نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 155

شبهة

شبهة

الفصل 155 “شبهة”

“أيضًا، كما ترين، هذه الملفات المختومة ليست مجرد سجلات لأحداث ماضية. في الواقع، يقوم بعضها بتغليف “التاريخ” نفسه – التاريخ الذي حُصر عمدًا داخل تلك الصفحات. إن الجدول الزمني لعالمنا – الماضي والحاضر والمستقبل – مبني على أسس غير مستقرة. إن التعمق في موضوعات معينة ضمن هذا الأرشيف يمكن أن يكون له تأثير ضار على الاستقرار النفسي والعاطفي للفرد.”

ظلت عيون فانا مثبتة على السجل العتيق لعدة ثوانٍ أطول من المعتاد. بصفتها محققة ماهرة، شعرت غرائزها الحادة بوجود شيء ذي أهمية كبيرة مخفيًا داخل سطور النص المقتضبة أمامها.

الفصل 155 “شبهة”

وصفت الوثيقة حادثة غريبة تنطوي على ممارسات دينية غير مصرح بها بين المواطنين العاديين. وكان أصحاب الطقوس قد استهدفوا كيانات غير محددة في تضحياتهم، وهو انحراف كان ينبغي أن يجعل طقوسهم خالية من أي تأثير وفقًا للقوانين الكنسية التي تحكم الطقوس. ومع ذلك، ولسبب غير مفهوم، يبدو أن هذه الأفعال قد لفتت انتباه بعض القوى الدنيوية الأخرى، مما أدى بعد ذلك إلى تفشي الضيق النفسي بشكل مركز بين المشاركين. والأكثر إثارة للحيرة هو حقيقة أن الكنيسة لم تقم بأي فحوصات أخرى للوصول إلى جوهر الحادث.

هز الكاهن المسن رأسه ببطء، واتخذ تعبيره طابعًا حزينًا. “لا، لقد فقدت الاتصال بهم. في الواقع، في صباح أحد الأيام، خطر لي أنني لم أعرف حتى أسمائهم الحقيقية. وهذا يدل على الأرجح على أنهم أصبحوا شهداء، وضحوا بأنفسهم من أجل معتقداتهم العزيزة عليهم.”

بينما تقوم بمعالجة هذه المعلومات، مرت ذكرى مفاجئة في ذهن فانا. وضعت الملف الذي تتفحصه حاليًا جانبًا، ودققت سريعًا في كومة من التقارير للعثور على آخر لفت انتباهها قبل لحظات فقط.

بتركيز يشبه الليزر، واصلت فانا فحصها الدقيق للوثائق اللاحقة في الأرشيف. عثرت في النهاية على الملف السميك المخصص لحادثة تسرب المصنع. كان الملف ضخمًا، مما يعكس حجم تأثير الحدث؛ لقد احتوى على أكبر عدد من الاعتقالات والاحتجازات للزنادقة المزعومين في العقود الأخيرة. الصور الفوتوغرافية، ونصوص الاستجواب، والملاحظات الدقيقة ملأت الملف الثقيل.

وهذا التقرير الآخر، الذي يرجع تاريخه أيضًا إلى عام 1889 ولكن قبل ذلك بقليل، يوثق هجومًا مسلحًا على واجهة متجر يقع في المنطقة الأقل ثراءً بالمدينة. في ظل الظروف العادية، فإن مثل هذا العمل الإجرامي يقع بشكل مباشر ضمن اختصاص العمدة المحلي ولا يستحق إدراجه في الأرشيف السري للكنيسة. ومع ذلك، فقد كشف التدقيق الإضافي عن شيء مقلق، فالرجل الذي حرض على الهجوم كان “عميلًا” تعرض فجأة لانهيار عقلي حاد داخل حدود المتجر. لقد ادعى أنه رأى ظلًا مدنس في نافذة المتجر ولوح بسكين للدفاع عن نفسه ضد “قوة غير مرئية”.

متجاهلة الرد المباشر، أعادت فانا التوجيه بسؤال خاص بها. “منذ متى وأنت المسؤول هنا؟”

وكشفت التحقيقات الإضافية التي أجرتها الكنيسة عن آثار لممارسات دينية غير مصرح بها في قبو المؤسسة. ومع ذلك، كانت الرموز والعلامات المستخدمة في الطقوس عبارة عن خليط محير، لا يتوافق مع أي كيان معروف أو شخصية روحية. عند استجواب صاحب المتجر، الذي كان مسؤولًا عن هذه الطقوس الغامضة، اكتشف أنه هو نفسه لم يكن لديه سوى القليل من الفهم للممارسات الصوفية التي كان يحاول القيام بها. لقد تم تقديم تضحياته غير المتسقة بعد بعض “التوجيهات غير المبررة”. [**: ؟؟]

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

كلتا الحادثتين المثيرتين للقلق تضمنتا تضحيات كان ينبغي، وفقًا للمبادئ اللاسماوية الراسخة، أن تكون غير ذات أهمية. ومع ذلك، فقد أدى كلاهما إلى اضطراب عقلي موضعي وتركا في أعقابهما أسئلة مقلقة دون إجابة.

بعد استيعاب المعلومات الجديدة بسرعة مع المعلومات الواردة في التقريرين السابقين، بدأت فانا في تنظيمها ذهنيًا حسب التواريخ والمواقع الجغرافية. لم تتبع الحوادث أي نمط واضح، فقد كانت متناثرة عبر جداول زمنية مختلفة ووقعت في مناطق مختلفة. علاوة على ذلك، لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن الأفراد المتورطين في هذه الحوادث كانت لهم أي صلات ببعضهم البعض. والأهم من ذلك، أن أيًا من هذه الأحداث المزعجة لم يكن له أي علاقة بتسريب المصنع سيئ السمعة الذي حدث قبل أحد عشر عامًا، ولم يشار إلى أي تورط لأي من الطوائف الهرطقية المعروفة في تحقيقات المتابعة.

تجعد جبين فانا قليلًا إلى عبوس. لا يبدو أن هذين الشذوذين لهما أي صلة بتسرب كيميائي في المصنع حدث قبل أحد عشر عامًا أو بتذكر حريق كبير من الماضي محيَ بشكل غامض. ولم يتوافق أي من الحدثين مع الجدول الزمني للتحقيقات الحالي، كما لم يكونا الموضوع الرئيسي لاستفساراتها اليوم. ومع ذلك، فإن تكرار مثل هذه الحالات الغريبة التي تنطوي على ممارسات هرطقة في أحدث سجلات أرشيفية الكنيسة أمر ملفت للنظر للغاية بحيث لا يمكن تجاهله. لقد أثارت حواسها المصقولة بدقة كمحققة.

تجعد جبين فانا قليلًا إلى عبوس. لا يبدو أن هذين الشذوذين لهما أي صلة بتسرب كيميائي في المصنع حدث قبل أحد عشر عامًا أو بتذكر حريق كبير من الماضي محيَ بشكل غامض. ولم يتوافق أي من الحدثين مع الجدول الزمني للتحقيقات الحالي، كما لم يكونا الموضوع الرئيسي لاستفساراتها اليوم. ومع ذلك، فإن تكرار مثل هذه الحالات الغريبة التي تنطوي على ممارسات هرطقة في أحدث سجلات أرشيفية الكنيسة أمر ملفت للنظر للغاية بحيث لا يمكن تجاهله. لقد أثارت حواسها المصقولة بدقة كمحققة.

توقفت فانا لتجميع أفكارها، ثم سجلت كلا الملفين بعناية. استأنفت بحثها عبر الأرفف المكتظة بالوثائق القديمة، ولكن الآن بتركيز مُعاد معايرته. قررت تخصيص جزء من طاقتها العقلية للبحث عن سجلات توضح بالتفصيل الحوادث المرتبطة بالممارسات أو الطقوس الدينية غير المسموح بها.

تابعت فانا ذلك مفتونة. “هل الوضع هادئ هنا عادة؟ هل يقوم الآخرون بزيارة الأرشيف في كثير من الأحيان، كما أفعل أنا؟”

وبعد فترة غير محددة أمضتها منهمكة في بحثها، توقفت فجأة كما لو كانت مدفوعة ببعض الإنذار الداخلي. شعرت أنها على وشك اكتشاف شيء أكثر أهمية.

“إنه مكان هادئ عمومًا،” قال وقد رسمت الابتسامة على وجهه. “بالتأكيد، هناك من يأتي للاطلاع على السجلات، لكنها حالات نادرة. تشبه هذه الأرشيفات أعمق فترات الاستراحة في الذاكرة البشرية، حيث تخزن “القضايا التي حلت” و”الملفات المختومة” غير المخصصة للتدقيق العام. وبمجرد دخول هذه الوثائق إلى هذا القبو، فإنها تصبح جزءًا من التاريخ، وتتضاءل أهميتها تدريجيًا بفعل رمال الزمن.”

أما السجل الثالث، والذي لا يزال يرجع تاريخه إلى ما قبل حادثة “تسرب المصنع”، فقد حدث على أطراف منطقة المدينة العليا. فجأة أصبحت خادمة تعمل في منزل ثري هائجة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة خدم آخرين وصاحب المنزل بجروح خطيرة قبل أن تحبس نفسها في مخزن. وبحلول الوقت الذي اقتحم فيه حراس الكنيسة والعمدة المحلي، كانت الخادمة قد انتحرت بالفعل.

بتركيز يشبه الليزر، واصلت فانا فحصها الدقيق للوثائق اللاحقة في الأرشيف. عثرت في النهاية على الملف السميك المخصص لحادثة تسرب المصنع. كان الملف ضخمًا، مما يعكس حجم تأثير الحدث؛ لقد احتوى على أكبر عدد من الاعتقالات والاحتجازات للزنادقة المزعومين في العقود الأخيرة. الصور الفوتوغرافية، ونصوص الاستجواب، والملاحظات الدقيقة ملأت الملف الثقيل.

عثر المحققون على اكتشاف مذهل في المخزن الذي تحصنت فيه الخادمة بنفسها. لقد نحتت سلسلة من رموز القرابين على الجدران والأرضية بخنجر، على الأرجح في اللحظات التي سبقت انتحارها. اكتشف دليل إضافي على تصديق هرطقي في مسكنها الشخصي – ومرة أخرى، أشارت الرموز والمصنوعات اليدوية إلى طقوس مخصصة لكيان غير محدد. ما يميز هذه الحالة عن غيرها هو طبيعة التضحية. وفي الحالات السابقة، أدت الطقوس العشوائية إلى اضطرابات عقلية موضعية بين المارة أو المشاركين. ولكن هذه المرة، كان الشخص هو الذي قدم التضحية، والخادمة نفسها هي التي وصلت إلى حالة من الجنون.

بتركيز يشبه الليزر، واصلت فانا فحصها الدقيق للوثائق اللاحقة في الأرشيف. عثرت في النهاية على الملف السميك المخصص لحادثة تسرب المصنع. كان الملف ضخمًا، مما يعكس حجم تأثير الحدث؛ لقد احتوى على أكبر عدد من الاعتقالات والاحتجازات للزنادقة المزعومين في العقود الأخيرة. الصور الفوتوغرافية، ونصوص الاستجواب، والملاحظات الدقيقة ملأت الملف الثقيل.

كان هذا هو الحادث الثالث من نوعه، وقد أدى اكتشافه إلى تصعيد مستوى الإلحاح في سلوك فانا بشكل كبير.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

بعد استيعاب المعلومات الجديدة بسرعة مع المعلومات الواردة في التقريرين السابقين، بدأت فانا في تنظيمها ذهنيًا حسب التواريخ والمواقع الجغرافية. لم تتبع الحوادث أي نمط واضح، فقد كانت متناثرة عبر جداول زمنية مختلفة ووقعت في مناطق مختلفة. علاوة على ذلك، لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن الأفراد المتورطين في هذه الحوادث كانت لهم أي صلات ببعضهم البعض. والأهم من ذلك، أن أيًا من هذه الأحداث المزعجة لم يكن له أي علاقة بتسريب المصنع سيئ السمعة الذي حدث قبل أحد عشر عامًا، ولم يشار إلى أي تورط لأي من الطوائف الهرطقية المعروفة في تحقيقات المتابعة.

تجعد جبين فانا قليلًا إلى عبوس. لا يبدو أن هذين الشذوذين لهما أي صلة بتسرب كيميائي في المصنع حدث قبل أحد عشر عامًا أو بتذكر حريق كبير من الماضي محيَ بشكل غامض. ولم يتوافق أي من الحدثين مع الجدول الزمني للتحقيقات الحالي، كما لم يكونا الموضوع الرئيسي لاستفساراتها اليوم. ومع ذلك، فإن تكرار مثل هذه الحالات الغريبة التي تنطوي على ممارسات هرطقة في أحدث سجلات أرشيفية الكنيسة أمر ملفت للنظر للغاية بحيث لا يمكن تجاهله. لقد أثارت حواسها المصقولة بدقة كمحققة.

بتركيز يشبه الليزر، واصلت فانا فحصها الدقيق للوثائق اللاحقة في الأرشيف. عثرت في النهاية على الملف السميك المخصص لحادثة تسرب المصنع. كان الملف ضخمًا، مما يعكس حجم تأثير الحدث؛ لقد احتوى على أكبر عدد من الاعتقالات والاحتجازات للزنادقة المزعومين في العقود الأخيرة. الصور الفوتوغرافية، ونصوص الاستجواب، والملاحظات الدقيقة ملأت الملف الثقيل.

وكشفت التحقيقات الإضافية التي أجرتها الكنيسة عن آثار لممارسات دينية غير مصرح بها في قبو المؤسسة. ومع ذلك، كانت الرموز والعلامات المستخدمة في الطقوس عبارة عن خليط محير، لا يتوافق مع أي كيان معروف أو شخصية روحية. عند استجواب صاحب المتجر، الذي كان مسؤولًا عن هذه الطقوس الغامضة، اكتشف أنه هو نفسه لم يكن لديه سوى القليل من الفهم للممارسات الصوفية التي كان يحاول القيام بها. لقد تم تقديم تضحياته غير المتسقة بعد بعض “التوجيهات غير المبررة”. [**: ؟؟]

ومع ذلك، قامت فانا بتصفح محتويات هذا الملف المحدد فقط. لقد اطلعت بالفعل بشكل مكثف على تفاصيل قضية تسرب المصنع على مدى السنوات العديدة الماضية، وقامت بمراجعة المستندات المتعلقة بها بشكل متكرر. أكد بحثها اليوم شكوكها في أنه حتى في أرشيف الكنيسة الآمن هذا، لم يعثر على رؤى جديدة بشأن تسرب المصنع الذي حدث منذ أحد عشر عامًا.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

بعد إعادة ملف تسرب المصنع إلى الرف، استأنفت فانا بحثها. عندها لاحظت تفاصيل مهمة،

وصفت الوثيقة حادثة غريبة تنطوي على ممارسات دينية غير مصرح بها بين المواطنين العاديين. وكان أصحاب الطقوس قد استهدفوا كيانات غير محددة في تضحياتهم، وهو انحراف كان ينبغي أن يجعل طقوسهم خالية من أي تأثير وفقًا للقوانين الكنسية التي تحكم الطقوس. ومع ذلك، ولسبب غير مفهوم، يبدو أن هذه الأفعال قد لفتت انتباه بعض القوى الدنيوية الأخرى، مما أدى بعد ذلك إلى تفشي الضيق النفسي بشكل مركز بين المشاركين. والأكثر إثارة للحيرة هو حقيقة أن الكنيسة لم تقم بأي فحوصات أخرى للوصول إلى جوهر الحادث.

في أعقاب حادثة التسرب الكارثية في المصنع، لم تكن هناك سجلات لاحقة لحالات تشبه حوادث “التصديق الهرطقي” الثلاثة التي أثارت اهتمامها بشدة. واستمر هذا الغياب رغم مرور نصف عام على حدث المصنع.

عثر المحققون على اكتشاف مذهل في المخزن الذي تحصنت فيه الخادمة بنفسها. لقد نحتت سلسلة من رموز القرابين على الجدران والأرضية بخنجر، على الأرجح في اللحظات التي سبقت انتحارها. اكتشف دليل إضافي على تصديق هرطقي في مسكنها الشخصي – ومرة أخرى، أشارت الرموز والمصنوعات اليدوية إلى طقوس مخصصة لكيان غير محدد. ما يميز هذه الحالة عن غيرها هو طبيعة التضحية. وفي الحالات السابقة، أدت الطقوس العشوائية إلى اضطرابات عقلية موضعية بين المارة أو المشاركين. ولكن هذه المرة، كان الشخص هو الذي قدم التضحية، والخادمة نفسها هي التي وصلت إلى حالة من الجنون.

صُدمت فانا بإدراك مفاجئ، كل الأحداث المحيرة للتصديق الهرطقية “غير الفعالة لكنها فعالة إلى حد ما” قد تجمعت في الفترة التي سبقت تسرب المصنع. بمجرد وقوع هذا الحدث الضخم، بدا أنهم توقفوا فجأة. كان الأمر كما لو أن تسرب المصنع كان بمثابة منعطف حرج أو نقطة تحول، إيذانًا بنهاية هذه السلسلة من الممارسات الهرطقية الغريبة وغير المبررة.

بينما تقوم بمعالجة هذه المعلومات، مرت ذكرى مفاجئة في ذهن فانا. وضعت الملف الذي تتفحصه حاليًا جانبًا، ودققت سريعًا في كومة من التقارير للعثور على آخر لفت انتباهها قبل لحظات فقط.

فمن ناحية، يمكن تبرير هذه الملاحظة باعتبارها مرتبطة بحملة القمع واسعة النطاق التي أعقبت تسرب المصنع، والتي أدت إلى اعتقال واحتجاز الآلاف من الطائفيين، وتطهير الدولة المدينة بشكل فعال من معظم التأثيرات الهرطقية. وهذا من شأنه بطبيعة الحال أن يفسر عدم وقوع حوادث مماثلة في الأشهر اللاحقة. ومع ذلك، لم تستطع فانا التخلص من الشعور بأنه قد يكون هناك المزيد في القصة، علاقة أعمق ظلت محجوبة، في انتظار الكشف عنها.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

لسبب لا يمكن تفسيره، شعرت فانا بإحساس مزعج بأن التفسيرات السطحية لهذه الحوادث المتباينة لم تستوعب تعقيدها الكامل. توقفت، واقفة بجوار رف كتب شاهق، وعقلها يعج بالأسئلة التي لم يجاب عليها. وبعد لحظة تأمل، عادت إلى نقطة بداية بحثها، فأخرجت الملف الأول الخاص بقضايا “التصديق الهرطقي” الغريبة وتصفحت صفحاته بتمعن.

الفصل 155 “شبهة”

كانت هذه التقارير متناثرة ومجزأة، وفقدت في بحر من السجلات المضطربة التي شملت كل أنواع الكوارث والشذوذات. ولو لم تقم بمهمتها اليوم بانتباه شديد وشك مسبق بأن “شيئاً ما ليس منطقيًا”، فمن المرجح أن هذه الحالات الشاذة كانت لتغيب عن ملاحظتها تمامًا. الآن بعد أن عثرت عليها، تشبثت بوعيها مثل البذور العنيدة، وأصبح من الصعب تجاهلها أكثر فأكثر حيث أطلق حدسها إشارات تحذير متواصلة.

“إنه مكان هادئ عمومًا،” قال وقد رسمت الابتسامة على وجهه. “بالتأكيد، هناك من يأتي للاطلاع على السجلات، لكنها حالات نادرة. تشبه هذه الأرشيفات أعمق فترات الاستراحة في الذاكرة البشرية، حيث تخزن “القضايا التي حلت” و”الملفات المختومة” غير المخصصة للتدقيق العام. وبمجرد دخول هذه الوثائق إلى هذا القبو، فإنها تصبح جزءًا من التاريخ، وتتضاءل أهميتها تدريجيًا بفعل رمال الزمن.”

انقطع تأملها العميق بسبب صوت خطى تقترب، مقرونة برائحة رقيقة تمزج بين الزيت الميكانيكي والبخور المقدس. نظرت فانا إلى الأعلى، ورأت الكاهن المسن المسؤول عن الإشراف على الأرشيف يتجه نحوها. وأثناء سيره، أظهر عرجًا ملحوظًا، وهو دليل على أن إصاباته امتدت إلى ما هو أبعد من مجرد يده المفقودة.

بتركيز يشبه الليزر، واصلت فانا فحصها الدقيق للوثائق اللاحقة في الأرشيف. عثرت في النهاية على الملف السميك المخصص لحادثة تسرب المصنع. كان الملف ضخمًا، مما يعكس حجم تأثير الحدث؛ لقد احتوى على أكبر عدد من الاعتقالات والاحتجازات للزنادقة المزعومين في العقود الأخيرة. الصور الفوتوغرافية، ونصوص الاستجواب، والملاحظات الدقيقة ملأت الملف الثقيل.

“من غير المألوف رؤية أي شخص في الأرشيف في هذه الساعة، لذلك اعتقدت أنني سآتي،” قال الكاهن المسن بحرارة. “هل وجدت ما تبحثين عنه؟”

وجدت فانا صدى كلمات الكاهن، “يبدو هذا التحذير مشابهًا تمامًا لأنواع التحذيرات التي يقدمها حاملو اللهب غالبًا.”

توقفت فانا لفترة قصيرة لتستجمع قواها، ثم استبدلت الملف الذي كانت تتفحصه. “لقد وجدت بعض المعلومات، نعم، لكنهم لم يقدموا الإجابات الكاملة التي أبحث عنها.”

توقف مؤقتًا وتابع قائلًا، “إن الدولة المدينة مكان صاخب، ويتحرك دائمًا مع التطورات الجديدة والأزمات الجديدة. إن الناس منشغلون جدًا بمعالجة تحديات الغد لدرجة أنهم نادرًا ما يكون لديهم الوقت أو الرغبة في التدقيق في معضلات الماضي المنسية المخزنة هنا. أيضًا…”

“إجابات؟” رفع الكاهن حاجبه متعجبًا. “ما هي أنواع الإجابات التي تبحثين عنها؟”

وبعد فترة غير محددة أمضتها منهمكة في بحثها، توقفت فجأة كما لو كانت مدفوعة ببعض الإنذار الداخلي. شعرت أنها على وشك اكتشاف شيء أكثر أهمية.

متجاهلة الرد المباشر، أعادت فانا التوجيه بسؤال خاص بها. “منذ متى وأنت المسؤول هنا؟”

بتركيز يشبه الليزر، واصلت فانا فحصها الدقيق للوثائق اللاحقة في الأرشيف. عثرت في النهاية على الملف السميك المخصص لحادثة تسرب المصنع. كان الملف ضخمًا، مما يعكس حجم تأثير الحدث؛ لقد احتوى على أكبر عدد من الاعتقالات والاحتجازات للزنادقة المزعومين في العقود الأخيرة. الصور الفوتوغرافية، ونصوص الاستجواب، والملاحظات الدقيقة ملأت الملف الثقيل.

“أوه، لا بد أنه قد مضى ما يقرب من عشرين عامًا الآن،” قال ضاحكًا. “منذ أن أخذت عبوة ناسفة بدائية الصنع من قبل بعض المتعصبين المهرطقين يدي ورجلي، أعيد تكليفي بالإشراف على حرم المعرفة هذا.”

كان هذا هو الحادث الثالث من نوعه، وقد أدى اكتشافه إلى تصعيد مستوى الإلحاح في سلوك فانا بشكل كبير.

تابعت فانا ذلك مفتونة. “هل الوضع هادئ هنا عادة؟ هل يقوم الآخرون بزيارة الأرشيف في كثير من الأحيان، كما أفعل أنا؟”

لسبب لا يمكن تفسيره، شعرت فانا بإحساس مزعج بأن التفسيرات السطحية لهذه الحوادث المتباينة لم تستوعب تعقيدها الكامل. توقفت، واقفة بجوار رف كتب شاهق، وعقلها يعج بالأسئلة التي لم يجاب عليها. وبعد لحظة تأمل، عادت إلى نقطة بداية بحثها، فأخرجت الملف الأول الخاص بقضايا “التصديق الهرطقي” الغريبة وتصفحت صفحاته بتمعن.

“إنه مكان هادئ عمومًا،” قال وقد رسمت الابتسامة على وجهه. “بالتأكيد، هناك من يأتي للاطلاع على السجلات، لكنها حالات نادرة. تشبه هذه الأرشيفات أعمق فترات الاستراحة في الذاكرة البشرية، حيث تخزن “القضايا التي حلت” و”الملفات المختومة” غير المخصصة للتدقيق العام. وبمجرد دخول هذه الوثائق إلى هذا القبو، فإنها تصبح جزءًا من التاريخ، وتتضاءل أهميتها تدريجيًا بفعل رمال الزمن.”

في أعقاب حادثة التسرب الكارثية في المصنع، لم تكن هناك سجلات لاحقة لحالات تشبه حوادث “التصديق الهرطقي” الثلاثة التي أثارت اهتمامها بشدة. واستمر هذا الغياب رغم مرور نصف عام على حدث المصنع.

توقف مؤقتًا وتابع قائلًا، “إن الدولة المدينة مكان صاخب، ويتحرك دائمًا مع التطورات الجديدة والأزمات الجديدة. إن الناس منشغلون جدًا بمعالجة تحديات الغد لدرجة أنهم نادرًا ما يكون لديهم الوقت أو الرغبة في التدقيق في معضلات الماضي المنسية المخزنة هنا. أيضًا…”

عندما استمعت فانا إلى الكاهن المسن، ساد عليها شعور مريح بالهدوء. كانت تكنّ قدرًا من الاحترام لهذا الحارس المتمرّس الذي كرّس سنوات عديدة لخدمة الكنيسة. شعرت بالفضول وشعرت بالرغبة في إجراء المزيد من المحادثة، وغامرت بالسؤال، “هل مازلت على اتصال مع هؤلاء الأصدقاء القدامى من حاملي اللهب؟”

تردد الكاهن المسن للحظات، ورفع عينيه ليتأمل الرفوف الشاهقة للنصوص القديمة التي امتدت عاليًا، وكادت تلامس سقف الغرفة المقبب. وبعد توقف طويل، واصل الحديث بهدوء وتأمل.

عندما استمعت فانا إلى الكاهن المسن، ساد عليها شعور مريح بالهدوء. كانت تكنّ قدرًا من الاحترام لهذا الحارس المتمرّس الذي كرّس سنوات عديدة لخدمة الكنيسة. شعرت بالفضول وشعرت بالرغبة في إجراء المزيد من المحادثة، وغامرت بالسؤال، “هل مازلت على اتصال مع هؤلاء الأصدقاء القدامى من حاملي اللهب؟”

“أيضًا، كما ترين، هذه الملفات المختومة ليست مجرد سجلات لأحداث ماضية. في الواقع، يقوم بعضها بتغليف “التاريخ” نفسه – التاريخ الذي حُصر عمدًا داخل تلك الصفحات. إن الجدول الزمني لعالمنا – الماضي والحاضر والمستقبل – مبني على أسس غير مستقرة. إن التعمق في موضوعات معينة ضمن هذا الأرشيف يمكن أن يكون له تأثير ضار على الاستقرار النفسي والعاطفي للفرد.”

وكشفت التحقيقات الإضافية التي أجرتها الكنيسة عن آثار لممارسات دينية غير مصرح بها في قبو المؤسسة. ومع ذلك، كانت الرموز والعلامات المستخدمة في الطقوس عبارة عن خليط محير، لا يتوافق مع أي كيان معروف أو شخصية روحية. عند استجواب صاحب المتجر، الذي كان مسؤولًا عن هذه الطقوس الغامضة، اكتشف أنه هو نفسه لم يكن لديه سوى القليل من الفهم للممارسات الصوفية التي كان يحاول القيام بها. لقد تم تقديم تضحياته غير المتسقة بعد بعض “التوجيهات غير المبررة”. [**: ؟؟]

وجدت فانا صدى كلمات الكاهن، “يبدو هذا التحذير مشابهًا تمامًا لأنواع التحذيرات التي يقدمها حاملو اللهب غالبًا.”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“آه، أنتِ على حق،” أجاب الكاهن بابتسامة عارفة. “إن حاملي اللهب يقظون بشكل خاص بشأن مثل هذه الأمور. إنهم يعملون كأوصياء على المعرفة التاريخية ويعيشون في قلق دائم من أن بعض العناصر المنسية من العصور القديمة قد تعود إلى الظهور لزعزعة استقرار أسس واقعنا الحالي. إنهم حذرون للغاية لدرجة أن البعض اقترح أن أولئك الذين يبشرون بسيناريوهات يوم القيامة – ما يسمونه “تلوث نهاية الوقت” – قد يكونون في الواقع حاملي اللهب الذين فقدوا إحساسهم بالاتجاه.” ضحك وهو يهز رأسه. “كان لدي معارف وثيقة بين حاملي اللهب في سنوات شبابي. قد تنحرف معتقداتهم عن عقائد سماوية العاصفة، التي تخدمها كلتا رتبتنا، لكنني وجدت دائمًا عناصر في نظرياتهم تستحق دراسة عميقة.”

الفصل 155 “شبهة”

عندما استمعت فانا إلى الكاهن المسن، ساد عليها شعور مريح بالهدوء. كانت تكنّ قدرًا من الاحترام لهذا الحارس المتمرّس الذي كرّس سنوات عديدة لخدمة الكنيسة. شعرت بالفضول وشعرت بالرغبة في إجراء المزيد من المحادثة، وغامرت بالسؤال، “هل مازلت على اتصال مع هؤلاء الأصدقاء القدامى من حاملي اللهب؟”

عثر المحققون على اكتشاف مذهل في المخزن الذي تحصنت فيه الخادمة بنفسها. لقد نحتت سلسلة من رموز القرابين على الجدران والأرضية بخنجر، على الأرجح في اللحظات التي سبقت انتحارها. اكتشف دليل إضافي على تصديق هرطقي في مسكنها الشخصي – ومرة أخرى، أشارت الرموز والمصنوعات اليدوية إلى طقوس مخصصة لكيان غير محدد. ما يميز هذه الحالة عن غيرها هو طبيعة التضحية. وفي الحالات السابقة، أدت الطقوس العشوائية إلى اضطرابات عقلية موضعية بين المارة أو المشاركين. ولكن هذه المرة، كان الشخص هو الذي قدم التضحية، والخادمة نفسها هي التي وصلت إلى حالة من الجنون.

هز الكاهن المسن رأسه ببطء، واتخذ تعبيره طابعًا حزينًا. “لا، لقد فقدت الاتصال بهم. في الواقع، في صباح أحد الأيام، خطر لي أنني لم أعرف حتى أسمائهم الحقيقية. وهذا يدل على الأرجح على أنهم أصبحوا شهداء، وضحوا بأنفسهم من أجل معتقداتهم العزيزة عليهم.”

عندما استمعت فانا إلى الكاهن المسن، ساد عليها شعور مريح بالهدوء. كانت تكنّ قدرًا من الاحترام لهذا الحارس المتمرّس الذي كرّس سنوات عديدة لخدمة الكنيسة. شعرت بالفضول وشعرت بالرغبة في إجراء المزيد من المحادثة، وغامرت بالسؤال، “هل مازلت على اتصال مع هؤلاء الأصدقاء القدامى من حاملي اللهب؟”

أضافت جدية كلماته الأخيرة طبقة من الجاذبية إلى محادثتهما. كان كلا الشخصين متحدين للحظات في اعتراف صامت بالطريق المعقد والمحفوف بالمخاطر في كثير من الأحيان الذي يتعين على الباحثين عن الحقيقة أن يسلكوه، حتى داخل جدران مؤسساتهم التي تبدو آمنة.

متجاهلة الرد المباشر، أعادت فانا التوجيه بسؤال خاص بها. “منذ متى وأنت المسؤول هنا؟”


الباحث عن الحقيقة.

وصفت الوثيقة حادثة غريبة تنطوي على ممارسات دينية غير مصرح بها بين المواطنين العاديين. وكان أصحاب الطقوس قد استهدفوا كيانات غير محددة في تضحياتهم، وهو انحراف كان ينبغي أن يجعل طقوسهم خالية من أي تأثير وفقًا للقوانين الكنسية التي تحكم الطقوس. ومع ذلك، ولسبب غير مفهوم، يبدو أن هذه الأفعال قد لفتت انتباه بعض القوى الدنيوية الأخرى، مما أدى بعد ذلك إلى تفشي الضيق النفسي بشكل مركز بين المشاركين. والأكثر إثارة للحيرة هو حقيقة أن الكنيسة لم تقم بأي فحوصات أخرى للوصول إلى جوهر الحادث.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“أوه، لا بد أنه قد مضى ما يقرب من عشرين عامًا الآن،” قال ضاحكًا. “منذ أن أخذت عبوة ناسفة بدائية الصنع من قبل بعض المتعصبين المهرطقين يدي ورجلي، أعيد تكليفي بالإشراف على حرم المعرفة هذا.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وجدت فانا صدى كلمات الكاهن، “يبدو هذا التحذير مشابهًا تمامًا لأنواع التحذيرات التي يقدمها حاملو اللهب غالبًا.”

“أوه، لا بد أنه قد مضى ما يقرب من عشرين عامًا الآن،” قال ضاحكًا. “منذ أن أخذت عبوة ناسفة بدائية الصنع من قبل بعض المتعصبين المهرطقين يدي ورجلي، أعيد تكليفي بالإشراف على حرم المعرفة هذا.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط