نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 376

التسنّط

التسنّط

الفصل 376 “التسنّط”

في مركز معالجة مياه الصرف الصحي بأكمله… لم يكن هناك سوى “إنسان” واحد.

تردد صدى طنين الآلات المستمر عبر الشبكة المتاهة الواسعة للبنية التحتية للمصنع، الأنابيب الشاهقة التي تعمل بمثابة الشرايين تنبض مع اندفاع الماء المستمر، مما يخلق سيمفونية ميكانيكية ملأت الكهف الصناعي. كانت الرائحة المميزة والنفاذة للكواشف الكيميائية القاسية تنبعث في الهواء، وهو عطر ضار قوي للغاية لدرجة حيازته القدرة على تحريك المعدة بنفحة واحدة.

“ثلاثة… نعم، ثلاثة،” تلعثم المدير، ويبدو أنه يشعر بالقلق من التغيير المفاجئ في سلوك أجاثا. “هل… هل هناك مشكلة؟”

وقفت حارسة البوابة الشابة، أجاثا، بصلابة بجانب السياج الواقي، وضاقت عيناها عندما تفحصت البركة العازلة الممتدة تحتها. دار السائل المعتم في الداخل وزبد بعنف، وتكسر فقاعة من حين لآخر السطح لتطلق وميضًا من الدخان ذي اللون الغريب. شابه الخزان بشكل مخيف العصائر الهضمية المتموجة لبعض المخلوقات العملاقة الأخرى.

استدار المدير متفاجئًا، “الجميع؟”

في مكان قريب، وقف مدير المصنع، يرتدي معطفًا بنيًا فاتحًا ويحمل علامات واضحة لتساقط الشعر مع تقدم العمر، بخطوة خلف أجاثا. كان القلق واضحًا على وجهه، وكانت يده تعبث بالزر الموجود على صدره كما لو كان مرساة تشتد الحاجة إليها في هذه العاصفة من عدم اليقين.

أومأت له أجاثا بالموافقة وسحبت عصاها. وبينما أوشكت على التراجع، بدت وكأنها تتذكر شيئًا مهمًا، “انتظر لحظة، ليس فقط الكهنة المقيمين. أريد أن يكون الجميع حاضرين هنا.”

“تتقارب مياه الصرف الصحي القادمة من شارع أوك ومحيط المقبرة رقم 4 عند هذه النقطة،” قال المدير بعناية، وعيناه تومض بين البركة العازلة والملامح الرواقية لحارسة البوابة. “بناء على أوامرك، قمنا على الفور بقطع توصيلات الأنابيب في المنطقة المحيطة وفحصنا بدقة أنظمة الإنذار لكل تجمع عازل. لم نعثر على أي مؤشرات على تلوث خارق للطبيعة…”

ومع ذلك، تمامًا كما كانت على وشك حرق الزنديق، تغلغلت تعويذة غامضة أخرى في الهواء من مكان مجاور.

استوعبت أجاثا تقريره في صمت قبل أن تطرح سؤالها الأول فجأة، “ما هو الإجراء القياسي لمعالجة مياه الصرف الصحي هنا؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

يبدو أن استفسارها قد فاجأ المدير، لكنه تعافى بسرعة، وأجاب، “يبدأ العلاج بتنقية البخار عالي الضغط للقضاء على أي تلوث محتمل. كما تعلمين، فإن هذه المياه العادمة، بعد تفاعلها مع البشر وانتقالها عبر خطوط أنابيب غامضة ومتعرجة، غالبًا ما تصبح مضيفًا لبعض الأشياء غير المرغوب فيها. وتتبع عملية التنقية بالبخار عملية الترسيب والترشيح. ما تلاحظيه تحتنا هو بركة الترسيب. تتم عملية تنقية البخار الثانية بعد هذه المرحلة. وبعد ذلك، يعاد تدوير جزء من المياه المعالجة إلى نظام المصنع، بينما يُطلق الجزء المتبقي… في البحر.”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

عندما أنهى شرحه، أومأت أجاثا برأسها بمهارة، ثم استفسرت مرة أخرى، “ما هو الوقت التقريبي لعبور مياه الصرف الصحي من شارع شمال أوك إلى هذا الموقع؟”

هههههههه.

وذكر المدير، “اعتمادًا على ظروف محددة، لا تتجاوز المدة عمومًا الساعتين.”

“ومدة احتباس مياه الصرف الصحي هنا؟”

“ومدة احتباس مياه الصرف الصحي هنا؟”

تجسدت صورة الكاهن الأول في مجال رؤيتها – شيخ هزيل يرتدي ثوبًا من الكتان، وسلسلة داكنة مثل حجر السبج تبرز من المنطقة أسفل قفصه الصدري. كلب صيد مكتئب، مقيد بالسلاسل في النهاية، يميل رأسه نحوها، ويندمج فمه بسرعة في رجس من الطاقة الملوثة.

“يستبدل الماء الموجود في حوض الترسيب كل اثنتين وسبعين ساعة،” أوضح المدير، وتصاعد قلقه وهو يمسح العرق عن جبينه المجعد. “إن إجراءات التنقية والتفتيش لدينا تتبع إرشادات صارمة ولا يمكن اختصارها تحت هذه الفترة الزمنية.”

أومأت أجاثا برأسها مرة أخرى، وبدت غارقة في أفكارها، حيث عالج عقلها المعلومات ووفقها مع الجدول الزمني لـ “حادثة التزييف” في المبنى السكني والجدول الزمني لمعالجة مياه الصرف الصحي. فكرت بصوت عالٍ، “لذا، إذا تمكن الكيان من الهروب عبر نظام الصرف الصحي، فيجب أن يظل موجودًا هنا…”

تردد صدى الأصوات الثلاثية في جوقة متتالية، مما أثار عبوس أجاثا.

المدير، الذي بدا الآن غير مستقر بشكل واضح، لم يتمكن من احتواء فضوله لفترة أطول، توسّل “حارسة البوابة”، وهو يمسح جبهته اللامعة، “ماذا… ما الذي حدث بالضبط؟ هل هناك شكل من أشكال التلوث ينتشر عبر شبكة الصرف الصحي لدينا؟”

كانت امرأة ذات شحوب مروع على هامش رؤيتها تمد يدها في اتجاهها. كان كيان قطط، جمع من شظايا هيكل عظمي وماء أسود، منحنيًا بجانب المرأة.

“لا يمكننا استبعاد هذا الاحتمال تمامًا،” ردت أجاثا، وألقت نظرة سريعة على المدير الذي بدا مهتزًا بشكل واضح قبل أن تحول انتباهها نحو تجمع الحراس الذين يرتدون ملابس سوداء موحدة. وكانوا يجمعون العينات بشكل منهجي ويفحصون المعدات المختلفة في جميع أنحاء المنشأة. “ومع ذلك، بناءً على اختباراتنا حتى الآن، يبدو أن الظروف هنا ضمن المعايير الطبيعية.”

الفصل 376 “التسنّط”

“نعم،” ابتسم المدير، ولم يكن التوتر في ملامحه مقنعًا تمامًا. “يراقب كل ركن من أركان هذا المكان بواسطة نظام إنذار متقن، مصمم خصيصًا للكشف عن أي آثار للتلوث المدنس. علاوة على ذلك، يضم مركز العلاج هذا ثلاثة كهنة مقيمين متخصصين، يقومون بإجراء اختبارات منتظمة على عينات المياه…”

ومع ذلك، تمامًا كما كانت على وشك حرق الزنديق، تغلغلت تعويذة غامضة أخرى في الهواء من مكان مجاور.

“كهنة مقيمين؟” تدخلت أجاثا، وكانت لهجتها تشير إلى أنها تذكرت شيئًا مهمًا. استدارت لتواجه المدير، “هل قلت أن هناك ثلاثة كهنة مقيمين هنا؟”

تغيرت تعابير أجاثا بمهارة، لكنها كانت مستعدة. في اللحظة التي فتح فيها كلب الصيد الكئيب فكيه الغائرين، كانت قد تجاوزت بالفعل ببراعة، وكان العصا في يدها اليمنى في وضع الاستعداد، وطرفها مشتعل بلهب شاحب.

“ثلاثة… نعم، ثلاثة،” تلعثم المدير، ويبدو أنه يشعر بالقلق من التغيير المفاجئ في سلوك أجاثا. “هل… هل هناك مشكلة؟”

أحست بوجود شذوذ.

“يجب أن يكون هناك كاهنان فقط هنا. ينظم عدد الكهنة المقيمين على جميع مستويات المرافق البلدية بدقة. ومن أين أتى هذا الكاهن الثالث؟”

“لا!” أجاب المدير على الفور. “لقد وصل الطلب قبل خمسة عشر دقيقة فقط من تغيير الوردية. بقي جميع الأفراد المناوبين متمركزين هنا.”

غدت ملامح المدير متصلبة على الفور، وظهر بريق من العرق البارد على جبينه بينما لوح الشعور الخوف في الأفق يستحوذ على هاتين العينين.

ومع ذلك، تمامًا كما كانت على وشك حرق الزنديق، تغلغلت تعويذة غامضة أخرى في الهواء من مكان مجاور.

لاحظت أجاثا رد فعله، ورفعت عصاها بسرعة ووضعتها على كتفه. قامت قوة مطمئنة بقمع موجات “الخوف” التي تهدد بغمر وعيه. أمرت بصوت صارم، “اسمع، من المهم أن تحافظ على رباطة جأشك. مهمتك التالية هي جمع كل الكهنة المقيمين وإحضارهم إلى هنا. أخبرهم أن حارسة البوابة تحتاج إلى مزيد من المعلومات حول الموقف. سلوكك لا ينبغي أن يكشف عن أي علامات الضيق، هل تفهم؟”

تجسدت صورة الكاهن الأول في مجال رؤيتها – شيخ هزيل يرتدي ثوبًا من الكتان، وسلسلة داكنة مثل حجر السبج تبرز من المنطقة أسفل قفصه الصدري. كلب صيد مكتئب، مقيد بالسلاسل في النهاية، يميل رأسه نحوها، ويندمج فمه بسرعة في رجس من الطاقة الملوثة.

يبدو أن انزعاج المدير قد خفت، وإن ظل متوترًا بعض الشيء. أومأ برأسه على عجل، “نعم، أنا… أفهم… سأبدأ على الفور.”

وقد اندلع ما يقرب من عشرة “موظفين” كانوا يرافقون المدير في صراع عنيف مع الحراس القريبين.

أومأت له أجاثا بالموافقة وسحبت عصاها. وبينما أوشكت على التراجع، بدت وكأنها تتذكر شيئًا مهمًا، “انتظر لحظة، ليس فقط الكهنة المقيمين. أريد أن يكون الجميع حاضرين هنا.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

استدار المدير متفاجئًا، “الجميع؟”

“الجميع،” كررت أجاثا، وقد كانت لهجتها مليئة بلمحة من عدم الارتياح. وتساءلت أيضًا، “منذ الأمس، هل خرج أحد من مركز العلاج هذا؟”

“الجميع،” كررت أجاثا، وقد كانت لهجتها مليئة بلمحة من عدم الارتياح. وتساءلت أيضًا، “منذ الأمس، هل خرج أحد من مركز العلاج هذا؟”

“كهنة مقيمين؟” تدخلت أجاثا، وكانت لهجتها تشير إلى أنها تذكرت شيئًا مهمًا. استدارت لتواجه المدير، “هل قلت أن هناك ثلاثة كهنة مقيمين هنا؟”

“لا!” أجاب المدير على الفور. “لقد وصل الطلب قبل خمسة عشر دقيقة فقط من تغيير الوردية. بقي جميع الأفراد المناوبين متمركزين هنا.”

وكان هذا الكاهن الثالث.

“ممتاز، اجمعهم جميعًا هنا. اشرح ذلك على أنه فحص إلزامي. إبقاء الأجواء خفيفة، وتجنب إثارة أي شبهة. الآن، تابع.”

على الرغم من عدم تمكّنها من ملاحظة أي تعابير مشبوهة أو حركات غير منتظمة، وبالرغم من عدم وجود أي شذوذات إدراكية، إلا أن البركة السماوية لبارتوك قد أكّدت وجود تضارب لأجاثا. كانت هذه التضارب مخفيّة في التوالُج الإيقاعي لأنفاسهم، والدقات الخافة لنبضات قلوبهم، حتى في تسليط ظلالهم على الأرض.

أومأ المدير، الذي كان شعره خفيفًا ومائلًا بعض الشيء، برأسه وابتعد بسرعة، محاولًا بشكل واضح استعادة رباطة جأشه. وقفت أجاثا جامدة بجانب البركة العازلة، وركزت نظرتها على صورته الظلية المنسحبة حتى اختفت خلف باب بعيد. عندها فقط أشارت إلى الحراس القريبين، الذين اكتشفوا بالفعل التوتر المتنامي.

لاحظت أجاثا رد فعله، ورفعت عصاها بسرعة ووضعتها على كتفه. قامت قوة مطمئنة بقمع موجات “الخوف” التي تهدد بغمر وعيه. أمرت بصوت صارم، “اسمع، من المهم أن تحافظ على رباطة جأشك. مهمتك التالية هي جمع كل الكهنة المقيمين وإحضارهم إلى هنا. أخبرهم أن حارسة البوابة تحتاج إلى مزيد من المعلومات حول الموقف. سلوكك لا ينبغي أن يكشف عن أي علامات الضيق، هل تفهم؟”

هرع الحراس، الذين يرتدون ملابسهم السوداء، إلى العمل على الفور. بدأوا في ترتيب الأحرف الرونية المخفية بدقة حول الأرض المفتوحة المتاخمة للمسبح العازل، وقاموا بتوزيع الشبكة المعقدة من الأنابيب والتقاطعات بمزيج من الزيوت العطرية ومسحوق البخور المسحوق. وبمجرد الانتهاء من أعمالهم التحضيرية، اتخذوا مواقع استراتيجية حول الموقع، متنكرين يقظتهم تحت ستار عمليات التفتيش المستمرة للمنشآت.

“الجميع،” كررت أجاثا، وقد كانت لهجتها مليئة بلمحة من عدم الارتياح. وتساءلت أيضًا، “منذ الأمس، هل خرج أحد من مركز العلاج هذا؟”

عندما تفرق الحراس للقيام بمهامهم، رفعت أجاثا عصاها عاليًا ورسمت بشكل منهجي مثلثًا متساوي الأضلاع في المساحة المحيطة بها، يمتد كل جانب من جوانبه إلى مترين تقريبًا. لقد وضعت نفسها في وسط هذا الشكل الهندسي، متكئة على عصاها بكلتا يديها، تجسيدًا للترقب الهادئ.

أمرت أجاثا الكهنة الثلاثة بالتفرق، ثم شرعت نظرتها في مسح بطيء ودقيق لبحر الوجوه أمامها.

بدأ صدى وقع الأقدام الإيقاعي من اتجاه نقطة الدخول الأساسية. عاد المدير إلى مرفق العلاج، وظهرت عودته إلى المنطقة المجاورة للمسبح العازل بسلسلة من المجموعات المتنوعة.

كانت امرأة ذات شحوب مروع على هامش رؤيتها تمد يدها في اتجاهها. كان كيان قطط، جمع من شظايا هيكل عظمي وماء أسود، منحنيًا بجانب المرأة.

وكان من بين الحشد ثلاث شخصيات بارزة، أعضاء معينين في كنيسة الموت. يرتدون ثياب الكنيسة ويحملون شارات مقدسة، وهي شهادة على انتمائهم الديني.

تحت إشراف المدير، تجمع حوالي عشرة موظفين في مركز العلاج أمام أجاثا. شكلوا طابورًا فضفاضًا، وقدموا تحياتهم بعصبية نحو “حارسة البوابة” الواقفة أمامهم. انحرف الثلاثي من الكهنة المقيمين بعيدًا عن الرتبة والملف، وانحنوا بلطف لأجاثا وفقًا للآداب الداخلية والمعايير الهرمية لكنيسة الموت.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

أمرت أجاثا الكهنة الثلاثة بالتفرق، ثم شرعت نظرتها في مسح بطيء ودقيق لبحر الوجوه أمامها.

لاحظت أجاثا رد فعله، ورفعت عصاها بسرعة ووضعتها على كتفه. قامت قوة مطمئنة بقمع موجات “الخوف” التي تهدد بغمر وعيه. أمرت بصوت صارم، “اسمع، من المهم أن تحافظ على رباطة جأشك. مهمتك التالية هي جمع كل الكهنة المقيمين وإحضارهم إلى هنا. أخبرهم أن حارسة البوابة تحتاج إلى مزيد من المعلومات حول الموقف. سلوكك لا ينبغي أن يكشف عن أي علامات الضيق، هل تفهم؟”

أحست بوجود شذوذ.

تردد صدى طنين الآلات المستمر عبر الشبكة المتاهة الواسعة للبنية التحتية للمصنع، الأنابيب الشاهقة التي تعمل بمثابة الشرايين تنبض مع اندفاع الماء المستمر، مما يخلق سيمفونية ميكانيكية ملأت الكهف الصناعي. كانت الرائحة المميزة والنفاذة للكواشف الكيميائية القاسية تنبعث في الهواء، وهو عطر ضار قوي للغاية لدرجة حيازته القدرة على تحريك المعدة بنفحة واحدة.

على الرغم من عدم تمكّنها من ملاحظة أي تعابير مشبوهة أو حركات غير منتظمة، وبالرغم من عدم وجود أي شذوذات إدراكية، إلا أن البركة السماوية لبارتوك قد أكّدت وجود تضارب لأجاثا. كانت هذه التضارب مخفيّة في التوالُج الإيقاعي لأنفاسهم، والدقات الخافة لنبضات قلوبهم، حتى في تسليط ظلالهم على الأرض.

في الوقت نفسه، انجذبت يدها نحو عينها اليسرى – مقلة العين، المفعمة بالحيوية بشكل مدهش، خرجت على الفور من تجويفها، وهبطت دون خطأ في راحة يدها الممدودة.

رمشت أجاثا بعينيها، وأعادت تقييم محيطها عقليًا للتأكد من دقة ملاحظاتها، ثم بزغ الإدراك في ذهنها.

في الواقع، كان التدخل الإدراكي موجودًا، والذي استمر حتى في حضورها، “حارسة بوابة فروست” الهائلة.

تغيرت تعابير أجاثا بمهارة، لكنها كانت مستعدة. في اللحظة التي فتح فيها كلب الصيد الكئيب فكيه الغائرين، كانت قد تجاوزت بالفعل ببراعة، وكان العصا في يدها اليمنى في وضع الاستعداد، وطرفها مشتعل بلهب شاحب.

هل هذا مظهر من مظاهر التحدي الجريء؟ أم ذلك نتيجة الجهل تجاه القوى الهائلة لحارسة البوابة؟ أو ربما هذا التدخل الإدراكي ببساطة لا يمكن السيطرة عليه؟ تحولت نظرة أجاثا تدريجيًا، وهبطت في النهاية على ثلاثي الكهنة.

تردد صدى طنين الآلات المستمر عبر الشبكة المتاهة الواسعة للبنية التحتية للمصنع، الأنابيب الشاهقة التي تعمل بمثابة الشرايين تنبض مع اندفاع الماء المستمر، مما يخلق سيمفونية ميكانيكية ملأت الكهف الصناعي. كانت الرائحة المميزة والنفاذة للكواشف الكيميائية القاسية تنبعث في الهواء، وهو عطر ضار قوي للغاية لدرجة حيازته القدرة على تحريك المعدة بنفحة واحدة.

باستبعاد عشرات العمال مؤقتًا أو نحو ذلك من تكهناتها، كان أحد هؤلاء الكهنة الثلاثة مزيفًا بلا شك – ولكن من يمكن أن يكون؟ قالت أجاثا بصوت منخفض وثابت، “انطقوا اسم بارتوك، ليظل سيد الموت يقظًا علينا، وينير حجاب الخداع في هذا العالم الزائل.*

في الوقت نفسه، انجذبت يدها نحو عينها اليسرى – مقلة العين، المفعمة بالحيوية بشكل مدهش، خرجت على الفور من تجويفها، وهبطت دون خطأ في راحة يدها الممدودة.

“باسم سيد الموت، بارتوك،” استهل أحد الكهنة دون تردد. “فليبقى حارسنا…”

“تتقارب مياه الصرف الصحي القادمة من شارع أوك ومحيط المقبرة رقم 4 عند هذه النقطة،” قال المدير بعناية، وعيناه تومض بين البركة العازلة والملامح الرواقية لحارسة البوابة. “بناء على أوامرك، قمنا على الفور بقطع توصيلات الأنابيب في المنطقة المحيطة وفحصنا بدقة أنظمة الإنذار لكل تجمع عازل. لم نعثر على أي مؤشرات على تلوث خارق للطبيعة…”

وسرعان ما تبعه الكاهنان المتبقيان، “باسم سيد الموت، بارتوك…”

وكان هذا الكاهن الثالث.

تردد صدى الأصوات الثلاثية في جوقة متتالية، مما أثار عبوس أجاثا.

باستبعاد عشرات العمال مؤقتًا أو نحو ذلك من تكهناتها، كان أحد هؤلاء الكهنة الثلاثة مزيفًا بلا شك – ولكن من يمكن أن يكون؟ قالت أجاثا بصوت منخفض وثابت، “انطقوا اسم بارتوك، ليظل سيد الموت يقظًا علينا، وينير حجاب الخداع في هذا العالم الزائل.*

وأكدت القدرة على نطق اسم السماوي أنهم لم يكونوا بنيات زائفة مصبوبة من الطين ولا من أتباع عقيدة متنافرة. لو كانوا كذلك، لكان الانقسام الشديد في الإيمان كافيًا لتمزيق عقلهم إلى أجزاء صغيرة.

في رؤية أجاثا المحيطية، لاحظت تمزق أجساد “الموظفين” عند الاصطدام، وتقذف مادة تشبه الحمأة قوامها الطيني اللزج.

ولكن كيف يمكن أن يكون هذا؟ هل يمكن أن يكون الكهنة الثلاثة أصليين؟ كان عقل أجاثا عبارة عن زوبعة من التخمين، لكنها حافظت على مظهر خارجي من الصفاء. أومأت برأسها إلى ثلاثي الرجال، وأعلنت، “بعد ذلك، سأجري بعض الفحوصات الأساسية. هو محل تقدير تعاونكم.”

“يستبدل الماء الموجود في حوض الترسيب كل اثنتين وسبعين ساعة،” أوضح المدير، وتصاعد قلقه وهو يمسح العرق عن جبينه المجعد. “إن إجراءات التنقية والتفتيش لدينا تتبع إرشادات صارمة ولا يمكن اختصارها تحت هذه الفترة الزمنية.”

في الوقت نفسه، انجذبت يدها نحو عينها اليسرى – مقلة العين، المفعمة بالحيوية بشكل مدهش، خرجت على الفور من تجويفها، وهبطت دون خطأ في راحة يدها الممدودة.

غدت ملامح المدير متصلبة على الفور، وظهر بريق من العرق البارد على جبينه بينما لوح الشعور الخوف في الأفق يستحوذ على هاتين العينين.

عقدت أجاثا مقلة العين المنفصلة هذه، ووجهت نظرها إلى الكهنة الثلاثة المتجمعين أمامها.

استدار المدير متفاجئًا، “الجميع؟”

تجسدت صورة الكاهن الأول في مجال رؤيتها – شيخ هزيل يرتدي ثوبًا من الكتان، وسلسلة داكنة مثل حجر السبج تبرز من المنطقة أسفل قفصه الصدري. كلب صيد مكتئب، مقيد بالسلاسل في النهاية، يميل رأسه نحوها، ويندمج فمه بسرعة في رجس من الطاقة الملوثة.

“مهرطق! أعتقد أنه سيقف بوقاحة هنا!”

في رؤية أجاثا المحيطية، لاحظت تمزق أجساد “الموظفين” عند الاصطدام، وتقذف مادة تشبه الحمأة قوامها الطيني اللزج.

تغيرت تعابير أجاثا بمهارة، لكنها كانت مستعدة. في اللحظة التي فتح فيها كلب الصيد الكئيب فكيه الغائرين، كانت قد تجاوزت بالفعل ببراعة، وكان العصا في يدها اليمنى في وضع الاستعداد، وطرفها مشتعل بلهب شاحب.

عندما تفرق الحراس للقيام بمهامهم، رفعت أجاثا عصاها عاليًا ورسمت بشكل منهجي مثلثًا متساوي الأضلاع في المساحة المحيطة بها، يمتد كل جانب من جوانبه إلى مترين تقريبًا. لقد وضعت نفسها في وسط هذا الشكل الهندسي، متكئة على عصاها بكلتا يديها، تجسيدًا للترقب الهادئ.

ومع ذلك، تمامًا كما كانت على وشك حرق الزنديق، تغلغلت تعويذة غامضة أخرى في الهواء من مكان مجاور.

في مكان قريب، وقف مدير المصنع، يرتدي معطفًا بنيًا فاتحًا ويحمل علامات واضحة لتساقط الشعر مع تقدم العمر، بخطوة خلف أجاثا. كان القلق واضحًا على وجهه، وكانت يده تعبث بالزر الموجود على صدره كما لو كان مرساة تشتد الحاجة إليها في هذه العاصفة من عدم اليقين.

اهتزت مقلة العين الممسكة بيد أجاثا اليسرى. وفي اللحظة التالية، شاهدتها رؤية شاب ذو شعر من القش وأنف بارز ويداه ممدودتان نحوها. كان قنديل البحر الغامض، الذي يبدو أنه استحضر من مستنقع، يحوم خلفه.

“يستبدل الماء الموجود في حوض الترسيب كل اثنتين وسبعين ساعة،” أوضح المدير، وتصاعد قلقه وهو يمسح العرق عن جبينه المجعد. “إن إجراءات التنقية والتفتيش لدينا تتبع إرشادات صارمة ولا يمكن اختصارها تحت هذه الفترة الزمنية.”

وكان هذا “الكاهن” الثاني.

أومأت أجاثا برأسها مرة أخرى، وبدت غارقة في أفكارها، حيث عالج عقلها المعلومات ووفقها مع الجدول الزمني لـ “حادثة التزييف” في المبنى السكني والجدول الزمني لمعالجة مياه الصرف الصحي. فكرت بصوت عالٍ، “لذا، إذا تمكن الكيان من الهروب عبر نظام الصرف الصحي، فيجب أن يظل موجودًا هنا…”

أصابتها نوبة من الدوار، وبينما تكافح أجاثا لاستعادة توازنها، ترددت تعويذة ثالثة.

رمشت أجاثا بعينيها، وأعادت تقييم محيطها عقليًا للتأكد من دقة ملاحظاتها، ثم بزغ الإدراك في ذهنها.

كانت امرأة ذات شحوب مروع على هامش رؤيتها تمد يدها في اتجاهها. كان كيان قطط، جمع من شظايا هيكل عظمي وماء أسود، منحنيًا بجانب المرأة.

تحت إشراف المدير، تجمع حوالي عشرة موظفين في مركز العلاج أمام أجاثا. شكلوا طابورًا فضفاضًا، وقدموا تحياتهم بعصبية نحو “حارسة البوابة” الواقفة أمامهم. انحرف الثلاثي من الكهنة المقيمين بعيدًا عن الرتبة والملف، وانحنوا بلطف لأجاثا وفقًا للآداب الداخلية والمعايير الهرمية لكنيسة الموت.

وكان هذا الكاهن الثالث.

اهتزت مقلة العين الممسكة بيد أجاثا اليسرى. وفي اللحظة التالية، شاهدتها رؤية شاب ذو شعر من القش وأنف بارز ويداه ممدودتان نحوها. كان قنديل البحر الغامض، الذي يبدو أنه استحضر من مستنقع، يحوم خلفه.

كان جميع الكهنة محتالين، وملأت فوضى القتال الأجواء من جميع الاتجاهات.

وسرعان ما تبعه الكاهنان المتبقيان، “باسم سيد الموت، بارتوك…”

في اللحظة التي بدأ فيها الثلاثي من المساعدين المهرطقين هجومهم، هرع الحراس المحيطون إلى العمل محاولين التدخل. ومع ذلك، فقد واجهوا أيضًا خصومًا هائلين.

أمرت أجاثا الكهنة الثلاثة بالتفرق، ثم شرعت نظرتها في مسح بطيء ودقيق لبحر الوجوه أمامها.

وقد اندلع ما يقرب من عشرة “موظفين” كانوا يرافقون المدير في صراع عنيف مع الحراس القريبين.

بدأ صدى وقع الأقدام الإيقاعي من اتجاه نقطة الدخول الأساسية. عاد المدير إلى مرفق العلاج، وظهرت عودته إلى المنطقة المجاورة للمسبح العازل بسلسلة من المجموعات المتنوعة.

في رؤية أجاثا المحيطية، لاحظت تمزق أجساد “الموظفين” عند الاصطدام، وتقذف مادة تشبه الحمأة قوامها الطيني اللزج.

وكان من بين الحشد ثلاث شخصيات بارزة، أعضاء معينين في كنيسة الموت. يرتدون ثياب الكنيسة ويحملون شارات مقدسة، وهي شهادة على انتمائهم الديني.

كان المدير، الذي تراجع خط شعره، هو الشخص الوحيد الذي تمكن من الاندفاع نحو أنبوب قريب، وأطلق صرخات حادة من الرعب المطلق.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

في مركز معالجة مياه الصرف الصحي بأكمله… لم يكن هناك سوى “إنسان” واحد.

“ومدة احتباس مياه الصرف الصحي هنا؟”


هههههههه.

وقفت حارسة البوابة الشابة، أجاثا، بصلابة بجانب السياج الواقي، وضاقت عيناها عندما تفحصت البركة العازلة الممتدة تحتها. دار السائل المعتم في الداخل وزبد بعنف، وتكسر فقاعة من حين لآخر السطح لتطلق وميضًا من الدخان ذي اللون الغريب. شابه الخزان بشكل مخيف العصائر الهضمية المتموجة لبعض المخلوقات العملاقة الأخرى.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“نعم،” ابتسم المدير، ولم يكن التوتر في ملامحه مقنعًا تمامًا. “يراقب كل ركن من أركان هذا المكان بواسطة نظام إنذار متقن، مصمم خصيصًا للكشف عن أي آثار للتلوث المدنس. علاوة على ذلك، يضم مركز العلاج هذا ثلاثة كهنة مقيمين متخصصين، يقومون بإجراء اختبارات منتظمة على عينات المياه…”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وأكدت القدرة على نطق اسم السماوي أنهم لم يكونوا بنيات زائفة مصبوبة من الطين ولا من أتباع عقيدة متنافرة. لو كانوا كذلك، لكان الانقسام الشديد في الإيمان كافيًا لتمزيق عقلهم إلى أجزاء صغيرة.

تغيرت تعابير أجاثا بمهارة، لكنها كانت مستعدة. في اللحظة التي فتح فيها كلب الصيد الكئيب فكيه الغائرين، كانت قد تجاوزت بالفعل ببراعة، وكان العصا في يدها اليمنى في وضع الاستعداد، وطرفها مشتعل بلهب شاحب.

وقد اندلع ما يقرب من عشرة “موظفين” كانوا يرافقون المدير في صراع عنيف مع الحراس القريبين.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط