نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 159

من يجبر من؟

من يجبر من؟

الفصل 159 “من يجبر من؟”

قدمت الرسوم التوضيحية في كتب نينا المدرسية دليلًا مرئيًا لما كان من المفترض أن يبدو عليه الجان، وطابقت هذه الصور بشكل وثيق لمفاهيم دنكان المسبقة. صوّر الجان عادةً بآذان طويلة مدببة وأجساد رشيقة ونحيفة. كانت وجوههم جميلة بشكل شبه مستحيل، لدرجة أنه من الصعب التمييز بين الذكور والإناث على أساس المظهر فقط.

في الفترة الزمنية التي تلت بداية عصر أعماق البحار، لم يكن البشر هم أشكال الحياة الذكية الوحيدة التي استمرت منذ العصور القديمة واستمرت في بناء حضاراتها الفريدة. خارج نطاق الإنسانية، كانت هناك أيضًا أعراق أخرى مختلفة، ولكل منها دولة مدينة مزدهرة خاصة بها، مكتملة بثقافات وأعراف مجتمعية متميزة. وكان من بين هذه الأعراق الجان، والوحوش، والعفاريت، على سبيل المثال لا الحصر.

الفصل 159 “من يجبر من؟”

بالنسبة لدنكان، كانت هذه المعرفة بعيدة عن أن تكون جديدة. لقد تعلم عن هذه الأعراق المختلفة من خلال الكتب المدرسية لنينا، التي كان على دراية بموادها الأكاديمية. منذ صغره، كان دنكان مفتونًا بفكرة هذه “الأجناس الأخرى”، لكن الجان هم أكثر من أثار اهتمامه. في كثير من الأحيان موضوعات تقاليد الخيال والحكايات الأسطورية، يحمل الجان معهم جوًا من اللغز والعجب. ما أسر دنكان أكثر هو أن هذه المخلوقات الأسطورية ليسوا مجرد مادة للكتب القصصية؛ أنهم حقيقيون وتعايشوا مع الإنسان في عالمه.

في هذا العصر، كان لكل عرق رئيسي دولة مدينة خاصة به. ونظرًا للتحديات اللوجستية التي يفرضها عصر أعماق البحار، نادرًا ما يبتعد المواطن العادي عن وطنه. ولم يكن سوى مستكشفي المحيطات والقوافل التجارية الجريئين هم الاستثناءات التي تتنقل بين دول المدن. ولكن حتى أنهم نادرًا ما استقروا في الأراضي التي تشغلها في الغالب أعراق أخرى غير أعراقهم. في جميع المدن الكبرى تقريبًا، كان العرق الأصلي يمثل أكثر من 99% من السكان.

قدمت الرسوم التوضيحية في كتب نينا المدرسية دليلًا مرئيًا لما كان من المفترض أن يبدو عليه الجان، وطابقت هذه الصور بشكل وثيق لمفاهيم دنكان المسبقة. صوّر الجان عادةً بآذان طويلة مدببة وأجساد رشيقة ونحيفة. كانت وجوههم جميلة بشكل شبه مستحيل، لدرجة أنه من الصعب التمييز بين الذكور والإناث على أساس المظهر فقط.

للحظة، أصبح دنكان عاجزًا عن الكلام. كانت نصيحة الجان المسنة حسنة النية ولكن يبدو أنها تفتح مجموعة جديدة من التعقيدات التي لم يفكر فيها حتى. ومع ذلك، بينما يفكر في كلماتها، بدأ يدرك مدى التعقيد والصعوبة التي يمكن أن يكون عليها عالم جمع الدمى وصيانتها – وهي المعلومة التي تركته مفتونًا ومربكًا على حد سواء.

من هذه التفاصيل المحدودة، صاغ دنكان فهمًا أوليًا، وإن كان سطحيًا إلى حد ما، للجان. لقد تخيلهم كأعراق لا تبدو أنيقة وآسرة فحسب، بل تتمتع أيضًا بعمر طويل بشكل لا يصدق، ومن المحتمل أن تمتد إلى آلاف السنين. ومع ذلك، فإن هذا الخيال الشبابي لم يدفعه أبدًا إلى التفكير في الشكل الذي ستبدو عليه الشيخوخة بين الجان.

عندما حثته المرأة الجان المسنة، اهتز دنكان للسبب الذي دفعه لدخول المتجر في البداية. انطلقت عيناه إلى عدد كبير من الدمى التي تزين المتجر – من النوافذ إلى العدادات وحتى المساحات المؤدية إلى الدرج. “لقد جئت إلى هنا لشراء بعض العناصر المتعلقة بالدمة وربما أطرح بعض الأسئلة عنها. ولكن بصراحة، شعرت بالذهول بعض الشيء عندما دخلت.”

لقد برز إدراكه لسذاجته بشكل حاد عندما التقى بمالكة متجر “بيت روز للدمى”. ولكن ليس فقط أي جان. بل امرأة قزم ممتلئة الجسم وطيبة القلب ومسنة. وبصرف النظر عن أذنيها المدببتين المميزتين، وقزحية العين الخضراء، والآثار الخافتة لجمال الشباب الذي لا يزال يزين محياها، فقد بدت تشبه إلى حد كبير أي امرأة مسنة أخرى قد تقابلها في الحياة اليومية.

في الفترة الزمنية التي تلت بداية عصر أعماق البحار، لم يكن البشر هم أشكال الحياة الذكية الوحيدة التي استمرت منذ العصور القديمة واستمرت في بناء حضاراتها الفريدة. خارج نطاق الإنسانية، كانت هناك أيضًا أعراق أخرى مختلفة، ولكل منها دولة مدينة مزدهرة خاصة بها، مكتملة بثقافات وأعراف مجتمعية متميزة. وكان من بين هذه الأعراق الجان، والوحوش، والعفاريت، على سبيل المثال لا الحصر.

فجأة أدرك دنكان أنه كان يحدق، وهو أمر يعتبر وقحًا، فحول بصره بعيدًا على عجل، وحك ذقنه بشكل غريب أثناء حديثه. واعترف قائلًا، “هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها جانًا على الإطلاق،” دون أي قلق من أن يبدو غير مطلع. بعد كل شيء، كان الجان مشهدًا نادرًا في مدينة بلاند.

في ظل هذه الظروف، يمكن للفرد الذي يقيم في مدينته ولا ينخرط في سفريات مكثفة أن يعيش بسهولة مدى الحياة دون مقابلة أي شخص من عرق آخر – حتى لو كان لهذا العرق الآخر مجتمع على الجانب الآخر من مدينة عرقه.

في هذا العصر، كان لكل عرق رئيسي دولة مدينة خاصة به. ونظرًا للتحديات اللوجستية التي يفرضها عصر أعماق البحار، نادرًا ما يبتعد المواطن العادي عن وطنه. ولم يكن سوى مستكشفي المحيطات والقوافل التجارية الجريئين هم الاستثناءات التي تتنقل بين دول المدن. ولكن حتى أنهم نادرًا ما استقروا في الأراضي التي تشغلها في الغالب أعراق أخرى غير أعراقهم. في جميع المدن الكبرى تقريبًا، كان العرق الأصلي يمثل أكثر من 99% من السكان.

“بالطبع لا،” أجابت المرأة الجان المسنة بحرارة. “الدمى، وخاصة تلك ذات الجودة العالية، تتطلب مستوى معينًا من العناية الدقيقة.”

في ظل هذه الظروف، يمكن للفرد الذي يقيم في مدينته ولا ينخرط في سفريات مكثفة أن يعيش بسهولة مدى الحياة دون مقابلة أي شخص من عرق آخر – حتى لو كان لهذا العرق الآخر مجتمع على الجانب الآخر من مدينة عرقه.

توقفت مؤقتًا قبل أن تضيف، “نظرًا لأن دميتك بالحجم الطبيعي، فإن استبدال المفصل سيكون مهمة كبيرة. قد تحتاج إلى مساعدة مهنية لمثل هذه المهمة. إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنك إحضار الدمية هنا، ويمكننا أن نساعدك في الاستبدال، ونفرض عليك رسومًا مقابل الأجزاء فقط.”

“هذا أمر طبيعي تمامًا،” قالت المرأة الجان المسنة وهي تضحك. “سأفاجأ إذا كان هناك أكثر من مائة من الجان يعيشون في المدينة بأكملها. وهذا يشمل العشرات أو نحو ذلك الذين عزلوا أنفسهم في معهد الرياضيات دون المغامرة بالخارج لمدة قرنين من الزمان. الآن، كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟”

أثناء استمراره في تصفح المتجر، قرر دنكان اغتنام الفرصة للحصول على بعض مشورة الخبراء. “هل تمانعين إذا طلبت بعض الإرشادات حول كيفية الحفاظ على الدمية؟”

عندما حثته المرأة الجان المسنة، اهتز دنكان للسبب الذي دفعه لدخول المتجر في البداية. انطلقت عيناه إلى عدد كبير من الدمى التي تزين المتجر – من النوافذ إلى العدادات وحتى المساحات المؤدية إلى الدرج. “لقد جئت إلى هنا لشراء بعض العناصر المتعلقة بالدمة وربما أطرح بعض الأسئلة عنها. ولكن بصراحة، شعرت بالذهول بعض الشيء عندما دخلت.”

شعر دنكان بالاطراء والحرج قليلًا، تنحنح وأجاب، “آه، أنت تجعليني أحمر خجلًا الآن…”

أومأت المرأة الجان بحكمة قائلة، “آه، يبدو أنك جديد على هذه الهواية. هل أنت مهتم بالدمى النسائية، وهل هذه لمجموعتك الشخصية أم ربما هدية؟”

توقفت المرأة الجان في منتصف الخطوة، واستدارت لمواجهته بنظرة مفاجئة. “هذا غير عادي للغاية. يجب أن تكون الدمية بالحجم الطبيعي ملكية قيمة للغاية، أليس كذلك؟”

أجاب دنكان بجو من اللامبالاة، “الدمى النسائية، ولمجموعتي الخاصة.” ولكن عندما هربت الكلمات من شفتيه، شعر بإحساس غريب بالوخز. تردد قبل أن يسأل، “هل تعتبر هذه الهواية غريبة؟” السؤال جعله يشعر بالخجل بشكل متزايد.

الفصل 159 “من يجبر من؟”

“بالتأكيد لا،” طمأنته المرأة القزمية دون حتى وميض حكم على وجهها. من المحتمل أن يكون سلوكها الهادئ ناتجًا عن قرون من الخبرة في إدارة متجر الدمى الخاص بها. “إنها مصلحة متطورة. هل تبحث عن ملابس أو إكسسوارات لدميتك؟”

“هذا يجعلك متلقي خدمة سخية من شخص ما،” ضحكت المرأة الجان، ولمعت عيناها. ثم شرعت في فتح صندوق خشبي مزخرف بالقرب من طاولة دائرية. “الدمى بالحجم الطبيعي نادرة، وإكسسواراتها أكثر ندرة. هنا لدينا شعر مستعار وزخارف شعر مختلفة.”

نظر دنكان لفترة وجيزة. “أعتقد أنني سأبدأ بشعر مستعار.”

طهر دنكان حلقه بينما انحنى ليتفحص الأشياء عن كثب. “لست متأكدًا مما إذا كان المانح كريمًا أم لا. إنه قبطان سفينة. الوضع معقد بعض الشيء،” تمتم قائلًا.

“من هذا الطريق،” أرشده القزم المسن نحو زاوية معينة من المتجر. “ما هو حجم دميتك؟ ربع؟ ثلث؟”

“هذا أمر طبيعي تمامًا،” قالت المرأة الجان المسنة وهي تضحك. “سأفاجأ إذا كان هناك أكثر من مائة من الجان يعيشون في المدينة بأكملها. وهذا يشمل العشرات أو نحو ذلك الذين عزلوا أنفسهم في معهد الرياضيات دون المغامرة بالخارج لمدة قرنين من الزمان. الآن، كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟”

تردد دنكان قبل الرد قائلًا، “إنها في الواقع بحجم طبيعي.”

بالنسبة لدنكان، كانت هذه المعرفة بعيدة عن أن تكون جديدة. لقد تعلم عن هذه الأعراق المختلفة من خلال الكتب المدرسية لنينا، التي كان على دراية بموادها الأكاديمية. منذ صغره، كان دنكان مفتونًا بفكرة هذه “الأجناس الأخرى”، لكن الجان هم أكثر من أثار اهتمامه. في كثير من الأحيان موضوعات تقاليد الخيال والحكايات الأسطورية، يحمل الجان معهم جوًا من اللغز والعجب. ما أسر دنكان أكثر هو أن هذه المخلوقات الأسطورية ليسوا مجرد مادة للكتب القصصية؛ أنهم حقيقيون وتعايشوا مع الإنسان في عالمه.

توقفت المرأة الجان في منتصف الخطوة، واستدارت لمواجهته بنظرة مفاجئة. “هذا غير عادي للغاية. يجب أن تكون الدمية بالحجم الطبيعي ملكية قيمة للغاية، أليس كذلك؟”

أومأت المرأة الجان بحكمة قائلة، “آه، يبدو أنك جديد على هذه الهواية. هل أنت مهتم بالدمى النسائية، وهل هذه لمجموعتك الشخصية أم ربما هدية؟”

“إن القيمة المالية للدمية ليست في الواقع شيئًا أنا متأكد منه،” اعترف دنكان، وهو يقاوم الإحساس الغريب الذي تسلل إلى عموده الفقري بينما يحتفظ بتعبير مهيب. “وكانت هدية.”

في هذا العصر، كان لكل عرق رئيسي دولة مدينة خاصة به. ونظرًا للتحديات اللوجستية التي يفرضها عصر أعماق البحار، نادرًا ما يبتعد المواطن العادي عن وطنه. ولم يكن سوى مستكشفي المحيطات والقوافل التجارية الجريئين هم الاستثناءات التي تتنقل بين دول المدن. ولكن حتى أنهم نادرًا ما استقروا في الأراضي التي تشغلها في الغالب أعراق أخرى غير أعراقهم. في جميع المدن الكبرى تقريبًا، كان العرق الأصلي يمثل أكثر من 99% من السكان.

“هذا يجعلك متلقي خدمة سخية من شخص ما،” ضحكت المرأة الجان، ولمعت عيناها. ثم شرعت في فتح صندوق خشبي مزخرف بالقرب من طاولة دائرية. “الدمى بالحجم الطبيعي نادرة، وإكسسواراتها أكثر ندرة. هنا لدينا شعر مستعار وزخارف شعر مختلفة.”

الفصل 159 “من يجبر من؟”

طهر دنكان حلقه بينما انحنى ليتفحص الأشياء عن كثب. “لست متأكدًا مما إذا كان المانح كريمًا أم لا. إنه قبطان سفينة. الوضع معقد بعض الشيء،” تمتم قائلًا.

وجد دنكان نفسه مستمتعًا داخليًا بالفكرة. من المحتمل أن “العملاء على المدى الطويل” الذين أشارت له إليهم الجان المسنة قد مروا منذ زمن طويل، وعادت عظامهم منذ فترة طويلة إلى الأرض، مما يجعلهم غير قادرين على تقديم الشكاوى. ومع ذلك، اختار الاحتفاظ بهذه الملاحظة لنفسه وابتسم ابتسامة محرجة، وهو يسعى جاهدًا للحصول على الرد المناسب. بدأ بحذر، “ليس الأمر أنني أشك في مهارتك، كل ما في الأمر هو أنه إذا استبدل رأسها، فستتغير بشكل أساسي. لن تكون نفس الدمية بعد الآن، أليس كذلك؟”

سقطت نظرته على المجموعة التي أمامه. صُنّع كل شعر مستعار وزخرفة بشكل رائع واعتني بهما بدقة، مما يعكس مستوى التفاني والحرفية التي ساهمت في صنعهما.

تردد دنكان قبل الرد قائلًا، “إنها في الواقع بحجم طبيعي.”

بعناية، بدأ دنكان في تصور كيف يمكن أن تبدو كل قطعة على الدمية أليس المعنية. ومع ذلك، توقفت أفكاره في منتصف الطريق خلال هذا التمرين العقلي.

استعاد دنكان رباطة جأشه، وقرر أن يبذل كل ما في وسعه، مسترشدًا بعقلية “التقدم الكبير أو العودة إلى المنزل”. استقرت عيناه على شعر مستعار ذهبي فاخر بدا وكأنه ينضح بالأناقة والرقي. رافقت الباروكة مجموعة من حلى الشعر الفضية المطابقة، وهو نوع من البذخ الذي يتوقع المرء رؤيته بين الطبقات العليا في المجتمع. وقال إنه من الواضح أن إكسسوارات الدمية لم تكن مصممة لذوى الميزانية المحدودة. وبينما ينظر إلى الشعر المستعار والحلي عالي الجودة الموجود أمامه، لم يستطع دنكان إلا أن يفكر في كيفية رد فعل الدمية أليس على مثل هذه الهدية. هل ستبكي عند الكشف، وقد غمرها الثقل الوجودي لـ “تساقط شعرها”؟ أو ربما ستهرب، غير راغبة في مواجهة هذا الواقع الجديد؟ على الرغم من عدم اليقين المحيط برد فعل أليس الافتراضي، وجد دنكان نفسه سعيدًا بشكل متزايد باختياره.

كانت الصورة الذهنية لأليس – وهي دمية مشبعة بهالة من الأناقة والجمال والسحر الغامض – والتي أصبحت ذات يوم صلعاء وتحتاج إلى شعر مستعار لاستعادة كرامتها، فكرة متناقضة للغاية بحيث لا يمكن الترفيه عنها بالكامل. كان التناقض المطلق في ذلك أمرًا ساحقًا، وقد أذهل عندما أدرك أنه هو الذي استحضر في البداية هذه الفكرة الغريبة.

تردد دنكان قبل الرد قائلًا، “إنها في الواقع بحجم طبيعي.”

استعاد دنكان رباطة جأشه، وقرر أن يبذل كل ما في وسعه، مسترشدًا بعقلية “التقدم الكبير أو العودة إلى المنزل”. استقرت عيناه على شعر مستعار ذهبي فاخر بدا وكأنه ينضح بالأناقة والرقي. رافقت الباروكة مجموعة من حلى الشعر الفضية المطابقة، وهو نوع من البذخ الذي يتوقع المرء رؤيته بين الطبقات العليا في المجتمع. وقال إنه من الواضح أن إكسسوارات الدمية لم تكن مصممة لذوى الميزانية المحدودة. وبينما ينظر إلى الشعر المستعار والحلي عالي الجودة الموجود أمامه، لم يستطع دنكان إلا أن يفكر في كيفية رد فعل الدمية أليس على مثل هذه الهدية. هل ستبكي عند الكشف، وقد غمرها الثقل الوجودي لـ “تساقط شعرها”؟ أو ربما ستهرب، غير راغبة في مواجهة هذا الواقع الجديد؟ على الرغم من عدم اليقين المحيط برد فعل أليس الافتراضي، وجد دنكان نفسه سعيدًا بشكل متزايد باختياره.

أومأت المرأة الجان بحكمة قائلة، “آه، يبدو أنك جديد على هذه الهواية. هل أنت مهتم بالدمى النسائية، وهل هذه لمجموعتك الشخصية أم ربما هدية؟”

أثناء استمراره في تصفح المتجر، قرر دنكان اغتنام الفرصة للحصول على بعض مشورة الخبراء. “هل تمانعين إذا طلبت بعض الإرشادات حول كيفية الحفاظ على الدمية؟”

الفصل 159 “من يجبر من؟”

“بالطبع لا،” أجابت المرأة الجان المسنة بحرارة. “الدمى، وخاصة تلك ذات الجودة العالية، تتطلب مستوى معينًا من العناية الدقيقة.”

لقد برز إدراكه لسذاجته بشكل حاد عندما التقى بمالكة متجر “بيت روز للدمى”. ولكن ليس فقط أي جان. بل امرأة قزم ممتلئة الجسم وطيبة القلب ومسنة. وبصرف النظر عن أذنيها المدببتين المميزتين، وقزحية العين الخضراء، والآثار الخافتة لجمال الشباب الذي لا يزال يزين محياها، فقد بدت تشبه إلى حد كبير أي امرأة مسنة أخرى قد تقابلها في الحياة اليومية.

“إذن، ما الذي تنصحين به إذا كانت مفاصل الدمية، خاصة في الرقبة، تميل إلى الارتخاء بسهولة؟ إن المفصل الكروي الذي يربط الرقبة بالرأس يستمر في التراجع، مما يتسبب في سقوط الرأس بشكل متكرر،” أوضح دنكان، مستخدمًا يديه لتقليد حركة الرأس المنفصل عن الرقبة.

استعاد دنكان رباطة جأشه، وقرر أن يبذل كل ما في وسعه، مسترشدًا بعقلية “التقدم الكبير أو العودة إلى المنزل”. استقرت عيناه على شعر مستعار ذهبي فاخر بدا وكأنه ينضح بالأناقة والرقي. رافقت الباروكة مجموعة من حلى الشعر الفضية المطابقة، وهو نوع من البذخ الذي يتوقع المرء رؤيته بين الطبقات العليا في المجتمع. وقال إنه من الواضح أن إكسسوارات الدمية لم تكن مصممة لذوى الميزانية المحدودة. وبينما ينظر إلى الشعر المستعار والحلي عالي الجودة الموجود أمامه، لم يستطع دنكان إلا أن يفكر في كيفية رد فعل الدمية أليس على مثل هذه الهدية. هل ستبكي عند الكشف، وقد غمرها الثقل الوجودي لـ “تساقط شعرها”؟ أو ربما ستهرب، غير راغبة في مواجهة هذا الواقع الجديد؟ على الرغم من عدم اليقين المحيط برد فعل أليس الافتراضي، وجد دنكان نفسه سعيدًا بشكل متزايد باختياره.

ردت المرأة الجان بدقة متناهية، “قد تكون المفاصل المرتخية بسبب البلى أو ربما التشوه في آلية الكرة والمقبس. إذا لم يكن السبب هو سوء الصيانة أو الاستخدام القاسي، فقد تكون مشكلة متجذرة في التصميم الأصلي أو جودة المواد. في الحالات التي ينفصل فيها الرأس بشكل منتظم، فإن مجرد أعمال الإصلاح قد لا تكون كافية. قد تحتاج إلى التفكير في الاستبدال الكامل للمفصل.”

شعر دنكان بالاطراء والحرج قليلًا، تنحنح وأجاب، “آه، أنت تجعليني أحمر خجلًا الآن…”

توقفت مؤقتًا قبل أن تضيف، “نظرًا لأن دميتك بالحجم الطبيعي، فإن استبدال المفصل سيكون مهمة كبيرة. قد تحتاج إلى مساعدة مهنية لمثل هذه المهمة. إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنك إحضار الدمية هنا، ويمكننا أن نساعدك في الاستبدال، ونفرض عليك رسومًا مقابل الأجزاء فقط.”

أجاب دنكان بجو من اللامبالاة، “الدمى النسائية، ولمجموعتي الخاصة.” ولكن عندما هربت الكلمات من شفتيه، شعر بإحساس غريب بالوخز. تردد قبل أن يسأل، “هل تعتبر هذه الهواية غريبة؟” السؤال جعله يشعر بالخجل بشكل متزايد.

كان دنكان متشككًا بشأن التطبيق العملي لهذه النصيحة. كان الوضع مع أليس معقدًا إلى حد ما. أليس ليست مجرد دمية؛ إنها حالة شاذة، صُنفت على أنها 099. وكانت سلامتها الجسدية مجرد واحدة من العديد من المخاوف، وهو ليس متأكدًا مما إذا كان من الممكن استبدال مفاصلها بالوسائل التقليدية. إن مجرد فكرة اقتراح الخضوع “لإجراء جراحي” لاستبدال مفصل رقبتها يبدو وسيلة مؤكدة لإخافتها ودفعها إلى “الهروب”.

توقفت المرأة الجان في منتصف الخطوة، واستدارت لمواجهته بنظرة مفاجئة. “هذا غير عادي للغاية. يجب أن تكون الدمية بالحجم الطبيعي ملكية قيمة للغاية، أليس كذلك؟”

وهكذا، اختار دنكان تغيير الموضوع، وتساءل عن التقنيات المستخدمة في زراعة شعر جديد في الدمى. شرحت صاحبة المتجر الجان بصبر المنهجيات والتعقيدات المختلفة المعنية. بعد الانتهاء من شرحها، أدلت بملوحظة، “نظرًا لأن دميتك لديها شعرها الخاص بالفعل، فإن إضافة المزيد قد يكون أمرًا صعبًا إذا كنت تسعى للحصول على مظهر سلس. ما لم ينفذ بواسطة المنشئ الأصلي، فقد لا تكون النتائج مثالية. وبما أنك أثرت أيضًا مخاوف بشأن مفصل الرأس، فربما يكون من الأفضل التفكير في التكليف بنحت رأس جديد تمامًا.”

تردد دنكان قبل الرد قائلًا، “إنها في الواقع بحجم طبيعي.”

للحظة، أصبح دنكان عاجزًا عن الكلام. كانت نصيحة الجان المسنة حسنة النية ولكن يبدو أنها تفتح مجموعة جديدة من التعقيدات التي لم يفكر فيها حتى. ومع ذلك، بينما يفكر في كلماتها، بدأ يدرك مدى التعقيد والصعوبة التي يمكن أن يكون عليها عالم جمع الدمى وصيانتها – وهي المعلومة التي تركته مفتونًا ومربكًا على حد سواء.

وبينما تتحدث، امتلأ عقل دنكان بصورة ذهنية حية لضحكة أليس المعتادة البريئة والمبهجة “هيهي”. صدمه الصدى بين كلمات صاحبة المتجر وتجاربه الخاصة، فأومأ برأسه في اتفاق مؤكد. أكد قائلًا، “أنت على حق تمامًا،” وهو يشعر بإحساس غير متوقع بالتحقق وارتباط أعمق بعالم الدمى الغامض وحافظيها.

كان حماس صاحبة المتجر الجان واضحًا عندما أكدت لدنكان، “من تعبيرك، تبدو مترددًا إلى حد ما. من فضلك، اسمح لي أن أريح عقلك. لقد التزم متجرنا بأعلى معايير الحرفية لعدة قرون، ولم يكن لدينا أي عميل يغادر غير راضٍ. لم يتقدم أي عميل طويل الأجل بشكوى ضدنا على الإطلاق.”

في ظل هذه الظروف، يمكن للفرد الذي يقيم في مدينته ولا ينخرط في سفريات مكثفة أن يعيش بسهولة مدى الحياة دون مقابلة أي شخص من عرق آخر – حتى لو كان لهذا العرق الآخر مجتمع على الجانب الآخر من مدينة عرقه.

وجد دنكان نفسه مستمتعًا داخليًا بالفكرة. من المحتمل أن “العملاء على المدى الطويل” الذين أشارت له إليهم الجان المسنة قد مروا منذ زمن طويل، وعادت عظامهم منذ فترة طويلة إلى الأرض، مما يجعلهم غير قادرين على تقديم الشكاوى. ومع ذلك، اختار الاحتفاظ بهذه الملاحظة لنفسه وابتسم ابتسامة محرجة، وهو يسعى جاهدًا للحصول على الرد المناسب. بدأ بحذر، “ليس الأمر أنني أشك في مهارتك، كل ما في الأمر هو أنه إذا استبدل رأسها، فستتغير بشكل أساسي. لن تكون نفس الدمية بعد الآن، أليس كذلك؟”

“إن القيمة المالية للدمية ليست في الواقع شيئًا أنا متأكد منه،” اعترف دنكان، وهو يقاوم الإحساس الغريب الذي تسلل إلى عموده الفقري بينما يحتفظ بتعبير مهيب. “وكانت هدية.”

كانت كلمات دنكان مجرد انعكاس وليد اللحظة أكثر من كونها حجة متعمدة، لكنها بدت وكأنها أثارت ابتسامة مشرقة من الجان المسنة، الذي لمعت عيناها بما بدا وكأنه احترام مكتسب حديثًا. “آه، طريقة تفكيرك غامضة تمامًا، حتى أنها تقترب من الفلسفية،” قالت بحرارة. “كثير من الناس يعتبرون الدمى مجرد أشياء، حتى لو كانوا يكنون لها بعض المودة. من النادر أن تجد شخصًا يفكر في وجودها بعمق.”

كان دنكان متشككًا بشأن التطبيق العملي لهذه النصيحة. كان الوضع مع أليس معقدًا إلى حد ما. أليس ليست مجرد دمية؛ إنها حالة شاذة، صُنفت على أنها 099. وكانت سلامتها الجسدية مجرد واحدة من العديد من المخاوف، وهو ليس متأكدًا مما إذا كان من الممكن استبدال مفاصلها بالوسائل التقليدية. إن مجرد فكرة اقتراح الخضوع “لإجراء جراحي” لاستبدال مفصل رقبتها يبدو وسيلة مؤكدة لإخافتها ودفعها إلى “الهروب”.

شعر دنكان بالاطراء والحرج قليلًا، تنحنح وأجاب، “آه، أنت تجعليني أحمر خجلًا الآن…”

للحظة، أصبح دنكان عاجزًا عن الكلام. كانت نصيحة الجان المسنة حسنة النية ولكن يبدو أنها تفتح مجموعة جديدة من التعقيدات التي لم يفكر فيها حتى. ومع ذلك، بينما يفكر في كلماتها، بدأ يدرك مدى التعقيد والصعوبة التي يمكن أن يكون عليها عالم جمع الدمى وصيانتها – وهي المعلومة التي تركته مفتونًا ومربكًا على حد سواء.

“إنني أقول الحقيقة فقط،” قالت المرأة المسنة، وهي تتنهد مصاحبًا لكلماتها كما لو كانت تتأمل التاريخ الطويل لمهنتها. “لا ينبغي الاستهانة بالدمى، وخاصة تلك التي تحاكي الشكل البشري، باعتبارها مجرد أشياء. إنهم يتطلبون الرعاية والاهتمام وحتى شكلًا من أشكال الاستثمار العاطفي. هناك قول مأثور بين صانعي الدمى – الدمية التي يعتنى بها جيدًا تمتلك روحًا خاصة بها. يجب على المرء أن يفكر في إمكانية أن يكون لديهم مشاعر وتفضيلات ونفور خاص بهم.”

الفصل 159 “من يجبر من؟”

وبينما تتحدث، امتلأ عقل دنكان بصورة ذهنية حية لضحكة أليس المعتادة البريئة والمبهجة “هيهي”. صدمه الصدى بين كلمات صاحبة المتجر وتجاربه الخاصة، فأومأ برأسه في اتفاق مؤكد. أكد قائلًا، “أنت على حق تمامًا،” وهو يشعر بإحساس غير متوقع بالتحقق وارتباط أعمق بعالم الدمى الغامض وحافظيها.

كانت الصورة الذهنية لأليس – وهي دمية مشبعة بهالة من الأناقة والجمال والسحر الغامض – والتي أصبحت ذات يوم صلعاء وتحتاج إلى شعر مستعار لاستعادة كرامتها، فكرة متناقضة للغاية بحيث لا يمكن الترفيه عنها بالكامل. كان التناقض المطلق في ذلك أمرًا ساحقًا، وقد أذهل عندما أدرك أنه هو الذي استحضر في البداية هذه الفكرة الغريبة.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

في الفترة الزمنية التي تلت بداية عصر أعماق البحار، لم يكن البشر هم أشكال الحياة الذكية الوحيدة التي استمرت منذ العصور القديمة واستمرت في بناء حضاراتها الفريدة. خارج نطاق الإنسانية، كانت هناك أيضًا أعراق أخرى مختلفة، ولكل منها دولة مدينة مزدهرة خاصة بها، مكتملة بثقافات وأعراف مجتمعية متميزة. وكان من بين هذه الأعراق الجان، والوحوش، والعفاريت، على سبيل المثال لا الحصر.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“من هذا الطريق،” أرشده القزم المسن نحو زاوية معينة من المتجر. “ما هو حجم دميتك؟ ربع؟ ثلث؟”

أجاب دنكان بجو من اللامبالاة، “الدمى النسائية، ولمجموعتي الخاصة.” ولكن عندما هربت الكلمات من شفتيه، شعر بإحساس غريب بالوخز. تردد قبل أن يسأل، “هل تعتبر هذه الهواية غريبة؟” السؤال جعله يشعر بالخجل بشكل متزايد.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط