نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 336

الدمية والتابوت

الدمية والتابوت

الفصل 336 “الدمية والتابوت”

“ربما…” كان صوت دنكان هادئًا وجديًا وهو يشرح فرضيته، “قد يكون للتابوت والدمية قوى مختلفة بطبيعتهما. كان التابوت يرمز إلى الموت، ويجسد قوة وحشية خام قادرة على قطع الرأس. من ناحية أخرى، يبدو أن الدمية، التي تشبه الشكل البشري، مرتبطة بالقدرة على التلاعب بالكيانات البشرية. في الأصل، كانت أليس مجرد “المقيمة” في التابوت، ومن ثم فإن الطبيعة “المركبة” للشذوذ 099 أظهرت في الغالب خصائص التابوت. ولكن الآن، أصبحت الدمية العنصر الرئيسي في الشذوذ 099، وقد ظهرت قدراتها المتأصلة.”

في ذهن أليس، جُرَّب واقع العالم بطريقة فريدة مقارنة بمعظم الناس. بالنسبة لها، كان العالم دائمًا بمثابة لوحة ديناميكية حيث تتلوى قواعد الواقع وتتحول بشكل مختلف. فهذه الطريقة غير العادية في إدراك العالم جزء متأصل منها، رفيق صامت وحاضر دائمًا كان مخفيًا عن العالم حتى الآن.

صدر صرير البوابة الحديدية الثقيلة للمقبرة احتجاجًا على فتحها بالقوة. قام القائم بالرعاية المسن، الملفوف بإحكام بمعطف ثقيل، بتعليق المزلاج المستخدم لتأمين البوابة على السياج المحيط. استغرق لحظة لمسح منظر المدينة أمامه.

ومع ذلك، لم تدرك أليس المدى الكامل لأهميته.

“إن أحداث الليلة تشير إلى أن “النسخ” التي تغزو المدينة هي في الواقع من صنع الطائفيين. إنهم لا يعملون في الظل فحسب، بل يراقبون سرًا أيضًا النسخ التي يرسلونها إلى المدينة. يبدو الأمر كما لو أنهم يجمعون شكلًا من أشكال البيانات.”

وصلت حكاية مآثر أليس الخارقة للطبيعة خلال صراع الزقاق الخلفي إلى دنكان، بفضل فانا. وصفت مجموعة من الأحداث السريالية، بدءًا من تحديد أليس للأعداء المختبئين عبر “الخطوط العائمة” الطيفية وحتى تحول أحد الطائفين الهارب إلى بنية هشة تشبه الخزف المحطم. كان دنكان في حالة من الرهبة، وهو يتصارع مع حقيقة ما سمعه للتو.

ومع ذلك، على الرغم من مظهره الخارجي الهادئ، إلا أن أفكاره ليست هادئة على الإطلاق.

ومع تكشف السرد، انجذبت كل الأنظار إلى أليس، التي أصبحت الآن الشخصية المركزية في هذه القصة المتكشفة. كل خطوة قامت بها، وكل رد فعل أظهرته، تمت مراقبته وتحليله عن كثب.

وعلى الرغم من الغطاء الثلجي، كانت المدينة بعيدة كل البعد عن السكون. وطردت الأنابيب المتدفقة فوق شوارع المدينة أعمدة من الضباب الأبيض، حيث وزعت الطاقة الحرارية الناتجة عن قلب البخار على المواقع الرئيسية. أدى هذا إلى إذابة الجليد والثلج المتراكم بشكل فعال والذي يسد المحاور الحيوية لشبكة الأنابيب ومحطات الطاقة. وفي الوقت نفسه، نُشرت آلات ضخمة لإزالة الثلوج. ومع ضجيجها العميق وأعمدة الدخان الكثيف، انطلقت هذه الآلات في الشوارع، مما أدى إلى تطهير مسارات النقل الحيوية.

“لذلك… يبدو أن لا أحد منكم يمكنه رؤية هذه “الخطوط”…” بزغ إدراك أليس لها ببطء، إذ يحمل صوتها نبرة مفاجأة حقيقية. وبينما تخدش رأسها في حالة من الارتباك، لمعت عيناها الواسعتان بعجب، “لقد افترضت ببساطة أن الجميع يمكنهم رؤيتهم لأن هذه الخطوط تحاصر رؤوس الجميع وأطرافهم…”

“إن أحداث الليلة تشير إلى أن “النسخ” التي تغزو المدينة هي في الواقع من صنع الطائفيين. إنهم لا يعملون في الظل فحسب، بل يراقبون سرًا أيضًا النسخ التي يرسلونها إلى المدينة. يبدو الأمر كما لو أنهم يجمعون شكلًا من أشكال البيانات.”

مع تعبير جدي محفور على وجهه، حدق دنكان باهتمام في عيني أليس وطلب المزيد من التوضيح، “فقط للتأكد من أن هذه الخطوط التي ترينها تحيط بالجميع، أليس كذلك؟”

“نعم، أستطيع ذلك،” أجابت أليس، وهي تومئ برأسها وتلوح بيدها، “إنه أمر سهل للغاية، في الواقع.”

“نعم، يفعلون. ولكنك استثناء أيها القبطان،” ردت أليس بسرعة، وصوتها مليء بالثقة.

“نعم، أستطيع ذلك،” أجابت أليس، وهي تومئ برأسها وتلوح بيدها، “إنه أمر سهل للغاية، في الواقع.”

صمت دنكان وهو يعالج ردها، قبل أن يطرح سؤالًا آخر، “هل تقصدين قول إن هذه “الخطوط” كانت غائبة في هيئتي الأصلية، أم أن هيئتي الحالية تفتقر إليها؟”

كانت أليس رفيقته لفترة طويلة. لقد اعتاد على سلوكها كالشامبانيا على متن السفينة وتصرفاتها الغريبة غير الضارة وهي تتجول حوله طوال اليوم. ومع ذلك، قبل دورها كطاهية للضائعة، فهي تُعرف باسم الشذوذ 099، وهو كيان هائل نشأ من الأعماق الفاترة بعد سقوط ملكة فروست.

أجابت أليس بصدق، “إنه شكلك الحالي، كما أنك لم تكن تمتلكه عندما كنا في بلاند…”

أكَّدت فانا اعترافًا بملاحظة دانكان بإيماءة، محاولة متابعة الاتجاه الذي يسلكه أفكاره. “هل تقترح أن قدرات أليس تطورت تبعًا لهذا التغيير الأخير؟” سألت وجهها يعلوه الفضول.

وافق دنكان على تفسيرها بإيماءة، وتحول عقله إلى زوبعة من الأفكار.

“هل يمكنك التحكم فيها؟” تساءل دنكان كذلك.

في تصور أليس الغريب للعالم، كانت هذه “الخطوط” الطيفية تحيط بالجميع باستثناءه، وحتى الأشكال التي اتخذها في الماضي كانت خالية من هذه الخطوط. فهل يمكن ربط هذه “الخطوط” بشيء أعمق من الأجسام المادية؟ هل يمكن أن يمثلوا روح الفرد أو ربما شخصيته الفريدة؟ في ظل ظروف معينة، تستطيع أليس “فهم” هذه الخطوط واستخدامها كأداة للسيطرة على أعدائها أو مهاجمتهم. ولكن ما هو أصل هذه القدرة الخارقة للطبيعة؟ هل هي مهارة فطري تمتلكها بصفتها الشذوذ 099، وهو سر تمكنت من إخفاءه حتى الآن، أم أنه تطور جديد بعد تحالفها مع الضائعة؟

“يخربيت الطقس…” تذمر الحارس العجوز تحت أنفاسه، وسحب معطفه بشكل أكثر راحة حوله.

بينما يفكر في هذه الأفكار، واصل دنكان مراقبة أليس باهتمام. بدأت نظراته التي لا تتزعزع في زعزعة حتى أليس التي عادة ما تكون غير منزعجة. ارتبكت بشكل غير مريح تحت نظراته، معبرة عن عدم ارتياحها، “قبطان… أنت تحدق بي بشدة… هذا يجعلني أشعر بالقلق.”

وبعد رحيل زائرهم الأخير، عادت المقبرة إلى حالتها الهادئة المعتادة، خالية من أي حوادث غير طبيعية. ومع ذلك، لم يخفف القائم بالرعاية ولا الحراس المعينين من قبل الكنيسة من يقظتهم.

بعد أن تفاجأ دنكان بشكواها، خفف بصره على الفور، وظهرت إشارة من الإحراج على وجهه. ثم التفت إلى فانا، معبرًا عن أفكاره، “بقدر ما أفهم، حُدث الآن “التسمية الرسمية” لأليس إلى الشذوذ 099 الدمية، أليس كذلك؟”

واستنادًا إلى تجاربها السابقة، وافقت فانا على ذلك قائلة، “يبدو أنهم يضعون الأساس لعملية واسعة النطاق. من المحتمل أن تكون النسخ الموجودة حاليًا في المدينة مجرد مرحلة أولية، وقد يكون التفشي في جزيرة داجر بمثابة أرض اختبار أكثر اتساعًا. حتى أنهم حاولوا نقل التلوث من جزيرة داجر إلى جزيرة فروست الرئيسية. وعلى الرغم من أننا تمكنا من اعتراض عمليتهم، إلا أن ذلك مؤشر واضح على أن خطتهم تصل إلى مرحلة حرجة.”

أكَّدت فانا اعترافًا بملاحظة دانكان بإيماءة، محاولة متابعة الاتجاه الذي يسلكه أفكاره. “هل تقترح أن قدرات أليس تطورت تبعًا لهذا التغيير الأخير؟” سألت وجهها يعلوه الفضول.

بدت أليس في حيرة.

“ربما…” كان صوت دنكان هادئًا وجديًا وهو يشرح فرضيته، “قد يكون للتابوت والدمية قوى مختلفة بطبيعتهما. كان التابوت يرمز إلى الموت، ويجسد قوة وحشية خام قادرة على قطع الرأس. من ناحية أخرى، يبدو أن الدمية، التي تشبه الشكل البشري، مرتبطة بالقدرة على التلاعب بالكيانات البشرية. في الأصل، كانت أليس مجرد “المقيمة” في التابوت، ومن ثم فإن الطبيعة “المركبة” للشذوذ 099 أظهرت في الغالب خصائص التابوت. ولكن الآن، أصبحت الدمية العنصر الرئيسي في الشذوذ 099، وقد ظهرت قدراتها المتأصلة.”

بعد تلقي بعض المعلومات السرية بعد فترة وجيزة، أرسلت أجاثا فريقًا صغيرًا إلى شارع المدفأة. لسوء الحظ، لم تأت أي أخبار من الحراس المرسلين بعد.

“قوى مختلفة موجودة داخل التابوت والدمية…” ردد موريس، الذي ظل صامتًا على نحو غير عادي حتى الآن، النظرية قائلًا، “يبدو هذا كتفسير معقول.”

“هل يمكنك التحكم فيها؟” تساءل دنكان كذلك.

اجتاحت موجة من المشاعر دنكان وهو يفكر في فرضيتهما المشتركة.

طوال هذه المناقشة، لم تقدم أليس، المخلصة لطبيعتها الدمية البسيطة، الكثير من المداخلات. لقد استمعت بهدوء، ونظرت حولها في بعض الأحيان. وبالتدريج، بدأت تدرك مدى خطورة وضعها. خيمت على ملامحها نظرة قلق، فسألت دنكان بنبرة مترددة، “… قبطان، هل فعلت شيئًا خاطئًا؟”

لقد اعتقد دائمًا أن قوة الشذوذ 099 الهائلة قد تضاءلت. بعد تحول أليس من شكل الصندوق للخشبي، بدا انها قد رجعت إلى أن تكون دمية متحركة غريبة بشكل مريب، تعرض كلاً من الهشاشة والخجل. لم يتوقع أنها ستظهر مثل هذه القدرة الخارقة للطبيعة. لقد أثبت ذلك مكانتها ضمن أفضل 100، على الرغم من أنه يمكن الجدل بأنها أضعف من بقية من على الضائعة.

بهذه الكلمات، اهتزت الريح وتحولت إلى عاصفة غاضبة، وبدأ تساقط وابل جديد من رقاقات الثلج. أصبحت الشوارع البعيدة غير واضحة إذ تختبئ خلف ستارة من الثلج. ومع ذلك، لا يمكن للظلام أن يسود إلى الأبد. عندما بدأ ضوء الفجر الأول في الارتفاع، انسحبت بقايا الكسر المتوهج في السماء، مفسحةً المجال لألوان شروق الشمس الدافئة ذات اللون الأحمر الذهبي التي غمرت الجزيرة مرة أخرى.

طوال هذه المناقشة، لم تقدم أليس، المخلصة لطبيعتها الدمية البسيطة، الكثير من المداخلات. لقد استمعت بهدوء، ونظرت حولها في بعض الأحيان. وبالتدريج، بدأت تدرك مدى خطورة وضعها. خيمت على ملامحها نظرة قلق، فسألت دنكان بنبرة مترددة، “… قبطان، هل فعلت شيئًا خاطئًا؟”

اجتاحت موجة من المشاعر دنكان وهو يفكر في فرضيتهما المشتركة.

“لا على الإطلاق، لقد قمت بعمل جيد،” طمأنها دنكان وهو يهز رأسه. “لقد أظهرت الشجاعة ودافعت عن نفسك بكفاءة. الطائفيون ليسوا أبرياء أبدًا.”

“في هذه الحالة، إنها بالفعل هدية،” اتسعت ابتسامة دنكان. “القوة في حد ذاتها ليست شرًا. فقدان السيطرة عليها هو ما يسبب الفوضى. الآن، أنت قادرة على المساهمة بشكل أكبر، أليس.”

شعرت بالارتياح إلى حد ما ولكن لا تزال غير متأكدة، فرفعت أليس يدها في حركة مترددة، “هل… هل قدرتي شريرة؟”

اشتدت الرياح والثلوج في النصف الأخير من الليل. يبدو أن العواصف العنيفة والدوامات المضطربة من رقاقات الثلج بمثابة نذير مشؤوم لحدث وشيك.

ظل دنكان صامتًا لفترة طويلة، وهو يراقب الدمية وهو يتأمل. وفي النهاية ابتسم قائلا، “إنها هدية.”

ومع ذلك، فقد اختلفت بشكل كبير عن أي نسخة أخرى التقى بها حتى الآن، ولم يستطع إلا أن يعتقد أن هذا الاختلاف ليس مجرد حدث عشوائي.

بدت أليس في حيرة.

لقد اعتقد دائمًا أن قوة الشذوذ 099 الهائلة قد تضاءلت. بعد تحول أليس من شكل الصندوق للخشبي، بدا انها قد رجعت إلى أن تكون دمية متحركة غريبة بشكل مريب، تعرض كلاً من الهشاشة والخجل. لم يتوقع أنها ستظهر مثل هذه القدرة الخارقة للطبيعة. لقد أثبت ذلك مكانتها ضمن أفضل 100، على الرغم من أنه يمكن الجدل بأنها أضعف من بقية من على الضائعة.

“هل يمكنك التحكم فيها؟” تساءل دنكان كذلك.

صمت دنكان وهو يعالج ردها، قبل أن يطرح سؤالًا آخر، “هل تقصدين قول إن هذه “الخطوط” كانت غائبة في هيئتي الأصلية، أم أن هيئتي الحالية تفتقر إليها؟”

“نعم، أستطيع ذلك،” أجابت أليس، وهي تومئ برأسها وتلوح بيدها، “إنه أمر سهل للغاية، في الواقع.”

اشتدت الرياح والثلوج في النصف الأخير من الليل. يبدو أن العواصف العنيفة والدوامات المضطربة من رقاقات الثلج بمثابة نذير مشؤوم لحدث وشيك.

“في هذه الحالة، إنها بالفعل هدية،” اتسعت ابتسامة دنكان. “القوة في حد ذاتها ليست شرًا. فقدان السيطرة عليها هو ما يسبب الفوضى. الآن، أنت قادرة على المساهمة بشكل أكبر، أليس.”

ومع ذلك، على الرغم من مظهره الخارجي الهادئ، إلا أن أفكاره ليست هادئة على الإطلاق.

عند سماع ذلك، أضاء وجه أليس بابتسامة مبهجة، وتأرجح جسدها ذهابًا وإيابًا في الإثارة، “هذا رائع! عندما رأيت الجميع جديين للغاية، اعتقدت أن شيئًا فظيعًا قد حدث…”

“إن أحداث الليلة تشير إلى أن “النسخ” التي تغزو المدينة هي في الواقع من صنع الطائفيين. إنهم لا يعملون في الظل فحسب، بل يراقبون سرًا أيضًا النسخ التي يرسلونها إلى المدينة. يبدو الأمر كما لو أنهم يجمعون شكلًا من أشكال البيانات.”

لتهدئتها، ربت دنكان على شعر أليس بلطف، مع الحرص على عدم خلع رأسها بسبب حركاتها الغزيرة.

أكَّدت فانا اعترافًا بملاحظة دانكان بإيماءة، محاولة متابعة الاتجاه الذي يسلكه أفكاره. “هل تقترح أن قدرات أليس تطورت تبعًا لهذا التغيير الأخير؟” سألت وجهها يعلوه الفضول.

ومع ذلك، على الرغم من مظهره الخارجي الهادئ، إلا أن أفكاره ليست هادئة على الإطلاق.

“قوى مختلفة موجودة داخل التابوت والدمية…” ردد موريس، الذي ظل صامتًا على نحو غير عادي حتى الآن، النظرية قائلًا، “يبدو هذا كتفسير معقول.”

في حين أصبح لدى دنكان الآن فهم أفضل لقدرات أليس وطور نظرية أولية حول رمزية “الدمية والتابوت”، فهو يدرك جيدًا أنه بالكاد خدش سطح الألغاز التي تجسدها. إن فهمه الجديد قد سلط الضوء فقط على عمق الأسرار التي أبقت الدمية أليس مخفية.

عند سماع ذلك، أضاء وجه أليس بابتسامة مبهجة، وتأرجح جسدها ذهابًا وإيابًا في الإثارة، “هذا رائع! عندما رأيت الجميع جديين للغاية، اعتقدت أن شيئًا فظيعًا قد حدث…”

كانت أليس رفيقته لفترة طويلة. لقد اعتاد على سلوكها كالشامبانيا على متن السفينة وتصرفاتها الغريبة غير الضارة وهي تتجول حوله طوال اليوم. ومع ذلك، قبل دورها كطاهية للضائعة، فهي تُعرف باسم الشذوذ 099، وهو كيان هائل نشأ من الأعماق الفاترة بعد سقوط ملكة فروست.

وقد غطت طبقة سميكة من الثلج كامل المناطق المحيطة المرئية. كانت الشوارع البعيدة غير واضحة إلى خطوط عريضة ضبابية تحت الغطاء الجليدي، وتحولت إلى منظر طبيعي ممتد من اللون الأبيض الناصع.

في الأساس، شاركت أصولها مع “النسخ” البشعة والمشوهة.

طوال هذه المناقشة، لم تقدم أليس، المخلصة لطبيعتها الدمية البسيطة، الكثير من المداخلات. لقد استمعت بهدوء، ونظرت حولها في بعض الأحيان. وبالتدريج، بدأت تدرك مدى خطورة وضعها. خيمت على ملامحها نظرة قلق، فسألت دنكان بنبرة مترددة، “… قبطان، هل فعلت شيئًا خاطئًا؟”

ومع ذلك، فقد اختلفت بشكل كبير عن أي نسخة أخرى التقى بها حتى الآن، ولم يستطع إلا أن يعتقد أن هذا الاختلاف ليس مجرد حدث عشوائي.

صمت دنكان وهو يعالج ردها، قبل أن يطرح سؤالًا آخر، “هل تقصدين قول إن هذه “الخطوط” كانت غائبة في هيئتي الأصلية، أم أن هيئتي الحالية تفتقر إليها؟”

إن العبارة المرعبة التي أدلى بها الطائفي الذي ظهر بعد انفجار النورس ترددت في ذهنه –

“لا داعي للقلق، سأتدخل عندما يحين الوقت المناسب. لكن أولًا، نحتاج إلى تحديد قاعدتهم بدقة،” قال دنكان بلا مبالاة. “إن مجرد القضاء على عدد قليل من الطوائف أو الكهنة أو تدمير حفنة من نقاط الالتقاء لن يكون كافيًا. لقد أثبتت تجاربنا في بلاند ذلك بالفعل.”

“لولا تلك الملكة…”

“في هذه الحالة، إنها بالفعل هدية،” اتسعت ابتسامة دنكان. “القوة في حد ذاتها ليست شرًا. فقدان السيطرة عليها هو ما يسبب الفوضى. الآن، أنت قادرة على المساهمة بشكل أكبر، أليس.”

تخلص دنكان من الأفكار المضطربة التي هددت باستهلاك تركيزه، ونظر إلى فانا وعبّر عن استنتاجاته.

عند سماع ذلك، أضاء وجه أليس بابتسامة مبهجة، وتأرجح جسدها ذهابًا وإيابًا في الإثارة، “هذا رائع! عندما رأيت الجميع جديين للغاية، اعتقدت أن شيئًا فظيعًا قد حدث…”

“إن أحداث الليلة تشير إلى أن “النسخ” التي تغزو المدينة هي في الواقع من صنع الطائفيين. إنهم لا يعملون في الظل فحسب، بل يراقبون سرًا أيضًا النسخ التي يرسلونها إلى المدينة. يبدو الأمر كما لو أنهم يجمعون شكلًا من أشكال البيانات.”

وعلى الرغم من الغطاء الثلجي، كانت المدينة بعيدة كل البعد عن السكون. وطردت الأنابيب المتدفقة فوق شوارع المدينة أعمدة من الضباب الأبيض، حيث وزعت الطاقة الحرارية الناتجة عن قلب البخار على المواقع الرئيسية. أدى هذا إلى إذابة الجليد والثلج المتراكم بشكل فعال والذي يسد المحاور الحيوية لشبكة الأنابيب ومحطات الطاقة. وفي الوقت نفسه، نُشرت آلات ضخمة لإزالة الثلوج. ومع ضجيجها العميق وأعمدة الدخان الكثيف، انطلقت هذه الآلات في الشوارع، مما أدى إلى تطهير مسارات النقل الحيوية.

واستنادًا إلى تجاربها السابقة، وافقت فانا على ذلك قائلة، “يبدو أنهم يضعون الأساس لعملية واسعة النطاق. من المحتمل أن تكون النسخ الموجودة حاليًا في المدينة مجرد مرحلة أولية، وقد يكون التفشي في جزيرة داجر بمثابة أرض اختبار أكثر اتساعًا. حتى أنهم حاولوا نقل التلوث من جزيرة داجر إلى جزيرة فروست الرئيسية. وعلى الرغم من أننا تمكنا من اعتراض عمليتهم، إلا أن ذلك مؤشر واضح على أن خطتهم تصل إلى مرحلة حرجة.”

بدت أليس في حيرة.

“لا داعي للقلق، سأتدخل عندما يحين الوقت المناسب. لكن أولًا، نحتاج إلى تحديد قاعدتهم بدقة،” قال دنكان بلا مبالاة. “إن مجرد القضاء على عدد قليل من الطوائف أو الكهنة أو تدمير حفنة من نقاط الالتقاء لن يكون كافيًا. لقد أثبتت تجاربنا في بلاند ذلك بالفعل.”

أجابت أليس بصدق، “إنه شكلك الحالي، كما أنك لم تكن تمتلكه عندما كنا في بلاند…”

وبينما يتحدث، رفع بصره، محدقًا من خلال الفتحة الضيقة بين ضماداته والنافذة المتسخة بجانبه. تفحصت عيناه أسطح المنازل المغطاة بالثلوج وأفاريز مدينة فروست.

“في هذه الحالة، إنها بالفعل هدية،” اتسعت ابتسامة دنكان. “القوة في حد ذاتها ليست شرًا. فقدان السيطرة عليها هو ما يسبب الفوضى. الآن، أنت قادرة على المساهمة بشكل أكبر، أليس.”

“…أين تختبئ/ ـون؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

بهذه الكلمات، اهتزت الريح وتحولت إلى عاصفة غاضبة، وبدأ تساقط وابل جديد من رقاقات الثلج. أصبحت الشوارع البعيدة غير واضحة إذ تختبئ خلف ستارة من الثلج. ومع ذلك، لا يمكن للظلام أن يسود إلى الأبد. عندما بدأ ضوء الفجر الأول في الارتفاع، انسحبت بقايا الكسر المتوهج في السماء، مفسحةً المجال لألوان شروق الشمس الدافئة ذات اللون الأحمر الذهبي التي غمرت الجزيرة مرة أخرى.

بدت أليس في حيرة.

صدر صرير البوابة الحديدية الثقيلة للمقبرة احتجاجًا على فتحها بالقوة. قام القائم بالرعاية المسن، الملفوف بإحكام بمعطف ثقيل، بتعليق المزلاج المستخدم لتأمين البوابة على السياج المحيط. استغرق لحظة لمسح منظر المدينة أمامه.

“يخربيت الطقس…” تذمر الحارس العجوز تحت أنفاسه، وسحب معطفه بشكل أكثر راحة حوله.

وقد غطت طبقة سميكة من الثلج كامل المناطق المحيطة المرئية. كانت الشوارع البعيدة غير واضحة إلى خطوط عريضة ضبابية تحت الغطاء الجليدي، وتحولت إلى منظر طبيعي ممتد من اللون الأبيض الناصع.

مع تعبير جدي محفور على وجهه، حدق دنكان باهتمام في عيني أليس وطلب المزيد من التوضيح، “فقط للتأكد من أن هذه الخطوط التي ترينها تحيط بالجميع، أليس كذلك؟”

وعلى الرغم من الغطاء الثلجي، كانت المدينة بعيدة كل البعد عن السكون. وطردت الأنابيب المتدفقة فوق شوارع المدينة أعمدة من الضباب الأبيض، حيث وزعت الطاقة الحرارية الناتجة عن قلب البخار على المواقع الرئيسية. أدى هذا إلى إذابة الجليد والثلج المتراكم بشكل فعال والذي يسد المحاور الحيوية لشبكة الأنابيب ومحطات الطاقة. وفي الوقت نفسه، نُشرت آلات ضخمة لإزالة الثلوج. ومع ضجيجها العميق وأعمدة الدخان الكثيف، انطلقت هذه الآلات في الشوارع، مما أدى إلى تطهير مسارات النقل الحيوية.

شعرت بالارتياح إلى حد ما ولكن لا تزال غير متأكدة، فرفعت أليس يدها في حركة مترددة، “هل… هل قدرتي شريرة؟”

وبعد رحيل زائرهم الأخير، عادت المقبرة إلى حالتها الهادئة المعتادة، خالية من أي حوادث غير طبيعية. ومع ذلك، لم يخفف القائم بالرعاية ولا الحراس المعينين من قبل الكنيسة من يقظتهم.

وفي وقت لاحق من الليل، وصلت “رسالة عاجلة” عبر أنابيب البخار ذات الضغط العالي إلى مقصورة القائم بالرعاية. أرسلت الرسالة من قاعة المدينة وكانت غريبة في محتواها – فقد أصدرت دعوة لرفع مستوى التأهب بين جميع حراس المدينة ولكنها لم تقدم أي تفسير لمستوى التأهب المتزايد.

“لا على الإطلاق، لقد قمت بعمل جيد،” طمأنها دنكان وهو يهز رأسه. “لقد أظهرت الشجاعة ودافعت عن نفسك بكفاءة. الطائفيون ليسوا أبرياء أبدًا.”

بعد تلقي بعض المعلومات السرية بعد فترة وجيزة، أرسلت أجاثا فريقًا صغيرًا إلى شارع المدفأة. لسوء الحظ، لم تأت أي أخبار من الحراس المرسلين بعد.

في ذهن أليس، جُرَّب واقع العالم بطريقة فريدة مقارنة بمعظم الناس. بالنسبة لها، كان العالم دائمًا بمثابة لوحة ديناميكية حيث تتلوى قواعد الواقع وتتحول بشكل مختلف. فهذه الطريقة غير العادية في إدراك العالم جزء متأصل منها، رفيق صامت وحاضر دائمًا كان مخفيًا عن العالم حتى الآن.

اشتدت الرياح والثلوج في النصف الأخير من الليل. يبدو أن العواصف العنيفة والدوامات المضطربة من رقاقات الثلج بمثابة نذير مشؤوم لحدث وشيك.

إن العبارة المرعبة التي أدلى بها الطائفي الذي ظهر بعد انفجار النورس ترددت في ذهنه –

“يخربيت الطقس…” تذمر الحارس العجوز تحت أنفاسه، وسحب معطفه بشكل أكثر راحة حوله.

طوال هذه المناقشة، لم تقدم أليس، المخلصة لطبيعتها الدمية البسيطة، الكثير من المداخلات. لقد استمعت بهدوء، ونظرت حولها في بعض الأحيان. وبالتدريج، بدأت تدرك مدى خطورة وضعها. خيمت على ملامحها نظرة قلق، فسألت دنكان بنبرة مترددة، “… قبطان، هل فعلت شيئًا خاطئًا؟”


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

واستنادًا إلى تجاربها السابقة، وافقت فانا على ذلك قائلة، “يبدو أنهم يضعون الأساس لعملية واسعة النطاق. من المحتمل أن تكون النسخ الموجودة حاليًا في المدينة مجرد مرحلة أولية، وقد يكون التفشي في جزيرة داجر بمثابة أرض اختبار أكثر اتساعًا. حتى أنهم حاولوا نقل التلوث من جزيرة داجر إلى جزيرة فروست الرئيسية. وعلى الرغم من أننا تمكنا من اعتراض عمليتهم، إلا أن ذلك مؤشر واضح على أن خطتهم تصل إلى مرحلة حرجة.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

في حين أصبح لدى دنكان الآن فهم أفضل لقدرات أليس وطور نظرية أولية حول رمزية “الدمية والتابوت”، فهو يدرك جيدًا أنه بالكاد خدش سطح الألغاز التي تجسدها. إن فهمه الجديد قد سلط الضوء فقط على عمق الأسرار التي أبقت الدمية أليس مخفية.

في الأساس، شاركت أصولها مع “النسخ” البشعة والمشوهة.

تخلص دنكان من الأفكار المضطربة التي هددت باستهلاك تركيزه، ونظر إلى فانا وعبّر عن استنتاجاته.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط