نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 110

صدفة

صدفة

الفصل 110 “صدفة”

هزت المحصلة رأسها بكل بساطة وهي تضع النقود في جيبها، ولم تقدم أي معلومات أخرى بينما واصلت رحلتها المضنية وسط حشد الركاب.

 

عابسًا، كرر دنكان، “المربع السكني السادس. تشير خريطة الطريق إلى أن الحافلة تسير في هذا الاتجاه، أليس كذلك؟”

في متجر تحف غريب في الجزء السفلي من المدينة، وجد دنكان نفسه خلف المنضدة، منهمكًا في قراءة صحيفة أسبوعية. وفجأة ومضت عيناه الفاترتان عادة بتركيز شديد، مما دفعه إلى العودة إلى الصفحة الأولى للصحيفة – وكانت العناوين الرئيسية تبرز بشكل بارز آخر الأحداث داخل الدولة المدينة. وأبرزها الإعلان عن أن صاحب السيادة فالنتين، رئيس أساقفة الكاتدرائية، سيقود قريبًا صلاة واسعة النطاق. أُعدت أيضًا الفروع المساعدة لكنيسة العاصفة للمشاركة وقرع الأجراس والعزف على الآلات الأخرى لإلقاء البركات على المدينة.

 

 

وبينما يفكر، ترددت في ذهنه عبارة “تسرب المصنع في المربع السكني السادس.” قبل أحد عشر عاما، والآن مرة أخرى، كانت هذه الكلمات تحمل معنى كبيرًا. قلب صفحة الجريدة بعناية، وجمع المعلومات التي كان يجمعها مؤخرًا.

لبدء الحدث الديني القادم، قام حاكم المدينة، دانتي واين، بتهنئة كنيسة العاصفة رسميًا في الليلة السابقة وقدم لهم مجموعة من الهدايا. وأظهرت صورة مصاحبة للمقال دانتي واين كرجل في منتصف العمر ذو شعر رمادي. كان طويلًا ونحيفًا، وله ندبة في وجهه يصعب تجاهلها. والجدير بالذكر أنه استبدلت إحدى عينيه بطرف صناعي، مما يشير إلى مواجهة شبه مميتة في ماضيه.

 

 

 

واصلت عيون دنكان فحص الورقة، لكن أفكاره انجرفت إلى المحققة فانا. وكانت لديها أيضًا ندبة بارزة بالقرب من عينها، رغم أنها لم تؤثر على رؤيتها. كان دنكان على علم بأن دانتي واين هو عم فانا. كلاهما يحمل ندوبهما من الأحداث المؤلمة التي وقعت قبل أحد عشر عامًا – أعمال شغب كارثية حرضت عليها طائفة دينية، إلى جانب تسرب كارثي في مصنع في المبنى السادس بالمدينة. لقد حولت هذه الكوارث العم وابنة أخته إلى مؤيدين متحمسين لكنيسة العاصفة ومقاتلين متحمسين ضد أنشطة الطائفة.

 

 

 

لقد علم دنكان بخلفيتهما ليس سرًا ولكن من خلال السجلات العامة والشائعات المحلية. كل ما كان عليه فعله هو طرح أسئلة في الحي بشكل عرضي والدخول في محادثات مع الغرباء والمعارف.

بعد أن فوجئت شيرلي وبدا عليها عدم الارتياح، تمكنت من رسم ابتسامة في المقابل، على الرغم من أنها بدت متوترة للغاية لدرجة أنها كانت على وشك التكشير. “أنت… مرحبًا،” تلعثمت وهي تحاول الحفاظ على رباطة جأشها.

 

 

وبينما يفكر، ترددت في ذهنه عبارة “تسرب المصنع في المربع السكني السادس.” قبل أحد عشر عاما، والآن مرة أخرى، كانت هذه الكلمات تحمل معنى كبيرًا. قلب صفحة الجريدة بعناية، وجمع المعلومات التي كان يجمعها مؤخرًا.

أعلن دنكان وهو يبتسم ابتسامة ودودة، “المربع السكني السادس.”

 

تعرفت عليها دنكان على الفور. كانت فتاة صغيرة، تقريبًا في نفس عمر ابنة أخته نينا. وارتدت فستانًا أسود اللون مزينًا بطوق غير عادي حول رقبتها يتدلى منه جرس صغير.

يبدو أن العديد من القرائن والأحداث تدور حول هذا الحدث الماضي: شظايا شمس غامضة، ونيران لا يمكن تفسيرها تطارد ذكريات ابنة أخته نينا، وموجة الكوابيس الأخيرة التي تعرضت لها نينا، والحادث الذي غير حياتها الذي أصاب المحققة فانا والحاكم دانتي، وفتاة غامضة تدعى شيرلي يبدو أنها تجري تحقيقها الخاص.

“مفهوم،” أجاب دنكان مبتسمًا وهو يلوح لها. “خذي وقتك، وكوني حذرةً بشأن حركة المرور، واستمتعي بوقتك.”

 

لبدء الحدث الديني القادم، قام حاكم المدينة، دانتي واين، بتهنئة كنيسة العاصفة رسميًا في الليلة السابقة وقدم لهم مجموعة من الهدايا. وأظهرت صورة مصاحبة للمقال دانتي واين كرجل في منتصف العمر ذو شعر رمادي. كان طويلًا ونحيفًا، وله ندبة في وجهه يصعب تجاهلها. والجدير بالذكر أنه استبدلت إحدى عينيه بطرف صناعي، مما يشير إلى مواجهة شبه مميتة في ماضيه.

لم يستطع تجاهل عودة ظهور الشمسيين في المدينة أيضًا. اكتشف دنكان مؤخرًا أن “سماوي الشمس” الخاص بهم في الواقع كيانٌ يحاكي الشمس، ويبدو أنه يطلب المساعدة من قوى خارجية. كانت كل هذه العناصر مترابطة، وتعود جميعها إلى حادثة “تسريب المصنع” سيئة السمعة التي وقعت في المربع السكني السادس منذ أكثر من عقد من الزمن.

لقد علم دنكان بخلفيتهما ليس سرًا ولكن من خلال السجلات العامة والشائعات المحلية. كل ما كان عليه فعله هو طرح أسئلة في الحي بشكل عرضي والدخول في محادثات مع الغرباء والمعارف.

 

مع دفع الأجرة وتحرك الحافلة، انسحب دنكان إلى أفكاره. كل ما بقي الآن هو الانتظار حتى تصل الحافلة إلى المربع السكني السادس المهجور والمثير للاهتمام بشكل متزايد.

شعر دنكان بإحساس متزايد بالإلحاح. لا تزال هناك قطع مفقودة، لكنه لم يستطع التخلص من الشعور بأن شيئًا بالغ الأهمية على وشك الإنكشاف.

أثناء التنقل عبر بحر الركاب، اقترب منها دنكان ببطء. ارتسمت على وجهه ابتسامة دافئة عندما استقبلها. “نلتقي مرة أخرى. هل أنت في طريقك إلى المدرسة هذه المرة؟”

 

 

لم يكن دنكان قد قرر بعد مواجهة الكيان المعروف باسم الشمس السوداء. ومع ذلك، كان هناك قلق يلوح في الأفق: فقد كان قلقًا من أن هذه القوة الغامضة، الممثلة بنار مجهولة، قد توقع عن غير قصد ابنة أخته وتسبب لها الأذى. وفي الوقت نفسه كان منشغلًا بأمور أخرى.

في اللحظة التالية، لاحظت عيون دنكان شخصًا صغيرًا يحاول الهروب، ويختفي بين حشد الركاب في الجزء الخلفي من الحافلة. تلاقت أعينهما لثواني قصيرة، لكنها كافية لشل حركة الجسم، الذي بدا وكأنه يتجمد مثل التمثال.

 

أهلًا مرة أخرى..

لتهدئة مخاوفه، أرسل آي، طائره الأليف المدرب على الاستطلاع، لاستكشاف المدينة. كان الطائر قد انطلق في الصباح الباكر، ولا تزال عودته على بعد ساعات. في هذه الأثناء، كانت نينا مشغولة بالطابق العلوي، تقوم بفرز كتبها المدرسية ومستلزماتها استعدادًا للذهاب إلى المدرسة. دقت أجراس باب متجر التحف بشكل متقطع أثناء مرور الناس بواجهة المتجر. كانت طاقة الصباح الصاخبة هذه أمرًا يقدره دنكان حقًا.

 

 

الفصل 110 “صدفة”

“عمي! انا ذاهب الى المدرسة!” صاحت نينا وهي تنزل على الدرج وحقيبتها المدرسية معلقة على كتف واحد. ومما استطاع دنكان رؤيته، فقد قامت أيضًا بتجهيز قطعة خبز لغداءها، ملفوفة في بعض الورق.

لبدء الحدث الديني القادم، قام حاكم المدينة، دانتي واين، بتهنئة كنيسة العاصفة رسميًا في الليلة السابقة وقدم لهم مجموعة من الهدايا. وأظهرت صورة مصاحبة للمقال دانتي واين كرجل في منتصف العمر ذو شعر رمادي. كان طويلًا ونحيفًا، وله ندبة في وجهه يصعب تجاهلها. والجدير بالذكر أنه استبدلت إحدى عينيه بطرف صناعي، مما يشير إلى مواجهة شبه مميتة في ماضيه.

 

توقفت المُحصلة، وبدت تفاجئةً. “أنا آسفة، إلى أين قلت أنك ذاهب؟”

“أبطئي يا نينا. لا يزال هناك متسع من الوقت،” أجاب دنكان وعيناه تلتقيان بعينيها. خطرت له فكرة فجأة. “أليس اليوم هو يوم زيارتك للمتحف؟”

 

 

 

“نعم! سأذهب مع زميلة في الصف!” التفتت نينا لمواجهته، وأضاء وجهها بالإثارة. “لن أعود لتناول طعام الغداء. سأذهب مباشرة إلى المتحف معها. سيكون عليك أن تطهو لنفسك في وقت الطعام يا عمي.”

عند وصوله إلى محطة الحافلات، استقبل دنكان حشدًا صاخبًا. لقد كان وقت ذروة السفر، حيث يتجه الركاب إلى العمل ويتوجه الطلاب إلى المدرسة. اندمج بسلاسة مع حشد الناس وحوّل انتباهه إلى خريطة الطريق المعروضة على الحائط. كانت الوجهة اليوم ذات أهمية خاصة – المربع السكني السادس سيئ السمعة الذي حدث فيه تسرب المصنع الكارثي، وفقًا للروايات الرسمية.

 

 

“مفهوم،” أجاب دنكان مبتسمًا وهو يلوح لها. “خذي وقتك، وكوني حذرةً بشأن حركة المرور، واستمتعي بوقتك.”

 

 

 

“حسنا، وداعا يا عمي!” خرجت نينا من المتجر بصرخة مبتهجة ونقر سريع بحذائها على الأرض. اهتزت دقات الباب عندما خرجت، واختفى شكلها عن رؤية دنكان عندما عبرت الشارع واندمجت في ضوء شمس الصباح في بلاند.

ومرة أخرى، انجرفت أفكار دنكان بمفرده إلى “الزيارة المنزلية” التي قام بها مؤخرًا السيد موريس، وهو مسؤول بالمدرسة. لقد ناقشا كيف كان لدى نينا عدد قليل من الأصدقاء في المدرسة وكان زملاؤها يتجنبونها بشكل عام. ومع ذلك، على الرغم من دائرتها الاجتماعية المحدودة، يبدو أن نينا قد وجدت روحًا مشابهة لها. وقد دعاها أحد زميلاتها إلى المتحف، وبدت سعيدة للغاية. كان دنكان قد استفسر في اليوم السابق وعلم أن رفيقة نينا في المتحف هي فتاة متحفظة من المدينة السفلى. كانت صداقتهما جديدة إلى حد ما ولكن بدت قوية.

 

عابسًا، كرر دنكان، “المربع السكني السادس. تشير خريطة الطريق إلى أن الحافلة تسير في هذا الاتجاه، أليس كذلك؟”

ومرة أخرى، انجرفت أفكار دنكان بمفرده إلى “الزيارة المنزلية” التي قام بها مؤخرًا السيد موريس، وهو مسؤول بالمدرسة. لقد ناقشا كيف كان لدى نينا عدد قليل من الأصدقاء في المدرسة وكان زملاؤها يتجنبونها بشكل عام. ومع ذلك، على الرغم من دائرتها الاجتماعية المحدودة، يبدو أن نينا قد وجدت روحًا مشابهة لها. وقد دعاها أحد زميلاتها إلى المتحف، وبدت سعيدة للغاية. كان دنكان قد استفسر في اليوم السابق وعلم أن رفيقة نينا في المتحف هي فتاة متحفظة من المدينة السفلى. كانت صداقتهما جديدة إلى حد ما ولكن بدت قوية.

 

 

 

مع رحيل نينا وعدم توقع أي عمل في المتجر في هذا اليوم المعتاد من أيام الأسبوع، وضع دنكان الصحيفة وفكر في خطوته التالية. سيبقى المنزل خاليا حتى المساء. بدا الأمر وكأن مجرد الجلوس في المتجر يعد إسرافًا، خاصة عندما لا يكون من المتوقع وجود عملاء. وربما كانت هذه لحظة مناسبة له للتجول في المدينة والتعمق في بعض الألغاز التي تشغل أفكاره.

شعر دنكان بإحساس متزايد بالإلحاح. لا تزال هناك قطع مفقودة، لكنه لم يستطع التخلص من الشعور بأن شيئًا بالغ الأهمية على وشك الإنكشاف.

 

أهلًا مرة أخرى..

كان أول ما على جدول أعمال دنكان هو إرسال تعليمات جديدة إلى آي، لضمان استمرار الطائر في مهمته الاستطلاعية أثناء خروجه. شعر بالرضا، وارتدى معطفه، وعلق لافتة “مغلق” على باب متجر التحف الخاص به، وأغلقه بإحكام قبل الخروج.

 

 

 

عند وصوله إلى محطة الحافلات، استقبل دنكان حشدًا صاخبًا. لقد كان وقت ذروة السفر، حيث يتجه الركاب إلى العمل ويتوجه الطلاب إلى المدرسة. اندمج بسلاسة مع حشد الناس وحوّل انتباهه إلى خريطة الطريق المعروضة على الحائط. كانت الوجهة اليوم ذات أهمية خاصة – المربع السكني السادس سيئ السمعة الذي حدث فيه تسرب المصنع الكارثي، وفقًا للروايات الرسمية.

واصلت عيون دنكان فحص الورقة، لكن أفكاره انجرفت إلى المحققة فانا. وكانت لديها أيضًا ندبة بارزة بالقرب من عينها، رغم أنها لم تؤثر على رؤيتها. كان دنكان على علم بأن دانتي واين هو عم فانا. كلاهما يحمل ندوبهما من الأحداث المؤلمة التي وقعت قبل أحد عشر عامًا – أعمال شغب كارثية حرضت عليها طائفة دينية، إلى جانب تسرب كارثي في مصنع في المبنى السادس بالمدينة. لقد حولت هذه الكوارث العم وابنة أخته إلى مؤيدين متحمسين لكنيسة العاصفة ومقاتلين متحمسين ضد أنشطة الطائفة.

 

“أبطئي يا نينا. لا يزال هناك متسع من الوقت،” أجاب دنكان وعيناه تلتقيان بعينيها. خطرت له فكرة فجأة. “أليس اليوم هو يوم زيارتك للمتحف؟”

واثقًا من المسار الذي اختاره، تراجع دنكان عن نظرته واندمج بصبر في بحر الركاب المنتظرين. وصلت عدة حافلات وغادرت، وكانت محركاتها التي تعمل بالبخار تصدر صوت هسهسة وتثور أثناء نقلها نصف الحشد. عندما توقفت حافلته أخيرًا، لم توفر آليتها التي تعمل بالبخار سوى القليل من الضمانات للسلامة من الحرائق، لكن دنكان صعد على متنها دون شكوى.

مع هدير صرير وأزيز، عاد المحرك البخاري إلى العمل، مما يشير إلى مُوصلة التذاكر لبدء العملية الشاقة لجمع الأجرة. بحلول الوقت الذي وصلت فيه المحصلة إلى دنكان، بدت منهكةً بشكل واضح؛ كان زيها الأزرق الداكن أشعثًا، وهو دليل على تحديات التنقل في الحافلة المزدحمة.

 

“حسنا، وداعا يا عمي!” خرجت نينا من المتجر بصرخة مبتهجة ونقر سريع بحذائها على الأرض. اهتزت دقات الباب عندما خرجت، واختفى شكلها عن رؤية دنكان عندما عبرت الشارع واندمجت في ضوء شمس الصباح في بلاند.

انضم دنكان إلى موجة الركاب، ووجد نفسه محصورًا بين الجثث، في غرفة الوقوف فقط. وكانت المقاعد، كما هو متوقع، يشغلها في الغالب الأطفال والنساء. شق طريقه إلى زاوية أقل ازدحامًا بالقرب من الباب الخلفي واستقر في الرحلة.

 

 

واصلت عيون دنكان فحص الورقة، لكن أفكاره انجرفت إلى المحققة فانا. وكانت لديها أيضًا ندبة بارزة بالقرب من عينها، رغم أنها لم تؤثر على رؤيتها. كان دنكان على علم بأن دانتي واين هو عم فانا. كلاهما يحمل ندوبهما من الأحداث المؤلمة التي وقعت قبل أحد عشر عامًا – أعمال شغب كارثية حرضت عليها طائفة دينية، إلى جانب تسرب كارثي في مصنع في المبنى السادس بالمدينة. لقد حولت هذه الكوارث العم وابنة أخته إلى مؤيدين متحمسين لكنيسة العاصفة ومقاتلين متحمسين ضد أنشطة الطائفة.

مع هدير صرير وأزيز، عاد المحرك البخاري إلى العمل، مما يشير إلى مُوصلة التذاكر لبدء العملية الشاقة لجمع الأجرة. بحلول الوقت الذي وصلت فيه المحصلة إلى دنكان، بدت منهكةً بشكل واضح؛ كان زيها الأزرق الداكن أشعثًا، وهو دليل على تحديات التنقل في الحافلة المزدحمة.

 

 

مع رحيل نينا وعدم توقع أي عمل في المتجر في هذا اليوم المعتاد من أيام الأسبوع، وضع دنكان الصحيفة وفكر في خطوته التالية. سيبقى المنزل خاليا حتى المساء. بدا الأمر وكأن مجرد الجلوس في المتجر يعد إسرافًا، خاصة عندما لا يكون من المتوقع وجود عملاء. وربما كانت هذه لحظة مناسبة له للتجول في المدينة والتعمق في بعض الألغاز التي تشغل أفكاره.

أعلن دنكان وهو يبتسم ابتسامة ودودة، “المربع السكني السادس.”

 

 

أعلن دنكان وهو يبتسم ابتسامة ودودة، “المربع السكني السادس.”

توقفت المُحصلة، وبدت تفاجئةً. “أنا آسفة، إلى أين قلت أنك ذاهب؟”

“حسنا، وداعا يا عمي!” خرجت نينا من المتجر بصرخة مبتهجة ونقر سريع بحذائها على الأرض. اهتزت دقات الباب عندما خرجت، واختفى شكلها عن رؤية دنكان عندما عبرت الشارع واندمجت في ضوء شمس الصباح في بلاند.

 

توقفت المُحصلة، وبدت تفاجئةً. “أنا آسفة، إلى أين قلت أنك ذاهب؟”

عابسًا، كرر دنكان، “المربع السكني السادس. تشير خريطة الطريق إلى أن الحافلة تسير في هذا الاتجاه، أليس كذلك؟”

 

 

في اللحظة التالية، لاحظت عيون دنكان شخصًا صغيرًا يحاول الهروب، ويختفي بين حشد الركاب في الجزء الخلفي من الحافلة. تلاقت أعينهما لثواني قصيرة، لكنها كافية لشل حركة الجسم، الذي بدا وكأنه يتجمد مثل التمثال.

بدا أن الموصلة قد خرجت من سباتها المؤقت، ونظرت إلى خريطة الطريق المنشورة بجانبه وأومأت برأسها بسرعة. “آه، نعم، نعم، نحن بالفعل ذاهبون إلى هناك. من غير المألوف أن يطلب أي شخص هذا التوقف. سيكون ذلك أربع سورات.”

واصلت عيون دنكان فحص الورقة، لكن أفكاره انجرفت إلى المحققة فانا. وكانت لديها أيضًا ندبة بارزة بالقرب من عينها، رغم أنها لم تؤثر على رؤيتها. كان دنكان على علم بأن دانتي واين هو عم فانا. كلاهما يحمل ندوبهما من الأحداث المؤلمة التي وقعت قبل أحد عشر عامًا – أعمال شغب كارثية حرضت عليها طائفة دينية، إلى جانب تسرب كارثي في مصنع في المبنى السادس بالمدينة. لقد حولت هذه الكوارث العم وابنة أخته إلى مؤيدين متحمسين لكنيسة العاصفة ومقاتلين متحمسين ضد أنشطة الطائفة.

 

 

“غير مألوف؟” فكر دنكان وهو يسلم الأجرة. لقد مرت إحدى عشرة سنة على الحادثة؛ ألم يعاد تطوير المنطقة المحيطة بالمصنع؟

بدا أن الموصلة قد خرجت من سباتها المؤقت، ونظرت إلى خريطة الطريق المنشورة بجانبه وأومأت برأسها بسرعة. “آه، نعم، نعم، نحن بالفعل ذاهبون إلى هناك. من غير المألوف أن يطلب أي شخص هذا التوقف. سيكون ذلك أربع سورات.”

 

انضم دنكان إلى موجة الركاب، ووجد نفسه محصورًا بين الجثث، في غرفة الوقوف فقط. وكانت المقاعد، كما هو متوقع، يشغلها في الغالب الأطفال والنساء. شق طريقه إلى زاوية أقل ازدحامًا بالقرب من الباب الخلفي واستقر في الرحلة.

هزت المحصلة رأسها بكل بساطة وهي تضع النقود في جيبها، ولم تقدم أي معلومات أخرى بينما واصلت رحلتها المضنية وسط حشد الركاب.

 

 

أعلن دنكان وهو يبتسم ابتسامة ودودة، “المربع السكني السادس.”

مع دفع الأجرة وتحرك الحافلة، انسحب دنكان إلى أفكاره. كل ما بقي الآن هو الانتظار حتى تصل الحافلة إلى المربع السكني السادس المهجور والمثير للاهتمام بشكل متزايد.

 

 

بمجرد أن بدأ دنكان في الاستقرار على إيقاع رحلة الحافلة، اجتاحه شعور مفاجئ وغير قابل للتفسير – إحساس واضح بأنه كان مراقبًا سرًا. كانت التجربة عابرة، ولم تدوم أكثر من نبضة قلب، لكنها تركت دنكان مقتنعًا بأن التدقيق كان متعمدًا. لم يكن مجرد فضول هو ما شعر به ينبع من تلك النظرة؛ كان هناك شعور ملموس بالخوف ونية واضحة لتجنب الكشف. مفتونًا بهذا التطور الجديد، زادت حواس دنكان، وبدأت الغرائز المحنكة للقبطان المعتاد على قراءة الإشارات الدقيقة في المواقف المحفوفة بالمخاطر.

 

 

لبدء الحدث الديني القادم، قام حاكم المدينة، دانتي واين، بتهنئة كنيسة العاصفة رسميًا في الليلة السابقة وقدم لهم مجموعة من الهدايا. وأظهرت صورة مصاحبة للمقال دانتي واين كرجل في منتصف العمر ذو شعر رمادي. كان طويلًا ونحيفًا، وله ندبة في وجهه يصعب تجاهلها. والجدير بالذكر أنه استبدلت إحدى عينيه بطرف صناعي، مما يشير إلى مواجهة شبه مميتة في ماضيه.

في اللحظة التالية، لاحظت عيون دنكان شخصًا صغيرًا يحاول الهروب، ويختفي بين حشد الركاب في الجزء الخلفي من الحافلة. تلاقت أعينهما لثواني قصيرة، لكنها كافية لشل حركة الجسم، الذي بدا وكأنه يتجمد مثل التمثال.

في متجر تحف غريب في الجزء السفلي من المدينة، وجد دنكان نفسه خلف المنضدة، منهمكًا في قراءة صحيفة أسبوعية. وفجأة ومضت عيناه الفاترتان عادة بتركيز شديد، مما دفعه إلى العودة إلى الصفحة الأولى للصحيفة – وكانت العناوين الرئيسية تبرز بشكل بارز آخر الأحداث داخل الدولة المدينة. وأبرزها الإعلان عن أن صاحب السيادة فالنتين، رئيس أساقفة الكاتدرائية، سيقود قريبًا صلاة واسعة النطاق. أُعدت أيضًا الفروع المساعدة لكنيسة العاصفة للمشاركة وقرع الأجراس والعزف على الآلات الأخرى لإلقاء البركات على المدينة.

 

واصلت عيون دنكان فحص الورقة، لكن أفكاره انجرفت إلى المحققة فانا. وكانت لديها أيضًا ندبة بارزة بالقرب من عينها، رغم أنها لم تؤثر على رؤيتها. كان دنكان على علم بأن دانتي واين هو عم فانا. كلاهما يحمل ندوبهما من الأحداث المؤلمة التي وقعت قبل أحد عشر عامًا – أعمال شغب كارثية حرضت عليها طائفة دينية، إلى جانب تسرب كارثي في مصنع في المبنى السادس بالمدينة. لقد حولت هذه الكوارث العم وابنة أخته إلى مؤيدين متحمسين لكنيسة العاصفة ومقاتلين متحمسين ضد أنشطة الطائفة.

تعرفت عليها دنكان على الفور. كانت فتاة صغيرة، تقريبًا في نفس عمر ابنة أخته نينا. وارتدت فستانًا أسود اللون مزينًا بطوق غير عادي حول رقبتها يتدلى منه جرس صغير.

 

 

بمجرد أن بدأ دنكان في الاستقرار على إيقاع رحلة الحافلة، اجتاحه شعور مفاجئ وغير قابل للتفسير – إحساس واضح بأنه كان مراقبًا سرًا. كانت التجربة عابرة، ولم تدوم أكثر من نبضة قلب، لكنها تركت دنكان مقتنعًا بأن التدقيق كان متعمدًا. لم يكن مجرد فضول هو ما شعر به ينبع من تلك النظرة؛ كان هناك شعور ملموس بالخوف ونية واضحة لتجنب الكشف. مفتونًا بهذا التطور الجديد، زادت حواس دنكان، وبدأت الغرائز المحنكة للقبطان المعتاد على قراءة الإشارات الدقيقة في المواقف المحفوفة بالمخاطر.

إنها شيرلي.

 

 

“غير مألوف؟” فكر دنكان وهو يسلم الأجرة. لقد مرت إحدى عشرة سنة على الحادثة؛ ألم يعاد تطوير المنطقة المحيطة بالمصنع؟

أثناء التنقل عبر بحر الركاب، اقترب منها دنكان ببطء. ارتسمت على وجهه ابتسامة دافئة عندما استقبلها. “نلتقي مرة أخرى. هل أنت في طريقك إلى المدرسة هذه المرة؟”

انضم دنكان إلى موجة الركاب، ووجد نفسه محصورًا بين الجثث، في غرفة الوقوف فقط. وكانت المقاعد، كما هو متوقع، يشغلها في الغالب الأطفال والنساء. شق طريقه إلى زاوية أقل ازدحامًا بالقرب من الباب الخلفي واستقر في الرحلة.

 

ومرة أخرى، انجرفت أفكار دنكان بمفرده إلى “الزيارة المنزلية” التي قام بها مؤخرًا السيد موريس، وهو مسؤول بالمدرسة. لقد ناقشا كيف كان لدى نينا عدد قليل من الأصدقاء في المدرسة وكان زملاؤها يتجنبونها بشكل عام. ومع ذلك، على الرغم من دائرتها الاجتماعية المحدودة، يبدو أن نينا قد وجدت روحًا مشابهة لها. وقد دعاها أحد زميلاتها إلى المتحف، وبدت سعيدة للغاية. كان دنكان قد استفسر في اليوم السابق وعلم أن رفيقة نينا في المتحف هي فتاة متحفظة من المدينة السفلى. كانت صداقتهما جديدة إلى حد ما ولكن بدت قوية.

بعد أن فوجئت شيرلي وبدا عليها عدم الارتياح، تمكنت من رسم ابتسامة في المقابل، على الرغم من أنها بدت متوترة للغاية لدرجة أنها كانت على وشك التكشير. “أنت… مرحبًا،” تلعثمت وهي تحاول الحفاظ على رباطة جأشها.

“حسنا، وداعا يا عمي!” خرجت نينا من المتجر بصرخة مبتهجة ونقر سريع بحذائها على الأرض. اهتزت دقات الباب عندما خرجت، واختفى شكلها عن رؤية دنكان عندما عبرت الشارع واندمجت في ضوء شمس الصباح في بلاند.

 

 

كان التوتر واضحًا. هنا شيرلي، الفتاة الغامضة التي يبدو أنها تحقق في الحقيقة وراء الحادث الذي وقع منذ فترة طويلة والذي كان دنكان نفسه يتعمق فيه. والآن، تقاطعت مساراتهما مرة أخرى في حافلة مزدحمة متجهة نحو جزء منسي إلى حد كبير من المدينة. لقد كانت مصادفة بدت ذات أهمية أكبر من أن تكون مجرد صدفة، وشعر دنكان أن مكائده تتعمق.

وبينما يفكر، ترددت في ذهنه عبارة “تسرب المصنع في المربع السكني السادس.” قبل أحد عشر عاما، والآن مرة أخرى، كانت هذه الكلمات تحمل معنى كبيرًا. قلب صفحة الجريدة بعناية، وجمع المعلومات التي كان يجمعها مؤخرًا.

 

تعرفت عليها دنكان على الفور. كانت فتاة صغيرة، تقريبًا في نفس عمر ابنة أخته نينا. وارتدت فستانًا أسود اللون مزينًا بطوق غير عادي حول رقبتها يتدلى منه جرس صغير.


 

في متجر تحف غريب في الجزء السفلي من المدينة، وجد دنكان نفسه خلف المنضدة، منهمكًا في قراءة صحيفة أسبوعية. وفجأة ومضت عيناه الفاترتان عادة بتركيز شديد، مما دفعه إلى العودة إلى الصفحة الأولى للصحيفة – وكانت العناوين الرئيسية تبرز بشكل بارز آخر الأحداث داخل الدولة المدينة. وأبرزها الإعلان عن أن صاحب السيادة فالنتين، رئيس أساقفة الكاتدرائية، سيقود قريبًا صلاة واسعة النطاق. أُعدت أيضًا الفروع المساعدة لكنيسة العاصفة للمشاركة وقرع الأجراس والعزف على الآلات الأخرى لإلقاء البركات على المدينة.

أهلًا مرة أخرى..

إنها شيرلي.

 

 

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

كان التوتر واضحًا. هنا شيرلي، الفتاة الغامضة التي يبدو أنها تحقق في الحقيقة وراء الحادث الذي وقع منذ فترة طويلة والذي كان دنكان نفسه يتعمق فيه. والآن، تقاطعت مساراتهما مرة أخرى في حافلة مزدحمة متجهة نحو جزء منسي إلى حد كبير من المدينة. لقد كانت مصادفة بدت ذات أهمية أكبر من أن تكون مجرد صدفة، وشعر دنكان أن مكائده تتعمق.

مع دفع الأجرة وتحرك الحافلة، انسحب دنكان إلى أفكاره. كل ما بقي الآن هو الانتظار حتى تصل الحافلة إلى المربع السكني السادس المهجور والمثير للاهتمام بشكل متزايد.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط