نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 154

الأرشيف

الأرشيف

الفصل 154 “الأرشيف”

عندما أخذت فانا الشريط الورقي الذي يحتوي على قائمة الكتب من الكاهن، ملأها شعور بالاحترام العميق. قالت بصدق، “شكرًا لك.”

في أعماق أرشيفات الكنيسة، كان هناك كاهن مسن يدير متاهة المعلومات. لقد عاش هذا الشخص الموقر سنوات عديدة، وحمل جسده علامات حياة مكرسة لمكائد معقدة ومساعي مقدسة. كان وضعه منحنيًا قليلًا، نتيجة لإصابات سابقة أصيب بها أثناء خدمة عقيدته. كانت رائحة الزيت والتروس الميكانيكية الدائمة عالقة به مثل الجلد الثاني.

أغلقت الملف بعناية، وأعادته إلى الرف، وذكّرت نفسها بأن كل معلومة بمثابة نقطة انطلاق على طريق محفوف بالمخاطر نحو الفهم. مهما كانت القوة الخبيثة الموجودة، كانت فانا أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على مواجهتها، مسلحة بسلاح الحقيقة الذي لا يمكن دحضه.

في هذه اللحظة بالذات، كان يجلس خلف طاولة دائرية باهتة إلى حد ما، منهمكًا تمامًا في لغز ميكانيكي يحمله بين يديه. يشبه الجسم إلى حد كبير مكعب روبيك ولكن على نطاق أكثر تعقيدًا. وباستخدام مجموعة من الأدوات المتخصصة، قام بتفكيك المكعب بدقة، ووزع مكوناته الميكانيكية المختلفة على الطاولة لإجراء فحص دقيق.

أغلقت الملف بعناية، وأعادته إلى الرف، وذكّرت نفسها بأن كل معلومة بمثابة نقطة انطلاق على طريق محفوف بالمخاطر نحو الفهم. مهما كانت القوة الخبيثة الموجودة، كانت فانا أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على مواجهتها، مسلحة بسلاح الحقيقة الذي لا يمكن دحضه.

في تلك اللحظة دخلت فانا الغرفة. حجبت بينتها الطويلة للحظات الضوء الخافت المنبعث من المصباح المجاور للكاهن المسن. لاحظ الكاهن التغيير المفاجئ في الإضاءة، فنظر للأعلى واستقبلها قائلًا، “آه، سيدتي. كيف يمكن لهذه العظام القديمة أن تكون في خدمتك اليوم؟”

“تأكدي من إعادة الكتب إلى مكانها الصحيح بعد الانتهاء منها. وابتعدي عن أي كتب غير مذكورة في تلك القائمة،” حذر الكاهن المسن وهو يلوح بيده الاصطناعية للتأكيد. “لم يتطرق إلى العديد من المجلدات هنا منذ سنوات. من الأفضل أن نتركهم وشأنهم.”

أمالت فانا رأسها قليلًا في إشارة للاعتراف. “أنا أبحث عن السجلات المتعلقة بمختلف الكوارث والحوادث التي وقعت في عام 1889.”

ضاقت عيون فانا وهي تفكر في الآثار المترتبة على ذلك. هل يمكن أن يكون للطقوس الهرطقية المذكورة في هذا الملف علاقة بالحريق أو شظية الشمس أو رؤية هايدي؟ لقد اعتبرت فكرة أن نجاح الطقوس، على الرغم من كونها عملًا من أعمال “التصديق الأعمى”، تشير إلى مستوى مثير للقلق من فاعلية قوى خارقة للطبيعة غير معروفة. أثار هذا أسئلة مقلقة. ما هو الكيان الذي يمكن أن يمارس مثل هذا التأثير لإحداث تأثير مضاعف من الذعر والكوابيس عبر المجتمع؟ هل كانت هذه هي نفس القوة وراء الأحداث الغامضة الأخرى التي كانت تحقق فيها؟

“آه، سجلات من عام 1889، تقولين؟” فكر الكاهن العجوز وهو ينقر بمفاصل أصابعه بلطف على الطاولة الفسيحة أمامه. تراجع سطح الطاولة للحظات عند لمسه، ليكشف عن أداة ميكانيكية معقدة مزودة بالعديد من الأقراص والأذرع الميكانيكية المستديرة. وتمكن بسهولة من التلاعب بالأقراص وسحب الرافعات المختلفة.

تأرجحت مشاعر فانا بين الأمل والخوف بينما واصلت التدقيق في الملفات. كان هناك شيء ما يقضمها، مما جعلها تشعر بأن عينًا ثالثة تراقب كل تحركاتها. كان هذا مقلقًا بشكل خاص نظرًا لأنها في ما ينبغي أن يكون ملاذًا لأرشيفات السماويين، حيث لا ينبغي أن تكون قوى الظلام قادرة على اختراقها – على الأقل، وفقًا لفهمها للعالم السماويّ.

وأثناء قيامه بذلك، شعرت فانا بالاهتزازات الدقيقة تحت قدميها عندما بدأت آلات أكبر في العمل في مكان ما أسفل ألواح الأرضية. ملأ الهواء المنخفض من التروس الطنانة والبخار المنتفخ الهواء. أخيرًا، انطلق صوت “قرع” حاد من الواجهة الميكانيكية للطاولة. ثم قامت الآلة بتوزيع شريط من الشريط المطبوع من فتحة مجاورة.

كان هذا الشعور المتزايد بالحذر هو الذي دفعها إلى رفض اقتراح صديقتها هايدي “بالعودة إلى متجر التحف”. وبدلًا من ذلك، قررت انتظار الفرصة لتفحص الأرشيفات المحمية وغير العامة بنفسها. كان السبب واضحًا ولكنه مخيف، لقد شعرت بوجود تيار خفي خطير في هذا الموقف. إن التلاعب بحدث جماهيري مثل حريق على مستوى المنطقة ينطوي على تغيير الإدراك الجماعي وذكريات الآلاف من الناس، وهو إنجاز يتطلب قوة ونفوذًا مثيرين للقلق. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط الطائفيين في أنشطة تخريبية أخرى خلال تلك السنة جعل الوضع أكثر خطورة. إذا كان هناك بالفعل كيان غامض وراء كل هذا، فمن المؤكد أنهم سيتخذون إجراءات صارمة لإبقاء الحقيقة مدفونة.

“اتبعي هذه التوجيهات. انعطفي يسارًا عند الممر الثالث لأرفف الكتب واتجهي يمينًا في النهاية. ستجدين السجلات في أحد الممرات المضيئة. لكن كوني حذرة، فهم ليسوا منظمين جيدًا. وثق كل شيء هناك، بدءًا من الكوارث الكبيرة وحتى حوادث المحركات البخارية البسيطة. اقرعي الجرس إذا احتجت إلى مزيد من المساعدة،” أوضح الكاهن، وهو يسلم فانا الشريط المطبوع. وأثناء قيامه بذلك، لاحظت أن يده لم تكن من لحم وعظم، بل عبارة عن طرف صناعي نحاسي مصنوع بدقة يمتد حتى كتفه.

في ذهنها، كانت الذكريات المتبقية التي احتفظت بها هي والفتاة المدعوة نينا على الأرجح عبارة عن سهو من قبل كل من دبر هذا التستر الضخم. في حين أن فانا ليست قلقة على سلامتها، إلا أنها قلقة للغاية بشأن نينا، عمها، والفتاة الأخرى المدعوة شيرلي، الذين كانوا مجرد مواطنين عاديين.

لم تستطع فانا إلا أن تلاحظ اليد الاصطناعية المخبأة حتى الآن بأكمام الكاهن الفضفاضة. لم يكن مثل هؤلاء المحاربين القدامى الذين ارتداهم القتال أمرًا غير شائع في القطاعات المدنية في كنيسة العاصفة. كان العديد منهم محاربين في الخطوط الأمامية ضد ظلام العالم، وكثيرًا ما دفعوا ثمنًا باهظًا، حيث ضحوا أحيانًا بأطرافهم أو تعرضوا لإصابات أخرى غيرت حياتهم. بمجرد أن لم يعودوا مؤهلين للقتال، غالبًا ما وجد هؤلاء الخدام المخلصون دعوة ثانية في أقسام الكنيسة الأكثر هدوءًا. في حالة هذا الكاهن، كان من الواضح أنه فقد ذراعه ويستخدم الآن طرفًا صناعيًا سحريًا يعمل بالطاقة البخارية في واجباته الأرشيفية.

والآن تغيرت اللعبة. اكتشفت فانا مؤخرًا أنها لم تكن وحدها التي تتذكر الحريق؛ وكان هناك آخرون في مدينة بلاند شاركوا ذكرياتها عن هذا الحادث المشؤوم. لقد أشعلت هذه المعلومة من جديد كل الشكوك والتكهنات النائمة الكامنة في أعماق عقلها. إن “يقظتها المهنية”، التي شحذتها خلال سنوات من الخدمة كمحققة، أصبحت الآن بمثابة إنذار شديد داخلها.

كان تقديم مناصب داخل قسم الأرشيف لهؤلاء المحاربين المسنين في الواقع شكلًا من أشكال المعاملة التفضيلية، مما يمنحهم فرصة للقيام بدور أقل جهدًا ولكنه يحصل على تعويض جيد. لكنها لم تكن مجرد صدقة. لقد كان تخصيصًا استراتيجيًا للموارد البشرية القيمة. على الرغم من أن أجسادهم ربما كانت متضررة وغير صالحة للقتال في الخطوط الأمامية، إلا أن إرادتهم التي لا تقهر ظلت قوية كما كانت دائمًا. ومهمة الحفاظ على أعداد لا حصر لها من الكتب والمحفوظات لا تتطلب شيئًا إن لم تكن إرادة قوية.

وفي هذه الأجواء المتوترة، وضعت فانا ملفًا جانبًا والتقطت آخر، وراجعت آخر التقارير عن أنشطة المدينة. نجحت الدولة المدينة في القبض على العديد من “الشمسيين” النشطين أو الزنادقة الذين يصدقون الشمس. سواء من خلال العزم المطلق أو الاستخبارات الفعالة، أدت تصرفات المدينة إلى خفض عدد هؤلاء الطائفيون بشكل كبير. وكانت السجون الواقعة تحت الكاتدرائيات مكتظة الآن.

عندما أخذت فانا الشريط الورقي الذي يحتوي على قائمة الكتب من الكاهن، ملأها شعور بالاحترام العميق. قالت بصدق، “شكرًا لك.”

التقطت أنفاسها للحظات، وشعرت بإحساس الإلهام. بينما تفكر في هذه الروابط، وقعت عيناها عن غير قصد على مدخل مثير للاهتمام بشكل خاص في الملف الذي تحمله،

“تأكدي من إعادة الكتب إلى مكانها الصحيح بعد الانتهاء منها. وابتعدي عن أي كتب غير مذكورة في تلك القائمة،” حذر الكاهن المسن وهو يلوح بيده الاصطناعية للتأكيد. “لم يتطرق إلى العديد من المجلدات هنا منذ سنوات. من الأفضل أن نتركهم وشأنهم.”

وهكذا، لم تفكر كثيرًا في الأمر لسنوات حتى أعادتها واجباتها إلى الملفات التي قد تقدم لها في النهاية بعض المعرفة. وهكذا، بحثت فانا في الصفحات التي أمامها، على أمل أن تكتشف هذه المرة شيئًا أكثر من مجرد خيوط فارغة.

وبذلك، عاد إلى لغزه الميكانيكي المعقد، دون أن يولي مزيدًا من الاهتمام لفانا، التي لم تشعر بأي إهانة. أمسكت بالشريط الورقي بين يديها وغامرت بالتعمق أكثر في دواخل الأرشيف الضخم.

في ذلك الوقت، سرعان ما وضعت الأمر على الرف، مبررة ذكرياتها الفريدة بأنها نتاج عقل شابة يخيم عليها الذعر وربما تتأثر باستنشاق الدخان. كانت تبلغ من العمر اثني عشر عامًا فقط عندما وقع الحادث، وهي بعيدة كل البعد عن كونها تابعة مخلصة لأي سماوي وليست معجزة فكرية. ونظرًا لهذه العوامل، بدا من المعقول أن ذكرياتها قد تكون مشوهة أو اخترعت تمامًا.

وبينما تمشي، ارتفعت أرفف الكتب الشاهقة بشكل مهيب على جانبيها، وكانت تبدو وكأنها حراس صامتون للمعرفة القديمة. للحظة عابرة، تخيلت فانا أنها تتنقل عبر تحدي البدء، حيث يعتبر كل رف كتب بمثابة حارس، يقوم بتقييم جدارتها.

في ذهنها، كانت الذكريات المتبقية التي احتفظت بها هي والفتاة المدعوة نينا على الأرجح عبارة عن سهو من قبل كل من دبر هذا التستر الضخم. في حين أن فانا ليست قلقة على سلامتها، إلا أنها قلقة للغاية بشأن نينا، عمها، والفتاة الأخرى المدعوة شيرلي، الذين كانوا مجرد مواطنين عاديين.

وسرعان ما حددت الصف المحدد من أرفف الكتب المضاءة بسلسلة من المصابيح الصغيرة، كما ذكر الكاهن. فحصت الرفوف الشاهقة، ممتنة لطولها؛ لن تحتاج إلى سلم للوصول إلى الرفوف العلوية، مما يوفر عليها متاعب التنقل عبر المكتبة المتاهية بمثل هذه المعدات المرهقة.

كان تقديم مناصب داخل قسم الأرشيف لهؤلاء المحاربين المسنين في الواقع شكلًا من أشكال المعاملة التفضيلية، مما يمنحهم فرصة للقيام بدور أقل جهدًا ولكنه يحصل على تعويض جيد. لكنها لم تكن مجرد صدقة. لقد كان تخصيصًا استراتيجيًا للموارد البشرية القيمة. على الرغم من أن أجسادهم ربما كانت متضررة وغير صالحة للقتال في الخطوط الأمامية، إلا أن إرادتهم التي لا تقهر ظلت قوية كما كانت دائمًا. ومهمة الحفاظ على أعداد لا حصر لها من الكتب والمحفوظات لا تتطلب شيئًا إن لم تكن إرادة قوية.

أخذت فانا نفسًا مهدئًا، وحددت بداية تسلسل الملف، واستخرجت كتابًا مُحددًا برقمه، وبدأت في التقليب بين صفحاته. كانت تبحث عن معلومات محددة – حريق وقع قبل أحد عشر عامًا وسجل رسميًا على أنه حادث صناعي.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحقق فيها في الحادث. كمحققة، كانت لدى فانا حساسية فطرية تجاه الحالات الشاذة، بما في ذلك التناقضات في حياتها الخاصة. لقد كانت في حيرة منذ فترة طويلة من حقيقة أنها وحدها تبدو وكأنها تتذكر الحريق منذ طفولتها. وعلى الرغم من أنها أجرت بعض الأبحاث الخاصة في الماضي، إلا أنها لم تسفر عن شيء جوهري.

ولذلك طلبت من هايدي الامتناع عن الحديث أكثر عن هذا الأمر. وكانت حريصة على التحرك بهدوء، خوفًا من إثارة قلق القوى الغامضة التي تقف وراء الأحداث، وكانت حذرة بنفس القدر بشأن جر الأبرياء إلى موقف خطير.

في ذلك الوقت، سرعان ما وضعت الأمر على الرف، مبررة ذكرياتها الفريدة بأنها نتاج عقل شابة يخيم عليها الذعر وربما تتأثر باستنشاق الدخان. كانت تبلغ من العمر اثني عشر عامًا فقط عندما وقع الحادث، وهي بعيدة كل البعد عن كونها تابعة مخلصة لأي سماوي وليست معجزة فكرية. ونظرًا لهذه العوامل، بدا من المعقول أن ذكرياتها قد تكون مشوهة أو اخترعت تمامًا.

وبينما تمشي، ارتفعت أرفف الكتب الشاهقة بشكل مهيب على جانبيها، وكانت تبدو وكأنها حراس صامتون للمعرفة القديمة. للحظة عابرة، تخيلت فانا أنها تتنقل عبر تحدي البدء، حيث يعتبر كل رف كتب بمثابة حارس، يقوم بتقييم جدارتها.

وهكذا، لم تفكر كثيرًا في الأمر لسنوات حتى أعادتها واجباتها إلى الملفات التي قد تقدم لها في النهاية بعض المعرفة. وهكذا، بحثت فانا في الصفحات التي أمامها، على أمل أن تكتشف هذه المرة شيئًا أكثر من مجرد خيوط فارغة.

وهكذا، لم تفكر كثيرًا في الأمر لسنوات حتى أعادتها واجباتها إلى الملفات التي قد تقدم لها في النهاية بعض المعرفة. وهكذا، بحثت فانا في الصفحات التي أمامها، على أمل أن تكتشف هذه المرة شيئًا أكثر من مجرد خيوط فارغة.

والآن تغيرت اللعبة. اكتشفت فانا مؤخرًا أنها لم تكن وحدها التي تتذكر الحريق؛ وكان هناك آخرون في مدينة بلاند شاركوا ذكرياتها عن هذا الحادث المشؤوم. لقد أشعلت هذه المعلومة من جديد كل الشكوك والتكهنات النائمة الكامنة في أعماق عقلها. إن “يقظتها المهنية”، التي شحذتها خلال سنوات من الخدمة كمحققة، أصبحت الآن بمثابة إنذار شديد داخلها.

أخذت فانا نفسًا مهدئًا، وحددت بداية تسلسل الملف، واستخرجت كتابًا مُحددًا برقمه، وبدأت في التقليب بين صفحاته. كانت تبحث عن معلومات محددة – حريق وقع قبل أحد عشر عامًا وسجل رسميًا على أنه حادث صناعي.

كان هذا الشعور المتزايد بالحذر هو الذي دفعها إلى رفض اقتراح صديقتها هايدي “بالعودة إلى متجر التحف”. وبدلًا من ذلك، قررت انتظار الفرصة لتفحص الأرشيفات المحمية وغير العامة بنفسها. كان السبب واضحًا ولكنه مخيف، لقد شعرت بوجود تيار خفي خطير في هذا الموقف. إن التلاعب بحدث جماهيري مثل حريق على مستوى المنطقة ينطوي على تغيير الإدراك الجماعي وذكريات الآلاف من الناس، وهو إنجاز يتطلب قوة ونفوذًا مثيرين للقلق. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط الطائفيين في أنشطة تخريبية أخرى خلال تلك السنة جعل الوضع أكثر خطورة. إذا كان هناك بالفعل كيان غامض وراء كل هذا، فمن المؤكد أنهم سيتخذون إجراءات صارمة لإبقاء الحقيقة مدفونة.

وبينما تمشي، ارتفعت أرفف الكتب الشاهقة بشكل مهيب على جانبيها، وكانت تبدو وكأنها حراس صامتون للمعرفة القديمة. للحظة عابرة، تخيلت فانا أنها تتنقل عبر تحدي البدء، حيث يعتبر كل رف كتب بمثابة حارس، يقوم بتقييم جدارتها.

في ذهنها، كانت الذكريات المتبقية التي احتفظت بها هي والفتاة المدعوة نينا على الأرجح عبارة عن سهو من قبل كل من دبر هذا التستر الضخم. في حين أن فانا ليست قلقة على سلامتها، إلا أنها قلقة للغاية بشأن نينا، عمها، والفتاة الأخرى المدعوة شيرلي، الذين كانوا مجرد مواطنين عاديين.

في تلك اللحظة دخلت فانا الغرفة. حجبت بينتها الطويلة للحظات الضوء الخافت المنبعث من المصباح المجاور للكاهن المسن. لاحظ الكاهن التغيير المفاجئ في الإضاءة، فنظر للأعلى واستقبلها قائلًا، “آه، سيدتي. كيف يمكن لهذه العظام القديمة أن تكون في خدمتك اليوم؟”

ولذلك طلبت من هايدي الامتناع عن الحديث أكثر عن هذا الأمر. وكانت حريصة على التحرك بهدوء، خوفًا من إثارة قلق القوى الغامضة التي تقف وراء الأحداث، وكانت حذرة بنفس القدر بشأن جر الأبرياء إلى موقف خطير.

“تأكدي من إعادة الكتب إلى مكانها الصحيح بعد الانتهاء منها. وابتعدي عن أي كتب غير مذكورة في تلك القائمة،” حذر الكاهن المسن وهو يلوح بيده الاصطناعية للتأكيد. “لم يتطرق إلى العديد من المجلدات هنا منذ سنوات. من الأفضل أن نتركهم وشأنهم.”

تأرجحت مشاعر فانا بين الأمل والخوف بينما واصلت التدقيق في الملفات. كان هناك شيء ما يقضمها، مما جعلها تشعر بأن عينًا ثالثة تراقب كل تحركاتها. كان هذا مقلقًا بشكل خاص نظرًا لأنها في ما ينبغي أن يكون ملاذًا لأرشيفات السماويين، حيث لا ينبغي أن تكون قوى الظلام قادرة على اختراقها – على الأقل، وفقًا لفهمها للعالم السماويّ.

أمالت فانا رأسها قليلًا في إشارة للاعتراف. “أنا أبحث عن السجلات المتعلقة بمختلف الكوارث والحوادث التي وقعت في عام 1889.”

وفي هذه الأجواء المتوترة، وضعت فانا ملفًا جانبًا والتقطت آخر، وراجعت آخر التقارير عن أنشطة المدينة. نجحت الدولة المدينة في القبض على العديد من “الشمسيين” النشطين أو الزنادقة الذين يصدقون الشمس. سواء من خلال العزم المطلق أو الاستخبارات الفعالة، أدت تصرفات المدينة إلى خفض عدد هؤلاء الطائفيون بشكل كبير. وكانت السجون الواقعة تحت الكاتدرائيات مكتظة الآن.

في ذهنها، كانت الذكريات المتبقية التي احتفظت بها هي والفتاة المدعوة نينا على الأرجح عبارة عن سهو من قبل كل من دبر هذا التستر الضخم. في حين أن فانا ليست قلقة على سلامتها، إلا أنها قلقة للغاية بشأن نينا، عمها، والفتاة الأخرى المدعوة شيرلي، الذين كانوا مجرد مواطنين عاديين.

والأكثر إثارة للاهتمام هو أنه حددت دوافع هؤلاء الشمسيين. كانوا يبحثون عن “شظية شمس”، وهي جسم ظهر لفترة وجيزة قبل أحد عشر عامًا – وهو نفس عام الحريق – وترددت شائعات بأنها لا تزال مختبئة في مكان ما. بدأت قطع اللغز تتجمع معًا، لكن الصورة الكاملة ظلت بعيدة المنال، وأدركت فانا أن عليها أن تخطو بحذر إذا أرادت كشف الحقيقة.

“آه، سجلات من عام 1889، تقولين؟” فكر الكاهن العجوز وهو ينقر بمفاصل أصابعه بلطف على الطاولة الفسيحة أمامه. تراجع سطح الطاولة للحظات عند لمسه، ليكشف عن أداة ميكانيكية معقدة مزودة بالعديد من الأقراص والأذرع الميكانيكية المستديرة. وتمكن بسهولة من التلاعب بالأقراص وسحب الرافعات المختلفة.

“شظية الشمس، والحريق منذ أحد عشر عامًا، وحتى “رؤية” هايدي الغامضة في المتحف…” توقفت فانا أثناء فحصها للصفحات، وشعرت بقشعريرة تسري في عمودها الفقري. هذه العناصر المتباينة، التي كانت في السابق غامضة وغير مترابطة على ما يبدو، أصبحت الآن تصطف في نمط ملفت للنظر للغاية بحيث لا يمكن تجاهله. عاد عقلها إلى الحريق الذي يطارد ذكرياتها. “هناك خيط أساسي يربط هذه الأحداث ببعضها البعض… ذلك الحريق لم يكن من نسج مخيلتي؛ بل الأمر كله حقيقيًا للغاية،” فكرت.

“في اليوم [XXXX] من الشهر [XXXX]، في المبنى [XXXX]، حدث عمل شنيع من مصدقين مهرطقين. قام ثلاثة من السكان المحليين ببناء مذبح مؤقت في خصوصية منزلهم. لقد قاموا بالتضحية بالدم وأدلوا بالتلاوات لكيان غير معترف به في أي سجلات دينية أو أسطورية موجودة. تسببت هذه الطقوس السرية في موجة من الخوف الواضح، وأثارت الكوابيس والقلق لدى العديد من السكان في المنطقة المحيطة. على الرغم من أن الطقوس كشفت وفككت في النهاية من قبل السلطات، إلا أن الأدلة التي حصلوا عليها من مكان الحادث لم تكن مرتبطة بأي سماوي أو روح شريرة معروفة…”

التقطت أنفاسها للحظات، وشعرت بإحساس الإلهام. بينما تفكر في هذه الروابط، وقعت عيناها عن غير قصد على مدخل مثير للاهتمام بشكل خاص في الملف الذي تحمله،

وهكذا، لم تفكر كثيرًا في الأمر لسنوات حتى أعادتها واجباتها إلى الملفات التي قد تقدم لها في النهاية بعض المعرفة. وهكذا، بحثت فانا في الصفحات التي أمامها، على أمل أن تكتشف هذه المرة شيئًا أكثر من مجرد خيوط فارغة.

“في اليوم [XXXX] من الشهر [XXXX]، في المبنى [XXXX]، حدث عمل شنيع من مصدقين مهرطقين. قام ثلاثة من السكان المحليين ببناء مذبح مؤقت في خصوصية منزلهم. لقد قاموا بالتضحية بالدم وأدلوا بالتلاوات لكيان غير معترف به في أي سجلات دينية أو أسطورية موجودة. تسببت هذه الطقوس السرية في موجة من الخوف الواضح، وأثارت الكوابيس والقلق لدى العديد من السكان في المنطقة المحيطة. على الرغم من أن الطقوس كشفت وفككت في النهاية من قبل السلطات، إلا أن الأدلة التي حصلوا عليها من مكان الحادث لم تكن مرتبطة بأي سماوي أو روح شريرة معروفة…”

كان تقديم مناصب داخل قسم الأرشيف لهؤلاء المحاربين المسنين في الواقع شكلًا من أشكال المعاملة التفضيلية، مما يمنحهم فرصة للقيام بدور أقل جهدًا ولكنه يحصل على تعويض جيد. لكنها لم تكن مجرد صدقة. لقد كان تخصيصًا استراتيجيًا للموارد البشرية القيمة. على الرغم من أن أجسادهم ربما كانت متضررة وغير صالحة للقتال في الخطوط الأمامية، إلا أن إرادتهم التي لا تقهر ظلت قوية كما كانت دائمًا. ومهمة الحفاظ على أعداد لا حصر لها من الكتب والمحفوظات لا تتطلب شيئًا إن لم تكن إرادة قوية.

“على الرغم من حقيقة أن الطقوس القائمة على التصديق الأعمى عادة ما تكون غير فعالة، إلا أن هذه الطقوس كان لها تأثير واضح. لقد تأثر السكان نفسيًا وعاطفيًا، مما يشير إلى أن قوى خارقة للطبيعة كانت تلعب دورًا بالفعل خلال وقت الحدث…”

“تأكدي من إعادة الكتب إلى مكانها الصحيح بعد الانتهاء منها. وابتعدي عن أي كتب غير مذكورة في تلك القائمة،” حذر الكاهن المسن وهو يلوح بيده الاصطناعية للتأكيد. “لم يتطرق إلى العديد من المجلدات هنا منذ سنوات. من الأفضل أن نتركهم وشأنهم.”

ضاقت عيون فانا وهي تفكر في الآثار المترتبة على ذلك. هل يمكن أن يكون للطقوس الهرطقية المذكورة في هذا الملف علاقة بالحريق أو شظية الشمس أو رؤية هايدي؟ لقد اعتبرت فكرة أن نجاح الطقوس، على الرغم من كونها عملًا من أعمال “التصديق الأعمى”، تشير إلى مستوى مثير للقلق من فاعلية قوى خارقة للطبيعة غير معروفة. أثار هذا أسئلة مقلقة. ما هو الكيان الذي يمكن أن يمارس مثل هذا التأثير لإحداث تأثير مضاعف من الذعر والكوابيس عبر المجتمع؟ هل كانت هذه هي نفس القوة وراء الأحداث الغامضة الأخرى التي كانت تحقق فيها؟

وهكذا، لم تفكر كثيرًا في الأمر لسنوات حتى أعادتها واجباتها إلى الملفات التي قد تقدم لها في النهاية بعض المعرفة. وهكذا، بحثت فانا في الصفحات التي أمامها، على أمل أن تكتشف هذه المرة شيئًا أكثر من مجرد خيوط فارغة.

بدا الهواء في غرفة الأرشيف أكثر كثافة وهي تحمل الملف، وكانت أفكارها تتضارب في بحر مضطرب من عدم اليقين والخوف. ولكن إلى جانب هذا الخوف هناك تصميم ثابت. عرفت فانا أنها تقترب من اكتشاف حقيقة مخفية بعمق، وهو اكتشاف يمكن أن يهز أسس دولتها المدينة، إن لم يكن العالم نفسه.

كان هذا الشعور المتزايد بالحذر هو الذي دفعها إلى رفض اقتراح صديقتها هايدي “بالعودة إلى متجر التحف”. وبدلًا من ذلك، قررت انتظار الفرصة لتفحص الأرشيفات المحمية وغير العامة بنفسها. كان السبب واضحًا ولكنه مخيف، لقد شعرت بوجود تيار خفي خطير في هذا الموقف. إن التلاعب بحدث جماهيري مثل حريق على مستوى المنطقة ينطوي على تغيير الإدراك الجماعي وذكريات الآلاف من الناس، وهو إنجاز يتطلب قوة ونفوذًا مثيرين للقلق. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط الطائفيين في أنشطة تخريبية أخرى خلال تلك السنة جعل الوضع أكثر خطورة. إذا كان هناك بالفعل كيان غامض وراء كل هذا، فمن المؤكد أنهم سيتخذون إجراءات صارمة لإبقاء الحقيقة مدفونة.

أغلقت الملف بعناية، وأعادته إلى الرف، وذكّرت نفسها بأن كل معلومة بمثابة نقطة انطلاق على طريق محفوف بالمخاطر نحو الفهم. مهما كانت القوة الخبيثة الموجودة، كانت فانا أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على مواجهتها، مسلحة بسلاح الحقيقة الذي لا يمكن دحضه.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

وبذلك، عاد إلى لغزه الميكانيكي المعقد، دون أن يولي مزيدًا من الاهتمام لفانا، التي لم تشعر بأي إهانة. أمسكت بالشريط الورقي بين يديها وغامرت بالتعمق أكثر في دواخل الأرشيف الضخم.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وهكذا، لم تفكر كثيرًا في الأمر لسنوات حتى أعادتها واجباتها إلى الملفات التي قد تقدم لها في النهاية بعض المعرفة. وهكذا، بحثت فانا في الصفحات التي أمامها، على أمل أن تكتشف هذه المرة شيئًا أكثر من مجرد خيوط فارغة.

ضاقت عيون فانا وهي تفكر في الآثار المترتبة على ذلك. هل يمكن أن يكون للطقوس الهرطقية المذكورة في هذا الملف علاقة بالحريق أو شظية الشمس أو رؤية هايدي؟ لقد اعتبرت فكرة أن نجاح الطقوس، على الرغم من كونها عملًا من أعمال “التصديق الأعمى”، تشير إلى مستوى مثير للقلق من فاعلية قوى خارقة للطبيعة غير معروفة. أثار هذا أسئلة مقلقة. ما هو الكيان الذي يمكن أن يمارس مثل هذا التأثير لإحداث تأثير مضاعف من الذعر والكوابيس عبر المجتمع؟ هل كانت هذه هي نفس القوة وراء الأحداث الغامضة الأخرى التي كانت تحقق فيها؟

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط