نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 108

الشمس الحارقة الوهمية

الشمس الحارقة الوهمية

الفصل 108 “الشمس الحارقة الوهمية”

ثم همس صوت ناعم وغير مسموع تقريبًا في أذن دنكان. لقد كان خافتًا وسرياليًا لدرجة أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان يسمعه أم يتخيله. وتوسل الصوت الأثيري: ، “مُنتزع النار.. أطفئني.. أرجوك…”

في حجب الظلام المضطرب الذي يلفه، بدأ دنكان في فهم الأسباب الكامنة وراء خوف المجتمع المتأصل وازدراءه للضائعة وتشويه سمعته، قبطان السفينة، كما لو كان نذيرًا لهلاك وشيك. في كثير من النواحي، كانت الضائعة بمثابة كارثة حية، مما يعكس الدمار واسع النطاق الناجم عن مرض عضال.

ربما استمرت ثانية واحدة فقط، وربما أقل من ذلك، ولكن في تلك الفترة الزمنية العابرة، قصف اندفاع من الصور الحية وعي دنكان. وكان في مقدمتها كرة من نار شديدة، جرم سماوي محترق معزول في فراغ الفضاء. لم يكن مجرد نجم. لقد كانت الشمس – شمس حقيقية ورائعة ذات قوة جاذبية شديدة لدرجة أنها بدت وكأنها تسحب نسيج كيانه ذاته.

ثُبتت عيون دنكان على اللهب المتذبذب الذي استحضره بين يديه. بدت النار مروضة ويمكن التحكم فيها، لكنه كان مدركًا تمامًا لقوتها الهائلة التي لا حدود لها تقريبًا. في العالم الذي يسكنه، لم تكن النار مجرد مصدر للإضاءة والدفء؛ لقد كانت قوة بدائية مكنت البشرية من المثابرة والازدهار من خلال المحن التي لا حصر لها. كانت النار جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على توازن دقيق بين العوالم الخارقة للطبيعة والعوالم المادية، وترمز إلى النعمة السماوية وحماية السماويين المقدمة للبشر. في أي ظرف يستدعي ما هو خارق للطبيعة، كانت النار بمثابة عنصر ذو أهمية ساحقة.

في حجب الظلام المضطرب الذي يلفه، بدأ دنكان في فهم الأسباب الكامنة وراء خوف المجتمع المتأصل وازدراءه للضائعة وتشويه سمعته، قبطان السفينة، كما لو كان نذيرًا لهلاك وشيك. في كثير من النواحي، كانت الضائعة بمثابة كارثة حية، مما يعكس الدمار واسع النطاق الناجم عن مرض عضال.

ومع ذلك، فإن اللهب الذي استخدمه دنكان لا يشبه أي شيء آخر. حتى عند مقارنته بالنيران الخارقة للطبيعة الأخرى، كان خبيثًا بشكل فريد. لقد كانت نارًا مشوبة بصفات خطيرة مثل الفساد والإخفاء والانتزاع والقوة الدنسة [من تدنيس ومُدنس]. وفقا للبيانات النادرة التي جمعها، يمتلك هذا اللهب الغامض القدرة على تلويث وتشويه الأشياء الخارقة للطبيعة. يمكن أن يسكن جثث الموتى ويعشش خلسة داخل نفوس الأحياء. حتى القوى المزعومة للقديس لم تتمكن من القضاء عليه بالكامل. في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن يظل هذا اللهب الغامض كامن داخل الروح، ويشكل اتصالًا سريًا مع الضائعة، أقرب إلى مرض عضال لا يمكن اكتشافه تقريبًا. بقدر ما يستطيع دنكان تقييمه، حتى قوى القديسين بدت غير مجدية في مواجهة هذا اللهب الخبيث.

مفتونًا، ثبّت دنكان نظرته على هذا الجسم السماوي الغامض، والذي بدأ بعد ذلك في الدوران ببطء، ليكشف عن جانب مختلف وأكثر قتامة.

أخذ نفسًا عميقًا ليثبت نفسه، وفكر دنكان في العلاقة الضعيفة التي أقامها مؤخرًا مع القديسة فانا، وكيف يمكن أن تخدمه جيدًا. لقد افترض أنه من خلال استخدام “الوسيط” الصحيح و”المحفز” المحدد، يمكنه الوصول إلى بيئة فانا المباشرة من خلال حواسه. علاوة على ذلك، فإن قربه من “المرآة” الغامضة يشير إلى أنه يمكنه أيضًا توسيع صلاحياته إلى المناطق المحيطة بفانا – على الأرجح عن طريق إفساد أي لهب موجود في المنطقة المجاورة.

عندما تبلورت أفكاره، بدأ الفراغ الفوضوي المظلم الذي اجتاحه في التبدد. تلاشت بقع الضوء التي بدت وكأنها نجوم بعيدة، ووجد دنكان نفسه مرة أخرى في غرفة نومه.

عند تشكيل هذا الارتباط النفسي، شعر دنكان بصدى واضح مع “النار” بالقرب من فانا، مما يؤكد اعتقاده بأن النار كانت ضرورية للحفاظ على هذا الارتباط الأثيري. أما بالنسبة لما يمكن أن يكون بمثابة “الوسيط” و”المحفز” المناسبين، فإن “المرآة” الغامضة والخصائص الفريدة لـ “النار” بدت مرشحة محتملة للعمل كأدوات طقوس في عالم خارق للطبيعة. أما بالنسبة للدافع المحدد، فقد ظل هذا لغزًا لم يحله بعد.

عند تشكيل هذا الارتباط النفسي، شعر دنكان بصدى واضح مع “النار” بالقرب من فانا، مما يؤكد اعتقاده بأن النار كانت ضرورية للحفاظ على هذا الارتباط الأثيري. أما بالنسبة لما يمكن أن يكون بمثابة “الوسيط” و”المحفز” المناسبين، فإن “المرآة” الغامضة والخصائص الفريدة لـ “النار” بدت مرشحة محتملة للعمل كأدوات طقوس في عالم خارق للطبيعة. أما بالنسبة للدافع المحدد، فقد ظل هذا لغزًا لم يحله بعد.

عادت أفكار دنكان إلى اللحظة التي نشأت فيها العلاقة الغامضة فجأة مع فانا. الكلمات التي رنّت في أذنيه في تلك اللحظة المحورية كانت: “… قد يكون في الواقع رابطًا لهم مع الضائعة”. مباشرة بعد سماع تلك الجملة، شعر بشكل الرابطة الأثيرية، مما دفعه إلى التكهن بأن الدافع لهذا الارتباط يمكن أن يكون مضمنًا في تلك الكلمات ذاتها.

الفصل 108 “الشمس الحارقة الوهمية”

“هل يمكن أن يكون مصطلح “الضائعة”؟” فكر دنكان.

تردد صدى انفجار مدوي، يشبه قصف الرعد، في ذهنه. بدا الأمر وكأنه مزق الحجاب، واقتحم بعدًا جديدًا تمامًا في القناع الذي يبدو عاديًا. اجتاح وعيه على الفور قوة ساحقة وحارقة كما لو أنه قذف عبر بوابة كونية أو ألقي عبر البوابات إلى عالم لا يمكن فهمه. غمر سيل من الرؤى المذهلة في دماغه، وغمره بضخامة حجمها وكثافتها.

على الرغم من أن فهمه لما هو خارق للطبيعة لم يكن شاملاً، إلا أن معرفته المحدودة أكدت الأهمية الهائلة “للأسماء” في هذا المجال. قوة الاسم لم تكن تافهة. كان الأمر كما لو أن النطق به يمكن أن يستدعي أو يوجه طاقات معينة. يبدو أن اسمه “دنكان أبنومار”، وكذلك اسم سفينته “الضائعة”، يمتلكان قوة متأصلة.

ونظرًا لأن هذا المنتج أنتج بكميات كبيرة، كان دنكان متشككًا في ثراء “جوهره” الروحي، خاصة بالمقارنة مع العناصر الأكثر أصالة مثل تابوت الدمية المصمم بشكل معقد من أليس. ومع ذلك، فهو يعتقد أنه سيكتشف بسرعة أي أسرار يحملها القناع، ثم يفسدها لتتوافق مع طاقاته الخاصة.

من خلال تجميع هذا المنطق، وضع دنكان نظرية لآلية محتملة للسند. عندما تحدثت فانا، التي كانت بمثابة “الحاملة”، بمصطلح “الضائعة” في حضور النار والمرآة الغامضة، يمكن أن تتوطد العلاقة بينها وبين الضائعة – وبالتالي معه – على الفور. إذا اعترف فعليًا بهذا “النداء” في تلك اللحظة بالذات، فإن القناة الخارقة للطبيعة ستؤسس نفسها.

عندما شعر بنيرانه تتخلل القناع، شحذ دنكان تركيزه، محاولًا تمييز أي معلومات مخفية أو جوهر غامض مضمن في هذه القطعة الأثرية.

عادت عيناه، اللتان كانتا ضائعتين وغير مركزتين، في ما بدا وكأنه نجوم بعيدة، إلى الحاضر. في حين أن دنكان لم يكن لديه أي شكاوى محددة ضد كنيسة العاصفة ولم يكن لديه أي عداء خاص تجاه المحققة الشابة فانا، إلا أنه بالتأكيد ليس لديه رغبة في إيذاءها باستخدام هذا الرابط المكتشف حديثًا. ومع ذلك، فقد اعترف بأنه إذا أدى هذا الارتباط أحيانًا إلى رؤى مفيدة، فسيكون مفيدًا.

تردد صدى انفجار مدوي، يشبه قصف الرعد، في ذهنه. بدا الأمر وكأنه مزق الحجاب، واقتحم بعدًا جديدًا تمامًا في القناع الذي يبدو عاديًا. اجتاح وعيه على الفور قوة ساحقة وحارقة كما لو أنه قذف عبر بوابة كونية أو ألقي عبر البوابات إلى عالم لا يمكن فهمه. غمر سيل من الرؤى المذهلة في دماغه، وغمره بضخامة حجمها وكثافتها.

عندما تبلورت أفكاره، بدأ الفراغ الفوضوي المظلم الذي اجتاحه في التبدد. تلاشت بقع الضوء التي بدت وكأنها نجوم بعيدة، ووجد دنكان نفسه مرة أخرى في غرفة نومه.

ومع ذلك، فإن اللهب الذي استخدمه دنكان لا يشبه أي شيء آخر. حتى عند مقارنته بالنيران الخارقة للطبيعة الأخرى، كان خبيثًا بشكل فريد. لقد كانت نارًا مشوبة بصفات خطيرة مثل الفساد والإخفاء والانتزاع والقوة الدنسة [من تدنيس ومُدنس]. وفقا للبيانات النادرة التي جمعها، يمتلك هذا اللهب الغامض القدرة على تلويث وتشويه الأشياء الخارقة للطبيعة. يمكن أن يسكن جثث الموتى ويعشش خلسة داخل نفوس الأحياء. حتى القوى المزعومة للقديس لم تتمكن من القضاء عليه بالكامل. في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن يظل هذا اللهب الغامض كامن داخل الروح، ويشكل اتصالًا سريًا مع الضائعة، أقرب إلى مرض عضال لا يمكن اكتشافه تقريبًا. بقدر ما يستطيع دنكان تقييمه، حتى قوى القديسين بدت غير مجدية في مواجهة هذا اللهب الخبيث.

وبجانبه يوجد قناع مصمم ليشبه الشمس، مصنوع مما كان يعتقد أنه ذهب. كانت حمامته الأليفة، آي، تجلس على طاولة قريبة وتغفو بهدوء. لقد تذكر أنه أرسل آي في وقت سابق للتواصل مع كيان برأس ماعز، ولكن يبدو أن المخلوق لم يكن مهتمًا بالحوار، وأعاد الحمامة بدلاً من ذلك.

مع دوران الشمس، كان ما يكمن وراءها مشهدًا مرعبًا – لحم داكن شاحب منتشر عبر مساحة هائلة، مختلط مع عدد لا يحصى من الأطراف الذابلة التي امتدت لما بدا وكأنه ملايين الكيلومترات. اجتمعت هذه الأطراف الغريبة وطبقات اللحم لتغطي عينًا ضخمة نصف مفتوحة. عين بدت قديمة، وتدهورت لدرجة أنها بدت وكأنها تتحلل منذ آلاف السنين.

بعد لحظة من التردد، التقط دنكان القناع على شكل الشمس. على الرغم من سلسلة الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها وتدفق المعلومات غير المتوقعة، إلا أنه شعر أن الأمور تعود إلى طبيعتها مرة أخرى. لقد كانت لحظة مناسبة للتعمق في خصائص ما يسمى بـ “الآثر الشمسي”.

ثُبتت عيون دنكان على اللهب المتذبذب الذي استحضره بين يديه. بدت النار مروضة ويمكن التحكم فيها، لكنه كان مدركًا تمامًا لقوتها الهائلة التي لا حدود لها تقريبًا. في العالم الذي يسكنه، لم تكن النار مجرد مصدر للإضاءة والدفء؛ لقد كانت قوة بدائية مكنت البشرية من المثابرة والازدهار من خلال المحن التي لا حصر لها. كانت النار جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على توازن دقيق بين العوالم الخارقة للطبيعة والعوالم المادية، وترمز إلى النعمة السماوية وحماية السماويين المقدمة للبشر. في أي ظرف يستدعي ما هو خارق للطبيعة، كانت النار بمثابة عنصر ذو أهمية ساحقة.

وبينما يدقق في تعقيدات القناع، لاحظت عيناه عيبًا صغيرًا – شريحة صغيرة في إحدى زواياه تكشف عن مادة داكنة تحتها. تمامًا كما كان على وشك إجراء مزيد من التحقيق، عادت حمامته النائمة سابقًا، آي، إلى الحياة فجأة. قفزت آي بقوة ورفرفت بجناحيها، وقالت، “حديد مطلي بالنحاس! حديد مطلي بالنحاس!”

 

عند سماع تعجب آي المفاجئ، ركز دنكان بشكل أكثر اهتمامًا على عيب القناع. وباستخدام ظفره، قام بكشط الجزء التالف لإلقاء نظرة فاحصة. وبعد بضع ثوان، تنهد وأعلن بشيء من خيبة الأمل، “إنه في الحقيقة مجرد حديد مطلي بالنحاس. ولا حتى مطلية بالذهب.”

الفصل 108 “الشمس الحارقة الوهمية”

ومما زاد الطين بلة أنه لاحظ أن مناطق معينة في زاوية القناع قد بدأت بالفعل في الأكسدة، وتحولت إلى ظل من اللون الأخضر.

متجاهلاً تعليق الحمامة الساخر، أعاد دنكان توجيه انتباهه إلى ما يسمى “القناع الذهبي”.

“هل هذه مزحه؟” كانت خيبة الأمل في صوت دنكان واضحة عندما رفع القناع، الذي بدا الآن وكأنه ليس أكثر من حلية مبالغ فيها. امتلأت عيناه بالاكتئاب وهو يفحص الشيء المشوه في يديه. “كنت أتمنى أن أحصل على شيء ذي قيمة من هؤلاء الطائفيون. حتى لو كان هذا منتجًا ينتج بكميات كبيرة، ألا ينبغي أن يكون هناك بعض مظاهر مراقبة الجودة لشيء يسمونه “آثار”؟”

يبدو أن الحمامة آي وجدت استياء دنكان أمرًا مسليًا. أدارت عينيها بطريقة الطيور، ورفرفت بجناحيها صارخةً، “هل تضمن صحة كل شيء في متجرك الخاص؟”

كانت الأطراف واللحم بمثابة نوع من الواجهة، مقلدة هالة الشمس، وهي جبهة زائفة كانت تنفجر بالطاقة المشعة. الأمر كما لو أن كيانًا غير مفهوم يحاول يائسًا تقليد الشمس، وتجسيد جوهرها، لكنه لم يتمكن إلا من إنتاج نسخة طبق الأصل مشوهة وغير كاملة.

استغرق الأمر من دنكان لحظة لفهم المغزى الكامن وراء رد آي اللاذع، “إذن أنت تقولين إنني منافق؟” تذكر دنكان بعض العناصر غير الأصلية التي باعها في متجره، بما في ذلك المنتجات المقلدة الحديثة التي تتنكر في شكل قطع أثرية قديمة، فأطلق دنكان نظرة خاطفة على الحمامة. “حسنًا، لك نقطة. الآن صمتًا،” تمتم، وهو يشعر بالخجل قليلًا.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

متجاهلاً تعليق الحمامة الساخر، أعاد دنكان توجيه انتباهه إلى ما يسمى “القناع الذهبي”.

عادت أفكار دنكان إلى اللحظة التي نشأت فيها العلاقة الغامضة فجأة مع فانا. الكلمات التي رنّت في أذنيه في تلك اللحظة المحورية كانت: “… قد يكون في الواقع رابطًا لهم مع الضائعة”. مباشرة بعد سماع تلك الجملة، شعر بشكل الرابطة الأثيرية، مما دفعه إلى التكهن بأن الدافع لهذا الارتباط يمكن أن يكون مضمنًا في تلك الكلمات ذاتها.

بعد أن تأكد دنكان من أن القناع كان في الأساس تقليدًا رخيصًا أنتج بكميات كبيرة، شعر بأنه غير مثقل بأي تردد عندما بدأ “اختباراته” الاستقصائية.

ومع ذلك، فإن اللهب الذي استخدمه دنكان لا يشبه أي شيء آخر. حتى عند مقارنته بالنيران الخارقة للطبيعة الأخرى، كان خبيثًا بشكل فريد. لقد كانت نارًا مشوبة بصفات خطيرة مثل الفساد والإخفاء والانتزاع والقوة الدنسة [من تدنيس ومُدنس]. وفقا للبيانات النادرة التي جمعها، يمتلك هذا اللهب الغامض القدرة على تلويث وتشويه الأشياء الخارقة للطبيعة. يمكن أن يسكن جثث الموتى ويعشش خلسة داخل نفوس الأحياء. حتى القوى المزعومة للقديس لم تتمكن من القضاء عليه بالكامل. في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن يظل هذا اللهب الغامض كامن داخل الروح، ويشكل اتصالًا سريًا مع الضائعة، أقرب إلى مرض عضال لا يمكن اكتشافه تقريبًا. بقدر ما يستطيع دنكان تقييمه، حتى قوى القديسين بدت غير مجدية في مواجهة هذا اللهب الخبيث.

انبعث لهب أخضر شبحي من أطراف أصابعه، وتراقص برشاقة على سطح القناع، متتبعًا تصميماته المتقنة. تسلل اللهب، بتوجيه من دنكان، إلى الطبقات العميقة للقناع، محققًا في حالته “الآثرية” المفترضة.

عند سماع تعجب آي المفاجئ، ركز دنكان بشكل أكثر اهتمامًا على عيب القناع. وباستخدام ظفره، قام بكشط الجزء التالف لإلقاء نظرة فاحصة. وبعد بضع ثوان، تنهد وأعلن بشيء من خيبة الأمل، “إنه في الحقيقة مجرد حديد مطلي بالنحاس. ولا حتى مطلية بالذهب.”

على الرغم من افتقاره الواضح إلى الأصالة، رأى دنكان أن القناع يجب أن يحمل شكلاً من أشكال الأهمية الغامضة. قد يكون تصميمه، مهما كان تافهًا من حيث المادة، منقوشًا بمعنى مقصور على فئة معينة. إذا كان باستطاعة كاهن الشمس استخدام هذا الشيء بالذات للتحدث مع سماوي، فمن المؤكد أن القناع له خصائص يمكن دراستها في إطار الآثار الخارقة للطبيعة.

ثُبتت عيون دنكان على اللهب المتذبذب الذي استحضره بين يديه. بدت النار مروضة ويمكن التحكم فيها، لكنه كان مدركًا تمامًا لقوتها الهائلة التي لا حدود لها تقريبًا. في العالم الذي يسكنه، لم تكن النار مجرد مصدر للإضاءة والدفء؛ لقد كانت قوة بدائية مكنت البشرية من المثابرة والازدهار من خلال المحن التي لا حصر لها. كانت النار جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على توازن دقيق بين العوالم الخارقة للطبيعة والعوالم المادية، وترمز إلى النعمة السماوية وحماية السماويين المقدمة للبشر. في أي ظرف يستدعي ما هو خارق للطبيعة، كانت النار بمثابة عنصر ذو أهمية ساحقة.

لقد علمته خبرته في التعامل مع الظواهر الخارقة للطبيعة طريقة واحدة واضحة المعالم – عندما يكون في شك، أشعل النار فيها. في الآونة الأخيرة، أثبتت هذه المنهجية فعاليتها العالية عندما قام بحرق تابوت أليس بلهبه الأخضر الغامض.

ونظرًا لأن هذا المنتج أنتج بكميات كبيرة، كان دنكان متشككًا في ثراء “جوهره” الروحي، خاصة بالمقارنة مع العناصر الأكثر أصالة مثل تابوت الدمية المصمم بشكل معقد من أليس. ومع ذلك، فهو يعتقد أنه سيكتشف بسرعة أي أسرار يحملها القناع، ثم يفسدها لتتوافق مع طاقاته الخاصة.

عندما شعر بنيرانه تتخلل القناع، شحذ دنكان تركيزه، محاولًا تمييز أي معلومات مخفية أو جوهر غامض مضمن في هذه القطعة الأثرية.

عند سماع تعجب آي المفاجئ، ركز دنكان بشكل أكثر اهتمامًا على عيب القناع. وباستخدام ظفره، قام بكشط الجزء التالف لإلقاء نظرة فاحصة. وبعد بضع ثوان، تنهد وأعلن بشيء من خيبة الأمل، “إنه في الحقيقة مجرد حديد مطلي بالنحاس. ولا حتى مطلية بالذهب.”

ونظرًا لأن هذا المنتج أنتج بكميات كبيرة، كان دنكان متشككًا في ثراء “جوهره” الروحي، خاصة بالمقارنة مع العناصر الأكثر أصالة مثل تابوت الدمية المصمم بشكل معقد من أليس. ومع ذلك، فهو يعتقد أنه سيكتشف بسرعة أي أسرار يحملها القناع، ثم يفسدها لتتوافق مع طاقاته الخاصة.

على الرغم من أن فهمه لما هو خارق للطبيعة لم يكن شاملاً، إلا أن معرفته المحدودة أكدت الأهمية الهائلة “للأسماء” في هذا المجال. قوة الاسم لم تكن تافهة. كان الأمر كما لو أن النطق به يمكن أن يستدعي أو يوجه طاقات معينة. يبدو أن اسمه “دنكان أبنومار”، وكذلك اسم سفينته “الضائعة”، يمتلكان قوة متأصلة.

مع وضع هذا الهدف في الاعتبار، قام بتعمق وعيه في مادة القناع – فقط لكي يخرج الوضع عن السيطرة فجأة!

مع وضع هذا الهدف في الاعتبار، قام بتعمق وعيه في مادة القناع – فقط لكي يخرج الوضع عن السيطرة فجأة!

تردد صدى انفجار مدوي، يشبه قصف الرعد، في ذهنه. بدا الأمر وكأنه مزق الحجاب، واقتحم بعدًا جديدًا تمامًا في القناع الذي يبدو عاديًا. اجتاح وعيه على الفور قوة ساحقة وحارقة كما لو أنه قذف عبر بوابة كونية أو ألقي عبر البوابات إلى عالم لا يمكن فهمه. غمر سيل من الرؤى المذهلة في دماغه، وغمره بضخامة حجمها وكثافتها.

عندما تبلورت أفكاره، بدأ الفراغ الفوضوي المظلم الذي اجتاحه في التبدد. تلاشت بقع الضوء التي بدت وكأنها نجوم بعيدة، ووجد دنكان نفسه مرة أخرى في غرفة نومه.

ربما استمرت ثانية واحدة فقط، وربما أقل من ذلك، ولكن في تلك الفترة الزمنية العابرة، قصف اندفاع من الصور الحية وعي دنكان. وكان في مقدمتها كرة من نار شديدة، جرم سماوي محترق معزول في فراغ الفضاء. لم يكن مجرد نجم. لقد كانت الشمس – شمس حقيقية ورائعة ذات قوة جاذبية شديدة لدرجة أنها بدت وكأنها تسحب نسيج كيانه ذاته.

يبدو أن الحمامة آي وجدت استياء دنكان أمرًا مسليًا. أدارت عينيها بطريقة الطيور، ورفرفت بجناحيها صارخةً، “هل تضمن صحة كل شيء في متجرك الخاص؟”

وجد دنكان نفسه، وسط الحرارة الغامرة والجاذبية الهائلة، واقفًا أمام هذا المشهد المشتعل. ومع ذلك، فمن اللافت للنظر أنه لم يتأثر بدرجات الحرارة الحارقة. كانت الشمس أمامه متناقضة، فقد بدت وكأنها موجودة ولكنها لم تكن كذلك. تمتعت بكل صفات الشمس، وعظمتها، وإشعاعها، لكنها بدت كما لو كانت مجرد صدى من عصر بعيد، كيان كان موجودًا في يوم من الأيام بكل مجده ولكنه الآن غير قادر على التأثير في العالم الملموس.

ومع ذلك، فإن اللهب الذي استخدمه دنكان لا يشبه أي شيء آخر. حتى عند مقارنته بالنيران الخارقة للطبيعة الأخرى، كان خبيثًا بشكل فريد. لقد كانت نارًا مشوبة بصفات خطيرة مثل الفساد والإخفاء والانتزاع والقوة الدنسة [من تدنيس ومُدنس]. وفقا للبيانات النادرة التي جمعها، يمتلك هذا اللهب الغامض القدرة على تلويث وتشويه الأشياء الخارقة للطبيعة. يمكن أن يسكن جثث الموتى ويعشش خلسة داخل نفوس الأحياء. حتى القوى المزعومة للقديس لم تتمكن من القضاء عليه بالكامل. في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن يظل هذا اللهب الغامض كامن داخل الروح، ويشكل اتصالًا سريًا مع الضائعة، أقرب إلى مرض عضال لا يمكن اكتشافه تقريبًا. بقدر ما يستطيع دنكان تقييمه، حتى قوى القديسين بدت غير مجدية في مواجهة هذا اللهب الخبيث.

مفتونًا، ثبّت دنكان نظرته على هذا الجسم السماوي الغامض، والذي بدأ بعد ذلك في الدوران ببطء، ليكشف عن جانب مختلف وأكثر قتامة.

استغرق الأمر من دنكان لحظة لفهم المغزى الكامن وراء رد آي اللاذع، “إذن أنت تقولين إنني منافق؟” تذكر دنكان بعض العناصر غير الأصلية التي باعها في متجره، بما في ذلك المنتجات المقلدة الحديثة التي تتنكر في شكل قطع أثرية قديمة، فأطلق دنكان نظرة خاطفة على الحمامة. “حسنًا، لك نقطة. الآن صمتًا،” تمتم، وهو يشعر بالخجل قليلًا.

مع دوران الشمس، كان ما يكمن وراءها مشهدًا مرعبًا – لحم داكن شاحب منتشر عبر مساحة هائلة، مختلط مع عدد لا يحصى من الأطراف الذابلة التي امتدت لما بدا وكأنه ملايين الكيلومترات. اجتمعت هذه الأطراف الغريبة وطبقات اللحم لتغطي عينًا ضخمة نصف مفتوحة. عين بدت قديمة، وتدهورت لدرجة أنها بدت وكأنها تتحلل منذ آلاف السنين.

ربما استمرت ثانية واحدة فقط، وربما أقل من ذلك، ولكن في تلك الفترة الزمنية العابرة، قصف اندفاع من الصور الحية وعي دنكان. وكان في مقدمتها كرة من نار شديدة، جرم سماوي محترق معزول في فراغ الفضاء. لم يكن مجرد نجم. لقد كانت الشمس – شمس حقيقية ورائعة ذات قوة جاذبية شديدة لدرجة أنها بدت وكأنها تسحب نسيج كيانه ذاته.

كانت الأطراف واللحم بمثابة نوع من الواجهة، مقلدة هالة الشمس، وهي جبهة زائفة كانت تنفجر بالطاقة المشعة. الأمر كما لو أن كيانًا غير مفهوم يحاول يائسًا تقليد الشمس، وتجسيد جوهرها، لكنه لم يتمكن إلا من إنتاج نسخة طبق الأصل مشوهة وغير كاملة.

ومع ذلك، فإن اللهب الذي استخدمه دنكان لا يشبه أي شيء آخر. حتى عند مقارنته بالنيران الخارقة للطبيعة الأخرى، كان خبيثًا بشكل فريد. لقد كانت نارًا مشوبة بصفات خطيرة مثل الفساد والإخفاء والانتزاع والقوة الدنسة [من تدنيس ومُدنس]. وفقا للبيانات النادرة التي جمعها، يمتلك هذا اللهب الغامض القدرة على تلويث وتشويه الأشياء الخارقة للطبيعة. يمكن أن يسكن جثث الموتى ويعشش خلسة داخل نفوس الأحياء. حتى القوى المزعومة للقديس لم تتمكن من القضاء عليه بالكامل. في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن يظل هذا اللهب الغامض كامن داخل الروح، ويشكل اتصالًا سريًا مع الضائعة، أقرب إلى مرض عضال لا يمكن اكتشافه تقريبًا. بقدر ما يستطيع دنكان تقييمه، حتى قوى القديسين بدت غير مجدية في مواجهة هذا اللهب الخبيث.

ثم همس صوت ناعم وغير مسموع تقريبًا في أذن دنكان. لقد كان خافتًا وسرياليًا لدرجة أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان يسمعه أم يتخيله. وتوسل الصوت الأثيري: ، “مُنتزع النار.. أطفئني.. أرجوك…”

“هل يمكن أن يكون مصطلح “الضائعة”؟” فكر دنكان.


إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

الفصل 108 “الشمس الحارقة الوهمية”

متجاهلاً تعليق الحمامة الساخر، أعاد دنكان توجيه انتباهه إلى ما يسمى “القناع الذهبي”.

 

انبعث لهب أخضر شبحي من أطراف أصابعه، وتراقص برشاقة على سطح القناع، متتبعًا تصميماته المتقنة. تسلل اللهب، بتوجيه من دنكان، إلى الطبقات العميقة للقناع، محققًا في حالته “الآثرية” المفترضة.

وبجانبه يوجد قناع مصمم ليشبه الشمس، مصنوع مما كان يعتقد أنه ذهب. كانت حمامته الأليفة، آي، تجلس على طاولة قريبة وتغفو بهدوء. لقد تذكر أنه أرسل آي في وقت سابق للتواصل مع كيان برأس ماعز، ولكن يبدو أن المخلوق لم يكن مهتمًا بالحوار، وأعاد الحمامة بدلاً من ذلك.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط