نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 380

جزيرة في الضباب

جزيرة في الضباب

الفصل 380 “جزيرة في الضباب”

إن الشعور بالأرض الصلبة تحت أقدامهم خفف إلى حد ما من قلق المستكشفين. وقف لورانس بثبات على الرصيف، وضرب الأرض بقدمه، وتمتم لنفسه بنبرة خافتة، “على الأقل هذه المنصة الخرسانية حقيقية.”

مع التركيز على الجزيرة الغامضة تدريجيًا، بدأ كفنها المغبش من الضباب والصور الظلية ذات الإضاءة الخافتة في الاندماج في أشكال ملموسة أكثر يمكن للورانس تمييزها. واقفًا عند الحافة الأمامية للسفينة المهيبة، التي يُطلق عليها اسم البلوط الأبيض، أمسك بالدرابزين بقوة. شددت قبضته حول القضبان المعدنية بشدة لدرجة أن مفاصل أصابعه تلونت بظل غريب من اللون الأبيض، وهو دليل على المظهر الجسدي لخوفه العميق.

“أخيرًا، تذكروا هذا – هناك أربعة عشر شخصًا على وجه التحديد. عندما نعود في النهاية إلى السفينة، قد يكون لدينا عدد أقل من الأعضاء، ولكن لا ينبغي أن يكون لدينا المزيد تحت أي ظرف من الظروف.”

يكفي السيناريو برمته لإثارة أعصاب أي شخص، وليس أقله البحار المخضرم مثل لورانس، الذي قضى نصيب الأسد من وجوده في عبور مساحات لا نهاية لها من البحر اللامحدود. امتلأ عقله بالعديد من الأسئلة. ما هي الأسرار التي تحملها الجزيرة؟ ما هي المخلوقات الغامضة الكامنة في الظلال الضبابية؟ لماذا تبدو الجزيرة وكأنها تتشكل حول البلوط الأبيض كما لو انها كائن واعي؟ والأهم من ذلك، ما هو نوع المجال الغريب الذي لا يمكن تفسيره في هذه المنطقة الغارقة بعمق في مثل هذه الأحداث المحيرة؟

أمامهم كومة من مادة رمادية سوداء، يبدو أنها مجففة بشكل واضح بسبب الشقوق التي تشع من حوافها، لكنها لا تزال تظهر عليها علامات اللحظات الأخيرة من حيويتها.

في محاولة لتهدئة أفكاره، استنشق لورانس بعمق، مما سمح للهواء الجليدي بملء رئتيه. كانت لدغته الفاترة بمثابة مهلة قصيرة لأفكاره المتسارعة. حاول أن يضع جانبًا الحالات الشاذة الأكثر إثارة للقلق، مثل الصورة الطيفية لمارثا التي استمرت في الظهور أمامه والإدراك المقلق بأن الآخرين على متن السفينة تمكنوا أيضًا من رؤية هذا الظهور الشبحي. وبات واضحًا له أن هذه الأفكار المزعجة مؤشرات واضحة على أن حالته النفسية بدأت في التدهور. إذا سمح لهذه الهلوسة بالاستمرار، فمن المحتمل أن تنتقل مارثا من مجرد وهم إلى كيان أكثر وضوحًا وإزعاجًا.

بعد التفكير في خياراته لفترة وجيزة، اتخذ لورانس قراره. “اختر اثني عشر بحارًا، من ذوي اليقظة والذكاء. جهزهم بالسلاح، وسوف يرافقونني لاستكشاف الجزيرة.”

لقد استنفد مخزونه من الإكسير، وحتى لو بقي لديه أي شيء، فمن الواضح أنهم فقدوا قوتهم.

“أجل أيها القبطان!” ورد البحارة بصوت واحد مؤكدين تفهمهم.

على الرغم من الظروف المزعجة، عمل قلب السفينة البخاري بشكل لا تشوبه شائبة، مما أدى بثبات إلى دفع البلوط الأبيض نحو الجزيرة الصغيرة والجذابة بخطها الساحلي المعقد. ومع ذلك، يبدو أن لا أحد لاحظ الظروف في مؤخرة السفينة. كانت كل نظرة وفكر على متن السفينة مركزة بالكامل على الجزيرة الغريبة التي تلوح في الأفق.

يكفي السيناريو برمته لإثارة أعصاب أي شخص، وليس أقله البحار المخضرم مثل لورانس، الذي قضى نصيب الأسد من وجوده في عبور مساحات لا نهاية لها من البحر اللامحدود. امتلأ عقله بالعديد من الأسئلة. ما هي الأسرار التي تحملها الجزيرة؟ ما هي المخلوقات الغامضة الكامنة في الظلال الضبابية؟ لماذا تبدو الجزيرة وكأنها تتشكل حول البلوط الأبيض كما لو انها كائن واعي؟ والأهم من ذلك، ما هو نوع المجال الغريب الذي لا يمكن تفسيره في هذه المنطقة الغارقة بعمق في مثل هذه الأحداث المحيرة؟

كانت حواف الجزيرة قاسية ومزينة بالصخور المسننة التي جعلت الالتحام مستحيلًا. لم يحاول قائد الدفة ذو الخبرة اتباع نهج متهور؛ بدلًا من ذلك، أبحر بمهارة بالبلوط الأبيض ليبدأ رحلة محيطية حذرة حول الجزيرة.

لقد استنفد مخزونه من الإكسير، وحتى لو بقي لديه أي شيء، فمن الواضح أنهم فقدوا قوتهم.

عندما قطعوا حوالي ثلث الطريق، أبدى المراقب اليقظ المتمركز عاليًا في عش الغراب الخاص بالسفينة ملاحظة مفاجئة.

“لدينا ميناء في الأفق!” وتردد صدى صرخة البحارة من البرج، مما يشير إلى أول علامة على وجود ميناء آمن على هذه الجزيرة الغامضة.

“لدينا ميناء في الأفق!” وتردد صدى صرخة البحارة من البرج، مما يشير إلى أول علامة على وجود ميناء آمن على هذه الجزيرة الغامضة.

بدأ شعور مرعب بالخوف يتخلل وعيهم الجماعي، لكن لم يتمكن أحد منهم من التأكد من طبيعة هذا الطين الغامض. لورانس، الذي كان يقظًا دائمًا، حشد فريقه وأصدر تعليماته للجميع بالابتعاد عن “المادة” الغريبة. ومع شعور مشترك بالقلق، واصلوا مسيرتهم نحو الضباب المحيط.

وبعد فترة قصيرة فقط، رأى لورانس هيكلًا متواضعًا لرسو السفن يخرج من الضباب. حجبت تفاصيل المباني التي تقع في الرصيف بسبب الضباب العنيد، وكانت أشكالها بعيدة المنال بشكل محبط. ومع ذلك، كان الجزء من الرصيف الممتد إلى البحر مرئيًا بوضوح، حيث صين بشكل جيد وخالي من أي ضرر أو تدهور واضح.

توقف للحظة، ووجه نظره إلى المجموعة المجتمعة – اثني عشر بحارًا متمرسًا، ومساعده الأول الذي يمكن الاعتماد عليه، ونفسه.

إن وجود رصيف يعمل بكامل طاقته يعني أن البلوط الأبيض يمكن أن يرسو بالكامل، مما يلغي الحاجة إلى نشر القوارب الأصغر والأكثر عرضة للخطر للهبوط. وهذا من شأنه أن يزيد بشكل كبير من سلامة الفريق الاستكشافي الذي سيطأ الجزيرة. بصرف النظر عن توفير موقع مناسب لتجديد الإمدادات وضمان طريق هروب سريع إذا لزم الأمر، يمكن أيضًا أن تكون المدفعية المدمجة الموجودة على متن السفينة بمثابة غطاء وقائي للطاقم أثناء استكشافهم على الشاطئ.

اختار لورانس الصمت، وقام بمسح مرافق الميناء القريبة بعناية بعين ثاقبة. وفجأة، لفتت انتباهه لوحة مثبتة على مبنى مجاور.

تقدم لورانس نحو دفة السفينة، وطلب تعليمات لتوجيه البلوط الأبيض بحذر نحو الرصيف الذي يبدو مهجورًا. وبدون وجود موظفي الرصيف المعتادين لمساعدتهم، كانت عملية الإرساء عملية طويلة ومضنية، لكنهم تمكنوا من تنفيذها بسلاسة، وتجنب أي حوادث مؤسفة.

“حسنٌ. سأقوم بتجميع الفريق.”

وبينما يوجه انتباهه نحو الرصيف على الجانب الآخر، بدت الجزيرة وكأنها مغطاة بغطاء من الضباب أكثر كثافة من ذي قبل. حتى الهياكل الأقرب إلى الرصيف كان من الصعب رؤيتها، حيث لطخت تفاصيلها بالغموض بسبب الجو الضبابي الثقيل. من الممكن أن يكون ذلك من نسج خياله، لكن لورانس حاز شعور بأن الضباب الذي يخنق هذه الجزيرة أكثر تركيزًا من أي ضباب واجهه من قبل.

الأمر كما لو أن هذه الكومة من الطين كانت تنبض بالحياة في لحظة واحدة، ثم استنزفت كل رطوبتها فجأة في اللحظة التالية.

“لا يوجد أي أثر للحياة في أي مكان،” قال مساعده الأول مقتربًا من لورانس بينما يلقي نظرة مريبة على الجزيرة المخفية. “لكنني أستطيع تمييز بصيص من الضوء الخافت… يبدو أنها قادمة من المباني المحيطة بالميناء.”

“وماذا عن اتصالاتنا اللاسلكية؟”

“وماذا عن اتصالاتنا اللاسلكية؟”

اتجه لورانس نحو المدخل، وقام بضبط أذنيه بعناية بحثًا عن أي أصوات بالداخل قبل أن يستعد لدفعه لفتحه.

اعترف المساعد الأول وهو يهز رأسه بطريقة مستسلمة، “منذ أن اقتربنا من هذه الجزيرة، توقفت الإشارة اللاسلكية المستمرة من فروست التي كنا نعتمد عليها. كما باءت محاولاتنا للاتصال عبر الإشارات الضوئية للحصول على أي رد بالفشل أيضًا.”

الأمر كما لو أن هذه الكومة من الطين كانت تنبض بالحياة في لحظة واحدة، ثم استنزفت كل رطوبتها فجأة في اللحظة التالية.

بعد التفكير في خياراته لفترة وجيزة، اتخذ لورانس قراره. “اختر اثني عشر بحارًا، من ذوي اليقظة والذكاء. جهزهم بالسلاح، وسوف يرافقونني لاستكشاف الجزيرة.”

بعد التفكير في خياراته لفترة وجيزة، اتخذ لورانس قراره. “اختر اثني عشر بحارًا، من ذوي اليقظة والذكاء. جهزهم بالسلاح، وسوف يرافقونني لاستكشاف الجزيرة.”

“هل تخطط لاستكشاف الجزيرة شخصيًا؟” بدا المساعد الأول متفاجئًا. “هذه الجزيرة… إنها غريبة بشكل استثنائي. هناك خطر كامن إذا كنت…”

باتباع اتجاه الصراخ، حدد لورانس كومة أخرى من الطين الأسود الغريب بعيدًا عن الطريق.

“خطر؟” قاطعه لورانس بهزة رأسه استخفافًا. “ربما يكون هناك قدر متساوٍ من المخاطرة بمجرد البقاء على متن السفينة. الغرابة لا تكمن فقط في الجزيرة، بل في هذه المنطقة البحرية بأكملها. نحن محاصرون في شذوذ واسع النطاق، والخطر موجود في كل منعطف داخل دائرة نصف قطرها. على أقل تقدير، قد يوفر لنا مسح الجزيرة بعض المعرفة القيمة.”

هب نسيم بالكاد ملموس بشكل متقلب عبر الجزيرة، مما أدى إلى تحريك الضباب الرمادي إلى انجراف ضعيف. يبدو أن الأشكال المخيفة التي بالكاد يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة تنتفخ في إيقاع مع البياض، وتظهر وكأنها كائنات واعية تتمايل بلطف في الضباب. وسط الكفن الخافت، أصبح التوهج أكثر بروزًا بشكل مطرد، واقترب أكثر من أي وقت مضى في مجال رؤية الجميع.

بدا أن المساعد الأول مستعد للتعبير عن اعتراضاته، لكن في النهاية، عليه أن يعترف بصلاحية قرار القبطان. ففي نهاية المطاف، كانت حكمة لورانس، وخبرته المتراكمة، وحكمه السليم لا يمكن إنكارها.

عندما قطعوا حوالي ثلث الطريق، أبدى المراقب اليقظ المتمركز عاليًا في عش الغراب الخاص بالسفينة ملاحظة مفاجئة.

“حسنٌ. سأقوم بتجميع الفريق.”

توقف للحظة، ووجه نظره إلى المجموعة المجتمعة – اثني عشر بحارًا متمرسًا، ومساعده الأول الذي يمكن الاعتماد عليه، ونفسه.

وفي الوقت المناسب، عاد المساعد الأول مع اثني عشر بحارًا اختيروا بعناية – كل منهم بحار متمرس، ويظهر تصميمًا لا يتزعزع وولاءً ثابتًا. كان فريق من ثلاثة عشر فردًا قويًا، بما في ذلك المساعد الأول نفسه، على أهبة الاستعداد لمرافقة لورانس إلى الجزيرة الغامضة.

بعد ترك منطقة تجميع البضائع خلفهم، غامر فريق الاستكشاف بالصعود على منحدر طفيف، وكان طريقهم مضاءً بشكل خافت بالضوء الناعم الذي يتسلل عبر الضباب. كان كل عضو في المجموعة في حالة تأهب قصوى، وكانت حواسهم متناغمة تمامًا مع الحركة الغريبة داخل الضباب.

وفي الوقت نفسه، سقطت الإدارة المؤقتة للبلوط الأبيض في الأيدي القديرة للمساعد الثاني.

وفي الوقت نفسه، سقطت الإدارة المؤقتة للبلوط الأبيض في الأيدي القديرة للمساعد الثاني.

فتح سلم حبلي إلى الرصيف، ونزل لورانس، برفقة فريقه الصغير الحازم من المستكشفين، إلى الجزيرة الغريبة التي يكتنفها الضباب الكثيف.

هب نسيم بالكاد ملموس بشكل متقلب عبر الجزيرة، مما أدى إلى تحريك الضباب الرمادي إلى انجراف ضعيف. يبدو أن الأشكال المخيفة التي بالكاد يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة تنتفخ في إيقاع مع البياض، وتظهر وكأنها كائنات واعية تتمايل بلطف في الضباب. وسط الكفن الخافت، أصبح التوهج أكثر بروزًا بشكل مطرد، واقترب أكثر من أي وقت مضى في مجال رؤية الجميع.

إن الشعور بالأرض الصلبة تحت أقدامهم خفف إلى حد ما من قلق المستكشفين. وقف لورانس بثبات على الرصيف، وضرب الأرض بقدمه، وتمتم لنفسه بنبرة خافتة، “على الأقل هذه المنصة الخرسانية حقيقية.”

على الرغم من الظروف المزعجة، عمل قلب السفينة البخاري بشكل لا تشوبه شائبة، مما أدى بثبات إلى دفع البلوط الأبيض نحو الجزيرة الصغيرة والجذابة بخطها الساحلي المعقد. ومع ذلك، يبدو أن لا أحد لاحظ الظروف في مؤخرة السفينة. كانت كل نظرة وفكر على متن السفينة مركزة بالكامل على الجزيرة الغريبة التي تلوح في الأفق.

أعلن المساعد الأول وهو يمسك ببندقية من العيار الثقيل وهو ينظر إلى المسافة الخافتة، “الضوء يصدر من هذا الاتجاه، حتى من هنا يمكننا تمييزه، على الرغم من عدم وجود أي علامة على أي نشاط بشري.”

بعد ترك منطقة تجميع البضائع خلفهم، غامر فريق الاستكشاف بالصعود على منحدر طفيف، وكان طريقهم مضاءً بشكل خافت بالضوء الناعم الذي يتسلل عبر الضباب. كان كل عضو في المجموعة في حالة تأهب قصوى، وكانت حواسهم متناغمة تمامًا مع الحركة الغريبة داخل الضباب.

“لا تبتعدوا عن المجموعة، وتجنبوت لمس أي شيء غير مألوف، وإذا ناداكم شخص ما أو شيء ما، فلا تجيبوا حتى تحددوا مصدره وتتأكدوا من حساب جميع أعضاء الفريق،” بدأ لورانس بإصدار توجيهاته بسلطة حازمة. “إذا ظهر أي شيء خارج عن المألوف من الضباب، نبهوا المجموعة على الفور. لا تأخذوا على عاتقكم إطلاق النار عليه أو التحقيق بأنفسكم.”

وعلى عجل على الحائط المجاور للباب، ربما بخنجر، كانت هناك جملة أصابته بالصدمة – “للبشر عينان فقط!”

توقف للحظة، ووجه نظره إلى المجموعة المجتمعة – اثني عشر بحارًا متمرسًا، ومساعده الأول الذي يمكن الاعتماد عليه، ونفسه.

“أخيرًا، تذكروا هذا – هناك أربعة عشر شخصًا على وجه التحديد. عندما نعود في النهاية إلى السفينة، قد يكون لدينا عدد أقل من الأعضاء، ولكن لا ينبغي أن يكون لدينا المزيد تحت أي ظرف من الظروف.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“أجل أيها القبطان!” ورد البحارة بصوت واحد مؤكدين تفهمهم.

عندما قطعوا حوالي ثلث الطريق، أبدى المراقب اليقظ المتمركز عاليًا في عش الغراب الخاص بالسفينة ملاحظة مفاجئة.

بإيماءة، قاد لورانس الفريق إلى الضباب الكثيف الملتف.

وبينما يتنقلون عبر الرصيف، وجدوا أنفسهم في منطقة كبيرة مفتوحة تبدو وكأنها نقطة تجمع مؤقتة للبضائع. لا تزال آثار آلات التكديس والرافعات الصغيرة موجودة، ولكن خلف هذه الآثار الميكانيكية، لم تكن هناك علامات أخرى على وجود الإنسان في المكان.

في محاولة لتهدئة أفكاره، استنشق لورانس بعمق، مما سمح للهواء الجليدي بملء رئتيه. كانت لدغته الفاترة بمثابة مهلة قصيرة لأفكاره المتسارعة. حاول أن يضع جانبًا الحالات الشاذة الأكثر إثارة للقلق، مثل الصورة الطيفية لمارثا التي استمرت في الظهور أمامه والإدراك المقلق بأن الآخرين على متن السفينة تمكنوا أيضًا من رؤية هذا الظهور الشبحي. وبات واضحًا له أن هذه الأفكار المزعجة مؤشرات واضحة على أن حالته النفسية بدأت في التدهور. إذا سمح لهذه الهلوسة بالاستمرار، فمن المحتمل أن تنتقل مارثا من مجرد وهم إلى كيان أكثر وضوحًا وإزعاجًا.

“لا يبدو أن هذا المكان قد تم التخلي عنه لفترة طويلة،” تمتم المساعد الأول، مستوعبًا ما يحيط بهم. “يبدو كما لو كان رصيفًا صاخبًا قبل بضعة أيام فقط.”

اختار لورانس الصمت، وقام بمسح مرافق الميناء القريبة بعناية بعين ثاقبة. وفجأة، لفتت انتباهه لوحة مثبتة على مبنى مجاور.

وبعد أن قطعوا مسافة معينة، وصلوا إلى قمة المنحدر. وكما توقع لورانس، تبين أن الموقع هو موقع مكتب الميناء.

“جزيرة داجر؟” تساءل المساعد الأول، وهو يتقدم ليتفحص النقش الموجود على اللوحة، ووميض الدهشة في عينيه. “لقد عثرت على إشارات إلى هذا المكان… إنها جزيرة صغيرة تقع بالقرب من فروست، وتشتهر برواسبها الغنية من الخامات المعدنية. ومع ذلك، كان لدي انطباع بأنه قد أعيد توظيفها كمنشأة عسكرية قبل بضع سنوات… هل يمكن أن تكون هذه جزيرة داجر بالفعل؟”

بدأ شعور مرعب بالخوف يتخلل وعيهم الجماعي، لكن لم يتمكن أحد منهم من التأكد من طبيعة هذا الطين الغامض. لورانس، الذي كان يقظًا دائمًا، حشد فريقه وأصدر تعليماته للجميع بالابتعاد عن “المادة” الغريبة. ومع شعور مشترك بالقلق، واصلوا مسيرتهم نحو الضباب المحيط.

“يجب أن ننظر بعين الشك إلى كل شيء في هذا المكان. حتى أننا رسينا لفترة وجيزة في موقع يشبه “فروست” بشكل مخيف في وقت سابق،” أجاب لورانس، وهو يهز رأسه في شك. “لنواصل المضي قدمًا. يمكن أن يكون أصل هذا الضوء العالق هو مكتب الميناء. قد يحمل بعض الوضوح لوضعنا.”

“جزيرة داجر؟” تساءل المساعد الأول، وهو يتقدم ليتفحص النقش الموجود على اللوحة، ووميض الدهشة في عينيه. “لقد عثرت على إشارات إلى هذا المكان… إنها جزيرة صغيرة تقع بالقرب من فروست، وتشتهر برواسبها الغنية من الخامات المعدنية. ومع ذلك، كان لدي انطباع بأنه قد أعيد توظيفها كمنشأة عسكرية قبل بضع سنوات… هل يمكن أن تكون هذه جزيرة داجر بالفعل؟”

بعد ترك منطقة تجميع البضائع خلفهم، غامر فريق الاستكشاف بالصعود على منحدر طفيف، وكان طريقهم مضاءً بشكل خافت بالضوء الناعم الذي يتسلل عبر الضباب. كان كل عضو في المجموعة في حالة تأهب قصوى، وكانت حواسهم متناغمة تمامًا مع الحركة الغريبة داخل الضباب.

باتباع اتجاه الصراخ، حدد لورانس كومة أخرى من الطين الأسود الغريب بعيدًا عن الطريق.

هب نسيم بالكاد ملموس بشكل متقلب عبر الجزيرة، مما أدى إلى تحريك الضباب الرمادي إلى انجراف ضعيف. يبدو أن الأشكال المخيفة التي بالكاد يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة تنتفخ في إيقاع مع البياض، وتظهر وكأنها كائنات واعية تتمايل بلطف في الضباب. وسط الكفن الخافت، أصبح التوهج أكثر بروزًا بشكل مطرد، واقترب أكثر من أي وقت مضى في مجال رؤية الجميع.

وعلى عجل على الحائط المجاور للباب، ربما بخنجر، كانت هناك جملة أصابته بالصدمة – “للبشر عينان فقط!”

وفجأة، توقف المساعد الأول الذي يقود المجموعة فجأة. “ما هذا في العالم؟”

“طين؟” عقد لورانس جبينه، واختار بحكمة عدم لمس الكومة الغريبة. “لماذا يوجد طين هنا؟”

انحنى إلى الأسفل، وعقد حاجبيه وهو يدرس مادة غريبة وجدت على جانب طريقهم.

“هل تخطط لاستكشاف الجزيرة شخصيًا؟” بدا المساعد الأول متفاجئًا. “هذه الجزيرة… إنها غريبة بشكل استثنائي. هناك خطر كامن إذا كنت…”

مع مسدس في يد وفانوس مرفوع في اليد الأخرى، انضم لورانس إلى مساعده الأول ووجه نظره نحو المنظر غير العادي.

اعترف المساعد الأول وهو يهز رأسه بطريقة مستسلمة، “منذ أن اقتربنا من هذه الجزيرة، توقفت الإشارة اللاسلكية المستمرة من فروست التي كنا نعتمد عليها. كما باءت محاولاتنا للاتصال عبر الإشارات الضوئية للحصول على أي رد بالفشل أيضًا.”

أمامهم كومة من مادة رمادية سوداء، يبدو أنها مجففة بشكل واضح بسبب الشقوق التي تشع من حوافها، لكنها لا تزال تظهر عليها علامات اللحظات الأخيرة من حيويتها.

اتجه لورانس نحو المدخل، وقام بضبط أذنيه بعناية بحثًا عن أي أصوات بالداخل قبل أن يستعد لدفعه لفتحه.

الأمر كما لو أن هذه الكومة من الطين كانت تنبض بالحياة في لحظة واحدة، ثم استنزفت كل رطوبتها فجأة في اللحظة التالية.

“حسنٌ. سأقوم بتجميع الفريق.”

“طين؟” عقد لورانس جبينه، واختار بحكمة عدم لمس الكومة الغريبة. “لماذا يوجد طين هنا؟”

كانت حواف الجزيرة قاسية ومزينة بالصخور المسننة التي جعلت الالتحام مستحيلًا. لم يحاول قائد الدفة ذو الخبرة اتباع نهج متهور؛ بدلًا من ذلك، أبحر بمهارة بالبلوط الأبيض ليبدأ رحلة محيطية حذرة حول الجزيرة.

“أعتقد أنني رصدت بعض الطين الأسود المشابه على الرصيف،” ردد أحد البحارة مبدئيًا. “لكن تلك الأشياء كانت متناثرة بالحطام. لقد تجاهلتها ببساطة باعتبارها قمامة…”

“خطر؟” قاطعه لورانس بهزة رأسه استخفافًا. “ربما يكون هناك قدر متساوٍ من المخاطرة بمجرد البقاء على متن السفينة. الغرابة لا تكمن فقط في الجزيرة، بل في هذه المنطقة البحرية بأكملها. نحن محاصرون في شذوذ واسع النطاق، والخطر موجود في كل منعطف داخل دائرة نصف قطرها. على أقل تقدير، قد يوفر لنا مسح الجزيرة بعض المعرفة القيمة.”

أومأ لورانس برأسه اعترافًا، فقط ليعلن بحار آخر فجأة، “هناك كومة أخرى من هذه الأشياء هنا أيضًا!”

الأمر كما لو أن هذه الكومة من الطين كانت تنبض بالحياة في لحظة واحدة، ثم استنزفت كل رطوبتها فجأة في اللحظة التالية.

باتباع اتجاه الصراخ، حدد لورانس كومة أخرى من الطين الأسود الغريب بعيدًا عن الطريق.

“لدينا ميناء في الأفق!” وتردد صدى صرخة البحارة من البرج، مما يشير إلى أول علامة على وجود ميناء آمن على هذه الجزيرة الغامضة.

هل يمكن أن تكون هذه المادة الغامضة منتشرة في جميع أنحاء الجزيرة؟

هل يمكن أن تكون هذه المادة الغامضة منتشرة في جميع أنحاء الجزيرة؟

بدأ شعور مرعب بالخوف يتخلل وعيهم الجماعي، لكن لم يتمكن أحد منهم من التأكد من طبيعة هذا الطين الغامض. لورانس، الذي كان يقظًا دائمًا، حشد فريقه وأصدر تعليماته للجميع بالابتعاد عن “المادة” الغريبة. ومع شعور مشترك بالقلق، واصلوا مسيرتهم نحو الضباب المحيط.

وبعد أن قطعوا مسافة معينة، وصلوا إلى قمة المنحدر. وكما توقع لورانس، تبين أن الموقع هو موقع مكتب الميناء.

وبعد أن قطعوا مسافة معينة، وصلوا إلى قمة المنحدر. وكما توقع لورانس، تبين أن الموقع هو موقع مكتب الميناء.

إن الشعور بالأرض الصلبة تحت أقدامهم خفف إلى حد ما من قلق المستكشفين. وقف لورانس بثبات على الرصيف، وضرب الأرض بقدمه، وتمتم لنفسه بنبرة خافتة، “على الأقل هذه المنصة الخرسانية حقيقية.”

ولوح أمامهم هيكل متواضع مكون من الخرسانة والفولاذ، وضوء أصفر ضعيف ينزف من النوافذ. ومع ذلك، لم تصدر أي أصوات يمكن تمييزها من داخل المبنى عندما كان بابه الأمامي مفتوحًا.

“يجب أن ننظر بعين الشك إلى كل شيء في هذا المكان. حتى أننا رسينا لفترة وجيزة في موقع يشبه “فروست” بشكل مخيف في وقت سابق،” أجاب لورانس، وهو يهز رأسه في شك. “لنواصل المضي قدمًا. يمكن أن يكون أصل هذا الضوء العالق هو مكتب الميناء. قد يحمل بعض الوضوح لوضعنا.”

اتجه لورانس نحو المدخل، وقام بضبط أذنيه بعناية بحثًا عن أي أصوات بالداخل قبل أن يستعد لدفعه لفتحه.

“لا يبدو أن هذا المكان قد تم التخلي عنه لفترة طويلة،” تمتم المساعد الأول، مستوعبًا ما يحيط بهم. “يبدو كما لو كان رصيفًا صاخبًا قبل بضعة أيام فقط.”

ولكن فجأة تجمد في مساراته.

أمامهم كومة من مادة رمادية سوداء، يبدو أنها مجففة بشكل واضح بسبب الشقوق التي تشع من حوافها، لكنها لا تزال تظهر عليها علامات اللحظات الأخيرة من حيويتها.

وعلى عجل على الحائط المجاور للباب، ربما بخنجر، كانت هناك جملة أصابته بالصدمة – “للبشر عينان فقط!”

كانت حواف الجزيرة قاسية ومزينة بالصخور المسننة التي جعلت الالتحام مستحيلًا. لم يحاول قائد الدفة ذو الخبرة اتباع نهج متهور؛ بدلًا من ذلك، أبحر بمهارة بالبلوط الأبيض ليبدأ رحلة محيطية حذرة حول الجزيرة.


أووووه.

مع مسدس في يد وفانوس مرفوع في اليد الأخرى، انضم لورانس إلى مساعده الأول ووجه نظره نحو المنظر غير العادي.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

أووووه.

وفجأة، توقف المساعد الأول الذي يقود المجموعة فجأة. “ما هذا في العالم؟”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط