هدية دنكان
الفصل 106 “هدية دنكان”
كانت الأحاسيس والمرئيات من التجمع النفسي حية في ذهنها، كما لو أنها حدثت للتو. دون تفكير، نظرت فانا إلى راحة يدها، وكانت شبه متوقعة أن ترى شيئًا ما. ومع ذلك، كما اشتبهت، كانت يدها فارغة. لم تعثر على قطعة الرق التي كانت بحوزتها أثناء التجمع النفسي في أي مكان – وهذا دليل آخر على أن الشيء كان محصورًا في عالم رؤيتهما المشتركة.
بدأ المشهد البحري النابض بالحياة الذي عاشته فانا للتو في تجمعها النفسي في التلاشي، ويختفي بسرعة وبهدوء مثل الحلم عند بزوغ الفجر. شعرت بوعيها ينسحب من عالم الأوهام والاستعارات، ويستقر مرة أخرى في جسدها المادي. سحبت نفسًا عميقًا وفتحت عينيها بإحساس بالإلحاح. وجدت نفسها لا تزال واقفة في غرفة تشبه إلى حد كبير كهفًا تحت الماء، مكتملًا بتكوينات صخرية وأجواء غامضة. أمامها، اشتعلت النار بقوة، مما يوفر الضوء والدفء.
لقد رفضت قلقه بموجة من يدها. “إنه أمر يتجاوز مجال خبرتك بكثير، لذا لا تقلق. من غير المرجح أن يشمل نفس الشخص، على أي حال. أعني، كيف يمكن أن يكون قبطان سفينة الأشباح هو نفسه دنكان الذي يمتلك متجرًا للتحف في المدينة السفلى؟” [**: مش ممكن طبعًا.]
ولاحظت بطرف عينيها أن الأسقف فالنتين يعود أيضًا إلى الواقع. فتحت عيناه ببطء وبطريقة تأملية.
ربما كان القباطنة الذين غامروا عبر محيطات العالم الشاسعة مستعدين في السابق للتعامل مع “تابوت الدمية” واحتوائه بناءً على المعلومات الاستخبارية الموجودة. ومع ذلك، من الآن فصاعدا، لن يكون أمامهم خيار سوى الابتعاد عن “الدمية” التي أعيدت تسميتها، متمسكين بالأمل الضئيل في أن يتمكن حراس التقاليد الدينية والفلسفية الأربعة الرئيسية للإنسانية مرة أخرى من إيجاد طريقة لإغلاق هذا التهديد الذي لا يسبر غوره.
كانت الأحاسيس والمرئيات من التجمع النفسي حية في ذهنها، كما لو أنها حدثت للتو. دون تفكير، نظرت فانا إلى راحة يدها، وكانت شبه متوقعة أن ترى شيئًا ما. ومع ذلك، كما اشتبهت، كانت يدها فارغة. لم تعثر على قطعة الرق التي كانت بحوزتها أثناء التجمع النفسي في أي مكان – وهذا دليل آخر على أن الشيء كان محصورًا في عالم رؤيتهما المشتركة.
وأخيرا، قالت مع تنهيدة مستسلمة، “لا يهم. هذه ليست المرة الأولى التي تُستغل بها. لماذا تنجح دائمًا في أن تكون المغفل في هذه المواقف؟”
“أعلنا للتو عن خروج “تابوت الدمية” عن السيطرة،” قال الأسقف فالنتين بتنهد عميق كأنه يحمل وزر العالم على كتفيه. “يبدو أنه سيتعين علينا الآن إصدار إعلان آخر.”
نظر فالنتين إلى الأعلى، وأثنى عليها برأسه، “نعم هذا صحيح. ما الذي جلب هذه الفكرة إلى ذهنك الآن؟”
ثنيت فانا معصمها بعناية، ووجهت نظرها نحو الأسقف المسن، “السؤال الحقيقي هو ما الذي يجب أن ينص عليه هذا الإعلان الجديد بالضبط؟ وبصرف النظر عن تغيير العلامة للشذوذ 099، فنحن في الأساس لا نعرف أي تفاصيل أخرى.”
نظر إليها فالنتين للحظة، وكانت عيناه تكشفان عن مزيج من التسلية والاستسلام. “آه، حسنًا، أعتقد أنني سأضطر إلى أخذ كلمتك في هذا الشأن.”
جلس الأسقف المسن في صمت تأملي، وكان من الواضح أنه يكافح من أجل صياغة حل لوضعهم غير المستقر.
التقى فالنتين نظرها بتركيز، وحافظ على نظره في عينيها بينما هي تطرح أسئلتها. وأخيرًا، تنهد. “أنت لست وحدك في التساؤل عن هذه الأمور. العديد من الذين يزورون الضريح للمرة الأولى يعودون بأسئلة على شاكلة أسئلتك إلى حدٍ كبير. على الرغم من معرفتنا المتزايدة حول الشذوذات والرؤى المختلفة، فإن جوهر ودوافع الرؤية 004 لا تزال لغزًا. القبر يحافظ بعناد على سرية طبيعته الخاصة.”
على الرغم من عودة فانا من الرؤية 004 بخبر إعادة تسمية الشذوذ 099، إلا أن التفاصيل انتهت عند هذا الحد. ربما تكون قد حصلت على معلومات إضافية وأكثر شمولاً من حارس القبر – وهي معلومات قد تتضمن تغييرات في خصائص الشذوذ بعد إعادة تسميته إلى “الدمية”. ومع ذلك، يبدو أن مثل هذه البيانات قد ضاعت، وربما تُركت في الغرفة الطيفية حيث اختفى الرق الممزق أيضًا.
أومأ موريس برأسه متفهمًا لكنه بدا قلقًا بشكل متزايد. “ما هو نوع هذه القضية؟”
وبعد توقف طويل، تحدث الأسقف فالنتين أخيرًا قائلاً، “في الوقت الحالي، أفضل مسار للعمل هو الإعلان عن إعادة تسمية الشذوذ 099 من “تابوت الدمية” إلى “الدمية”. ويجب علينا أيضًا تضمين ملاحظة تشير إلى أن خصائصه ربما تكون قد خضعت “لتغييرات محتملة”. ونظرًا لمكانتها كواحدة من أخطر الشذوذات، فإن تغيير الاسم حتى البسيط يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من العواقب غير المتوقعة. وقد تكون قدراتها ومتطلبات التنشيط وبروتوكولات الاحتواء وحتى شكلها المادي مختلفة جذريًا الآن. إن الاعتماد على معلوماتنا القديمة سيكون بمثابة كارثة.”
أومأت فانا برأسها رسميًا بالموافقة، مدركة خطورة الوضع.
بينما تربط هايدي القلادة حول رقبتها برشاقة، ألقت نظرة على موريس – مزيج من السخرية المرحة والعتاب الحقيقي. “إذا كنت قد أنفقت هذا القدر من المال على قطعة زجاج كهذه، فسأضطر إلى حبسك في غرفة العلاج الخاصة بي وتقييم مهاراتك في اتخاذ القرار المالي!”
كانت الحقيقة المروعة هي أنه على الرغم من أن تصنيف الشذوذ 099 في قائمة الأخطار ربما لم يتغير، إلا أن جوهره قد تطور من تهديد قابل للقياس إلى لغز. كل الأرواح التي ضحى بها في الماضي لفهم هذا الشذوذ بدت الآن ضائعة لأن “المجهول” أصبح السمة الجديدة والأكثر إثارة للقلق.
جلس الأسقف المسن في صمت تأملي، وكان من الواضح أنه يكافح من أجل صياغة حل لوضعهم غير المستقر.
ربما كان القباطنة الذين غامروا عبر محيطات العالم الشاسعة مستعدين في السابق للتعامل مع “تابوت الدمية” واحتوائه بناءً على المعلومات الاستخبارية الموجودة. ومع ذلك، من الآن فصاعدا، لن يكون أمامهم خيار سوى الابتعاد عن “الدمية” التي أعيدت تسميتها، متمسكين بالأمل الضئيل في أن يتمكن حراس التقاليد الدينية والفلسفية الأربعة الرئيسية للإنسانية مرة أخرى من إيجاد طريقة لإغلاق هذا التهديد الذي لا يسبر غوره.
أجاب موريس، غافلاً عن رد فعلها، عرضًا، “نعم، دنكان. كانت هناك كل هذه الشائعات حول كونه مدمنًا على الكحول ومقامرًا. لكنني وجدته ذكيًا وساحرًا ومطلعًا عندما التقيت به. لماذا الاهتمام المفاجئ؟ هل هناك شيء في الاسم يزعجك؟”
ساد صمت ثقيل في القاعة، وكان الهواء كثيفًا بثقل اكتشافاتهم الأخيرة والألغاز التي تلوح في الأفق. بدا أن فانا والأسقف فالنتين ينسحبان إلى عالمهما الخاص، وكل منهما ضائع في التأمل. بعد فترة طويلة بدت خالدة تقريبًا، كسرت فانا حالة السكون أخيرًا، “جميع الأنظمة لدينا لترقيم وتصنيف الشذوذات والرؤى – كل هذه الأنظمة نشأت من الرؤية 004، أليس كذلك؟”
كانت الأحاسيس والمرئيات من التجمع النفسي حية في ذهنها، كما لو أنها حدثت للتو. دون تفكير، نظرت فانا إلى راحة يدها، وكانت شبه متوقعة أن ترى شيئًا ما. ومع ذلك، كما اشتبهت، كانت يدها فارغة. لم تعثر على قطعة الرق التي كانت بحوزتها أثناء التجمع النفسي في أي مكان – وهذا دليل آخر على أن الشيء كان محصورًا في عالم رؤيتهما المشتركة.
نظر فالنتين إلى الأعلى، وأثنى عليها برأسه، “نعم هذا صحيح. ما الذي جلب هذه الفكرة إلى ذهنك الآن؟”
الفصل 106 “هدية دنكان”
“يستمر ذهني في الانجراف مرة أخرى إلى ذلك القبر – ذلك الموجود في الرؤية 004. الكيان المجهول بداخله، بالإضافة إلى حارس القبر الصامت دائمًا،” أوضحت فانا وعيناها تضيقان كما لو كانت تحاول اختراق اللغز. “من أو ما هما؟ إنهما ليسا بشرًا، أو حتى كيانات مادية كما نعرفهم. إنها ليسا سماويين ولا أصداء لكائنات سماوية قديمة من بعد آخر. فلماذا يتفاعلان مع عالمنا بهذه الطريقة المحددة، ويقدمان ما يبدو وكأنه مساعدة؟ كيف لهما، أو بالأحرى سيد القبر، أن يقرر تصنيفات وأوصاف الشذوذ والرؤى؟”
“أنا آسفة،” قالت فانا وفمها يرتعش وهي تكافح للحفاظ على تعبير هادئ. أدارت رأسها قليلاً إلى الجانب وكأنها تخفي تسليتها. “بصراحة، لا يسعني إلا أن أشعر بمسحة من الحسد. تبدو توقعات الطقس عادية بشكل إيجابي مقارنة بالرحلة الغامضة والمقلقة التي قمت بها اليوم. في بعض الأحيان، أليس غياب الغرابة تغييرًا مرحبًا به؟”
التقى فالنتين نظرها بتركيز، وحافظ على نظره في عينيها بينما هي تطرح أسئلتها. وأخيرًا، تنهد. “أنت لست وحدك في التساؤل عن هذه الأمور. العديد من الذين يزورون الضريح للمرة الأولى يعودون بأسئلة على شاكلة أسئلتك إلى حدٍ كبير. على الرغم من معرفتنا المتزايدة حول الشذوذات والرؤى المختلفة، فإن جوهر ودوافع الرؤية 004 لا تزال لغزًا. القبر يحافظ بعناد على سرية طبيعته الخاصة.”
جلس موريس خلف مكتب مليء بمجموعة منتقاة من الحلي، ونظر بعصبية إلى رف خلفه حيث توجد قلادة أرجوانية (أزيلت بطاقة السعر بشكل واضح). ضحك بعصبية وهو يتحدث، “حسنًا، دفاعًا عني، طُرحت القلادة مجانًا كهدية ترويجية.”
“لقد كنت هناك من قبل،” غيرت فانا نظرتها، وتفحصت الأسقف العجوز باهتمام متجدد. “ماذا علمت خلال زيارتك؟ هل كانت معلومات عن شذوذ أم رؤية؟”
أومأ موريس برأسه متفهمًا لكنه بدا قلقًا بشكل متزايد. “ما هو نوع هذه القضية؟”
هز فالنتين رأسه بتردد تقريبًا بعدم رغبة. “لا، ليس بالمعنى التقليدي. على الرغم من أن معظم التجارب داخل القبر تسفر عن رؤى حول الشذوذات أو الرؤى، إلا أن سيد القبر أحيانًا يسلم رسائل غير تقليدية. يمكن أن تتراوح من غريبة إلى لا يمكن تفسيرها تمامًا. عندما يستدعى من قبل حارس القبر، لا توجد طريقة لتوقع نوع المعلومات التي يرغب سيد القبر في نقلها. ولكن ما يمكنني قوله هو أن كل ما يخرج من القبر هو دائمًا دقيق بشكل لا يمكن دحضه.”
كانت الأحاسيس والمرئيات من التجمع النفسي حية في ذهنها، كما لو أنها حدثت للتو. دون تفكير، نظرت فانا إلى راحة يدها، وكانت شبه متوقعة أن ترى شيئًا ما. ومع ذلك، كما اشتبهت، كانت يدها فارغة. لم تعثر على قطعة الرق التي كانت بحوزتها أثناء التجمع النفسي في أي مكان – وهذا دليل آخر على أن الشيء كان محصورًا في عالم رؤيتهما المشتركة.
شعرت فانا بإحجام الأسقف ولكن مدفوعة بطبيعتها الفضولية، دفعت إلى أبعد من ذلك. “ما هي الرسالة التي تلقيتها بالضبط؟”
كانت الحقيقة المروعة هي أنه على الرغم من أن تصنيف الشذوذ 099 في قائمة الأخطار ربما لم يتغير، إلا أن جوهره قد تطور من تهديد قابل للقياس إلى لغز. كل الأرواح التي ضحى بها في الماضي لفهم هذا الشذوذ بدت الآن ضائعة لأن “المجهول” أصبح السمة الجديدة والأكثر إثارة للقلق.
تردد فالنتين كما لو كان يناقش داخليًا ما إذا كان سيشاركه أم لا. وأخيرًا، فتح يديه وقال، “يوم 24 يوليو، الطقس صافٍ في بلاند، والرياح الجنوبية الشرقية عند المستويات من الرابع إلى السادس.”
أومأ موريس برأسه متفهمًا لكنه بدا قلقًا بشكل متزايد. “ما هو نوع هذه القضية؟”
اتسعت عيون فانا بعدم تصديق، وظهرت نظرة الشك على وجهها.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“لا تنظري إليّ بتلك النظرة،” قال فالنتين، وهو يدلك جبهته كما لو يريد التخلص من صداع مزعج. “إن الشذوذات والرؤى التي نتعامل معها لا يمكن التنبؤ بها بطبيعتها، وتتجلى هذه التقلبات بطرق مختلفة، بما في ذلك أنواع الرسائل التي قد نتلقاها. رسالتي، على الرغم من غرابتها، هي واحدة من تلك الأمثلة. إذا كنتِ ستضحكين، فافعلي ذلك بلطف بالاستدارة. لقد تجاوزت سنوات عمري منذ فترة طويلة النقطة التي أجد فيها مثل هذه الأشياء مسلية.”
هز فالنتين رأسه بتردد تقريبًا بعدم رغبة. “لا، ليس بالمعنى التقليدي. على الرغم من أن معظم التجارب داخل القبر تسفر عن رؤى حول الشذوذات أو الرؤى، إلا أن سيد القبر أحيانًا يسلم رسائل غير تقليدية. يمكن أن تتراوح من غريبة إلى لا يمكن تفسيرها تمامًا. عندما يستدعى من قبل حارس القبر، لا توجد طريقة لتوقع نوع المعلومات التي يرغب سيد القبر في نقلها. ولكن ما يمكنني قوله هو أن كل ما يخرج من القبر هو دائمًا دقيق بشكل لا يمكن دحضه.”
“أنا آسفة،” قالت فانا وفمها يرتعش وهي تكافح للحفاظ على تعبير هادئ. أدارت رأسها قليلاً إلى الجانب وكأنها تخفي تسليتها. “بصراحة، لا يسعني إلا أن أشعر بمسحة من الحسد. تبدو توقعات الطقس عادية بشكل إيجابي مقارنة بالرحلة الغامضة والمقلقة التي قمت بها اليوم. في بعض الأحيان، أليس غياب الغرابة تغييرًا مرحبًا به؟”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
نظر إليها فالنتين للحظة، وكانت عيناه تكشفان عن مزيج من التسلية والاستسلام. “آه، حسنًا، أعتقد أنني سأضطر إلى أخذ كلمتك في هذا الشأن.”
وبعد توقف طويل، تحدث الأسقف فالنتين أخيرًا قائلاً، “في الوقت الحالي، أفضل مسار للعمل هو الإعلان عن إعادة تسمية الشذوذ 099 من “تابوت الدمية” إلى “الدمية”. ويجب علينا أيضًا تضمين ملاحظة تشير إلى أن خصائصه ربما تكون قد خضعت “لتغييرات محتملة”. ونظرًا لمكانتها كواحدة من أخطر الشذوذات، فإن تغيير الاسم حتى البسيط يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من العواقب غير المتوقعة. وقد تكون قدراتها ومتطلبات التنشيط وبروتوكولات الاحتواء وحتى شكلها المادي مختلفة جذريًا الآن. إن الاعتماد على معلوماتنا القديمة سيكون بمثابة كارثة.”
في مكان آخر، في قصر كبير قديم إلى حد ما يقع على حافة المدينة العليا، وجدت هايدي نفسها تحدق بشكل لا يصدق في والدها موريس الذي يبدو غير مرتاح بشكل واضح. “لذا اسمح لي أن أفهم هذا،” بدأت، والشكوك كثيفة في صوتها. “منذ بضعة أيام، قمت بزيارة أحد منازل طلابك. أثناء وجودك هناك، أمضيت عدة ساعات في التحدث مع أولياء الأمور بشكل عرضي ولمدة عشرين دقيقة فقط تتحدث عن السبب الفعلي لزيارتك – التقدم الأكاديمي للطالب. وبعد ذلك، كما لو أن ذلك لم يكن كافيًا، مضيت قدمًا وأنفقت أكثر من ثلاثة آلاف سورا على خنجر قديم وما تبين أنه قلادة كريستال مزيفة مصنوعة من الزجاج؟”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
جلس موريس خلف مكتب مليء بمجموعة منتقاة من الحلي، ونظر بعصبية إلى رف خلفه حيث توجد قلادة أرجوانية (أزيلت بطاقة السعر بشكل واضح). ضحك بعصبية وهو يتحدث، “حسنًا، دفاعًا عني، طُرحت القلادة مجانًا كهدية ترويجية.”
ساد صمت ثقيل في القاعة، وكان الهواء كثيفًا بثقل اكتشافاتهم الأخيرة والألغاز التي تلوح في الأفق. بدا أن فانا والأسقف فالنتين ينسحبان إلى عالمهما الخاص، وكل منهما ضائع في التأمل. بعد فترة طويلة بدت خالدة تقريبًا، كسرت فانا حالة السكون أخيرًا، “جميع الأنظمة لدينا لترقيم وتصنيف الشذوذات والرؤى – كل هذه الأنظمة نشأت من الرؤية 004، أليس كذلك؟”
فركت هايدي صدغيها بغضب. “إذاً أنت تقول أن الوضع أصبح أسوأ عندما قررت تقديم تلك الحلية المجانية كهدية عيد ميلاد مختارة بعناية لي؟”
على الرغم من عودة فانا من الرؤية 004 بخبر إعادة تسمية الشذوذ 099، إلا أن التفاصيل انتهت عند هذا الحد. ربما تكون قد حصلت على معلومات إضافية وأكثر شمولاً من حارس القبر – وهي معلومات قد تتضمن تغييرات في خصائص الشذوذ بعد إعادة تسميته إلى “الدمية”. ومع ذلك، يبدو أن مثل هذه البيانات قد ضاعت، وربما تُركت في الغرفة الطيفية حيث اختفى الرق الممزق أيضًا.
بعد لحظة من الصمت، مد موريس ذراعيه في إشارة اعتراف بالهزيمة، “انظري، هذا المتجر لم يكن به أي شيء ذي جودة أو أهمية حقيقية يستحق الانتقاء.”
جلس موريس خلف مكتب مليء بمجموعة منتقاة من الحلي، ونظر بعصبية إلى رف خلفه حيث توجد قلادة أرجوانية (أزيلت بطاقة السعر بشكل واضح). ضحك بعصبية وهو يتحدث، “حسنًا، دفاعًا عني، طُرحت القلادة مجانًا كهدية ترويجية.”
نظرت له هايدي وقد كانت عيناها مزيجاً من الإحباط والحيرة.
نظر إليها فالنتين للحظة، وكانت عيناه تكشفان عن مزيج من التسلية والاستسلام. “آه، حسنًا، أعتقد أنني سأضطر إلى أخذ كلمتك في هذا الشأن.”
وأخيرا، قالت مع تنهيدة مستسلمة، “لا يهم. هذه ليست المرة الأولى التي تُستغل بها. لماذا تنجح دائمًا في أن تكون المغفل في هذه المواقف؟”
“أؤكد لك، هذه المرة لم أكن الشخص الذي خُدغ، بل السيد دنكان،” أسرع موريس للتوضيح، فجأة دفاعيًا. “لقد حصلت بالفعل على الخنجر بسعر أقل بنسبة عشرين بالمائة من القيمة السوقية.”
الفصل 106 “هدية دنكان”
كانت هايدي على وشك أن تهز رأسها بالكفر عندما اتسعت عيناها عندما سمعت اسمًا أدى إلى التعرف عليها. “هل قلت أن اسم صاحب متجر التحف هو دنكان؟”
“أعلنا للتو عن خروج “تابوت الدمية” عن السيطرة،” قال الأسقف فالنتين بتنهد عميق كأنه يحمل وزر العالم على كتفيه. “يبدو أنه سيتعين علينا الآن إصدار إعلان آخر.”
أجاب موريس، غافلاً عن رد فعلها، عرضًا، “نعم، دنكان. كانت هناك كل هذه الشائعات حول كونه مدمنًا على الكحول ومقامرًا. لكنني وجدته ذكيًا وساحرًا ومطلعًا عندما التقيت به. لماذا الاهتمام المفاجئ؟ هل هناك شيء في الاسم يزعجك؟”
وبعد توقف طويل، تحدث الأسقف فالنتين أخيرًا قائلاً، “في الوقت الحالي، أفضل مسار للعمل هو الإعلان عن إعادة تسمية الشذوذ 099 من “تابوت الدمية” إلى “الدمية”. ويجب علينا أيضًا تضمين ملاحظة تشير إلى أن خصائصه ربما تكون قد خضعت “لتغييرات محتملة”. ونظرًا لمكانتها كواحدة من أخطر الشذوذات، فإن تغيير الاسم حتى البسيط يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من العواقب غير المتوقعة. وقد تكون قدراتها ومتطلبات التنشيط وبروتوكولات الاحتواء وحتى شكلها المادي مختلفة جذريًا الآن. إن الاعتماد على معلوماتنا القديمة سيكون بمثابة كارثة.”
ترددت هايدي، وهي تتصارع مع ما إذا كانت تريد الكشف عن المزيد. “حسنًا، دعنا نقول فقط أنني متورطة حاليًا في “قضية” حساسة للغاية حيث يكون لهذا الاسم بعض الأهمية. سماع ذلك منك الآن يمنحني شعورًا غريبًا.”
هز فالنتين رأسه بتردد تقريبًا بعدم رغبة. “لا، ليس بالمعنى التقليدي. على الرغم من أن معظم التجارب داخل القبر تسفر عن رؤى حول الشذوذات أو الرؤى، إلا أن سيد القبر أحيانًا يسلم رسائل غير تقليدية. يمكن أن تتراوح من غريبة إلى لا يمكن تفسيرها تمامًا. عندما يستدعى من قبل حارس القبر، لا توجد طريقة لتوقع نوع المعلومات التي يرغب سيد القبر في نقلها. ولكن ما يمكنني قوله هو أن كل ما يخرج من القبر هو دائمًا دقيق بشكل لا يمكن دحضه.”
أومأ موريس برأسه متفهمًا لكنه بدا قلقًا بشكل متزايد. “ما هو نوع هذه القضية؟”
لقد رفضت قلقه بموجة من يدها. “إنه أمر يتجاوز مجال خبرتك بكثير، لذا لا تقلق. من غير المرجح أن يشمل نفس الشخص، على أي حال. أعني، كيف يمكن أن يكون قبطان سفينة الأشباح هو نفسه دنكان الذي يمتلك متجرًا للتحف في المدينة السفلى؟” [**: مش ممكن طبعًا.]
ترددت هايدي، وهي تتصارع مع ما إذا كانت تريد الكشف عن المزيد. “حسنًا، دعنا نقول فقط أنني متورطة حاليًا في “قضية” حساسة للغاية حيث يكون لهذا الاسم بعض الأهمية. سماع ذلك منك الآن يمنحني شعورًا غريبًا.”
“هذا بالتأكيد ضرب من الخيال،” اعترف موريس، وقد بدا عليه الارتياح من تصريحات هايدي الرافضة. كأب، كان يشعر دائمًا بقلق عميق على ابنته، خاصة بالنظر إلى مشاركتها في العمل الاستشاري لكل من قاعة المدينة وكنيسة العاصفة. غالبًا ما كانت هذه الوظائف تتطلب منها التحقيق في القضايا التي تقترب من العالم الآخر، والتي تتضمن أحيانًا كيانات وظواهر تتحدى التفسير العقلاني. لذا، فإن أي كلمة تلمح إلى وجود تهديد محتمل لا يرتبط بها بشكل مباشر كانت بمثابة عزاء. خففت كلماتها قليلاً عنه، فانحرفت عيناه إلى قلادة الكريستال البنفسجي الموضوعة على الطاولة. “إذًا، بخصوص هذه القلادة، هل أنت متأكدة أنك لا تزالين تريدها؟”
في مكان آخر، في قصر كبير قديم إلى حد ما يقع على حافة المدينة العليا، وجدت هايدي نفسها تحدق بشكل لا يصدق في والدها موريس الذي يبدو غير مرتاح بشكل واضح. “لذا اسمح لي أن أفهم هذا،” بدأت، والشكوك كثيفة في صوتها. “منذ بضعة أيام، قمت بزيارة أحد منازل طلابك. أثناء وجودك هناك، أمضيت عدة ساعات في التحدث مع أولياء الأمور بشكل عرضي ولمدة عشرين دقيقة فقط تتحدث عن السبب الفعلي لزيارتك – التقدم الأكاديمي للطالب. وبعد ذلك، كما لو أن ذلك لم يكن كافيًا، مضيت قدمًا وأنفقت أكثر من ثلاثة آلاف سورا على خنجر قديم وما تبين أنه قلادة كريستال مزيفة مصنوعة من الزجاج؟”
أخذت هايدي القلادة بسرعة مفاجئة حتى بالنسبة لها، “هل تمزح؟ ليس كل يوم تتذكر أن تهديني شيئًا، حتى لو كان إضافة ترويجية.”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
فكر موريس للحظة قبل أن يقترح بجدية مزاحية، “حسنًا، يمكنك دائمًا الاعتقاد بأنني أنفقت ثروة صغيرة – أكثر من ثلاثة آلاف سورا، عليك أن تعرفي – فقط على هذه القلادة لك. ولنتظاهر رأن الخنجر العتيق كان هو الهدية الحقيقية هنا.”
وبعد توقف طويل، تحدث الأسقف فالنتين أخيرًا قائلاً، “في الوقت الحالي، أفضل مسار للعمل هو الإعلان عن إعادة تسمية الشذوذ 099 من “تابوت الدمية” إلى “الدمية”. ويجب علينا أيضًا تضمين ملاحظة تشير إلى أن خصائصه ربما تكون قد خضعت “لتغييرات محتملة”. ونظرًا لمكانتها كواحدة من أخطر الشذوذات، فإن تغيير الاسم حتى البسيط يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من العواقب غير المتوقعة. وقد تكون قدراتها ومتطلبات التنشيط وبروتوكولات الاحتواء وحتى شكلها المادي مختلفة جذريًا الآن. إن الاعتماد على معلوماتنا القديمة سيكون بمثابة كارثة.”
بينما تربط هايدي القلادة حول رقبتها برشاقة، ألقت نظرة على موريس – مزيج من السخرية المرحة والعتاب الحقيقي. “إذا كنت قد أنفقت هذا القدر من المال على قطعة زجاج كهذه، فسأضطر إلى حبسك في غرفة العلاج الخاصة بي وتقييم مهاراتك في اتخاذ القرار المالي!”
ربما كان القباطنة الذين غامروا عبر محيطات العالم الشاسعة مستعدين في السابق للتعامل مع “تابوت الدمية” واحتوائه بناءً على المعلومات الاستخبارية الموجودة. ومع ذلك، من الآن فصاعدا، لن يكون أمامهم خيار سوى الابتعاد عن “الدمية” التي أعيدت تسميتها، متمسكين بالأمل الضئيل في أن يتمكن حراس التقاليد الدينية والفلسفية الأربعة الرئيسية للإنسانية مرة أخرى من إيجاد طريقة لإغلاق هذا التهديد الذي لا يسبر غوره.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
كانت الأحاسيس والمرئيات من التجمع النفسي حية في ذهنها، كما لو أنها حدثت للتو. دون تفكير، نظرت فانا إلى راحة يدها، وكانت شبه متوقعة أن ترى شيئًا ما. ومع ذلك، كما اشتبهت، كانت يدها فارغة. لم تعثر على قطعة الرق التي كانت بحوزتها أثناء التجمع النفسي في أي مكان – وهذا دليل آخر على أن الشيء كان محصورًا في عالم رؤيتهما المشتركة.
بدأ المشهد البحري النابض بالحياة الذي عاشته فانا للتو في تجمعها النفسي في التلاشي، ويختفي بسرعة وبهدوء مثل الحلم عند بزوغ الفجر. شعرت بوعيها ينسحب من عالم الأوهام والاستعارات، ويستقر مرة أخرى في جسدها المادي. سحبت نفسًا عميقًا وفتحت عينيها بإحساس بالإلحاح. وجدت نفسها لا تزال واقفة في غرفة تشبه إلى حد كبير كهفًا تحت الماء، مكتملًا بتكوينات صخرية وأجواء غامضة. أمامها، اشتعلت النار بقوة، مما يوفر الضوء والدفء.
“أنا آسفة،” قالت فانا وفمها يرتعش وهي تكافح للحفاظ على تعبير هادئ. أدارت رأسها قليلاً إلى الجانب وكأنها تخفي تسليتها. “بصراحة، لا يسعني إلا أن أشعر بمسحة من الحسد. تبدو توقعات الطقس عادية بشكل إيجابي مقارنة بالرحلة الغامضة والمقلقة التي قمت بها اليوم. في بعض الأحيان، أليس غياب الغرابة تغييرًا مرحبًا به؟”
“يستمر ذهني في الانجراف مرة أخرى إلى ذلك القبر – ذلك الموجود في الرؤية 004. الكيان المجهول بداخله، بالإضافة إلى حارس القبر الصامت دائمًا،” أوضحت فانا وعيناها تضيقان كما لو كانت تحاول اختراق اللغز. “من أو ما هما؟ إنهما ليسا بشرًا، أو حتى كيانات مادية كما نعرفهم. إنها ليسا سماويين ولا أصداء لكائنات سماوية قديمة من بعد آخر. فلماذا يتفاعلان مع عالمنا بهذه الطريقة المحددة، ويقدمان ما يبدو وكأنه مساعدة؟ كيف لهما، أو بالأحرى سيد القبر، أن يقرر تصنيفات وأوصاف الشذوذ والرؤى؟”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
