتحضر.”

تحدث الأسقف فالنتاين بهدوء قائلاً، “إن نسيان ما يحدث داخل القاعة ليس أمرًا غير عادي. إنها طريقة عقلك لحماية نفسه من المعرفة التي يحتمل أن تكون خطرة. ولهذا السبب يوفر حارس القبر رقًا وقلمًا من الريش للزوار لتدوين أي معلومات مهمة. ومع ذلك، فإن حقيقة قيامك بتسجيل هذه الكلمات القليلة المبهمة فقط أمر مقلق للغاية.”

أومأ قديس آخر برأسه بجدية، مضيفًا، “يجب أن يكون هذا من عمل الضائعة. قد يكون القبطان الشبح متورطًا أيضًا.”

وبعد ذلك مباشرة تقريبًا، ظهرت شخصية أخرى بجانب الرجل الطويل الصارم. كان هذا الحضور الثاني عبارة عن رجل عجوز قصير ومستدير وكانت ملامحه واضحة أيضًا بما يكفي لتمييزه. على وجهه ابتسامة لطيفة ودافئة تتناقض بشكل صارخ مع رفيقه الصارم.

تابع القديس الأول وهو لا يزال يشعر بالحزن بشكل واضح، “إن التحول من “تابوت الدمية” إلى مجرد “الدمية” ليس أمرًا تافهًا. إنه ليس مجرد تغيير طفيف في الصياغة. كان لهذا التغيير تأثير مباشر على قبر الملك الذي لا اسم له. لقد دفع ذلك حارس القبر إلى استدعاء فانا، مستمعتنا، على وجه السرعة، لإعادة هذه الرسالة.”

تابعت هيلينا قائلة، “في هذه المرحلة، لا يمكننا إلا أن نتكهن بأن التغيير من “تابوت الدمية” إلى “الدمية” مثل الشذوذ 099 مرتبط بطريقة ما بسفينة الأشباح الغامضة.” توقفت مؤقتًا، وعيناها غائمتان للحظات مع عدم اليقين. “ومع ذلك، منذ بضعة أيام فقط، عندما كنت أطلب التوجيه السماوي من اللورد…”

كان الجو مثقلاً بالقلق فيما يتحدث القديسون بأصوات منخفضة مهيبة. وأخيرا، تحولت كل العيون إلى فانا. وبوجود الأسقف فالنتاين الداعم إلى جانبها، استعادت رباطة جأشها. وقفت ونظرت إلى قطعة الرق الصغيرة التي لا تزال في يدها وقالت، “لا أستطيع أن أتذكر ما حدث داخل حجرة القبر. كل ما أتذكره هو المشي عبر ممر المدخل.”

كانت هذه الشخصية القيادية هي زعيمة كنيسة العاصفة، والممثل البشري لسماوية العاصفة جومونا، والبابا الحاكم لكاتدرائية العاصفة الكبرى. كانت نعمتها السماوية وسلطتها الروحية هائلة جدًا لدرجة أن روحها خضعت لتحول فريد من نوعه. ونتيجة لذلك، يمكن رؤية شكلها البشري الكامل بشكل ضعيف حتى في مساحة التجمع النفسي هذه. في هذا المكان، حتى “القديسين” الأقوياء، الذين تتجاوز قوتهم الروحية بكثير قوة الكائنات المتوسطة، لم يتمكنوا إلا من الحفاظ على الخطوط العريضة الغامضة الشبيهة بالبشر.

تحدث الأسقف فالنتاين بهدوء قائلاً، “إن نسيان ما يحدث داخل القاعة ليس أمرًا غير عادي. إنها طريقة عقلك لحماية نفسه من المعرفة التي يحتمل أن تكون خطرة. ولهذا السبب يوفر حارس القبر رقًا وقلمًا من الريش للزوار لتدوين أي معلومات مهمة. ومع ذلك، فإن حقيقة قيامك بتسجيل هذه الكلمات القليلة المبهمة فقط أمر مقلق للغاية.”

تابع القديس الأول وهو لا يزال يشعر بالحزن بشكل واضح، “إن التحول من “تابوت الدمية” إلى مجرد “الدمية” ليس أمرًا تافهًا. إنه ليس مجرد تغيير طفيف في الصياغة. كان لهذا التغيير تأثير مباشر على قبر الملك الذي لا اسم له. لقد دفع ذلك حارس القبر إلى استدعاء فانا، مستمعتنا، على وجه السرعة، لإعادة هذه الرسالة.”

غارقة في التفكير، نظرت فانا إلى يديها كما لو كانت تتوقع منهم تقديم إجابة. وأخيراً سألت بترد، “هل من الممكن أن أكون قد مزقت الرق بنفسي؟”

شعرت فانا بنظرة البابا الثاقبة تقع عليها.

نظر إليها الأسقف فالنتاين بحذر قبل أن يجيب، “من الناحية النظرية، من الممكن أن تكون أنت فقط. ولا يسمح لأي شخص آخر بالدخول إلى القبر. ولا يتدخل حارس القبر في دور المستمع أو مهامه، ويركز فقط على نقل الرسائل من سيد القبر، الذي يظل غير نشط بشكل عام.”

في انسجام تام، وقف جميع القديسين منتصبين، متجهين نحو مصدر الصوت. استجمعت فانا نفسها أيضًا ونظرت في هذا الاتجاه، فقط لترى امرأة ملكية واقفة هناك، وعيناها تمسحان بشكل مهيب على جماعة القديسين.

وبينما تحاول فانا التغلب على ارتباكها المتزايد، تردد صدى صوت أنثوي آمر من حافة الساحة، مما أوقف نقاشهما، “لقد انتهى وقتنا لهذا التجمع تقريبًا.”

جمعت فانا أفكارها وعواطفها بسرعة، وانحنت باحترام تجاه البابا. بدأت صورتها الظلية، جنبًا إلى جنب مع صور القديسين الآخرين، في التلاشي، وذابت في الفضاء النفسي حتى أصبحت الساحة فارغة وصامتة مرة أخرى.

في انسجام تام، وقف جميع القديسين منتصبين، متجهين نحو مصدر الصوت. استجمعت فانا نفسها أيضًا ونظرت في هذا الاتجاه، فقط لترى امرأة ملكية واقفة هناك، وعيناها تمسحان بشكل مهيب على جماعة القديسين.

وقفت المرأة بمفردها دون حضور أي من الحاضرين، وأشعت بهالة هائلة لدرجة أنها كانت ملموسة تقريبًا. على عكس الظلال الغامضة الأخرى التي جاءت من القديسين، كانت صورتها الظلية محددة بشكل أكثر وضوحًا. الأمر كما لو أن مخططها مصنوع من ظلام أكثر سمكًا، مما يسمح للمرء بتمييز ملامح وجهها تقريبًا. ما توحي به تلك الملامح هو امرأة ذات مظهر أنيق وملامح كريمة.

وبعد توقف مؤقت، ردت هيلينا بهدوء، “لقد حُفِرت في ذاكرتي – “الرؤية 005 – الضائعة”.”

لم تستطع فانا إلا أن تحني رأسها قليلاً، وغمرها شعور بالرهبة والتبجيل العميق.

أومأ لون برأسه بحكمة، “آه، في الواقع، لقد كنت أول من أبلغ عن أن الكيان المعروف باسم “الضائعة” قد تحول إلى رؤية. وفي غضون شهر، أكدت معلوماتك. لوحظ مظهر طيفي للضائعة حول محيط المقبرة الكبرى لكنيسة الموت. لقد كان حدثًا كارثيًا للغاية لدرجة أن سفينة مرافقة بانستر المبنية حديثًا، والتي لم تكن قد خضعت حتى لحفل قص الشريط الافتتاحي، قد التهمت بالكامل. ومن المفارقات أن الشيء الوحيد المتبقي هو الشريط المخصص للحفل نفسه.”

كانت هذه الشخصية القيادية هي زعيمة كنيسة العاصفة، والممثل البشري لسماوية العاصفة جومونا، والبابا الحاكم لكاتدرائية العاصفة الكبرى. كانت نعمتها السماوية وسلطتها الروحية هائلة جدًا لدرجة أن روحها خضعت لتحول فريد من نوعه. ونتيجة لذلك، يمكن رؤية شكلها البشري الكامل بشكل ضعيف حتى في مساحة التجمع النفسي هذه. في هذا المكان، حتى “القديسين” الأقوياء، الذين تتجاوز قوتهم الروحية بكثير قوة الكائنات المتوسطة، لم يتمكنوا إلا من الحفاظ على الخطوط العريضة الغامضة الشبيهة بالبشر.

وقفت المرأة بمفردها دون حضور أي من الحاضرين، وأشعت بهالة هائلة لدرجة أنها كانت ملموسة تقريبًا. على عكس الظلال الغامضة الأخرى التي جاءت من القديسين، كانت صورتها الظلية محددة بشكل أكثر وضوحًا. الأمر كما لو أن مخططها مصنوع من ظلام أكثر سمكًا، مما يسمح للمرء بتمييز ملامح وجهها تقريبًا. ما توحي به تلك الملامح هو امرأة ذات مظهر أنيق وملامح كريمة.

شعرت فانا بنظرة البابا الثاقبة تقع عليها.

وبينما كانت تستمع، شعرت فانا بأن عقلها قد استقر. لقد عرفت أن كلمات البابا لم تكن مجرد عبارات مبتذلة للتعزية؛ إذا قالتها البابا، فهذا يعني موافقة ضمنية من السماوية. لقد عادت فانا بالفعل بمعلومات لا تقدر بثمن إلى كنيسة العاصفة من قبر الملك المجهول.

“يا قديسة فانا، لقد قمت بعمل جيد،” قالت البابا، وكان صوتها يحمل السلطة والدفء المريح الذي خفف من روح فانا القلقة. “إن كمية وطبيعة المعلومات التي يمكن للمستمع أن يستخرجها من حجرة القبر هي متغيرات لا يمكننا التحكم فيها. والمعلومات التي نحضرها لا تقتصر على الكلمات التي ندونها على قطعة من الورق.”

وبينما تحاول فانا التغلب على ارتباكها المتزايد، تردد صدى صوت أنثوي آمر من حافة الساحة، مما أوقف نقاشهما، “لقد انتهى وقتنا لهذا التجمع تقريبًا.”

“أنت تقولين…” نظرت فانا للأعلى، وقد سمحت لها الجرأة المكتشفة حديثًا بالحصول على توضيح.

بتبديل التروس، نظرت بشكل مباشر إلى الشخصيتين الموقرتين أمامها. “لماذا لم ينضم إلينا فرام؟ عادة ما يستمتع بمثل هذه المشاهد الكبرى، أليس كذلك؟”

“كلما كان الرق متناثر، كلما كانت الرسالة الأكثر خطورة من سيد القبر. لا بد أن حدسك الروحي قد أرشدك إلى تدمير التفاصيل الإضافية، وبالتالي منع الحقيقة الخطيرة من أن تصبح معروفة على نطاق واسع. حتى هذه المعلومة الضئيلة تكفي لكاتدرائية العاصفة الكبرى لإعادة معايرة أفعالها المستقبلية والسعي إلى توجيه سماوي محدد من خلال الصلاة إلى سماويتنا.”

تجعدت حواجب هيلينا في عبوس، “مسائل هامة؟ ما الذي يمكن أن يفعله وهو أمر بالغ الأهمية؟”

وبينما كانت تستمع، شعرت فانا بأن عقلها قد استقر. لقد عرفت أن كلمات البابا لم تكن مجرد عبارات مبتذلة للتعزية؛ إذا قالتها البابا، فهذا يعني موافقة ضمنية من السماوية. لقد عادت فانا بالفعل بمعلومات لا تقدر بثمن إلى كنيسة العاصفة من قبر الملك المجهول.

“لقد أوكلنا المهام الحدودية إلى أيدي مختصة في الوقت الحالي،” قال لون وهو يتمايل برأسه موافقًا. “كنا مهتمين أكثر بكيفية تطور الأحداث من جانبك. يبدو أن العالم المتحضر غير مستقر، على أقل تقدير.”

ثم أعلنت البابا الأنيقة بهدوء “لقد اختتم هذا التجمع الآن. انتشروا. ستقوم كاتدرائية العاصفة الكبرى بتقييم آثار الرؤية 004 بدقة. إذا تطلب الوضع ذلك، فإما أن أصدر مرسومًا جديدًا أو أدعو جمعية أخرى للقديسين.”

واعترافًا بوجودهم، أومأت هيلينا أولاً باحترام إلى الرجل الطويل والجاد، “بانستر”، ثم التفتت لتخاطب الشخص الأقصر والمبتسم، “لون. ما الذي أتى بكمما إلى هنا؟ ألا ينبغي عليكما حماية الحدود بأسطول كنيسة الموت وأكاديمية الحقيقة؟”

جمعت فانا أفكارها وعواطفها بسرعة، وانحنت باحترام تجاه البابا. بدأت صورتها الظلية، جنبًا إلى جنب مع صور القديسين الآخرين، في التلاشي، وذابت في الفضاء النفسي حتى أصبحت الساحة فارغة وصامتة مرة أخرى.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وقفت البابا هيلينا بلا حراك وحيدة في تلك المساحة المهجورة الآن، ومحاطة بالطوب الحجري القديم المتشقق والأعمدة التي بدت وكأنها تدعم السماء. ظلت عيناها مركزتين باهتمام على المساحة الفارغة في وسط الساحة، وهي تفكر في الآثار العميقة لما حدث للتو.

غارقة في التفكير، نظرت فانا إلى يديها كما لو كانت تتوقع منهم تقديم إجابة. وأخيراً سألت بترد، “هل من الممكن أن أكون قد مزقت الرق بنفسي؟”

بعد فترة غير محددة من التأمل الهادئ، تحولت عيون هيلينا، وركزت على مكان ليس بعيدًا عن المكان الذي تقف فيه. بدا الهواء في ذلك الموقع بالذات متموجًا كما لو ألقي حجر في بركة ساكنة. في غمضة عين، تجسدت شخصية طويلة ونحيلة من التشويه.

وبعد توقف مؤقت، ردت هيلينا بهدوء، “لقد حُفِرت في ذاكرتي – “الرؤية 005 – الضائعة”.”

ومثل هيلينا، ارتدى الرجل عباءة تشير إلى مكانته الروحية العالية. والمثير للدهشة أن ملامحه كانت أيضًا مميزة بما يكفي لتمييزها – على عكس الخطوط العريضة الغامضة التي تُرى عادةً في هذه المساحة النفسية. لقد كان رجلًا مسنًا، محفورًا على محياه خطوط صارمة تتحدث عن سنوات مثقلة بالمسؤوليات الجسيمة.

“كلما كان الرق متناثر، كلما كانت الرسالة الأكثر خطورة من سيد القبر. لا بد أن حدسك الروحي قد أرشدك إلى تدمير التفاصيل الإضافية، وبالتالي منع الحقيقة الخطيرة من أن تصبح معروفة على نطاق واسع. حتى هذه المعلومة الضئيلة تكفي لكاتدرائية العاصفة الكبرى لإعادة معايرة أفعالها المستقبلية والسعي إلى توجيه سماوي محدد من خلال الصلاة إلى سماويتنا.”

وبعد ذلك مباشرة تقريبًا، ظهرت شخصية أخرى بجانب الرجل الطويل الصارم. كان هذا الحضور الثاني عبارة عن رجل عجوز قصير ومستدير وكانت ملامحه واضحة أيضًا بما يكفي لتمييزه. على وجهه ابتسامة لطيفة ودافئة تتناقض بشكل صارخ مع رفيقه الصارم.

أومأ قديس آخر برأسه بجدية، مضيفًا، “يجب أن يكون هذا من عمل الضائعة. قد يكون القبطان الشبح متورطًا أيضًا.”

واعترافًا بوجودهم، أومأت هيلينا أولاً باحترام إلى الرجل الطويل والجاد، “بانستر”، ثم التفتت لتخاطب الشخص الأقصر والمبتسم، “لون. ما الذي أتى بكمما إلى هنا؟ ألا ينبغي عليكما حماية الحدود بأسطول كنيسة الموت وأكاديمية الحقيقة؟”

 

أجاب بانستر باقتضاب، محتفظًا بسلوكه الرزين، “الحدود آمنة، وتشرف عليها أجهزة مراقبة قادرة.”

غارقة في التفكير، نظرت فانا إلى يديها كما لو كانت تتوقع منهم تقديم إجابة. وأخيراً سألت بترد، “هل من الممكن أن أكون قد مزقت الرق بنفسي؟”

“لقد أوكلنا المهام الحدودية إلى أيدي مختصة في الوقت الحالي،” قال لون وهو يتمايل برأسه موافقًا. “كنا مهتمين أكثر بكيفية تطور الأحداث من جانبك. يبدو أن العالم المتحضر غير مستقر، على أقل تقدير.”

تحول تعبير لون البهيج عادة إلى تعبير ذو جاذبية غير معهود. “أنتِ على حق تماما، هيلينا. جوهر المشكلة ليس ما تحتويه قصاصة الورق، بل ما كان مقلقًا للغاية بحيث لا يمكن تدوينه. “الحقيقة” مزعجة للغاية لدرجة أنه حتى القديس قد يشعر بأنه مضطر إلى تمزيقها، وتدمير الأدلة الموجودة عليها داخل غرفة القبر.”

“خلال الحادث الأخير مثل هذا في القبر، كان تحت مراقبة كنيسة العاصفة، أليس كذلك؟” سأل بانستر، تعبيره لا يزال غير قابل للقراءة. “منذ مائة عام، إذا كانت ذاكرتي تخدمني بشكل صحيح؟”

وبينما كانت تستمع، شعرت فانا بأن عقلها قد استقر. لقد عرفت أن كلمات البابا لم تكن مجرد عبارات مبتذلة للتعزية؛ إذا قالتها البابا، فهذا يعني موافقة ضمنية من السماوية. لقد عادت فانا بالفعل بمعلومات لا تقدر بثمن إلى كنيسة العاصفة من قبر الملك المجهول.

ردت هيلينا بنبرة باردة، “أنت تتذكر بشكل صحيح. لقد كان ذلك قبل قرن من الزمان بالضبط. لقد كنت المستمع الذي غامر بالدخول إلى القبر في ذلك الوقت، قبل وقت طويل من توليَّ قيادة كاتدرائية العاصفة الكبرى. ولا تزال ذاكرتي عن تلك الحادثة حية.”

تجعدت حواجب هيلينا في عبوس، “مسائل هامة؟ ما الذي يمكن أن يفعله وهو أمر بالغ الأهمية؟”

أضاف لون وهو يمسد لحيته متأملًا، “نعم، أتذكر تلك الحلقة جيدًا أيضًا. مثل الشابة اليوم، لقد طُردت من القبر وأنت في حالة من الارتباك. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً لاستعادة رباطة جأشك. لقد قُلصت المخطوطة التي أخذتها معك داخل الغرفة إلى قطعة صغيرة تحتوي فقط على عدد قليل من الحروف الغامضة. هيلينا، هل مازلت تتذكرين الرسالة التي تمكنت من إعادتها من القبر في ذلك اليوم؟”

تحدث الأسقف فالنتاين بهدوء قائلاً، “إن نسيان ما يحدث داخل القاعة ليس أمرًا غير عادي. إنها طريقة عقلك لحماية نفسه من المعرفة التي يحتمل أن تكون خطرة. ولهذا السبب يوفر حارس القبر رقًا وقلمًا من الريش للزوار لتدوين أي معلومات مهمة. ومع ذلك، فإن حقيقة قيامك بتسجيل هذه الكلمات القليلة المبهمة فقط أمر مقلق للغاية.”

وبعد توقف مؤقت، ردت هيلينا بهدوء، “لقد حُفِرت في ذاكرتي – “الرؤية 005 – الضائعة”.”

وبعد ذلك مباشرة تقريبًا، ظهرت شخصية أخرى بجانب الرجل الطويل الصارم. كان هذا الحضور الثاني عبارة عن رجل عجوز قصير ومستدير وكانت ملامحه واضحة أيضًا بما يكفي لتمييزه. على وجهه ابتسامة لطيفة ودافئة تتناقض بشكل صارخ مع رفيقه الصارم.

أومأ لون برأسه بحكمة، “آه، في الواقع، لقد كنت أول من أبلغ عن أن الكيان المعروف باسم “الضائعة” قد تحول إلى رؤية. وفي غضون شهر، أكدت معلوماتك. لوحظ مظهر طيفي للضائعة حول محيط المقبرة الكبرى لكنيسة الموت. لقد كان حدثًا كارثيًا للغاية لدرجة أن سفينة مرافقة بانستر المبنية حديثًا، والتي لم تكن قد خضعت حتى لحفل قص الشريط الافتتاحي، قد التهمت بالكامل. ومن المفارقات أن الشيء الوحيد المتبقي هو الشريط المخصص للحفل نفسه.”

تجعدت حواجب هيلينا في عبوس، “مسائل هامة؟ ما الذي يمكن أن يفعله وهو أمر بالغ الأهمية؟”

استمع بانستر، الزعيم الغامض لكنيسة الموت، إلى رواية لون بتعبير جامد لا يسبر غوره، ولم تخونه أي مشاعر.

وقفت المرأة بمفردها دون حضور أي من الحاضرين، وأشعت بهالة هائلة لدرجة أنها كانت ملموسة تقريبًا. على عكس الظلال الغامضة الأخرى التي جاءت من القديسين، كانت صورتها الظلية محددة بشكل أكثر وضوحًا. الأمر كما لو أن مخططها مصنوع من ظلام أكثر سمكًا، مما يسمح للمرء بتمييز ملامح وجهها تقريبًا. ما توحي به تلك الملامح هو امرأة ذات مظهر أنيق وملامح كريمة.

بدت هيلينا وكأنها تائهة للحظات كما لو أنها لم تفهم تعليقات لون القليلة الأخيرة. في التأمل العميق، كانت عيناها تحملان نظرة شخص يقلب لغزًا معقدًا في ذهنه. وأخيرا، بعد ما بدا وكأنه أبدية، كسرت صمتها. “الكيان المشار إليه باسم “الدمية” أو “تابوت الدمية” هو ببساطة شذوذ يحوم تصنيفه بالقرب من علامة المئة. إنه ليس حتى عن بعد على نفس مقياس الرؤية في المرتبة الخامسة.”

بتبديل التروس، نظرت بشكل مباشر إلى الشخصيتين الموقرتين أمامها. “لماذا لم ينضم إلينا فرام؟ عادة ما يستمتع بمثل هذه المشاهد الكبرى، أليس كذلك؟”

تحول تعبير لون البهيج عادة إلى تعبير ذو جاذبية غير معهود. “أنتِ على حق تماما، هيلينا. جوهر المشكلة ليس ما تحتويه قصاصة الورق، بل ما كان مقلقًا للغاية بحيث لا يمكن تدوينه. “الحقيقة” مزعجة للغاية لدرجة أنه حتى القديس قد يشعر بأنه مضطر إلى تمزيقها، وتدمير الأدلة الموجودة عليها داخل غرفة القبر.”

لم تستطع فانا إلا أن تحني رأسها قليلاً، وغمرها شعور بالرهبة والتبجيل العميق.

تابعت هيلينا قائلة، “في هذه المرحلة، لا يمكننا إلا أن نتكهن بأن التغيير من “تابوت الدمية” إلى “الدمية” مثل الشذوذ 099 مرتبط بطريقة ما بسفينة الأشباح الغامضة.” توقفت مؤقتًا، وعيناها غائمتان للحظات مع عدم اليقين. “ومع ذلك، منذ بضعة أيام فقط، عندما كنت أطلب التوجيه السماوي من اللورد…”

“يا قديسة فانا، لقد قمت بعمل جيد،” قالت البابا، وكان صوتها يحمل السلطة والدفء المريح الذي خفف من روح فانا القلقة. “إن كمية وطبيعة المعلومات التي يمكن للمستمع أن يستخرجها من حجرة القبر هي متغيرات لا يمكننا التحكم فيها. والمعلومات التي نحضرها لا تقتصر على الكلمات التي ندونها على قطعة من الورق.”

وفجأة توقفت عن الحديث. هزت رأسها وكأنها ترفض بعض الأفكار المثيرة للقلق، وبدا أنها اتخذت خيارًا واعيًا بعدم متابعة هذا الخط من المناقشة.

تحول تعبير لون البهيج عادة إلى تعبير ذو جاذبية غير معهود. “أنتِ على حق تماما، هيلينا. جوهر المشكلة ليس ما تحتويه قصاصة الورق، بل ما كان مقلقًا للغاية بحيث لا يمكن تدوينه. “الحقيقة” مزعجة للغاية لدرجة أنه حتى القديس قد يشعر بأنه مضطر إلى تمزيقها، وتدمير الأدلة الموجودة عليها داخل غرفة القبر.”

بتبديل التروس، نظرت بشكل مباشر إلى الشخصيتين الموقرتين أمامها. “لماذا لم ينضم إلينا فرام؟ عادة ما يستمتع بمثل هذه المشاهد الكبرى، أليس كذلك؟”

وقفت البابا هيلينا بلا حراك وحيدة في تلك المساحة المهجورة الآن، ومحاطة بالطوب الحجري القديم المتشقق والأعمدة التي بدت وكأنها تدعم السماء. ظلت عيناها مركزتين باهتمام على المساحة الفارغة في وسط الساحة، وهي تفكر في الآثار العميقة لما حدث للتو.

عادت ابتسامة لون، وإن كانت بحذر أكبر. “إن فرام وكنيسته لحاملي اللهب منشغلون حاليًا بأمور ذات أهمية كبيرة. كما تعلمي جيدًا، ليس من الممكن لقادة الكنائس الأرثوذكسية الأربع أن يجتمعوا هنا في كل حدث مشؤوم.”

جمعت فانا أفكارها وعواطفها بسرعة، وانحنت باحترام تجاه البابا. بدأت صورتها الظلية، جنبًا إلى جنب مع صور القديسين الآخرين، في التلاشي، وذابت في الفضاء النفسي حتى أصبحت الساحة فارغة وصامتة مرة أخرى.

تجعدت حواجب هيلينا في عبوس، “مسائل هامة؟ ما الذي يمكن أن يفعله وهو أمر بالغ الأهمية؟”

كانت هذه الشخصية القيادية هي زعيمة كنيسة العاصفة، والممثل البشري لسماوية العاصفة جومونا، والبابا الحاكم لكاتدرائية العاصفة الكبرى. كانت نعمتها السماوية وسلطتها الروحية هائلة جدًا لدرجة أن روحها خضعت لتحول فريد من نوعه. ونتيجة لذلك، يمكن رؤية شكلها البشري الكامل بشكل ضعيف حتى في مساحة التجمع النفسي هذه. في هذا المكان، حتى “القديسين” الأقوياء، الذين تتجاوز قوتهم الروحية بكثير قوة الكائنات المتوسطة، لم يتمكنوا إلا من الحفاظ على الخطوط العريضة الغامضة الشبيهة بالبشر.

أجاب بانستر، المخلص لطبيعته المختصرة، بكلمة واحدة، “مراقبة الحدود.”

أومأ قديس آخر برأسه بجدية، مضيفًا، “يجب أن يكون هذا من عمل الضائعة. قد يكون القبطان الشبح متورطًا أيضًا.”

هيلينا، “…”

أومأ لون برأسه بحكمة، “آه، في الواقع، لقد كنت أول من أبلغ عن أن الكيان المعروف باسم “الضائعة” قد تحول إلى رؤية. وفي غضون شهر، أكدت معلوماتك. لوحظ مظهر طيفي للضائعة حول محيط المقبرة الكبرى لكنيسة الموت. لقد كان حدثًا كارثيًا للغاية لدرجة أن سفينة مرافقة بانستر المبنية حديثًا، والتي لم تكن قد خضعت حتى لحفل قص الشريط الافتتاحي، قد التهمت بالكامل. ومن المفارقات أن الشيء الوحيد المتبقي هو الشريط المخصص للحفل نفسه.”


اخخ يا دنكان، لسة هتورينا ايه ولا ايه كمان. اقصد دنكان القديم مش دنكان بتاعنا..

وبينما تحاول فانا التغلب على ارتباكها المتزايد، تردد صدى صوت أنثوي آمر من حافة الساحة، مما أوقف نقاشهما، “لقد انتهى وقتنا لهذا التجمع تقريبًا.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

جمعت فانا أفكارها وعواطفها بسرعة، وانحنت باحترام تجاه البابا. بدأت صورتها الظلية، جنبًا إلى جنب مع صور القديسين الآخرين، في التلاشي، وذابت في الفضاء النفسي حتى أصبحت الساحة فارغة وصامتة مرة أخرى.

تابعت هيلينا قائلة، “في هذه المرحلة، لا يمكننا إلا أن نتكهن بأن التغيير من “تابوت الدمية” إلى “الدمية” مثل الشذوذ 099 مرتبط بطريقة ما بسفينة الأشباح الغامضة.” توقفت مؤقتًا، وعيناها غائمتان للحظات مع عدم اليقين. “ومع ذلك، منذ بضعة أيام فقط، عندما كنت أطلب التوجيه السماوي من اللورد…”

 

أضاف لون وهو يمسد لحيته متأملًا، “نعم، أتذكر تلك الحلقة جيدًا أيضًا. مثل الشابة اليوم، لقد طُردت من القبر وأنت في حالة من الارتباك. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً لاستعادة رباطة جأشك. لقد قُلصت المخطوطة التي أخذتها معك داخل الغرفة إلى قطعة صغيرة تحتوي فقط على عدد قليل من الحروف الغامضة. هيلينا، هل مازلت تتذكرين الرسالة التي تمكنت من إعادتها من القبر في ذلك اليوم؟”

“يا قديسة فانا، لقد قمت بعمل جيد،” قالت البابا، وكان صوتها يحمل السلطة والدفء المريح الذي خفف من روح فانا القلقة. “إن كمية وطبيعة المعلومات التي يمكن للمستمع أن يستخرجها من حجرة القبر هي متغيرات لا يمكننا التحكم فيها. والمعلومات التي نحضرها لا تقتصر على الكلمات التي ندونها على قطعة من الورق.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط