نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 379

المواجهة مع المتعصب

المواجهة مع المتعصب

الفصل 379 “المواجهة مع المتعصب”

ومع ذلك، ظلت تعابير وجه أجاثا دون إزعاج. حتى قبل أن تستدعي النيران، شعرت بفراغ قوة الحياة داخل الشاب.

وجدت أجاثا نفسها تتنقل في شوارع المدينة المهجورة بشكل مخيف والتي كانت تعرفها ذات يوم عن طريق ظهر يدها. لقد سقطت الآن المناظر الحضرية التي كانت تعج بالحركة، والتي كانت تمتلئ عادة بحيوية الحياة، في صمت مقلق للغاية، وحل محل حيويتها هدوء مقلق ومميت. لم تستطع التخلص من الشعور المزعج بأن العيون غير المرئية تراقبها من داخل الهياكل الشاهقة في الأعماق الخفية، وتحيط بها من خلف النوافذ المغلقة بإحكام والأبواب الموصدة. شعرت كما لو انها تُلاحق خلسة من كل زاوية وركن مخفي.

حملت ابتسامته دفءًا خفيًا يقترب من سلوك ودود تقريبًا.

انها في سعي لا هوادة فيه لإيجاد طريقة للخروج من هذا العالم الآخر المخيف، أو ربما للهروب من الكائن الشرير الذي حاصرها داخل حدوده.

“هذا ترحيب فظ للغاية،” قال الشاب المولود من جديد متأسفًا، وهو ينفض الغبار عن ملابسه بلا مبالاة متظاهرًا بالعجز عندما التقت عيناه بعيني أجاثا. “آنسة حارسة البوابة، بالتأكيد أنت لا تصدقين أن هذا هو آخر ما لدي. هل تعتقد حقًا أنني سأكشف بشكل متهور عن شكلي الحقيقي في مثل هذا الوضع الخطير؟”

كل موقع أو عنصر يبدو في غير مكانه، حتى في أقل تقدير، يمكن أن يكون بمثابة بوابة، طية خفية بين واقعها الفعلي وهذا البعد الموازي الغريب. ومع ذلك، حتى هذه اللحظة، لم تتمكن من تحديد أي تمزق في نسيج هذه النسخة المرعبة من مدينتها الأصلية.

بعد ذلك، وجهت أجاثا نظرتها إلى المنضدة الموجودة أمامها. توقف النادل، الذي كان منهمكًا دائمًا في تنظيف نفس الكوب، عن حركته المتكررة. ومع ذلك، على عكس العملاء الذين على شاكلة الزومبي بلا تعابير والذين يحيطون به، رفع النادل رأسه ببطء، وابتسامة خفيفة تزين وجهه عندما التقت عيناه بنظرة أجاثا.

الشيء الوحيد المؤكد الذي استطاعت التمسك به في هذا الموقف المحير هو أنها اتصلت بطريقة ما بالظل الدائم الذي كان يلوح في الأفق على مدينتها. سواء كان هذا الاتصال حادثًا عرضيًا أو فخًا متعمدًا نصبته قوة خفية، فقد نجحت في عبور “الحاجز” الذي كان دائمًا يخيم على إدراكها.

“يبدو أنك المحفز وراء كل هذا،” ردت أجاثا، وحافظت على رباطة جأشها بينما تفحص “النادل” الأشقر الواقف أمامها. “تبين أن اكتشافك كان أسهل مما توقعت.”

هذا المكان، الذي يشبه فروست بشكل غريب، بالتأكيد مصدر سلسلة الأحداث الغريبة التي عطلت سلام المدينة في الماضي القريب.

عند خطوتها الثالثة، قام رواد المطعم بإنزال أوانيهم بشكل منهجي. نهضوا من مقاعدهم وكأنهم تجمع من اللاموتى، وأداروا رؤوسهم، وركزوا نظراتهم الشاغرة العديدة عليها في انسجام غريب.

ومن بعيد، وصل صوت صرير عجلة عربة تتدحرج فوق الطريق المرصوف بالحصى إلى أذنيها، واختلط مع الأجراس الناعمة لقرع الجرس والصرير الغريب للأبواب التي تتأرجح مفتوحة ومغلقة.

عندما امتزجت هيئة أجاثا الغامضة بالظلام عند تقاطع آخر، توقفت في مساراتها. لقد أدركت أن التجوال بلا هدف مجرد مضيعة لطاقتها الثمينة ووقتها. ما عليها فعله هو فحص محيطها بنظرة ثاقبة.

عندما وجهت أجاثا انتباهها إلى مصدر هذه الضوضاء، استقبلها شارع فارغ. ومع ذلك، على مسافة أبعد، لاحظت شخصيات غامضة تشير إلى عربات تنطلق عبر التقاطعات وخطوط عريضة غامضة ربما كانت لمشاة يسرعون على طول مساراتهم.

“لا شيء مهم، فقط أقترح عليك البقاء هنا كضيفة لدينا لفترة من الوقت،” أجاب الشاب، وترددت ضحكته في كل مكان بمرح غريب. “لا داعي للقلق بشأن ما يتكشف “أعلاه”. وسرعان ما ستتولى نسخة أخرى منك دورك هناك. سوف تقوم بحشد الحراس، تمامًا كما تفعلين أنت، ثم تقوم بإعداد تقرير يوضح بالتفصيل الوضع الحقيقي في منشأة معالجة مياه الصرف الصحي…”

كان هناك بالفعل “سكان” في هذه المدينة، ولكن في معظم الأحيان، لم يكن بإمكانها سوى إلقاء نظرة خاطفة على ظهورات بعيدة تشبه الأشباح. وبالمثل، يمكنها التقاط الأصوات المكتومة للمحادثات، لكنها في كثير من الأحيان لا تستطيع تحديد مصدرها.

جذبت ضوضاء اسفنجية غريبة انتباهها من طاولة مجاورة. حولت أجاثا نظرتها لترى “المتعشي” يقف متصلبًا بجانب الطاولة، وبدأ جسده في الارتعاش بشكل لا يمكن السيطرة عليه. في اللحظة التالية، بدأت هيئة الشكل في الذوبان مثل شكل الشمع، مادة داكنة ولزجة تزبد وتعيد تشكيل شكلها الخارجي. وفي غضون لحظات، تحول الشخص إلى نسخة مطابقة للرجل الأشقر الشاب، الذي يرتدي نفس القميص الأبيض والسترة السوداء.

كان المكان بأكمله يبدو حلمًا سرياليًا ملتوي.

“حسنًا، حسنًا، يبدو أنك لست في مزاج يسمح لك بالحديث التافه – أنت امرأة جادة تمامًا. وبالمقارنة، كان المشهد الأخير للبروفيسور ميلسون أكثر إمتاعًا بكثير،” هز الشاب كتفيه بلا مبالاة. “لكنني أعتقد أن هذا جيد. طالما بقيت هنا بشكل سلبي لفترة من الوقت، فلا أمانع في استضافة أسير باهت إلى حد ما.” [**: ميلسون مانديلا، هق هق هق.]

عندما امتزجت هيئة أجاثا الغامضة بالظلام عند تقاطع آخر، توقفت في مساراتها. لقد أدركت أن التجوال بلا هدف مجرد مضيعة لطاقتها الثمينة ووقتها. ما عليها فعله هو فحص محيطها بنظرة ثاقبة.

“عدد لا يحصى من العيون الإدراكية، ولكن جميعهم بشر رغم ذلك. ربما تبالغين في تقدير رفاقك،” واجه الرجل الأشقر نظرة أجاثا الباردة، وكانت لهجته رزينة وهادئة. “وفيما يتعلق بالمزيف… هل تعتقدين حقًا أن هناك فرقًا جوهريًا بينك وبين رفاقك و”النظيرة” التي تشيرين إليها؟”

أغمضت عينيها، مما سمح لحواسها بالتوسيع واستيعاب البيئة المحيطة بها، وتشريح المحفزات المختلفة من محيطها بعناية – أوركسترا الأصوات المعقدة، والرائحة المميزة التي ميزت المدينة، واتجاه الريح، والأهم من ذلك، الدفء الواهب للحياة المنبعث من الكائنات الحية.

انها في سعي لا هوادة فيه لإيجاد طريقة للخروج من هذا العالم الآخر المخيف، أو ربما للهروب من الكائن الشرير الذي حاصرها داخل حدوده.

بعد لحظة قصيرة من السكون، دارت أجاثا بحزم على كعبها وغامرت في اتجاه معين. ظلت عيناها مغمضتين، لكنها تنقلت حول العوائق في طريقها بدقة توحي برؤية واضحة. لقد اجتازت بمهارة الأزقة الضيقة، ومفترقات الطرق الصاخبة، والممرات المتعرجة. امتدت رحلتها إلى ما بدا وكأنه مدة لا نهاية لها حتى توقفت في النهاية أمام مبنى مختبئ في زاوية الشارع.

تحول سلوك أجاثا إلى عزيمة جليدية، وابيضت مفاصلها وهي تمسك عصاها بقبضة حديدية. “التزوير لن يخدع الكاتدرائية. هناك عدد لا يحصى من العيون الإدراكية تراقب هناك بيقظة.”

عندما كشفت أجاثا أخيرًا عن عينيها، اكتشفت أنها تقف أمام مطعم ساحر وحيوي. غمر المكان بالوهج الدافئ للضوء الجذاب، ومن قلبه تدفق تيار من الثرثرة المتحركة.

ردت أجاثا وقد بدا وجهها رواقيًا، “أنا أعلم أنك لست حاضرة جسديًا، ولكن على الأقل قد يمنحني ذلك فترة راحة قصيرة من ثرثرتك.”

كانت هذه الأصوات واضحة، وهي تأكيد مهدئ لوجود كائنات حية داخل المبنى.

كان هناك بالفعل “سكان” في هذه المدينة، ولكن في معظم الأحيان، لم يكن بإمكانها سوى إلقاء نظرة خاطفة على ظهورات بعيدة تشبه الأشباح. وبالمثل، يمكنها التقاط الأصوات المكتومة للمحادثات، لكنها في كثير من الأحيان لا تستطيع تحديد مصدرها.

أخذت أجاثا نفسًا عميقًا لتثبت أعصابها، ومدت يدها وفتحت باب المطعم بلطف.

عند دخولها، أطلق الباب رنين جرس عالي النبرة معلنا وصولها. انتشر الجزء الداخلي للمطعم أمام أنظار أجاثا، مما تركها مشوشة للحظات متساءلة عما إذا كانت قد تمكنت بطريقة ما من الانزلاق مرة أخرى من الواقع الموازي المخيف إلى العالم المألوف الذي كانت تتوق إليه.

عند دخولها، أطلق الباب رنين جرس عالي النبرة معلنا وصولها. انتشر الجزء الداخلي للمطعم أمام أنظار أجاثا، مما تركها مشوشة للحظات متساءلة عما إذا كانت قد تمكنت بطريقة ما من الانزلاق مرة أخرى من الواقع الموازي المخيف إلى العالم المألوف الذي كانت تتوق إليه.

“عدد لا يحصى من العيون الإدراكية، ولكن جميعهم بشر رغم ذلك. ربما تبالغين في تقدير رفاقك،” واجه الرجل الأشقر نظرة أجاثا الباردة، وكانت لهجته رزينة وهادئة. “وفيما يتعلق بالمزيف… هل تعتقدين حقًا أن هناك فرقًا جوهريًا بينك وبين رفاقك و”النظيرة” التي تشيرين إليها؟”

كان المطعم مشعًا بالضوء، ويعج بالزبائن والموظفين المشغولين. يمكن رؤية نادل وهو يندفع خلف المنضدة. كان صوت أدوات المائدة المسموع على الأطباق يملأ الهواء، ويتخلله طنين لطيف للمحادثات التي تمس موضوعات عادية مثل الطقس، وشؤون العمل، وأسعار السلع الأساسية. يبدو أن الصمت الشبحي المشؤوم الذي ساد الشوارع الخارجية قد جرفته هذه اللوحة المفعمة بالحيوية للوجود الطبيعي.

حفرت خطوط عبوس في جبين أجاثا. بعد أن فككت رموز الواقع الغريب، أصبحت الأجواء داخل المطعم الآن أكثر إثارة للقلق من الشوارع المقفرة التي تركتها وراءها. ومع ذلك، فهي لم تتراجع. وبدلًا من ذلك، دخلت إلى قلب المطعم.

ومع ذلك، سرعان ما لاحظت أجاثا الشذوذ الصارخ في المشهد. وعلى الرغم من أن رواد المطعم بدا وكأنهم يستمتعون بوجباتهم، إلا أن أطباقهم وأكوابهم فارغة بشكل مثير للقلق. النادل، الذي بدا منشغلًا خلف المنضدة، يسير في مكانه ببساطة، وينظف بلا هوادة نفس الزجاج الذي بحوزته في حلقة لا نهاية لها.

“حسنًا، حسنًا، يبدو أنك لست في مزاج يسمح لك بالحديث التافه – أنت امرأة جادة تمامًا. وبالمقارنة، كان المشهد الأخير للبروفيسور ميلسون أكثر إمتاعًا بكثير،” هز الشاب كتفيه بلا مبالاة. “لكنني أعتقد أن هذا جيد. طالما بقيت هنا بشكل سلبي لفترة من الوقت، فلا أمانع في استضافة أسير باهت إلى حد ما.” [**: ميلسون مانديلا، هق هق هق.]

كان كل فرد يشبه دمية متحركة، مبرمجة بدقة لتقليد مهام الحياة اليومية، وكانت محاكاتها مثالية للغاية لدرجة أنها يمكن أن تخدع مراقبًا عاديًا بسهولة.

بعد ذلك، وجهت أجاثا نظرتها إلى المنضدة الموجودة أمامها. توقف النادل، الذي كان منهمكًا دائمًا في تنظيف نفس الكوب، عن حركته المتكررة. ومع ذلك، على عكس العملاء الذين على شاكلة الزومبي بلا تعابير والذين يحيطون به، رفع النادل رأسه ببطء، وابتسامة خفيفة تزين وجهه عندما التقت عيناه بنظرة أجاثا.

حفرت خطوط عبوس في جبين أجاثا. بعد أن فككت رموز الواقع الغريب، أصبحت الأجواء داخل المطعم الآن أكثر إثارة للقلق من الشوارع المقفرة التي تركتها وراءها. ومع ذلك، فهي لم تتراجع. وبدلًا من ذلك، دخلت إلى قلب المطعم.

عندما كشفت أجاثا أخيرًا عن عينيها، اكتشفت أنها تقف أمام مطعم ساحر وحيوي. غمر المكان بالوهج الدافئ للضوء الجذاب، ومن قلبه تدفق تيار من الثرثرة المتحركة.

كلما كان المكان أكثر غرابة، كان الدليل أقوى على أنها تتحرك في الاتجاه الصحيح.

عند سماع هذه الاكتشافات، تحول سلوك أجاثا الهادئ عادةً إلى الجليد تمامًا. لقد وجهت نظرة حادة وثاقبة على الرجل الأشقر الواقف أمامها، “حتى أنك قمت بتلفيق “نظيرة” من حارسة البوابة؟!”

مع خطوة أجاثا الافتتاحية إلى المطعم، توقفت الثرثرة المتحركة فجأة مع جميع الزبائن – تجمدت وجوههم في منتصف الجملة، وأيديهم لا تزال أثناء تناول الطعام. بمجرد أن أخمدت الأصوات في الفضاء المفتوح على مصراعيه، كان الصوت الوحيد المتبقي هو رنين الأطباق الرتيب واصطدام أدوات المائدة في الصمت الذي أعقب ذلك.

حملت ابتسامته دفءًا خفيًا يقترب من سلوك ودود تقريبًا.

عندما اتخذت أجاثا خطوة ثانية إلى الأمام بجرأة، حتى أن القرقعة الميكانيكية للأطباق وأدوات المائدة توقفت فجأة. تجمد كل فرد حاضر في المطعم في تصرفاته، وأصبحت أجسادهم بلا حراك بجانب طاولاتهم المربعة كما لو أن وحدة التحكم الرئيسية قد أوقفت على الفور قوة حياتهم.

“ما الذي تلمح إليه بكلماتك الأخيرة؟” طلبت أجاثا، بصوتها البارد كنسيم شتوي بارد موجه نحو المحتال الأشقر الذي أمامها.

عند خطوتها الثالثة، قام رواد المطعم بإنزال أوانيهم بشكل منهجي. نهضوا من مقاعدهم وكأنهم تجمع من اللاموتى، وأداروا رؤوسهم، وركزوا نظراتهم الشاغرة العديدة عليها في انسجام غريب.

اختارت أجاثا أن تتجاهل لهجته الساخرة، ورفعت عصاها، وأرجحتها في الهواء بسلطة.

بعد ذلك، وجهت أجاثا نظرتها إلى المنضدة الموجودة أمامها. توقف النادل، الذي كان منهمكًا دائمًا في تنظيف نفس الكوب، عن حركته المتكررة. ومع ذلك، على عكس العملاء الذين على شاكلة الزومبي بلا تعابير والذين يحيطون به، رفع النادل رأسه ببطء، وابتسامة خفيفة تزين وجهه عندما التقت عيناه بنظرة أجاثا.

عند سماع اسم “البروفيسور ميلسون”، أظهر تعبير أجاثا الهادئ عادة تلميحًا من التغيير. ذكرت بالاختفاء الغامض لجزيرة داجر وسلسلة الانفجارات التي هزت الجزيرة قبل اختفائها مباشرة. والأهم من ذلك أنها سجلت الدلالات التي تحملها تعليقاته الأخيرة.

حملت ابتسامته دفءًا خفيًا يقترب من سلوك ودود تقريبًا.

“كوني مطمئنة، فهي ستقوم بتوثيق كل التفاصيل بدقة، بما في ذلك التلوث الأساسي وتغيير الموظفين. بعد ذلك، وفقًا للروتين، ستعود إلى الكاتدرائية لتقديم النتائج التي توصلت إليها، والانخراط في محادثة مع الأسقف إيفان، وبعد ذلك، تنطلق في دوريتها في الدولة المدينة، لتواصل معالجة القضايا التي لا تعد ولا تحصى التي تعذب المدينة و متابعة التحقيقات التي اضطررت للتخلي عنها… لن يتم التغاضي عن شيء.”

“مرحبًا يا آنسة حارسة البوابة،” استقبل الشاب الذي يقوم بدور النادل. تمتع بشعر أشقر أنيق، وكان جذابًا بشكل لا يمكن إنكاره، ويرتدي قميصًا أبيض لا تشوبه شائبة مع سترة سوداء أنيقة. كان أسلوبه مهذبًا وهو يخاطب أجاثا، مفوحًا بهالة مضيف مدرب بشكل احترافي يعتني بضيف مميز. “تشرفنا زيارتك. ما رأيك في مدينتنا المبهجة؟”

“أو ربما ليس بسيطًا كما تعتقديز،” رد الشاب الأشقر بضحكة مكتومة. “ماذا تريدين؟ ربما بعض المياه الموحلة السامة؟ خبز مصنوع من التراب؟ أو… وعاء فارغ؟ لدينا وفرة هنا.”

“يبدو أنك المحفز وراء كل هذا،” ردت أجاثا، وحافظت على رباطة جأشها بينما تفحص “النادل” الأشقر الواقف أمامها. “تبين أن اكتشافك كان أسهل مما توقعت.”

عند سماع اسم “البروفيسور ميلسون”، أظهر تعبير أجاثا الهادئ عادة تلميحًا من التغيير. ذكرت بالاختفاء الغامض لجزيرة داجر وسلسلة الانفجارات التي هزت الجزيرة قبل اختفائها مباشرة. والأهم من ذلك أنها سجلت الدلالات التي تحملها تعليقاته الأخيرة.

“أو ربما ليس بسيطًا كما تعتقديز،” رد الشاب الأشقر بضحكة مكتومة. “ماذا تريدين؟ ربما بعض المياه الموحلة السامة؟ خبز مصنوع من التراب؟ أو… وعاء فارغ؟ لدينا وفرة هنا.”

“لا شيء مهم، فقط أقترح عليك البقاء هنا كضيفة لدينا لفترة من الوقت،” أجاب الشاب، وترددت ضحكته في كل مكان بمرح غريب. “لا داعي للقلق بشأن ما يتكشف “أعلاه”. وسرعان ما ستتولى نسخة أخرى منك دورك هناك. سوف تقوم بحشد الحراس، تمامًا كما تفعلين أنت، ثم تقوم بإعداد تقرير يوضح بالتفصيل الوضع الحقيقي في منشأة معالجة مياه الصرف الصحي…”

اختارت أجاثا أن تتجاهل لهجته الساخرة، ورفعت عصاها، وأرجحتها في الهواء بسلطة.

وجدت أجاثا نفسها تتنقل في شوارع المدينة المهجورة بشكل مخيف والتي كانت تعرفها ذات يوم عن طريق ظهر يدها. لقد سقطت الآن المناظر الحضرية التي كانت تعج بالحركة، والتي كانت تمتلئ عادة بحيوية الحياة، في صمت مقلق للغاية، وحل محل حيويتها هدوء مقلق ومميت. لم تستطع التخلص من الشعور المزعج بأن العيون غير المرئية تراقبها من داخل الهياكل الشاهقة في الأعماق الخفية، وتحيط بها من خلف النوافذ المغلقة بإحكام والأبواب الموصدة. شعرت كما لو انها تُلاحق خلسة من كل زاوية وركن مخفي.

في رد فعل شبه فوري، كان الشاب المتمركز خلف المنضدة محاطًا بطبقات دوامية من اللهب الطيفي الشاحب الذي تجسد على ما يبدو من العدم. من خلال استخدام قدرة حارسة البوابة الخاصة بها على “حرق الجثث”، قامت بحرق الجزء الخارجي المزيف الخاص به وتحويله إلى رماد في غضون لحظات فقط، تاركة وراءها فقط الرماد الذي يدور في الهواء قبل أن يستقر على المنضدة.

“هذا ترحيب فظ للغاية،” قال الشاب المولود من جديد متأسفًا، وهو ينفض الغبار عن ملابسه بلا مبالاة متظاهرًا بالعجز عندما التقت عيناه بعيني أجاثا. “آنسة حارسة البوابة، بالتأكيد أنت لا تصدقين أن هذا هو آخر ما لدي. هل تعتقد حقًا أنني سأكشف بشكل متهور عن شكلي الحقيقي في مثل هذا الوضع الخطير؟”

ومع ذلك، ظلت تعابير وجه أجاثا دون إزعاج. حتى قبل أن تستدعي النيران، شعرت بفراغ قوة الحياة داخل الشاب.

عند سماع هذه الاكتشافات، تحول سلوك أجاثا الهادئ عادةً إلى الجليد تمامًا. لقد وجهت نظرة حادة وثاقبة على الرجل الأشقر الواقف أمامها، “حتى أنك قمت بتلفيق “نظيرة” من حارسة البوابة؟!”

جذبت ضوضاء اسفنجية غريبة انتباهها من طاولة مجاورة. حولت أجاثا نظرتها لترى “المتعشي” يقف متصلبًا بجانب الطاولة، وبدأ جسده في الارتعاش بشكل لا يمكن السيطرة عليه. في اللحظة التالية، بدأت هيئة الشكل في الذوبان مثل شكل الشمع، مادة داكنة ولزجة تزبد وتعيد تشكيل شكلها الخارجي. وفي غضون لحظات، تحول الشخص إلى نسخة مطابقة للرجل الأشقر الشاب، الذي يرتدي نفس القميص الأبيض والسترة السوداء.

ومع ذلك، ظلت تعابير وجه أجاثا دون إزعاج. حتى قبل أن تستدعي النيران، شعرت بفراغ قوة الحياة داخل الشاب.

“هذا ترحيب فظ للغاية،” قال الشاب المولود من جديد متأسفًا، وهو ينفض الغبار عن ملابسه بلا مبالاة متظاهرًا بالعجز عندما التقت عيناه بعيني أجاثا. “آنسة حارسة البوابة، بالتأكيد أنت لا تصدقين أن هذا هو آخر ما لدي. هل تعتقد حقًا أنني سأكشف بشكل متهور عن شكلي الحقيقي في مثل هذا الوضع الخطير؟”

“هل هذا حقا لا يمكن تصوره؟” تلاشت ابتسامة الرجل الشقراء تدريجيًا، وقابلت نظرة أجاثا النارية مع لمسة من الازدراء. “صحيح أنها تفتقر إلى قدراتك الفريدة، ولكن بخلاف ذلك، فهي نسخة شبه مثالية، وتتجاوز أي تقليد سابق في جميع النواحي. هل تريدين أن تعرفؤ كم هي خالية من العيوب؟ هي…إنها حتى لا تدرك زيفها.”

ردت أجاثا وقد بدا وجهها رواقيًا، “أنا أعلم أنك لست حاضرة جسديًا، ولكن على الأقل قد يمنحني ذلك فترة راحة قصيرة من ثرثرتك.”

بعد لحظة قصيرة من السكون، دارت أجاثا بحزم على كعبها وغامرت في اتجاه معين. ظلت عيناها مغمضتين، لكنها تنقلت حول العوائق في طريقها بدقة توحي برؤية واضحة. لقد اجتازت بمهارة الأزقة الضيقة، ومفترقات الطرق الصاخبة، والممرات المتعرجة. امتدت رحلتها إلى ما بدا وكأنه مدة لا نهاية لها حتى توقفت في النهاية أمام مبنى مختبئ في زاوية الشارع.

“حسنًا، حسنًا، يبدو أنك لست في مزاج يسمح لك بالحديث التافه – أنت امرأة جادة تمامًا. وبالمقارنة، كان المشهد الأخير للبروفيسور ميلسون أكثر إمتاعًا بكثير،” هز الشاب كتفيه بلا مبالاة. “لكنني أعتقد أن هذا جيد. طالما بقيت هنا بشكل سلبي لفترة من الوقت، فلا أمانع في استضافة أسير باهت إلى حد ما.” [**: ميلسون مانديلا، هق هق هق.]

“مرحبًا يا آنسة حارسة البوابة،” استقبل الشاب الذي يقوم بدور النادل. تمتع بشعر أشقر أنيق، وكان جذابًا بشكل لا يمكن إنكاره، ويرتدي قميصًا أبيض لا تشوبه شائبة مع سترة سوداء أنيقة. كان أسلوبه مهذبًا وهو يخاطب أجاثا، مفوحًا بهالة مضيف مدرب بشكل احترافي يعتني بضيف مميز. “تشرفنا زيارتك. ما رأيك في مدينتنا المبهجة؟”

عند سماع اسم “البروفيسور ميلسون”، أظهر تعبير أجاثا الهادئ عادة تلميحًا من التغيير. ذكرت بالاختفاء الغامض لجزيرة داجر وسلسلة الانفجارات التي هزت الجزيرة قبل اختفائها مباشرة. والأهم من ذلك أنها سجلت الدلالات التي تحملها تعليقاته الأخيرة.

تردد صدى ضحكته في أرجاء الغرفة مرة أخرى، رافعًا يديه ببطء كما لو كان واعظًا مقدسًا يكشف حقائق الكون الغامضة، “يا آنسة حارسة البوابة، لم يكن هناك أي شيء مزيف في البداية، أو ربما… نحن جميعًا مزيفون. هذه هي الحقيقة غير المزخرفة.”

“ما الذي تلمح إليه بكلماتك الأخيرة؟” طلبت أجاثا، بصوتها البارد كنسيم شتوي بارد موجه نحو المحتال الأشقر الذي أمامها.

عند سماع اسم “البروفيسور ميلسون”، أظهر تعبير أجاثا الهادئ عادة تلميحًا من التغيير. ذكرت بالاختفاء الغامض لجزيرة داجر وسلسلة الانفجارات التي هزت الجزيرة قبل اختفائها مباشرة. والأهم من ذلك أنها سجلت الدلالات التي تحملها تعليقاته الأخيرة.

“لا شيء مهم، فقط أقترح عليك البقاء هنا كضيفة لدينا لفترة من الوقت،” أجاب الشاب، وترددت ضحكته في كل مكان بمرح غريب. “لا داعي للقلق بشأن ما يتكشف “أعلاه”. وسرعان ما ستتولى نسخة أخرى منك دورك هناك. سوف تقوم بحشد الحراس، تمامًا كما تفعلين أنت، ثم تقوم بإعداد تقرير يوضح بالتفصيل الوضع الحقيقي في منشأة معالجة مياه الصرف الصحي…”

“ما الذي تلمح إليه بكلماتك الأخيرة؟” طلبت أجاثا، بصوتها البارد كنسيم شتوي بارد موجه نحو المحتال الأشقر الذي أمامها.

“كوني مطمئنة، فهي ستقوم بتوثيق كل التفاصيل بدقة، بما في ذلك التلوث الأساسي وتغيير الموظفين. بعد ذلك، وفقًا للروتين، ستعود إلى الكاتدرائية لتقديم النتائج التي توصلت إليها، والانخراط في محادثة مع الأسقف إيفان، وبعد ذلك، تنطلق في دوريتها في الدولة المدينة، لتواصل معالجة القضايا التي لا تعد ولا تحصى التي تعذب المدينة و متابعة التحقيقات التي اضطررت للتخلي عنها… لن يتم التغاضي عن شيء.”

كان المطعم مشعًا بالضوء، ويعج بالزبائن والموظفين المشغولين. يمكن رؤية نادل وهو يندفع خلف المنضدة. كان صوت أدوات المائدة المسموع على الأطباق يملأ الهواء، ويتخلله طنين لطيف للمحادثات التي تمس موضوعات عادية مثل الطقس، وشؤون العمل، وأسعار السلع الأساسية. يبدو أن الصمت الشبحي المشؤوم الذي ساد الشوارع الخارجية قد جرفته هذه اللوحة المفعمة بالحيوية للوجود الطبيعي.

عند سماع هذه الاكتشافات، تحول سلوك أجاثا الهادئ عادةً إلى الجليد تمامًا. لقد وجهت نظرة حادة وثاقبة على الرجل الأشقر الواقف أمامها، “حتى أنك قمت بتلفيق “نظيرة” من حارسة البوابة؟!”

“هذا ترحيب فظ للغاية،” قال الشاب المولود من جديد متأسفًا، وهو ينفض الغبار عن ملابسه بلا مبالاة متظاهرًا بالعجز عندما التقت عيناه بعيني أجاثا. “آنسة حارسة البوابة، بالتأكيد أنت لا تصدقين أن هذا هو آخر ما لدي. هل تعتقد حقًا أنني سأكشف بشكل متهور عن شكلي الحقيقي في مثل هذا الوضع الخطير؟”

“هل هذا حقا لا يمكن تصوره؟” تلاشت ابتسامة الرجل الشقراء تدريجيًا، وقابلت نظرة أجاثا النارية مع لمسة من الازدراء. “صحيح أنها تفتقر إلى قدراتك الفريدة، ولكن بخلاف ذلك، فهي نسخة شبه مثالية، وتتجاوز أي تقليد سابق في جميع النواحي. هل تريدين أن تعرفؤ كم هي خالية من العيوب؟ هي…إنها حتى لا تدرك زيفها.”

عندما امتزجت هيئة أجاثا الغامضة بالظلام عند تقاطع آخر، توقفت في مساراتها. لقد أدركت أن التجوال بلا هدف مجرد مضيعة لطاقتها الثمينة ووقتها. ما عليها فعله هو فحص محيطها بنظرة ثاقبة.

تحول سلوك أجاثا إلى عزيمة جليدية، وابيضت مفاصلها وهي تمسك عصاها بقبضة حديدية. “التزوير لن يخدع الكاتدرائية. هناك عدد لا يحصى من العيون الإدراكية تراقب هناك بيقظة.”

الأن دنكان وضع عليها”علامة”، هيعرف اذا حصل شيء؟

“عدد لا يحصى من العيون الإدراكية، ولكن جميعهم بشر رغم ذلك. ربما تبالغين في تقدير رفاقك،” واجه الرجل الأشقر نظرة أجاثا الباردة، وكانت لهجته رزينة وهادئة. “وفيما يتعلق بالمزيف… هل تعتقدين حقًا أن هناك فرقًا جوهريًا بينك وبين رفاقك و”النظيرة” التي تشيرين إليها؟”

كلما كان المكان أكثر غرابة، كان الدليل أقوى على أنها تتحرك في الاتجاه الصحيح.

تردد صدى ضحكته في أرجاء الغرفة مرة أخرى، رافعًا يديه ببطء كما لو كان واعظًا مقدسًا يكشف حقائق الكون الغامضة، “يا آنسة حارسة البوابة، لم يكن هناك أي شيء مزيف في البداية، أو ربما… نحن جميعًا مزيفون. هذه هي الحقيقة غير المزخرفة.”

وجدت أجاثا نفسها تتنقل في شوارع المدينة المهجورة بشكل مخيف والتي كانت تعرفها ذات يوم عن طريق ظهر يدها. لقد سقطت الآن المناظر الحضرية التي كانت تعج بالحركة، والتي كانت تمتلئ عادة بحيوية الحياة، في صمت مقلق للغاية، وحل محل حيويتها هدوء مقلق ومميت. لم تستطع التخلص من الشعور المزعج بأن العيون غير المرئية تراقبها من داخل الهياكل الشاهقة في الأعماق الخفية، وتحيط بها من خلف النوافذ المغلقة بإحكام والأبواب الموصدة. شعرت كما لو انها تُلاحق خلسة من كل زاوية وركن مخفي.


الأن دنكان وضع عليها”علامة”، هيعرف اذا حصل شيء؟

وجدت أجاثا نفسها تتنقل في شوارع المدينة المهجورة بشكل مخيف والتي كانت تعرفها ذات يوم عن طريق ظهر يدها. لقد سقطت الآن المناظر الحضرية التي كانت تعج بالحركة، والتي كانت تمتلئ عادة بحيوية الحياة، في صمت مقلق للغاية، وحل محل حيويتها هدوء مقلق ومميت. لم تستطع التخلص من الشعور المزعج بأن العيون غير المرئية تراقبها من داخل الهياكل الشاهقة في الأعماق الخفية، وتحيط بها من خلف النوافذ المغلقة بإحكام والأبواب الموصدة. شعرت كما لو انها تُلاحق خلسة من كل زاوية وركن مخفي.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

الفصل 379 “المواجهة مع المتعصب”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

بعد ذلك، وجهت أجاثا نظرتها إلى المنضدة الموجودة أمامها. توقف النادل، الذي كان منهمكًا دائمًا في تنظيف نفس الكوب، عن حركته المتكررة. ومع ذلك، على عكس العملاء الذين على شاكلة الزومبي بلا تعابير والذين يحيطون به، رفع النادل رأسه ببطء، وابتسامة خفيفة تزين وجهه عندما التقت عيناه بنظرة أجاثا.

“حسنًا، حسنًا، يبدو أنك لست في مزاج يسمح لك بالحديث التافه – أنت امرأة جادة تمامًا. وبالمقارنة، كان المشهد الأخير للبروفيسور ميلسون أكثر إمتاعًا بكثير،” هز الشاب كتفيه بلا مبالاة. “لكنني أعتقد أن هذا جيد. طالما بقيت هنا بشكل سلبي لفترة من الوقت، فلا أمانع في استضافة أسير باهت إلى حد ما.” [**: ميلسون مانديلا، هق هق هق.]

حفرت خطوط عبوس في جبين أجاثا. بعد أن فككت رموز الواقع الغريب، أصبحت الأجواء داخل المطعم الآن أكثر إثارة للقلق من الشوارع المقفرة التي تركتها وراءها. ومع ذلك، فهي لم تتراجع. وبدلًا من ذلك، دخلت إلى قلب المطعم.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط