نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 164

إتصال بدون رد

إتصال بدون رد

الفصل 164 “إتصال بدون رد”

أومأ دنكان برأسه معترفًا. “جيد جدًا.” أمسك بالصندوق الخشبي، وبدأ بالسير نحو مكان نومه. ومع ذلك، توقف في منتصف الطريق وهو يفكر بعمق. بعد لحظة من التأمل، طرح سؤالًا تمت صياغته بعناية، “كيف تعتقد أن رد فعل تيريان ولوكريشيا سيكون عند رؤيتي مرة أخرى؟”

غادرت أليس بفرحة وطاقة لا لبس فيها مما يشير إلى أن سعادتها ستستمر لعدة أيام قادمة. على النقيض من ابتهاج أليس، تُرك دنكان واقفًا بمفرده على سطح السفينة. ركزت عيناه باهتمام على صندوق خشبي كتب على سطحه اسم “نيلو”.

بدا أن المخلوق المطول عادةً يتصارع مع أفكاره قبل المتابعة، “حسنًا، بناءً على ما أعرفه، تبدو مواجهة أخرى مع تيريان معقولة، تذكرنا بالحادث الذي وقع في منطقة فروست. لديه ميل للمفاوضات العدوانية، والتي غالبا ما تنطوي على المدفعية. أما بالنسبة للآنسة لوكريشيا، فأعتقد أنها قد تختار اتباع نهج أكثر حذرًا، وربما تحافظ على مسافة بينها وبيننا.”

في الوقت نفسه، كان دنكان يشغل “صورة رمزية” أخرى موجودة داخل بلاند. بعد ترك المنطقة العليا الصاخبة، كانت هذه الصورة الرمزية الآن على دراجة هوائية، في طريقها إلى متجر قديم للتحف. قبل المغادرة من المتجر المتخصص في الدمى، أجرت الصورة الرمزية لدنكان محادثة تفصيلية مع مالكته المسنة حول شخصين يُدعين لوكريشيا وتيريان. ومن المؤسف أن هذه المناقشة لم تسفر عن الكثير من الأفكار الجديدة لدنكان.

لم تكن لوني دمية عادية. على مر السنين، حولت تعديلات لوكريشيا المستمرة والمبتكرة هذه اللعبة البسيطة إلى “كائن كيميائي” متطور، وهو أعجوبة من “البراعة الميكانيكية”. فجأة، تردد صدى صوت مخيف عالي النبرة من التروس التي تطحن ضد بعضها البعض من داخلها، مصحوبًا بجوقة من الصرير المعدني والآهات.

من جهتها، أوضحت صاحبة المتجر المسنة أنها مجرد مواطنة عادية. على الرغم من أنها عاشت أكثر من العديد من أقرانها وشهدت العديد من الأحداث التاريخية، إلا أن فهمها محدود بطبيعتها. لا لديها سوى تفاعل عابر وحسابات مستعملة لمشاركتها حول لوكريشيا وتيريان، وكلاهما لهما بعض الارتباط بدنكان.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

على متن الضائعة، كان دنكان منهمكًا في التأمل.

أولًا، تذكر محادثة سابقة مع رأس الماعز حيث كان هناك ذكر لاشتباك بالقرب من منطقة فروست. كانت التفاصيل المذهلة هي أن هذه المواجهة شملت تيريان والضائعة، وهي حقيقة تجاهلها دنكان في البداية.

لقد بزغ عليه إدراك مهم، الجسد الذي يسكنه حاليًا له أنسال – على وجه التحديد، طفلان على قيد الحياة ونشطين جدًا في هذا العالم. لكن هذان الطفلان ليسا طفلين عاديين. كان أحدهما قد خدم ملكة الصقيع القوية وارتقى منذ ذلك الحين إلى مكانة بارزة كزعيم قرصان هائل في المياه المتجمدة. أما الأخرى فكانت تسافر بشكل متكرر إلى أطراف المناطق المستقرة، وتشرع في رحلات غامضة، وكانت تحظى بالاحترام بين قباطنة البحارة باسم “ساحرة البحر”.

تنهد دنكان تنهيدة هادئة، وعرف حقيقة واحدة على وجه اليقين. من المرجح أن الروابط العائلية العميقة التي كانت تربطه بإخوته قد تحطمت. إذا تقاطعت مساراتهم، بدا من غير المرجح أن يجمعوا شملهم الحميم.

هذا الكشف عن وجود مثل هذا النسل البارز في هذا العالم ترك دنكان بمشاعر مختلطة من القلق والخوف.

بصفته القبطان الحالي للضائعة، فقد فهم أهمية الحفاظ على هذه الشخصية في الوقت الحالي. ومع ذلك، فقد واجه عدم اليقين بشأن إمكانية مقابلة هذين الطفلين في المستقبل. كيف يجب أن يتصرف؟ هل يحتضنهما بمودة أبوية أم يحافظ على سلوك منفصل؟ فهل يعترف بهما أم الأفضل أن يتصرف كأنهم غرباء؟

بصفته القبطان الحالي للضائعة، فقد فهم أهمية الحفاظ على هذه الشخصية في الوقت الحالي. ومع ذلك، فقد واجه عدم اليقين بشأن إمكانية مقابلة هذين الطفلين في المستقبل. كيف يجب أن يتصرف؟ هل يحتضنهما بمودة أبوية أم يحافظ على سلوك منفصل؟ فهل يعترف بهما أم الأفضل أن يتصرف كأنهم غرباء؟

أمسك دنكان بدبوس الشعر بلطف، مما سمح لأشعة الشمس التي اخترقت نافذته بالرقص على سطحها اللامع.

ألمح السرد الذي شاركته صاحبة المتجر المسنة إلى ماضٍ مضطرب حيث كان الأشقاء في صراع كبير مع والدهما. ونتيجة لذلك، اتخذت سفينتهما، “ضباب البحر” و”النجم الساطع”، دورات منفصلة عن سفينة دنكان الرئيسية، “الضائعة”. وكان هذا الانفصال نتيجة لخلاف عائلي غير معروف. وللأسف، كانت التفاصيل المعقدة لهذا الحدث سرًا، ولم يشارك فيه سوى الأشخاص المعنيين بشكل مباشر.

أمسك دنكان بدبوس الشعر بلطف، مما سمح لأشعة الشمس التي اخترقت نافذته بالرقص على سطحها اللامع.

تنهد دنكان تنهيدة هادئة، وعرف حقيقة واحدة على وجه اليقين. من المرجح أن الروابط العائلية العميقة التي كانت تربطه بإخوته قد تحطمت. إذا تقاطعت مساراتهم، بدا من غير المرجح أن يجمعوا شملهم الحميم.

“هناك احتمال أن هذا ينتمي إلى لوكريشيا،” همس دنكان. “هل يمكن أن تكون هدية لم تنقل أبدًا؟ أو ربما الأثر الوحيد الذي تركته على متن الضائعة؟”

انحنى دنكان ورفع بعناية الصندوق الخشبي الذي يحمل اسم “نيلو”. تقبع في داخله المخملي دمية صغيرة لا يزيد ارتفاعها عن بضع بوصات. هذه الدمية، التي صنفت قبل قرن من الزمان، أصبحت الآن “عضوًا إضافيًا في طاقم” الضائعة.

بالتركيز باهتمام، حاول دنكان إدراك أي طاقة خارقة للطبيعة كامنة داخل هذه العناصر أو أي اتصال دقيق قد يقوده إلى حقائق أعمق.

ظلت الأسئلة التي لم تجاب عليها قائمة، هل هناك رابط حقيقي بين هذه الدمية ولوكريشيا؟ وهل لا تزال لوكريشيا تحتفظ بالدمية المسماة “لوني” التي حصلت عليها قبل مائة عام؟

انطلقت ضحكة مكتومة خفيفة من شفتي دنكان، مزيجًا من التسلية والإحراج الطفيف. لقد شعر بالارتياح لأن جدران مسكنه سميكة بما يكفي لضمان الخصوصية. وصل إلى الدرج وأخرج شيئًا رائعًا.

عندما استحوذ دنكان على نيلو في الأصل، لم يعير فعله ذاك الكثير من الاهتمام أو الأهمية. ولكن الآن، بينما يحمل الصندوق الخشبي المصمم بشكل معقد، اندفع سيل من العواطف والأسئلة عبر ذهنه. مع وجود الصندوق في قبضته بأمان، شق طريقه نحو غرفة القبطان الخاصة على متن السفينة.

ولكن مما أثار استياءه أن النيران النابضة بالحياة تضاءلت تدريجيًا، ولم تُظهر “نيلو” ولا دبوس الشعر أي استجابة خارقة للطبيعة.

وبينما يمشي، لاحظ رأس الماعز الغريب وهو يحرس الدفة باجتهاد كما يفعل عادة. ومع ذلك، في اللحظة التي دخل فيها دنكان إلى الغرفة، بدأت ثرثرة المخلوق المتواصلة بجدية، “آه، أيا القبطان! كم هو رائع رؤيتك تعود إلى وسائل الراحة في مسكنك الخاص! لقد لاحظت أنك عدت مع كمية كبيرة من الأشياء من المدينة. نحن، طاقمك المخلص (ويمكنني القول أن هناك الكثير منا)، نأمل حقًا في تحسين وجباتنا على متن السفينة. في الواقع، بمباركتك، سأكون سعيدًا جدًا بتقديم بعض التوجيهات الطهوية للآنسة أليس والتأكد من…”

أومأ دنكان برأسه معترفًا. “جيد جدًا.” أمسك بالصندوق الخشبي، وبدأ بالسير نحو مكان نومه. ومع ذلك، توقف في منتصف الطريق وهو يفكر بعمق. بعد لحظة من التأمل، طرح سؤالًا تمت صياغته بعناية، “كيف تعتقد أن رد فعل تيريان ولوكريشيا سيكون عند رؤيتي مرة أخرى؟”

نظر دنكان، المنزعج بشكل واضح، إلى المخلوق بنظرة حازمة وقاطعه قائلًا، “كفى هذا. لقد اكتفيت من اختراعات دميتك الغريبة. أفضّل ألا تشبه وجباتي المحتويات المتقيحة لبعض الكيانات الكابوسية. الآن، أين نحن بالضبط، وكم المسافة المتبقية حتى نصل إلى بلاند؟”

صرخ رأس الماعز على ما يبدو غير منزعج، “أيها القبطان، مسارنا نحو بلاند سريع وثابت. لقد استخدمنا العديد من التعزيزات الطيفية، مما سمح لنا تقريبًا بتغطية نسيج الواقع نفسه. ووفقاً لحساباتي، فإن الدولة المدينة لا تبعد سوى عشرة أيام عنا. وقريبًا، أيها القبطان، ستختبر القوة الجبارة من الضائعة. سوف نثبت بلا شك لأولئك الموجودين في بلاند أننا لا يمكن التلاعب بنا.”

صرخ رأس الماعز على ما يبدو غير منزعج، “أيها القبطان، مسارنا نحو بلاند سريع وثابت. لقد استخدمنا العديد من التعزيزات الطيفية، مما سمح لنا تقريبًا بتغطية نسيج الواقع نفسه. ووفقاً لحساباتي، فإن الدولة المدينة لا تبعد سوى عشرة أيام عنا. وقريبًا، أيها القبطان، ستختبر القوة الجبارة من الضائعة. سوف نثبت بلا شك لأولئك الموجودين في بلاند أننا لا يمكن التلاعب بنا.”

عندما استحوذ دنكان على نيلو في الأصل، لم يعير فعله ذاك الكثير من الاهتمام أو الأهمية. ولكن الآن، بينما يحمل الصندوق الخشبي المصمم بشكل معقد، اندفع سيل من العواطف والأسئلة عبر ذهنه. مع وجود الصندوق في قبضته بأمان، شق طريقه نحو غرفة القبطان الخاصة على متن السفينة.

ثبّت دنكان نظرة ثاقبة على المخلوق، مما أسكت للحظات ثرثرته المستمرة. وبعد ما بدا وكأنه وقفة طويلة، أضاف رأس الماعز بكل تواضع، “المساعد الأول المخلص، مثلي، يسعى دائمًا إلى أن يكون متناغمًا مع احتياجات القبطان وحالته المزاجية.”

مر بريق عابر ولكن حاد في عيني دنكان، لكنه حافظ على تعبير محايد. واعترف بكلمات المخلوق برأسه واستمر صوب غرفته الخاصة دون مزيد من التعليق.

أومأ دنكان برأسه معترفًا. “جيد جدًا.” أمسك بالصندوق الخشبي، وبدأ بالسير نحو مكان نومه. ومع ذلك، توقف في منتصف الطريق وهو يفكر بعمق. بعد لحظة من التأمل، طرح سؤالًا تمت صياغته بعناية، “كيف تعتقد أن رد فعل تيريان ولوكريشيا سيكون عند رؤيتي مرة أخرى؟”

انطلقت ضحكة مكتومة خفيفة من شفتي دنكان، مزيجًا من التسلية والإحراج الطفيف. لقد شعر بالارتياح لأن جدران مسكنه سميكة بما يكفي لضمان الخصوصية. وصل إلى الدرج وأخرج شيئًا رائعًا.

لقد اختار هذا السؤال بعناية كبيرة، بهدف استخراج المعلومات الحيوية دون الكشف عن أي جهل محتمل. لقد تجنب سؤال المخلوق مباشرة عن نظرة ثاقبة لماضي الأشقاء أو طبيعة تفاعلاتهما السابقة مع الضائعة، لأن هذه الاستفسارات قد تشير إلى عدم إلمامه. صيغ استفساره بذكاء، مع الأخذ في الاعتبار هويته المفترضة وعلاقته الحالية مع المخلوق الثرثار.

أمسك دنكان بدبوس الشعر بلطف، مما سمح لأشعة الشمس التي اخترقت نافذته بالرقص على سطحها اللامع.

بعد أن تفاجأ باستفسار دنكان، استغرق رأس الماعز لحظة للإجابة على السؤال. وبعد صمت ملحوظ، أجاب بحذر، “هل تقصد … ذريتك يا قبطان؟ أعتذر، لكنك نادرًا ما تذكرهما، مما يجعلني غير متأكد من أنه من حقي إبداء الرأي في مثل هذه الأمور الشخصية. ومع ذلك، إذا كنت تصر…”

استنشق بعمق، وأخرج الدمية “نيلو” بعناية من حدودها الخشبية، ووضعها على مكتبه. لفترة طويلة، كان يراقب ببساطة الشكل الصغير. قال بهدوء، وقد غمرته الرغبة المفاجئة، “مرحبًا، أنا دنكان.”

بدا أن المخلوق المطول عادةً يتصارع مع أفكاره قبل المتابعة، “حسنًا، بناءً على ما أعرفه، تبدو مواجهة أخرى مع تيريان معقولة، تذكرنا بالحادث الذي وقع في منطقة فروست. لديه ميل للمفاوضات العدوانية، والتي غالبا ما تنطوي على المدفعية. أما بالنسبة للآنسة لوكريشيا، فأعتقد أنها قد تختار اتباع نهج أكثر حذرًا، وربما تحافظ على مسافة بينها وبيننا.”

ظلت الأسئلة التي لم تجاب عليها قائمة، هل هناك رابط حقيقي بين هذه الدمية ولوكريشيا؟ وهل لا تزال لوكريشيا تحتفظ بالدمية المسماة “لوني” التي حصلت عليها قبل مائة عام؟

تمكن دنكان من الحفاظ على رباطة جأشه، ولكن داخليًا، ظهر له اكتشافان مذهلان.

لم تكن لوني دمية عادية. على مر السنين، حولت تعديلات لوكريشيا المستمرة والمبتكرة هذه اللعبة البسيطة إلى “كائن كيميائي” متطور، وهو أعجوبة من “البراعة الميكانيكية”. فجأة، تردد صدى صوت مخيف عالي النبرة من التروس التي تطحن ضد بعضها البعض من داخلها، مصحوبًا بجوقة من الصرير المعدني والآهات.

أولًا، تذكر محادثة سابقة مع رأس الماعز حيث كان هناك ذكر لاشتباك بالقرب من منطقة فروست. كانت التفاصيل المذهلة هي أن هذه المواجهة شملت تيريان والضائعة، وهي حقيقة تجاهلها دنكان في البداية.

ظلت الأسئلة التي لم تجاب عليها قائمة، هل هناك رابط حقيقي بين هذه الدمية ولوكريشيا؟ وهل لا تزال لوكريشيا تحتفظ بالدمية المسماة “لوني” التي حصلت عليها قبل مائة عام؟

ثانيًا، كان رد الفعل الفوري للمخلوق غريبًا. وشدد بوضوح على أن دنكان نادرًا ما يناقش معه الأشقاء، تيريان ولوكريشيا. هذا ما جعل دنكان يفكر، ألم يتفاعل هذا المخلوق شخصيًا مع الأشقاء؟ هل كانت معرفته مبنية فقط على مراجع دنكان المتفرقة؟

في الوقت نفسه، في أرض بعيدة تقع على أعتاب الستار الأبدي، تجمدت دمية مصنوعة بدقة على شكل ساعة تدعى “لوني” وسط إزالة الغبار عن الطاولة.

ألم يكن هذا المخلوق بالذات عضوًا أصليًا في طاقم الضائعة؟

الفصل 164 “إتصال بدون رد”

مر بريق عابر ولكن حاد في عيني دنكان، لكنه حافظ على تعبير محايد. واعترف بكلمات المخلوق برأسه واستمر صوب غرفته الخاصة دون مزيد من التعليق.

هذا الكشف عن وجود مثل هذا النسل البارز في هذا العالم ترك دنكان بمشاعر مختلطة من القلق والخوف.

بمجرد أن أصبح محاطًا بأمان داخل جدران غرفة نومه، حيث كان الباب الثقيل المصنوع من خشب البلوط بمثابة حاجز أمام العالم الخارجي، بدأت زوبعة أفكار دنكان في الهدوء.

الفصل 164 “إتصال بدون رد”

استنشق بعمق، وأخرج الدمية “نيلو” بعناية من حدودها الخشبية، ووضعها على مكتبه. لفترة طويلة، كان يراقب ببساطة الشكل الصغير. قال بهدوء، وقد غمرته الرغبة المفاجئة، “مرحبًا، أنا دنكان.”

هل يمكن أن تكون هذه القطع الأثرية مجرد عادية وخالية من أي صدى سحري؟ أو ربما تكمن المشكلة في موقع لوكريشيا الحالي، الواقع على أطراف العالم المعروف. هل من الممكن أن تكون المسافة الكبيرة التي قطعتها قد أضعفت “الرابطة” الكامنة داخل هذه الأشياء إلى حد أن حتى لعب دنكان الأثيري لم يتمكن من إدراكها؟

وكما هو متوقع، لم تكن هناك إجابة.

بدا أن المخلوق المطول عادةً يتصارع مع أفكاره قبل المتابعة، “حسنًا، بناءً على ما أعرفه، تبدو مواجهة أخرى مع تيريان معقولة، تذكرنا بالحادث الذي وقع في منطقة فروست. لديه ميل للمفاوضات العدوانية، والتي غالبا ما تنطوي على المدفعية. أما بالنسبة للآنسة لوكريشيا، فأعتقد أنها قد تختار اتباع نهج أكثر حذرًا، وربما تحافظ على مسافة بينها وبيننا.”

إنها مجرد دمية، خالية من الحياة.

ثانيًا، كان رد الفعل الفوري للمخلوق غريبًا. وشدد بوضوح على أن دنكان نادرًا ما يناقش معه الأشقاء، تيريان ولوكريشيا. هذا ما جعل دنكان يفكر، ألم يتفاعل هذا المخلوق شخصيًا مع الأشقاء؟ هل كانت معرفته مبنية فقط على مراجع دنكان المتفرقة؟

انطلقت ضحكة مكتومة خفيفة من شفتي دنكان، مزيجًا من التسلية والإحراج الطفيف. لقد شعر بالارتياح لأن جدران مسكنه سميكة بما يكفي لضمان الخصوصية. وصل إلى الدرج وأخرج شيئًا رائعًا.

في الوقت نفسه، كان دنكان يشغل “صورة رمزية” أخرى موجودة داخل بلاند. بعد ترك المنطقة العليا الصاخبة، كانت هذه الصورة الرمزية الآن على دراجة هوائية، في طريقها إلى متجر قديم للتحف. قبل المغادرة من المتجر المتخصص في الدمى، أجرت الصورة الرمزية لدنكان محادثة تفصيلية مع مالكته المسنة حول شخصين يُدعين لوكريشيا وتيريان. ومن المؤسف أن هذه المناقشة لم تسفر عن الكثير من الأفكار الجديدة لدنكان.

دبوس شعر مصنوع بدقة، ويذكر تصميمه بالأمواج المتتالية والريش الرقيق.

أولًا، تذكر محادثة سابقة مع رأس الماعز حيث كان هناك ذكر لاشتباك بالقرب من منطقة فروست. كانت التفاصيل المذهلة هي أن هذه المواجهة شملت تيريان والضائعة، وهي حقيقة تجاهلها دنكان في البداية.

اكتشفت أليس هذه القطعة خلال إحدى استكشافاتها للسفينة. أثار دبوس الشعر ألمًا غير متوقع من الحنين إلى الماضي لدى دنكان، حيث كان بمثابة تذكير بالمشاعر المرتبطة بالمالك الأصلي لجسده الحالي.

مر بريق عابر ولكن حاد في عيني دنكان، لكنه حافظ على تعبير محايد. واعترف بكلمات المخلوق برأسه واستمر صوب غرفته الخاصة دون مزيد من التعليق.

“هناك احتمال أن هذا ينتمي إلى لوكريشيا،” همس دنكان. “هل يمكن أن تكون هدية لم تنقل أبدًا؟ أو ربما الأثر الوحيد الذي تركته على متن الضائعة؟”

بعد ما بدا وكأنه أبدية من الترقب المفعم بالأمل، غرق قلب دنكان، وبلمحة من الحزن، أطفأ اللهب الزائل.

أمسك دنكان بدبوس الشعر بلطف، مما سمح لأشعة الشمس التي اخترقت نافذته بالرقص على سطحها اللامع.

تشكل تعبير محير على وجه دنكان عندما استدعى اللهب الشبحي مرة أخرى. مدفوعًا بشعور لم يستطع التعبير عنه بالكلمات، صرخ في الفراغ، “لوكريشيا… لوكي؟”

بلفتة لطيفة، انبثق لهب أخضر من أصابع دنكان، وشمل بسرعة كلًا من دبوس الشعر والدمية “نيلو”.

هل يمكن أن تكون هذه القطع الأثرية مجرد عادية وخالية من أي صدى سحري؟ أو ربما تكمن المشكلة في موقع لوكريشيا الحالي، الواقع على أطراف العالم المعروف. هل من الممكن أن تكون المسافة الكبيرة التي قطعتها قد أضعفت “الرابطة” الكامنة داخل هذه الأشياء إلى حد أن حتى لعب دنكان الأثيري لم يتمكن من إدراكها؟

بالتركيز باهتمام، حاول دنكان إدراك أي طاقة خارقة للطبيعة كامنة داخل هذه العناصر أو أي اتصال دقيق قد يقوده إلى حقائق أعمق.

دبوس شعر مصنوع بدقة، ويذكر تصميمه بالأمواج المتتالية والريش الرقيق.

ولكن مما أثار استياءه أن النيران النابضة بالحياة تضاءلت تدريجيًا، ولم تُظهر “نيلو” ولا دبوس الشعر أي استجابة خارقة للطبيعة.

انفصل المفتاح المزخرف الذي كان مثبتًا بشكل مريح في ظهر لوني بشكل غير متوقع، ووقع بقعقعة على الأرض. تراجعت ذراعها، المعززة بمزيج فريد من السبائك، وبدأت خصلة مزعجة من الدخان الأزرق السماوي تنبعث من صدع في مظهرها الخارجي البكر الذي يشبه الخادمة…

هل يمكن أن تكون هذه القطع الأثرية مجرد عادية وخالية من أي صدى سحري؟ أو ربما تكمن المشكلة في موقع لوكريشيا الحالي، الواقع على أطراف العالم المعروف. هل من الممكن أن تكون المسافة الكبيرة التي قطعتها قد أضعفت “الرابطة” الكامنة داخل هذه الأشياء إلى حد أن حتى لعب دنكان الأثيري لم يتمكن من إدراكها؟

أومأ دنكان برأسه معترفًا. “جيد جدًا.” أمسك بالصندوق الخشبي، وبدأ بالسير نحو مكان نومه. ومع ذلك، توقف في منتصف الطريق وهو يفكر بعمق. بعد لحظة من التأمل، طرح سؤالًا تمت صياغته بعناية، “كيف تعتقد أن رد فعل تيريان ولوكريشيا سيكون عند رؤيتي مرة أخرى؟”

تشكل تعبير محير على وجه دنكان عندما استدعى اللهب الشبحي مرة أخرى. مدفوعًا بشعور لم يستطع التعبير عنه بالكلمات، صرخ في الفراغ، “لوكريشيا… لوكي؟”

هذا الكشف عن وجود مثل هذا النسل البارز في هذا العالم ترك دنكان بمشاعر مختلطة من القلق والخوف.

في محاولة لتكوين علاقة أعمق، استخدمت دنكان لقب لوكريشيا الحنون، على أمل أن يثير هذا اللقب المألوف استجابة أكثر عمقًا من اسمها الرسمي.

تشكل تعبير محير على وجه دنكان عندما استدعى اللهب الشبحي مرة أخرى. مدفوعًا بشعور لم يستطع التعبير عنه بالكلمات، صرخ في الفراغ، “لوكريشيا… لوكي؟”

ومع ذلك، ساد الصمت.

عندما استحوذ دنكان على نيلو في الأصل، لم يعير فعله ذاك الكثير من الاهتمام أو الأهمية. ولكن الآن، بينما يحمل الصندوق الخشبي المصمم بشكل معقد، اندفع سيل من العواطف والأسئلة عبر ذهنه. مع وجود الصندوق في قبضته بأمان، شق طريقه نحو غرفة القبطان الخاصة على متن السفينة.

بعد ما بدا وكأنه أبدية من الترقب المفعم بالأمل، غرق قلب دنكان، وبلمحة من الحزن، أطفأ اللهب الزائل.

ثبّت دنكان نظرة ثاقبة على المخلوق، مما أسكت للحظات ثرثرته المستمرة. وبعد ما بدا وكأنه وقفة طويلة، أضاف رأس الماعز بكل تواضع، “المساعد الأول المخلص، مثلي، يسعى دائمًا إلى أن يكون متناغمًا مع احتياجات القبطان وحالته المزاجية.”

في الوقت نفسه، في أرض بعيدة تقع على أعتاب الستار الأبدي، تجمدت دمية مصنوعة بدقة على شكل ساعة تدعى “لوني” وسط إزالة الغبار عن الطاولة.

تنهد دنكان تنهيدة هادئة، وعرف حقيقة واحدة على وجه اليقين. من المرجح أن الروابط العائلية العميقة التي كانت تربطه بإخوته قد تحطمت. إذا تقاطعت مساراتهم، بدا من غير المرجح أن يجمعوا شملهم الحميم.

لم تكن لوني دمية عادية. على مر السنين، حولت تعديلات لوكريشيا المستمرة والمبتكرة هذه اللعبة البسيطة إلى “كائن كيميائي” متطور، وهو أعجوبة من “البراعة الميكانيكية”. فجأة، تردد صدى صوت مخيف عالي النبرة من التروس التي تطحن ضد بعضها البعض من داخلها، مصحوبًا بجوقة من الصرير المعدني والآهات.

بمجرد أن أصبح محاطًا بأمان داخل جدران غرفة نومه، حيث كان الباب الثقيل المصنوع من خشب البلوط بمثابة حاجز أمام العالم الخارجي، بدأت زوبعة أفكار دنكان في الهدوء.

انفصل المفتاح المزخرف الذي كان مثبتًا بشكل مريح في ظهر لوني بشكل غير متوقع، ووقع بقعقعة على الأرض. تراجعت ذراعها، المعززة بمزيج فريد من السبائك، وبدأت خصلة مزعجة من الدخان الأزرق السماوي تنبعث من صدع في مظهرها الخارجي البكر الذي يشبه الخادمة…

دبوس شعر مصنوع بدقة، ويذكر تصميمه بالأمواج المتتالية والريش الرقيق.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

لقد بزغ عليه إدراك مهم، الجسد الذي يسكنه حاليًا له أنسال – على وجه التحديد، طفلان على قيد الحياة ونشطين جدًا في هذا العالم. لكن هذان الطفلان ليسا طفلين عاديين. كان أحدهما قد خدم ملكة الصقيع القوية وارتقى منذ ذلك الحين إلى مكانة بارزة كزعيم قرصان هائل في المياه المتجمدة. أما الأخرى فكانت تسافر بشكل متكرر إلى أطراف المناطق المستقرة، وتشرع في رحلات غامضة، وكانت تحظى بالاحترام بين قباطنة البحارة باسم “ساحرة البحر”.

مر بريق عابر ولكن حاد في عيني دنكان، لكنه حافظ على تعبير محايد. واعترف بكلمات المخلوق برأسه واستمر صوب غرفته الخاصة دون مزيد من التعليق.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط