نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 348

سر الأسقف إيفان

سر الأسقف إيفان

الفصل 348 “سر الأسقف إيفان”

وبينما يروي الأسقف إيفان ماضيه، اتخذ صوته نبرة حنين، تشبه جدولًا صغيرًا يتدفق من نهر الذكريات المنسية. مع كل كلمة، يكشف ببطء عن حكايات مخفية منذ زمن طويل، وغير مروية، مخبأة تحت طبقات الضمادات.

أمسكت أجاثا بالرسالة بحذر شديد – قطعة من الرق تبدو غير ملحوظة انزلقت داخل مظروف صنعه مصنع ورق محلي، ونُقش عليه بالحبر اليومي. ومع ذلك، كان أصل هذه الطرود بعيدًا عن المعتاد، حيث قامت برحلتها من المقبرة رقم 3. لولا إيمانها بعدم قدرة الحارس العجوز على التلاعب بها بهذه الطريقة، لتساءلت أجاثا عما إذا كان هذا لقد نقلت بالفعل الرسالة إليها من قبل كيان من نظام خارق للطبيعة أعلى، وهو أمر يتحدى الفهم البشري.

أمسكت أجاثا بالرسالة بحذر شديد – قطعة من الرق تبدو غير ملحوظة انزلقت داخل مظروف صنعه مصنع ورق محلي، ونُقش عليه بالحبر اليومي. ومع ذلك، كان أصل هذه الطرود بعيدًا عن المعتاد، حيث قامت برحلتها من المقبرة رقم 3. لولا إيمانها بعدم قدرة الحارس العجوز على التلاعب بها بهذه الطريقة، لتساءلت أجاثا عما إذا كان هذا لقد نقلت بالفعل الرسالة إليها من قبل كيان من نظام خارق للطبيعة أعلى، وهو أمر يتحدى الفهم البشري.

لم تتمكن من اكتشاف أي طاقة روحية تشع من الرسالة، ولكن بعد إجراء العديد من إجراءات التحقيق الأساسية، تحققت من مصدرها من عالم آخر.

“أمرتني بالتزام الصمت إزاء أحداث تلك الليلة، قائلة إن المتمردين سيقتلونني بالتأكيد إذا اكتشفوا الحقيقة. وبينما ألقت هذا التحذير، بقيت أربع وعشرون ساعة بالضبط حتى شن أول حراس المدينة هجومهم على مستودع الأسلحة.”

تردد صدى تجعيد بسيط للنسيج من التجاويف الغامضة للتابوت الضخم، وبدأ الغطاء بالصرير مفتوحًا، كاشفًا عن رائحة مميزة ومخيفة. كيان ملفوف بالضمادات، يشبه مومياء قديمة، قام تدريجيًا من أعماق التابوت.

اتسعت عينا أجاثا في دهشة.

لم يكن هذا الشخص الطيفي سوى إيفان، أسقف فروست. قبل عقود من الزمن، شوه حدث كارثي جسده المادي، لكن سحر بارتوك القوي مكن روحه من الاستمرار. قضى معظم حياته في عزلة “تابوت الروح” بقاعة التأمل، ولم يظهر علنًا إلا خلال الاحتفالات المعتقدية المهمة. على الرغم من تعرضه المحدود، فقد ظل الأسقف الأكثر إعجابًا وثقة في تاريخ فروست.

“أنا، من ناحية أخرى، لدي. كنت في السادسة والعشرين من عمري فقط، وأخدم كأسقف عادي في كنيسة صغيرة في منطقة الرصيف، كما ترين؟ كانت تلك الكنيسة الجذابة تقع بجوار أراضي اختبار مشروع خطة الهاوية. حتى أنني قمت بمراسم مباركة لبعض الجنود والضباط. اكتشفت لاحقًا أن هؤلاء الأفراد طلبوا البركات حيث عينوا لتشغيل “الغواصات”.”

كان فهمه العميق ومساهماته الكبيرة في المجال الميتافيزيقي أمرًا لا شك فيه.

قام من نعشه وقبل “الرسالة” من يد أجاثا الممدودة. كانت عينه الوحيدة المرئية، التي تركتها الضمادات مكشوفة، تفحص الرق بنظرة حادة. دخل في صمت طويل، مما تسبب في هدوء غريب يعم الغرفة.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“أنت…” تلعثمت أجاثا، وهي تحاول كسر الصمت القمعي.

توقف الأسقف إيفان للحظات، ثم أطلق تنهيدة خفيفة.

“امنحيني لحظة،” طلب الأسقف الجليل والمطلع، وكان صوته مكتومًا وبعيدًا.

“ولكن كيف يمكن لشخص حي أن يخضع لطقوس جنازة؟” انفجرت أجاثا في حالة من عدم التصديق. “هل تابعت الطقوس بالفعل؟”

نفاد صبر أجاثا تغلب عليها في النهاية، وسألت مرة أخرى، “هل تشعر بتحسن الآن؟”

“أنا، من ناحية أخرى، لدي. كنت في السادسة والعشرين من عمري فقط، وأخدم كأسقف عادي في كنيسة صغيرة في منطقة الرصيف، كما ترين؟ كانت تلك الكنيسة الجذابة تقع بجوار أراضي اختبار مشروع خطة الهاوية. حتى أنني قمت بمراسم مباركة لبعض الجنود والضباط. اكتشفت لاحقًا أن هؤلاء الأفراد طلبوا البركات حيث عينوا لتشغيل “الغواصات”.”

“هل أنت متأكدة من أن هذا هو المصدر؟” تساءل الأسقف إيفان دون أن يجيب على السؤال، ورفعت نظرته أخيرًا عن الرسالة لتلتقي بنظرة أجاثا، وكانت هناك لمحة من الحيرة تخيم على عينيه المصبوغتين. “هل فعلت…”

الفصل 348 “سر الأسقف إيفان”

استجابت أجاثا، التي كانت تدرك جيدًا مخاوف إيفان، على الفور. “يبدو الأمر عاديًا للغاية، ولكن عندما حاولت تفسير النقوش الموجودة على الرق من خلال عدستي الروحية، تعرضت لفقدان الذاكرة لمدة 15 دقيقة.” أومأت برأسها رسميًا، وتابعت، “إنها محاطة بطاقة ساحقة، تتجاوز فهم مجرد البشر. يمكن أن تكون بساطتها مجرد غرابة في الكيان الذي أرسلها.”

فكر الأسقف إيفان للحظة قبل أن يتنهد تنهيدة خفيفة. “إذا كانت كل العلامات تؤدي بالفعل إلى مشروع الهاوية… فإن الظهور الأخير لأسطول الضباب في محيط فروست يبدو أقل غموضًا.”

عند معالجة كلمات أجاثا، صمت الأسقف إيفان مرة أخرى، ويبدو أنه لا يزال يستجمع قوته. وبعد توقف طويل، تحدث بنبرة خافتة، “إن ما كشف عنه في هذه الرسالة… مربك للغاية. لقد واجه “النورس” بالفعل، وإذا كانت الادعاءات الواردة في الرسالة دقيقة، فهذا مجرد غيض من فيض. الأحداث التي لا يمكن السيطرة عليها في جزيرة داجر تشير إلى البداية فقط… سواء كان الأمر يتعلق بالطائفيين المتأصلين في مدينتنا، أو التلوث الناتج عن الجوهر الخام، أو عودة “النورس”، أو المخالفات في جزيرة داجر، يبدو أن كل علامة تتجه نحو ذلك. نحو أعماق البحر المظلمة، في إشارة إلى مشروع الهاوية الذي بدأ قبل نصف قرن.”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“لقد أرسلت تنبيهًا إلى قاعة المدينة وطلبت الوصول إلى الأرشيفات السرية المغلقة طوال الخمسين عامًا الماضية. وفي وقت لاحق من اليوم، أخطط أيضًا لفحص السجلات التاريخية للكنيسة. علاوة على ذلك، قمت بتفويض موارد إضافية لتكثيف البحث على مستوى المدينة والقبض على أي أعضاء طائفة كامنين،” أعلنت أجاثا، كلماتها مليئة بالإصرار. “ومع ذلك فهذا لا يكفي. من الضروري أن نتأكد من الوضع الحالي في جزيرة داجر. ويبدو أن المصدر الرئيسي للتلوث ينبع من هناك.”

أمسكت أجاثا بالرسالة بحذر شديد – قطعة من الرق تبدو غير ملحوظة انزلقت داخل مظروف صنعه مصنع ورق محلي، ونُقش عليه بالحبر اليومي. ومع ذلك، كان أصل هذه الطرود بعيدًا عن المعتاد، حيث قامت برحلتها من المقبرة رقم 3. لولا إيمانها بعدم قدرة الحارس العجوز على التلاعب بها بهذه الطريقة، لتساءلت أجاثا عما إذا كان هذا لقد نقلت بالفعل الرسالة إليها من قبل كيان من نظام خارق للطبيعة أعلى، وهو أمر يتحدى الفهم البشري.

فكر الأسقف إيفان للحظة قبل أن يتنهد تنهيدة خفيفة. “إذا كانت كل العلامات تؤدي بالفعل إلى مشروع الهاوية… فإن الظهور الأخير لأسطول الضباب في محيط فروست يبدو أقل غموضًا.”

فكر الأسقف إيفان للحظة قبل أن يتنهد تنهيدة خفيفة. “إذا كانت كل العلامات تؤدي بالفعل إلى مشروع الهاوية… فإن الظهور الأخير لأسطول الضباب في محيط فروست يبدو أقل غموضًا.”

عقدت أجاثا جبينها في ذعر، “هل يمكن أن تكون كل هذه الأحداث جزءًا من المخطط الكبير لملكة فروست من الماضي؟ هل يمكن أن يكون ذلك بسبب التوجيه الذي تركته وراءها لـ “الأدميرال الحديدي” الذي تسبب في ظهور أسطول الضباب الآن؟”

“ولكنك ارتقيت بعد ذلك إلى رتبة أسقف المدينة، ولم يستطع أحد أن يحاسبك على أفعالك في تلك الحقبة. هذا السر…”

“لا أستطيع أن أؤكد ذلك على وجه اليقين،” هز الأسقف إيفان رأسه، ثم التفت بقوة مفاجئة لينظر إلى أجاثا. “من وجهة نظرك يا أجاثا، من هي ملكة فروست؟”

اتسعت عينا أجاثا في دهشة.

تفاجأت أجاثا بهذا السؤال، وتوقفت لتجميع أفكارها قبل أن تجيب، “لقد كانت ذات يوم ملكة عظيمة، وبعد فترة حكم قصيرة الأمد ولكنها مجيدة، تلوثت بالقوى السحيقة لللبحر العميق وتحولت إلى “ملكة مجنونة” محفوفة بالمخاطر. أدى عنادها إلى قيام مملكة قضمة الصقيع السابقة بتكوين علاقات مع الوحوش الكامنة في أعماق المحيط. حتى بعد مرور خمسين عامًا، فإن خطتها المرعبة تتطلب إخفاءها عن أعين عامة الناس. وكانت حياتها مزيجاً من المأساة والخطر.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

أومأ الأسقف إيفان برأسه عند تحليلها، “رد تقليدي. كعضوة من جيل الشباب مطلعة على بعض المعلومات السرية من تلك الحقبة، ملخصك دقيق إلى حد ما.” ثم وجه المحادثة في اتجاه جديد قائلًا، “ومع ذلك، فإنك لم تعشي هذه التجربة حقًا.”

“هناك سبب أكثر أهمية – لقد انتهى مشروع الهاوية، وانتهى عهد الملكة، وكل شيء وُجد حلًا له، أو هكذا اعتقدت… على مدى الخمسين عامًا الماضية.”

لم تستجب أجاثا، واختارت أن تظل صامتة، وكانت نظرتها مثبتة على الأسقف الذي أمامها.

“لقد أرسلت تنبيهًا إلى قاعة المدينة وطلبت الوصول إلى الأرشيفات السرية المغلقة طوال الخمسين عامًا الماضية. وفي وقت لاحق من اليوم، أخطط أيضًا لفحص السجلات التاريخية للكنيسة. علاوة على ذلك، قمت بتفويض موارد إضافية لتكثيف البحث على مستوى المدينة والقبض على أي أعضاء طائفة كامنين،” أعلنت أجاثا، كلماتها مليئة بالإصرار. “ومع ذلك فهذا لا يكفي. من الضروري أن نتأكد من الوضع الحالي في جزيرة داجر. ويبدو أن المصدر الرئيسي للتلوث ينبع من هناك.”

“أنا، من ناحية أخرى، لدي. كنت في السادسة والعشرين من عمري فقط، وأخدم كأسقف عادي في كنيسة صغيرة في منطقة الرصيف، كما ترين؟ كانت تلك الكنيسة الجذابة تقع بجوار أراضي اختبار مشروع خطة الهاوية. حتى أنني قمت بمراسم مباركة لبعض الجنود والضباط. اكتشفت لاحقًا أن هؤلاء الأفراد طلبوا البركات حيث عينوا لتشغيل “الغواصات”.”

“امنحيني لحظة،” طلب الأسقف الجليل والمطلع، وكان صوته مكتومًا وبعيدًا.

وبينما يروي الأسقف إيفان ماضيه، اتخذ صوته نبرة حنين، تشبه جدولًا صغيرًا يتدفق من نهر الذكريات المنسية. مع كل كلمة، يكشف ببطء عن حكايات مخفية منذ زمن طويل، وغير مروية، مخبأة تحت طبقات الضمادات.

كان فهمه العميق ومساهماته الكبيرة في المجال الميتافيزيقي أمرًا لا شك فيه.

“بعد تسلل المتمردين إلى القصر، صنفت معظم المعلومات المتعلقة بمشروع الهاوية. وأدت الفوضى التي تلت ذلك، الناجمة عن انهيار الجرف في موقع الإعدام، إلى تدمير المزيد من السجلات القيمة. وبالتالي، حتى أنت، “حارسة البوابة” التي تتمتع بامتياز الوصول، لا يمكنك سوى الاطلاع على قمة جبل الجليد الجليدي من المعلومات. ماذا لو كشفت لك أنه عشية تمرد حرس المدينة، زارت ملكة فروست تلك الكنيسة الصغيرة وطلبت مني إجراء مراسم إرسال الروح لها… ماذا ستكون أفكارك؟”

“هل أنت متأكدة من أن هذا هو المصدر؟” تساءل الأسقف إيفان دون أن يجيب على السؤال، ورفعت نظرته أخيرًا عن الرسالة لتلتقي بنظرة أجاثا، وكانت هناك لمحة من الحيرة تخيم على عينيه المصبوغتين. “هل فعلت…”

اتسعت عينا أجاثا في دهشة.

اعترف الأسقف إيفان وهو يتنهد وقد كتم صوته بالضمادات، “لم أكشف هذا اللغز تمامًا، لقد طلبت مني أن أستيقظ، لكنني كنت مستيقظًا بالفعل. بعد ذلك، لم تقدم أي تفسير، بل طلبت مني فقط أن أتبع أوامرها… استلقت على لوح المشرحة، ساكنة كالجثة، ثم… قمت بأداء الطقوس المخصصة عادة للمتوفى.”

“لقد صنفت على أنها “ملكة مجنونة”، وفي الحقيقة، لا يمكن وصف أفعالها في أشهرها الأخيرة إلا بأنها “جنون”. لقد مضت قدمًا في المشروع بعناد على الرغم من أنه يندفع نحو الكارثة، حيث يختفي الأفراد أو يفقدون حياتهم أو يستسلمون للجنون يوميًا. أغلقت أبواب القصر، وسجنت بقية الوزراء الذين تجرأوا على تقديم المشورة، وأمرت رجال الدرك بإغلاق الميناء، واحتجزت أي شخص يحاول الهروب من مملكة قضمة الصقيع… بمثل هذه الأفعال، كان من المحتم أن يثور المتمردون، و كان مصيرها كملكة أن يكون مأساويًا… ومع ذلك، على الرغم من كل هذا، لا أستطيع أن أصدق أنها “أصيبت بالجنون”… على العكس من ذلك، بدت واضحة بشكل لا يصدق، وحتى…”

أمسكت أجاثا بالرسالة بحذر شديد – قطعة من الرق تبدو غير ملحوظة انزلقت داخل مظروف صنعه مصنع ورق محلي، ونُقش عليه بالحبر اليومي. ومع ذلك، كان أصل هذه الطرود بعيدًا عن المعتاد، حيث قامت برحلتها من المقبرة رقم 3. لولا إيمانها بعدم قدرة الحارس العجوز على التلاعب بها بهذه الطريقة، لتساءلت أجاثا عما إذا كان هذا لقد نقلت بالفعل الرسالة إليها من قبل كيان من نظام خارق للطبيعة أعلى، وهو أمر يتحدى الفهم البشري.

توقف الأسقف إيفان فجأة كما لو أن الجهد المبذول لاستحضار هذه الذكريات القديمة كان مرهقًا، أو ربما كان يكافح من أجل العثور على الصياغة الصحيحة للتعبير عن الغرابة التي كان يتصورها طوال تلك السنوات الماضية. وبعد لحظة، استأنف قائلًا، “حتى وسط الفوضى، كان الأمر كما لو كانت الوحيدة في المدينة التي ظلت مستيقظة حقًا.”

“ولكنك ارتقيت بعد ذلك إلى رتبة أسقف المدينة، ولم يستطع أحد أن يحاسبك على أفعالك في تلك الحقبة. هذا السر…”

مفتونة، اقتربت أجاثا بشكل غريزي، “لماذا تقول ذلك؟”

“هل أنت متأكدة من أن هذا هو المصدر؟” تساءل الأسقف إيفان دون أن يجيب على السؤال، ورفعت نظرته أخيرًا عن الرسالة لتلتقي بنظرة أجاثا، وكانت هناك لمحة من الحيرة تخيم على عينيه المصبوغتين. “هل فعلت…”

“دخلت الكنيسة خالية من أي حاشية، ونظرتها واضحة، كما لو أنها قبلت بالفعل مصيرها الوشيك. اقتربت من تمثال بارتوك بمفردها، وأشعلت البخور بنفسها، ثم ربت على كتفي بلطف – هكذا كثيرًا.”

توقف الأسقف إيفان فجأة كما لو أن الجهد المبذول لاستحضار هذه الذكريات القديمة كان مرهقًا، أو ربما كان يكافح من أجل العثور على الصياغة الصحيحة للتعبير عن الغرابة التي كان يتصورها طوال تلك السنوات الماضية. وبعد لحظة، استأنف قائلًا، “حتى وسط الفوضى، كان الأمر كما لو كانت الوحيدة في المدينة التي ظلت مستيقظة حقًا.”

رفع الأسقف إيفان ذراعه، على ما يبدو وكأنه يعيد خلق اللقاء الذي حدث قبل نصف قرن.

كان فهمه العميق ومساهماته الكبيرة في المجال الميتافيزيقي أمرًا لا شك فيه.

“ربتت علي وقالت: استيقظ، أنت الوحيد في هذه المدينة الذي يستيقظ حقًا وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما. ساعدني بشيء، فأنا على حافة الموت.”

الفصل 348 “سر الأسقف إيفان”

شعرت أجاثا باختناق في أنفاسها فجأة كما لو كانت تعاني من نوبة انقطاع التنفس أثناء النوم. في اللحظة التالية، وصلت بشكل غريزي لتلمس جبهتها، وشعرت بقلبها ينبض بعنف داخل صدرها. وبينما تكافح من أجل استيعاب الوحي، أعربت عن الارتباك الذي كان يجول في ذهنها بعد لحظات قليلة من الصمت المذهول، “ماذا كانت تعني بقولها إنك الشخص الوحيد الذي عيناك مفتوحتان؟”

“امنحيني لحظة،” طلب الأسقف الجليل والمطلع، وكان صوته مكتومًا وبعيدًا.

اعترف الأسقف إيفان وهو يتنهد وقد كتم صوته بالضمادات، “لم أكشف هذا اللغز تمامًا، لقد طلبت مني أن أستيقظ، لكنني كنت مستيقظًا بالفعل. بعد ذلك، لم تقدم أي تفسير، بل طلبت مني فقط أن أتبع أوامرها… استلقت على لوح المشرحة، ساكنة كالجثة، ثم… قمت بأداء الطقوس المخصصة عادة للمتوفى.”

قال الأسقف إيفان بجوٍ من الهدوء، “لم أكشف هذا لأي شخص أبدًا. في ذلك الوقت، كنت مجرد أسقف متواضع.”

“ولكن كيف يمكن لشخص حي أن يخضع لطقوس جنازة؟” انفجرت أجاثا في حالة من عدم التصديق. “هل تابعت الطقوس بالفعل؟”

مفتونة، اقتربت أجاثا بشكل غريزي، “لماذا تقول ذلك؟”

“بالتأكيد، لا يمكن لأي شخص حي أن يشارك في طقوس الجنازة. لقد أجريت ببساطة الإجراء بأكمله كما أمرت، وبطبيعة الحال، لم يحدث شيء عندما اكتملت الطقوس،” هز الأسقف إيفان رأسه. “افترضت أن الطقوس لا معنى لها، ولكن يبدو أن ملكة فروست قد حققت هدفها. لقد غادرت دون مزيد من اللغط، تاركة وراءها توجيهًا نهائيًا قبل خروجها…”

شعرت أجاثا باختناق في أنفاسها فجأة كما لو كانت تعاني من نوبة انقطاع التنفس أثناء النوم. في اللحظة التالية، وصلت بشكل غريزي لتلمس جبهتها، وشعرت بقلبها ينبض بعنف داخل صدرها. وبينما تكافح من أجل استيعاب الوحي، أعربت عن الارتباك الذي كان يجول في ذهنها بعد لحظات قليلة من الصمت المذهول، “ماذا كانت تعني بقولها إنك الشخص الوحيد الذي عيناك مفتوحتان؟”

“توجيه أخير؟”

“أنا، من ناحية أخرى، لدي. كنت في السادسة والعشرين من عمري فقط، وأخدم كأسقف عادي في كنيسة صغيرة في منطقة الرصيف، كما ترين؟ كانت تلك الكنيسة الجذابة تقع بجوار أراضي اختبار مشروع خطة الهاوية. حتى أنني قمت بمراسم مباركة لبعض الجنود والضباط. اكتشفت لاحقًا أن هؤلاء الأفراد طلبوا البركات حيث عينوا لتشغيل “الغواصات”.”

“أمرتني بالتزام الصمت إزاء أحداث تلك الليلة، قائلة إن المتمردين سيقتلونني بالتأكيد إذا اكتشفوا الحقيقة. وبينما ألقت هذا التحذير، بقيت أربع وعشرون ساعة بالضبط حتى شن أول حراس المدينة هجومهم على مستودع الأسلحة.”

فكر الأسقف إيفان للحظة قبل أن يتنهد تنهيدة خفيفة. “إذا كانت كل العلامات تؤدي بالفعل إلى مشروع الهاوية… فإن الظهور الأخير لأسطول الضباب في محيط فروست يبدو أقل غموضًا.”

دخلت أجاثا في صمت، وبعد فترة طويلة من التأمل، تمتمت أخيرًا، “لم تشاركني أبدًا أيًا من هذا…”

اتسعت عينا أجاثا في دهشة.

قال الأسقف إيفان بجوٍ من الهدوء، “لم أكشف هذا لأي شخص أبدًا. في ذلك الوقت، كنت مجرد أسقف متواضع.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“ولكنك ارتقيت بعد ذلك إلى رتبة أسقف المدينة، ولم يستطع أحد أن يحاسبك على أفعالك في تلك الحقبة. هذا السر…”

قام من نعشه وقبل “الرسالة” من يد أجاثا الممدودة. كانت عينه الوحيدة المرئية، التي تركتها الضمادات مكشوفة، تفحص الرق بنظرة حادة. دخل في صمت طويل، مما تسبب في هدوء غريب يعم الغرفة.

“لقد عزمت على حمل هذا السر إلى قبري، فلماذا أكشف عنه الآن؟” رفع الأسقف إيفان نظره، وعينه اليسرى الصفراء الغائمة قليلًا تلتقي بهدوء بنظرة أجاثا. “أنا أفهم خطورة هذه المعلومة. إن معرفة أن الملكة توقعت تصرفات المتمردين مسبقًا وحتى أنها واجهت زوالها الوشيك بقبول هادئ قد تصدم الكثيرين… ولكن بصرف النظر عن عامل الصدمة، فإنها لا تخدم أي غرض عملي. سيظل مشروع الهاوية مغلقًا، وسيكون الحفاظ على استقرار المدينة أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للغالبية العظمى من مواطنيها. إن الأفكار أو التصرفات النهائية للملكة التي أعدمت قبل نصف قرن لا تحظى باهتمام كبير من أي شخص. ولكن هناك سبب أكثر أهمية…”

تفاجأت أجاثا بهذا السؤال، وتوقفت لتجميع أفكارها قبل أن تجيب، “لقد كانت ذات يوم ملكة عظيمة، وبعد فترة حكم قصيرة الأمد ولكنها مجيدة، تلوثت بالقوى السحيقة لللبحر العميق وتحولت إلى “ملكة مجنونة” محفوفة بالمخاطر. أدى عنادها إلى قيام مملكة قضمة الصقيع السابقة بتكوين علاقات مع الوحوش الكامنة في أعماق المحيط. حتى بعد مرور خمسين عامًا، فإن خطتها المرعبة تتطلب إخفاءها عن أعين عامة الناس. وكانت حياتها مزيجاً من المأساة والخطر.”

توقف الأسقف إيفان للحظات، ثم أطلق تنهيدة خفيفة.

عقدت أجاثا جبينها في ذعر، “هل يمكن أن تكون كل هذه الأحداث جزءًا من المخطط الكبير لملكة فروست من الماضي؟ هل يمكن أن يكون ذلك بسبب التوجيه الذي تركته وراءها لـ “الأدميرال الحديدي” الذي تسبب في ظهور أسطول الضباب الآن؟”

“هناك سبب أكثر أهمية – لقد انتهى مشروع الهاوية، وانتهى عهد الملكة، وكل شيء وُجد حلًا له، أو هكذا اعتقدت… على مدى الخمسين عامًا الماضية.”

“ولكن كيف يمكن لشخص حي أن يخضع لطقوس جنازة؟” انفجرت أجاثا في حالة من عدم التصديق. “هل تابعت الطقوس بالفعل؟”


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

استجابت أجاثا، التي كانت تدرك جيدًا مخاوف إيفان، على الفور. “يبدو الأمر عاديًا للغاية، ولكن عندما حاولت تفسير النقوش الموجودة على الرق من خلال عدستي الروحية، تعرضت لفقدان الذاكرة لمدة 15 دقيقة.” أومأت برأسها رسميًا، وتابعت، “إنها محاطة بطاقة ساحقة، تتجاوز فهم مجرد البشر. يمكن أن تكون بساطتها مجرد غرابة في الكيان الذي أرسلها.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“أمرتني بالتزام الصمت إزاء أحداث تلك الليلة، قائلة إن المتمردين سيقتلونني بالتأكيد إذا اكتشفوا الحقيقة. وبينما ألقت هذا التحذير، بقيت أربع وعشرون ساعة بالضبط حتى شن أول حراس المدينة هجومهم على مستودع الأسلحة.”

أمسكت أجاثا بالرسالة بحذر شديد – قطعة من الرق تبدو غير ملحوظة انزلقت داخل مظروف صنعه مصنع ورق محلي، ونُقش عليه بالحبر اليومي. ومع ذلك، كان أصل هذه الطرود بعيدًا عن المعتاد، حيث قامت برحلتها من المقبرة رقم 3. لولا إيمانها بعدم قدرة الحارس العجوز على التلاعب بها بهذه الطريقة، لتساءلت أجاثا عما إذا كان هذا لقد نقلت بالفعل الرسالة إليها من قبل كيان من نظام خارق للطبيعة أعلى، وهو أمر يتحدى الفهم البشري.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط