نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 151

خوف الشياطين

خوف الشياطين

الفصل 151 “خوف الشياطين”

تجعد جبين دنكان وهو يعالج كلمات دوغ. “ماذا عن “الغازي” الذي كان من المفترض أن يهاجم هذا الحرم؟ تلك الراهبة التي التقينا بها سابقًا لا يمكن أن تكون تحارب مجرد أوهام أو تشويهات، أليس كذلك؟”

انحنى دنكان إلى الأمام، وهو يفحص الجثة على الأرض بعين حذرة.

من المؤكد أنها كانت الراهبة التي تحدث إليها هو وشيرلي منذ وقت قصير. وفي أية ظروف أخرى، كان ينبغي أن تكون في القاعة الرئيسية للكنيسة، منهمكة في الصلاة في هذه اللحظة بالذات.

كانت الكنيسة مهجورة لمدة أحد عشر عامًا بعد حدوث حدث خارق للطبيعة لا يمكن تفسيره في دولة المدينة بلاند. إذا كانت الشائعات صحيحة بأن هذه الكنيسة كانت نقطة حرجة في خطة كونية واسعة وغامضة، فيجب أن تكون الأحداث المأساوية هنا قد ظهرت وانتهت منذ أكثر من عقد من الزمن. الراهبة، التي يبدو أنها قاتلت حتى أنفاسها الأخيرة في هذه الغرفة تحت الأرض، لا يمكن أن تكون قد ماتت للتو.

وبدلًا من ذلك، كان جسدها الهامد ممتدًا بالقرب من مدخل الحرم تحت الأرض. أغلق الباب وكان جسدها بمثابة حاجز ضده حتى دفعه دنكان لفتحه.

تحدث دنكان إلى نفسه أكثر من رفاقه، ضائعًا في مضامين هذه النظرية الجديدة. “إذا كان الدخيل بالفعل من الفضاء الفرعي، فكيف يمكن أن يخترق الحرم المخصص لسماوية العاصفة؟ مكان مثل هذا يجب أن يكون محصنًا بأقوى الدفاعات الروحية. علاوة على ذلك، انطلاقًا من ما رأيناه، يبدو أن الدخيل لا يخترق هذه الدفاعات من الخارج. بدلًا من ذلك، يبدو كما لو أنه تجسدو مباشرة داخل الحرم وبدأ هجومه من هناك…”

يبدو كما لو أنها كانت تسعى جاهدة لمنع شيء ما من التسلل إلى الفضاء المقدس تحت الأرض. لكن حالة جسدها تشير إلى قصة أكثر قتامة. بدا الأمر وكأنها انخرطت في صراع شرس داخل الحرم قبل أن تغلق الباب خلفها في محاولة غير مجدية لاحتواء أي خطر يكمن في الداخل.

يبدو أن هذا البيان البسيط كان له تأثير عميق على دوغ. للحظة، بدا كلب الصيد الهيكلي كما لو كان متجمدًا في الوقت المناسب، متأثرًا بشدة بالتزام دنكان.

“يبدو كما لو أنها ماتت للتو،” همست شيرلي، وكان صوتها مشوبًا بالكفر والخوف. استجمعت شجاعتها واقتربت ونظرت بحذر فوق كتف دنكان. ترددت للحظة وهي تختار كلماتها التالية بعناية.

تحدث دنكان إلى نفسه أكثر من رفاقه، ضائعًا في مضامين هذه النظرية الجديدة. “إذا كان الدخيل بالفعل من الفضاء الفرعي، فكيف يمكن أن يخترق الحرم المخصص لسماوية العاصفة؟ مكان مثل هذا يجب أن يكون محصنًا بأقوى الدفاعات الروحية. علاوة على ذلك، انطلاقًا من ما رأيناه، يبدو أن الدخيل لا يخترق هذه الدفاعات من الخارج. بدلًا من ذلك، يبدو كما لو أنه تجسدو مباشرة داخل الحرم وبدأ هجومه من هناك…”

“أنت على حق. لا يبدو أنها ماتت منذ فترة طويلة،” تراجع صوت دنكان، ولامست أصابعه ذراع الراهبة بخفة. “جسدها لا يزال دافئا عند اللمس.”

عندما روى دوغ هذه الحكاية المروعة، بدا أنه يعاني من رد فعل جسدي، حيث يصدر حلقه صوتًا خشنًا كما لو كان يحاول ابتلاع بعض المواد المسببة للتآكل. كان الصوت بمثابة علامة ترقيم تقشعر لها الأبدان في السرد الكئيب، مما يؤكد الرعب الذي شهده دوغ – وربما كثيرون آخرون.

إن الدفء المقلق لجثة الراهبة، إلى جانب جسدها المتضرر من المعركة والذي لا يزال يحمل دماء طازجة ورطبة، أعطى دنكان إحساسًا غريبًا. بدا الأمر كما لو أن صراع الحياة والموت داخل قبو الكنيسة كان محتدمًا حتى عندما دخلا المبنى لأول مرة – كما لو أن هذه الراهبة كانت تتنفس، على قيد الحياة، بينما كانو يبدأان استكشافهم للكنيسة.

يبدو كما لو أنها كانت تسعى جاهدة لمنع شيء ما من التسلل إلى الفضاء المقدس تحت الأرض. لكن حالة جسدها تشير إلى قصة أكثر قتامة. بدا الأمر وكأنها انخرطت في صراع شرس داخل الحرم قبل أن تغلق الباب خلفها في محاولة غير مجدية لاحتواء أي خطر يكمن في الداخل.

لكن هذا يتحدى كل المنطق.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

كانت الكنيسة مهجورة لمدة أحد عشر عامًا بعد حدوث حدث خارق للطبيعة لا يمكن تفسيره في دولة المدينة بلاند. إذا كانت الشائعات صحيحة بأن هذه الكنيسة كانت نقطة حرجة في خطة كونية واسعة وغامضة، فيجب أن تكون الأحداث المأساوية هنا قد ظهرت وانتهت منذ أكثر من عقد من الزمن. الراهبة، التي يبدو أنها قاتلت حتى أنفاسها الأخيرة في هذه الغرفة تحت الأرض، لا يمكن أن تكون قد ماتت للتو.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

ارتدى دنكان تعبيرًا حزينًا، ووجه نظره نحو الجزء الداخلي من الحرم تحت الأرض.

“يبدو كما لو أنها ماتت للتو،” همست شيرلي، وكان صوتها مشوبًا بالكفر والخوف. استجمعت شجاعتها واقتربت ونظرت بحذر فوق كتف دنكان. ترددت للحظة وهي تختار كلماتها التالية بعناية.

لقد كان الأمر كما تخيله – منطقة قبو واسعة إلى حد ما. والغريب أن جميع مصادر الضوء داخل الحرم انطفأت. حتى المصابيح التي كان ينبغي إشعالها أثناء طقوس طرد الأرواح الشريرة كانت مظلمة. تسللت قطعة خافتة من الضوء من خلال المدخل المفتوح، مما أضاء المساحة بالداخل بشكل ضعيف. في هذه الرؤية الخافتة، كان بإمكانه رؤية تمثال لسماوية تقف في وسط الغرفة تحت الأرض. وكانت الأعمدة على كلا الجانبين مزينة بالمفروشات الدينية، ونحتت تجاويف للأواني المقدسة في الجدران.

كان دنكان قد طرح السؤال في البداية بنبرة غير رسمية إلى حد ما، لكنه تفاجأ بخطورة المعلومات التي شاركها دوغ. وقد أثار اهتمامه. “هل تقول أن السفينة كانت تتأرجح بين عالمنا والفضاء الفرعي؟”

داس دنكان بحذر على جسد الراهبة، وقام بمسح الطابق السفلي بحثًا عن أي علامات تشير إلى وجود صراع. كانت الجدران والأعمدة تحمل علامات مائلة، وثقبت ثقوب الرصاص الأسطح، وكانت هناك أيضًا علامات حرق – دليل على وجود قتال عنيف.

انحنى دنكان إلى الأمام، وهو يفحص الجثة على الأرض بعين حذرة.

ومع ذلك، فمن المحبط أنه لم يكن هناك أي مؤشر على الخصم – الكيان المجهول الذي حاربت الراهبة ضده بشدة قبل أن تواجه نهايتها المأساوية.

بدا خيبة الأمل، خفض دوغ رأسه. “إذا قلت أنك غير مألوف به، فسوف آخذ كلامك على محمل الجد.”

عندما أدار دنكان رأسه، التقت نظرته بجسد دوغ، وهو كلب الصيد الأسود الذي كان جزءًا من ثلاثيهم غير العادي. كان دوغ يتتبع باجتهاد خلف شيرلي، وعيناه تفحصان محيطهما باستمرار بحذر لا يمكن أن يحشده إلا مخلوق خارق للطبيعة. شعر دنكان بأنه مضطر إلى أن يسأل، “أيا دوغ، هل يمكنك فهم الظروف الغريبة التي نجد أنفسنا فيها؟”

انحنى دنكان إلى الأمام، وهو يفحص الجثة على الأرض بعين حذرة.

كان رد دوغ فوريًا وبجدية لا تترك مجالًا للشك. وجاء في الحديث، “إنني أكتشف تشوهات شديدة في نسيج الزمكان.” على عكس دنكان، الذي كانت نظرياته في الغالب تأملية، فإن خبرة دوغ في الظواهر الخارقة للطبيعة جعلت تحليله أكثر مصداقية وتنظيمًا. “في رؤيتي، الحرم تحت الأرض بأكمله محاط بنوع من الضباب الرقيق غير الملموس. يبدو الأمر كما لو أن قوانين الواقع العادية قد حلت محلها هذه الأبعاد الملتوية. ومع ذلك، وبصرف النظر عن التشويه المكاني والزماني، لم أكتشف أي شيء آخر.”

إن الدفء المقلق لجثة الراهبة، إلى جانب جسدها المتضرر من المعركة والذي لا يزال يحمل دماء طازجة ورطبة، أعطى دنكان إحساسًا غريبًا. بدا الأمر كما لو أن صراع الحياة والموت داخل قبو الكنيسة كان محتدمًا حتى عندما دخلا المبنى لأول مرة – كما لو أن هذه الراهبة كانت تتنفس، على قيد الحياة، بينما كانو يبدأان استكشافهم للكنيسة.

تجعد جبين دنكان وهو يعالج كلمات دوغ. “ماذا عن “الغازي” الذي كان من المفترض أن يهاجم هذا الحرم؟ تلك الراهبة التي التقينا بها سابقًا لا يمكن أن تكون تحارب مجرد أوهام أو تشويهات، أليس كذلك؟”

الفصل 151 “خوف الشياطين”

يبدو أن دوغ يستنشق الهواء، وهو إجراء لم يكن من الممكن أن يكون ملحوظًا لولا حقيقة أنه يفتقر إلى جهاز تنفسي تمامًا. أكد، “لا توجد رائحة لأي كائن حي، ولا أستطيع اكتشاف آثار الشياطين الأثيرية أو الكيانات الروحية الأخرى.”

عندما روى دوغ هذه الحكاية المروعة، بدا أنه يعاني من رد فعل جسدي، حيث يصدر حلقه صوتًا خشنًا كما لو كان يحاول ابتلاع بعض المواد المسببة للتآكل. كان الصوت بمثابة علامة ترقيم تقشعر لها الأبدان في السرد الكئيب، مما يؤكد الرعب الذي شهده دوغ – وربما كثيرون آخرون.

بعد توقف بسيط، تابع دوغ قائلًا، “عليك أن تثق بحواسي في هذا الشأن. نحن كلاب الصيد الهيكلية نتقن الصيد. إن تمييز الرائحة الفريدة لفرائسنا، حتى في البيئات المعقدة، هو مهارة أساسية بالنسبة لنا – إلا إذا…”

أصبح وجه دوغ خطيرًا، وكان صوته مشوبًا بالخوف الذي بدا وكأنه يأتي من تجربة مباشرة. “نعم، وبذلك، لم يكن الأمر مجرد المرور عبر عالمنا أو العالم الروحي. لقد كانت تسحب حرفيًا أي شيء وأي شخص تواجهه، مثل قذيفة مدفع هاربة تمزق نسيجًا متعدد الأبعاد. لا أزال أستطيع أن أتذكر بوضوح المشهد الكابوسي، السفينة تهبط من العوالم العليا مثل نيزك محترق تبتلعه النيران. كانت محاطة بصرخات البشر المؤلمة وكان لها بدن مشوه وممزق. شياطين الظل الذين شاركوا في المعركة انتشروا في رعب شديد. ومع ذلك، قبل أن يتمكنوا من الهروب، امتصوا في الحريق بسبب قوة الجاذبية الهائلة للسفينة. ما تلا ذلك كان بغيضًا، اندمج البشر والشياطين الأثيرية معًا في اندماجات ملتوية وغريبة قبل أن يمزقوا ويتتاثروا في أبعد حدود العالم الأثيري. هذه هي الطريقة التي أحدثت بها “الضائعة” الفوضى، حيث غاصت بشكل أعمق في الفضاء الفرعي، لتعود إلى السطح بعد يومين، وبعد ذلك… كررت الدورة بأكملها.”

“إلا ماذا؟” قاطعه دنكان وهو يرفع حاجبه بفضول.

كان دنكان قد طرح السؤال في البداية بنبرة غير رسمية إلى حد ما، لكنه تفاجأ بخطورة المعلومات التي شاركها دوغ. وقد أثار اهتمامه. “هل تقول أن السفينة كانت تتأرجح بين عالمنا والفضاء الفرعي؟”

قام دوغ بمسح الغرفة مرة أخرى، وتحول سلوكه إلى الحذر الشديد. اقترب من دنكان، وكاد يهمس، “ما لم يظهر شيء ما من الفضاء الفرعي، وهو بُعد يتجاوز قدراتي على إدراكه. في هذه الحالة، قد تكون على دراية بها أكثر مني.”

طاردته فكرة الفضاء الفرعي. هل يمكن لشيء ما أن يدخل واقعهم حقًا من هذا البعد بعيد المنال؟

للحظة وجيزة، أصبح وجه دنكان خاليًا من التعبير تمامًا. “يؤسفني أن أقول إنني لا أملك أي معرفة بالفضاء الفرعي.”

للحظة وجيزة، أصبح وجه دنكان خاليًا من التعبير تمامًا. “يؤسفني أن أقول إنني لا أملك أي معرفة بالفضاء الفرعي.”

بدا خيبة الأمل، خفض دوغ رأسه. “إذا قلت أنك غير مألوف به، فسوف آخذ كلامك على محمل الجد.”

كان دنكان قد طرح السؤال في البداية بنبرة غير رسمية إلى حد ما، لكنه تفاجأ بخطورة المعلومات التي شاركها دوغ. وقد أثار اهتمامه. “هل تقول أن السفينة كانت تتأرجح بين عالمنا والفضاء الفرعي؟”

عندما وقف دنكان هناك متأملًا، أدرك أن شكوك دوغ كانت مبررة، لكنه كان جاهلًا حقًا بالفضاء الفرغي. ومع ذلك، فإن تحليل دوغ قد أثار الذاكرة. لقد تذكر بوضوح اللمحة العابرة التي التقطها لنوع من الصدع بالقرب من تمثال السماوية في القاعة الرئيسية للكنيسة. كان هناك أيضًا الضوء الفوضوي الذي بدا وكأنه ينسكب من هذا الصدع، إلى جانب الظواهر غير المبررة التي شهدها على متن الضائعة.

الفصل 151 “خوف الشياطين”

طاردته فكرة الفضاء الفرعي. هل يمكن لشيء ما أن يدخل واقعهم حقًا من هذا البعد بعيد المنال؟

“في تلك المرحلة، حتى أكثر الأشخاص عنادًا بين شياطين الظل أخذوا استراحة من مناوشاتهم المستمرة،” روى دوغ وعيناه تغمضان كما لو كان يعيش الصدمة مرة أخرى. “يومًا بعد يوم، كانوا يوقفون معاركهم ويقفون هناك ببساطة، وتتجه أنظارهم نحو العالم الروحي. إن ميلهم الطبيعي للعدوان والتنافس قد تغلب عليه خوف ساحق جديد. لم أكن استثناءً؛ لقد ترك الرعب في ذلك الوقت بصمة دائمة في نفسي، وهي بصمة ما زلت أتصارع معها.”

تحدث دنكان إلى نفسه أكثر من رفاقه، ضائعًا في مضامين هذه النظرية الجديدة. “إذا كان الدخيل بالفعل من الفضاء الفرعي، فكيف يمكن أن يخترق الحرم المخصص لسماوية العاصفة؟ مكان مثل هذا يجب أن يكون محصنًا بأقوى الدفاعات الروحية. علاوة على ذلك، انطلاقًا من ما رأيناه، يبدو أن الدخيل لا يخترق هذه الدفاعات من الخارج. بدلًا من ذلك، يبدو كما لو أنه تجسدو مباشرة داخل الحرم وبدأ هجومه من هناك…”

ارتدى دنكان تعبيرًا حزينًا، ووجه نظره نحو الجزء الداخلي من الحرم تحت الأرض.

كلما فكر دنكان في الأمر أكثر، كلما بدا أن قطع اللغز تتناسب مع بعضها البعض ولكنها تتباعد في أشكال أكثر تعقيدًا، مما يتركه ورفاقه في متاهة من الألغاز الكونية.

لقد كان الأمر كما تخيله – منطقة قبو واسعة إلى حد ما. والغريب أن جميع مصادر الضوء داخل الحرم انطفأت. حتى المصابيح التي كان ينبغي إشعالها أثناء طقوس طرد الأرواح الشريرة كانت مظلمة. تسللت قطعة خافتة من الضوء من خلال المدخل المفتوح، مما أضاء المساحة بالداخل بشكل ضعيف. في هذه الرؤية الخافتة، كان بإمكانه رؤية تمثال لسماوية تقف في وسط الغرفة تحت الأرض. وكانت الأعمدة على كلا الجانبين مزينة بالمفروشات الدينية، ونحتت تجاويف للأواني المقدسة في الجدران.

“لست مؤهلًا للتعليق على ذلك،” قال دوغ وهو يهز رأسه بإحساس بالاستسلام. “الأسرار التي تحرسها الكنائس الأربع هي أبعد بكثير مما يمكن أن تفهمه الشياطين الأثيرية مثلي. إن مفهوم الفضاء الفرعي محفوف بالمخاطر والمحرمات لدرجة أنه حتى الشياطين المخيفة، المشهورين بفضولهم، يترددون من الخوض فيه. ومن المفارقات أن البشر أكثر جرأة بكثير في هذا المجال. لقد كانوا يدرسون الفضاء الفرعي لسنوات، دون أي كوارث كبيرة على ما يبدو.”

طاردته فكرة الفضاء الفرعي. هل يمكن لشيء ما أن يدخل واقعهم حقًا من هذا البعد بعيد المنال؟

ابتسم دنكان، وكان هناك بريق مرح في عينيه. “حسنًا، كان لدى البشر دائمًا ميل إلى تجاوز الحدود.” ثم أعاد نظره إلى دوغ. “لكن ما يفاجئني هو حذرك. البحر العميق السحيق، حيث تقيم، يحد الفضاء الفرعي، أليس كذلك؟ في هذه الحالة، ألا ينبغي لشياطين الظل مثلك أن يكونوا أكثر معرفة بالفضاء الفرعي؟ إنه عمليًا جارك المجاور، بعد كل شيء.”

كلما فكر دنكان في الأمر أكثر، كلما بدا أن قطع اللغز تتناسب مع بعضها البعض ولكنها تتباعد في أشكال أكثر تعقيدًا، مما يتركه ورفاقه في متاهة من الألغاز الكونية.

تدلى رأس دوا، وعيناه غائمتان بتعبير حزين. “العيش بجوار بركان لا يعني حب شرب الحمم البركانية،” قال بطرح تشبيه. “لقد منحنا قربنا من الفضاء الفرعي فهمًا أكثر عمقًا لطبيعته المرعبة، أكثر مما يمكن لأي إنسان أن يفهمه. نحن نتجنب ذلك على وجه التحديد لأننا نعرف مدى غدر المغامرة بالاقتراب.”

استجمع دوغ الشجاعة لمواجهة نظرة دنكان، وطرح سؤالًا بتردد، “ألا تعرف بالفعل عن هذه الأحداث بنفسك؟”

استوعب دنكان هذه المعلومات، وتسارع عقله. وأخيرًا، أعرب عن سؤال كان يزعجه لفترة من الوقت. “لذا، هل تشاركنا أيضًا خوفنا البشري من احتمال عودة الضائعة يومًا ما من الفضاء الفرعي؟”

يبدو كما لو أنها كانت تسعى جاهدة لمنع شيء ما من التسلل إلى الفضاء المقدس تحت الأرض. لكن حالة جسدها تشير إلى قصة أكثر قتامة. بدا الأمر وكأنها انخرطت في صراع شرس داخل الحرم قبل أن تغلق الباب خلفها في محاولة غير مجدية لاحتواء أي خطر يكمن في الداخل.

كان دوغ منحنيًا بشكل واضح، وينظر إلى دنكان بحذر. كان الأمر كما لو أن مجرد مناقشة موضوع الضائعة يمكن أن يؤدي إلى كارثة كونية. ومع ذلك، نظرًا لأن دنكان قد طرح الموضوع، شعر دوغ بأنه مضطر إلى التوضيح. “إذا كانت الضائعة قد عادت ببساطة من الفضاء الفرعي، فلن يكون هذا وحده مرعبًا. الجزء المقلق حقًا هو أن السفينة كانت “تتراجع” بشكل متكرر إلى الفضاء الفرعي، وتتأرجح بين الأبعاد. بدا الأمر كما لو كانت عالقة في حلقة لا هوادة فيها، تدخل وتخرج تدريجيًا من الفضاء الفرعي وواقعنا.”

كان دنكان قد طرح السؤال في البداية بنبرة غير رسمية إلى حد ما، لكنه تفاجأ بخطورة المعلومات التي شاركها دوغ. وقد أثار اهتمامه. “هل تقول أن السفينة كانت تتأرجح بين عالمنا والفضاء الفرعي؟”

كان دنكان قد طرح السؤال في البداية بنبرة غير رسمية إلى حد ما، لكنه تفاجأ بخطورة المعلومات التي شاركها دوغ. وقد أثار اهتمامه. “هل تقول أن السفينة كانت تتأرجح بين عالمنا والفضاء الفرعي؟”

بعد توقف بسيط، تابع دوغ قائلًا، “عليك أن تثق بحواسي في هذا الشأن. نحن كلاب الصيد الهيكلية نتقن الصيد. إن تمييز الرائحة الفريدة لفرائسنا، حتى في البيئات المعقدة، هو مهارة أساسية بالنسبة لنا – إلا إذا…”

أصبح وجه دوغ خطيرًا، وكان صوته مشوبًا بالخوف الذي بدا وكأنه يأتي من تجربة مباشرة. “نعم، وبذلك، لم يكن الأمر مجرد المرور عبر عالمنا أو العالم الروحي. لقد كانت تسحب حرفيًا أي شيء وأي شخص تواجهه، مثل قذيفة مدفع هاربة تمزق نسيجًا متعدد الأبعاد. لا أزال أستطيع أن أتذكر بوضوح المشهد الكابوسي، السفينة تهبط من العوالم العليا مثل نيزك محترق تبتلعه النيران. كانت محاطة بصرخات البشر المؤلمة وكان لها بدن مشوه وممزق. شياطين الظل الذين شاركوا في المعركة انتشروا في رعب شديد. ومع ذلك، قبل أن يتمكنوا من الهروب، امتصوا في الحريق بسبب قوة الجاذبية الهائلة للسفينة. ما تلا ذلك كان بغيضًا، اندمج البشر والشياطين الأثيرية معًا في اندماجات ملتوية وغريبة قبل أن يمزقوا ويتتاثروا في أبعد حدود العالم الأثيري. هذه هي الطريقة التي أحدثت بها “الضائعة” الفوضى، حيث غاصت بشكل أعمق في الفضاء الفرعي، لتعود إلى السطح بعد يومين، وبعد ذلك… كررت الدورة بأكملها.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

عندما روى دوغ هذه الحكاية المروعة، بدا أنه يعاني من رد فعل جسدي، حيث يصدر حلقه صوتًا خشنًا كما لو كان يحاول ابتلاع بعض المواد المسببة للتآكل. كان الصوت بمثابة علامة ترقيم تقشعر لها الأبدان في السرد الكئيب، مما يؤكد الرعب الذي شهده دوغ – وربما كثيرون آخرون.

“لست مؤهلًا للتعليق على ذلك،” قال دوغ وهو يهز رأسه بإحساس بالاستسلام. “الأسرار التي تحرسها الكنائس الأربع هي أبعد بكثير مما يمكن أن تفهمه الشياطين الأثيرية مثلي. إن مفهوم الفضاء الفرعي محفوف بالمخاطر والمحرمات لدرجة أنه حتى الشياطين المخيفة، المشهورين بفضولهم، يترددون من الخوض فيه. ومن المفارقات أن البشر أكثر جرأة بكثير في هذا المجال. لقد كانوا يدرسون الفضاء الفرعي لسنوات، دون أي كوارث كبيرة على ما يبدو.”

“في تلك المرحلة، حتى أكثر الأشخاص عنادًا بين شياطين الظل أخذوا استراحة من مناوشاتهم المستمرة،” روى دوغ وعيناه تغمضان كما لو كان يعيش الصدمة مرة أخرى. “يومًا بعد يوم، كانوا يوقفون معاركهم ويقفون هناك ببساطة، وتتجه أنظارهم نحو العالم الروحي. إن ميلهم الطبيعي للعدوان والتنافس قد تغلب عليه خوف ساحق جديد. لم أكن استثناءً؛ لقد ترك الرعب في ذلك الوقت بصمة دائمة في نفسي، وهي بصمة ما زلت أتصارع معها.”

“إلا ماذا؟” قاطعه دنكان وهو يرفع حاجبه بفضول.

بينما يستمع دنكان، ظل وجهه غامضًا، لكن عينيه كشفتا عن وميض من الفهم المكتشف حديثًا. “أرى. من المنطقي الآن لماذا تطاردك هذه التجربة، ولماذا تركت ندبة نفسية عميقة الجذور عليك.”

للحظة وجيزة، أصبح وجه دنكان خاليًا من التعبير تمامًا. “يؤسفني أن أقول إنني لا أملك أي معرفة بالفضاء الفرعي.”

استجمع دوغ الشجاعة لمواجهة نظرة دنكان، وطرح سؤالًا بتردد، “ألا تعرف بالفعل عن هذه الأحداث بنفسك؟”

بعد أن أدرك دنكان كآبة دوغ، تنهد، وقد استقر ثقل اللحظة عليه. “في المستقبل، سأكون أكثر يقظة،” تعهد بنبرة جدية مليئة بالصدق.

للحظة عابرة، شعر دنكان برباطة جأشه يتذبذب. كيف يمكن أن يكون مطلعًا على مثل هذه الأحداث الكابوسية؟ لم يطلب قط هذه المعرفة، ولم يشعر أنه ينبغي أن يُثقل بثقل هذه الفظائع التاريخية التي بدت بعيدة جدًا ولكنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بوضعهم الحالي.

لقد كان الأمر كما تخيله – منطقة قبو واسعة إلى حد ما. والغريب أن جميع مصادر الضوء داخل الحرم انطفأت. حتى المصابيح التي كان ينبغي إشعالها أثناء طقوس طرد الأرواح الشريرة كانت مظلمة. تسللت قطعة خافتة من الضوء من خلال المدخل المفتوح، مما أضاء المساحة بالداخل بشكل ضعيف. في هذه الرؤية الخافتة، كان بإمكانه رؤية تمثال لسماوية تقف في وسط الغرفة تحت الأرض. وكانت الأعمدة على كلا الجانبين مزينة بالمفروشات الدينية، ونحتت تجاويف للأواني المقدسة في الجدران.

ولكن بغض النظر عن الاضطرابات الداخلية التي يعاني منها، تمكن دنكان من الحفاظ على مظهر خارجي هادئ. واعترف وهو يختار كلماته بعناية، “ربما كنت… غير ملاحظ.”

بدا دوغ وكأنه ينكمش، وكانت عيناه مزيجًا معقدًا من الارتباك وخيبة الأمل.

تحدث دنكان إلى نفسه أكثر من رفاقه، ضائعًا في مضامين هذه النظرية الجديدة. “إذا كان الدخيل بالفعل من الفضاء الفرعي، فكيف يمكن أن يخترق الحرم المخصص لسماوية العاصفة؟ مكان مثل هذا يجب أن يكون محصنًا بأقوى الدفاعات الروحية. علاوة على ذلك، انطلاقًا من ما رأيناه، يبدو أن الدخيل لا يخترق هذه الدفاعات من الخارج. بدلًا من ذلك، يبدو كما لو أنه تجسدو مباشرة داخل الحرم وبدأ هجومه من هناك…”

بعد أن أدرك دنكان كآبة دوغ، تنهد، وقد استقر ثقل اللحظة عليه. “في المستقبل، سأكون أكثر يقظة،” تعهد بنبرة جدية مليئة بالصدق.

يبدو أن هذا البيان البسيط كان له تأثير عميق على دوغ. للحظة، بدا كلب الصيد الهيكلي كما لو كان متجمدًا في الوقت المناسب، متأثرًا بشدة بالتزام دنكان.

لكن هذا يتحدى كل المنطق.

ثم دخل دنكان في فترة من التفكير القصير ولكن المكثف. إذا كان ما وصفه دوغ صحيحًا بالفعل، فإن التداعيات كانت مذهلة. هل يمكن أن تكون السفينة المعروفة بـ “الضائعة” قد مرت بمرحلة طويلة من السلوك غير المنتظم؟ أنها لم تقم برحلة واحدة فقط من الفضاء الفرعي، بل ظلت لفترة طويلة عالقة في تذبذب متقلب بين الفضاء الفرعي والعالم الحقيقي؟

وبدلًا من ذلك، كان جسدها الهامد ممتدًا بالقرب من مدخل الحرم تحت الأرض. أغلق الباب وكان جسدها بمثابة حاجز ضده حتى دفعه دنكان لفتحه.

أضافت هذه الفكرة طبقة معقدة أخرى إلى نسيج الألغاز المعقد بالفعل الذي وجد دنكان نفسه متورطًا فيه، مما أجبره على إعادة النظر في ما كان يعتقد أنه يعرفه – وما يحتاج إلى اكتشافه.

“في تلك المرحلة، حتى أكثر الأشخاص عنادًا بين شياطين الظل أخذوا استراحة من مناوشاتهم المستمرة،” روى دوغ وعيناه تغمضان كما لو كان يعيش الصدمة مرة أخرى. “يومًا بعد يوم، كانوا يوقفون معاركهم ويقفون هناك ببساطة، وتتجه أنظارهم نحو العالم الروحي. إن ميلهم الطبيعي للعدوان والتنافس قد تغلب عليه خوف ساحق جديد. لم أكن استثناءً؛ لقد ترك الرعب في ذلك الوقت بصمة دائمة في نفسي، وهي بصمة ما زلت أتصارع معها.”


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

كان رد دوغ فوريًا وبجدية لا تترك مجالًا للشك. وجاء في الحديث، “إنني أكتشف تشوهات شديدة في نسيج الزمكان.” على عكس دنكان، الذي كانت نظرياته في الغالب تأملية، فإن خبرة دوغ في الظواهر الخارقة للطبيعة جعلت تحليله أكثر مصداقية وتنظيمًا. “في رؤيتي، الحرم تحت الأرض بأكمله محاط بنوع من الضباب الرقيق غير الملموس. يبدو الأمر كما لو أن قوانين الواقع العادية قد حلت محلها هذه الأبعاد الملتوية. ومع ذلك، وبصرف النظر عن التشويه المكاني والزماني، لم أكتشف أي شيء آخر.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

تدلى رأس دوا، وعيناه غائمتان بتعبير حزين. “العيش بجوار بركان لا يعني حب شرب الحمم البركانية،” قال بطرح تشبيه. “لقد منحنا قربنا من الفضاء الفرعي فهمًا أكثر عمقًا لطبيعته المرعبة، أكثر مما يمكن لأي إنسان أن يفهمه. نحن نتجنب ذلك على وجه التحديد لأننا نعرف مدى غدر المغامرة بالاقتراب.”

ابتسم دنكان، وكان هناك بريق مرح في عينيه. “حسنًا، كان لدى البشر دائمًا ميل إلى تجاوز الحدود.” ثم أعاد نظره إلى دوغ. “لكن ما يفاجئني هو حذرك. البحر العميق السحيق، حيث تقيم، يحد الفضاء الفرعي، أليس كذلك؟ في هذه الحالة، ألا ينبغي لشياطين الظل مثلك أن يكونوا أكثر معرفة بالفضاء الفرعي؟ إنه عمليًا جارك المجاور، بعد كل شيء.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط