الزائر
الفصل 337 “الزائر”
مع فرك يديه المتشققتين معًا للحصول على الدفء، أعاد الرجل المسن نظره إلى المقبرة المغطاة بالثلوج.
لم يشعر القائم على رعاية المقبرة العجوز بأي عاطفة تجاه تلك الأيام الثلجية القاسية. ذلك ليس فقط لأن درجات الحرارة الجليدية أدت إلى تفاقم تصلب مفاصله وآلامها، ولكن لأن مثل هذه الأيام نذير بتذكيرات حزينة من ماضيه.
هبت ريح شديدة، حاملة معها خيطًا عابرًا من الدخان الرمادي. من داخل هذه الزوبعة، تجسدت صورة أجاثا الظلية. اقتربت حارسة البوابة الشابة من القائم بالرعاية العجوز، “سيغادر نصف فريقنا اليوم، ولن يتبق سوى فريقين لمساعدتك في حماية المقبرة.”
وهذه الذكريات المريرة ليست ممتعة.
“شكرًا لكِ،” قال أخيرًا وهو يقبل هدية آني. تسللت ابتسامة نادرة على وجهه، وكانت غريبة بعض الشيء بسبب قلة الاستخدام، “سيكون هذا مفيدًا.”
وقد خيمت عليها أحداث مثل التمرد الذي حدث قبل نصف قرن، أو كارثة الصقيع المدمرة التي ضربت البلاد قبل ثلاثة عقود، أو الكارثة الهائلة التي حلت بالمنطقة الحضرية الجنوبية قبل سبعة عشر عامًا. بدا الأمر كما لو أن تساقط الثلوج بغزارة مرتبط بشكل لا يرحم بالأخبار الكارثية.
“تعرف أمي أنني سأعود قريبًا،” ردت آني، وقد احمر وجهها الشاب من البرد القارس، وابتسامة عريضة تبرز خديها الورديتين. “نحن في عطلة المدرسة، وكنت قد خططت للعب مع أصدقائي. لكنهم اختاروا البقاء في الداخل، لذلك قررت أن أزورك بدلًا من ذلك!”
مع فرك يديه المتشققتين معًا للحصول على الدفء، أعاد الرجل المسن نظره إلى المقبرة المغطاة بالثلوج.
وهذه الذكريات المريرة ليست ممتعة.
أدى تساقط الثلوج المستمر إلى جعل مسارات المقبرة غير مرئية تقريبًا، ولم يتبق سوى آثار الأقدام، مما قطع طريقًا وحيدًا نحو المشرحة ومسكن القائم بالرعاية. غمرت مصابيح الغاز مغمورة، وإطاراتها الهيكلية الداكنة تقف بشكل مخيف مثل بقايا الأشجار الميتة وسط غطاء أبيض، لترسم صورة قاتمة للعزلة.
“يمكن للجميع المغادرة إذا اختاروا ذلك. سيكون الأمر سلميًا إلى حد ما،” رد القائم على الرعاية المسن، ورفع جفنيه لإلقاء نظرة على حارسة البوابة. “إن وجود مثل هذا الحشد هنا هو مجرد تبذير وإسراف.”
وقف عدد قليل من السيارات التي تعمل بالطاقة البخارية في وضع الخمول في المنطقة المفتوحة للمقبرة، وقد حجبتها الثلوج المحيطة تمامًا. قاتل حراسهم، الذين يرتدون ملابس سوداء صارخة، ضد هجمة الثلوج، محاولين بشدة فتح ممر للمركبات – مشهد فوضوي.
ومع ذلك، فهذا وضع يتجاوز حدود المقبرة، ويتجاوز ما يحتاج إليه، بصفته “حارس قبر” متقاعد.
من الضروري إنجاز هذه المهمة قبل أن يصلب الثلج ويجعل عملية التطهير أكثر صعوبة.
تتجه فتاة صغيرة ترتدي معطفًا ضخمًا نحو المقبرة بصعوبة ملحوظة.
هبت ريح شديدة، حاملة معها خيطًا عابرًا من الدخان الرمادي. من داخل هذه الزوبعة، تجسدت صورة أجاثا الظلية. اقتربت حارسة البوابة الشابة من القائم بالرعاية العجوز، “سيغادر نصف فريقنا اليوم، ولن يتبق سوى فريقين لمساعدتك في حماية المقبرة.”
وهذه الذكريات المريرة ليست ممتعة.
“يمكن للجميع المغادرة إذا اختاروا ذلك. سيكون الأمر سلميًا إلى حد ما،” رد القائم على الرعاية المسن، ورفع جفنيه لإلقاء نظرة على حارسة البوابة. “إن وجود مثل هذا الحشد هنا هو مجرد تبذير وإسراف.”
“لماذا؟”
“إسراف أم لا، هذا ليس من شأنك – لا تقلق بشأن أي نقص في القوى العاملة من جهتي.”
إلى جانب هذه الشخصية المهيبة، وقفت امرأة جميلة ترتدي ثوبًا أرجوانيًا عميقًا. تدلى شعرها الذهبي على كتفيها، وقبعة ناعمة تقبع على رأسها، ويغطي وجهها حجاب. على الرغم من أن ملامحها غامضة، إلا أنها بعثت هالة من الأناقة والغموض.
“صدقيني، أنا لست خاملًا بما يكفي لأهتم بشؤونك،” تذمر القائم بالرعاية. قال بلا مبالاة، “لقد أرسلت فريق النخبة في وقت متأخر من الليلة الماضية. هل كانت هناك بعض المشاكل في المدينة؟”
توقف القائم بالرعاية العجوز على الفور، وهو يراقب بينما تقترب البنية الصغيرة. ظهر أثر من التهيج على وجهه المتضرر، لكن الشخص الصغير رآه أيضًا واقفًا كحارس عند مدخل المقبرة. توقفت على جانب الطريق، ورفعت وجهها إلى أعلى، ولوحت بذراعها في لفتة فرحة، وواصلت تقدمها غير المنتظم نحو الرجل العجوز.
فحصت أجاثا الرجل العجوز، “هل مازلت تشعر بالقلق إزاء الأحداث خارج جدران المقبرة؟”
ظهر شخص ملفت للنظر، طويل القامة وذو عضلات بشكل غير عادي، بالقرب من مدخل المقبرة وينظر في اتجاههم. ارتدي معطفًا أسودًا وقبعة واسعة الحواف، ولفت الضمادات حول وجهه، ولم تترك ملابسه وضماداته أي أثر مكشوف لملامحه.
“أنا فقط أجري محادثة. سواء اخترت الرد فهذا أمر متروك لك تمامًا،” هز القائم بالرعاية العجوز كتفيه.
“…المدينة ليست آمنة جدًا في الوقت الحالي،” قال القائم بالرعاية العجوز جديًا. الأخبار التي شاركتها أجاثا، خاصة فيما يتعلق بالحادثة الخارقة للطبيعة التي وقعت في شارع المدفأة في الليلة السابقة، أثرت بشدة على ذهنه. “عودي إلى المنزل وانصحي والدتك بالبقاء في المنزل قدر الإمكان. إذا لاحظت أي شيء غير عادي، اطلبي المساعدة فورًا من أقرب كنيسة أو ضابط أمن. آني، هذا مهم، هل تفهمين؟”
“…كان هناك حادث في شارع المدفأة. تسبب كيان خارق قوي في إثارة ضجة كبيرة. رد حراس الدورية لكنهم عادوا خالي الوفاض،” روت أجاثا بوتيرة ثابتة. “في الوقت الحالي، كل ما نعرفه هو أن أحد الطائفيين كان متورطًا – لقد لقيوا نهاية مروعة، حيث أظهر أحدهم طريقة غريبة للموت غير متوافقة مع أي قدرات خارقة للطبيعة معروفة.”
“لا، إنه مسحوق شاي الزنجبيل. لقد قمت أنا وأمي بإعدادها معًا وأضفنا بعض الأعشاب الدافئة لمكافحة البرد!” قالت آني، وقد انتفخ صدرها بالفخر وهي تضع العبوة في يدي الرجل العجوز. “بما أنك هنا وحدك تحرس المقبرة، فلا بد أن الجو بارد جدًا في الليل، أليس كذلك؟”
تجعد حاجبا الحارس العجوز بشكل واضح عند سماع هذا الكشف، واتخذ لهجة أكثر جدية، “شارع المدفأة؟”
لاحظ الحارس العجوز مغادرة المركبتين، وهز رأسه، واستعد للعودة إلى واجباته في المقبرة.
“… كن مطمئنًا، لم يصب أي من المارة الأبرياء بأذى،” فهمت أجاثا بشكل بديهي مخاوف القائم بالرعاية وعالجتها على الفور. “ومع ذلك، أبلغت الفرقة عن عدة أدلة غريبة من مكان الحادث. قد أحتاج إلى فحصه شخصيًا.” [**: فكرت في شيء الأن.. تتذكرون البنت اللي ظهرت من كم فصل؟ احسن انها بنت القبطان كريستو، قبطان السبج.. اللي بيتهم في شارع المدفأة، عشان كدا القائم عبس.]
أدرك القائم بالرعاية المتمرس على الفور ما يحدث، انه ذاك “الزائر”.
لم يقدم القائم بالرعاية المسن أي رد لفظي، فقط إيماءة خفيفة. لكن حدة نظرته كشفت عن تحول في سلوكه.
“دفعة أخرى من البسكويت؟” رفع القائم بالرعاية العجوز حاجبه بتساؤل.
على الرغم من صغر سنها، لم يمنح لقب “حارس البوابة” لأجاثا بشكل تعسفي – فقد اكتسبته بشق الأنفس من خلال التدريب المكثف والتقييمات الصعبة. وباعتبارها الممثلة الأعلى رتبة للكنيسة في الدولة المدينة، فاصرفاتها في حد ذاتها بمثابة مؤشر واضح على مدى إلحاح الوضع.
أدرك القائم بالرعاية المتمرس على الفور ما يحدث، انه ذاك “الزائر”.
من المحتمل أن ما حدث في شارع المدفأة أكثر تعقيدًا بكثير من المشاجرة الخارقة للطبيعة التي وصفتها – وبالتأكيد ليست تافهة كما قد يوحي موقفها اللامبالي على ما يبدو. إذا أرسل فريق من الحراس النخبة فقط لكي تتدخل حارسة البوابة نفسها في النهاية، فهذا يشير إلى أن الحادث لم يكن بسيطًا على الإطلاق.
ولكن يبدو أن الفتاة لم تستمع إلى كلماته. أمالت رأسها لإلقاء نظرة خاطفة على القائم بالرعاية ورفعت وجهها، وشعور بالترقب يتلألأ في عينيها. “وأبي…؟”
ومع ذلك، فهذا وضع يتجاوز حدود المقبرة، ويتجاوز ما يحتاج إليه، بصفته “حارس قبر” متقاعد.
توقف القائم بالرعاية العجوز على الفور، وهو يراقب بينما تقترب البنية الصغيرة. ظهر أثر من التهيج على وجهه المتضرر، لكن الشخص الصغير رآه أيضًا واقفًا كحارس عند مدخل المقبرة. توقفت على جانب الطريق، ورفعت وجهها إلى أعلى، ولوحت بذراعها في لفتة فرحة، وواصلت تقدمها غير المنتظم نحو الرجل العجوز.
انها مهمة حارسة البوابة الشابة والحراس.
بعد نوبة شاقة من إزالة الثلوج، تمكن الحراس من تشغيل قلوب البخار للمركبات. غادرت المقبرة سيارتان بخاريتان رماديتان اللون، واختفتا بسرعة على الطريق الضيق المؤدي إلى المباني الحضرية.
بعد نوبة شاقة من إزالة الثلوج، تمكن الحراس من تشغيل قلوب البخار للمركبات. غادرت المقبرة سيارتان بخاريتان رماديتان اللون، واختفتا بسرعة على الطريق الضيق المؤدي إلى المباني الحضرية.
“صدقيني، أنا لست خاملًا بما يكفي لأهتم بشؤونك،” تذمر القائم بالرعاية. قال بلا مبالاة، “لقد أرسلت فريق النخبة في وقت متأخر من الليلة الماضية. هل كانت هناك بعض المشاكل في المدينة؟”
لاحظ الحارس العجوز مغادرة المركبتين، وهز رأسه، واستعد للعودة إلى واجباته في المقبرة.
“دفعة أخرى من البسكويت؟” رفع القائم بالرعاية العجوز حاجبه بتساؤل.
ومع ذلك، بينما أوشك على الدوران، لفتت انتباهه صورة ظلية صغيرة مألوفة في نهاية الطريق.
هذا هو الرد اللطيف الذي يمكنه حشده.
تتجه فتاة صغيرة ترتدي معطفًا ضخمًا نحو المقبرة بصعوبة ملحوظة.
انها مهمة حارسة البوابة الشابة والحراس.
توقف القائم بالرعاية العجوز على الفور، وهو يراقب بينما تقترب البنية الصغيرة. ظهر أثر من التهيج على وجهه المتضرر، لكن الشخص الصغير رآه أيضًا واقفًا كحارس عند مدخل المقبرة. توقفت على جانب الطريق، ورفعت وجهها إلى أعلى، ولوحت بذراعها في لفتة فرحة، وواصلت تقدمها غير المنتظم نحو الرجل العجوز.
تجعد حاجبا الحارس العجوز بشكل واضح عند سماع هذا الكشف، واتخذ لهجة أكثر جدية، “شارع المدفأة؟”
وفي نهاية المطاف، وجدت قدمها على آثار الإطارات التي خلفتها السيارات البخارية التي غادرت مؤخرًا، مما جعل خطواتها أسهل إلى حد ما. انحنت لتزيل غبار الثلج عن ملابسها، ووقفت عند مدخل المقبرة، مبتسمة نحو الحارس العابس، والغاضب إلى حد ما.
وهذه الذكريات المريرة ليست ممتعة.
“الجد الحارس، لقد عدت!” استقبلت آني القائم بالرعاية العجوز بلهجة مبتهجة.
ومع ذلك، بينما أوشك على الدوران، لفتت انتباهه صورة ظلية صغيرة مألوفة في نهاية الطريق.
امتزجت ملابسها – معطف أبيض سميك، وحذاء مطابق، وقبعة صوفية – بسلاسة مع منظر المدينة المغطى بالثلوج.
فوجئت آني بالجدية المفاجئة في نبرة الرجل العجوز، فهزت رأسها على عجل متفهمة، “أنا… أفهم.”
“لا ينبغي عليك الخروج في مثل هذا الطقس العاصف، وخاصة المغامرة في مكان مثل هذا!” وبخ الحارس العجوز وعيناه متسعتين ولهجته حادة.“سوف تسببين قلقًا غير ضروري لعائلتك.”
فوجئت آني بالجدية المفاجئة في نبرة الرجل العجوز، فهزت رأسها على عجل متفهمة، “أنا… أفهم.”
“تعرف أمي أنني سأعود قريبًا،” ردت آني، وقد احمر وجهها الشاب من البرد القارس، وابتسامة عريضة تبرز خديها الورديتين. “نحن في عطلة المدرسة، وكنت قد خططت للعب مع أصدقائي. لكنهم اختاروا البقاء في الداخل، لذلك قررت أن أزورك بدلًا من ذلك!”
من المحتمل أن ما حدث في شارع المدفأة أكثر تعقيدًا بكثير من المشاجرة الخارقة للطبيعة التي وصفتها – وبالتأكيد ليست تافهة كما قد يوحي موقفها اللامبالي على ما يبدو. إذا أرسل فريق من الحراس النخبة فقط لكي تتدخل حارسة البوابة نفسها في النهاية، فهذا يشير إلى أن الحادث لم يكن بسيطًا على الإطلاق.
أجاب الرجل المسن ببرود، “بدلًا من أن تشقي طريقك إلى المقبرة في هذا الطقس المليء بالثلوج، كان عليك البقاء في المنزل مثل أصدقائك، المقبرة مغلقة اليوم بسبب تساقط الثلوج بكثافة. أقترح عليك العودة إلى المنزل.”
على الرغم من حضورها المثير للاهتمام، إلا أن انتباه القائم بالرعاية العجوز محاصر تقريبًا بالشخصية الشاهقة المغطاة بالضمادات. ثبتت نظرته في هذا الاتجاه، ويبدو أنها مقيدة بقوة غير مرئية، مما يجعل من الصعب إبعاد عينيه. ملأ عقله همهمة خافتة ومتواصلة، وبدأت رؤيته ترتعش وتتشوه في الأطراف – وهو مؤشر واضح على أن عقله يتعرض لتلوث واضطراب بسيط.
ولكن يبدو أن الفتاة لم تستمع إلى كلماته. أمالت رأسها لإلقاء نظرة خاطفة على القائم بالرعاية ورفعت وجهها، وشعور بالترقب يتلألأ في عينيها. “وأبي…؟”
فحصت أجاثا الرجل العجوز، “هل مازلت تشعر بالقلق إزاء الأحداث خارج جدران المقبرة؟”
“لم يأت،” قال الرجل العجوز بصراحة. “مع الطقس في مثل هذه الحالة المروعة، ستأجل أي جنازة مقررة.”
لم يقدم القائم بالرعاية المسن أي رد لفظي، فقط إيماءة خفيفة. لكن حدة نظرته كشفت عن تحول في سلوكه.
توقفت آني، ولم تظهر أي خيبة أمل واضحة. شددت شفتيها وهي تتساءل، “لذلك… سأعود عندما يكون الطقس أفضل… سيأتي بعد ذلك، أليس كذلك؟”
صمت الحارس العجوز ونظر بعمق في عيني الفتاة الصغيرة المفعمة بالأمل. غمرته آلام الندم بسبب الوعد الذي قطعه قبل ست سنوات بعودة والدها. في ذلك الوقت، كان قلبه ببساطة رقيقًا جدًا.
صمت الحارس العجوز ونظر بعمق في عيني الفتاة الصغيرة المفعمة بالأمل. غمرته آلام الندم بسبب الوعد الذي قطعه قبل ست سنوات بعودة والدها. في ذلك الوقت، كان قلبه ببساطة رقيقًا جدًا.
لم يحتاج إليها بشكل خاص. كانت الجرعات التي قدمتها الكنيسة لحراس القبور أعلى بكثير من حيث الفعالية من أي شيء محلي الصنع. جهز نزل القائم بالرعاية المتواضع بتمائم وقائية ومواد خاصة – يمكنه تحمل الرياح الباردة وأي اضطراب خارجي في حالة اختلال توازن المقبرة. نزله ليس أقل من حصن من الفولاذ.
وبعد ما بدا وكأنه أبدية، تمكن الرجل العجوز أخيرًا من القول، “ربما يومًا ما، ستتلقين أخبارًا عنه.”
يجب أن تكون الطفلة البالغة من العمر اثني عشر عامًا قادرة على فهم المعنى الأساسي الآن.
هذا هو الرد اللطيف الذي يمكنه حشده.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
يجب أن تكون الطفلة البالغة من العمر اثني عشر عامًا قادرة على فهم المعنى الأساسي الآن.
“شكرًا لكِ،” قال أخيرًا وهو يقبل هدية آني. تسللت ابتسامة نادرة على وجهه، وكانت غريبة بعض الشيء بسبب قلة الاستخدام، “سيكون هذا مفيدًا.”
ابتسامة مشرقة أضاءت فجأة وجه آني. غطست في حقيبتها الصغيرة وأخرجت طردًا وسلمته بحماس للرجل العجوز.
“دفعة أخرى من البسكويت؟” رفع القائم بالرعاية العجوز حاجبه بتساؤل.
“لا، إنه مسحوق شاي الزنجبيل. لقد قمت أنا وأمي بإعدادها معًا وأضفنا بعض الأعشاب الدافئة لمكافحة البرد!” قالت آني، وقد انتفخ صدرها بالفخر وهي تضع العبوة في يدي الرجل العجوز. “بما أنك هنا وحدك تحرس المقبرة، فلا بد أن الجو بارد جدًا في الليل، أليس كذلك؟”
“يمكن للجميع المغادرة إذا اختاروا ذلك. سيكون الأمر سلميًا إلى حد ما،” رد القائم على الرعاية المسن، ورفع جفنيه لإلقاء نظرة على حارسة البوابة. “إن وجود مثل هذا الحشد هنا هو مجرد تبذير وإسراف.”
درس الرجل العجوز الحزمة الموجودة في يديه.
“… كن مطمئنًا، لم يصب أي من المارة الأبرياء بأذى،” فهمت أجاثا بشكل بديهي مخاوف القائم بالرعاية وعالجتها على الفور. “ومع ذلك، أبلغت الفرقة عن عدة أدلة غريبة من مكان الحادث. قد أحتاج إلى فحصه شخصيًا.” [**: فكرت في شيء الأن.. تتذكرون البنت اللي ظهرت من كم فصل؟ احسن انها بنت القبطان كريستو، قبطان السبج.. اللي بيتهم في شارع المدفأة، عشان كدا القائم عبس.]
لم يحتاج إليها بشكل خاص. كانت الجرعات التي قدمتها الكنيسة لحراس القبور أعلى بكثير من حيث الفعالية من أي شيء محلي الصنع. جهز نزل القائم بالرعاية المتواضع بتمائم وقائية ومواد خاصة – يمكنه تحمل الرياح الباردة وأي اضطراب خارجي في حالة اختلال توازن المقبرة. نزله ليس أقل من حصن من الفولاذ.
الفصل 337 “الزائر”
“شكرًا لكِ،” قال أخيرًا وهو يقبل هدية آني. تسللت ابتسامة نادرة على وجهه، وكانت غريبة بعض الشيء بسبب قلة الاستخدام، “سيكون هذا مفيدًا.”
“لماذا؟”
استأنف تعبيره صرامته المعتادة.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“لقد قبلت عرضك، والآن عليك أن تسرعي إلى المنزل. وفي الأيام القليلة المقبلة، حاوي الامتناع عن الخروج.”
“لقد قبلت عرضك، والآن عليك أن تسرعي إلى المنزل. وفي الأيام القليلة المقبلة، حاوي الامتناع عن الخروج.”
“لماذا؟”
“لماذا؟”
“…المدينة ليست آمنة جدًا في الوقت الحالي،” قال القائم بالرعاية العجوز جديًا. الأخبار التي شاركتها أجاثا، خاصة فيما يتعلق بالحادثة الخارقة للطبيعة التي وقعت في شارع المدفأة في الليلة السابقة، أثرت بشدة على ذهنه. “عودي إلى المنزل وانصحي والدتك بالبقاء في المنزل قدر الإمكان. إذا لاحظت أي شيء غير عادي، اطلبي المساعدة فورًا من أقرب كنيسة أو ضابط أمن. آني، هذا مهم، هل تفهمين؟”
توقفت آني، ولم تظهر أي خيبة أمل واضحة. شددت شفتيها وهي تتساءل، “لذلك… سأعود عندما يكون الطقس أفضل… سيأتي بعد ذلك، أليس كذلك؟”
فوجئت آني بالجدية المفاجئة في نبرة الرجل العجوز، فهزت رأسها على عجل متفهمة، “أنا… أفهم.”
لا يزال محتفظًا بالسيطرة على تحركاته، لذا سرعان ما وضع آني خلفه.
“جيد، عودي الآن إلى المنزل،” تنهد الرجل العجوز، وهو يدفعها بلطف بعيدًا. “بينما الطقس لا يزال…”
أدى تساقط الثلوج المستمر إلى جعل مسارات المقبرة غير مرئية تقريبًا، ولم يتبق سوى آثار الأقدام، مما قطع طريقًا وحيدًا نحو المشرحة ومسكن القائم بالرعاية. غمرت مصابيح الغاز مغمورة، وإطاراتها الهيكلية الداكنة تقف بشكل مخيف مثل بقايا الأشجار الميتة وسط غطاء أبيض، لترسم صورة قاتمة للعزلة.
توقف فجأة في منتصف الجملة، ونظرته متجهة إلى الأعلى.
ابتسامة مشرقة أضاءت فجأة وجه آني. غطست في حقيبتها الصغيرة وأخرجت طردًا وسلمته بحماس للرجل العجوز.
ظهر شخص ملفت للنظر، طويل القامة وذو عضلات بشكل غير عادي، بالقرب من مدخل المقبرة وينظر في اتجاههم. ارتدي معطفًا أسودًا وقبعة واسعة الحواف، ولفت الضمادات حول وجهه، ولم تترك ملابسه وضماداته أي أثر مكشوف لملامحه.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
إلى جانب هذه الشخصية المهيبة، وقفت امرأة جميلة ترتدي ثوبًا أرجوانيًا عميقًا. تدلى شعرها الذهبي على كتفيها، وقبعة ناعمة تقبع على رأسها، ويغطي وجهها حجاب. على الرغم من أن ملامحها غامضة، إلا أنها بعثت هالة من الأناقة والغموض.
وقد خيمت عليها أحداث مثل التمرد الذي حدث قبل نصف قرن، أو كارثة الصقيع المدمرة التي ضربت البلاد قبل ثلاثة عقود، أو الكارثة الهائلة التي حلت بالمنطقة الحضرية الجنوبية قبل سبعة عشر عامًا. بدا الأمر كما لو أن تساقط الثلوج بغزارة مرتبط بشكل لا يرحم بالأخبار الكارثية.
على الرغم من حضورها المثير للاهتمام، إلا أن انتباه القائم بالرعاية العجوز محاصر تقريبًا بالشخصية الشاهقة المغطاة بالضمادات. ثبتت نظرته في هذا الاتجاه، ويبدو أنها مقيدة بقوة غير مرئية، مما يجعل من الصعب إبعاد عينيه. ملأ عقله همهمة خافتة ومتواصلة، وبدأت رؤيته ترتعش وتتشوه في الأطراف – وهو مؤشر واضح على أن عقله يتعرض لتلوث واضطراب بسيط.
“تعرف أمي أنني سأعود قريبًا،” ردت آني، وقد احمر وجهها الشاب من البرد القارس، وابتسامة عريضة تبرز خديها الورديتين. “نحن في عطلة المدرسة، وكنت قد خططت للعب مع أصدقائي. لكنهم اختاروا البقاء في الداخل، لذلك قررت أن أزورك بدلًا من ذلك!”
أدرك القائم بالرعاية المتمرس على الفور ما يحدث، انه ذاك “الزائر”.
توقفت آني، ولم تظهر أي خيبة أمل واضحة. شددت شفتيها وهي تتساءل، “لذلك… سأعود عندما يكون الطقس أفضل… سيأتي بعد ذلك، أليس كذلك؟”
من لقاءاتهما السابقة وانحداره إلى الجنون تحت تأثير البخور، شكلت علاقة أولية وغير ضارة في الأساس مع هذا الزائر الغامض. ونتيجة لذلك، لم يعاني القائم بالرعاية العجوز من الشلل الكامل كما كان من قبل.
امتزجت ملابسها – معطف أبيض سميك، وحذاء مطابق، وقبعة صوفية – بسلاسة مع منظر المدينة المغطى بالثلوج.
لا يزال محتفظًا بالسيطرة على تحركاته، لذا سرعان ما وضع آني خلفه.
مع فرك يديه المتشققتين معًا للحصول على الدفء، أعاد الرجل المسن نظره إلى المقبرة المغطاة بالثلوج.
وحذر قائلًا، “يا طفلة، لا تنظري في هذا الاتجاه.”
“… كن مطمئنًا، لم يصب أي من المارة الأبرياء بأذى،” فهمت أجاثا بشكل بديهي مخاوف القائم بالرعاية وعالجتها على الفور. “ومع ذلك، أبلغت الفرقة عن عدة أدلة غريبة من مكان الحادث. قد أحتاج إلى فحصه شخصيًا.” [**: فكرت في شيء الأن.. تتذكرون البنت اللي ظهرت من كم فصل؟ احسن انها بنت القبطان كريستو، قبطان السبج.. اللي بيتهم في شارع المدفأة، عشان كدا القائم عبس.]
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
انها مهمة حارسة البوابة الشابة والحراس.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
إلى جانب هذه الشخصية المهيبة، وقفت امرأة جميلة ترتدي ثوبًا أرجوانيًا عميقًا. تدلى شعرها الذهبي على كتفيها، وقبعة ناعمة تقبع على رأسها، ويغطي وجهها حجاب. على الرغم من أن ملامحها غامضة، إلا أنها بعثت هالة من الأناقة والغموض.
انها مهمة حارسة البوابة الشابة والحراس.
أدرك القائم بالرعاية المتمرس على الفور ما يحدث، انه ذاك “الزائر”.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
