نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 347

الكاتدرائية الصامتة

الكاتدرائية الصامتة

الفصل 347 “الكاتدرائية الصامتة”

وصل أسطول الضباب سيئ السمعة والمخيف أخيرًا، وبدأ تعبئة واسعة النطاق. لطالما كان يُنظر إلى هذا الأسطول المشؤوم على أنه تهديد دائم وشيك من قبل سكان فروست، وكان وصوله بمثابة تحول في الهدوء الفاتر الذي ساد على مدار الخمسين عامًا الماضية. كان الأسطول هو الإرث الدائم لملكة فروست والشبح الخالد على ما يبدو للتمرد الكبير الذي حدث قبل نصف قرن. كان الأسطول شاهقًا في مياه البحر البارد المتجمدة، إذ يشبه وحشًا ضخمًا مغطى بالجليد. لقد أخفى مظهره الخارجي الفاتر والصلب النوايا الغامضة لقبطان القراصنة الذي لا يموت.

وصل أسطول الضباب سيئ السمعة والمخيف أخيرًا، وبدأ تعبئة واسعة النطاق. لطالما كان يُنظر إلى هذا الأسطول المشؤوم على أنه تهديد دائم وشيك من قبل سكان فروست، وكان وصوله بمثابة تحول في الهدوء الفاتر الذي ساد على مدار الخمسين عامًا الماضية. كان الأسطول هو الإرث الدائم لملكة فروست والشبح الخالد على ما يبدو للتمرد الكبير الذي حدث قبل نصف قرن. كان الأسطول شاهقًا في مياه البحر البارد المتجمدة، إذ يشبه وحشًا ضخمًا مغطى بالجليد. لقد أخفى مظهره الخارجي الفاتر والصلب النوايا الغامضة لقبطان القراصنة الذي لا يموت.

كان اليوم يومًا من هذا القبيل، تميز بالهجمة المتواصلة لتساقط الثلوج بكثافة.

يدرك أي شخص يتمتع بمعرفة أولية بالتاريخ أن التمرد الناجح، المعروف باسم تمرد قضمة الصقيع، قبل نصف قرن من الزمان، وانتصار مجموعة متناثرة من المتمردين على أسطول الملكة المسيطر، لم يكن نتيجة “للعدالة” أو “الحماية”. كان السبب الوحيد لانتصارهم هو أن أسطول الملكة الأساسي الأكثر روعة لم يكن متمركزًا في أرخبيل فروست في ذلك الوقت الحاسم.

ظل سر مغادرة أسطول الضباب دون إجابة، يشبه إلى حد كبير الحقيقة غير المعلنة التي اكتشفتها ملكة فروست من أعماق المحيط. هناك حقيقة واحدة معروفة للجميع، الأسطول كان لا يزال يعمل وينشط تحت اسم الملكة.

ظل سر مغادرة أسطول الضباب دون إجابة، يشبه إلى حد كبير الحقيقة غير المعلنة التي اكتشفتها ملكة فروست من أعماق المحيط. هناك حقيقة واحدة معروفة للجميع، الأسطول كان لا يزال يعمل وينشط تحت اسم الملكة.

على مدى خمسة عقود، كان أسطول الضباب الهائل يطارد البحار الشمالية، ويظهر ويختفي مثل الشبح. قامت دول المدن المختلفة بمحاولات عديدة لتفكيك الأسطول أو استعادته، وكلها انتهت بالفشل. على الرغم من الدمار الذي سببته السفن الحربية الملعونة التي يقودها اللاموتى في البحر البارد، فقد سويت معظم المواجهات معهم بتكريم لتجنب المزيد من الدمار. بدت “رسوم الحماية” هذه بمثابة ضريبة أكثر رحمة واقتصادية من الخسائر الفادحة الناتجة عن المواجهة المباشرة مع أسطول الضباب. كانت دول المدن الشمالية أكثر ميلًا إلى دفع ثمن السلام بدلًا من المخاطرة بتسوية الديون التي تكبدها الفروستيون قبل نصف قرن.

“… هل ظهر مرة أخرى؟!”

ومع ذلك، يدرك سكان فروست تمامًا أن أسطول الضباب كان مقدرًا له العودة يومًا ما. لقد تحولت هذه الفكرة إلى نوع من اللعنة، وحتى إلى “أسطورة نبوية” انتقلت إلى كل جيل، لم ينته حكم ملكة فروست على الدولة المدينة طالما استمر علم أسطول الضباب في الرفرفة. ظل محرك سفينة ضباب البحر نشطًا، مما يدل على أن حساب التمرد الكبير في الماضي سوف يصيب المدينة حتمًا.

أشار إليها السكان المحليون باسم الكاتدرائية الصامتة، أو ببساطة “الكاتدرائية”.

وكان تأثير هذه اللعنات والأساطير الموروثة كبيرًا. أصبح الظل المهدد لأسطول الضباب أكثر فأكثر رعبًا تحت تأثير هذه الروايات، وحتى الجنود الأكثر خبرة وانضباطًا لم يتمكنوا من تجاهل الضغط المتزايد.

على مدى خمسة عقود، كان أسطول الضباب الهائل يطارد البحار الشمالية، ويظهر ويختفي مثل الشبح. قامت دول المدن المختلفة بمحاولات عديدة لتفكيك الأسطول أو استعادته، وكلها انتهت بالفشل. على الرغم من الدمار الذي سببته السفن الحربية الملعونة التي يقودها اللاموتى في البحر البارد، فقد سويت معظم المواجهات معهم بتكريم لتجنب المزيد من الدمار. بدت “رسوم الحماية” هذه بمثابة ضريبة أكثر رحمة واقتصادية من الخسائر الفادحة الناتجة عن المواجهة المباشرة مع أسطول الضباب. كانت دول المدن الشمالية أكثر ميلًا إلى دفع ثمن السلام بدلًا من المخاطرة بتسوية الديون التي تكبدها الفروستيون قبل نصف قرن.

كان ليستر يحمل مستندًا في يده، وشددت قبضة ليستر، مما تسبب في بياض مفاصله بسبب خطورة الموقف.

وكان تأثير هذه اللعنات والأساطير الموروثة كبيرًا. أصبح الظل المهدد لأسطول الضباب أكثر فأكثر رعبًا تحت تأثير هذه الروايات، وحتى الجنود الأكثر خبرة وانضباطًا لم يتمكنوا من تجاهل الضغط المتزايد.

عندما انتهى من حديثه، ساد صمت تقشعر له الأبدان ولا يوصف في كامل الرصيف الصاخب كما لو أن نشاز النشاط قد كتم فجأة.

اعتقد السكان المحليون أن وفرة أبراج الكاتدرائية بمثابة جسر يربط بين عالم الموتى وعالم الأحياء. خلال أيام الثلوج الكثيفة، يختبئ مبعوثو سماوي الموت بين هذه الأبراج الشاهقة وأسطح المنازل، ويراقبون بيقظة دولة المدينة بنظراتهم العارفة بكل شيء، ويرشدون النفوس المتجولة بلا هدف إلى مكان راحتها الأبدية.

كان قائد الدفاع يدرك جيدًا أنه لا فائدة من إخفاء أي معلومات حول أسطول الضباب. كان الأسطول الضخم يبحر بوقاحة بالقرب من فروست، ويقترب بثبات من كل من البر الرئيسي لفروست وجزيرة داجر المعزولة. بحلول صباح الغد على أقصى تقدير، لن يحتاج السكان الذين يعيشون بالقرب من الساحل إلا إلى فتح نوافذهم، والنظر إلى الجنوب الشرقي من خلال التلسكوب، وسيتمكنون من رؤية الخطوط العريضة الشبحية للأسطول المشؤوم. انتشرت شائعة هذا التطور المقلق بسرعة في جميع أنحاء الدولة المدينة بأكملها.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“هل يمكن ربط الظهور المفاجئ لأسطول الضباب بالأحداث الأخيرة في جزيرة داجر؟” اقترح أحد الضباط المقربين من القائد.“هل يمكن أن يكون الأمر مرتبطًا بالوصول غير المتوقع لـ “النورس”؟”

أومأت أجاثا برأسها، وأوقفت الأخبار المتعلقة بأسطول الضباب للحظات بينما اتخذ تعبيرها سلوكًا خطيرًا.

“أتمنى أن يكون الحدثان مترابطين. هذا يعني أن لدينا مشكلة واحدة فقط للتعامل معها،” أجاب ليستر من خلال أسنانه المطبقة. “ولكن الاحتمال الأكثر خطورة هو أننا نتعامل مع أزمتين متميزتين…”

اعتقد السكان المحليون أن وفرة أبراج الكاتدرائية بمثابة جسر يربط بين عالم الموتى وعالم الأحياء. خلال أيام الثلوج الكثيفة، يختبئ مبعوثو سماوي الموت بين هذه الأبراج الشاهقة وأسطح المنازل، ويراقبون بيقظة دولة المدينة بنظراتهم العارفة بكل شيء، ويرشدون النفوس المتجولة بلا هدف إلى مكان راحتها الأبدية.

وتساءل ضابط آخر، معروف بولائه، بخوف، “هل يستطيع أسطول الضباب استغلال الفوضى القائمة؟ بالنظر إلى أن فروست تتعرض حاليا للتهديد من قوة مجهولة…”

وفقًا للتقاليد المعتقدية في بلاند، قامت فروست أيضًا بتقسيم مسؤوليات المتحدث الرسمي باسم الكنيسة إلى دورين – كلف “حارس البوابة” بالحفاظ على أمن الدولة المدينة وإدارة الأمور الدنيوية، بينما تولى الأسقف في المقام الأول واجبات كتابية وتسهيل التواصل مع الكيانات السماوية العليا.

“إن إصدار الأحكام في هذه المرحلة سيكون سابق لأوانه. تنفيذ أوامرنا يجب أن يكون له الأسبقية،” قاطعه ليستر بسرعة، مقلصًا من تخمينات مرؤوسيه المتفشية. “ابدأوا الحصار على الفور، وأرسلوا إشارات الأحكام العرفية إلى دول المدن المحيطة وإلى جميع السفن الموجودة في المنطقة المجاورة، وتأكد من جميع مدفعية الدفاع الساحلي. المواقع في حالة تأهب قصوى… قد نكون في خضم مأزق كبير.” [**: أحكام عرفية هي البروتوكولات.]

أومأت أجاثا برأسها، وأوقفت الأخبار المتعلقة بأسطول الضباب للحظات بينما اتخذ تعبيرها سلوكًا خطيرًا.

“هل يمكن ربط الظهور المفاجئ لأسطول الضباب بالأحداث الأخيرة في جزيرة داجر؟” اقترح أحد الضباط المقربين من القائد.“هل يمكن أن يكون الأمر مرتبطًا بالوصول غير المتوقع لـ “النورس”؟”

في قلب دولة مدينة فروست، كما هي العادة في العديد من دول المدن البحرية، توجد كاتدرائية كبيرة شاهقة فوق المناطق المحيطة بها، وتحتل البقعة الأعلى والأكثر مركزية.

خيم الصمت على التابوت، وبعد مدة غير محددة، تردد صوت إيفان مرة أخرى، “هل هناك معلومات إضافية؟”

أشار إليها السكان المحليون باسم الكاتدرائية الصامتة، أو ببساطة “الكاتدرائية”.

“يجب ترك مأزق أسطول الضباب لاهتمام البحرية والإدارة البلدية. يجب أن تكون أولويتك هي الحفاظ على توازن العالم الخارق وتعزيز الهدوء داخل دولة المدينة،” صرح إيفان رومونسوف، أسقف دولة مدينة فروست، من داخل التابوت. “لنناقش أولًا الظروف في دولة المدينة.”

بني هذا الصرح القديم المهيب في المقام الأول من ظلال مختلفة من الطوب الرمادي والأسود. يشكل مجمع من الأبراج والهياكل النحيلة جسمها الرئيسي. في الأيام التي كان فيها تساقط الثلوج في فصل الشتاء كثيفًا بشكل خاص، خلقت هذه الأبراج المعقدة والمتداخلة صورة ضبابية على الخلفية الثلجية، على شاكلة علامات القبور وشفرات حجر السبج المغطاة بالضباب، والمتجهة نحو السماء.

“أثناء رحلة عودتي إلى الكاتدرائية، أخطرت باقتراب أسطول الضباب تجاه الدولة المدينة،” تحدثت أجاثا عمدًا. “أخشى أن تصل هذه الأخبار قريبًا…”

غالبًا ما يجد زوار فروست الذين يختبرون الكاتدرائية لأول مرة أن هالتها قاتمة ومخيفة إلى حد ما، وتقترب من المرعبة. ومع ذلك، بالنسبة للفروستيين، الذين كانوا في الغالب يقدسون سماوي الموت، بارتوك، فالكاتدرائية الكئيبة تعني فقط العظمة والقداسة.

وتساءل ضابط آخر، معروف بولائه، بخوف، “هل يستطيع أسطول الضباب استغلال الفوضى القائمة؟ بالنظر إلى أن فروست تتعرض حاليا للتهديد من قوة مجهولة…”

اعتقد السكان المحليون أن وفرة أبراج الكاتدرائية بمثابة جسر يربط بين عالم الموتى وعالم الأحياء. خلال أيام الثلوج الكثيفة، يختبئ مبعوثو سماوي الموت بين هذه الأبراج الشاهقة وأسطح المنازل، ويراقبون بيقظة دولة المدينة بنظراتهم العارفة بكل شيء، ويرشدون النفوس المتجولة بلا هدف إلى مكان راحتها الأبدية.

“يجب ترك مأزق أسطول الضباب لاهتمام البحرية والإدارة البلدية. يجب أن تكون أولويتك هي الحفاظ على توازن العالم الخارق وتعزيز الهدوء داخل دولة المدينة،” صرح إيفان رومونسوف، أسقف دولة مدينة فروست، من داخل التابوت. “لنناقش أولًا الظروف في دولة المدينة.”

ونتيجة لذلك، حدد سكان فروست اليوم الأول من تساقط الثلوج بغزارة باعتباره “يوم رحيل النفوس المفقودة منذ زمن طويل”. في هذا اليوم، سيغلقون المقابر، ويوقفون الطقوس المخصصة للمغادرين الجدد، ويمهدون الطريق للأرواح المفقودة منذ فترة طويلة للتنقل في طريقهم إلى الكاتدرائية الصامتة.

ومع ذلك، لم يقدم التابوت أي رد.

كان اليوم يومًا من هذا القبيل، تميز بالهجمة المتواصلة لتساقط الثلوج بكثافة.

الفصل 347 “الكاتدرائية الصامتة”

أغلقت المقابر المحيطة، وأصبحت الكاتدرائية حصرية لرجال المعتقد، ومنع دخول عامة الناس. ونتيجة لذلك، كانت الممرات المغطاة بالثلوج في الفناء صامتة على نحو غير عادي، لدرجة أنه يمكن للمرء أن يميز بوضوح الصوت الناعم لندفات الثلج المتساقطة من مظلات الأشجار.

وكان تأثير هذه اللعنات والأساطير الموروثة كبيرًا. أصبح الظل المهدد لأسطول الضباب أكثر فأكثر رعبًا تحت تأثير هذه الروايات، وحتى الجنود الأكثر خبرة وانضباطًا لم يتمكنوا من تجاهل الضغط المتزايد.

مرتدية قبعة عريضة الحواف ومرتدية ملابس سوداء بالكامل، أبحرت أجاثا عبر بوابة فناء الكاتدرائية، ومضت عبر قاعة الجمهور، وسافرت إلى عمق الحدود المقدسة، ووصلت في النهاية إلى الحرم الهادئ لمصلى التأمل الذي يضم الأسقف.

أغلقت المقابر المحيطة، وأصبحت الكاتدرائية حصرية لرجال المعتقد، ومنع دخول عامة الناس. ونتيجة لذلك، كانت الممرات المغطاة بالثلوج في الفناء صامتة على نحو غير عادي، لدرجة أنه يمكن للمرء أن يميز بوضوح الصوت الناعم لندفات الثلج المتساقطة من مظلات الأشجار.

وفقًا للتقاليد المعتقدية في بلاند، قامت فروست أيضًا بتقسيم مسؤوليات المتحدث الرسمي باسم الكنيسة إلى دورين – كلف “حارس البوابة” بالحفاظ على أمن الدولة المدينة وإدارة الأمور الدنيوية، بينما تولى الأسقف في المقام الأول واجبات كتابية وتسهيل التواصل مع الكيانات السماوية العليا.

أشار إليها السكان المحليون باسم الكاتدرائية الصامتة، أو ببساطة “الكاتدرائية”.

داخل كنيسة التأمل، تلقي الشموع وهجها المتذبذب من العديد من المنافذ المكتظة بكثافة على طول كلا الجدارين، والإضاءة الجماعية من عدد لا يحصى من النيران تجعل الغرفة مشرقة بشكل واضح. في أقصى نهاية الكنيسة توجد منصة حجرية مرتفعة خالية من التماثيل أو المقاعد، ولا تحتوي إلا على تابوت أسود عتيق المظهر.

وكان تأثير هذه اللعنات والأساطير الموروثة كبيرًا. أصبح الظل المهدد لأسطول الضباب أكثر فأكثر رعبًا تحت تأثير هذه الروايات، وحتى الجنود الأكثر خبرة وانضباطًا لم يتمكنوا من تجاهل الضغط المتزايد.

هذا هو مقر إقامة أسقف الدولة المدينة.

قوبلت كلماتها بالصمت من التابوت.

عند صعودها إلى المنصة، ألقت أجاثا نظرها إلى الأسفل وأعلنت، “لقد عدت.”

“لقد كنت مستغرقًا في تأملاتي لدرجة أن أصوات العالم الفاني فشلت في الوصول إلي.”

قوبلت كلماتها بالصمت من التابوت.

عندما انتهى من حديثه، ساد صمت تقشعر له الأبدان ولا يوصف في كامل الرصيف الصاخب كما لو أن نشاز النشاط قد كتم فجأة.

بعد الانتظار بصبر لبضع لحظات، رفعت أجاثا صوتها، “أيها الأسقف إيفان، هل أبلغت بشأن أسطول الضباب؟”

توقفت أجاثا للحظات، واستأنفت قائلة، “علاوة على ذلك… لم تكن النتائج التي توصلنا إليها مقتصرة على هذه الأمور فقط.”

ومع ذلك، لم يقدم التابوت أي رد.

كان قائد الدفاع يدرك جيدًا أنه لا فائدة من إخفاء أي معلومات حول أسطول الضباب. كان الأسطول الضخم يبحر بوقاحة بالقرب من فروست، ويقترب بثبات من كل من البر الرئيسي لفروست وجزيرة داجر المعزولة. بحلول صباح الغد على أقصى تقدير، لن يحتاج السكان الذين يعيشون بالقرب من الساحل إلا إلى فتح نوافذهم، والنظر إلى الجنوب الشرقي من خلال التلسكوب، وسيتمكنون من رؤية الخطوط العريضة الشبحية للأسطول المشؤوم. انتشرت شائعة هذا التطور المقلق بسرعة في جميع أنحاء الدولة المدينة بأكملها.

عابسةً، ألقت أجاثا نظرة شاملة حولها قبل أن ترفع عصاها أخيرًا لتقرع على التابوت، “هل أنت حاضر؟”

كان ليستر يحمل مستندًا في يده، وشددت قبضة ليستر، مما تسبب في بياض مفاصله بسبب خطورة الموقف.

بعد ضرب التابوت ثلاث مرات، انبثق صوت خشن عجوز أخيرًا من الداخل، “نعم، توقفي عن الطرق، وأظهري بعض الاحترام لكبار السن.”

على مدى خمسة عقود، كان أسطول الضباب الهائل يطارد البحار الشمالية، ويظهر ويختفي مثل الشبح. قامت دول المدن المختلفة بمحاولات عديدة لتفكيك الأسطول أو استعادته، وكلها انتهت بالفشل. على الرغم من الدمار الذي سببته السفن الحربية الملعونة التي يقودها اللاموتى في البحر البارد، فقد سويت معظم المواجهات معهم بتكريم لتجنب المزيد من الدمار. بدت “رسوم الحماية” هذه بمثابة ضريبة أكثر رحمة واقتصادية من الخسائر الفادحة الناتجة عن المواجهة المباشرة مع أسطول الضباب. كانت دول المدن الشمالية أكثر ميلًا إلى دفع ثمن السلام بدلًا من المخاطرة بتسوية الديون التي تكبدها الفروستيون قبل نصف قرن.

تراجعت أجاثا عن عصاها، “… هل كنت نائمًا وأنت منهمك في التأمل والتلاوة لسماوي الموت؟”

“التشويه الإدراكي؟” اعترض الأسقف إيفان على رواية أجاثا قائلًا، “ما هي طريقة التشويه الإدراكي؟”

“لقد كنت مستغرقًا في تأملاتي لدرجة أن أصوات العالم الفاني فشلت في الوصول إلي.”

“نعم، لقد عاد إلى الظهور، ولم يظهر فحسب، بل ترك وراءه أيضًا…“مراسلات تقرير”.”

“ومع ذلك، تمكن شخيرك من التغلغل في التابوت ويتردد صداه في العالم الفاني.”

بني هذا الصرح القديم المهيب في المقام الأول من ظلال مختلفة من الطوب الرمادي والأسود. يشكل مجمع من الأبراج والهياكل النحيلة جسمها الرئيسي. في الأيام التي كان فيها تساقط الثلوج في فصل الشتاء كثيفًا بشكل خاص، خلقت هذه الأبراج المعقدة والمتداخلة صورة ضبابية على الخلفية الثلجية، على شاكلة علامات القبور وشفرات حجر السبج المغطاة بالضباب، والمتجهة نحو السماء.

“آه؟ هل كان صوته مرتفعًا حقًا؟”

“أثناء رحلة عودتي إلى الكاتدرائية، أخطرت باقتراب أسطول الضباب تجاه الدولة المدينة،” تحدثت أجاثا عمدًا. “أخشى أن تصل هذه الأخبار قريبًا…”

تنهدت أجاثا وقالت، “لقد كنت نائمًا بلا شك أيها الأسقف.”

ونتيجة لذلك، حدد سكان فروست اليوم الأول من تساقط الثلوج بغزارة باعتباره “يوم رحيل النفوس المفقودة منذ زمن طويل”. في هذا اليوم، سيغلقون المقابر، ويوقفون الطقوس المخصصة للمغادرين الجدد، ويمهدون الطريق للأرواح المفقودة منذ فترة طويلة للتنقل في طريقهم إلى الكاتدرائية الصامتة.

فجأة صمت الصوت داخل التابوت بشكل غريب. بعد لحظات قليلة، انكسر السكون بفعل ضجيج الاحتكاك الخافت عندما انزلق غطاء التابوت المصنوع من حجر السبج إلى الفتح قليلًا، ليكشف فقط عن فجوة ضئيلة. أصبح الصوت المسن المزعج أكثر مسموعًا إلى حد ما، “عقلك مليء بالاضطراب يا أجاثا. يبدو أن الوضع في الدولة المدينة أبعد ما يكون عن المثالية.”

ومع ذلك، يدرك سكان فروست تمامًا أن أسطول الضباب كان مقدرًا له العودة يومًا ما. لقد تحولت هذه الفكرة إلى نوع من اللعنة، وحتى إلى “أسطورة نبوية” انتقلت إلى كل جيل، لم ينته حكم ملكة فروست على الدولة المدينة طالما استمر علم أسطول الضباب في الرفرفة. ظل محرك سفينة ضباب البحر نشطًا، مما يدل على أن حساب التمرد الكبير في الماضي سوف يصيب المدينة حتمًا.

“أثناء رحلة عودتي إلى الكاتدرائية، أخطرت باقتراب أسطول الضباب تجاه الدولة المدينة،” تحدثت أجاثا عمدًا. “أخشى أن تصل هذه الأخبار قريبًا…”

داخل كنيسة التأمل، تلقي الشموع وهجها المتذبذب من العديد من المنافذ المكتظة بكثافة على طول كلا الجدارين، والإضاءة الجماعية من عدد لا يحصى من النيران تجعل الغرفة مشرقة بشكل واضح. في أقصى نهاية الكنيسة توجد منصة حجرية مرتفعة خالية من التماثيل أو المقاعد، ولا تحتوي إلا على تابوت أسود عتيق المظهر.

“يجب ترك مأزق أسطول الضباب لاهتمام البحرية والإدارة البلدية. يجب أن تكون أولويتك هي الحفاظ على توازن العالم الخارق وتعزيز الهدوء داخل دولة المدينة،” صرح إيفان رومونسوف، أسقف دولة مدينة فروست، من داخل التابوت. “لنناقش أولًا الظروف في دولة المدينة.”

بعد الانتظار بصبر لبضع لحظات، رفعت أجاثا صوتها، “أيها الأسقف إيفان، هل أبلغت بشأن أسطول الضباب؟”

أومأت أجاثا برأسها، وأوقفت الأخبار المتعلقة بأسطول الضباب للحظات بينما اتخذ تعبيرها سلوكًا خطيرًا.

هذا هو مقر إقامة أسقف الدولة المدينة.

“لقد كان هناك ظهور جديد لموقع تلوث “العنصر البدائي” في موقع 42 شارع المدفأة. بناءً على مجموعة من المؤشرات، يبدو أن دجالًا يتكون من “العنصر الأساسي” قد أقام داخل هذا المبنى لفترة طويلة، ثم تفكك واختفى مؤخرًا. علاوة على ذلك، عثر في مكان الحادث على مدني تعرض بشكل لا لبس فيه للتوشه الإدراكي.”

كان ليستر يحمل مستندًا في يده، وشددت قبضة ليستر، مما تسبب في بياض مفاصله بسبب خطورة الموقف.

“التشويه الإدراكي؟” اعترض الأسقف إيفان على رواية أجاثا قائلًا، “ما هي طريقة التشويه الإدراكي؟”

استغرقت أجاثا لحظة لتنظيم أفكارها قبل أن تشرح، “عند الرجوع إلى السجل السكني المحلي، كُشف عن أن الشخص الذي كان ينتحل شخصيته قد مات في الواقع في غرق سفينة قبل ست سنوات. ومع ذلك، خلال فترة نشاط المحتال، فشلت المتدربة التي تعيش معه في إدراك هذا التناقض الصارخ. كان لديها انطباع بأن معلمها يتعافى في الطابق العلوي عندما تفكك المحتال، وبحلول الوقت الذي وصل فيه المحققون إلى مكان الحادث.”

استغرقت أجاثا لحظة لتنظيم أفكارها قبل أن تشرح، “عند الرجوع إلى السجل السكني المحلي، كُشف عن أن الشخص الذي كان ينتحل شخصيته قد مات في الواقع في غرق سفينة قبل ست سنوات. ومع ذلك، خلال فترة نشاط المحتال، فشلت المتدربة التي تعيش معه في إدراك هذا التناقض الصارخ. كان لديها انطباع بأن معلمها يتعافى في الطابق العلوي عندما تفكك المحتال، وبحلول الوقت الذي وصل فيه المحققون إلى مكان الحادث.”

على مدى خمسة عقود، كان أسطول الضباب الهائل يطارد البحار الشمالية، ويظهر ويختفي مثل الشبح. قامت دول المدن المختلفة بمحاولات عديدة لتفكيك الأسطول أو استعادته، وكلها انتهت بالفشل. على الرغم من الدمار الذي سببته السفن الحربية الملعونة التي يقودها اللاموتى في البحر البارد، فقد سويت معظم المواجهات معهم بتكريم لتجنب المزيد من الدمار. بدت “رسوم الحماية” هذه بمثابة ضريبة أكثر رحمة واقتصادية من الخسائر الفادحة الناتجة عن المواجهة المباشرة مع أسطول الضباب. كانت دول المدن الشمالية أكثر ميلًا إلى دفع ثمن السلام بدلًا من المخاطرة بتسوية الديون التي تكبدها الفروستيون قبل نصف قرن.

توقفت أجاثا للحظات، واستأنفت قائلة، “علاوة على ذلك… لم تكن النتائج التي توصلنا إليها مقتصرة على هذه الأمور فقط.”

وفقًا للتقاليد المعتقدية في بلاند، قامت فروست أيضًا بتقسيم مسؤوليات المتحدث الرسمي باسم الكنيسة إلى دورين – كلف “حارس البوابة” بالحفاظ على أمن الدولة المدينة وإدارة الأمور الدنيوية، بينما تولى الأسقف في المقام الأول واجبات كتابية وتسهيل التواصل مع الكيانات السماوية العليا.

“ليس هذا فقط؟”

“آه؟ هل كان صوته مرتفعًا حقًا؟”

“يبدو أن قوة خارجية مجهولة الهوية، تمتلك على ما يبدو قوة هائلة، تتعمق في العنصر الأساسي للمادة أيضًا. قضى محاربوهم على اثنين من الكهنة المهرطقين الهائلين في زقاق مجاور، وقام فريق الاستطلاع الخاص بهم بتفتيش المبنى قبل وصول مجموعة النخبة من حراسنا. ولسوء الحظ، لم نكتشف أي خيوط، ولم نتمكن من تتبع أصول هذا الكيان الخارجي.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

خيم الصمت على التابوت، وبعد مدة غير محددة، تردد صوت إيفان مرة أخرى، “هل هناك معلومات إضافية؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“نعم،” أخذت أجاثا نفسًا لطيفًا. “هل تتذكر “الزائر” الذي ظهر في المقبرة رقم 3؟”

غالبًا ما يجد زوار فروست الذين يختبرون الكاتدرائية لأول مرة أن هالتها قاتمة ومخيفة إلى حد ما، وتقترب من المرعبة. ومع ذلك، بالنسبة للفروستيين، الذين كانوا في الغالب يقدسون سماوي الموت، بارتوك، فالكاتدرائية الكئيبة تعني فقط العظمة والقداسة.

“… هل ظهر مرة أخرى؟!”

“لقد كان هناك ظهور جديد لموقع تلوث “العنصر البدائي” في موقع 42 شارع المدفأة. بناءً على مجموعة من المؤشرات، يبدو أن دجالًا يتكون من “العنصر الأساسي” قد أقام داخل هذا المبنى لفترة طويلة، ثم تفكك واختفى مؤخرًا. علاوة على ذلك، عثر في مكان الحادث على مدني تعرض بشكل لا لبس فيه للتوشه الإدراكي.”

“نعم، لقد عاد إلى الظهور، ولم يظهر فحسب، بل ترك وراءه أيضًا…“مراسلات تقرير”.”

يدرك أي شخص يتمتع بمعرفة أولية بالتاريخ أن التمرد الناجح، المعروف باسم تمرد قضمة الصقيع، قبل نصف قرن من الزمان، وانتصار مجموعة متناثرة من المتمردين على أسطول الملكة المسيطر، لم يكن نتيجة “للعدالة” أو “الحماية”. كان السبب الوحيد لانتصارهم هو أن أسطول الملكة الأساسي الأكثر روعة لم يكن متمركزًا في أرخبيل فروست في ذلك الوقت الحاسم.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

اعتقد السكان المحليون أن وفرة أبراج الكاتدرائية بمثابة جسر يربط بين عالم الموتى وعالم الأحياء. خلال أيام الثلوج الكثيفة، يختبئ مبعوثو سماوي الموت بين هذه الأبراج الشاهقة وأسطح المنازل، ويراقبون بيقظة دولة المدينة بنظراتهم العارفة بكل شيء، ويرشدون النفوس المتجولة بلا هدف إلى مكان راحتها الأبدية.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

ومع ذلك، لم يقدم التابوت أي رد.

“ومع ذلك، تمكن شخيرك من التغلغل في التابوت ويتردد صداه في العالم الفاني.”

ظل سر مغادرة أسطول الضباب دون إجابة، يشبه إلى حد كبير الحقيقة غير المعلنة التي اكتشفتها ملكة فروست من أعماق المحيط. هناك حقيقة واحدة معروفة للجميع، الأسطول كان لا يزال يعمل وينشط تحت اسم الملكة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط