نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 363

مارثا

مارثا

الفصل 363 “مارثا”

“هذا يشير إلى أنهم كانوا يراقبون الوضع… يبدو أن هذا الحدث كان أيضًا خارج توقعاتهم،” عبّر ليستر عن أفكاره ببطء. “انفجر الأمر، قد نحتاج إلى التحدث مع قرصان البحر هذا.”

تحطمت كومة الأوراق التي كانت في قبضة ليستر على الطاولة عندما نهض فجأة من كرسيه – كان الأمر أشبه بأنه قفز من مكانه. اتسعت عيناه بعدم تصديق وهو يحدق في الجندي الذي أمامه، “أعد ما قلته للتو؟! ماذا حدث في جزيرة داجر؟!”

“لورنس، كيف أصبح عمرك هكذا؟” مدت الملاحة يدها، وكان صوتها خشنًا لكنه رقيق. بقي مظهرها الشاب، وعلى الرغم من أن قسوة الحياة التي قضتها في البحر قد حفرت خطوطًا على وجهها، إلا أنها كانت مذهلة كما يتذكر لورانس، “لقد كان عمرًا كاملًا، أليس كذلك؟ أنت لست الفتى المفعم بالحيوية الذي كنت عليه من قبل… ولا أنا…”

“جزيرة داجر… لقد اختفت!” الجندي الذي أحضر الرسالة تلعثم محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه. حتى كمحارب متمرس، كان هذا موقفًا صعبًا، “منذ فترة قصيرة، شهدنا سلسلة من الانفجارات التي اندلعت في جزيرة داجر، والتي من المفترض أن يكون سببها السكان المتبقين الذين بدا أنهم نفذوا سلسلة من التفجيرات عبر منشآت مختلفة… والذي تبع ذلك أسطول الدوريات المتواجد في المنطقة لمراقبة الغرق السريع للجزيرة حتى اختفت تماما تحت سطح المحيط…”

“قم بتخزين الذراع، ارفع الشراع الرئيسي، أطلق الحبال، أمسك بالشراع – لقد وصلنا إلى قلب المحيط…”

“هل لم تضر السفن؟” استفسر ليستر على الفور، وقد تجعد جبينه عبوسًا لأنه شعر بوجود خلل.

“أجل يا قبطان.”

“لا،” هز الجندي رأسه. “لم يظهر سطح البحر أي تغيير كبير خلال عملية غرق جزيرة داجر. أشارت تقارير الخطوط الأمامية… كان الأمر كما لو أن الجزيرة ذابت بهدوء في الماء.”

توقف لورانس وتوقف، ولم ينطق إلا بتردد عندما تعرف على الهيئة، “… مارثا؟ ما الذي تفعلينه هنا؟”

أصبح التعبير على وجه ليستر داكنًا إلى حد كبير. صمت لبضع لحظات، ثم حول نظره إلى أجاثا التي كانت واقفة بالقرب، “آنسة أجاثا، بناءً على معرفتك، هل أي فنون سماوية معروفة أو معجزات أو أشياء خارقة للطبيعة لديها القدرة على إثارة مثل هذه الظاهرة؟”

كانت مهمته المباشرة هي صياغة رسالة عاجلة إلى قاعة المدينة لتسليط الضوء على الحادث الغريب الذي وقع على مشارف دولتهم المدينة.

“لا،” هزت أجاثا رأسها على الفور ردًا على ذلك. “هذا الحجم من الحدث غير الطبيعي يتجاوز حدود السحر ويمكن تصنيفه على أنه معجزة – أو نوع من الشذوذ.”

لم تكن هذه مغامرته الأولى إلى فروست، ولكن مرت عدة سنوات منذ زيارته الأخيرة. إن مرور الوقت الطويل، إلى جانب ذاكرته المتلاشية، جعل من الصعب عليه أن يتذكر المظهر السابق للمدينة. الآن، بينما كان ينظر إلى الأبراج والأبراج البعيدة المظللة في اتجاه الشفق، اجتاحه شعور بعدم الألفة.

“على أية حال، هذا يضعنا في مأزق خطير. لم نبدأ التحقيق بعد، ولا يزال الوضع في جزيرة داغر يكتنفه الغموض. لن تقدر قاعة المدينة هذه الأخبار،” تجعد جبين ليستر أكثر عندما كان يقرع بأصابعه على الطاولة. فجأة تذكر شيئًا ما، وأعاد انتباهه إلى الجندي، “بالمناسبة، كيف استجاب أسطول الضباب؟”

“مارثا، أنا…” تقدم لورانس إلى الأمام بشكل غريزي، حيث شعر بوجود شيء خاطئ ولكنه كان يكافح للعثور على الكلمات الصحيحة. مد يده ببطء، “لقد اشتقت إليك… كيف كنت صمدت مؤخرًا؟”

“لقد احتفظوا بموقعهم الأصلي، ولم يخرقوا خط التحذير البحري،” أفاد الجندي على الفور. “ومع ذلك، بعد اختفاء جزيرة داجر، قام اثنان من زوارقهم السريعة بالالتفاف لفترة قصيرة نحو المنطقة – وبقيا لمدة عشر دقائق تقريبًا، ثم تراجعا بسرعة.”

“على أية حال، هذا يضعنا في مأزق خطير. لم نبدأ التحقيق بعد، ولا يزال الوضع في جزيرة داغر يكتنفه الغموض. لن تقدر قاعة المدينة هذه الأخبار،” تجعد جبين ليستر أكثر عندما كان يقرع بأصابعه على الطاولة. فجأة تذكر شيئًا ما، وأعاد انتباهه إلى الجندي، “بالمناسبة، كيف استجاب أسطول الضباب؟”

“هذا يشير إلى أنهم كانوا يراقبون الوضع… يبدو أن هذا الحدث كان أيضًا خارج توقعاتهم،” عبّر ليستر عن أفكاره ببطء. “انفجر الأمر، قد نحتاج إلى التحدث مع قرصان البحر هذا.”

توقف لورانس وتوقف، ولم ينطق إلا بتردد عندما تعرف على الهيئة، “… مارثا؟ ما الذي تفعلينه هنا؟”

“تستعد الكاتدرائية أيضًا لاتخاذ إجراء،” قالت أجاثا. “نظرًا للظروف، أصبحت خطط الاستكشاف لجزيرة داجر الآن عديمة الجدوى، وسنحول تركيزنا إلى تحقيق شامل في المدينة. تمكن الحراس من اكتشاف بعض الأدلة التي تشير إلى مكان وجود أعضاء طائفة الإبادة والعديد من نقاط الالتقاء المحتملة. سأشرف شخصيًا على فريق لمعالجة هذا الأمر.*

“لو كنت مكانك، فلن أضيع الوقت في طرح الأسئلة، وسأذهب على الفور،” ردت الملاحية وذراعاها ما زالتا متشابكتين وهي تنظر إلى القبطان العجوز بجو من الاستسلام، ““أنت” لقد خذلت حذرك يا لورانس.”

قال ليستر وعيناه ترتفعان لمقابلة الكاهنة ذات الرداء الأسود التي تقف أمامه، “أنا على ثقة من أنك ستحرزين تقدمًا، يا حارسة البوابة، إن الوضع يتصاعد بسرعة، ونحن في حاجة ماسة إلى المساعدة من العالم الغامض. أكثر مما سبق.”

رفع لورنس نظره إلى السماء، وعلى الرغم من أن خلق العالم لم يظهر بعد، إلا أن بقايا الشفق قد تضاءلت تقريبًا إلى حافة الغموض. عقد حاجبيه وهز رأسه قائلًا، “لقد فات الأوان الآن. تفرض المدينة حظر التجول بعد غروب الشمس، والنزول الآن لن يتركهم في أي مكان يذهبون إليه. ينبغي أن يبقوا على متن السفينة لهذه الليلة. سأقوم شخصيا بزيارة مكتب شؤون المرفأ في وقت لاحق للتعامل مع الإجراءات الشكلية المتبقية. بحلول صباح الغد، يمكن لأي شخص آخر الذهاب إلى الشاطئ.”

“سنفعل كل ما في وسعنا.”

“لورنس، كيف أصبح عمرك هكذا؟” مدت الملاحة يدها، وكان صوتها خشنًا لكنه رقيق. بقي مظهرها الشاب، وعلى الرغم من أن قسوة الحياة التي قضتها في البحر قد حفرت خطوطًا على وجهها، إلا أنها كانت مذهلة كما يتذكر لورانس، “لقد كان عمرًا كاملًا، أليس كذلك؟ أنت لست الفتى المفعم بالحيوية الذي كنت عليه من قبل… ولا أنا…”

أومأت أجاثا برأسها بشكل خافت، ثم رفعت عصاها ونقرت بها بلطف على الأرض مرتين. مع تردد صدى العصا المتصلة بالأرض في الغرفة، تحول شكلها فجأة إلى عاصفة من الرياح الرمادية. حلقت هذه الرياح مباشرة في صدع خافت تجسد على ما يبدو من العدم على الأرض.

“مارثا، أنا…” تقدم لورانس إلى الأمام بشكل غريزي، حيث شعر بوجود شيء خاطئ ولكنه كان يكافح للعثور على الكلمات الصحيحة. مد يده ببطء، “لقد اشتقت إليك… كيف كنت صمدت مؤخرًا؟”

شاهد ليستر المكان الذي اختفت فيه أجاثا. فقط عندما أغلق الصدع، أطلق تنهيدة عميقة، وغرق بشدة في كرسيه عندما قال للجندي، “يمكنك إغلاق الباب الآن.”

“مارثا، أنا…” تقدم لورانس إلى الأمام بشكل غريزي، حيث شعر بوجود شيء خاطئ ولكنه كان يكافح للعثور على الكلمات الصحيحة. مد يده ببطء، “لقد اشتقت إليك… كيف كنت صمدت مؤخرًا؟”

كانت مهمته المباشرة هي صياغة رسالة عاجلة إلى قاعة المدينة لتسليط الضوء على الحادث الغريب الذي وقع على مشارف دولتهم المدينة.

“مارثا، أنا…” تقدم لورانس إلى الأمام بشكل غريزي، حيث شعر بوجود شيء خاطئ ولكنه كان يكافح للعثور على الكلمات الصحيحة. مد يده ببطء، “لقد اشتقت إليك… كيف كنت صمدت مؤخرًا؟”

“قم بتخزين الذراع، ارفع الشراع الرئيسي، أطلق الحبال، أمسك بالشراع – لقد وصلنا إلى قلب المحيط…”

كان موظفو الموانئ في المدينة والدولة يوجهون السفن بجد إلى نقاط الرسو المخصصة لها، وكان الموظفون يرتدون الزي الأسود أو الأزرق يقفون على الرصيف الخرساني الثابت، كل منهم منهمك في مهامه وسط الرياح القارسة. كانت تفاعلاتهم مع بعضهم البعض محدودة، مما رسم صورة للاجتهاد الصامت.

“تستعد الكاتدرائية أيضًا لاتخاذ إجراء،” قالت أجاثا. “نظرًا للظروف، أصبحت خطط الاستكشاف لجزيرة داجر الآن عديمة الجدوى، وسنحول تركيزنا إلى تحقيق شامل في المدينة. تمكن الحراس من اكتشاف بعض الأدلة التي تشير إلى مكان وجود أعضاء طائفة الإبادة والعديد من نقاط الالتقاء المحتملة. سأشرف شخصيًا على فريق لمعالجة هذا الأمر.*

وعلى مسافة أبعد قليلًا، كانت هناك سفن أخرى راسية. يبدو أنهم رسوا لفترة من الوقت، ولم يظهر على سطح السفينة سوى عدد قليل من أفراد الطاقم. ويبدو أن إجراءات التحميل والتفريغ وإعادة التخزين الخاصة بهم قد اكتملت، مما يتركهم على الأرجح في انتظار الحصول على تصريح للإبحار من الميناء.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

خلف الرصيف، كان الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة مرئيًا. امتد الطريق الممتد نحو المباني المهيبة في المسافة. لم تكن مصابيح الغاز المبطنة للطريق مضاءة بعد، وبما أن الوقت كان يقترب من الغسق، كان هناك عدد قليل من المشاة. لم تُشاهد سوى العربة العرضية وهي تندفع على الطريق المظلم تدريجيًا.

“لو كنت مكانك، فلن أضيع الوقت في طرح الأسئلة، وسأذهب على الفور،” ردت الملاحية وذراعاها ما زالتا متشابكتين وهي تنظر إلى القبطان العجوز بجو من الاستسلام، ““أنت” لقد خذلت حذرك يا لورانس.”

وقف لورانس على حافة سطح السفينة، ونظره مثبت على مباني الدولة البعيدة.

ومع ذلك، تمكنت السفينة البلوط الأبيض من الرسو بأمان في الدولة المدينة. على الرغم من الطقس القاسي الملحوظ الذي واجهوه خلال رحلتهم، إلا أنهم كانوا محظوظين بما يكفي لتجنب أي عواصف كارثية.

لم تكن هذه مغامرته الأولى إلى فروست، ولكن مرت عدة سنوات منذ زيارته الأخيرة. إن مرور الوقت الطويل، إلى جانب ذاكرته المتلاشية، جعل من الصعب عليه أن يتذكر المظهر السابق للمدينة. الآن، بينما كان ينظر إلى الأبراج والأبراج البعيدة المظللة في اتجاه الشفق، اجتاحه شعور بعدم الألفة.

“فهمت، سأنقل تعليماتك،” أجاب المساعد الأول بابتسامة، ثم سأل بشكل عرضي، “هل تخطط للذهاب بمفردك؟ هل يجب أن نعين عددًا قليلًا من الرجال لمرافقتك؟”

ومع ذلك، تمكنت السفينة البلوط الأبيض من الرسو بأمان في الدولة المدينة. على الرغم من الطقس القاسي الملحوظ الذي واجهوه خلال رحلتهم، إلا أنهم كانوا محظوظين بما يكفي لتجنب أي عواصف كارثية.

“مارثا…” تمايلت حلق لورانس وهو يتلمس الزجاجة الصغيرة في جيبه، ففقدها عدة مرات.

تردد صوت خطى تقترب من الخلف، مما دفع القبطان المسن إلى إدارة رأسه ورؤية زميله الأول يقترب.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

أبلغ المساعد الأول، “لقد أوشكنا على الانتهاء من عملية التفتيش، ويتساءل الطاقم عما إذا كان بإمكانهم النزول اليوم. لقد كانوا محتجزين في السفينة لفترة طويلة.”

“جزيرة داجر… لقد اختفت!” الجندي الذي أحضر الرسالة تلعثم محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه. حتى كمحارب متمرس، كان هذا موقفًا صعبًا، “منذ فترة قصيرة، شهدنا سلسلة من الانفجارات التي اندلعت في جزيرة داجر، والتي من المفترض أن يكون سببها السكان المتبقين الذين بدا أنهم نفذوا سلسلة من التفجيرات عبر منشآت مختلفة… والذي تبع ذلك أسطول الدوريات المتواجد في المنطقة لمراقبة الغرق السريع للجزيرة حتى اختفت تماما تحت سطح المحيط…”

رفع لورنس نظره إلى السماء، وعلى الرغم من أن خلق العالم لم يظهر بعد، إلا أن بقايا الشفق قد تضاءلت تقريبًا إلى حافة الغموض. عقد حاجبيه وهز رأسه قائلًا، “لقد فات الأوان الآن. تفرض المدينة حظر التجول بعد غروب الشمس، والنزول الآن لن يتركهم في أي مكان يذهبون إليه. ينبغي أن يبقوا على متن السفينة لهذه الليلة. سأقوم شخصيا بزيارة مكتب شؤون المرفأ في وقت لاحق للتعامل مع الإجراءات الشكلية المتبقية. بحلول صباح الغد، يمكن لأي شخص آخر الذهاب إلى الشاطئ.”

عند مدخل الدرج، وقف شخص ما، وذراعاه مطويتان على صدره، يراقب لورانس بصمت في الضوء الخافت.

“فهمت، سأنقل تعليماتك،” أجاب المساعد الأول بابتسامة، ثم سأل بشكل عرضي، “هل تخطط للذهاب بمفردك؟ هل يجب أن نعين عددًا قليلًا من الرجال لمرافقتك؟”

خفت حدة صوت مارثا تدريجيًا، ثم تراجع في النهاية، وركزت نظرتها على لورانس. تمتمت، كما لو كانت تتحدث مع نفسها تقريبًا، “لورنس، تحرك بحذر، لقد وصلت إلى قلب المحيط.”

“ليس هناك حاجة. يمكن رؤية المدخل الرئيسي لمكتب الميناء بوضوح من هنا – بجوار الرصيف مباشرةً،” لوح لورانس باستخفاف وأشار نحو منطقة مضيئة ليست بعيدة جدًا عن الشاطئ. “بمجرد مغادرة مفتشي الميناء، أريد منكم جميعًا فحص كل شيء. مناطق تخزين السفينة بشكل كامل، وخاصة السطح السفلي حيث توجد الآثار والغرف المغلقة، في حالة قيام شخص ما بتشغيل الإعداد بلا مبالاة.”

“على أية حال، هذا يضعنا في مأزق خطير. لم نبدأ التحقيق بعد، ولا يزال الوضع في جزيرة داغر يكتنفه الغموض. لن تقدر قاعة المدينة هذه الأخبار،” تجعد جبين ليستر أكثر عندما كان يقرع بأصابعه على الطاولة. فجأة تذكر شيئًا ما، وأعاد انتباهه إلى الجندي، “بالمناسبة، كيف استجاب أسطول الضباب؟”

“أجل يا قبطان.”

بمجرد رحيل مساعده الأول، استنشق لورانس نفسًا عميقًا من هواء الليل. الرياح الباردة الثاقبة التي تهب من البحار الشمالية ملأت رئتيه، وأعادته إلى اليقظة الكاملة.

“في خضم العاصفة، وسط التنافر، نحن على بعد لوح واحد فقط من قبضة الموت.”

ثم هز القبطان المخضرم رأسه، متذمرًا قليلًا من الظروف الجوية القاسية قبل أن يتجه نحو الدرج القريب.

“لقد احتفظوا بموقعهم الأصلي، ولم يخرقوا خط التحذير البحري،” أفاد الجندي على الفور. “ومع ذلك، بعد اختفاء جزيرة داجر، قام اثنان من زوارقهم السريعة بالالتفاف لفترة قصيرة نحو المنطقة – وبقيا لمدة عشر دقائق تقريبًا، ثم تراجعا بسرعة.”

عند مدخل الدرج، وقف شخص ما، وذراعاه مطويتان على صدره، يراقب لورانس بصمت في الضوء الخافت.

“ليس هناك حاجة. يمكن رؤية المدخل الرئيسي لمكتب الميناء بوضوح من هنا – بجوار الرصيف مباشرةً،” لوح لورانس باستخفاف وأشار نحو منطقة مضيئة ليست بعيدة جدًا عن الشاطئ. “بمجرد مغادرة مفتشي الميناء، أريد منكم جميعًا فحص كل شيء. مناطق تخزين السفينة بشكل كامل، وخاصة السطح السفلي حيث توجد الآثار والغرف المغلقة، في حالة قيام شخص ما بتشغيل الإعداد بلا مبالاة.”

توقف لورانس وتوقف، ولم ينطق إلا بتردد عندما تعرف على الهيئة، “… مارثا؟ ما الذي تفعلينه هنا؟”

“لورنس، كيف أصبح عمرك هكذا؟” مدت الملاحة يدها، وكان صوتها خشنًا لكنه رقيق. بقي مظهرها الشاب، وعلى الرغم من أن قسوة الحياة التي قضتها في البحر قد حفرت خطوطًا على وجهها، إلا أنها كانت مذهلة كما يتذكر لورانس، “لقد كان عمرًا كاملًا، أليس كذلك؟ أنت لست الفتى المفعم بالحيوية الذي كنت عليه من قبل… ولا أنا…”

“لو كنت مكانك، فلن أضيع الوقت في طرح الأسئلة، وسأذهب على الفور،” ردت الملاحية وذراعاها ما زالتا متشابكتين وهي تنظر إلى القبطان العجوز بجو من الاستسلام، ““أنت” لقد خذلت حذرك يا لورانس.”

أومأت أجاثا برأسها بشكل خافت، ثم رفعت عصاها ونقرت بها بلطف على الأرض مرتين. مع تردد صدى العصا المتصلة بالأرض في الغرفة، تحول شكلها فجأة إلى عاصفة من الرياح الرمادية. حلقت هذه الرياح مباشرة في صدع خافت تجسد على ما يبدو من العدم على الأرض.

“مارثا، أنا…” تقدم لورانس إلى الأمام بشكل غريزي، حيث شعر بوجود شيء خاطئ ولكنه كان يكافح للعثور على الكلمات الصحيحة. مد يده ببطء، “لقد اشتقت إليك… كيف كنت صمدت مؤخرًا؟”

“مارثا، أنا آسف،” أمسك لورانس زجاجة الدواء بإحكام وسكب السائل حاد المذاق في فمه، مما جعل صورة مارثا ضبابية واختفيت تدريجيًا.

فبقيت مرثا صامتة ولم تجب على سؤاله. كانت الملاح تراقبه بهدوء فقط، ويبدو أن نظرتها تركز على نقطة بعيدة. وسط نسيم البحر اللطيف وإيقاع الأمواج الهادئ، بدأت تدندن بهدوء،

عند مدخل الدرج، وقف شخص ما، وذراعاه مطويتان على صدره، يراقب لورانس بصمت في الضوء الخافت.

“أبحر، أبحر، المتجول في البحر يضغط…”

تحطمت كومة الأوراق التي كانت في قبضة ليستر على الطاولة عندما نهض فجأة من كرسيه – كان الأمر أشبه بأنه قفز من مكانه. اتسعت عيناه بعدم تصديق وهو يحدق في الجندي الذي أمامه، “أعد ما قلته للتو؟! ماذا حدث في جزيرة داجر؟!”

“في خضم العاصفة، وسط التنافر، نحن على بعد لوح واحد فقط من قبضة الموت.”

قال ليستر وعيناه ترتفعان لمقابلة الكاهنة ذات الرداء الأسود التي تقف أمامه، “أنا على ثقة من أنك ستحرزين تقدمًا، يا حارسة البوابة، إن الوضع يتصاعد بسرعة، ونحن في حاجة ماسة إلى المساعدة من العالم الغامض. أكثر مما سبق.”

“قم بتخزين الذراع، ارفع الشراع الرئيسي، أطلق الحبال، أمسك بالشراع – لقد وصلنا إلى قلب المحيط…”

فجأة، أخذ لورانس نفسًا عميقًا، وقد شحذ الهواء البارد المنعش حواسه. ومضت ذكرى في ذهنه، مما دفعه إلى البحث بسرعة في جيبه بطريقة محمومة.

خفت حدة صوت مارثا تدريجيًا، ثم تراجع في النهاية، وركزت نظرتها على لورانس. تمتمت، كما لو كانت تتحدث مع نفسها تقريبًا، “لورنس، تحرك بحذر، لقد وصلت إلى قلب المحيط.”

تحطمت كومة الأوراق التي كانت في قبضة ليستر على الطاولة عندما نهض فجأة من كرسيه – كان الأمر أشبه بأنه قفز من مكانه. اتسعت عيناه بعدم تصديق وهو يحدق في الجندي الذي أمامه، “أعد ما قلته للتو؟! ماذا حدث في جزيرة داجر؟!”

فجأة، أخذ لورانس نفسًا عميقًا، وقد شحذ الهواء البارد المنعش حواسه. ومضت ذكرى في ذهنه، مما دفعه إلى البحث بسرعة في جيبه بطريقة محمومة.

كان بإمكانه تقريبًا أن يشم رائحة مارثا، تلك الرائحة المألوفة والمريحة مع لمسة من الحمضيات، العطر الذي اختارته.

تقدمت مارثا خطوة واحدة، وكانت تتجه نحوه ببطء.

“مارثا…” أخيرًا حدد مكان الزجاجة الصغيرة.

“لورنس، كيف أصبح عمرك هكذا؟” مدت الملاحة يدها، وكان صوتها خشنًا لكنه رقيق. بقي مظهرها الشاب، وعلى الرغم من أن قسوة الحياة التي قضتها في البحر قد حفرت خطوطًا على وجهها، إلا أنها كانت مذهلة كما يتذكر لورانس، “لقد كان عمرًا كاملًا، أليس كذلك؟ أنت لست الفتى المفعم بالحيوية الذي كنت عليه من قبل… ولا أنا…”

“مارثا، أنا…” تقدم لورانس إلى الأمام بشكل غريزي، حيث شعر بوجود شيء خاطئ ولكنه كان يكافح للعثور على الكلمات الصحيحة. مد يده ببطء، “لقد اشتقت إليك… كيف كنت صمدت مؤخرًا؟”

“مارثا…” تمايلت حلق لورانس وهو يتلمس الزجاجة الصغيرة في جيبه، ففقدها عدة مرات.

“لو كنت مكانك، فلن أضيع الوقت في طرح الأسئلة، وسأذهب على الفور،” ردت الملاحية وذراعاها ما زالتا متشابكتين وهي تنظر إلى القبطان العجوز بجو من الاستسلام، ““أنت” لقد خذلت حذرك يا لورانس.”

كان بإمكانه تقريبًا أن يشم رائحة مارثا، تلك الرائحة المألوفة والمريحة مع لمسة من الحمضيات، العطر الذي اختارته.

“تستعد الكاتدرائية أيضًا لاتخاذ إجراء،” قالت أجاثا. “نظرًا للظروف، أصبحت خطط الاستكشاف لجزيرة داجر الآن عديمة الجدوى، وسنحول تركيزنا إلى تحقيق شامل في المدينة. تمكن الحراس من اكتشاف بعض الأدلة التي تشير إلى مكان وجود أعضاء طائفة الإبادة والعديد من نقاط الالتقاء المحتملة. سأشرف شخصيًا على فريق لمعالجة هذا الأمر.*

“مارثا…” أخيرًا حدد مكان الزجاجة الصغيرة.

قال ليستر وعيناه ترتفعان لمقابلة الكاهنة ذات الرداء الأسود التي تقف أمامه، “أنا على ثقة من أنك ستحرزين تقدمًا، يا حارسة البوابة، إن الوضع يتصاعد بسرعة، ونحن في حاجة ماسة إلى المساعدة من العالم الغامض. أكثر مما سبق.”

ممسكًا به في يده، مثبتًا في البقعة الموجودة على سطح السفينة، لاحظ أن الشخصية من ماضيه تمد يدها نحوه، وهو مشهد أعاد تمثيله مرات لا تحصى في أحلامه. وبينما كانت يدها الدافئة كما يتذكر، تخدش أطراف شعره بلطف، شاهد المرأة من ماضيه تبتسم له كما لو كانت تشاركه شوقًا ظل غير محقق لفترة طويلة جدًا …

بمجرد رحيل مساعده الأول، استنشق لورانس نفسًا عميقًا من هواء الليل. الرياح الباردة الثاقبة التي تهب من البحار الشمالية ملأت رئتيه، وأعادته إلى اليقظة الكاملة.

“مارثا، أنا آسف،” أمسك لورانس زجاجة الدواء بإحكام وسكب السائل حاد المذاق في فمه، مما جعل صورة مارثا ضبابية واختفيت تدريجيًا.

“في خضم العاصفة، وسط التنافر، نحن على بعد لوح واحد فقط من قبضة الموت.”


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“مارثا، أنا…” تقدم لورانس إلى الأمام بشكل غريزي، حيث شعر بوجود شيء خاطئ ولكنه كان يكافح للعثور على الكلمات الصحيحة. مد يده ببطء، “لقد اشتقت إليك… كيف كنت صمدت مؤخرًا؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

تقدمت مارثا خطوة واحدة، وكانت تتجه نحوه ببطء.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وقف لورانس على حافة سطح السفينة، ونظره مثبت على مباني الدولة البعيدة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط