نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 362

الجزيرة الغارقة

الجزيرة الغارقة

الفصل 362 “الجزيرة الغارقة”

تقدمت أجاثا إلى الأمام عمدًا، وكان صوتها مشوبًا ببعض الجاذبية وهي تسأل، “هل يمكنك شرح أصل ما يسمى بـ “السفينة المفقودة”؟”

تقدمت أجاثا إلى الأمام عمدًا، وكان صوتها مشوبًا ببعض الجاذبية وهي تسأل، “هل يمكنك شرح أصل ما يسمى بـ “السفينة المفقودة”؟”

“الحكايات لديها وسيلة لتزيين الحقيقة. أي شخص لديه قدر كبير من البصيرة سيعرف أن أسطول الضباب يحتفظ بخطوط اتصال قياسية مع العديد من الفصائل عبر البحر البارد. حتى أن لديهم مؤسسة تُعرف باسم “شركة اشتراكية ضباب البحر” التي أنشأت “مكتبًا” في الميناء البارد. إن الأمر مجرد أن هذا القرصان بالتحديد لديه ازدراء غير عادي لفروست،” تنهد ليستر بخفة. “يمكن الاهتمام بمسألة المبعوث. إن الجيش في دولتنا المدينة لا يفتقر أبدًا إلى النفوس الشجاعة، علاوة على ذلك…”

“أبحرت السفينة من بلاند، وتوقفت في لانسا للحصول على المؤن واستمرت في اتجاه الميناء البارد،” أجاب الجندي، الذي استدعي لتحديث الوضع، على الفور. “كانت وجهتها النهائية فروست. بدا كل شيء طبيعيًا حتى رست في الميناء البارد للحصول على الإمدادات.”

“لست متأكدًا، لكن سفن فروست لم تظهر أي سلوك غير عادي…” رفع نيكسون تلسكوبه على عجل. “يبدو أنهم جاهلون بنفس القدر… انتظر، جزيرة داجر في حالة من الاضطراب!”

ومن الواضح أن العقيد ليستر محبط، فمرّر يده على جبهته قائلًا، “هذه كارثة. نحن بالفعل غارقون في العديد من المشكلات الخاصة بنا… الآن، اختفت سفينة بشكل غامض قبل أن ترسو في فروست… نحن منتشرون بشكل ضعيف للغاية بحيث لا يمكننا تخصيص موارد للحوادث التي تحدث خارج دولتنا المدينة في الوقت الحالي…”

خفضت يديه التلسكوب فجأة، واتسعت عيناه في دهشة حيث كانت ملتصقة بالمناظر البحرية البعيدة.

ردت أجاثا، ونظرتها مثبتة على قائد دفاع المدينة، بلهجة رصينة، “لكن، أيها العقيد، كما ذكرت للتو، اختفت السفينة قبل أن تصل إلى فروست. ومن المعقول تمامًا أنها وقعت ضحية لبعض الظواهر غير المبررة.”

ابتلعت قبل أن تتابع، “هل تعتقد أنه سيقبل المفاوضات؟”

عند سماع ذلك، رفع ليستر عينيه لمقابلتها، “أنت…”

“قد تكون المفاوضات كلمة قوية للغاية. لكننا بالتأكيد بحاجة إلى إشراكه في الحوار،” نظر ليستر إلى الأعلى، وسقطت نظراته بشكل مباشر على حارسة بوابة المدينة التي تقف أمامه. “لقد وصل إلى هنا وسط فترة حساسة للغاية، لكنه ظل هادئًا بشكل مخيف. في البداية، شككت في تورطه في فضيحة “التزييف” التي ابتليت بها مدينتنا، ولكن الآن يبدو من المرجح أنه هنا للحفاظ على الوقفة الاحتجاجية في المنطقة، مثلنا كثيرًا. نحن بحاجة إلى إرسال ممثل إليه لفهم نواياه بشكل أفضل.”

“إن مدينتنا، فروست، تقع حاليًا تحت حصار قوة لا يمكن تفسيرها مما يتسبب في موجة من الحوادث غير العادية. تعتبر حادثة النورس بمثابة شهادة على أن هذه “الشذوذات” لا تقتصر على كتلة اليابسة في مدينتنا، ومع اختفاء شجرة البلوط الأبيض مؤخرًا بالقرب من مياهنا الإقليمية، فمن المحتمل أن هناك “شذوذًا” أكبر بكثير يلوح في الأفق فوق فروست. يبدو أنها لا تشمل مجالنا الأرضي فحسب، بل تشمل أيضًا جزءًا كبيرًا من البحر المجاور،” أوضحت أجاثا نظريتها.

ابتلعت قبل أن تتابع، “هل تعتقد أنه سيقبل المفاوضات؟”

ردًا على ذلك، انحنى ليستر بشدة على الطاولة، وتحولت مفاصل أصابعه إلى اللون الأبيض. بعد بضع ضربات، نظر أخيرًا إلى الأعلى، “نحن بحاجة إلى توسيع حواجزنا وإرسال تحذيرات إلى جميع دول المدن المجاورة. إن التلوث الناجم عن فروست ينتشر، وقد يكون الحصار المادي غير كاف.”

على مشارف ساحل فروست، أبحرت سفينة حربية بحرية مبنية من الفولاذ، وتتميز بهيكل أبيض نقي وثلاثة مدافع أساسية، تحت علم الملكة. وقف قبطان قصير وممتلئ الجسم عند المقدمة، يراقب التطورات البعيدة من خلال تلسكوبه. كان يرتدي زي حرس الملكة، على الرغم من أنه يبدو أنه تصميم منذ نصف قرن. كان هناك ثقب كبير بشكل مثير للقلق في بطنه، يمكن من خلاله رؤية الجانب الآخر بوضوح. وكانت بقايا زيه العسكري الممزقة حول الإصابة تطفو ببطء في الهواء كما لو كانت مغمورة في مياه البحر، مع ظهور فقاعات عرضية من العدم.

وبينما يتحدث، صمت فجأة، وصر على أسنانه في تردد واضح. أدركت أجاثا هذا الأمر بطبيعة الحال، “ما الذي يدور في ذهنك أيها العقيد؟”

“أبحرت السفينة من بلاند، وتوقفت في لانسا للحصول على المؤن واستمرت في اتجاه الميناء البارد،” أجاب الجندي، الذي استدعي لتحديث الوضع، على الفور. “كانت وجهتها النهائية فروست. بدا كل شيء طبيعيًا حتى رست في الميناء البارد للحصول على الإمدادات.”

تنهد ليستر، واعترف بوجه كئيب، “أخشى أننا قد نحتاج إلى طلب المساعدة من ذلك القرصان الملعون.”

“أرى،” هز البحار كتفيه معترفًا قائلًا. “إنهم يحرسون الجانب الآخر من جزيرة داجر، ونحن لدينا هذا الجانب. لذا، أعتقد أننا “نتعاون” بكفاءة تامة. ولكن إذا فقدوا قبضتهم على العقل وقاموا بأي تحرك عدواني، فلن يكون خطأنا إذا أطلقت مدافعنا “عن طريق الخطأ”، أليس كذلك؟”

“أنت تشير إلى… تيريان أبنومار؟” اللون استنزف قليلًا من وجه أجاثا. على الرغم من أنها “حارسة البوابة” المعينة لدولة المدينة، إلا أنها أيضًا مواطنة حقيقية في فروست وكبرت وهي تسمع الحكايات المروعة لأسطول الضباب سيئ السمعة. كان القول المأثور “إذا لم تنم، فإن القبطان تيريان سوف يأخذ روحك بعيدًا عندما يرتفع الضباب” راسخًا بعمق في ذاكرة كل مواطن من فروست تحت الخمسين. ولم تكن أجاثا استثناءً.

ابتلعت قبل أن تتابع، “هل تعتقد أنه سيقبل المفاوضات؟”

تنهد ليستر، واعترف بوجه كئيب، “أخشى أننا قد نحتاج إلى طلب المساعدة من ذلك القرصان الملعون.”

“قد تكون المفاوضات كلمة قوية للغاية. لكننا بالتأكيد بحاجة إلى إشراكه في الحوار،” نظر ليستر إلى الأعلى، وسقطت نظراته بشكل مباشر على حارسة بوابة المدينة التي تقف أمامه. “لقد وصل إلى هنا وسط فترة حساسة للغاية، لكنه ظل هادئًا بشكل مخيف. في البداية، شككت في تورطه في فضيحة “التزييف” التي ابتليت بها مدينتنا، ولكن الآن يبدو من المرجح أنه هنا للحفاظ على الوقفة الاحتجاجية في المنطقة، مثلنا كثيرًا. نحن بحاجة إلى إرسال ممثل إليه لفهم نواياه بشكل أفضل.”

عند سماع ذلك، رفع ليستر عينيه لمقابلتها، “أنت…”

همست أجاثا لنفسها تقريبًا، “يصوره الفولكلور كرجل ملعون، بارد ومضطرب. يقولون أن أنفاسه تحمل برد رياح البحر الجليدية، ونظرته كافية لتجميد سطح المحيط. من منا يستطيع أن يكون هذا “المبعوث”؟”

عند سماع ذلك، رفع ليستر عينيه لمقابلتها، “أنت…”

“الحكايات لديها وسيلة لتزيين الحقيقة. أي شخص لديه قدر كبير من البصيرة سيعرف أن أسطول الضباب يحتفظ بخطوط اتصال قياسية مع العديد من الفصائل عبر البحر البارد. حتى أن لديهم مؤسسة تُعرف باسم “شركة اشتراكية ضباب البحر” التي أنشأت “مكتبًا” في الميناء البارد. إن الأمر مجرد أن هذا القرصان بالتحديد لديه ازدراء غير عادي لفروست،” تنهد ليستر بخفة. “يمكن الاهتمام بمسألة المبعوث. إن الجيش في دولتنا المدينة لا يفتقر أبدًا إلى النفوس الشجاعة، علاوة على ذلك…”

ابتلعت قبل أن تتابع، “هل تعتقد أنه سيقبل المفاوضات؟”

تراجع صوته عندما انجذب انتباهه إلى شيء ما خارج النافذة.

تراجع صوته عندما انجذب انتباهه إلى شيء ما خارج النافذة.

“آنسة أجاثا، هل سمعتِ أي شيء غريب الآن؟”

“أصوات غريبة؟” رددت أجاثا ذلك، وهي تعقد جبينها بينما توجه نظرها أيضًا نحو النافذة. وفي الوقت نفسه تقريبًا، وصلت ضوضاء بعيدة ومنخفضة التردد إلى أذنيها.

تنهد البحار بحزن، “في ذلك الوقت، كانت غنية بالمعادن الخام الجاهزة للاستخراج، وكانت تضم بلدة صغيرة، آه، كانت تلك الأيام الذهبية.”

كان الصوت يشبه طنينًا، لكنه لم يكن صوتًا يمكنها التعرف عليه من أي مصدر طبيعي. يبدو أنه ينبعث من اتجاه جزيرة داجر.

تقدمت أجاثا إلى الأمام عمدًا، وكان صوتها مشوبًا ببعض الجاذبية وهي تسأل، “هل يمكنك شرح أصل ما يسمى بـ “السفينة المفقودة”؟”

على مشارف ساحل فروست، أبحرت سفينة حربية بحرية مبنية من الفولاذ، وتتميز بهيكل أبيض نقي وثلاثة مدافع أساسية، تحت علم الملكة. وقف قبطان قصير وممتلئ الجسم عند المقدمة، يراقب التطورات البعيدة من خلال تلسكوبه. كان يرتدي زي حرس الملكة، على الرغم من أنه يبدو أنه تصميم منذ نصف قرن. كان هناك ثقب كبير بشكل مثير للقلق في بطنه، يمكن من خلاله رؤية الجانب الآخر بوضوح. وكانت بقايا زيه العسكري الممزقة حول الإصابة تطفو ببطء في الهواء كما لو كانت مغمورة في مياه البحر، مع ظهور فقاعات عرضية من العدم.

كان الصوت يشبه طنينًا، لكنه لم يكن صوتًا يمكنها التعرف عليه من أي مصدر طبيعي. يبدو أنه ينبعث من اتجاه جزيرة داجر.

لقد كان عضوًا في أسطول الضباب الأسطوري والضابط القائد للسفينة الحربية الهائلة “غراب البحر” القبطان نيكسون.

ردت أجاثا، ونظرتها مثبتة على قائد دفاع المدينة، بلهجة رصينة، “لكن، أيها العقيد، كما ذكرت للتو، اختفت السفينة قبل أن تصل إلى فروست. ومن المعقول تمامًا أنها وقعت ضحية لبعض الظواهر غير المبررة.”

في تلك اللحظة، كان نظره مثبتًا على جزيرة صغيرة تتميز بخط ساحلي متعرج من بعيد، حيث كانت الظلال الصغيرة الغامضة تتسلل على سطح الماء في نفس الاتجاه.

“قد تكون المفاوضات كلمة قوية للغاية. لكننا بالتأكيد بحاجة إلى إشراكه في الحوار،” نظر ليستر إلى الأعلى، وسقطت نظراته بشكل مباشر على حارسة بوابة المدينة التي تقف أمامه. “لقد وصل إلى هنا وسط فترة حساسة للغاية، لكنه ظل هادئًا بشكل مخيف. في البداية، شككت في تورطه في فضيحة “التزييف” التي ابتليت بها مدينتنا، ولكن الآن يبدو من المرجح أنه هنا للحفاظ على الوقفة الاحتجاجية في المنطقة، مثلنا كثيرًا. نحن بحاجة إلى إرسال ممثل إليه لفهم نواياه بشكل أفضل.”

كانت تلك السفن البحرية لدولة مدينة فروست. بينما كانوا يفرضون حصارًا يقظًا على جزيرة داجر من اتجاه واحد، كانوا يراقبون بحذر مناورات غراب البحر والسفن الأخرى التابعة لأسطول الضباب على مقربة.

كان الضباب الأثيري يتصاعد من اتجاه جزيرة داجر، ويبدو أن الطنين الغريب ينبعث من هناك. لقد ترددت في رأسه مثل فكرة متطفلة تحاول أن تشق طريقها إلى وعيه. بدت الجزيرة وكأنها تتحرك، وتناثرت من حوافها أطراف ضبابية تلوت وتصاعدت في الضباب، مما أدى إلى اهتزاز البحر والضباب حولها. كانت الجزيرة نفسها تغرق ببطء بينما تجسد عدد لا يحصى من الظلال الهائلة في الضباب، على شاكلة العمالقة الذين يستيقظون من سباتهم.

“من المؤكد أن تلك السفن تعرف كيف تختبر صبر المرء،” اقترب أحد البحارة من القبطان نيكسون القصير قوي البنية. “ماذا لو أطلقنا بضع طلقات تحذيرية في اتجاههم؟”

خفضت يديه التلسكوب فجأة، واتسعت عيناه في دهشة حيث كانت ملتصقة بالمناظر البحرية البعيدة.

ليس إلا إذا كنت ترغب في إرسالك إلى غرفة المحرك وإخضاعك لعقوبة الأدميرال تيريان على مدار الساعة،” رد نيكسون دون أن يلتفت. “لسنا هنا للدخول في عداء مع سكان فروست. وعلى حد تعبير زعيمنا، نحن حلفاء مؤقتا.”

ومن الواضح أن العقيد ليستر محبط، فمرّر يده على جبهته قائلًا، “هذه كارثة. نحن بالفعل غارقون في العديد من المشكلات الخاصة بنا… الآن، اختفت سفينة بشكل غامض قبل أن ترسو في فروست… نحن منتشرون بشكل ضعيف للغاية بحيث لا يمكننا تخصيص موارد للحوادث التي تحدث خارج دولتنا المدينة في الوقت الحالي…”

“أرى،” هز البحار كتفيه معترفًا قائلًا. “إنهم يحرسون الجانب الآخر من جزيرة داجر، ونحن لدينا هذا الجانب. لذا، أعتقد أننا “نتعاون” بكفاءة تامة. ولكن إذا فقدوا قبضتهم على العقل وقاموا بأي تحرك عدواني، فلن يكون خطأنا إذا أطلقت مدافعنا “عن طريق الخطأ”، أليس كذلك؟”

ومن الواضح أن العقيد ليستر محبط، فمرّر يده على جبهته قائلًا، “هذه كارثة. نحن بالفعل غارقون في العديد من المشكلات الخاصة بنا… الآن، اختفت سفينة بشكل غامض قبل أن ترسو في فروست… نحن منتشرون بشكل ضعيف للغاية بحيث لا يمكننا تخصيص موارد للحوادث التي تحدث خارج دولتنا المدينة في الوقت الحالي…”

“إذا كان هناك إطلاق نار “عرضي”، فستكون أول من يختبر تجربة قذيفة مدفع بشرية،” ألقى نيكسون نظرة جانبية على مرؤوسه، وعاد نظره إلى الجزيرة البعيدة، “جزيرة داجر… تسك، أتذكر الوقوف كحارس هنا في قديم الزمان.”

تنهد البحار بحزن، “في ذلك الوقت، كانت غنية بالمعادن الخام الجاهزة للاستخراج، وكانت تضم بلدة صغيرة، آه، كانت تلك الأيام الذهبية.”

لقد كان عضوًا في أسطول الضباب الأسطوري والضابط القائد للسفينة الحربية الهائلة “غراب البحر” القبطان نيكسون.

كما لو كان على وشك نقل ذكرياته الخاصة، عبس نيكسون. لكن تعبيره تصلب بسرعة عند سماع شيء ما.

همست أجاثا لنفسها تقريبًا، “يصوره الفولكلور كرجل ملعون، بارد ومضطرب. يقولون أن أنفاسه تحمل برد رياح البحر الجليدية، ونظرته كافية لتجميد سطح المحيط. من منا يستطيع أن يكون هذا “المبعوث”؟”

همهمة غريبة… وصلت إلى أذنيه.

“إن مدينتنا، فروست، تقع حاليًا تحت حصار قوة لا يمكن تفسيرها مما يتسبب في موجة من الحوادث غير العادية. تعتبر حادثة النورس بمثابة شهادة على أن هذه “الشذوذات” لا تقتصر على كتلة اليابسة في مدينتنا، ومع اختفاء شجرة البلوط الأبيض مؤخرًا بالقرب من مياهنا الإقليمية، فمن المحتمل أن هناك “شذوذًا” أكبر بكثير يلوح في الأفق فوق فروست. يبدو أنها لا تشمل مجالنا الأرضي فحسب، بل تشمل أيضًا جزءًا كبيرًا من البحر المجاور،” أوضحت أجاثا نظريتها.

“ما هذا الصوت؟” تصلب البحار الذي كان يقف في مكان قريب على الفور، وكان وجهه يعكس قلقه. “هل هؤلاء الفروستيون هم الذين تسببوا في ذلك؟”

ومن الواضح أن العقيد ليستر محبط، فمرّر يده على جبهته قائلًا، “هذه كارثة. نحن بالفعل غارقون في العديد من المشكلات الخاصة بنا… الآن، اختفت سفينة بشكل غامض قبل أن ترسو في فروست… نحن منتشرون بشكل ضعيف للغاية بحيث لا يمكننا تخصيص موارد للحوادث التي تحدث خارج دولتنا المدينة في الوقت الحالي…”

“لست متأكدًا، لكن سفن فروست لم تظهر أي سلوك غير عادي…” رفع نيكسون تلسكوبه على عجل. “يبدو أنهم جاهلون بنفس القدر… انتظر، جزيرة داجر في حالة من الاضطراب!”

شاهد نيكسون المشهد لبرهة، ثم استعاد التلسكوب على عجل، متشوقًا لإلقاء نظرة أكثر تفصيلًا على الوضع الذي يتكشف على الجزيرة.

خفضت يديه التلسكوب فجأة، واتسعت عيناه في دهشة حيث كانت ملتصقة بالمناظر البحرية البعيدة.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

كان الضباب الأثيري يتصاعد من اتجاه جزيرة داجر، ويبدو أن الطنين الغريب ينبعث من هناك. لقد ترددت في رأسه مثل فكرة متطفلة تحاول أن تشق طريقها إلى وعيه. بدت الجزيرة وكأنها تتحرك، وتناثرت من حوافها أطراف ضبابية تلوت وتصاعدت في الضباب، مما أدى إلى اهتزاز البحر والضباب حولها. كانت الجزيرة نفسها تغرق ببطء بينما تجسد عدد لا يحصى من الظلال الهائلة في الضباب، على شاكلة العمالقة الذين يستيقظون من سباتهم.

الأمر كما لو أن… الجزيرة لم تغرق بل اندمجت مع البحر.

شاهد نيكسون المشهد لبرهة، ثم استعاد التلسكوب على عجل، متشوقًا لإلقاء نظرة أكثر تفصيلًا على الوضع الذي يتكشف على الجزيرة.

“الحكايات لديها وسيلة لتزيين الحقيقة. أي شخص لديه قدر كبير من البصيرة سيعرف أن أسطول الضباب يحتفظ بخطوط اتصال قياسية مع العديد من الفصائل عبر البحر البارد. حتى أن لديهم مؤسسة تُعرف باسم “شركة اشتراكية ضباب البحر” التي أنشأت “مكتبًا” في الميناء البارد. إن الأمر مجرد أن هذا القرصان بالتحديد لديه ازدراء غير عادي لفروست،” تنهد ليستر بخفة. “يمكن الاهتمام بمسألة المبعوث. إن الجيش في دولتنا المدينة لا يفتقر أبدًا إلى النفوس الشجاعة، علاوة على ذلك…”

ومع ذلك، بينما أوشك على جلب الجهاز إلى عينيه، انبعث انفجار هز الأرض من المنطقة المغطاة بالضباب المتصاعد، وسرعان ما نجح بسلسلة من الانفجارات المكثفة والسريعة. انطلقت أعمدة من الدخان من الجزيرة، واندمجت مع ضباب البحر المحيط، في حين كانت رشقات الضوء الصارخة وباليه النيران المتصاعدة ملحوظة بوضوح حتى بدون مساعدة التلسكوب! دمرت جزيرة داجر. كانت منشآتها بأكملها تنفجر في تتابع سريع، وكان كل “إجراء أمان نهائي” يشير إلى تفسير واحد، الحالة الطارئة 22، النتروجليسرين.

ابتلعت قبل أن تتابع، “هل تعتقد أنه سيقبل المفاوضات؟”

وجد نيكسون نفسه مفتونًا بالمشهد، ولم يستوعب حجم الحدث إلا بعد مرور فترة وجيزة. ولكن بعد ذلك، تجاوز المشهد الذي واجهه مرة أخرى خياله الجامح.

ردت أجاثا، ونظرتها مثبتة على قائد دفاع المدينة، بلهجة رصينة، “لكن، أيها العقيد، كما ذكرت للتو، اختفت السفينة قبل أن تصل إلى فروست. ومن المعقول تمامًا أنها وقعت ضحية لبعض الظواهر غير المبررة.”

كانت جزيرة داجر مغمورة بالمياه، مثل سفينة مدرعة ذات بدن مهدد بالموت، وتغرق بسرعة وسط سيمفونية من الانفجارات.

وبينما يتحدث، صمت فجأة، وصر على أسنانه في تردد واضح. أدركت أجاثا هذا الأمر بطبيعة الحال، “ما الذي يدور في ذهنك أيها العقيد؟”

“الجزيرة… هل تغرق؟” وردد صوت مرؤوسه المذهل بجانبه. وكان البحار، الذي خدم في البحر لأكثر من نصف قرن، يشهد مثل هذه الظاهرة لأول مرة، “هل تسببت فروست… في غرق جزيرة داجر؟! هل يمكنهم حقًا إغراق جزيرة بأكملها؟!”

كانت تلك السفن البحرية لدولة مدينة فروست. بينما كانوا يفرضون حصارًا يقظًا على جزيرة داجر من اتجاه واحد، كانوا يراقبون بحذر مناورات غراب البحر والسفن الأخرى التابعة لأسطول الضباب على مقربة.

“كلام فارغ! لا توجد مادة متفجرة في الوجود تمتلك مثل هذه القوة. كيف يمكن لجزيرة أن “تغرق”؟!” انفجر نيكسون بشكل غريزي، لكن المنظر أمام عينيه جعله يتراجع عن كلماته.

كان الصوت يشبه طنينًا، لكنه لم يكن صوتًا يمكنها التعرف عليه من أي مصدر طبيعي. يبدو أنه ينبعث من اتجاه جزيرة داجر.

كانت جزيرة داجر تغرق بالفعل، وكان معدل الهبوط يتسارع، ليصل إلى وتيرة لا يمكن تصورها. وفي لحظة واحدة، كان لا يزال بإمكانه رؤية ثلثي الجزيرة بارزة فوق سطح الماء؛ تاليًظ، لم يكن هناك سوى تل صغير مرئي. وبعد ثوانٍ فقط… اختفت الجزيرة تمامًا من على وجه البحر.

الفصل 362 “الجزيرة الغارقة”

تبدد الضباب، ولم يكن هناك أي علامة على وجود جزيرة داجر على البحر الجليدي.

كانت جزيرة داجر تغرق بالفعل، وكان معدل الهبوط يتسارع، ليصل إلى وتيرة لا يمكن تصورها. وفي لحظة واحدة، كان لا يزال بإمكانه رؤية ثلثي الجزيرة بارزة فوق سطح الماء؛ تاليًظ، لم يكن هناك سوى تل صغير مرئي. وبعد ثوانٍ فقط… اختفت الجزيرة تمامًا من على وجه البحر.

“لم تتشكل حتى دوامة…” بلع القبطان نيكسون جرعة من حلقه، وتمتم غير مصدق.

كما لو كان على وشك نقل ذكرياته الخاصة، عبس نيكسون. لكن تعبيره تصلب بسرعة عند سماع شيء ما.

من الناحية النظرية، كان من المفترض أن يؤدي غمر الجزيرة إلى ظهور دوامة هائلة كبيرة بما يكفي لاستهلاك أكبر السفن البحرية في العالم. ومع ذلك، خلافا للتوقعات… لم تظهر دوامة. ظلت المياه هادئة ودون عائق.

“قد تكون المفاوضات كلمة قوية للغاية. لكننا بالتأكيد بحاجة إلى إشراكه في الحوار،” نظر ليستر إلى الأعلى، وسقطت نظراته بشكل مباشر على حارسة بوابة المدينة التي تقف أمامه. “لقد وصل إلى هنا وسط فترة حساسة للغاية، لكنه ظل هادئًا بشكل مخيف. في البداية، شككت في تورطه في فضيحة “التزييف” التي ابتليت بها مدينتنا، ولكن الآن يبدو من المرجح أنه هنا للحفاظ على الوقفة الاحتجاجية في المنطقة، مثلنا كثيرًا. نحن بحاجة إلى إرسال ممثل إليه لفهم نواياه بشكل أفضل.”

الأمر كما لو أن… الجزيرة لم تغرق بل اندمجت مع البحر.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“الجزيرة… هل تغرق؟” وردد صوت مرؤوسه المذهل بجانبه. وكان البحار، الذي خدم في البحر لأكثر من نصف قرن، يشهد مثل هذه الظاهرة لأول مرة، “هل تسببت فروست… في غرق جزيرة داجر؟! هل يمكنهم حقًا إغراق جزيرة بأكملها؟!”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

تراجع صوته عندما انجذب انتباهه إلى شيء ما خارج النافذة.

وجد نيكسون نفسه مفتونًا بالمشهد، ولم يستوعب حجم الحدث إلا بعد مرور فترة وجيزة. ولكن بعد ذلك، تجاوز المشهد الذي واجهه مرة أخرى خياله الجامح.

تراجع صوته عندما انجذب انتباهه إلى شيء ما خارج النافذة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط