نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 364

المغادرة سرًا

المغادرة سرًا

الفصل 364 “المغادرة سرًا”

وبطريقة غريبة تشبه الشبح تقريبًا، بدت مارثا وكأنها اختفت في الهواء، ولم تترك أي أثر لوجودها كما لو كانت مجرد وهم من نسج الخيال منذ البداية. ومع ذلك، فإن بقايا حضورها لا تزال واضحة. بقي الدفء الخافت المتبقي من لمستها على جلد لورانس، وتحديدًا على الصدغين حيث كانت أصابعها ترعى. طاف في الهواء عطر ليموني رقيق، مما يشير إلى جوهرها العالق.

رفع الأسقف إيفان يده المغطاة بالضمادات، ومن بين الفجوات الموجودة في الأغطية، بدا أن ضبابًا شبحيًا أبيض اللون ينبعث ببطء.

غرق لورانس في مزيج من الارتباك والعاطفة الخام. ارتجفت يده، التي كانت عادة ثابتة، قليلًا عندما حاول استبدال غطاء زجاجة زجاجية صغيرة. كان قلبه ينبض داخل صدره، وكانت نبضاته مدوية وقوية، فاقت هدير أعتى العواصف التي شهدها في حياته.

هذا النقص الغريب في رد الفعل عزز عزيمة لورانس، وأكد شكوكه في أن حكمه كان دقيقًا.

مع هزة، بدأ عقل لورانس العقلاني، مثل الاستيقاظ من حلم طويل ومربك. لقد أذهله إدراك مدى قربه من فقدان نفسه تمامًا، والدخول في حالة من الوهم الذي لا هوادة فيه. بالنسبة لشخص مثله، وهو قبطان بحري متمرس قضى جزءًا كبيرًا من حياته في الإبحار في المحيطات الشاسعة التي لا ترحم، فإن مثل هذه الحالة العقلية الخبيثة يمكن أن تؤدي إلى كارثة. بمجرد أن يصبح محاصرًا، سيكون من الصعب جدًا العودة إلى عالم العقل. ومع ذلك، في لحظة الكشف هذه، لم يشعر بموجة من الارتياح ولا برعشة خوف مستمرة من قربه من الجنون الذي لا يمكن السيطرة عليه.

الآن لم يكن الوقت المناسب للسماح للجنون بالسيطرة.

كل ما كان يستهلكه هو شعور ثقيل بالحزن والندم.

“لا”، أجاب المساعد الأول دون تردد. “لقد أمرت الجميع بالبقاء على متن السفينة، وقد امتثلوا جميعًا. لقد رسينا هنا لبضع ساعات الآن.”

كان شعور الحزن والندم هذا بمثابة تذكير مروع – إشارة إلى أنه توقف في أعماقه عن القتال ضد مفهوم الجنون نفسه.

بإلقاء نظرة حذرة حوله، قام القبطان المخضرم بفحص البلوط الأبيض بدقة مرة أخرى. بدا كل شيء طبيعيًا قدر الإمكان. وبعد ذلك، رفع عينيه نحو الدولة الجزيرة المجاورة.

في محاولته لاستعادة السيطرة، أخذ لورانس نفسًا عميقًا، محاولًا إزالة شبكة الأفكار المشوشة التي خيمت على تفكيره العقلاني. ألقى نظرة خاطفة حوله. كانت سفينة البلوط الأبيض القوية تقع تحته، مليئة بأفراد الطاقم الذين اعتمدوا على خبرته لتوجيههم بأمان إلى بلاند.

وبطريقة غريبة تشبه الشبح تقريبًا، بدت مارثا وكأنها اختفت في الهواء، ولم تترك أي أثر لوجودها كما لو كانت مجرد وهم من نسج الخيال منذ البداية. ومع ذلك، فإن بقايا حضورها لا تزال واضحة. بقي الدفء الخافت المتبقي من لمستها على جلد لورانس، وتحديدًا على الصدغين حيث كانت أصابعها ترعى. طاف في الهواء عطر ليموني رقيق، مما يشير إلى جوهرها العالق.

الآن لم يكن الوقت المناسب للسماح للجنون بالسيطرة.

هناك شيء لا يمكن إنكاره في هذا المكان!

مع تنهيدة تحمل لمحة من الاستسلام، تمتم القبطان المخضرم في نفسه، “لقد حان الوقت لأتقاعد…” بدأ رحلته نحو الدرج القريب، ولكن بعد خطوات قليلة، توقفت حركته فجأة، وظل التعبير الجدي يخيم على وجهه.

هناك شيء لا يمكن إنكاره في هذا المكان!

عاد عقله بشكل لا إرادي إلى المشهد عندما تجسدت “مارثا”. وعلى الرغم من أنه كان يدرك جيدًا أن الانغماس في مثل هذه “الذاكرة” يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر وقد يؤدي إلى هلوسة أخرى لها، إلا أنه وجد نفسه ضائعًا في الذكريات. أثارت الجملتان اللتان نطقت بهما مارثا اهتمامًا غريبًا بداخله،

“لورنس، تحرك بحذر، لقد وصلت إلى قلب المحيط…”

“قبطان؟” بدا أن مساعده الأول، الذي كان يحرس الجسر، مندهشًا من وصول لورانس المفاجئ. نهض من كرسيه، وتحرك بسرعة نحو قبطانه، “اعتقدت أنك ستذهب إلى الشاطئ…؟”

“لو كنت مكانك، لن أضيع الوقت في طرح الأسئلة وسأغادر على الفور… لقد أصبحت أقل حذرًا…”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وجد نفسه يكرر هذه الجمل دون وعي. على الرغم من إدراكه أن هذا التفاعل الوهمي كان نتيجة لذاكرة مشوشة ووظيفة إدراكية مضطربة، إلا أنه لم يستطع مقاومة اعتبار هذه الكلمات بمثابة تحذير مسبق. حتى لو لم تكن مارثا موجودة، فهل كان هناك احتمال أن يكون عقله الباطن قد اكتشف خطرًا وشيكًا؟ هل يمكن أن تكون هذه الجمل بمثابة جرس إنذار يدق من أعماق نفسه البديهية؟

في محاولته لاستعادة السيطرة، أخذ لورانس نفسًا عميقًا، محاولًا إزالة شبكة الأفكار المشوشة التي خيمت على تفكيره العقلاني. ألقى نظرة خاطفة حوله. كانت سفينة البلوط الأبيض القوية تقع تحته، مليئة بأفراد الطاقم الذين اعتمدوا على خبرته لتوجيههم بأمان إلى بلاند.

بإلقاء نظرة حذرة حوله، قام القبطان المخضرم بفحص البلوط الأبيض بدقة مرة أخرى. بدا كل شيء طبيعيًا قدر الإمكان. وبعد ذلك، رفع عينيه نحو الدولة الجزيرة المجاورة.

رفع الأسقف إيفان يده المغطاة بالضمادات، ومن بين الفجوات الموجودة في الأغطية، بدا أن ضبابًا شبحيًا أبيض اللون ينبعث ببطء.

قدمت فروست المجاورة صورة للحياة الطبيعية أيضًا. كانت منطقة الميناء المجاورة مشهدًا صافيًا وهادئًا وغير مضطرب، بينما كانت منطقة المدينة القريبة تنبض بالحياة تدريجيًا مع التوهج الناعم للأضواء المتلألئة. على مسافة بعيدة، كان هناك جرف مهيب يطل على المناظر البحرية. كانت صورتها الظلية الصارمة والرائعة محفورة بشكل صارخ على السماء الخافتة.

أجاب لورانس باقتضاب، “لقد تغيرت الظروف، هناك شعور غريب… منذ متى ونحن راسيون هنا؟ هل تسلل أحد من السفينة؟”

ومع ذلك، بدأ إحساس خفي بالانزعاج يسود كيان لورانس، ويتصاعد مثل مد لا هوادة فيه داخل صدره. ووسط هذا القلق المتزايد، وجد نفسه يستمع إلى التهويدة الهادئة للأمواج القريبة. في البداية، واجه صعوبة في تمييزه عن الصوت المحيط للمحيط وهو يداعب هيكل سفينة البلوط الأبيض، لكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى يفهم أن الصوت كان يتردد صداه داخل عقله.

مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن السفينة، بدأت المراوح تحت الماء في تحريكها الإيقاعي، ودفعت البلوط الأبيض بعيدًا عن الميناء. ومع ذلك، فإن صوت الماء المتموج تحت حركة السفينة ملأ الهواء، مما تسبب في توتر واضح سيطر على الجميع. وظلت أعينهم مثبتة على الصورة الظلية لدولة المدينة، التي يلفها الآن شبه الظلام.

“لحن الموج الهادئ.. هل هو نذير شيء مهدد؟ هل يمكن أن تكون الحماية السماوية لسماوية العاصفة جومونا تظهر نفسها؟!”

غرق لورانس في مزيج من الارتباك والعاطفة الخام. ارتجفت يده، التي كانت عادة ثابتة، قليلًا عندما حاول استبدال غطاء زجاجة زجاجية صغيرة. كان قلبه ينبض داخل صدره، وكانت نبضاته مدوية وقوية، فاقت هدير أعتى العواصف التي شهدها في حياته.

بزغ شعور بالإلحاح على لورانس، فتخلى على الفور عن خطته الأولية للنزول إلى الشاطئ. دار على كعبه، واتخذ خطًا مباشرًا نحو جسر السفينة. هبت رياح الليل الباردة عبر أذنيه، وعواءها الحاد يشق صمت الليل ويوقظ حواسه.

“تأكد من الظلام الدامس على متن السفينة، ولا تطلق صافرة البخار،” أوعز لورانس لمساعده الأول بسرعة. ثم انتقل إلى دفة القيادة، ممسكًا بعجلة القيادة بيد قوية، “سأتولى التوجيه – أبقِ ضغط الغلاية مرتفعًا، وكن مستعدًا للتحميل الزائد في أي لحظة.”

“قبطان؟” بدا أن مساعده الأول، الذي كان يحرس الجسر، مندهشًا من وصول لورانس المفاجئ. نهض من كرسيه، وتحرك بسرعة نحو قبطانه، “اعتقدت أنك ستذهب إلى الشاطئ…؟”

غرق لورانس في مزيج من الارتباك والعاطفة الخام. ارتجفت يده، التي كانت عادة ثابتة، قليلًا عندما حاول استبدال غطاء زجاجة زجاجية صغيرة. كان قلبه ينبض داخل صدره، وكانت نبضاته مدوية وقوية، فاقت هدير أعتى العواصف التي شهدها في حياته.

أجاب لورانس باقتضاب، “لقد تغيرت الظروف، هناك شعور غريب… منذ متى ونحن راسيون هنا؟ هل تسلل أحد من السفينة؟”

نقلت الأمر على الفور عبر السفينة. تجمع البحارة المذهولين على عجل، وسرعان ما انطلقوا إلى العمل، واستعدوا لمغادرة غير متوقعة بمهاراتهم المصقولة جيدًا.

“لا”، أجاب المساعد الأول دون تردد. “لقد أمرت الجميع بالبقاء على متن السفينة، وقد امتثلوا جميعًا. لقد رسينا هنا لبضع ساعات الآن.”

يبدو أن أحدًا لم يلاحظ أن السفينة تشعل قلبها البخاري في عباءة الظلام، كما لم يظهر أي عائق لمنع البلوط الأبيض من الهروب خلسةً.

“من حسن الحظ أنه لم ينزل أحد من السفينة،” أومأ لورانس برأسه بسرعة، ثم حول انتباهه نحو لوحة التحكم. “أشعل قلب البخار، سنغادر هذا الميناء.”

“تأكد من الظلام الدامس على متن السفينة، ولا تطلق صافرة البخار،” أوعز لورانس لمساعده الأول بسرعة. ثم انتقل إلى دفة القيادة، ممسكًا بعجلة القيادة بيد قوية، “سأتولى التوجيه – أبقِ ضغط الغلاية مرتفعًا، وكن مستعدًا للتحميل الزائد في أي لحظة.”

“اه ماذا؟” من الواضح أن المساعد الأول تفاجأ. “مغادرة الميناء؟ لكننا فقط…”

نقل لورانس مخاوفه بسرعة، مدركًا تمامًا مدى غرابة نظامه. لم يكن لديه أي دليل ملموس لدعم مشاعر الانزعاج لديه باستثناء حدسه الغريزي. بعد الانتهاء من رحلة طويلة، كان الطاقم وآلات السفينة في حاجة ماسة إلى بعض الراحة. لذلك، بدا قراره بمغادرة الميناء فجأة جريئًا، بل ومتسرعًا.

قاطعه لورانس في منتصف جملته قائلًا، “هناك شيء غير صحيح في هذا المكان، لا أستطيع تحديد ما هو بالضبط، لكنه مقلق. هل تتذكر المضاعفات السابقة مع المرصد؟ وقبل ذلك عندما لم نتمكن من التواصل مع فروست؟ ومنذ ذلك الحين، يبدو أن حرسنا الجماعي قد انخفض. يبدو الأمر كما لو أن شيئًا ما… يتلاعب بنا.”

حدق مساعده الأول في القبطان، وكانت مجموعة من المشاعر تومض على وجهه. ثم ثبت انتباهه وحيا وأجاب بحزم، “نعم يا قبطان!”

نقل لورانس مخاوفه بسرعة، مدركًا تمامًا مدى غرابة نظامه. لم يكن لديه أي دليل ملموس لدعم مشاعر الانزعاج لديه باستثناء حدسه الغريزي. بعد الانتهاء من رحلة طويلة، كان الطاقم وآلات السفينة في حاجة ماسة إلى بعض الراحة. لذلك، بدا قراره بمغادرة الميناء فجأة جريئًا، بل ومتسرعًا.

بإلقاء نظرة حذرة حوله، قام القبطان المخضرم بفحص البلوط الأبيض بدقة مرة أخرى. بدا كل شيء طبيعيًا قدر الإمكان. وبعد ذلك، رفع عينيه نحو الدولة الجزيرة المجاورة.

علاوة على ذلك، فإن مغادرة الميناء تتطلب الالتزام باللوائح البحرية المختلفة والتنسيق مع سلطات الميناء. إن إشعال قلب البخار دون إشعار مسبق سيكون بمثابة انتهاك صارخ للبروتوكولات، وسيتحمل المسؤولية عن أفعاله.

يبدو أن أحدًا لم يلاحظ أن السفينة تشعل قلبها البخاري في عباءة الظلام، كما لم يظهر أي عائق لمنع البلوط الأبيض من الهروب خلسةً.

ومع ذلك، كان النذير المشؤوم داخل قلب لورانس يزداد حدة، وأصبح صوت الأمواج المتردد داخل عقله مرتفعًا ومستمرًا بشكل متزايد. وكأن حماية جومونا السماوية تحثه على قطع كل اتصالاته مع سلطات الميناء، والامتناع عن التلفظ بكلمة أخرى.

مع تنهيدة تحمل لمحة من الاستسلام، تمتم القبطان المخضرم في نفسه، “لقد حان الوقت لأتقاعد…” بدأ رحلته نحو الدرج القريب، ولكن بعد خطوات قليلة، توقفت حركته فجأة، وظل التعبير الجدي يخيم على وجهه.

حدق مساعده الأول في القبطان، وكانت مجموعة من المشاعر تومض على وجهه. ثم ثبت انتباهه وحيا وأجاب بحزم، “نعم يا قبطان!”

استنشق لورانس نفسًا عميقًا، وأحكم قبضته على عجلة القيادة، “للأمام بأقصى سرعة!”

على متن السفينة، كانت أوامر القبطان مطلقة.

حدق مساعده الأول في القبطان، وكانت مجموعة من المشاعر تومض على وجهه. ثم ثبت انتباهه وحيا وأجاب بحزم، “نعم يا قبطان!”

يمكن للقبطان المضطرب أن يوجه الطاقم بأكمله نحو الكارثة، ولكن على الجانب الآخر، يمكن للقبطان المتمرس وذو المعرفة أن ينقذهم من المواقف المحفوفة بالمخاطر.

ومع ذلك، لم تظهر الدولة المدينة أي علامات على وجود خلل. على الرغم من أن تصرفات البلوط الأبيض الخفية لم تكن على الأرجح مخفية كما كان يأمل لورانس، إلا أنه لم يتبع ذلك أي علامات على الفضول أو التحقيق.

نقلت الأمر على الفور عبر السفينة. تجمع البحارة المذهولين على عجل، وسرعان ما انطلقوا إلى العمل، واستعدوا لمغادرة غير متوقعة بمهاراتهم المصقولة جيدًا.

تحولت نظرته إلى محطة الاتصالات اللاسلكية القريبة. كانت آلة التلغراف صامتة بشكل ينذر بالسوء.

حمل محفز معدني جديد في قلب البخار، مما أدى إلى إطلاق طنين الآلات العميق والمطمئن داخل أحشاء البلوط الأبيض. قام البحارة بفك الحبال الراسية بتكتم وأعادوا الممر إلى سطح السفينة. في هذه الأثناء، تمركز لورانس على الجسر، يراقب النشاط على الرصيف من خلال النافذة الزجاجية الواسعة بكثافة تشبه الصقور.

كان الأسقف ملفوفًا بالضمادات مثل المومياء، ولم يكشف سوى عن عين واحدة. يرتدي ثوبًا أسودًا مزينًا بزخارف ذهبية لهذه المناسبة، وفي يده صولجان. عندما اقتربت أجاثا، كسر حاجز الصمت، “لقد أبلغت عن جزيرة داجر.”

كانت هناك شخصيات تتحرك على الرصيف، وكانت أشكالها ضبابية وشبه طيفية تحت الوهج الناعم لمصابيح الغاز. مرت سيارتان للشحن من مسافة بعيدة، وتلقي صورهما الظلية الضخمة بظلال طويلة مخيفة على المسار المرصوف بالحصى.

في محاولته لاستعادة السيطرة، أخذ لورانس نفسًا عميقًا، محاولًا إزالة شبكة الأفكار المشوشة التي خيمت على تفكيره العقلاني. ألقى نظرة خاطفة حوله. كانت سفينة البلوط الأبيض القوية تقع تحته، مليئة بأفراد الطاقم الذين اعتمدوا على خبرته لتوجيههم بأمان إلى بلاند.

يبدو أن أحدًا لم يلاحظ أن السفينة تشعل قلبها البخاري في عباءة الظلام، كما لم يظهر أي عائق لمنع البلوط الأبيض من الهروب خلسةً.

أقام تمثال بارتوك، سماوي الموت، وقفة احتجاجية صامتة في أقصى نهاية الكنيسة. وضع تابوت داكن اللون ومفتوح الغطاء أفقيًا على المنصة عند قاعدة التمثال. وقف الأسقف إيفان، الذي يستريح عادة داخل التابوت، بجانبه ويرفع نظره نحو أجاثا.

كانت الظروف تتكشف بشكل أفضل بكثير مما توقعه لورانس. حتى أن خطته المتشائمة للطوارئ قد فكرت في احتمال أنه في اللحظة التي يشعل فيها قلب البخار، قد ترتفع العديد من المجسات الوحشية من البحر المحيط، مما يسحب البلوط الأبيض إلى أعماقه المائية.

نقل لورانس مخاوفه بسرعة، مدركًا تمامًا مدى غرابة نظامه. لم يكن لديه أي دليل ملموس لدعم مشاعر الانزعاج لديه باستثناء حدسه الغريزي. بعد الانتهاء من رحلة طويلة، كان الطاقم وآلات السفينة في حاجة ماسة إلى بعض الراحة. لذلك، بدا قراره بمغادرة الميناء فجأة جريئًا، بل ومتسرعًا.

“تأكد من الظلام الدامس على متن السفينة، ولا تطلق صافرة البخار،” أوعز لورانس لمساعده الأول بسرعة. ثم انتقل إلى دفة القيادة، ممسكًا بعجلة القيادة بيد قوية، “سأتولى التوجيه – أبقِ ضغط الغلاية مرتفعًا، وكن مستعدًا للتحميل الزائد في أي لحظة.”

ومع ذلك، كان النذير المشؤوم داخل قلب لورانس يزداد حدة، وأصبح صوت الأمواج المتردد داخل عقله مرتفعًا ومستمرًا بشكل متزايد. وكأن حماية جومونا السماوية تحثه على قطع كل اتصالاته مع سلطات الميناء، والامتناع عن التلفظ بكلمة أخرى.

“نعم أيا قبطان.”

مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن السفينة، بدأت المراوح تحت الماء في تحريكها الإيقاعي، ودفعت البلوط الأبيض بعيدًا عن الميناء. ومع ذلك، فإن صوت الماء المتموج تحت حركة السفينة ملأ الهواء، مما تسبب في توتر واضح سيطر على الجميع. وظلت أعينهم مثبتة على الصورة الظلية لدولة المدينة، التي يلفها الآن شبه الظلام.

على الرغم من الشكوك التي تحيط بالجميع، إلا أن الجميع على متن السفينة التزموا بأوامر القبطان القديم دون أدنى شك. كان بإمكان لورانس أن يشعر باللوياثان المعدني الموجود تحته يستيقظ ويتحرك إلى العمل.

قدمت فروست المجاورة صورة للحياة الطبيعية أيضًا. كانت منطقة الميناء المجاورة مشهدًا صافيًا وهادئًا وغير مضطرب، بينما كانت منطقة المدينة القريبة تنبض بالحياة تدريجيًا مع التوهج الناعم للأضواء المتلألئة. على مسافة بعيدة، كان هناك جرف مهيب يطل على المناظر البحرية. كانت صورتها الظلية الصارمة والرائعة محفورة بشكل صارخ على السماء الخافتة.

مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن السفينة، بدأت المراوح تحت الماء في تحريكها الإيقاعي، ودفعت البلوط الأبيض بعيدًا عن الميناء. ومع ذلك، فإن صوت الماء المتموج تحت حركة السفينة ملأ الهواء، مما تسبب في توتر واضح سيطر على الجميع. وظلت أعينهم مثبتة على الصورة الظلية لدولة المدينة، التي يلفها الآن شبه الظلام.

بإلقاء نظرة حذرة حوله، قام القبطان المخضرم بفحص البلوط الأبيض بدقة مرة أخرى. بدا كل شيء طبيعيًا قدر الإمكان. وبعد ذلك، رفع عينيه نحو الدولة الجزيرة المجاورة.

بعد استيعاب كل هذا، شعر لورانس بالعرق اللزج الذي يبلل راحتيه.

قدمت فروست المجاورة صورة للحياة الطبيعية أيضًا. كانت منطقة الميناء المجاورة مشهدًا صافيًا وهادئًا وغير مضطرب، بينما كانت منطقة المدينة القريبة تنبض بالحياة تدريجيًا مع التوهج الناعم للأضواء المتلألئة. على مسافة بعيدة، كان هناك جرف مهيب يطل على المناظر البحرية. كانت صورتها الظلية الصارمة والرائعة محفورة بشكل صارخ على السماء الخافتة.

ومع ذلك، لم تظهر الدولة المدينة أي علامات على وجود خلل. على الرغم من أن تصرفات البلوط الأبيض الخفية لم تكن على الأرجح مخفية كما كان يأمل لورانس، إلا أنه لم يتبع ذلك أي علامات على الفضول أو التحقيق.

كانت الظروف تتكشف بشكل أفضل بكثير مما توقعه لورانس. حتى أن خطته المتشائمة للطوارئ قد فكرت في احتمال أنه في اللحظة التي يشعل فيها قلب البخار، قد ترتفع العديد من المجسات الوحشية من البحر المحيط، مما يسحب البلوط الأبيض إلى أعماقه المائية.

تحولت نظرته إلى محطة الاتصالات اللاسلكية القريبة. كانت آلة التلغراف صامتة بشكل ينذر بالسوء.

هبت عاصفة من الرياح الرمادية عبر الفناء، وبلغت ذروتها عند مدخل الكاتدرائية لتشكل شخصية أجاثا، التي تحركت بخفة عبر غرفة الانتظار والصحن، متجهة نحو “متلى التأمل” حيث يقيم الأسقف إيفان.

في الظروف العادية، كان من المفترض أن تكون هيئة الميناء قد بدأت بالفعل في إجراء اتصال عاجل، وكان مسؤولو الميناء المناوبون سيشككون في رحيل البلوط الأبيض المفاجئ. لكن الغريب أنه لم يكن هناك سوى الصمت.

نقلت الأمر على الفور عبر السفينة. تجمع البحارة المذهولين على عجل، وسرعان ما انطلقوا إلى العمل، واستعدوا لمغادرة غير متوقعة بمهاراتهم المصقولة جيدًا.

هذا النقص الغريب في رد الفعل عزز عزيمة لورانس، وأكد شكوكه في أن حكمه كان دقيقًا.

يبدو أن أحدًا لم يلاحظ أن السفينة تشعل قلبها البخاري في عباءة الظلام، كما لم يظهر أي عائق لمنع البلوط الأبيض من الهروب خلسةً.

هناك شيء لا يمكن إنكاره في هذا المكان!

ومع ذلك، كان النذير المشؤوم داخل قلب لورانس يزداد حدة، وأصبح صوت الأمواج المتردد داخل عقله مرتفعًا ومستمرًا بشكل متزايد. وكأن حماية جومونا السماوية تحثه على قطع كل اتصالاته مع سلطات الميناء، والامتناع عن التلفظ بكلمة أخرى.

ارتفعت قوة قلب البخار بدرجة أخرى، ودارت المراوح بقوة متزايدة، وانسحب البلوط الأبيض بسرعة من الرصيف. أمام السفينة مباشرة، انكشف البحر المفتوح مثل لوحة ضخمة من القماش، وتألق سطح الماء تحت الضوء الخافت.

“قبطان؟” بدا أن مساعده الأول، الذي كان يحرس الجسر، مندهشًا من وصول لورانس المفاجئ. نهض من كرسيه، وتحرك بسرعة نحو قبطانه، “اعتقدت أنك ستذهب إلى الشاطئ…؟”

استنشق لورانس نفسًا عميقًا، وأحكم قبضته على عجلة القيادة، “للأمام بأقصى سرعة!”

استنشق لورانس نفسًا عميقًا، وأحكم قبضته على عجلة القيادة، “للأمام بأقصى سرعة!”

“اه ماذا؟” من الواضح أن المساعد الأول تفاجأ. “مغادرة الميناء؟ لكننا فقط…”

هبت عاصفة من الرياح الرمادية عبر الفناء، وبلغت ذروتها عند مدخل الكاتدرائية لتشكل شخصية أجاثا، التي تحركت بخفة عبر غرفة الانتظار والصحن، متجهة نحو “متلى التأمل” حيث يقيم الأسقف إيفان.

مع هزة، بدأ عقل لورانس العقلاني، مثل الاستيقاظ من حلم طويل ومربك. لقد أذهله إدراك مدى قربه من فقدان نفسه تمامًا، والدخول في حالة من الوهم الذي لا هوادة فيه. بالنسبة لشخص مثله، وهو قبطان بحري متمرس قضى جزءًا كبيرًا من حياته في الإبحار في المحيطات الشاسعة التي لا ترحم، فإن مثل هذه الحالة العقلية الخبيثة يمكن أن تؤدي إلى كارثة. بمجرد أن يصبح محاصرًا، سيكون من الصعب جدًا العودة إلى عالم العقل. ومع ذلك، في لحظة الكشف هذه، لم يشعر بموجة من الارتياح ولا برعشة خوف مستمرة من قربه من الجنون الذي لا يمكن السيطرة عليه.

أقام تمثال بارتوك، سماوي الموت، وقفة احتجاجية صامتة في أقصى نهاية الكنيسة. وضع تابوت داكن اللون ومفتوح الغطاء أفقيًا على المنصة عند قاعدة التمثال. وقف الأسقف إيفان، الذي يستريح عادة داخل التابوت، بجانبه ويرفع نظره نحو أجاثا.

استنشق لورانس نفسًا عميقًا، وأحكم قبضته على عجلة القيادة، “للأمام بأقصى سرعة!”

كان الأسقف ملفوفًا بالضمادات مثل المومياء، ولم يكشف سوى عن عين واحدة. يرتدي ثوبًا أسودًا مزينًا بزخارف ذهبية لهذه المناسبة، وفي يده صولجان. عندما اقتربت أجاثا، كسر حاجز الصمت، “لقد أبلغت عن جزيرة داجر.”

المفروض انشر اليوم ١٠ فصول بس بسبب بعض الأمور لم اقدر.

“لقد جمعت الكثير منذ أن كنت تشرف شخصيًا على هذا الاجتماع،” ردت أجاثا برأسها. كانت لهجتها تحمل نبرة قلق، “ولكن هل تستطيع حالتك الجسدية تحمل هذا؟”

بإلقاء نظرة حذرة حوله، قام القبطان المخضرم بفحص البلوط الأبيض بدقة مرة أخرى. بدا كل شيء طبيعيًا قدر الإمكان. وبعد ذلك، رفع عينيه نحو الدولة الجزيرة المجاورة.

رفع الأسقف إيفان يده المغطاة بالضمادات، ومن بين الفجوات الموجودة في الأغطية، بدا أن ضبابًا شبحيًا أبيض اللون ينبعث ببطء.

كانت هناك شخصيات تتحرك على الرصيف، وكانت أشكالها ضبابية وشبه طيفية تحت الوهج الناعم لمصابيح الغاز. مرت سيارتان للشحن من مسافة بعيدة، وتلقي صورهما الظلية الضخمة بظلال طويلة مخيفة على المسار المرصوف بالحصى.

“طالما يمتلك الجسد أو الإرادة القوة، فهي كافية.”

علاوة على ذلك، فإن مغادرة الميناء تتطلب الالتزام باللوائح البحرية المختلفة والتنسيق مع سلطات الميناء. إن إشعال قلب البخار دون إشعار مسبق سيكون بمثابة انتهاك صارخ للبروتوكولات، وسيتحمل المسؤولية عن أفعاله.


المفروض انشر اليوم ١٠ فصول بس بسبب بعض الأمور لم اقدر.

“اه ماذا؟” من الواضح أن المساعد الأول تفاجأ. “مغادرة الميناء؟ لكننا فقط…”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

في الظروف العادية، كان من المفترض أن تكون هيئة الميناء قد بدأت بالفعل في إجراء اتصال عاجل، وكان مسؤولو الميناء المناوبون سيشككون في رحيل البلوط الأبيض المفاجئ. لكن الغريب أنه لم يكن هناك سوى الصمت.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

مع هزة، بدأ عقل لورانس العقلاني، مثل الاستيقاظ من حلم طويل ومربك. لقد أذهله إدراك مدى قربه من فقدان نفسه تمامًا، والدخول في حالة من الوهم الذي لا هوادة فيه. بالنسبة لشخص مثله، وهو قبطان بحري متمرس قضى جزءًا كبيرًا من حياته في الإبحار في المحيطات الشاسعة التي لا ترحم، فإن مثل هذه الحالة العقلية الخبيثة يمكن أن تؤدي إلى كارثة. بمجرد أن يصبح محاصرًا، سيكون من الصعب جدًا العودة إلى عالم العقل. ومع ذلك، في لحظة الكشف هذه، لم يشعر بموجة من الارتياح ولا برعشة خوف مستمرة من قربه من الجنون الذي لا يمكن السيطرة عليه.

ومع ذلك، لم تظهر الدولة المدينة أي علامات على وجود خلل. على الرغم من أن تصرفات البلوط الأبيض الخفية لم تكن على الأرجح مخفية كما كان يأمل لورانس، إلا أنه لم يتبع ذلك أي علامات على الفضول أو التحقيق.

“تأكد من الظلام الدامس على متن السفينة، ولا تطلق صافرة البخار،” أوعز لورانس لمساعده الأول بسرعة. ثم انتقل إلى دفة القيادة، ممسكًا بعجلة القيادة بيد قوية، “سأتولى التوجيه – أبقِ ضغط الغلاية مرتفعًا، وكن مستعدًا للتحميل الزائد في أي لحظة.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط