نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 385

نهاية المعركة

نهاية المعركة

الفصل 385 “نهاية المعركة”

هناك أبحرت سفينة حربية هائلة داخل كفن من الظلام. يبدو أن وعاءًا غريبًا جُمع معًا من خليط متنوع من الدخان والضباب وبقايا متنوعة. أبحرت هذه المركبة الغامضة بجانب البلوط الأبيض، مغامرة بجرأة نحو النورس، عدوها الذي يلوح في الأفق. تشير الصورة الظلية الغامضة للسفينة، المقنعة بضباب كثيف، إلى نسب مشترك مع البلوط الأبيض، لكنها حافظت على سماتها الفريدة.

الفصل 385 “نهاية المعركة”

كان المنظر الضبابي يتعارض مع صورة لورانس الذهنية للسفينة، ولكن على الرغم من حالتها الواضحة من الخراب والتغيير، إلا أنها نفس السفينة بشكل لا لبس فيه. كان مظهر السفينة غير عادي وغريب الأطوار، لكنه مع ذلك استحضر موجة من الألفة وأعاد إحياء الذكريات القوية تمامًا كما حدث دائمًا في أحلام لورانس.

منذ وقت ليس ببعيد، كان يعتبر النورس منافسًا مخيفًا للبلوط الأبيض. ومع ذلك، في هذا الجو المشحون، وجد لورانس نفسه ينظر إلى الخصم ليس باعتباره خصمًا مهددًا، بل كفريسة مغرية، ناضجة وجاهزة للاستهلاك.

كانت هذه السفينة بالفعل البلوط الأسود. لقد عادت كما لو أنها بعثت من سجلات الماضي، وأبحرت جنبًا إلى جنب مع توأمها، البلوط الأبيض، في تذكير مؤثر برحلاتهما السابقة معًا.

هناك أبحرت سفينة حربية هائلة داخل كفن من الظلام. يبدو أن وعاءًا غريبًا جُمع معًا من خليط متنوع من الدخان والضباب وبقايا متنوعة. أبحرت هذه المركبة الغامضة بجانب البلوط الأبيض، مغامرة بجرأة نحو النورس، عدوها الذي يلوح في الأفق. تشير الصورة الظلية الغامضة للسفينة، المقنعة بضباب كثيف، إلى نسب مشترك مع البلوط الأبيض، لكنها حافظت على سماتها الفريدة.

فجأة، قطع صوت صافرة البخار الثاقب ارتباك القبطان العجوز ونشوته الشبيهة بالحلم. كان الضجيج المنبعث من السفينة الطيفية بمثابة دعوة قاسية للاستيقاظ للورانس بأن هذا ليس وقت الاستذكار الخامل وسط مثل هذه الظروف الحرجة.

“لست متأكدًا تمامًا. على مدى الأيام القليلة الماضية، شعرت وكأنني معزول عنكم جميعًا، محصورًا في بُعد مختلف،” هز الكاهن الشاب الغارق رأسه، وابتسامة ساخرة تلعب على شفتيه، “كان بإمكاني رؤية الجميع، لكن لا أحد يستطيع رؤيتي وكأنني أصبحت “غريبًا” على هذه السفينة. الآن فقط… عندما خضعت السفينة “لتحول” وسط النيران شعرت أن الحاجز بدأ يتلاشى. وفي الوقت نفسه، لاحظت وجود خطأ ما في حالتك العقلية، لذلك حاولت تثبيت عقلك بالشعار المقدس. ولحسن الحظ، تمكنت من القيام بذلك في الوقت المناسب…”

تردد صدى صوت القذائف المخيف الذي ينهمر من السماء مرة أخرى مع استمرار الهجوم القاسي من النورس بلا رحمة. أعيد توجيه تركيز لورانس بسرعة عندما شاهد جرمًا سماويًا مشتعلًا يضرب قوس البلوط الأبيض.

في ومضة، ارتفعت النيران نحو السماء. ابتلعت القذيفة النارية وامتصت من خلال النيران الخضراء النابضة بالحياة التي تجتاح السفينة بالفعل. أدى الاصطدام إلى تمزيق جزء من مقدمة السفينة بوحشية، مما أدى إلى تناثر قطع نارية من المعدن المنصهر في كل الاتجاهات. ومع ذلك، في اللحظة التالية، بدأ الهيكل المدمر في الإصلاح كما لو أن الزمن ينعكس، مما أعاد السفينة إلى حالتها الأصلية وسط الجحيم الأخضر المتصاعد.

في ومضة، ارتفعت النيران نحو السماء. ابتلعت القذيفة النارية وامتصت من خلال النيران الخضراء النابضة بالحياة التي تجتاح السفينة بالفعل. أدى الاصطدام إلى تمزيق جزء من مقدمة السفينة بوحشية، مما أدى إلى تناثر قطع نارية من المعدن المنصهر في كل الاتجاهات. ومع ذلك، في اللحظة التالية، بدأ الهيكل المدمر في الإصلاح كما لو أن الزمن ينعكس، مما أعاد السفينة إلى حالتها الأصلية وسط الجحيم الأخضر المتصاعد.

شعر لورانس بإحساس بالاستنزاف وكأن حيويته وقوة حياته قد أبعدت عن جسده. ومع ذلك، استبدلت الطاقة المفقودة بسرعة بنيران العالم الآخر التي تحيط به. بعد ذلك، انطلقت المدفعية الدفاعية المتمركزة على مقدمة وجوانب البلوط الأبيض، وأطلقت وابلًا من القذائف التي صرخت في الهواء مثل الأرواح الانتقامية، تاركة خلفها آثارًا من الخطوط المتوهجة.

“…ماذا حدث؟” مثل رجل يخرج ببطء من حلم، أدار القبطان رأسه وسأل بنبرة لطيفة.

في نفس الوقت تقريبًا، شنَّ البلوط الأسود المجاور هجومه. تردد صدى هدير المدافع الذي يصم الآذان، وداخل الضباب الأسود المتضخم، ظهرت سلسلة من الومضات الساطعة. انطلقت قذائف شبحية من الضباب، وسقطت بلا رحمة على سفينة العدو من بعيد.

صرخ قلب السفينة البخاري بقوة متجددة، مما دفع سفينة البلوط الأبيض عالية السرعة بالفعل إلى أبعد من ذلك. مثل صقر الصيد السريع، اندفعت السفينة نحو النورس البعيد. أثناء الإبحار بالتوازي، عكس البلوط الأسود سرعة مساعده ومساره.

ممسكًا عجلة القيادة بقبضة لا تنضب، استطاع لورانس أن يشعر بالاهتزازات القوية الناتجة عن كل انفجار مدفع يشع عبر جسم السفينة. بدا أن إدراكه يتضخم، ولا يمتد فقط على طول مسار الأصداف المرتفعة، بل يمتد أيضًا على طول النبضات الإيقاعية لمياه البحر حتى شعر وكأن حواسه تشمل المحيط الشاسع بأكمله. على مسافة بعيدة من حواسه المضخمة، ظهرت سفينة العدو “النورس” مثل منارة مضيئة داخل الظلام المحيط، تنبعث منها هالة هائلة تكاد تعمي.

منذ وقت ليس ببعيد، كان يعتبر النورس منافسًا مخيفًا للبلوط الأبيض. ومع ذلك، في هذا الجو المشحون، وجد لورانس نفسه ينظر إلى الخصم ليس باعتباره خصمًا مهددًا، بل كفريسة مغرية، ناضجة وجاهزة للاستهلاك.

منذ وقت ليس ببعيد، كان يعتبر النورس منافسًا مخيفًا للبلوط الأبيض. ومع ذلك، في هذا الجو المشحون، وجد لورانس نفسه ينظر إلى الخصم ليس باعتباره خصمًا مهددًا، بل كفريسة مغرية، ناضجة وجاهزة للاستهلاك.

ردد مساعده الأول جوس الأمر عبر جسر السفينة، “نعم، بأقصى سرعة!”

وفي غضون لحظات، ارتبطت نيران البلوط الأبيض الانتقامية بالنورس بدقة لا تتزعزع. وتبع ذلك انفجار هائل، حيث وصلت ألسنة اللهب المستعرة إلى السماء. بدت السفينة الحربية الفريدة كما لو أنها تمزقت بوحشية على يد وحش غير مرئي، مع تمزيق جزء كبير منها بوحشية. كشف الجرح الكبير عن الإطار الداخلي الملتوي بشكل غريب لسفينة العدو بتفاصيل قاسية.

ومع ذلك، لم يتجسد أي عرق – لا يزال محجبًا في النيران الطيفية، ولم يظهر شكله الشبيه بالشبح أي علامات على العودة إلى طبيعته.

وعلى الرغم من أن الأضرار التي لحقت كبيرة، إلا أنها لم تكن ضربة قاتلة.

“هذا أنا، الحمد لله، يمكنك رؤيتي أخيرًا،” جاء الرد اللاهث من كاهن السفينة الشاب. بدا وكأنه يلهث للهواء كما لو أنه خرج للتو من البحر العميق. كان رداءه مبتلًا، وكان الماء يتساقط من شعره ورقبته وهو يتحدث، “شكرًا لحماية سماوية العاصفة – لقد كنت أصرخ بجانبك لعدة أيام.”

“بأقصى سرعة،” أمر لورانس، ويداه مثبتتان بقوة على العجلة، وعيناه مركزتان باهتمام على سفينة العدو التي تتقدم بثبات. انه مدرك تمامًا للإجراءات اللاحقة اللازمة لضمان بقاء البلوط الأبيض على قيد الحياة، “نحن بحاجة إلى التجديد.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

ردد مساعده الأول جوس الأمر عبر جسر السفينة، “نعم، بأقصى سرعة!”

“هذا أنا، الحمد لله، يمكنك رؤيتي أخيرًا،” جاء الرد اللاهث من كاهن السفينة الشاب. بدا وكأنه يلهث للهواء كما لو أنه خرج للتو من البحر العميق. كان رداءه مبتلًا، وكان الماء يتساقط من شعره ورقبته وهو يتحدث، “شكرًا لحماية سماوية العاصفة – لقد كنت أصرخ بجانبك لعدة أيام.”

صرخ قلب السفينة البخاري بقوة متجددة، مما دفع سفينة البلوط الأبيض عالية السرعة بالفعل إلى أبعد من ذلك. مثل صقر الصيد السريع، اندفعت السفينة نحو النورس البعيد. أثناء الإبحار بالتوازي، عكس البلوط الأسود سرعة مساعده ومساره.

على الرغم من الصدام الوشيك، لم يُظهر النورس أي نية لتعديل مساره أو إبطاء سرعته. هذه السفينة، التي بدأت هجومًا لا هوادة فيه منذ وصولها، تبدو الآن وكأنها تشبه وحشًا هائجًا غير مفكر. لم تتأثر بالتحولات الجذرية التي حدثت في البلوط الأبيض والمد المتغير للمعركة، فقد تمسكت بحزم بهدفها الأولي، الإبادة الكاملة للعدو.

لقد تجسد شاب كما لو كان يخرج من الأثير، ويخطو عبر النيران الطيفية الصاعدة المحيطة به. أرتدي ثيابًا زرقاء داكنة لكاهن العاصفة، وكان شعارًا مشعًا يلمع على صدره. بخطوات هادفة، تقدم نحو لورانس، ومد يده، وضغط شعاره المتوهج على صدر لورانس.

سفينتان ضخمتان، إحداهما محاطة بلهب أخضر مخيف، والأخرى مغلفة بهندسة ملتوية ومظلمة وخيالية، انطلقتا نحو بعضهما البعض بسرعة مرعبة. انطلقت الصافرة الصاخبة لبوق البخار في الهواء، ويبدو أن صرختها عالية النبرة تمزق نسيج السماء. أدى إطلاق وابل متواصل من القذائف من كلتا السفينتين إلى تحريك سطح المحيط، وأضاء قصفهما المكثف المشهد البحري والسماء. تقلصت الفجوة بينهما بسرعة، حيث ضربت نيرانهما المتبادلة هياكل السفينتين بشكل منتظم وممزق هياكل كلتا السفينتين.

ممسكًا عجلة القيادة بقبضة لا تنضب، استطاع لورانس أن يشعر بالاهتزازات القوية الناتجة عن كل انفجار مدفع يشع عبر جسم السفينة. بدا أن إدراكه يتضخم، ولا يمتد فقط على طول مسار الأصداف المرتفعة، بل يمتد أيضًا على طول النبضات الإيقاعية لمياه البحر حتى شعر وكأن حواسه تشمل المحيط الشاسع بأكمله. على مسافة بعيدة من حواسه المضخمة، ظهرت سفينة العدو “النورس” مثل منارة مضيئة داخل الظلام المحيط، تنبعث منها هالة هائلة تكاد تعمي.

وقف لورانس وطاقمه على سطح قيادة البلوط الأبيض، وكانت أنظارهم موجهة للأمام بثبات. يبدو أن عقولهم أسيرة موجة قوية من الترقب. لقد تبخر أي أثر للخوف والتردد من النفوس التي كانت على متن السفينة، وحل محله الاستعداد الشديد للصدام الوشيك الذي لا مفر منه. ثم جاءت لحظة الاصطدام.

“لست متأكدًا تمامًا. على مدى الأيام القليلة الماضية، شعرت وكأنني معزول عنكم جميعًا، محصورًا في بُعد مختلف،” هز الكاهن الشاب الغارق رأسه، وابتسامة ساخرة تلعب على شفتيه، “كان بإمكاني رؤية الجميع، لكن لا أحد يستطيع رؤيتي وكأنني أصبحت “غريبًا” على هذه السفينة. الآن فقط… عندما خضعت السفينة “لتحول” وسط النيران شعرت أن الحاجز بدأ يتلاشى. وفي الوقت نفسه، لاحظت وجود خطأ ما في حالتك العقلية، لذلك حاولت تثبيت عقلك بالشعار المقدس. ولحسن الحظ، تمكنت من القيام بذلك في الوقت المناسب…”

تمامًا مثل كرة الثلج الهشة التي ضغطت بقوة على السطح الحارق للفرن المشتعل، انغمست مقدمة النورس في النيران الطيفية المستعرة التي غطت البلوط الأبيض. مصحوبًا بصراخ مرعب وزئير عالٍ يشبه جوقة ملايين يصرخون في وقت واحد، تفكك الهيكل الفولاذي الذي يبدو قويًا تدريجيًا في مواجهة لهيب الزمرد الشديد. مع استمرار الاصطدام الكارثي، بدأ النورس يختفي من مقدمته إلى مؤخرته بين الفكين الناريين للبلوط الأبيض، مما أعطى الانطباع بأن الوحش قد ابتُلع بالكامل.

حتى عندما التهمت ألسنة اللهب الشبحية البرج الأخير من سفينة النورس، لم يتوقف وابل نيران المدافع المتبادلة بين السفينتين للحظة.

ممسكًا عجلة القيادة بقبضة لا تنضب، استطاع لورانس أن يشعر بالاهتزازات القوية الناتجة عن كل انفجار مدفع يشع عبر جسم السفينة. بدا أن إدراكه يتضخم، ولا يمتد فقط على طول مسار الأصداف المرتفعة، بل يمتد أيضًا على طول النبضات الإيقاعية لمياه البحر حتى شعر وكأن حواسه تشمل المحيط الشاسع بأكمله. على مسافة بعيدة من حواسه المضخمة، ظهرت سفينة العدو “النورس” مثل منارة مضيئة داخل الظلام المحيط، تنبعث منها هالة هائلة تكاد تعمي.

في نهاية المطاف، نزل صمت يصم الآذان على ساحة المعركة.

في ومضة، ارتفعت النيران نحو السماء. ابتلعت القذيفة النارية وامتصت من خلال النيران الخضراء النابضة بالحياة التي تجتاح السفينة بالفعل. أدى الاصطدام إلى تمزيق جزء من مقدمة السفينة بوحشية، مما أدى إلى تناثر قطع نارية من المعدن المنصهر في كل الاتجاهات. ومع ذلك، في اللحظة التالية، بدأ الهيكل المدمر في الإصلاح كما لو أن الزمن ينعكس، مما أعاد السفينة إلى حالتها الأصلية وسط الجحيم الأخضر المتصاعد.

بعد هدير النيران وإطلاق النار بلا هوادة، هدأت المدافع الدفاعية للبلوط الأبيض وكذلك الدمدمة الصادرة عن قلبها البخاري. بالإضافة إلى ذلك، بدأت النيران الأثيرية التي كانت مستعرة عبر السفينة في الهدوء، وانتقلت من حالتها العدوانية السابقة إلى حرق لطيف وهادئ على طول هيكل السفينة.

لقد تجسد شاب كما لو كان يخرج من الأثير، ويخطو عبر النيران الطيفية الصاعدة المحيطة به. أرتدي ثيابًا زرقاء داكنة لكاهن العاصفة، وكان شعارًا مشعًا يلمع على صدره. بخطوات هادفة، تقدم نحو لورانس، ومد يده، وضغط شعاره المتوهج على صدر لورانس.

وجد لورانس نفسه مشوشًا للحظات. انزلقت يداه من عجلة القيادة دون أن يلاحظ ذلك، ووجد نفسه يراقب المشهد على سطح القيادة.

على الرغم من الصدام الوشيك، لم يُظهر النورس أي نية لتعديل مساره أو إبطاء سرعته. هذه السفينة، التي بدأت هجومًا لا هوادة فيه منذ وصولها، تبدو الآن وكأنها تشبه وحشًا هائجًا غير مفكر. لم تتأثر بالتحولات الجذرية التي حدثت في البلوط الأبيض والمد المتغير للمعركة، فقد تمسكت بحزم بهدفها الأولي، الإبادة الكاملة للعدو.

أدار البحارة رؤوسهم نحوه واحدًا تلو الآخر. يبدو أن أشكالهم الجسدية تمتزج مع الظهورات الطيفية، مما يلقي شحوبًا غريبًا على وجوههم. بدت عيونهم الفارغة خالية من أي أثر للإدراك البشري أو التعاطف.

سفينتان ضخمتان، إحداهما محاطة بلهب أخضر مخيف، والأخرى مغلفة بهندسة ملتوية ومظلمة وخيالية، انطلقتا نحو بعضهما البعض بسرعة مرعبة. انطلقت الصافرة الصاخبة لبوق البخار في الهواء، ويبدو أن صرختها عالية النبرة تمزق نسيج السماء. أدى إطلاق وابل متواصل من القذائف من كلتا السفينتين إلى تحريك سطح المحيط، وأضاء قصفهما المكثف المشهد البحري والسماء. تقلصت الفجوة بينهما بسرعة، حيث ضربت نيرانهما المتبادلة هياكل السفينتين بشكل منتظم وممزق هياكل كلتا السفينتين.

رمش لورنس، وشعر بأن أطراف وعيه بدأت تترنح، مما يهدد بإغراقه في الغموض، عندما تجسدت شخصية فجأة على حافة رؤيته.

تمامًا مثل كرة الثلج الهشة التي ضغطت بقوة على السطح الحارق للفرن المشتعل، انغمست مقدمة النورس في النيران الطيفية المستعرة التي غطت البلوط الأبيض. مصحوبًا بصراخ مرعب وزئير عالٍ يشبه جوقة ملايين يصرخون في وقت واحد، تفكك الهيكل الفولاذي الذي يبدو قويًا تدريجيًا في مواجهة لهيب الزمرد الشديد. مع استمرار الاصطدام الكارثي، بدأ النورس يختفي من مقدمته إلى مؤخرته بين الفكين الناريين للبلوط الأبيض، مما أعطى الانطباع بأن الوحش قد ابتُلع بالكامل.

لقد تجسد شاب كما لو كان يخرج من الأثير، ويخطو عبر النيران الطيفية الصاعدة المحيطة به. أرتدي ثيابًا زرقاء داكنة لكاهن العاصفة، وكان شعارًا مشعًا يلمع على صدره. بخطوات هادفة، تقدم نحو لورانس، ومد يده، وضغط شعاره المتوهج على صدر لورانس.

“هذا أنا، الحمد لله، يمكنك رؤيتي أخيرًا،” جاء الرد اللاهث من كاهن السفينة الشاب. بدا وكأنه يلهث للهواء كما لو أنه خرج للتو من البحر العميق. كان رداءه مبتلًا، وكان الماء يتساقط من شعره ورقبته وهو يتحدث، “شكرًا لحماية سماوية العاصفة – لقد كنت أصرخ بجانبك لعدة أيام.”

انبعثت موجة شديدة من الحرارة من صدره، وشعر لورانس أن عقله المتعثر يستعيد توازنه فجأة. عادت إنسانيته وعقلانيته إلى وعيه مثل صدمة كهربائية.

“…ماذا حدث؟” مثل رجل يخرج ببطء من حلم، أدار القبطان رأسه وسأل بنبرة لطيفة.

عندما بدأ ضباب الارتباك ينقشع عن ذهن القبطان، بدا أيضًا أن أفراد الطاقم على متن السفينة البلوط الأبيض قد خرجوا من ذهولهم الطيفي. تبادلوا النظرات كما لو كانوا يحاولون تجميع أجزاء الذاكرة من المواجهة النهائية، والاشتباك المناخي، و”الاصطدام” الضخم بين البلوط الأبيض والنورس. كان رد فعل البعض هو صرخات الرهبة بأثر رجعي، بينما قام آخرون بفحص أجسادهم بشكل غريزي، بينما وجه البعض أنظارهم نحو الكاهن الشاب الذي بدا أنه تجسد على سطح القيادة.

رمش لورنس، وشعر بأن أطراف وعيه بدأت تترنح، مما يهدد بإغراقه في الغموض، عندما تجسدت شخصية فجأة على حافة رؤيته.

ظهرت ثنية على جبين لورانس وهو يتفحص الشاب الذي يقف أمامه. توقف للحظة، ثم قال بتردد، “الكاهن… يانسن؟”

فجأة، قطع صوت صافرة البخار الثاقب ارتباك القبطان العجوز ونشوته الشبيهة بالحلم. كان الضجيج المنبعث من السفينة الطيفية بمثابة دعوة قاسية للاستيقاظ للورانس بأن هذا ليس وقت الاستذكار الخامل وسط مثل هذه الظروف الحرجة.

“هذا أنا، الحمد لله، يمكنك رؤيتي أخيرًا،” جاء الرد اللاهث من كاهن السفينة الشاب. بدا وكأنه يلهث للهواء كما لو أنه خرج للتو من البحر العميق. كان رداءه مبتلًا، وكان الماء يتساقط من شعره ورقبته وهو يتحدث، “شكرًا لحماية سماوية العاصفة – لقد كنت أصرخ بجانبك لعدة أيام.”

بعد هدير النيران وإطلاق النار بلا هوادة، هدأت المدافع الدفاعية للبلوط الأبيض وكذلك الدمدمة الصادرة عن قلبها البخاري. بالإضافة إلى ذلك، بدأت النيران الأثيرية التي كانت مستعرة عبر السفينة في الهدوء، وانتقلت من حالتها العدوانية السابقة إلى حرق لطيف وهادئ على طول هيكل السفينة.

لا تزال بقايا الارتباك باقية داخل لورانس. استغرق الأمر بضع دقائق ليتذكر تدريجيًا ظرفًا غريبًا آخر من الأيام القليلة الماضية.

ردد مساعده الأول جوس الأمر عبر جسر السفينة، “نعم، بأقصى سرعة!”

ينبغي أن يكون كاهن السفينة دائمًا على متنها، تمامًا كما يجب أن تكون الشمس دائمًا في السماء. ومع ذلك، طوال هذا الوقت، لم يضع عينيه على هذا الكاهن الشاب مرة واحدة.

بعد هدير النيران وإطلاق النار بلا هوادة، هدأت المدافع الدفاعية للبلوط الأبيض وكذلك الدمدمة الصادرة عن قلبها البخاري. بالإضافة إلى ذلك، بدأت النيران الأثيرية التي كانت مستعرة عبر السفينة في الهدوء، وانتقلت من حالتها العدوانية السابقة إلى حرق لطيف وهادئ على طول هيكل السفينة.

لم يختفِ الكاهن يانسن عن أعين الجميع فحسب، بل اختفى أيضًا من ذاكرتهم – لدرجة أن الطاقم نسي المبدأ الأساسي المتمثل في “يجب أن يكون هناك كاهن على متن السفينة”.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

لاحظ لورانس الغياب الغريب للشمس، لكنه أدرك الآن فقط أن الكاهن يانسن مفقود أيضًا.

ومع ذلك، لم يتجسد أي عرق – لا يزال محجبًا في النيران الطيفية، ولم يظهر شكله الشبيه بالشبح أي علامات على العودة إلى طبيعته.

“…ماذا حدث؟” مثل رجل يخرج ببطء من حلم، أدار القبطان رأسه وسأل بنبرة لطيفة.

“…ماذا حدث؟” مثل رجل يخرج ببطء من حلم، أدار القبطان رأسه وسأل بنبرة لطيفة.

“لست متأكدًا تمامًا. على مدى الأيام القليلة الماضية، شعرت وكأنني معزول عنكم جميعًا، محصورًا في بُعد مختلف،” هز الكاهن الشاب الغارق رأسه، وابتسامة ساخرة تلعب على شفتيه، “كان بإمكاني رؤية الجميع، لكن لا أحد يستطيع رؤيتي وكأنني أصبحت “غريبًا” على هذه السفينة. الآن فقط… عندما خضعت السفينة “لتحول” وسط النيران شعرت أن الحاجز بدأ يتلاشى. وفي الوقت نفسه، لاحظت وجود خطأ ما في حالتك العقلية، لذلك حاولت تثبيت عقلك بالشعار المقدس. ولحسن الحظ، تمكنت من القيام بذلك في الوقت المناسب…”

شعر لورانس بإحساس بالاستنزاف وكأن حيويته وقوة حياته قد أبعدت عن جسده. ومع ذلك، استبدلت الطاقة المفقودة بسرعة بنيران العالم الآخر التي تحيط به. بعد ذلك، انطلقت المدفعية الدفاعية المتمركزة على مقدمة وجوانب البلوط الأبيض، وأطلقت وابلًا من القذائف التي صرخت في الهواء مثل الأرواح الانتقامية، تاركة خلفها آثارًا من الخطوط المتوهجة.

وبينما يستمع لورانس إلى شرح الكاهن، دارت في ذهنه دوامة من الأفكار والتكهنات غير المنظمة. عند سماع مصطلح “الحالة العقلية غير السليمة”، استولى إحساس متأخر بالخوف على قلبه أخيرًا.

فجأة، قطع صوت صافرة البخار الثاقب ارتباك القبطان العجوز ونشوته الشبيهة بالحلم. كان الضجيج المنبعث من السفينة الطيفية بمثابة دعوة قاسية للاستيقاظ للورانس بأن هذا ليس وقت الاستذكار الخامل وسط مثل هذه الظروف الحرجة.

تذكر لورانس بوضوح الحالة الغريبة التي وجد هو وطاقمه أنفسهم فيها خلال المرحلة الأخيرة من مناوشاتهم مع النورس. أرسلت الذكرى قشعريرة في عموده الفقري، مما جعله يشعر كما لو كان على وشك التعرق البارد.

في نفس الوقت تقريبًا، شنَّ البلوط الأسود المجاور هجومه. تردد صدى هدير المدافع الذي يصم الآذان، وداخل الضباب الأسود المتضخم، ظهرت سلسلة من الومضات الساطعة. انطلقت قذائف شبحية من الضباب، وسقطت بلا رحمة على سفينة العدو من بعيد.

ومع ذلك، لم يتجسد أي عرق – لا يزال محجبًا في النيران الطيفية، ولم يظهر شكله الشبيه بالشبح أي علامات على العودة إلى طبيعته.

وقف لورانس وطاقمه على سطح قيادة البلوط الأبيض، وكانت أنظارهم موجهة للأمام بثبات. يبدو أن عقولهم أسيرة موجة قوية من الترقب. لقد تبخر أي أثر للخوف والتردد من النفوس التي كانت على متن السفينة، وحل محله الاستعداد الشديد للصدام الوشيك الذي لا مفر منه. ثم جاءت لحظة الاصطدام.

حول لورانس نظرته إلى ذراعه، إذ يزال مظهرها شبحيًا وشفافًا، وعقله يعج بعدد لا يحصى من التخمينات.

ردد مساعده الأول جوس الأمر عبر جسر السفينة، “نعم، بأقصى سرعة!”

“هل هذه هي “البركة” من الضائعة؟” هز القبطان المخضرم رأسه، وانزلقت ضحكة لا ترحم من شفتيه. لم يكن متأكدًا مما إذا كان سيعتبر وضعهم الحالي بمثابة ضربة حظ أم مجرد تطور قاسٍ في القدر. “يبدو النجاة تحت الفحص المتواصل لدنكان أبنومار ما هو بالأمر البسيط، لكننا على الأقل نجحنا في ذلك… إذا أردنا، فيمكنا اعتبار هذا بأننا على قيد الحياة…”

ممسكًا عجلة القيادة بقبضة لا تنضب، استطاع لورانس أن يشعر بالاهتزازات القوية الناتجة عن كل انفجار مدفع يشع عبر جسم السفينة. بدا أن إدراكه يتضخم، ولا يمتد فقط على طول مسار الأصداف المرتفعة، بل يمتد أيضًا على طول النبضات الإيقاعية لمياه البحر حتى شعر وكأن حواسه تشمل المحيط الشاسع بأكمله. على مسافة بعيدة من حواسه المضخمة، ظهرت سفينة العدو “النورس” مثل منارة مضيئة داخل الظلام المحيط، تنبعث منها هالة هائلة تكاد تعمي.

بهذه الكلمات، رفع عينيه ببطء، ونظر من خلال فتحة قريبة، مستمتعًا بالبحر الممتد الذي يتدفق بجانب السفينة والسفينة المظلمة الغامضة التي تعكس مسار البلوط الأبيض.

وجد لورانس نفسه مشوشًا للحظات. انزلقت يداه من عجلة القيادة دون أن يلاحظ ذلك، ووجد نفسه يراقب المشهد على سطح القيادة.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

لم يختفِ الكاهن يانسن عن أعين الجميع فحسب، بل اختفى أيضًا من ذاكرتهم – لدرجة أن الطاقم نسي المبدأ الأساسي المتمثل في “يجب أن يكون هناك كاهن على متن السفينة”.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“بأقصى سرعة،” أمر لورانس، ويداه مثبتتان بقوة على العجلة، وعيناه مركزتان باهتمام على سفينة العدو التي تتقدم بثبات. انه مدرك تمامًا للإجراءات اللاحقة اللازمة لضمان بقاء البلوط الأبيض على قيد الحياة، “نحن بحاجة إلى التجديد.”

لا تزال بقايا الارتباك باقية داخل لورانس. استغرق الأمر بضع دقائق ليتذكر تدريجيًا ظرفًا غريبًا آخر من الأيام القليلة الماضية.

تذكر لورانس بوضوح الحالة الغريبة التي وجد هو وطاقمه أنفسهم فيها خلال المرحلة الأخيرة من مناوشاتهم مع النورس. أرسلت الذكرى قشعريرة في عموده الفقري، مما جعله يشعر كما لو كان على وشك التعرق البارد.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط