نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 387

ظهور الهالة المفاجئ

ظهور الهالة المفاجئ

الفصل 387 “ظهور الهالة المفاجئ”

لم يستجب دنكان على الفور، بل رفع يده ووجه تركيزه بعيدًا. بدا أن نظراته تجتاز طول الممر، لكن عينيه العميقتين تشيران إلى تأمل بعيد كما لو كان يفكر في أمور ليست موجودة في حدود المنزل.

في العالم المادي الملموس، أصبح الأشخاص الذين جسدوا ذات يوم أيديولوجيات منحرفة ومظاهر مرعبة في المجال الروحي مجرد آثار ورماد. خفف التلوث الشديد الذي ابتليت به منشأة معالجة مياه الصرف الصحي مؤقتًا، ولكن ربما لم يقدم سوى نظرة سريعة على شبح أكثر قتامة وأكثر تهديدًا، وهو شبح يمكن أن يجتاح الدولة المدينة بأكملها.

“هل نحن مستعدون للعودة إلى الكاتدرائية إذًا؟” استفسر حارس يرتدي ملابس داكنة.

بعد إجراء إحصاء سريع وتقييم للوضع الحالي، وجدت أجاثا أن مشهد المدير الذي يقف في مكان قريب قد لفت انتباهها، إذ تظهر عليه علامات واضحة على تساقط الشعر.

“هل تم التحقق من حالته بالفعل؟” استفسرت أجاثا.

نظرت شيرلي، التي كانت تتوقع توجيهاته الإضافية بفارغ الصبر، في حالة من الارتباك، “هاه؟ ماذا جرى؟”

“إنسان عادي بلا شك، لكنه في حالة من الرعب الشديد،” أكد أحد الحراس بلهجة عميقة وخطيرة. “لا يمكننا استبعاد احتمال التلوث النفسي. ومن المرجح أن يحتاج إلى فترة طويلة من العلاج العقلي والمراقبة المستمرة.”

“أنا… أميل إلى الشعور بالنعاس في اللحظة التي أبدأ فيها القراءة…” ردت شيرلي بطريقة مترددة، ولا تزال غير مرتاحة إلى حد ما في تفاعلاتها مع دنكان في حالته الحالية. بالنسبة لها، بدت ضماداته وملابسه الصارمة الصارمة أكثر خطورة من منصبه السابق كقبطان السفينة. “أنا… سأعود إلى غرفتي وأستأنف واجباتي المدرسية!”

“انقله إلى الكنيسة المحلية،” أمرت أجاثا مع إيماءة برأسها. “وتأكد من أنهم على علم بالظروف الخطيرة هنا في منشأة معالجة مياه الصرف الصحي. يجب أن تخضع المؤسسة بأكملها لتنقية وفحص شامل. يجب أن تستأنف عملياتها فقط عندما نكون متأكدين من أنه تم التعامل مع جميع التهديدات المحتملة بدقة.”

تراجعت شيرلي قليلًا، وكانت غير متأكدة من قدرتها على صياغة رد.

“أنا أفهم يا حارسى البوابة،” اعترف أحد أعضاء الفريق، وفهم التعليمات، ثم نظر إلى أجاثا بتعبير قلق، “لم تواجهي أي تعقيدات، أليس كذلك؟”

لكن ما الذي تجاهلته؟

عقدت أجاثا حاجبيها قائلة، “همم؟ ما الذي يدفعك لطرح هذا السؤال؟”

“إنه على مسافة قريبة،” قاطعه دنكان، مما أدى إلى تقليص همهمة رأس الماعز التي لا تتوقف. نهض ببطء من مقعده خلف المكتب، وعقد حاجبيه معًا وهو يستمع إلى ذلك الرابط الخافت ولكن الملموس بشكل لا لبس فيه، “قريب من… فروست؟”

“لقد بقيت على الجانب الآخر لفترة أطول من المعتاد بالنسبة لك،” أوضح عضو الفريق. “هل نجحت في اكتشاف أي أدلة في عالم الأرواح؟”

لسوء الحظ، لم تتمكن من استخلاص أي معلومات مفيدة من الاستجواب. كان الهراطقة عنيدين ومتحمسين، ولم يكن حتى احتمال الموت يزعزع معتقداتهم التي لا تتزعزع.

عبرت نظرة تفكير وجه أجاثا ذو الخطوط الخافتة. كان هناك إحساس متبقي بالتغاضي عن شيء ما، ولكن على الرغم من التفكير فيه، لم تتمكن من تحديد أي شيء غير عادي – هل يمكن أن يكون هذا تأثيرًا باقيًا من إقامتها الطويلة في المجال الروحي؟ مددت يدها إلى جيب معطفها بحثًا عن قطرات عينها المعتادة، لكنها ترددت وقررت عدم استخدامها.

“هل انتهيت من عملك المكلف به؟” سأل بطريقة غير مبالية.

شعرت أن عينيها بخير على نحو مدهش، كما لو أنها استخدمت القطرات بالفعل قبل عودتها إلى العالم المادي.

بعمق في التفكير، ألقى نظرة تأملية على رأس الماعز المنحوت بدقة على الطاولة، “هل لديك أي فكرة عما يمكن أنه يحدث؟”

“لم تكن هناك أي حادثة مزعجة،” أكدت لعضو فريقها. “و
كان الظهور المفاجئ لهؤلاء المهرطقين غير متوقع، ولهذا السبب استغرقت وقتًا أطول قليلًا لاستجوابهم.”

في العالم المادي الملموس، أصبح الأشخاص الذين جسدوا ذات يوم أيديولوجيات منحرفة ومظاهر مرعبة في المجال الروحي مجرد آثار ورماد. خفف التلوث الشديد الذي ابتليت به منشأة معالجة مياه الصرف الصحي مؤقتًا، ولكن ربما لم يقدم سوى نظرة سريعة على شبح أكثر قتامة وأكثر تهديدًا، وهو شبح يمكن أن يجتاح الدولة المدينة بأكملها.

لسوء الحظ، لم تتمكن من استخلاص أي معلومات مفيدة من الاستجواب. كان الهراطقة عنيدين ومتحمسين، ولم يكن حتى احتمال الموت يزعزع معتقداتهم التي لا تتزعزع.

نظرت شيرلي، التي كانت تتوقع توجيهاته الإضافية بفارغ الصبر، في حالة من الارتباك، “هاه؟ ماذا جرى؟”

لكن ما الذي تجاهلته؟

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

نشأ إحساس غامض بعدم الراحة مرة أخرى في ذهن أجاثا، لكنها تمكنت من الحفاظ على سلوكها الهادئ والرصين أمام فريقها.

“لأن المعرفة تعادل القوة،” أجاب دنكان بعد توقف مؤقت، ونظرته مثبتة بثبات على شيرلي، “إن المفاهيم ذاتها التي تعتبريها مملة ومرهقة هي الركائز التي تدعم عالمنا الحديث والمتحضر. هل فكرتِ يومًا في كيفية عمل السيارات التي تزدحم في الشوارع، والآلات التي تطن بشكل إيقاعي في المصانع، والمحيط الشاسع الذي يمتد خارج مدينتنا؟ أو كيف يبدو الوجود في المدن البعيدة حول العالم؟”

“هل نحن مستعدون للعودة إلى الكاتدرائية إذًا؟” استفسر حارس يرتدي ملابس داكنة.

“لكن الآن، مجرد إرضاء جوعك ليس كافيًا يا شيرلي،” انحنى دنكان ليتوافق مع مستوى عينها، وركز نظرتها بقوة كبيرة، “قد لا تفهمي المغزى الكامل لذلك الآن، ولكن هدفي هو تجربتك لحياة أكثر إشباعًا. لقد ضيعتِ الكثير من الفرص، ولكن الآن بعد أن أصبحتِ جزءًا لا يتجزأ من طاقم سفينتنا، فسوف نعوضك عن كل التجارب التي حرمت منها.”

“نعم، نحن بالفعل سنرحل للعودة إلى الكاتدرائية،” أكدت أجاثا. “من الأهمية الشديدة أن نقوم بسرعة بتنسيق عملية بحث واسعة النطاق لجميع المرافق الموجودة تحت الأرض في جميع أنحاء المدينة. قد تكون الظروف أخطر مما تصورنا في البداية.”

“هل تكرهين الدراسة؟” تساءل وقد ظهرت في صوته لمحة من الإحباط. “أنت تعطي الانطباع بأنك تتعرضين لنوع من العذاب.”

“… هناك شيء غير عادي،” قال دنكان متأملًا. “أستطيع بالفعل إدراك وجود البلوط الأبيض، لكن موقعه… إنه غامض إلى حد ما ويبدو أنه يتأرجح بشكل متقطع…”

عندما بدأت عباءة المساء تتكشف، بدأت الشمس هبوطها البطيء نحو حافة الأفق. ألقت هالة رونية مثيرة للإعجاب ذات حلقتين إشعاعًا رائعًا بالقرب من سطح البحر، في حين تتلون هياكل الدولة المدينة البعيدة بشكل تدريجي بفعل الشمس الغاربة. وكانت النتيجة مشهدًا ساحرًا للمدينة بأكملها وهي تذوب في الشفق المغلف.

“هل انتهيت من عملك المكلف به؟” سأل بطريقة غير مبالية.

تمركز دنكان بالقرب من النافذة النحيلة في الطرف البعيد من الممر في الطابق الثاني. حجب جسده الضخم الضوء المتسلل عبر النافذة بالكامل تقريبًا. كانت عيناه، المرئيتان من خلال الفجوات الصغيرة في ضماداته، تراقبان بصمت أفق الشفق الممتد في المسافة أمامه، وكان عقله على ما يبدو متشابكًا في متاهة من التأملات.

زفر دنكان أنفاسه، واستدار للخلف ليربت على رأس شيرلي بلطف.

فجأة، بدا صدى الخطى الخافت من جانب واحد. حتى دون أن يدير رأسه، تعرف دنكان على الوجود المقترب.

“لأن المعرفة تعادل القوة،” أجاب دنكان بعد توقف مؤقت، ونظرته مثبتة بثبات على شيرلي، “إن المفاهيم ذاتها التي تعتبريها مملة ومرهقة هي الركائز التي تدعم عالمنا الحديث والمتحضر. هل فكرتِ يومًا في كيفية عمل السيارات التي تزدحم في الشوارع، والآلات التي تطن بشكل إيقاعي في المصانع، والمحيط الشاسع الذي يمتد خارج مدينتنا؟ أو كيف يبدو الوجود في المدن البعيدة حول العالم؟”

“هل انتهيت من عملك المكلف به؟” سأل بطريقة غير مبالية.

زفر دنكان أنفاسه، واستدار للخلف ليربت على رأس شيرلي بلطف.

شيرلي، التي فتحت الباب بلطف وكانت على وشك النزول خلسة إلى مطبخ الطابق الأول لتناول وجبة خفيفة سريعة، وجدت نفسها دوغ الحركة على الفور. من الظل القريب، تجسد رأس الكلب المرتعش، وهو يتمتم بنبرة خافتة، “كنت أعلم أننا لا نستطيع أن نبقى مختبئين…”

فجأة، بدا صدى الخطى الخافت من جانب واحد. حتى دون أن يدير رأسه، تعرف دنكان على الوجود المقترب.

“أنا… لقد انتهيت من تمارين البطاقات التعليمية الخاصة بالرياضيات،” تجاهلت شيرلي ملاحظة دوغ المليئة بالندم، ووجهت عيناها بحذر نحو شخصية دنكان المهيبة، الواقفة بجوار النافذة، وكان حضورها هائلًا بدا لا يتزعزع. “لا يزال لدي مجموعة من المفردات المتبقية، ولكنني أشعر بالجوع قليلًا…”

بعد لحظات قليلة من الصمت المطبق، ألقت نظرة حذرة على دنكان وشعرت بأنها مضطرة إلى طرح سؤال كان يتردد في ذهنها، “لماذا أنت مثابر على تعلم القراءة والكتابة… أنا… لا أحتاج إلى الالتحاق بجامعة مثل نينا، وأنا بالتأكيد لا أملك القدرة على أن أصبح باحثة مثل السيد موريس…”

لاحظ دنكان المزيج المميز من الخوف والشكوى في صوت الفتاة الصغيرة، مما دفع ضحكة مكتومة للخروج من شفتيه وهو يستدير لمواجهة شيرلي، “هل ألمحت من قبل إلى أنه غير مسموح لك بتناول الطعام حتى تنتهي من واجباتك المدرسية؟”

رمش، إذ تعكس إحدى عينيه العناصر المعمارية للممر والأسقف المرتفعة للمسكن، بينما بدا أن الأخرى ترى سفينة طيفية محاطة بنار خضراء مخيفة، تائهة بلا هدف في مساحة غامضة يملؤها الضباب.

تراجعت شيرلي قليلًا، وكانت غير متأكدة من قدرتها على صياغة رد.

“لكن الآن، مجرد إرضاء جوعك ليس كافيًا يا شيرلي،” انحنى دنكان ليتوافق مع مستوى عينها، وركز نظرتها بقوة كبيرة، “قد لا تفهمي المغزى الكامل لذلك الآن، ولكن هدفي هو تجربتك لحياة أكثر إشباعًا. لقد ضيعتِ الكثير من الفرص، ولكن الآن بعد أن أصبحتِ جزءًا لا يتجزأ من طاقم سفينتنا، فسوف نعوضك عن كل التجارب التي حرمت منها.”

زفر دنكان أنفاسه، واستدار للخلف ليربت على رأس شيرلي بلطف.

في العالم المادي الملموس، أصبح الأشخاص الذين جسدوا ذات يوم أيديولوجيات منحرفة ومظاهر مرعبة في المجال الروحي مجرد آثار ورماد. خفف التلوث الشديد الذي ابتليت به منشأة معالجة مياه الصرف الصحي مؤقتًا، ولكن ربما لم يقدم سوى نظرة سريعة على شبح أكثر قتامة وأكثر تهديدًا، وهو شبح يمكن أن يجتاح الدولة المدينة بأكملها.

“هل تكرهين الدراسة؟” تساءل وقد ظهرت في صوته لمحة من الإحباط. “أنت تعطي الانطباع بأنك تتعرضين لنوع من العذاب.”

كانت هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها دنكان هذا الاستفسار من شيرلي، ولكن من الواضح أنه كان يثقل كاهل أفكارها لفترة طويلة. من الجلي أن هذه الفتاة الصغيرة، التي لم تلتحق بالمدرسة مطلقًا وكان رفيقها الوحيد كلبًا شيطانيًا، كافحت لفهم دوافع القبطان.

“أنا… أميل إلى الشعور بالنعاس في اللحظة التي أبدأ فيها القراءة…” ردت شيرلي بطريقة مترددة، ولا تزال غير مرتاحة إلى حد ما في تفاعلاتها مع دنكان في حالته الحالية. بالنسبة لها، بدت ضماداته وملابسه الصارمة الصارمة أكثر خطورة من منصبه السابق كقبطان السفينة. “أنا… سأعود إلى غرفتي وأستأنف واجباتي المدرسية!”

“نعم، نحن بالفعل سنرحل للعودة إلى الكاتدرائية،” أكدت أجاثا. “من الأهمية الشديدة أن نقوم بسرعة بتنسيق عملية بحث واسعة النطاق لجميع المرافق الموجودة تحت الأرض في جميع أنحاء المدينة. قد تكون الظروف أخطر مما تصورنا في البداية.”

ومع ذلك، أمسك دنكان بكتف شيرلي بلطف، مما منعها من التراجع بسرعة إلى غرفتها.

أدى تحوله المفاجئ في الحركة إلى جذب انتباه رأس الماعز الجالس على زاوية الطاولة على الفور. استدار بصوت مسموع، “آه، أيها القبطان، كيف يمكنني أن أكون في الخدمة؟ هل حان وقت الطعام بالفعل؟ على الرغم من حالة طاقمنا المنهكة حاليًا، إلا أنني على استعداد تام لتقديم خدمات تناول الطعام بأفضل ما أستطيع. ما المطبخ الذي قد تفضله؟ يمكننا أن نبدأ بالأطباق الجنوبية الشهية، لفائف اللحم المقلي، وشرائح لحم الخنزير اللذيذة، وكعك السمك الرائع، ومجموعة متنوعة من أطباق البيض اللذيذة بما في ذلك البيض المشوي، المطهو على البخار، المسلوق، المطبوخ، المخلل، والمدخن…”

“إذا كنت تشعرين بالتعب، فمن المهم أن تستريحي،” نصح دنكان وهو يهز رأسه بحزم لطيف. “لا تمارسي ضغطًا لا مبرر له على نفسك للدراسة.”

بالإضافة إلى ذلك، سواء كان ذلك من نسج خياله أو حقيقة ملموسة، فقد لاحظ دنكان أيضًا تقلبات كبيرة متعددة في طاقة السفينة، على شاكلة… فانوس ينطلق بشكل متقلب في نسيم عاصف.

حدقت شيرلي في دنكان، وعيناها واسعتان من المفاجأة، لكنها أومأت برأسها سريعًا بالموافقة، ربما خوفًا من أن يتراجع القبطان عن موقفه الذي بدا متساهلًا.

“هل انتهيت من عملك المكلف به؟” سأل بطريقة غير مبالية.

بعد لحظات قليلة من الصمت المطبق، ألقت نظرة حذرة على دنكان وشعرت بأنها مضطرة إلى طرح سؤال كان يتردد في ذهنها، “لماذا أنت مثابر على تعلم القراءة والكتابة… أنا… لا أحتاج إلى الالتحاق بجامعة مثل نينا، وأنا بالتأكيد لا أملك القدرة على أن أصبح باحثة مثل السيد موريس…”

أدى تحوله المفاجئ في الحركة إلى جذب انتباه رأس الماعز الجالس على زاوية الطاولة على الفور. استدار بصوت مسموع، “آه، أيها القبطان، كيف يمكنني أن أكون في الخدمة؟ هل حان وقت الطعام بالفعل؟ على الرغم من حالة طاقمنا المنهكة حاليًا، إلا أنني على استعداد تام لتقديم خدمات تناول الطعام بأفضل ما أستطيع. ما المطبخ الذي قد تفضله؟ يمكننا أن نبدأ بالأطباق الجنوبية الشهية، لفائف اللحم المقلي، وشرائح لحم الخنزير اللذيذة، وكعك السمك الرائع، ومجموعة متنوعة من أطباق البيض اللذيذة بما في ذلك البيض المشوي، المطهو على البخار، المسلوق، المطبوخ، المخلل، والمدخن…”

كانت هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها دنكان هذا الاستفسار من شيرلي، ولكن من الواضح أنه كان يثقل كاهل أفكارها لفترة طويلة. من الجلي أن هذه الفتاة الصغيرة، التي لم تلتحق بالمدرسة مطلقًا وكان رفيقها الوحيد كلبًا شيطانيًا، كافحت لفهم دوافع القبطان.

“البلوط الأبيض؟” توقف رأس الماعز للحظات قبل أن يظهر التعرف عليه، “آه، الباخرة التي سافرت عليها أليس ذات مرة؟ ما الذي أثار ذكره؟ هل ترغب في المطالبة بها كغنائم النصر؟ أنا قادر على وضع استراتيجية شاملة للاستحواذ. هل تفكر في زيادة الطاقم؟ من المحتمل أن نتمكن من إقناع القبطان بـ…”

“لأن المعرفة تعادل القوة،” أجاب دنكان بعد توقف مؤقت، ونظرته مثبتة بثبات على شيرلي، “إن المفاهيم ذاتها التي تعتبريها مملة ومرهقة هي الركائز التي تدعم عالمنا الحديث والمتحضر. هل فكرتِ يومًا في كيفية عمل السيارات التي تزدحم في الشوارع، والآلات التي تطن بشكل إيقاعي في المصانع، والمحيط الشاسع الذي يمتد خارج مدينتنا؟ أو كيف يبدو الوجود في المدن البعيدة حول العالم؟”

“هل تم التحقق من حالته بالفعل؟” استفسرت أجاثا.

فكرت شيرلي في كلماته. يبدو أن لديها فكرة غامضة عما قد تكون عليه “الإجابة الصحيحة”، لكنها في النهاية هزت رأسها بطريقة مترددة، “لا، أنا… لقد كنت دائمًا أؤمن بأن الحصول على ما يكفي من الطعام لإعالة نفسي أمر كافٍ. لم أكرس الكثير من التفكير للمسائل التي تتجاوز ذلك.”

تمركز دنكان بالقرب من النافذة النحيلة في الطرف البعيد من الممر في الطابق الثاني. حجب جسده الضخم الضوء المتسلل عبر النافذة بالكامل تقريبًا. كانت عيناه، المرئيتان من خلال الفجوات الصغيرة في ضماداته، تراقبان بصمت أفق الشفق الممتد في المسافة أمامه، وكان عقله على ما يبدو متشابكًا في متاهة من التأملات.

“لكن الآن، مجرد إرضاء جوعك ليس كافيًا يا شيرلي،” انحنى دنكان ليتوافق مع مستوى عينها، وركز نظرتها بقوة كبيرة، “قد لا تفهمي المغزى الكامل لذلك الآن، ولكن هدفي هو تجربتك لحياة أكثر إشباعًا. لقد ضيعتِ الكثير من الفرص، ولكن الآن بعد أن أصبحتِ جزءًا لا يتجزأ من طاقم سفينتنا، فسوف نعوضك عن كل التجارب التي حرمت منها.”

لقد فهمت جزئيًا وأجابت بنبرة بطيئة ومثقلة، “أوه…”

لاحظت شيرلي دنكان بتعبير غبي قليلًا. لم تستطع أن تفهم تمامًا ما يحاول القبطان نقله، لكن لهجته الصادقة والمهيبة نقلت شعورًا بالدفء.

نشأ إحساس غامض بعدم الراحة مرة أخرى في ذهن أجاثا، لكنها تمكنت من الحفاظ على سلوكها الهادئ والرصين أمام فريقها.

كان هذا الدفء مألوفًا بشكل غريب، وهو نفس النوع الذي أظهره والداها فقط خلال طفولتها.

بالإضافة إلى ذلك، سواء كان ذلك من نسج خياله أو حقيقة ملموسة، فقد لاحظ دنكان أيضًا تقلبات كبيرة متعددة في طاقة السفينة، على شاكلة… فانوس ينطلق بشكل متقلب في نسيم عاصف.

لقد فهمت جزئيًا وأجابت بنبرة بطيئة ومثقلة، “أوه…”

“جيد،” أقرَّ دنكان، وظهرت ابتسامة تدريجية على وجهه بينما يقف على قدميه بثبات. “الآن بعد أن استوعبت هذا المفهوم، لا تترددي في تناول شيء ما لتأكليه واستئناف واجباتك المنزلية. أنا…”

“هل نحن مستعدون للعودة إلى الكاتدرائية إذًا؟” استفسر حارس يرتدي ملابس داكنة.

توقف فجأة في منتصف الجملة.

نظرت شيرلي، التي كانت تتوقع توجيهاته الإضافية بفارغ الصبر، في حالة من الارتباك، “هاه؟ ماذا جرى؟”

عبرت نظرة تفكير وجه أجاثا ذو الخطوط الخافتة. كان هناك إحساس متبقي بالتغاضي عن شيء ما، ولكن على الرغم من التفكير فيه، لم تتمكن من تحديد أي شيء غير عادي – هل يمكن أن يكون هذا تأثيرًا باقيًا من إقامتها الطويلة في المجال الروحي؟ مددت يدها إلى جيب معطفها بحثًا عن قطرات عينها المعتادة، لكنها ترددت وقررت عدم استخدامها.

لم يستجب دنكان على الفور، بل رفع يده ووجه تركيزه بعيدًا. بدا أن نظراته تجتاز طول الممر، لكن عينيه العميقتين تشيران إلى تأمل بعيد كما لو كان يفكر في أمور ليست موجودة في حدود المنزل.

كان هذا الدفء مألوفًا بشكل غريب، وهو نفس النوع الذي أظهره والداها فقط خلال طفولتها.

رمش، إذ تعكس إحدى عينيه العناصر المعمارية للممر والأسقف المرتفعة للمسكن، بينما بدا أن الأخرى ترى سفينة طيفية محاطة بنار خضراء مخيفة، تائهة بلا هدف في مساحة غامضة يملؤها الضباب.

على متن الضائعة، وهي تقطع برشاقة المياه اللامحدودة لمحيط فروست، أعاد دنكان فجأة توجيه انتباهه عن الخريطة البحرية الممتدة على مكتبه.

عندما بدأت عباءة المساء تتكشف، بدأت الشمس هبوطها البطيء نحو حافة الأفق. ألقت هالة رونية مثيرة للإعجاب ذات حلقتين إشعاعًا رائعًا بالقرب من سطح البحر، في حين تتلون هياكل الدولة المدينة البعيدة بشكل تدريجي بفعل الشمس الغاربة. وكانت النتيجة مشهدًا ساحرًا للمدينة بأكملها وهي تذوب في الشفق المغلف.

أدى تحوله المفاجئ في الحركة إلى جذب انتباه رأس الماعز الجالس على زاوية الطاولة على الفور. استدار بصوت مسموع، “آه، أيها القبطان، كيف يمكنني أن أكون في الخدمة؟ هل حان وقت الطعام بالفعل؟ على الرغم من حالة طاقمنا المنهكة حاليًا، إلا أنني على استعداد تام لتقديم خدمات تناول الطعام بأفضل ما أستطيع. ما المطبخ الذي قد تفضله؟ يمكننا أن نبدأ بالأطباق الجنوبية الشهية، لفائف اللحم المقلي، وشرائح لحم الخنزير اللذيذة، وكعك السمك الرائع، ومجموعة متنوعة من أطباق البيض اللذيذة بما في ذلك البيض المشوي، المطهو على البخار، المسلوق، المطبوخ، المخلل، والمدخن…”

ضيق عينيه، وثبت نظراته بلا هوادة على مشهد فروست البعيد، محاولًا تحديد الحضور الحيوي المفاجئ الذي وصل إلى وعيه.

“اصمت، لم أصرف انتباهي لأسمعك تصنف قائمة طهي شاملة،” ألقى دنكان نظرة سريعة على رأس الماعز الثرثار بشكل مفرط، وتعبيره مغطى بطبقة من الجدية. انجرفت نظرته نحو نافذة مقصورة القبطان، وتطلعت في اتجاه فروست وهو يفكر بصوت عالٍ، “البلوط الأبيض؟”

عندما بدأت عباءة المساء تتكشف، بدأت الشمس هبوطها البطيء نحو حافة الأفق. ألقت هالة رونية مثيرة للإعجاب ذات حلقتين إشعاعًا رائعًا بالقرب من سطح البحر، في حين تتلون هياكل الدولة المدينة البعيدة بشكل تدريجي بفعل الشمس الغاربة. وكانت النتيجة مشهدًا ساحرًا للمدينة بأكملها وهي تذوب في الشفق المغلف.

“البلوط الأبيض؟” توقف رأس الماعز للحظات قبل أن يظهر التعرف عليه، “آه، الباخرة التي سافرت عليها أليس ذات مرة؟ ما الذي أثار ذكره؟ هل ترغب في المطالبة بها كغنائم النصر؟ أنا قادر على وضع استراتيجية شاملة للاستحواذ. هل تفكر في زيادة الطاقم؟ من المحتمل أن نتمكن من إقناع القبطان بـ…”

ومع ذلك، أمسك دنكان بكتف شيرلي بلطف، مما منعها من التراجع بسرعة إلى غرفتها.

“إنه على مسافة قريبة،” قاطعه دنكان، مما أدى إلى تقليص همهمة رأس الماعز التي لا تتوقف. نهض ببطء من مقعده خلف المكتب، وعقد حاجبيه معًا وهو يستمع إلى ذلك الرابط الخافت ولكن الملموس بشكل لا لبس فيه، “قريب من… فروست؟”

“انقله إلى الكنيسة المحلية،” أمرت أجاثا مع إيماءة برأسها. “وتأكد من أنهم على علم بالظروف الخطيرة هنا في منشأة معالجة مياه الصرف الصحي. يجب أن تخضع المؤسسة بأكملها لتنقية وفحص شامل. يجب أن تستأنف عملياتها فقط عندما نكون متأكدين من أنه تم التعامل مع جميع التهديدات المحتملة بدقة.”

“البلوط الأبيض بالقرب من فروست؟” أوقف رأس الماعز حديثه فجأة، وتردد صوته بعدم تصديق، “هذا ادعاء سخيف… أليست فروست تحت الحصار حاليًا؟ فرض الأسطول البحري لتيريان حصارًا على الطرق البحرية المحيطة. إذا كانت هناك سفينة أجنبية في المنطقة المجاورة، فمن المؤكد أنه سيبلغك، أليس كذلك؟”

لقد تواجد ظهور البلوط الأبيض فجأة وتكثف بشكل كبير، مثل منارة تشتعل تلقائيًا في ظلام دامس، مما جذب انتباهه بشكل لا يقاوم. لقد كان إحساسًا جديدًا تمامًا، لم يسبق له أن واجهه من قبل.

“… هناك شيء غير عادي،” قال دنكان متأملًا. “أستطيع بالفعل إدراك وجود البلوط الأبيض، لكن موقعه… إنه غامض إلى حد ما ويبدو أنه يتأرجح بشكل متقطع…”

شيرلي، التي فتحت الباب بلطف وكانت على وشك النزول خلسة إلى مطبخ الطابق الأول لتناول وجبة خفيفة سريعة، وجدت نفسها دوغ الحركة على الفور. من الظل القريب، تجسد رأس الكلب المرتعش، وهو يتمتم بنبرة خافتة، “كنت أعلم أننا لا نستطيع أن نبقى مختبئين…”

ضيق عينيه، وثبت نظراته بلا هوادة على مشهد فروست البعيد، محاولًا تحديد الحضور الحيوي المفاجئ الذي وصل إلى وعيه.

“جيد،” أقرَّ دنكان، وظهرت ابتسامة تدريجية على وجهه بينما يقف على قدميه بثبات. “الآن بعد أن استوعبت هذا المفهوم، لا تترددي في تناول شيء ما لتأكليه واستئناف واجباتك المنزلية. أنا…”

لقد تواجد ظهور البلوط الأبيض فجأة وتكثف بشكل كبير، مثل منارة تشتعل تلقائيًا في ظلام دامس، مما جذب انتباهه بشكل لا يقاوم. لقد كان إحساسًا جديدًا تمامًا، لم يسبق له أن واجهه من قبل.

“عديم الفائدة تمامًا عندما يكون ذلك مهمًا حقًا.” لم يستطع دنكان إلا أن يتجهم وهو ينهض من كرسيه، ويتحايل على طاولة الملاحة، ويبدأ اقترابه نحو مخرج مقصورة القبطان.

بالإضافة إلى ذلك، سواء كان ذلك من نسج خياله أو حقيقة ملموسة، فقد لاحظ دنكان أيضًا تقلبات كبيرة متعددة في طاقة السفينة، على شاكلة… فانوس ينطلق بشكل متقلب في نسيم عاصف.

رمش، إذ تعكس إحدى عينيه العناصر المعمارية للممر والأسقف المرتفعة للمسكن، بينما بدا أن الأخرى ترى سفينة طيفية محاطة بنار خضراء مخيفة، تائهة بلا هدف في مساحة غامضة يملؤها الضباب.

بعمق في التفكير، ألقى نظرة تأملية على رأس الماعز المنحوت بدقة على الطاولة، “هل لديك أي فكرة عما يمكن أنه يحدث؟”

ومع ذلك، أمسك دنكان بكتف شيرلي بلطف، مما منعها من التراجع بسرعة إلى غرفتها.

فكر رأس الماعز للحظة وجيزة قبل أن يهز رأسه، “هل تفضل أن أقترح بعض اقتراحات الأطباق بدلًا من ذلك…”

“إذا كنت تشعرين بالتعب، فمن المهم أن تستريحي،” نصح دنكان وهو يهز رأسه بحزم لطيف. “لا تمارسي ضغطًا لا مبرر له على نفسك للدراسة.”

“عديم الفائدة تمامًا عندما يكون ذلك مهمًا حقًا.” لم يستطع دنكان إلا أن يتجهم وهو ينهض من كرسيه، ويتحايل على طاولة الملاحة، ويبدأ اقترابه نحو مخرج مقصورة القبطان.

بعمق في التفكير، ألقى نظرة تأملية على رأس الماعز المنحوت بدقة على الطاولة، “هل لديك أي فكرة عما يمكن أنه يحدث؟”


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“إنه على مسافة قريبة،” قاطعه دنكان، مما أدى إلى تقليص همهمة رأس الماعز التي لا تتوقف. نهض ببطء من مقعده خلف المكتب، وعقد حاجبيه معًا وهو يستمع إلى ذلك الرابط الخافت ولكن الملموس بشكل لا لبس فيه، “قريب من… فروست؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

الفصل 387 “ظهور الهالة المفاجئ”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط